• محمد نور الدين الهاشمي

مصطلح المحجة البيضاء في القرآن والسنة الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

مصطلح المحجة البيضاء في القرآن والسنة

الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

في قراءتنا التفسيرية للمصطلح القرآني  : { الحجة } ذكرنا أن الحجة هو مصدر الدين وبوابة النبوة و محطة الإحتجاج .. بقوة الدليل ومصدرية التشريع الإلهي والنبوي .. وحتى  تكون الحجة بالغة في العطاء استلزم أن يكون الحجة ربانيا في مصدرية  العطاء والتطير والإلهام .. تأتيه جماهير المسلمين والأمم قاصديه لحل إشكالاتهم في دينهم ودنياهم .. وهذا غير ممكنا إلا في النبوة والولاية كونهم المطهرين في الخلق والذين لا يقاس عليهم أحدا كما جاء في المصادر الحديثية عند جميع المسلمين .. وهذا التوصيف لا ينطبق سوى في الإمام علي عليه السلام .. جاء في صحيح مسلم : فيما رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه .قال : ” قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ ، وذكر  ، ثم قال : { أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب  , وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به } فحث على كتاب الله  ، ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي }. فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال ومن هم ؟ قال :هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم .. } (1)

وفي الحديث تبيان الوصية بالثقلين والمحجة البيضاء التي فيها الهدى والنور ، وأحاديث العترة والثقلين هي واسعة في المصادر الحديثية عند جميع المسلمين وفيها بالمجمل التأكيد على مصدرية المرجعية والمحجة والاحتجاج و  النبي والإمام المنصوص عليه ، هم فقط من يملكون شرعية المحجة البيضاء وحق التصريف في الأصول الشرعية .

: المحجـة في اللغة :

{ والمَحَجَّةُ الطريق وقيل جادَّةُ الطريق وقيل مَحَجَّة الطريق سَنَنُه والحَجَوَّجُ الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى وأَنشد أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً نازعه الحُجَّةَ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً غلبه على حُجَّتِه وفي الحديث فَحَجَّ آدمُ موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة } : (2)

.. وفي المصطلح الحديثي النبوي هي قرينة متوازية مع اصطلاح : ” الثقلين ”  و” البيضاء” هي التوصيف المجمل لمحتوي التطهير المطلق المستمر وهو المتمثل في قول الحق تعالى :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33  و ” العترة النبوية هي المطهرة” وأهل البيت عليهم السلام هم المخصوصون ، وأحاديث : العترة والثقلين ..هي التفصيل لمجمل معاني المصطلح : الوصية لوراثة النبوة ، وفي الحديث  :

” تركتكم على المحجة البيضاء “

والوعي في اكتشاف عمق المصطلح هو اكتشاف لجوهر القرآن والنبوة ، وبالكلية هم النور الساطع في الأرض والحجة عقبا للنبوة : وبنزول قوله تعالى :

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214 كانت شمولية التخصيص لمفهوم ” المحجة ” وهو وريث النبوة : أمير المؤمنين عليه السلام  في القرآن ..  قولة صلوات الله عليه وسلامه :

{ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا } (3)

فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : {  أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم  برقبته ثم قال: { إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا } (4)

وحجة الله في العباد ، قال صلى الله عليه وآله :  { أنا وعلي حجة الله على عباده }(5)

وقا ل : { أنا وهذا حجة الله على عباده  }  (6) وقال صلى الله عليه وآله :  { أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة  } وفي رواية :  { الناس من شجر شتى، وأنا وعلي من شجرة واحدة  } (7) وقال صلى الله عليه وآله : { أنا خاتم الأنبياء  و أنت يا علي خاتم الأولياء  } (8) وللتأكيد على صريح المصطلح في أمير المؤمنين على عليه السلام :  {  يا علي أنت بمنزلة الكعبة } وهي : { المحجة  } وقال صلى الله عليه وآله  : { مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة ــ أو المشهورة }: {  النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة   } (9) وعبارة { الحج إليها   }  هي التحديد لمفهوم المحجة وقال : ” أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك ” يعني الخلافة ” فأقبل منهم وان لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك” باب المحجة هو الباب الوحيد للهداية ولم يوصف ويقترن بها سوى أمير المؤمنين علي عليه السلام ،  وهذا الحديث له عميق المدلول لمفهوم : المحجة

. وفي السياق تذكر جملة الروايات الحديثية والتاريخية  الواردة : والمحجة ” عن حذيفة بن اليمان قال : قالوا يارسول الله ألا تستخلف عليا ؟ قال : ” ان تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم ” (10) وفي رواية أخرى :   { ان تستخلفوا عليا ولا أراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء  } (11) أي جسر الهداية  و بوابة النبوة.  كما في المدخل هم  الدائرة المقدسة للإحتجاج  ..

وقول النبي صلى الله عليه وآله :   { ولا أراكم فاعلين  } هو تحديد لبداية الابتعاد عن منبع خط المحجة البيضاء المطهرة .

وهكذا نري كتب المفسرين تؤكد بجملها أن هذا المصطلح  ذو العمق النبوي يمتد الى نهاية الزمان ووعد الآخرة .. أي الربط بين أمير المؤمنين عليه السلام .. و خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام من ولده ..

فقد بينتها الدراسة بما لا يدع مجالا للشك أنه أمير المؤمنـــين u بوجــــه خاص و أهل البيت عليهم السلام  بشكل عام . وقد ذكر أبو نعيم رحمه الله في الحلية :

{ عن حذيــــفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء  } رواه إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيـد بن يثيع عــن علي رضي الله تعالى عنه ” (12) ومعنى الحمل هو الدفع بالقوة العسكرية ..{ وهو مقاتل الناكثين والقاسطين بوصية النبي الأكرم r }..

وقد وردت هذه الدلالات في المفردات الحديثية  العديدة .. وفيه .. { عن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القران كما ضربتكم على تنزيله فقال : أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر  : أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن صاحب النعل قال فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجرة عائشة فبشرناه ” (13)

وفي رواية أخرى : ” إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه هذا خاصف النعل وفي يد علي نعل يخصفها “

وقد أشار صاحب كنز العمال للحديث النبوي : ” إن تستخلفـــوا أبا بكر تجدوه قويا في أمـــــر الله ضعيفا في بدنه وإن تستخلفوا عمر تجدوه قويا في أمر الله قويا في بدنه وإن تستخلفوا عليا  ومـــا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء ” .. وفي تاريخ دمشق  برواية : { عن حذيفة قال ذكرت الإمارة أو الخلافة عنده فقال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم وآله ) : إن تؤمروا أبا بكر تجدوه ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا في بدنه قويا في أمر الله وإن تؤمروا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم } (14)

الحجة والمحجة هي المرجع في الهداية والرشاد والطهارة  ، فأمير المؤمنين هو إمام السنة و منبع أهل السنة الأوائل .. بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهو المحجة البيضاء وبمقام الكعبة المستورة التي تؤتى ولا تأتي كما في الحديث النبوي : ” يا علي أنت بمنزلة الكعبة ”  وكل هذه السمات موجودة في أمـــــير المؤمنين عليه السلام وأنصاره..

” ومن يملك العلم والدليل يكون واقفا مع الحق والنبوة ومن يرفضها يكون نقيضا للحق الإلهي . قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  :

” علي مع الحق والحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” (15)

وقال r : ” علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” (16)

وقد عرّف صاحب لسان العرب :

{ المحجة البيضاء”: بصاحب  الدليل  فقال: ” من عنده أَدلَّة هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا فيَدُلُّونَ عليه الناس يعني يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة ودَلَلْت بهذا الطريق عرفته ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة وأَدْلَلت بالـطريق إِدْلالاً والدَّلِيلة المَحَجَّة البيضاء وهي الدلو وقوله تعالى ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً قيل معنــــــاه تَنْقُصه قليلاً والدَّلاَّل الذي يجمع بين البَيِّعَيْن والاسم الدَّلالة والدِّلالة ما جعلته للدَّليل أَو الدَّلاَّل  } (17) وهكذا قدمنا موجزا مهما لمفهوم المصطلح  القرآني الحديثي  .. ويتكامل هذا المصطلح مع مجموع المصطلحات القرآنية الكريمة التي تؤكد على الحقيقة الإلهية في الولاية .. ولله تعالى الحجة البالغة وهو خليفة الله في أرضه .. قال تعالى :

{قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149

وبالله التوفيق ..

وصلى الله على نبينا المصطفى محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين

المراجع

(1) صحيح مسلمج15/ ص 521 رقم 2408 ط دار المنار القاهرة ..

(2)  لسان العرب : ج2/ 266 ، ج11/247 = مختار الصحاح ج1/167 = المصباح المنير ج1/121

(3) تاريخ دمشق : المصدر السابق ص 192 رقم 238

(4)  تاريخ الطبري المجلد 1/ 542- 543 (مفصلا..)  = كنز العمال ج13/ 114 رقم 36419

(5) ميزان الإعتدال : رقم 5649 ط عيسى الحلبي

(6) نفس المصدر رقم 8596

(7)  السيوطي : تاريخ الخلفاء  ص 136   ط دار الكتب العلمية بيروت

(8) ميزان الإعتدال  نفس المصدر رقم 8596

(9) ابن المغازلي : مناقب أ مير المؤمنين علي u ص 133 رقم 149 =   تاريخ  دمشق

(10) تاريخ دمشق ج42 / 419 رقم 9012

(11) مسند أحمد بن حنبل ج1/108  رقم 859 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الصحيحين ج3/74/ رقم 4435 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = كنز العمال  ج11 /915 رقم الحديث 32966 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 =  المعجم الأوسط ج2/341 الناشر : دار الحرمين – القاهرة ،   1415

(12) تاريخ دمشق  ج42 /419 ،421 ،= ج11/ 48 رقم 9012 ، ، 9015 = تاريخ بغداد ج11/48    رقم 5728

(13) تاريخ دمشق ج42/455 رقم  0 904

(14) كنز العمال ج11 /951 رقم 33072 = تاريخ مدينة دمشق ج42/ 420 ، 421 رقم 9013 ، 9014 ،     9015  = مسند أحمد بن حنبل ج1/108  رقم 859 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الصحيحين ج3/74/ رقم 4435 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = كنز العمال  ج11 /915 رقم الحديث 32966 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 =  المعجم الأوسط ج2/341 الناشر : دار الحرمين – القاهرة ،   1415

(15)  (15) تاريخ مدينة دمشق ج 42 /449 رقم 9025  = تاريخ بغداد  للخطيب البغدادي ص322  رقم 7643 ترجمة : يوسف بن محمد المؤدب . ط دار الكتب العلمية بيروت ط :  1/ 1417ــ 1997

(16) تاريخ بغداد ج1/150 = مجمع الزوائد ج9/168 رقم 14972 = ينابيع المودة ج2/ 9 ــ ط طبعة الأعلمي بيروت ” = المستدرك :ج3/ 134 رقم 4628  الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990  = الطبراني : المعجم الأوسط ج5/135  رقم  4880الناشر : دار الحرمين – القاهرة ، 1415   = المعجم الصغير   ج2/28 رقم   720   الناشر : المكتب الإسلامي , دار عمار – بيروت , عمان  الطبعة الأولى ، 1405 – 1985   =  (11)  حلية الأولياء ج1/64 المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت

(17) ابن منظور :  لسان العرب ــ دار صادر بيروت  ج11/ 247 باب ” دلل ”

طبعة الأولى ، 1997 = السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 137

مصطلح الصيحة فـي القــرآن الكريم الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

مصطلح الصيحة فـي القــرآن الكريم

الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي

الصـيحة كمفهوم ومصطلح  :

الصيحة هي تعبير عن حالة كونية سماوية متعلقة بآخر الزمان وعلامات الساعة وهي بالتالي  مؤشر رباني لقيادة إلهية في الأرض وإذنا بالخروج والتحرك الثوري  العام لمواجهة حالة الطغيان الأرضي بإتجاة إرساء العدل الإلهي وإقامة الخلافة الإلهية والنقيض لصرح الظلم العالمي ..

وهي بالكلية نداءا إلهيا في العالم يقوم به سيد الملائكة جبرائيل عليه السلام  يأذن بخروج خليفة الله  المهدي الكامل  عليه السلام وهو  إمام العدل الكوني وحامل مشعل الثورة المسلحة والمتجهة لإسقاط معادلة أنظمة التجزئ والتفسيخ الأرضي وفيه نداء الأمم نحو تحقيق إلهية الثورية بظهور المخلص ومهدي الأمم في العالم . وهي رغم تعددية رموزها  وتوصيفها القرآني تؤكد جوهر الحالة الربانية والتحقيق الإلهي للوعد القرآني بالعلو الإلهي الخاتم في زمن وعد الآخرة ..

وفي تعريف النداء كما أوردناه في كتابنا المهدي عليه السلام :

” إنما هو صرخة مدوية ربانية وهي حدث إلهي معجز يقوم به السيد جبرائيل عليه السلام ينبئهم فيه عن خروج الإمام المهدي في الأمم لنشر رايات العدل، والصوت الذي ورد في مجمل الأحاديث يجيء في سياق هذا النداء المدوي أو أن جبرائيل يحدث صوتا في الحج في السماء لينبه الناس للنداء السماوي الحتمي الحدوث والذي سيكون فيه النور الإلهي قد ظهر وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. ” (1)

ــ الصيحـة في القرآن :

وقد وردت في القرآن صريحة  بصيغة المفرد بعدد توحيدي مفرد عدده [ 13 ]  كدليل مجتمع في كل الآيات القرآنية .. لتؤكد مفهوما موحدا وهو تأكيد حالة خروج إمام العدل الإلهي في مواجهة حكومات الجور والظالمين .

وتحقق ذلك في الآيات التالية  :

[ هود /67 ــ هود /94 ــ الحجر /73 ــ الحجر / 83 ــ المؤمنون /41 ــ

العنكبوت / .4 ــ  يس/49 ــ ص /15 ــ ق/42 / القمر/ 31 ــ المنافقون/4 ] .

والملاحظ أن مفرد صيحة قد وردت معّرفة ومتلازمة بصفة وحال واحدة بعدد مفرد 3 مرات في سورة ياسين مخصوصة  ، وهذا ما يعطي علاقة الصيحة الواحدة غير المتعددة في سورة ياسين وهو اسم النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  .. وهو ما يكشف أن الصيحة الواحدة التوحيدية لها سرا مخصوصا بحالة النبوة .

و هي من روح الله جبرائيل عليه السلام  وهي سماوية خالصة الهدف منها الإعلان التوحيدي الخاتم لإمام العدل الإلهي خليفة الله المهدي عليه السلام .. [ خليفة الله الكامل ] .

وقد وردت  بلفظ [ صيحة واحدة ] مرة واحدة في سورة القمر .. و القمر هو محدد قرآني خاص يعبر عنه في التأويل للرؤيا والتفسير على مستوى القرآن والتوراة والإنجيل بالمخلص خليفة الله المهدي عليه السلام .. والشمس هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم .  والصيحة هي تأكيد لحالة ظهور قمر بني هاشم  عليه السلام .. و تتبع النداء السماوي في الحج عند نزول المهدي عليه السلام  وهى  صوت مدوي إعلاني في العوالم يحقق الوعد الإلهي بظهور الوعد الحق وهو خليفة الله الخاتم في الأرض .. وهو ما يمكن الاصطلاح عليه في مبحثنا [ بالإعلان الجبرائيلي ] ..

والملاحظ  في السياق تلازم مصطلح [ الصيحة ] بمصطلح [ الحق ] بعدد مرتين ..في سورة ق/42  وفي سورة المؤمنون / 41 … والمؤمنون المفلحون في السورة هم أصحاب المهدي المنتظر عليهم السلام  في آخر الزمان وهم كما عرفناهم في كتابنا : المهدي ب [ الرجال الإلهيون ] والملاحظة الأهم في قراءتنا للمصطلح  هي تلازم الصيحة بالحق وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. ويصدقه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : [ الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ]  [ اللهم أدر معه الحق حيث دار ]  (2)

و[ يوم الخروج ]  هو يوم الظهور العلني لخليفة الله المهدي عليه السلام ، وقد ورد هذا التلازم مرة واحدة في كل القرآن وفي هذا إعجازا وسرا إلهيا خاص ..

والملاحظ أيضا أن الآية التي سبقتها مباشرة  تتحدث جليا عن [ النداء السماوي ] وهو قوله تعالى :

{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } ق41

والمكان القريب هو [ مكة المشرفة ] كما عند المفسرين ، والملفت هو ارتباط حالة السماع  في الآيتين بالصيحة  والنداء و [ المنادي ]  كما في  القرآن هو السيد جبرائيل عليه السلام وهو قوله تعالى : [  ينَادِ الْمُنَادِ  ] وفي البيان القرآني الصريح في وجود حالة إحيائية قبل الحشر الخاتم وهو قوله تعالى :

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ } 43

وهي إحياء لحالة مخصوصة لأمر آل محمد عليهم السلام في آخر الزمان وهو تحديد مفهومي لحالة الظهور المقدس .. والوصية القرآنية بعدها  بالصبر على ما يقولون من التشكيك والدعايات الفاسدة  ، وهم بلا شك أعداء البيت النبوي عليهم السلام  ، يشككون في النبأ العظيم  وهو في القرآن خبر عن ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام . و أما قوله تعالى :

{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }ق39

فهو قراءة لحالة جديدة في آخر الزمان وهي خروج الشمس من مغربها والتي هي من علامات الساعة النهائية و التي يغلق بها باب التوبة .. وحتى لا يفهم الموضوع بأننا حمّـلنا السياق القرآني التفسيري  ما لا يحتمل ، فقد وردت وصية الصبر في مواجهة الدعاية المعادية  مرة ثانية في القرآن وهو قوله تعالى في سورة طه :

{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى } طه130

ولكن هنا متلازمة بحتمية حالة الرضا للنبي الأعظم محمد صلى الله علية وآله وسلم

[  لَعَلَّكَ تَرْضَى  ] .. وهي لم تجئ بالتعليل التأكيدي سوى مرة واحدة في القرآن الكريم  بدون تكرار .. وجاء تأكيد هذا الرضا الإلهي للنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مرة واحدة في  سورة الضحى وهو قوله تعالى :

{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } الضحى5

وهو وعد مستقبلي متعلق بآخر الزمان أيضا  . وقد  وضحناه في تفسير سورة الضحى بأنه الوعد الرباني  للنبي محمد وآله الطاهرين عليهم السلام .  بحتمية العلو والتتبير الإلهي  للنبي وآله عليهم السلام في آخر الزمان  . وهو قوله تعالى :

{ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى } الضحى4

والآخرة هو وعد الآخرة الذي يسبق الحشر والنشور والحساب وهو المعرّف وفق المصطلح القرآني ب [ القيامة ] .. وفي الآيتين ختمت بالرضا الإلهي  الموعود في آخر الزمان وهي الخيرية المحتومة والمتحققة بظهور خليفة الله المهدي من آل محمد عليهم السلام  والعطاء النهائي يوم الحساب وهي الشفاعة لأهل البيت علهم السلام والمسلمين من بعدهم .. أي في سورة الضحى وعدين  هما الظهور في زمن الآخرة  والشفاعة .

وقد ذكر الطبري رحمه الله  في تفسيره :

[عن السدي عن ابن عباس في قوله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : من رضا محمد صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد من أهل بيته النار  ] . (3)

وفي تفسير ابن كثير : [عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ولسوف يعطيك ربك فترضى ] (4)

[وقال بعضهم : أرجى آية في كتاب الله عز وجل : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } [ الضحى : 5 ] وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار ] (5)

وذكر القرطبي أيضا :

[ روى مسلمة عن ابن إسحاق قال :

{ وللآخرة خير لك من الأولى } أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا وقال ابن عباس : أري النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح الله على أمته بعده فسر بذلك فنزلت جبريل بقوله :

{ وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى ] (6)

[وقول عيسى : { إن تعذبهم فإنهم عبادك } [ المائدة : 118 ] فرفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى فقال الله تعالى لجبريل : ( اذهب إلى محمد – فقل له : إن الله يقول لك : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ) ] وقال علي رضي الله عنه لأهل العراق : إنكم تقولون إن أرجي آية في كتاب الله تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } [ الزمر : 53 ] قالوا : إنا نقول ذلك قال : ولكنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى :

{ ولسوف يعطيك ربك فترضى }

[ وفي الحديث

لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا والله لا أرضى وواحد من أمتي في النار ] (7)

وبهذا يبدو التجلي القرآني وحركته الروحية ظاهرة في علوها النهائي في القدس في زمن خلافة إمام العدل الإلهي  المهدي الموعود عليه السلام .. وهو قوله تعالى في سورة الإسراء :

{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7

وهو الوعد الرباني بخروج المهدي الموعود عليه السلام . بين الركن والمقام حاملا سيف النبي وقميصه ليعطر الأرض ببركة النبوة في أرض البركة  في القدس المقدسة ..  وهو المهدي الموعود سليل النبوة العظمى يجئ شاهرا سيف النبي صلى الله عليه وآله  ليحقق وعد الآخرة في أرض الأبدال الذين لم يبدلوا تبديلا وهو ذلك يوم الخروج الثوري الراسم لمحور القداسة بين مكة والقدس .. حين يضع السيد جبرائيل عليه السلام قدمه اليمنى المطهرة على الحرم المكي  والقدم الأخري على قبة القدس لينادي للمهدي والخروج وبيعة آل النبي محمد الطاهرين عليهم السلام .. وهو التحرير الإلهي الخاتم في أرض السلام .. وهو سر قوله تعالى في علاه :

:    { يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }  ق42

الصيحة في اللغة :

جاء في لسان العرب :

[ الصِّياحُ الصوتُ وفي التهذيب صوتُ كل شيء إِذا اشتدّ صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً بالضم وصَيْحاً وصَيَحاناً بالتحريك وصَيَّحَ صَوَّتَ بأَقصى طاقته يكون ذلك في الناس وغيرهم قال وصاحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصا كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ والمُصايَحَةُ والتصايُحُ أَن يَصِيحَ القومُ بعضهم ببعض والصَّيْحَةُ العذابُ وأَصله من الأَوّل قال الله عز وجل فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ يعني به العذاب ويقال صِيحَ في آلِ فلان إِذا هَلَكُوا فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ أَي أَهلكتهم والصَّيحةُ الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بها والصائِحةُ صَيْحَةُ المَناحةِ يقال ما ينتظرون إِلاَّ مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم قال الله عز وجل وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصيحةُ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ ولو قيل أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث كان جائزاً يذهب به إِلى لفظ الصَّيْحة وقال امرؤ القيس دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ ولكنْ حَديثاً ما حديثُ الرَّواحِلِ ؟ ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ الصَّيْحُ الصِّياحُ والنفر التفرق وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به قال كذوبٌ مَحولٌ يجعلُ اللهَ جُنَّةً لأَيْمانِه من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ أَي من غير قليل ولا كثير وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته وطال وهو في ذلك غَضٌّ وقول رؤبة كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له فإِن كان إِنما فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِيّاً فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى فتم الجزء وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك لغة في تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس مثل صَوَّحَته وأَنشد أَعرابي لذي الرمة ويمو من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّح (8)

[وقال أَبو إِسحاق الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصُخُّ الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فلا تسمع إِلاَّ ما تدعى به للإِحياء وتقول صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صخّاً وفي نسخة من التهذيب أَصخ إِصخاخاً ولا ذكر له في الثلاثي وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فخاف الناس أَن يصيبهم صاخة من السماء هي الصيحة التي تَصُخُّ الأَسماع أَي تقرعها وتصمها قال ابن سيده الصاخة صيحة تصخ الأُذن أَي تطعنها فتصمها لشدتها ومنه سميت القيامة الصاخة يقال كأَنها في أُذنه صاخة أَي طعنة والغرابُ يصُخُّ بمنقاره في دَبَرِ البعير أَي يطعن تقول منه صخ يصخ والصاخة الداهية ] (9)

[ والصاعِقةُ والصَّعْقةُ الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت وقال عز وجل ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا الصَّعْقُ أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ثم استعمل في الموت كثيراً والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه وأَما قوله فصَعِقَ مَنْ في السَّموات فقال ثعلب يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً وأَصْعَقَه قتَله قال ابن مقبل ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ تحت لبَانِه فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها وقوله عز وجل فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون وقرئت يُصْعَقُون أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون والصَّعِقُ الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ قال رؤبة إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً خار خُواراً شديداً والصّاعِقةُ العذابُ وقيل قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته وصَعِقَ الرجلُ فهو صَعِقٌ وصُعِق أَصابته صاعِقةٌ ] ….(10)

وفي القاموس المحيط  :

[والصاعِقةُ والصَّعْقةُ الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت وقال عز وجل ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا الصَّعْقُ أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ثم استعمل في الموت كثيراً والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه وأَما قوله فصَعِقَ مَنْ في السَّموات فقال ثعلب يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً وأَصْعَقَه قتَله قال ابن مقبل ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ تحت لبَانِه فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها وقوله عز وجل فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون وقرئت يُصْعَقُون أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون والصَّعِقُ الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ قال رؤية إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً خار خُواراً شديداً والصّاعِقةُ العذابُ وقيل قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته وصَعِقَ الرجلُ فهو صَعِقٌ وصُعِق أَصابته صاعِقةٌ ] ..(11)

[ الصَّرْخَةُ : الصَّيْحَةُ الشَّديدةُ . وكغُرابٍ : الصَّوْتُ أو شَديدهُ . وتَصَرَّخَ : تَكَلَّفَهُ . والصَّارِخُ : المُغيثُ والمُسْتَغيثُ ضِدٌّ كالصَّريخِ فيهما . والمُصَرِّخُ : المُغِيثُ والمُعِينُ . واصْطَرَخُوا : تَصارَخُوا . والصَّارِخَةُ : الا غاصة مَصْدَرٌ على فاعِلَةٍ وصَوْتُ الا سْتِغَاثةِ . ] (12)

[ولَكِنْ حَديثٌ مَا حَدِيثُ الرَّواحلِ قول الله عزّ وجلّ ” فأَخَذَتْهُمُ ” الصَّيْحَةُ ” ” يعني ” العَذَاب ” . والصَّيْحَةُ أَيضاً : الغَارَةُ إِذا فُوجِئَ الحَيُّ بها . ” والصّائِحةُ : صَيْحَةُ المَنَاحَةِ ” يقال : ما يَنتظِرون إِلاّ مثلَ صَيْحَة الحُبْلَى أَي شَرّاً سيُعاجِلهم . من المَجَاز : عن ابن السّكّيت ] (13)

السياق الخاص للمصطلح في القرآن  :

جاء في قوله تعالى  :

:   { يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }  ق42

وهو يوم خروج خليفة الله المهدي ، وهنا يتلازم مصطلح الخروج  بمصطلح الصيحة ، وآيات سورة ق بكليتها  تؤكد حالة الصدام المحتوم بين الخيار النبوي والخيار الجاهلي الوثني و فيها التحدي الإلهي لحزب الشيطان في الأرض ودعوة للصبر في مواجهة المجرمين قبل طلوع الشمس وغروبها  ــ أي طلوع الشمس من مغربها ــ  وهي من  علامات الساعة الخاتمة  ..  وفيها الأمر الإلهي بالظهور لحالة ختم النبوة في آخر الزمان وهو خليفة الله المهدي عليه السلام والمتحقق ظهوره الحتمي في القرآن والسنة .. بين الركن والمقام بمكة وهو قوله تعالى في السورة :

{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } ق41 .. وفيه الأمر الرباني الصريح لوريث النبوة ورسالة العدل الإلهي في آخر الزمان ، والمنادي هو السيد جبرائيل عليه السلام .. وفي التفسير من مكان قريب هي مكة المشرفة . وتلازم  مصطلح الصيحة والحق والخروج هو تعبير عن حالة تكاملية وصورة واضحة لظهور خليفة الله المهدي عليه السلام لإلقاء البيان التاريخي  للثورة الإلهية وهو ما يعقب النداء والصيحة الملكوتية والتي تهز أركان الكون وتفرز حالة من الانفصام بين خيار الظلم والجور العالمي وحالة القسط والعدل . [ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ] .. وهو تأكيد لحتمية الخروج والثورة الإلهية الخاتمة . قال النبي  صلى الله علية وآله وسلم :  [ بنا بدء الدين وبنا يختم ] وفي رواية أخرى [ بمهدينا يختم ] [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم  لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي ” (14)

والحديث الحسم بين ما إحتوى على قوله r” لو لم يبق من الدنيا”هو قوله  r  : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه وقال بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم “(15)

2-” لن  تذهب الدنيا حتى يملك الدنيا  رجل من  أهل بيتي ، يواطئ إسمه إسمي ” (16)

وقال:r ” لا تنقضي الأيام، ولا يذهب الدهر ، حتى يملك –العرب

رجل من أهل بيتي ، اسمه يواطئ إسمي ” (17)

وفي رواية ” يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين، ويفتح له الفتوح ، فلا يبقى على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله ”  (18)

وهو خروج المهدي الموعود لمقاتلة طابور المفسدين في الأرض .. وعلى رأسهم السفياني الملعون في الأرض وفي السماء حامل تراث الشجرة الملعونة في الأرض في مواجهة خليفة الله المهدي عليه السلام .  والثابت خروج المهدي عليه السلام بين الركن والمقام وخروج السفياني لمواجهته وثورته المقدسة في مكة وهو من المحتومات . وفي الصيحة والخروج المهدوي المبارك يكون الإذلال لقوى المفسدين والمستكبرين  وقد أوردنا في كتابنا المهدي عليه السلام . في السياق :

النداء السماوي وظهور صوت مدوي في الحج

.. يقول تعالى في محكم التنزيل :

” إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ” (2)

يقول الطبرسي في مجمع البيان في شرح الآية .. ” إن المراد بالأعناق الرؤساء والجماعات ” وقال .. ” ذكر أبو حمزة الثما لي في هذه الآية أنها : صوت من السماء في النصف من شهر رمضان ، وتخرج له العواتق من البيوت ” وقال ابن عباس : ” نزلت فينا وفي بني أمية ، قال : سيكون لنا عليهم الدولة ( المهدي !!) فتخضع لنا أعناقهم بعد صعوبتها وتلين  (19)

{وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين } (20)

وقال الإمام الزمخشري في الكشاف في نفس الاتجاه : ” .. في محفل من نواصي الناس مشهود ومرئي فظلت أعناقهم لها خاضعة وروي عن ابن عباس y : ” نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية ” وقال: ” ستكون لنا الدولة عليهم فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة، ويلحقهم هوان بعد عزة”(21)، وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس :

في قوله تعالى :

” {خاضعين} أي ذليلين (22) … وقال قتادة في التفسير :  ” لو شاء

لأنزل الله عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله “(23) هذه والخطاب مفتوح إلى السفياني الأموي وجنده . وعن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله الصادق u يقول : ” خمس علامات قبل القائم u : الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني، فقلت : جعـلـت فـداك إن خرج ( أحد) من أهـل بـيـتـك قبل العلامات أنخرج معه ؟ قال : لا ، قال : فلما كان الغد تلوت هذه الآية {إن نشأ ننزل عليهم} فقلت : أهي الصيحة، فقال : أما لو خضعت أعناق أعداء الله عز وجل وعنه عليه السلام قال : ” تخضع رقابهم – يعني بني أمية – وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر ( المهدي ) عليه السلام .. (24) . و

روى صاحب كتاب ( عقد الدرر ) عن أبي أمامة قال

” سيكون في رمضان صوت ” قالوا : يا رسول الله في أوله  أو أوسطه أو آخره ؟ قال r وآله : ” بل في النصف من شهر رمضان إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا ويخرس فيه سبعون ألفا و تفتق فيه سبعون ألف عذراء “، وقال أمير المؤمنين عليه السلام في الآية ..: ” وهي آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان ” (25)، وعن محمد بن مسلم قال : ” ينادي مناد من السماء باسم القائم ( أي المهدي ) ما بين المشرق والمغرب ، فلا يبق راقد إلا قام ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت وهو صوت جبرائيل الروح الأمين ” (26)

عن شهر بن حوشب قال ، قال رسول الله r وآله : ” في المحرم يناد مناد من السماء ألا أن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا في سنة الصوت والمعمعة “(27) …حدثنا رشدين عن أبي لهيعة بسند عن عمار بن ياسر قال : “إذا قتل النفس الزكية وأخوه ، يقتل بمكة ضيعة، نادى مناد من السماء : إن أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا وعدلا ” وفي رواية .

.” ألا أن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي ” (28)

وعن أمير المؤمنين علي u  قال :

” إذا نادى مناد من السماء أن الحق مع آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي “(29)

وهو .. ” نداء يعم جميع أهل الأرض ويسـمع أهـل كـل لـغة بـلـغـاتـهم :

” قـال البر زنجي :

” و النداء غير الصوت بعد خروجه ” أي المهدي u (30) .

. وعن عبد الله بن مسعود t عن النبي r وآله قال: ” إذا كانت صيحة في رمضان ، فإنه يكون معمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم ، وما المحرم ” يقولها ثلاثا : ” هيهات هيهات، يقتل الناس فيها هرجا هرجا .. قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هدة في النصف من رمضان ، ليلة جمعة، وتكون هدة، توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعة من سنة كثيرة الزلازل فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ( نوافذكم ) ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله تعالى سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك ”  (31)

قال محمد بن صبان الشافعي : ” جاء في الروايات : انه ( أي الإمام المهدي) عند ظهوره ينادي من فوق رأسه ملك : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فتذعن له الناس ويشربون حبه، وإنه يملك الأرض شرقها وغربها وأن الذين يبايعونه بين الركن والمقام بعدد أهل بدر “(32)

وفي تفسير القمي رحمه الله في الآية :

[  قوله ( واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب) قال ينادي المنادي باسم القائم عليه السلام واسم أبيه (ع) (يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) قال صيحة القائم من السماء، ذلك يوم الخروج قال هي الرجعة ، حدثنا احمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن احمد عن عمر بن عبدا لعزيز عن جميل عن أبي عبد الله (ع) في قوله (يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ” قال هي الرجعة.] (33)

مصطلح الرجفة وعلاقته بالصيحة :

ذكرنا في مبحثنا أن الصرخة هي الصوت المدوي الذي تعقب النداء السماوي ولكن مصطلح [ الرجفة ] هو تتمة للصرخة والتي تهدم أركان الظالمين وترعب كيانات المستكبرين حيث تهدم أركان الكفر ومقامات الشرك في الفاتيكان وغيرة وتحدث زلازل في استعلاء المفسدين والذين اعتلوا الشاهقات تمردا على الله وعتوا واستكبارا وبقراءة الآيات الكريمة الواردة في الرجفة نجدها تتكامل في وصف الحدث المدوي حيث اجتثاث  كيانات المجرمين ..

قال تعالى :

{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }الأعراف78

وتقابلها الآية الكريمة :

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود67

فالصيحة في السياقين هي موجهة لسحق الظالمين وفي قوله تعالى : فأخذتهم الرجفة  هي توصيف لحالة ابادة جماعية  لمقامات وكيانات الظالمين والمكذبين بوجه خاص لكونهم تبع للظالمين فأصبحوا في ديارهم جاثمين أي : مقتولين ومفتتين !! .. وهو قوله تعالى :

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }العنكبوت37

والخطاب في الآية موجه لحالة القيادة الإلهية الخاتمة على مستوى النبوة والإمامة في آخر الزمان والله أعلم .. فكذبوه أي خليفة الله في الأرض . والتكذيب هو ذروة التحدي للنبوات  والرسالات وحركات المصلحين المهديين . وهو ذاته في المثال القرآني ما حدث مع قوم نبي الله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام . قال تعالى :

{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } الأعراف155

[عن سعيد بن حيان الأزدي

عن ابن عباس قال السبعون الذي اختار موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم يرضوا بالعجل ولم ينهوا عنه ] (34)

وفي كلا الآيات التي تناولت الرجفة والصيحة تكرر قوله تعالى :

{ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } هود67 ، 94 وفي كلا المصطلحين موجها لحالة الظالمين .

مصطلح الخسف وعلاقته بالصيحة :

قال تعالى :

{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40

ويلاحظ في الآية تتالي المصطلحات القرآنية والملتقاة في نفس الهدف وهي ابادة مقامات الظالمين  وفيها  مصطلح [ حاصبا ] و [ الصيحة ] و [ الخسف ] و [ الغرق ]

والحاصب كما في التفسير هو : [قال : مطر الحجارة إذا خرجتم من البحر

وكان بعض أهل العربية يوجه تأويل قوله { أو يرسل عليكم حاصبا } إلى : أو يرسل عليكم ريحا عاصفا تحصب ويستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر :

( مستقبلين شمال الشام تضربنا  …    بحاصب كنديف القطن منثور )

وأصل الحاصب : الريح تحصب بالحصباء والحصباء : الأرض فيها الرمل والحصى الصغار ] قال تعالى :

أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير  (17)

{ أم أمنتم من في السماء } وهو الله { أن يرسل عليكم حاصبا } وهو التراب فيه الحصباء الصغار { فستعلمون كيف نذير } يقول : فستعلمون أيها الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم إذ كذبتم به ورددتموه على رسولي ] .. (35)

[ قال الرسول الأعظم صلى   الله  عليه وآله وسلم  :

” في أمتي خسف ومسخ وقذف ” قال الحاكم: صحيح على شرط مسام ولم يخرجاه وقال الذهبي  صحيح على شرط مسلم (36)

وعن حذيفة t  قال : قال رسول الله r وآله : ” تكون وقعة بالزوراء  قالوا وما الزوراء ؟ قال : مدينة بالمشرق بين أنهار، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي تقذف بأربعة أصناف من العذاب، بالسيف والخسف والقذف والمسخ ” “فيبعث السفياني جيشا إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف ” (37)

[  فعن قبيصة بن ذؤيب قال : قال رسول الله r وآله :

” ليؤفكن من هذه الأمة قوم قردة وقوم خنازير وليصبحن فيقال خسف بدار بني فلان ودار بني فلان ” وفيه قال r وآله أيضا : ” إن الله تعالى يقول أنا أرجف الأرض بعبادي في خير الليالي ، فمن قبضت فيها من المؤمنين كانت له رحمة وكانت آجالهم التي كتبت عليهم ومن قبضت من الكفار كانت عذابا لهم وكانت آجالهم التي كتبت عليهم ..”

وعن طاووس قال : “

ثلاث رجفات : رجفة باليمن، ورجفة بالشام أشد منها ورجفة بالمشرق وهي الجاحف مضتا إلا بالمشرق ” وهكذا تحيط الزلازل والفتن وطمس الناس أو مسخهم ، فعن خالد بن معدان عن النبي r وآله قال : ” أمتي لا عذاب عليها في الآخرة ، إنما عذابها الزلازل والفتن في الدنيا “

{هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}

فقال رسول الله r وآله : ” إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد ”  (38)

[1716 – حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط  قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كائن فيكم مسخ وخسف وقذف

قالوا يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله

قال نعم وذلك إذا اتخذت القيون والمعازف وشربوا الخمور ولبسوا الحرير

1717 – حدثنا عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية

عن أبي بن كعب رضى الله عنه في قوله تعالى هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم الأنعام65 الآية قال هي أربع وكلهن عذاب فجاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة فالبسوا شيعا وأذيق بعضهم بأس بعض وبقيت اثنتان وهما لا بد واقعتان الخسف والقذف ] (39)

وهذا التسلسل العقابي للظالمين استهدف وجود حالة دمار كلية في حكومات الظالمين وكياناتهم . والخسف في المصطلح لا يختلف عن الرجفات وقد وردت الرجفة في الأحاديث الشريفة من علامات الساعة : وفي كتاب الفتن :

[1690 – حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة عمن حدثه

عن كعب قال يدنو الرب إلى السماء فيرد الماء إلى عنصره وترجف الأرض ويخر الناس لوجوههم سجدا ويعتقون عامة أرقائهم ثم تسكن زمانا ثم تعود فتزلزل بأهلها أشد من المرة الأولى فيعتقون عامة أرقائهم ثم تتصدع ويخسف بطائفة من الأرض وأوديتها والناس حتى إن الرجل ليسري فيمر بالحي وهم سالمون وآخرون مخسوف بهم وإن الرجلين ليطحنان فتصيبهما الصعقة فيموت أحدهما أو تصيبهما في نومهما كذلك وتستصعب الأرض زلزالا كالبرذون الفحل الصعب حتى يلجأ أهل المدن والقرى إلى الجبال فيكونون مع السباع وتحشر حلية الأرض ذهبها وفضتها إلى بيت المقدس وحتى يفتح الرجل والمرأة السفط والجونة فلا يجدان من حليهما شيئا ويتقعقع خشب بيت المقدس وسقفه وتهلك المراعي والدواب وينقطع ملك الجزيرة وأرمينية وتيبس ] ..(40)

الخسف بجيش السفياني :

وفي أدلة الخسف ما جاء في القرآن العظيم في قوله تعالى :

{ يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن تطمس                  وجوها نردها على أدبارها } ( النساء : الآية 47 )

والتفسير واضح وهو وعيد من الله لمن يجيئون من أمة محمد r وآله بعده فقد أتاهم الكتاب : أي القرآن المنزل مصدقا لما جاء في التوراة والإنجيل ، والوعيد مشمول للنصارى الذين والاهم العرب بتركهم القرآن كالصهاينة والمستكبرين فقد هددهم الله في نهاية المرحلة والنهاية بالخسف والمسخ وهذا لم يحدث بكلية ألا في فترة الخسف بالبيداء وهي نبوءة فصلها نبينا محمد r وآله في أحاديث المصدقة لقول القرآن بحتمية هذا الخسف كنصرة وآية إعجازية لمهدي وأهل البيت u في مواجهة أعدائهم من المستكبرين والسفيانيين ” يخسف بهم في البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب “السفيانيين ” وفيهم نزلت الآية .

والدليل الثاني في الخسف نشمله الآية الكريمة : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } (41)

وعن المهاجر بن القبطية قال : سمعت أم سلمه زوج النبي r وآله تقول : قال رسول الله r وآله : ” ليخسفن بقوم يغزون هذا البيت ببيداء من الأرض ” وعن أم سلمه قالت أيضا : ” ذكر رسول الله r وآله الجيش الذي يخسف بالبيداء بهم ” (42) . وقد ذكر الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره في معنى قوله عز وجل في سورة سبأ : { ولو ترى إذا فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } فذكر سنده لرسول الله r وآله ثم قال : قال رسول الله r وآله : وذكر فتنة بين أهل المشرق والمغرب ، فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الواد اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين ، جيشا إلى المشرق وجيشا إلى المدينة حتى إذا نزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربونها .. ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى ّا كانوا بالبيداء بعث الله عز وجل جبرائيل فيقول : يا جبريل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم . وذلك قوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } (43)

وقد ذكر هذه القصة أيضا في تفسيره الإمام أبو جعفر الطبري عن حذيفة عن رسول الله r وآله وذكرها أيضا الإمام أبو بكر

محمد بن الحسن النقاش في تفسيره ” شفاء الصدور ” قال :

” نزلت هذه القصة أيضا في السفياني ، وذلك أنه يخرج من الواد اليابس فـــي أخواله من كلب ، يخطبون علة منابر الشام ، فإذا بلغوا عين التمر محا الله تعالى من قلوبهم الإيمان ” (44) وقد روى ابن عباس t : ” إنها نزلت في الخسف بالبيداء ” . وقال صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن : ” قال أبو حمزة الشمالي : سمعت على بت الحسين والحسن بن الحسن بن علي u يقولان هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم ” . وذكر الأحاديث الواردة في الخسف وانتهى بالقول : ” ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل أذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلا رجلان فلذلك جاء القول : ” وعند جهينة الخبر اليقين ” (45)

وعن أبي جعفر الباقر u  :قال : ” إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكية وهو الذي كتب عليه ، فهرب عامة المسلمين من حرم رسوت الله إلى حرم الله تعالى بمكة ، فإذا بلغوا البيداء خسف بهم فلا ينجو منهم إلا رجلان من كلب إسمهما وبر وبير تحول وجوههما إلى أقفيتهما” (46)

وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسيره للآيات قال : ” أحاديث عديدة في مجملها ما أخرجه ابن أبي شيبة  والطبراني عن أم سلمة قالت : ” يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر فيأتيه عصب العراق وأبدال الشـام ، فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم .. ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب ، فيهزمهم الله تعالى وقال : وكان يقال : أن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب “

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة t عن النبي r وآله قال : ” لا تنتهي البعوث في غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم ” . وأخرج الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنه قال : قال رسول الله r وآله :

” في ذي القعدة تحارب القبائل ، وعامئذ ينهب الحاج ، فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم ، فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره ، يبايعه مثل عدة أهل  بدر، يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء ” وأخرج الحاكم وصححه عن أبي

هريرة قال : قال رسول الله r وآله :” يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق ، وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان ” إلى آخر الأحاديث المروية حتى ينتهي بالخسف السفياني بالبيداء . (47) وقال ابن عطية الأندلسي : في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز في تفسير الآيات : { ولو ترى إذ فزعوا ..} قال ك هذا عذاب الدنيا وقال ابن أبزي

قال : ذلك في جيش يغزوا الكعبة فيخسف بهم في بيداء الأرض .. وأنا لهم التناوش : تعبير عن حالة الحرب والمناوشة الدامية بين المهدي والسفياني في الحرم ومكة عموما . و ” حيل بينهم وبين ما يشتهون ” في مرادهم (48)

وقال الشوكاني في فتح القدير :

” قال سعيد بن جبير :

: هو الخسف الذي يخسف بالبيداء ، فيبقى رجل منهم فيخبر الناس بما لقي من أصحابه فيفزعون ” و ” فلا فوت ” : أي لا يفوتني أحد منهم ولا ينج منهم ناج وقال مجاهد : قلا مهرب . ” وأخذوا من مكان قريب ” من ظهر الأرض أو من في القبور . (49) ” وقد ثبت في الروايات أن جيش الخسف إثنا عشر ألفا وفي رواية سبعين ألفا ” (50) وعن مجاهد عن تبيع قال: ” سيعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف ” (51)

الصوت الشيطاني والثورة المضادة ..

وكما كان صوت جبريل روح الله صوت الوحدة المقدسة للمؤمنين .. فإن صوت إبليس ونداءه هو وصت الثورة المضادة وتوحد الإفساد والشر في قوى المستكبرين .. المراد به خلق حالة إرباك !! وخلط للأوراق !! وينطلق الغوغاء والمهرجين وعملاء الدولار واليانكي .. لشراء العسكر ومرتزقة الزيف .. ويبدوا الدجال في غاية الوضوح في إعلان مسألة بصوت الزيف والخداع .. ويرفع شعار .. اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس !! وقد أثبتت الروايات الصحيحة والمنقولة في مجملها عن أهل البيت عليهم السلام هذا الصراع المرتقب وهنا نعاود الإثبات لصوت الحق والحقيقة حتى لا يرفع للزيف هامة وهو يتدهور في آخر مستنقعات الرذيلة والإرهاب .. وليحترس المؤمنين من صوت عساكر شرطة الدجال القادمين بالإرهاب مرة وبالدولار الهابط سعره مرة أخرى !!أما في رواياتنا المقدسة ففيها ما يكشف هذا الزيف ..

حدثنا الوليد بن مسلم عن شيخ ابن شهاب قال : ” يؤمر من آل أبي سفيان الثاني أميرا على الموسم ويبعث معه بعثا ، فإذا كانوا بالموسم سمعوا مناديا من السماء : ألا إن الأمير هو فلان ، وينادي مناد في السماء: صدق ، فيطول ذلك فلا يدرون أيهما يتبعون ، وإنما يصدق من السماء أول مرة ، فإذا سمعتم ذلك فاعلموا أن كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان هي السفلى ” (52)

حدثنا الوليد ورشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي عليه السلام قال : بعد الخسف ينادي مناد من السماء : إن الحق مع آل محمد في أول النهار ، ثم ينادي مناد في آخر النهار أن الحق في ولد عيسى وذلك نخوة من الشيطان ” (53) . وفي حديث أبا أمامة قال : قال رسول الله r وآله : ” ويتبعه صوت آخر ، فالصوت الأول صوت جبريل u والصوت الثاني صوت

الشيطان ، فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم ” (54) . ” وفي ذي القعدة وذي الحجة يسلب الحاج ” (55) ” ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم أوله بلاء وآخره فرج على أمتي راحلة في ذلك الزمان ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة تفل ألف” (56) .

وعن محمد بن علي u قال : ” الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة فاستمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي : ألا أن فلانا قتل مظلوما يشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير ، فإذا سمعتم الصوت في رمضان – يعني الأول – فلا تشكوا أنه صوت جبريل ، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم المهدي وباسم أبيه ” (57)

ولمزيد من التوضيح نورد النصوص الواردة عن أصحاب أهل البيت u

فقد جاء في صححيه أبي حمزة الثمالي إكمال الدين /6 في حديث عن أبي جعفر u : ” ينادي مناد من السماء أول النهار ، ألا إن الحق مع علي وشيعته ثم ينادي مناد إبليس لعنه الله في آخر النهار ، ألا أن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون ”  .. وفي سنده علي بن محمد بن قتيبة . وفي موثقة زرارة قال : سمعت أبا عبد الله u يقول : ” ينادي مناد من السماء أن فلانا هو الأمير وأن الشيطان ينادي أن فلانا ( يعني السفياني ) وشيعته هم الفائزون ، قلت فمن يعرف الصادق من الكاذب ؟ قال يعرفه الذين كانوا يرددون حديثنا ، ويقولون أنه يكون قبل أن يكون ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون ” (58) ” أي يكون بالحتم نداء الحق السماوي لأهل البيت والمهدي .. وفي هذا قوله تعالى المحقق :

{ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى }(59)

وهكذا ينكشف عمق الإرتباط الجدلي علنيا بين إبليس” الشيطان” وبين السفياني الأموي.وهم الملعونين بوصف الله والنبي r أي جدلية العلاقة بين الحالتين الإفساديتين ، وهي ما وصفها القرآن العظيم ب ” الشجرة الخبيثة” (60) وكذلك ب ” الشجرة الملعونة في القرآن” (61) فعليا بأنه أخطر الموطئين للدجال وظهوره العالمي . وهو الذي يصادم المهدي u نيابة عن المسيخ الدجال والصهيونية الماسونية !! والذلة في حرب النهاية للدجال وعملائه المفسدين .

. وعن أبي عبد الله الصادق u قال :

” فلا يبقى في الأرض يومئذ إلا خضع وذلت رقبته ، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت الأول من السماء . ألا أن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته ، قال: فإذا كان في الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن الأرض ، ثم ينادي ألا أن الحق في عثمان وشيعته فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه ، قال : فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول .. ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرأون منا ويتناولوننا . فيقولون : إن المنادي الأول هو سحرمن سحر أهل البيت. ثم تلا الإمام أبوعبد الله الصادق u قوله عز وجل :  وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر “(62) وهكذا يحاول إبليس من جديد إعادة التاريخ إلى الوراء حيث مؤامرات معاوية الباطلة الزائفة في التاريخ المعاصر !! ولكن القطار يمر سريعا فلا وقت للزيف وآل البيت u يطلون للتاريخ من بوابة الرب العادل .. وهكذا يجند إبليس ولده الدجال لهذه الغاية والنهاية .. لبث النداء الزائف .. لكن الزيف لم يمر طويلا والمهدي يتحرك بعد الخسف نحو الشام والقدس .. ليبكي الدجال دما .. وينثر إبليس الرمال على وجهه كعادته !! والتاريخ لن يعود للوراء .. وحركة النور تسطع مشرقة ..

{ وأشرقت الأرض بنور ربها }  .(63)

ـــ  السياق العام للصيحة في القرآن :

ــ الصيحة في مواجهة الظالمين :

قال تعالى :

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود67

والصيحة هي كمفهوم تعني الرجفة أو الخسف بالظالمين والمتضادين مع شريعة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام . قال القرطبي في التفسير :

[ الصيحة والصياح واحد قيل : صيحة جبريل وقيل : صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم وماتوا وقال هنا : ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة ) وقال في ( الأعراف ) { فأخذتهم الرجفة } ( الأعراف : 78 ) وقد تقدم بيانه هناك وفي التفسير : أنهم لما أيقنوا بالعذاب قال بعضهم لبعض مامقامكم أن يأتيكم الأمر بغتة ؟ ! قالوا : فما نصنع ؟ فأخذوا سيوفهم ورماحهم وعددهم وكانوا فيما يقال اثني عشر ألف قبيلة في كل قبيلة اثنا عشر ألف مقاتل فوقفوا على الطرق والفجاج زعموا يلاقون العذاب فأوحى الله تعالى إلى الملك الموكل بالشمس أن يعذبهم بحرها فأدناها من رؤوسهم فاشتوت أيديهم وتدلت ألسنتهم على صدورهم من العطش ومات كل ما كان معهم من البهائم وجعل الماء يتفور من تلك العيون من غليانه حتى يبلغ السماء لا يسقط على شيء إلا أهلكه من شدة حره فما زالوا كذلك وأوحى الله إلى ملك الموت ألا يقبض أرواحهم تعذيبا لهم إلى ان غربت الشمس فصيح بهم فأهلكوا { فأصبحوا في دارهم جاثمين } أي ساقطين على وجوههم قد لصقوا بالتراب كالطير إذا جثمت ]  (64)

وفي قوله تعالى :  [  ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين  (94)

قوله تعالى : { ولما جاء أمرنا }

قيل : صاح بهم جبريل صيحة فخرجت أرواحهم من أجسادهم { نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة } أي صيحة جبريل وأنت الفعل على لفظ الصيحة وقال في قصة صالح : { وأخذ الذين ظلموا الصيحة } ( هود : 67 ) فذكر على معنى الصياح قال ابن عباس :

ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب أهلكهم الله بالصيحة غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم وقم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم { فأصبحوا في ديارهم جاثمين }(65)

[ يشير إلى قوله تعالى { فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين } / المؤمنون 41 / . ( الصيحة ) صيحة جبريل عليه السلام بالعذاب . ( بالحق ) بالعدل . ( فجعلناهم غثاء ) دمرناهم شبهوا بما يحمله السيل مما بلي واسود من الورق والعيدان ونحوها مبالغة في هلاكهم . ( فبعدا ) هلاكا وطردا من رحمة الله تعالى . ] .. (66)

[وقيل الطاغية الصيحة الشديدة المجاوزة للحد في القوة حتى صرعتهم وأهلكتهم . ( الخزان ) بصيغة المفرد وبصيغة الجمع والمراد الملائكة الموكلون بإرسال الريح بمقادير معينة . ] (67)

[  عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

ثلاث لا يكترثون للحساب و لا تفزعهم الصيحة و لا يحزنهم الفزع الأكبر حامل القرآن يؤديه إلى الله بما فيه يقدم على ربه عز و جل سيدا شريفا حتى يوافق المرسلين و من أذن سبع سنين لا يأخذ على أذانه طمعا و عبد مملوك أدى حق الله من نفسه و حق مواليه ]

(68)

والصيحة كما قلنا من عظائم علامات الساعة ونزول المهدي  [ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : لما مر النبي صلى الله عليه و سلم بالحجر قال : لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت يعني الناقة ترد من هذا الفج و تصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فأخذتهم الصيحة فأهمد الله من تحت السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله قيل من هو ؟ قال : أبو رغال خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه ] .(69)

وفي تفسير أبي السعود ذكر نفس التفسير :

[فأخذتهم الرجفة أي الزلزلة وهكذا في سورة العنكبوت وفي سورة هود وأخذت الذين ظلموا الصيحة أي صيحة جبريل عليه السلام ولعلها من مبادى الرجفة فأسند هلاكهم إلى السبب القريب تارة وإلى البعيد أخرى فأصبحوا في دارهم أي في مدينتهم وفي سورة هودج في ديارهم جاثمين أي ميتين لازمين لأماكنهم لا براح لهم منها الذين كذبوا شعيبا استئناف لبيان ابتلائهم بشئوم قولهم فيما سبق لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا وعقوبتهم بمقابلته والموصول مبتدأ خبره قوله تعالى كأن لم يغنوا فيها أي استؤصلوا بالمرة وصاروا كأنهم لم يقيموا بقريتهم أصلا أي عوقبوا بقولهم ] (70)

[7083 – وبإسناده عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

سوف ترون قبل أن تقوم الساعة أشياء تستنكرونها عظاما تقولون هلكنا حدثنا بهذا ؟ فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة حتى قال : سوف ترون جبالا تزول قبل حق الصيحة وكان يقول لنا : لا تقوم الساعة حتى يدل الحجر على الرجل اليهودي مختبئا كان يطرده رجل مسلم فاطلع قدامه فاختفى فيقول الحجر : ياعبد الله هذا ما تبغي ] ..

(71)

ــ وفي قوله تعالى :

{وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود94

وهو وعدا إلهيا بتدمير أبنية وصروح الظالمين انتقاما منهم لمعصيتهم ومخالفتهم للعلي القدير  وذلك بالصيحة ودمار جبرائيل وملائكته عليهم السلام لمقامات الظالمين . وفيه :

قوله تعالى :

{ ولما جاء أمرنا } قيل : صاح بهم جبريل صيحة فخرجت أرواحهم من أجسادهم

{ نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة }

أي صيحة جبريل وأنت الفعل على لفظ الصيحة وقال في قصة صالح : { وأخذ الذين ظلموا الصيحة } ( هود : 67 ) فذكر على معنى الصياح قال ابن عباس : ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب أهلكهم الله بالصيحة غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم وقم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم { فأصبحوا في ديارهم جاثمين ]  (72)

وفي فتح القدير يقول الشوكاني :

[ قد قدمنا أن الرجفة الزلزلة وأنها تكون تابعة للصيحة لتموج الهواء المفضي إليها { فأصبحوا في ديارهم جاثمين } أي ميتين ] (73)

والصيحة تأتي المخالفين بغتة من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون وهي محددة في القرآن وقت إشراق الشمس ووقت الضحى  وفيه قوله تعالى :

{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } الحجر73

وفي تفسير الطبري :

[ يقول تعالى ذكره : فأخذتهم صاعقة العذاب وهي الصيحة مشرقين : يقول : إذا أشرقوا ومعناه : إذا أشرقت الشمس ونصب مشرقين ومصبحين على الحال بمعنى : إذا أصبحوا وإذ أشرقوا يقال منه : صيح بهم : إذا أهلكوا ] (74)

وفي تفسير القرطبي :

قوله تعالى : { فأخذتهم الصيحة مشرقين } نصب على الحال أي وقت شروق الشمس يقال : أشرقت الشمس أي أضاءت وشرقت إذا طلعت وقيل : هما لغتان بمعنى وأشرق القوم أي دخلوا في وقت شروق الشمس مثل أصبحوا وأمسوا وهو المراد في الآية وقيل : أراد شروق الفجر وقيل : أول العذاب كان عند الصبح وامتد إلى شروق الشمس فكان تمام الهلاك عند ذلك والله أعلم  (75)) العذاب

وفي نفس السورة قوله تعالى :

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ }الحجر83

وهي تعطي نفس المدلول لإثبات عنصر المفاجأة لاجتثاثهم

وكما في تفسير أبو السعود :

[  وقيل أتتهم من السماء صيحة فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم وفي سورة الأعراف فأخذتهم الرجفة أي الزلزلة ولعلها من روادف الصيحة المستتبعة لتموج الهواء تموجا شديدا يفضي إليها كما مر في سورة هود ] (76)

وفي سورة المؤمنون جاء مصطلح الصيحة ليؤكد نفس التوجه قال تعالى :

[  {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }المؤمنون41

وفي تفسير الطبري جاء :  [عن ابن عباس : { فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين } يقول : جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر ]  (77)

وبهذا تكون الصيحة العقاب المدمر وفي الحديث النبوي [ غثاء كغثاء السيل ]  وفي فتح القدير جاء :

[ { فجعلناهم غثاء } أي كغثاء السيل الذي يحمله : والغثاء ما يحمل السيل من بالي الشجر والحشيش والقصب ونحو ذلك مما يحمله على ظاهر الماء والمعنى : صيرهم هلكى فيبسوا كما يبس الغثاء ] (78)

وهكذا يكون العقاب الإلهي متواصلا مع المجرمين  وفيه قوله تعالى :

{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40

وهو ذات المصير في قوله تعالى :

{إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }يس 29

والصيحة الواحدة هي القاضية .. والملاحظ في السياق القرآني للسورة وهي الخاصة بمحمد وآل محمد الطاهرين  وقد ورد مصطلح الصيحة  في السورة ثلاث مرات وفيها جميعا الوعيد بالانتقام  منهم لخصامهم للحق المبين وهو تصوير مستقبلي محتوم مع أعداء النبي وآل بيته عليهم السلام .. قال تعالى :

{مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ }يس49 .. ما ينظرون أي والله أعلم ينتظرون .. لترابطها في الآيات التي قبلها وهي محددة برحيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله تعالى :

{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ }يس28

وهم كما في التفسير الملائكة (79)

و في قوله تعالى [ وما كنا منزلين ]

دليل على حتمية نزول الملائكة . وهنا يرتبط مفهوم الصيحة بالخروج في زمن خليفة الله المهدي عليه السلام . وهو قوله تعالى  :

{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }  ق42

والحق هو خليفة الله المهدي عليه السلام وآل البيت النبوي عليهم السلام .. فهم بجمع الأدلة : الثقلين والحق والقرآن الناطق وورثة العلم وبوابة النبوة وهم حجة الله على الخلق وخليفة الله المهدي عليه السلام ينزل وبين يديه جموع الملائكة

وثبت في الحديث : عن المهدي u  كما رواه القرطبي وصاحب عقد الدرر :

” أن جبرائيل وميكائيل بين ساقتيه ” (80) وقد وضحناه  في كتابنا  (81)

وفي القرآن يرتبط مفهوم الصيحة باتجاهين متلازمين في وعد الآخرة  قال تعالى :

{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ }يس53

وفيه المدلول على حتمية الإحضار ألقسري والجمع المحتوم مع جيش السفياني وذيول حركته المفسدين في الشام .. وهو ما جاء في مدخل سورة الشعراء كما بيناه .  والملاحظ هو ارتباط المفهومين في المصطلح القرآني بين الصيحة والخروج ومفهوم : يوم الجمع أو يوم التلاق وهو في التفسير تقابل حتمي بين أهل السماء وأهل الأرض ونرى والله أعلم في قراءة المصطلح ”  يوم التلاق ” وجهتين أولهما تقابل محتوم بين المهدي عليه السلام   وهو أمر الساعة وعلم الساعة كما بيناه في قراءة المصطلح وفيما بين أعداءه السفيانيين وهو المدخل إلي يوم التلاق الخاتم في المحشر والحساب .. وفي كلى الحالتين يكون الدمار المدوي في الأرض على رؤوس الظالمين وهو قوله تعالى  :

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } القمر31

والتصوير القرآني لوصف الحالة المحتومة .. وفي تفسير الطبري رحمه الله :

[  ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { كهشيم المحتظر } الهشيم : الخيمة

وقال آخرون : بل هو الورق الذي يتناثر من خشب الحطب .. ] (82)

وهو تعبير عن مواجه القيادة الإلهية لحالة الطغيان السفياني وجموع الكفر العالمي المساندة له في حربهم مع خليفة الله المهدي في قلب الحرم  ..

وهو قوله تعالى :

فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ”

والطاغية هي المدمرة لحالة الطغيان وهو قوله تعالى في سورة الإسراء :

” وليتبروا ماعلوا تتبيرا ” ..

وفي تفسير القرطبي رحمه الله :

” والطغيان : مجاوزة الحد ومنه : { إنا لما طغى الماء } الحاقة : 11 أي جاوز الحد وقال الكلبي : بالطاغية بالصاعقة وقال مجاهد : بالذنوب وقال الحسن : بالطغيان فهي مصدر كالكاذبة والعاقبة والعافية أي أهلكوا بطغيانهم وكفرهم وقيل : إن الطاغية عاقر الناقة ” .. (83)

وعاقر الناقة هو قاتل أمير المؤمنين ابن ملجم  أشقى الأشقياء عليه اللعنة الأبدية

ختم البحث :

وهكذا يمكن القول بتواضع أننا لم نوف المصطلح القرآني حقه والمختصر في القول : أن الصرخة والنداء السماوي إنما هي نفخة الروح الإلهية الخاتمة بصوت العدل والقسط الإلهي  في الأرض والعاصمة المنشودة للنبي وآله المطهرين في زمن الوعد الخاتم  والمهدي الموعود هو الختم الإلهي للنبوة المحمدية وهو روح الله الخاتمة والنورانية العادلة في زمن تحرير الأرض والإنسان بنفخة الروح الكاملة في خليفة الله الكامل عليه السلام .. والأحرار المتقين وحدهم  .. الحاملون لمشاعل النور الإلهي والمنظرون بمعجزات المتعالي في زمن المادة والدولار المزيف والساقط حتما ..

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }  الأنعام158

وصلى الله على نبينا محمد و آله الطاهرين

وصحابته المنتجبيـن

المراجع

(1) كتابنا : المهدي : النزول  الخروج  تحرير القدس : باب المعجزات

(2) مجمع الزوائد للهيثمي ج7/476 الناشر : دار الفكر، بيروت – 1412 هـ  = تاريخ بغداد للخطيب البغدادي  ج14/:320 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = تاريخ دمشق ج44/370  ط دار الفكر بيروت  = الكتاب : المحصول في علم الأصول

المؤلف : محمد بن عمر بن الحسين الرازي   الناشر : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – الرياض  الطبعة الأولى ، 1400 تحقيق : طه جابر فياض العلواني ج6/181 = البداية والنهاية :  ج7/361 ـ الناشر : مكتبة المعارف – بيروت

(3) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج12/ 624 : سورة الضحى

(4) تفسير ابن كثير ج4/674 = فتح القدير للشوكاني ج5/651

(5) تفسير القرطبي  : الجامع لأحكام القرآن  ج44/ 185

(6) نفس المصدر السابق ج20/86

(7) نفس المصدر السابق = الكتاب : معالم التنزيل للبغوي ج1/455

(8) لسان العرب ج2/ 521 المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

الناشر : دار صادر – بيروت  الطبعة الأولى

(9) نفس المصدر  ج2/ 33 = تاج العروس ج / 1/ 375

(10) نفس المصدر السابق ج 10/ 198

(11) القاموس المحيط للفيروز آبادي ج 1/ 294 =  تاج العروس ج1/1825

(12) نفس المصدر السابق ج1/ 326

(13) تاج العروس ج 1/1674

(14)عقد الدرر:  ص16 = الدر المنثور ج7/484 ط دار الفكر-روح المعاني ج18/206 ط دار إحياء التراث العربي بيروت =الإعتقاد للبيهقي ج1/215 = تاريخ إبن خلدون ج1/388 -أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني، المعجم الصغير=أخرجه السجستاني في ” سننه”

(15) الداني : السنن الواردة في الفتن ج5/1043،1406، 1504 ط1/1416 دار العاصمة الرياض = وفي المصدر :” قوله (ص) ” لملك فيها رجل من أهل بيتي ” ج5/1055 = المعجم الكبيرج10/33 رقم10216 = مثله : سننه الصواعق المحرقة ج2/477 ط مؤسسة الرسالة 1997

(16)عقد الدرر: ص 24=أخرجه أبو عمرو المقرئ

(17) نفس المصدر :ص24 = أخرجه الإمام أحمد في مسنده

(18)  عقد الدرر ص 25

(19) الطبرسي: مجمع البيان في تفسير القرآن، مجلد 7 ص255= عقد الدرر 76= أنظر كتابنا أهل البيت:    الولاية، التحدي، المواجهة (باب المواجهة)

=  الحاوي للفتاوى ج2/76

(20) الشعراء/ آية 4

(21) الزمخشري : الكشاف ج3/105 ط. دار الفكر

(22) الدر المنثور ج6/ 288 289

(23) البغوي: معالم التنزيل في التفسير والتأويل مجلد4/ 255

(24) محمد فقيه : (مصدر سابق) ص 91-92 عن : روضة الكافي ص 310

(25) عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 76، 78 = كنز العمال ج14/ رقم 38705

(26)  البرزنجي: الإشاعة ص 86= الكوراني ص 250

(27) السيوطي : الحاوي للفتاوي ج2/67= عقد الدرر ص 77

(28) السيوطي: الحاوي للفتاوى ج2/76  = عقد الدرر ص 76- 78

(29) عقد الدرر في أخبار المنتظر 79

(30) البر زنجي: الإشاعة ص 86

(31) عقد الدرر ص 77، ص80

(32)  إسعاف الراغبين المطبوع على (هامش نور الأبصار ) ص 127-128 = القرشي: الإمام محمد المهدي ص 277

(33)  تفسير القمي : سورة ق : ص 327

(34) كتاب الفتن : نفس المصدر السابق ج2/618

(35) تفسير الطبري ج8/  113 = ج12/ 169

(36)  المستدرك ج4/492 رقم 8376 ط1/ دار المكتبة العلمية بيروت 1411-1190 = مجمع الزوائد للهيثمي ج8 /11 ط دار الريان القاهرة = مسند البزار ج4/286 رقم 1457 ط1 مؤسسة القرآن بيروت = مسند أبي يعلي ج7/36 رقم 3945 ط1/ دار المأمون للتراث 1404-1984

(37) عقد الدرر ص63 = السنن الواردة في الفتن ج5/1090

(38) كتاب الفتن لابن حماد ص 371، 372، 373

(39) كتاب الفتن : نفس المصدر السابق ج2/ 616

(40) كتاب الفتن لابن حماد  ج2/209 باب  : ” الخسف والزلازل والرجفة والمسخ “

الناشر : مكتبة التوحيد – القاهرة  الطبعة الأولى ، 1412

(41) ذكره المفسرون كما في دراستنا = محمد فقيه: السفياني وعلامات الظهور ص94

(42)  عقد الدرر ص57

(43) نفس المصدر ص 59،58 = كتاب الفتن لإبن حماد ص 203 = محمد فقيه نفس المصدر ص 114,115

(44) عقد الدرر ص 59 = تفسير الطبري ج2/107 ط دار الفكر بيروت 1405هج

(45)  تفسير القرطبي ج14/ 315 : دار الشعب القاهرة 1372 ط2 = تفسير الطبري ج22/107 ط دار الفكر بيروت 1405 هج = أبو علي الطبرسي : مجمع البيان في تفسير القرآن / المجلد 8/173 ــ 174 = مثله : كنز العمال ج11/397 رقم 31512

(46) كنز العمال ج11/397 رقم 31513 = تفسير الطبري ج2/107 ط دار الفكر بيروت 1405 هـ

(47)  السيوطي : الدر المنثور في التفسير المأثور ج6/ 711 ــ 714 ط دار الفكر 1993 =أنظر حديث الخسف والمهدي : مسند أبوداوود ، وكتاب المهدي ” حديث رقم 4286 = كنز ج14/ رقم 38668

(48) القاضي ابن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز – المجلد 4/426 ــ 427

(49)الشوكاني : فتح القدير ج4/419 ــ 420 ط دار المعرفة بيروت 1997

(50) الإشاعة : للبر زنجي ص 90

(51) نعيم بن حما د ج1/327 رقم 935 ط مكتبة التوحيد القاهرة ط1/1412 هج = عون المعبود ج1/384

(52) كتاب الفتن لإبن حماد ص 208

(53)المصدر السابق ص 209

(54)  عقد الدرر ص 76

(55) الهيثمي : مجمع الزوائد ج7 / 310

(56) الداني : السنن الواردة في الفتن ج5/ 971

(57)  السفياني وعلامات الظهور ص 140

(58) نفس المصدر : رواه المجلسي في البحار 52/206 وروى الطوسي266 مثله

(59) سورة يونس : الآية/ 35

(60) سورة إبراهيم/ 26

(61)  سورة الإسراء/ 60

(62) محمد فقيه: السفياني وعلامات ع الظهور ص 141

(63) كتابنا : المهدي عليه السلام

(64)  تفسير القرطبي ج9/55

(65) نفس المصدر السابق  ج9 / .8

(66)  البخاري ج 4/ 1497 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت

الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987

تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة – جامعة دمشق

(67) نفس المصدر ص1871

(68) شعب الإيمان  ج 2/ 555 رقم   الناشر دار الكتب العلمية بيروت ط1/ 1410

البخاري ج2/351 رقم 3248 = ونفس الرواية ج2/317 رقم   3304(69)

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه

الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990

تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا

تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح على شرط البخاري ومسلم  = صحيح ابن حبان ج14/77 رقم6197 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت

الطبعة الثانية ، 1414 –   1993 تحقيق : شعيب الأرنؤوط   = الطبراني في الأوسط ج9/ 37/ رقم 9069

(70) الكتاب : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم : تفسير أبي السعود ج3/252  المؤلف : محمد بن محمد العمادي أبو السعود

الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت عدد الأجزاء : 9

(71) المعجم الكبير للطبراني ج7/: 265 رقم  7083

الناشر : مكتبة العلوم والحكم ـ الموصل  ط31404 ـــ 1983

(72)  تفسير القرطبي ج9/80

(73) الكتاب : فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ج2/ 753

(74) تفسير الطبري ج 7/ 526

(75) تفسير القرطبي ج10/39

(76) تفسير أبي السعود ج5/87  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

عدد الأجزاء : 9

(77) تفسير الطبري ج9/ 214

(78)  فتح القدير ج3/693 نفس المصدر السابق

(79) تفسير الطبري ج10/437

(80)– الصواعق المحرقة ط. مؤسسة الرسالة بيروت ط/1/ 1997= عقد الدرر ص94 تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط = كذلك  طبعة مكتبة القاهرة ص152باب الآيات رقم /7 ( الفصل الأول)

(81)  يراجع في الموضوع : كتابنا : المهدي   نفس الكتاب ( الملائكة والمهدي ) = عقد الدرر ص   = القرطبي : التذكرة ص 100

(82) تفسير الطبري ج11/561

(83) تفسير القرطبي : ج18/225

تم البحث بحمد الله تعالى

مصطلح الحجة في القرآن الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

 

مصطلح الحجة في القرآن

الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

: النساء/165

وقد ورد هذا المصطلح في القرآن بعدد فردي {7مرات} ليؤكد أن الاحتجاج والحجة والإثبات هو خاصية توحيدية في الأصل اللغوي للمصطلح..

والحجة والاحتجاج هو إحكام الأدلة للوصول للبينة والحقيقة . والبيان الحق هو النور الحق

و{  الحجة البالغة) هي القيمة العليا في الوعي والإدراك والعلم الغيبي لأنها خاصية لله تعالى في علاه أي ذروة البلوغ وسنام الأمر..

وقد وردت في سياق العدد سبعة أيضا مصطلح :{ الحجة البالغة } في القرآن بالمفرد التوحيدي في القرآن وهو توكيد على التوحيد الخالص وإثبات الحجة وقيمتها وسرها في الغيب لله وحده كونه هو علام الغيوب , وبالخصوص فإن هذا المصطلح الفردي إذا ما قورن بأسماء الله تعالى وصفاته وهي أخص خصائصه.. وقد وردت عشرات المرات في سور القرآن وهذا له مبحث آخر.. وقد جاءت مخصوص الجذر في الموضوع (حج) أيضا بشكل فردي (حج وحجيج) 9 مرات وهو إثبات إعجازي له قيمته التوحيدية للحج لأنه إثبات البراءة من آلهة الشرك سجودا لله الواحد القهار .. ومراسيم الحج كلها إثبات للوجهة التوحيدية , وعلى مستوى مصطلح (الحج) في القرآن ورد مصطلح { الحج الأكبر) التوبة : 3 في القرآن مرة واحدة توكيدا لفردية الموضوع وعمق الغاية,  (الحجة البالغة  } :الأنعام/149 .. قال تعالى :

{ فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين  } . وتعانق هذا المصطلح التوحيدي مع مصطلح { الحج الأكبر} التوبة :3

قوله تعالى : {وأذان من الله ورسوله يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله…} وهو إعلان الحجة البالغة والأمر الإلهي بالتوحيد يوم الحج الأكبر والسر هو ورود المصطلحين مرة واحدة كلاهما… في وحدانية المصطلح  وحدانية الأمر الإلهي ووحدانية خليفة الله تعالي ..

وكذلك فردية خليفته المهدي الموعود في الأرض .

وفي لسان العرب { حج  } قال :

{الحج المقصد حج إلينا فلان أي قدم وحجه يحجه حجا قصده , وحججت فلانا واعتمرته أي قصدته .. وحجه يحجه وهو الحج . قال سيبويه : حجه يحجه حجا كما قالوا ذكره ذكرا.. وروي عن أمير المؤمنين  علي بن أبي طالب عليه السلام في قولهم : ما حج ولكنه دج قال: الحج الزيارة والإتيان وإنما سمي حجا لزيارة بيت الله تعالى.. والداجّ الذي يخرج للتجارة.. وفي الحديث: “لم يترك حاجة ولا داجة” والحاج والحاجة أحد الحجاج والداج والداجة : الأتباع يريد الجماعة الحاجة ” ومنه الحديث :{هؤلاء الداج وليسوا بالحاج  } ويقال للرجل كثير الحج إنه لحجّّاج  , {والمحجة الطريق وقيل جادة الطريق وقيل محجة الطريق سننه والحجوج الطريق تستقيم مرة وتعوج أخرى وأنشد: أجَدُّ أيامك من حجوج إذا استقام مرة يعوّج } .

والحجة البرهان وقيل الحجة :  ما دوفع به الخصم وقال الأزهري : الحجة الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة وهو رجل محجاج أي جدِل والتحاجّ التخاصم وجمع الحجة حجج وحجاج وحاجّه محاجّة وحجاجا قارعه الحجة وحجه يحجه حجا غلبه على حجته. قال الأزهري : إنما سميت حجة لأنها تحج أي تقصد لأن القصد لهيا وإليها وكذلك (محجة الطريق) هي المقصد والمسلك .

وفي حديث الدجال :

إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجة عليه. والحجة الدليل والبرهان , يقال حاججته فأنا محاج وحجيج فعيل بمعنى فاعل” . (1)

وفي القاموس المحيط :

” الحج القصد والكف وسبر السَّبَّحة بالمحجاج: للمسبار والغلبة بالحجة وكثرة الاختلاف والتردد وقصد مكة للنسك وهو حاج وحاجج, والمحجاج: الجَدِل, وأحججته: بعثُّه ليحج {وحجَّهُ الله } وحجحج : أقام ونكص وكف وأمسك عما أراد قوله   } .. (2)

المعاني اللغوية الإثبات أن الحجة هو إثبات الحق بالدليل الساطع والبرهان البائن… بعيدا عن التلون والتزييف والدجل في الحوار.. والمنهج والمنهجية في البحث والحوار هو إثبات البرهان الساطع .. وإذا ما كان الدليل بائن يكون صاحبه صاحب حجة وبرهان , ويقال له : حجة : أي عالم يملك العلم الرباني والأدلة والوعي بعمق الدليل والمصطلح ..

ولهذا عندما تكون المحاججة لإثبات الذات على حساب الدين تكون المحاججة  ذاتية بعيدة عن الأهداف النبيلة والحجة الربانية في المقاصد والإنسانية في الدوافع…. وفي حالة الجدال .. لا يثبت البرهان والجدل والمراء النقيض للحجة ويكون صاحبها ضعيف الأدلة فيندفع نحو الجدال العقيم..  { يقال دعوى خالية من الحجة والحجة البينة : تثبت في الأمر والرأي والمتثبت } , “

الحجّ : الغلبة بالحجة- يقال حجه يحجه إذا غلبه على حجته. وفي الحديث : {فحج آدم موسى أي غلبه بالحجة  } وقال الأزهري : الحجة : الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة , وإنما سميت حجة لأنها تحج أي تقصد , لأن القصد لها وإليها وجمع الحجة حجج وحجاج } .. (3)

يقال : {سلك المحجة وهي الطريق.. وقيل جادة الطريق وقيل محجة الطريق : سننه والجمع المحاج. تقول: عليكم بالمناهج والمحاج الواضحة, والحجة بالضم : بصدر بمعنى الاحتجاج والاستدلال . وفي التهذيب محجة الطرق هي المقصد والمسلك  }.  (4)

والحجة: السلطان: الحجة  : البرهان الإلهي { آيات الله  } التوحد في المعنى والمصطلح.. فالأنبياء والأئمة عليهم السلام أجمعين والسلطان هو الإمداد والغوث الإلهي بالمعجزات . وفي العديد من الآيات يكون المصطلح (آيات الله) متبوعا بالأنبياء والحديث عن الأئمة وقد فصلنا الموضوع في مبحثنا { آيات الله  } في القرآن الكريم.

وفي المصباح المنير : { البرهان والحجة فقد برهن عليه أي أقام الحجة والبصر والبصيرة حجة  } (5)

“والبرهان الحجة والدليل أي أنها حجة لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازي الله به وعليه وقيل هي دليل” (6)

وعلى هذا تكون الحجة لازمة شرعية وبدونها لا يكون الحجة بيده احتجاج على من يدعي ضده ويقال : {أجذم الحجة أي لا لسان له يتكلم ولا حجة في يده ” وقال علي عليه السلام: ليست له يد: أي لا حجة له  }  (7)

والإمعة فاقد الدليل – منقطع الحجة – ضعيف الحجة وتقليد الآخرين : النقل عنهم- والأصل بيان الحجة بالبرهان فإذا لزم البرهان تثبت الحجة. ولزم التطبيق للعلم وعند الله عليه الحساب, المنقطع: فو فاقد الدليل والبيان, وهو فاقد البصيرة للبيان” ولهذا كان الأنبياء هم الأقرب للعرفان الإلهي واستلهام الحجة والبرهان بحكم التنزيل والله تعالى عنده { الحجة البالغة  }

وفي الحديث …{المحجة البيضاء } في الاصطلاح الحديثي المقابل لاصطلاح الحجة والبرهان في القرآن وهو كذلك بوابة وعي الاصطلاح الرباني الشامل : {الحجة البالغة } فلا يمكن استيعاب الحجة البالغة إلا للنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو من ملك علمه.. وأمير المؤمنين هو “علي” عليه السلام هو مالك علم النبوة وفي الحديث النبوي : {أنا مدينة العلم وعلي بابها, فمن أراد الدين فعليه بالباب… الحديث }

… البيعة الحجة :

والبيعة للخليفة العادل فيها امتلاك الحجة أو انعقاد الدليل عبر عقد التراضي {يد الله فوق أيديهم  }. والحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:  {من خلع يدا من طاعة لقي الله تعالى لا حجة له } أي من خرج من طاعة سلطانه وعدا عليه بالشر.. والخلع هو غياب السلطان والإدارة, وبه يسمى الإمام أميرا.. إذا عزل خليفة كأنه قد لبس الخلافة والإدارة ثم خلعها } (8)

والإمام هو الحجة عليه السلام لأنه يملك باب النبوة وميراثها والأئمة عليهم السلام كما جاء في الأحاديث النبوية العديدة هم  : {حجج الله في أرضه  } .

قال النبي صلى الله عليه وآله: { أنا وعلي بن أبي طالب حجة الله على عباده  } (9)

وقال صلى الله عليه وآله : {أنا وهذا حجة الله علي خلقه }   (10)

وقال صلى الله عليه وآله: { أنا وهذا حجة الله على أمتي } (11)

{ أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة } (12)

وبهذا حددا لعلي القدير مفهوم الحجة البالغة في القرآن وعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلى قمة في العرفان الإلهي وامتلاك الحجة على الأمم والخلائق في النبي الأعظم صلى لله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام . ولهذا سمي الإمام حجة ..

والاحتجاج هو إعلان التثبت والإثبات بالدليل من النبوة ومن باب النبوة , ولهذا عرّف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفس الموضوع  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خاتم أولياء الله على أرضه : {بالمحجة البيضاء } وهو ما يعتبر أرقى مصطلح الحديث النبوي في التعامل مع القرآن كما ذكرنا في مصطلح {الحجة البالغة } .

وقال النبي صلى الله عليه وآله في أحاديث عديدة عن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام: ” إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم ويدلكم على المحجة البيضاء… الحديث ..  وقد بيناه في قراءتنا لمصطلح القسط  .

فالمحجة البيضاء كما شرحناه في المصطلح : هو دائرة الاحتجاج الإلهي النبوي والبيضاء هو مدلول الطهر النوراني المطلق.. والمحجة البيضاء المرجعية الأولى بعد النبوة : {تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم }

المحجـــة  :

: الاحتجاج والحجة { الإمام الحجة  } خاص بأمير المؤمنين عليه السلام ذكرت فيه ثم في الأئمة عليهم السلام  . وهذا التواصل العرفاني المطلق ووقوف بوابة النبوة وعلم النبوة على بوابة { الحجة البالغة } جُعل الإمام المهدي عليه السلام هو خليفة الله على الأرض كما جاء في الحديث: { إذا رأيتم الرايات السود جاءت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي } وقد ورد مصطلح خليفة الله المهدي عليه السلام في مصادر عديدة ومتسعة .. (13)

وفي زمن خروج القائم الحجة المهدي عليه السلام يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم كما ورد في الحديث “. (14)

وبهذا تجيء المحجات البيضاء المقدسة هي قاعدة النبوة والبرهان والحجة في العباد.. بدلا من المحجات الزائفة المرتدة..  ولا حجة ولا برهان لمن لا يملك قوة الاحتجاج الإلهي من باب النبوة , ولهذا ذهب بعض المحسوبين على الإسلام باتجاه التكذيب للأحاديث الصحيحة التي تؤكد أن أمير المؤمنين علي عليه السلام هو  { باب مدينة العلم } وتحريف المصطلح : {المحجة البيضاء } في كتب التفسير والحديث واضحا جليا!! بنقل الصورة من بيت النبوة عليهم السلام إلى بيت أصحاب النبي رضي الله عنهم .. وهذا المنهج والتفسير الأموي أساء لصحابة الرسول صلى الله عليه وآله ووصمهم بانتحال العطاء الإلهي لبيت النبوة !!

ولهذا كانت المحجات السوداء الزائفة والدجل السياسي في الأمة.. تمارس دور حجب التأويل القرآني الحق  .. ولذا كان لزاما علينا في هذه المباحث أن نضع إطلالة متواضعة على المصطلح القرآني والتكامل بين القرآن والمصطلح الحديثي لبيان الحقيقة من بين تراكم حالة تكريس الزيف … وعليه فإن المؤامرة قد بدأت بعد اعتلاء بني أمية كرسي المملكة المقدسة!! وهم الذين فصلوا أولا بين النبوة والقرآن وعزلوا الاصطلاح الحديثي عن التكامل مع الاصطلاح القرآني.. باعتبار النبوة ترجمان القرآن.. { كتاب الله وسنتي } وعزلوا كذلك حالة التلازم الإلهية بين {القرآن والعترة } وهما في المصطلح الحديثي : الثقلين هما وجه التكامل بين القرآن والبيت النبوي المطهرين… وكان هذا الفصل المنهجي هو الأقسى في التاريخ حين بدأت حرب الإبادة على أئمة آل البيت عليهم السلام .. وبالتالي خضع القرآن لمنهجية التأويل الحاكمة والرضا لبيوت الملوك!! فعزل حجج الله تعالى وأهل العرفان الإلهي عن باب {الحجة البالغة }!! فكانت المحجات السوداء البديل عن {المحجات البيضاء } المطهرة, ولهذا كان كلام الإمام عليه السلام {حجة } علي العباد مفروض بالنص الديني وله حجية الالتزام والطاعة ولهم عليهم السلام علي الناس حق الطاعة والالتزام  , فكانت { المحجة  } هي المرجعية الأعلى في الأمة وهي التي لها حق التخطيط والفقه والتأويل وفق أصول الشريعة ..

وفي اللغة : {المحجة: جادة الطريق } والحج : دار الاحتجاج .. ولهذا كان الحج : التوجه والاتجاه { الجماعية } في الاحتجاج … واللقاء الجماعي بالصوت الواحد هو إعلان الثورة الوحدانية.. وتأكيد حالة التوحيد في الثورة والقرآن..

وكان وجود النبي والإمام عليهما الصلاة والسلام على رأس حالة الحج هو البوصلة في التأويل والتوجيه لحالة الاجتماع.. ولذا تم الفصل التعسفي المنهجي بين الحج وحالة الاجتماع ..أي بين الحج كحالة والمحجة البيضاء..  فهم أساطين الدين وسلاطين الله في الأمة وخلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إيصال الحقيقة الربانية والشريعة القرآنية.

وفي تاج العروس  :

{ حجة الأساطين الأعلام وجمع سلطان سلاطين الإسلام. ويجوز أن تراد بالأعلام السادات فإنهم أساطين الدين المتين } (15)

ولهذا كان الاحتجاج بالمداليل القرآنية النبوية هي عبر الحجة في البيان وقلم التعبير في حال التبيان في القرآن .

{التبكيت والبكت :  الغلبة بالحجة , يقال بكتّه وبكّتّه حتى أسكتّه. وفي الأساس ألزمته بالسكوت لعجزه عن الجواب  } (16)

ويقال لا حجة لفلان : أي ليس صاحب حجة ولا معه برهان أو معجزات , فالآيات والمعجزات لا تكون إلا لنبي أو ولي عارف وهم أبناء النبي محمد صلى الله عليه وآله وأبناء الأنبياء عليهم السلام فهم باب حطة والأسباط الإثنى عشر التالين بعد حالة النبوات , والإمام المهدي هو خليفة الله تعالى الخاتم في عالمية النبوة المحمدية , وإذا كان {المحجة البيضاء } هو أمير المؤمنين عليه السلام فإن إمام المسلمين وخليفتهم الخاتم هو الوريث الجمعي لميراث النبي والأنبياء عليهم الصلوات والتسليم .. ولميراث الولي وخاتم الأولياء في الأرض, وهو أمير المؤمنين عليه السلام, والله تعالى له  (الحجة البالغة) . أي خليفته في أرضه .

وفي رسالة عرفانية  :

{الحمد لله الذي حجت الألباب بدائع حكمه وخصمت العقول لطائف حججه وقطعت غدر الملحدين عجائب صنعه وهتفت في أسماع العالمين ألسن أدلته شاهدة أنه الله الذي لا إله إلا هو الذي لا عدل له معادل ولا مثل له مماثل ولا شريك له مظاهر ولا ولد له ولا والد ولم يكن له صاحب ولا كفو أحد وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة وخشعت لمهابة سطوته ذوو المهابة وأذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعا وكرها كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه  : { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال } الرعد: 15  فكل موجود إلى وحدانيته داع وكل محسوس إلى ربوبيته هاد بما وسمهم به من آثار الصنعة من نقص وزيادة وعجز وحاجة وتصرف في عاهات عارضة ومقارنة أحداث لازمة لتكون له الحجة البالغة, ثم أردف ما شهدت به من ذلك أدلته وأكد ما استثارت في القلوب منه بهجته برسل ابتعثهم إلى من يشاء من عباده دعاة إلى ما اتضحت لديهم صحته وثبتت في العقول حجته { لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل } النساء/165 ..

ولهذا كان الإتباع للحق والنبوة هو أصل الدين , قال تعالى :

” رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما” النساء/165

ولهذا جاء الرسل والمنذرين هم الحجة على العباد ولا يحتجوا بعدم وجود الرسل , لأنه لا يقام الحكم والعذاب إلا بوجود حجة , والله تعالى نفى عن نفسه سمات الظلم بالعدل , فبعث الأنبياء عليهم السلام لإقامة الحجة على العباد .. { ليذكر أولي النهى والحلم فأمدهم بعونه وأبانهم من سائر خلقه بما دل به على صدقهم من الأدلة وأيدهم به من الحجج البالغة والآي المعجزة, فجعلهم سفراء بينه وبين خلقه وأمنائه على وحيه واختصهم بفضله واصطفاهم برسالته ثم جعلهم فيما خصهم به من مواهبه ومن به عليهم من كراماته مراتب مختلفة ومنازل متفرقة ورفع بعضهم فوق بعض درجات , فكرم بعضهم بالتكليم والنجوى وأيد بعضهم بروح القدُس وخصه بإحياء الموتى وإبراء أولي العاهة والعمى وفضل نبينا محمد صلى الله عليه وآله من الدرجات بالعليا ومن المراتب بالعظمى وحاطه وحيدا وعلمه فريدا  } (17)

ولهذا لزم مع النبي الحجة الربانية يرفع الله بها من يشاء ويخفض من يشاء, فالنبوة هي أعظم حجة على العباد.

وفي التجربة الإبراهيمية كانت الحجة لإبراهيم النبي عليه السلام هي سيادته كأب للأنبياء أجمعين عليهم السلام , وحجته هي المعجزة العظيمة التي منحت له من الله تعالى في خروجه من النار بالإرادة الإلهية في وجه النمرود { يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } عليه صلوات الله وسلامه, وكان إبراهيم النبي أول حجج الله في الأرض ومعجزته أول المعجزات في ثورته التوحيدية والإعلان لحالة المواجهة على الوثنيين , وهو قوله تعالى :

{ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم }الأنعام/83

وكانت آلية التحدي هي الحجة للنمرود المدعي للألوهية , فقال له :

{ إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين  } .

حدثنا أسباط عن السدِّي قال:  {لما خرج إبراهيم من النار أدخلوه على الملك , ولم يكن قبل دخل عليه فكلمه وقال له من ربك ؟ قال : ربي الذي يحيى ويميت ! فقال : أنا أدخل أربعة نفر فلا يطعمون ولا يسقون حتى إذا هلكوا من الجوع أطعمت اثنين وسقيتهما فعاشا وتركت اثنين فماتا فعرف إبراهيم أن له قدرة بسلطانه وملكه على أ يفعل ذلك, قال إبراهيم : فإن ربي الذي يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب , فبهت الذي كفر. وقال إن هذا إنسان مجنون فأخرجوه  . ألا ترون أنه من جنونه اجترأ على آلهتكم فكسرها وأن النار لم تأكله ! وخشي أن يفتضح في قومه أعني النمرود } (18)

والحجة هي امتلاك قوة الرأي والمحاججة لإبطال إلوهية الوثنية, والله تعالى يؤكد في القرآن أن مصدرية الحجة البالغة هي لله وحده , قال عز وجل :

{ قل لله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين  } الأنعام/49  ولهذا كان الجدل في الحجة البالغة هو خروج عن الطاعة الإلهية والنقيض للحجة لأن الأصل في الحجة هو الطاعة {أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم } ورد الأمر إلى الله  والرسول في حال التنازع { إذا تنازعتم في

شيء فردوه إلى الله والرسول } والأئمة عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله هم حجة الله على عباده فهم الآيات الدالة المعجزة وهم حملة المعجزان الدالة عل الحق.

قال تعالى:  { وإذا تتلى عليهم آياتنا بيِّنات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } الجاثية/25… والآيات الدالة هم النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المطهرين من بعده , فإذا ما جاءوا بالمعجزات تدافعوا لبطلانها والطلب لمعجزات أخرى ليكذبوها  !!

قال تعالى  : { والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب لهم حجتهم داحضة عند ربهم  وعليهم غضب ولهم عذاب شديد  } الشورى/16.  .. والصدام الدائر بين حجتين كما ذكرنا الحجة الإلهية والحجة الزائفة , ولهذا لزم لرعاية الحجة الإلهية وجود : {السلطان الإلهي } الراعي لهذه الحجج ولهؤلاء الربانيون

قال الفـــراء  :

{ السلطان عند العرب الحجة  , يذكر ويؤنث, فمن ذكر السلطان ذهب به إلى معنى الرجل ومن أنثه ذهب به إلى معنى الحجة. } .  وقال الزجاج في قوله تعالى :

{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } هود/96  أي وحجة بينة, والسلطان: الحاكم, إنما سمي سلطانا لأنه حجة الله في أرضه , أو هكذا ينبغي أن يكون , وقوله تعالى :

{ هلك عنِّي سلطانية  } الحاقة/29  معناه ذهب عني حجتي.. “

وفي مبحثنا { السلطان الإلهي  } بينا علاقة الحجة والبرهان مع السلطان الإلهي.. (19)

ولهذا عمل مقام الطاغوت والجبت لإزاحة السلطان الإلهي عن حجج الله تعالى وهم أئمة الهدى الربانيين عليهم صلوات الله وسلامه , وهو الهدف لإزاحة الشريعة الإلهية عن السلطان الإلهي..

والبرهان والدليل هو حسن عرض الحجة , فالبرهان هو أعلى درجات الإثبات , قال تعالى :

{  قد جاءكم برهان من ربكم  } النساء/174  والحجة لا تستقيم إلا إذا حملها الربانيون المستقيمون في الوصال الإلهي الخالص , والغواية هي الانحراف عن الطريق المستقيم,, وفي مدخل سورة الشعراء ذكرنا أن مصطلح { الغاوون }هم أهل العداوة السفيانيون .. والانحراف والغواية هي الانحراف عن الطريق المستقيم { عصى آدم ربه فغوى } طه/121  .

{ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما  } طه/115 .. والحجة كما ذكرنا في مباحثنا هي الآيات والمعجزات الدالة وهي { البرهان } والمعجزات هي دالة آيات لله تعالى .. مثال : {موسى عليه السلام والعصا } والآيات الدالة :الحجة .. يمكن دحضها رغم قوة زخمها وعطائها , ولكن الأمر مرهون بحماية المعجزات من الله والجماهير المقدسة , ولهذا فشل فرعون مصر في عرض عضلات قوة الضغط على الجماهير عندما خرت ساجدة أمام معجزات الله الخالدة .. وسقطت شرعية السحرة وهم الجند المأجورين بالرشوة لإنجاح مشروع الزيف الفرعوني ..وهو المثال المتكرر في الأمم .

. واليهود هم اليهود {حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد }.. هم اليهود والنصارى حاجوا أصحاب النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا  : كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن أولى بالله منكم } . (20)

{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } بحال الأمم السابقين سواء لينطبق الوعيد على حالهم أكمل انطباق في قولهم  : { فأخذتهم فكيف كان عقاب }  والباء في قوله {بالباطل}  للملابسة أي جادلوا ملابسين للباطل فالمجرور في موضع الحال من الضمير.. والإدحاض: هو إبطال الحجة , قال تعالى : { حجتهم داحضة عند ربهم  } والمعنى زوروا الباطل في صورة الحق وروجوه بالسفسطة في صورة الحجة ليبطلوا حجج الحق وكفى بذلك تشنيعا لكفرهم  } (21)

فسمى الداحضة حجة وقوله تعالى: {لا حجة بيننا وبينكم  } الشورى : 16  أي لا احتجاج لظهور البيان , والمحاجة : أن يطلب كل واحد أن يردعه الآخر عن حجته ومحجته , قال تعالى: { وحاجّه قومه , قال أتحاجونّي في الله  } الأنعام/80  (22)

وفي معجم مفردات القرآن : { الحجة الدلالة المبينة المحجة أي المقصد المستقيم والذي يقتضي صحة أحد النقيضين . قال تعالى : {  فلله الحجة البالغة }

وقال تعالى : { لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا } فجعل ما يحتج بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة وذلك كقول الشاعر:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم         بهنَّ فلول من قراع الكتائب

ويجوز أن نسمي ما يحتجون به حجة كقوله تعالى :

{ والذين يحاجّون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم } فسمى الداحضة حجة.. } ..

(23)

وفي المصطلح الحجة ينبثق العديد من المصطلحات العقائدية والسياسية وبمثل مجموع هذه المصطلحات وغيرها مما ينبثق من القرآن يتشكل حالة الوعي الاجتماعي والإنساني وهناك نطرح بعض المفردات الاصطلاحية في السياق:

  • · الاحتجاج السياسي: هو روح قرآنية إنسانية

  • · الاحتجاج العقائدي :   ودوره في البناء الحضاري

  • · المحجة البيضاء: في مواجهة المحجة السوداء

  • · الاحتجاج : هو مدخل الثورة الإنسانية

  • · الاحتجاج بالحجة : هو إنهاض لمشروع الحرية

  • · الاحتجاج بالحجة يسقط سياسات التجهيل والديكتاتورية

  • · الاحتجاج السياسي والعقائدي هو وعاء الحرية الإنسانية وإسقاط

الديماغوجية و الفاشية في التعبير..

  • · دحض الباطل المكرس لا يمكن إلا من خلال ثورة الاحتجاج

  • · الاحتجاج الثوري وأبجديات الثورة التغييرية الشاملة

  • · أبجديات الاحتجاج وثوابته العقائدية قاعدة النهضة الإنسانية

  • · الاحتجاج هو التظاهر الهادف لإعلان الحق

  • · الاحتجاج هو ثورة العقيدة في مواجهة زيف الباطل

  • · مواجهة القمع الفردي والجمعي لا يتم إلا من خلال التظاهر والاحتجاج

  • · مصطلح الاحتجاج البديل عن الديكتاتورية الملكية !!

  • · الحجة البالغة والمعيار الوطني في البناء الاجتماعي

  • · الحجة البالغة بوابة الوعي للثورة الإنسانية

  • · الاحتجاج السياسي المنظم إسقاط لنظرية الإرهاب

  • · الاحتجاج الجماهيري إسقاط  للبروليتاريا والقمع الحزبي

  • · الحج ثورة احتجاج ناهضة ومقدمات لعصر الثورة

  • · الحج الثوري الاجتماع بالتظاهر هو المدخل لوعي الظهور المقبل

  • · الحج هو ثورة الاحتجاج على الطغيان الملكي الحكومي

  • · المهدي خليفة الله هو قائد ثورة الاحتجاج في زمن النهاية

  • · الاحتجاج بالبرهان هو إثبات الوعي العقائدي وإبراز مفهوم الحرية في الإسلام وثوابت العقيدة

  • · العقيدة الثورية تكمن في ثورة الاجتماع والحرية

  • · سلطان الله الأعظم مظلة ثورة الاحتجاج والتظاهر لإعلان الحق

وفي السياق هناك عشرات وآلاف الاصطلاحات الملازمة لحركة النهضة وكتابات الثورة المجتمعية ما من شأنه الارتقاء مع روح المصطلح القرآني كجوهر للفكر الانقلابي في عصر الظهور.

الفهــــــــــــرس

(1) لسان العرب ج2/226 نفس الطبعة

(2) القاموس المحيط ج1/234 للفيروزبادي

(3) تاج العروس ج1/1351, 1353

(4)  تاج العروس ج1/1354

(5)  المصباح المنير ج1/121, 285

(6) النهاية في غريب الأثر ج1/310

أبو السعادات الجزري- المكتبة العلمية بيروت1979

(7) ابن الجزري (الآية …) 1/16/7

(8)  ابن الجزري: نهاية في غريب الأثر ج2/192

(9)  ميزان الاعتدال ط الحلبي رقم 5649

(10) ميزان الاعتدال ط الحلبي رقم 8590 ,

(1)  تاريخ بغداد ج2/86 ,

(12) تاريخ بغداد ج2/86 ط المكتبة العلمية بيروت1997= كنز العمال ج     رقم 33013

(13)  يراجع مثلا : سنن ابن ماجة ج2/ 1367 رقم 4084  =  مسند أحمد بن حنبل ج15/ 277 رقم 27715 = المستدرك ج4/ 510 رقم 8432  ، ص 547 رقم 8531 على شرط الشيخين ..

(14)  تاج العروس ج1/850

(15) تاج العروس ج1/57 (باب في أسانيدنا المتصلة)

(16)  تاج العروس ج1/1055

(17)  تفسير الطبري م1/25

(18) تفسير الطبري ج3/25

(19) – مقالة بعنوان (الكلمة وأخواتها) قراءة في المصطلح ــ انترنت

(20)  الطبري ج11/138

(21) التحرير والتنوير ج1/3730

(22) مفردات القرآن ج1/296

(23) معجم ألفاظ القرآن للعلامة الراغب الأصفهاني, ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت ص 106 (باب حج), ص 108 ط دار المعرفة بيروت

مصطلح ” آيات الله ” قراءة في القرآن الكريم الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

قراءة

في

مصطلح  آيات الله

في القرآن


الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي


مصطلح ” آيات الله ”   قراءة في  القرآن الكريم

مدخل البحث :

انه من الأهمية واستكمالا لمبحثنا  في مصطلح  ــ الحواميم ــ   أن نتناول مبحثا  جديدا لإصطلاح جديد هو مصطلح ــ  آيات الله ــ في القرآن ، ورأينا وفقا لمحتوى الآيات الدالة على المصطلح أن يكون تناول هذا المصطلح القرآني من خلال السور السبعة المباركة والتي ابتدأت بالحواميم في فواتحها ، وهي : سورة غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف . وذلك لإرتباط مفردات المصطلحين عبر الآيات ببعضها بعضا ، وبتوفيق الله رأينا أن نبدأ بالتخصيص في قرائننا لهذا المصطلح المغيب عن واقعنا التفسيري بالعموم ، لنقول بأن مصطلح ” آيات الله” : هو

المعجزة المتواصلة من قلب القرآن .. والغوث الإلهي النوراني عبر آياته ومفرداته..وفي قراء تنا   لجوانب المصطلح سنرى انه يتجسد قرآنيا في حالة موحدة من الإعجاز تمثلت في الإمتزاج العجيب بين المفردات والمصطلح .. وللأسف ذهب الإتجاه التفسيري العام لإطلاق المفردات القرآنية

التو صيفية علي ــ المصطلح  ــ بعيدا عن مكنونه وغاياته.. وهوا لذي يكمن فيه جوهر المعاني القرآنية .. ولذا كان اختيارنا لكلمة المصطلح ، لخلق حالة من التمييز بين التوصيف والجوهر .. وفي اعتقادنا أن المصطلحات القرآنية هي التي يكمن فيها السر القرآني والعطاء الإلهي المختزن .. وهذا هو سر القرآن الكريم في بساطته وعمق مصلحاته التي أعجزت  العقل العربي والفصاحة العربية.. ومفرد المصطلح هي في الأصل قرآنية العمق مصدرها : الصلاح .. ولهذا كان القرآن في حقيقته سرا في سر . ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم . و ” الراسخون في العلم “كمصطلح قرآني هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والولي الإمام عليه السلام .. ولهذا سمي الإمام الولي عارفا بالله وكان آية في الإعجاز البلاغي  ، وبحرا من العلم اللادني الموصول  بالله .. ومن هنا سمي الأئمة عليهم السلام  آيات  ” في القرآن ..

” آيات الله  هم المختارون عليهم السلام

.. ولهذا كانت لقراءة المصطلح  أهمية خاصة في قراءة الوعي القرآني ، أو قراءة حالة الغيب عبر الوصال والعرفان بالله تعالي ومعارج الوصول إلى سبيله  .. ولهذا جعل الله تعالي طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام مع طاعته تعالى .. وهو المثبت في قوله تعالى : ” وأطيعوا الله ورسوله و ” أولي الأمر منكم ” وأولي الأمر :  هو مصطلح دال أيضا على إثبات حالة التلقي من الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو بالتخصيص من عالم الأمر الإلهي.. ولهذا تكون الطاعة للإمام  عليه السلام هي من عالم الأمر وبدونها لا يكتمل مفهوم الطاعة من حيث الجوهر والمصطلح .. ولهذا كان الأئمة عليهم السلام آيات  وقرآن في ذات الإنسان أو كما كان يرمز لأمير المؤمنين علي عليه السلام بأنه قرآن يمشي على الأرض..فهو والأئمة من ذريته المطهرة عليهم السلام  معجزات مخصوصة من آيات الله تعالى فهم معصومون مطهرون بنص القرآن . وهذه الحالــــة المعجزة .. وهذه الروح هي التي تمثلت على مستوى القرآن والتاريخ في حالة فريدة وغير متكررة ، وهي حالة آل البيت النبوي عليهم السلام . النابعون من عمق الإرادة الإلهية .. بشهادة الحق وارادتة في قوله تعالى ” :

{.. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

:  فهم المطهرون في القرآن المصطفون في الخلق و” القديســــين ” في القرآن ، و ” المختارين ”  بكلمات التوراة والإنجيل .هذا وتعتبر عملية تسليط الضوء لقراءة هذا المصطلح في السور السبعة … والتي مبتدأها الحواميم له أهمية و مغزا خاصا لوضوح بيانه، وتحديد عمقه في القرآن باعتباره المدخل لقراءة هذه الحالة المحمدية النورانية وهم ” آيات الله” العظام في الخلق و هم في والتوراة  ” سفر التكوين  : ”  وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ” سفر التكوين ص17 : 20 ــ 21  : الإثنى عشر إماما الخلفاء المختارين والمصطفين من بني هاشم عليهم السلام .  أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النسل الإسماعيلي . الحقيقة النبوية النورانية الممتدة حتى قيام الساعة ، وهم المتواصلون بهذا النور في أنسابهم و المميزون بعلمهم ونورهم وقوة حجتهم ، وهذا المدد والغوث الإلهي المتواصل لهم يجئ اصطفاء من الله لإظهارهم كقوة معجزة خارقة وكباب رباني مفتوح ، و هذه الحالة المقدسة لها مدلولاتها القيمة والثابتة  على مستوى القرآن وحديث النبوة .

أبناء النبي صلى الله عليه وآله هم آيات الله :

ولتعريف جوهر الحالة.. قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

” كل سبب ونسب مقطوع إلى يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، وكل ولد أم فإن عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم ” (1) وفي رواية  : ” فأنا وليهم وعصبتهم ” (2)  وفي رواية : ” إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم : ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ” (3)  ” إن الله جعل كل ذرية نبي من صلبه ، وجعل ذريتي من صلب هذا ” يعني عليا ” (4)  وقد خصص النبي الأكرم هذا النور المتواصل بعلي عليه السلام من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقال :

” إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ” (5) وهذا التخصيص جعل العترة النبوية محددة في نورها ومركبها النبوي المقدس ، لا مشروعية لاعتداد نسبهم إلا بهم . قال ابن حجر في الصواعق : ” عن بعضهم حمل حديث كل سبب ونسب على أن المراد أن أمته يوم القيامة ينسبون إليه بخلاف أمم الأنبياء لا ينسبون إليهم وهو بعيد ” (6) أي محرم إثبات النسب لغيرهم ، فهم دائرة اختصاص  رباني في الإصطفاء . وذكر صلى الله عليه وآله وسلم : محددا هذا النسب و عصبتهما “

(7) وفي السياق : ” إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم .. الحديث ” (8) وقد حدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخصوصية  بالأب والأم من علي وفاطمة عليهما السلام .

روى الحاكم : بسنده.. عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلا ابني فاطمة فأنا وليهما  ” خلقهم الله من نور جدهم وخلق جدهم صلى الله عليه وآله وسلم  من نوره المعظم (9) ولهذا الإصطفاء الخاص (10) جعلهم الله الآية المعظمة في القرآن فهم عليهم السلام نور من نور من نور ..

ــ آيات الله خلفاء الله وسلطانه  :

:  العنوان في وجهتنا يعبر عن اصطلاحين متوحدين في المعنى والغاية .. كما هم حالة التعبير عن مكنون الإعجاز والقوة الإلهية ، والنبي  صلى الله عليه وآله كما شرحنا هو تمام اكتمال هذا التوحد المعبر عن القيم والقانون والسلطان الإلهي في الأرض.. استودع الله فيه حقيقة التعبير عن ذاته.. وكما جاء  في معاني الحديث القدسي  :  ” كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق حتى أعرف.. ” والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله هو النور المخلوق و هو حامل السر الإلهي في الخلق . وعليه فهو  عنوان العرفان الإلهي المنشود . والأئمة عليهم السلام هم ورثاء النبي صلى الله عليه وآله وكذلك هم ورثاء الأنبياء  عليهم السلام وحملة مكنون السر الإلهي والنبوي .. استوعبوا في إعجازية خلقهم علم الله الأزلي بكليته : وتمام العطاء الإلهي نستلهم مدادنا ووعينا من قوله تعالى :

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } يس12

ولهم صلوات الله عليهم  وسلامه مكنون خلافة الله و إمامته على أرضة.. أي استخلفوا من خلال هذا العلم والإحصاء الإلهي في تكوينهم الاصطفائي الخاص وخلافة الله وإمامته هي سلطان الله العظيم ولا يستوعب سلطان الله وسره الأعظم إلا من اصطفاه الله وحباه من سماته وقدسه.. وهذا لا يكون بصفوته وخلاصته إلا عبر العترة النبوية امتداد النور الإلهي على الأرض . ولهم على المسلمين والمؤمنين حق الطاعة لهذا المقام الإلهي في الإصطفاء وهم بتكوينهم  بمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعده .. وتتجلى قيم هذا الإستخلاف في قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  : ” أخلفوني في أهل بيتي ”  (11). وفيه التأكيد على ولايتهم : ” إن هؤلاء أولياء الخلافة بعدي ” (12) وفي أمره الأمة بخلافتهم قال صلى الله عليه وآله  في الأحاديث : ” ” من أحب أن يبارك له في أجله وأن يمتعه الله بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة … (13) ” ما ناصب علي الخلافة بعدي فهو كافر ” (14) ” وهو خليفتي من بعدي ” وخاطب النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام : ” أنت تبين ما اختلفوا فيه من بعدي ” ” وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة :   إنه خليفتي في أمتي من بعدي ” (15) ويدعم هذا التوجه الإلهي النبوي كثير من أحاديث الثقلين والعترة وهي مسجلة بالعشرات في الموسوعات الحديثية المختلفة .. ومفاد هذه الأحاديث التدليل على النص الإلهي والنبوي لهذه الخلافة النورانية والتي ستختم في آخر الزمان بمهدي آل محمد عليه السلام .. والمهدي كما في شروحاتنا  : هو سلطان الله على الأرض بشهادة العديد من الآيات القرآنية الكريمة .. والجدال بين الحق والباطل هو في الأساس بين سلطان الحق الإلهي وجبهة الباطل الفاقدة أصلا للشرعية الإلهية.. بل تجاوز هذا الفقدان بهجمته على سلطان الحق الممثل في ” آيات الله ” وقد يبدوا المصطلح غريبا على السمع !! وهذا مرده ضعف العلاقة بين العقل الاجتماعي وبين المصطلح القرآني وتقاطعاته من جهة وتزييف فقهاء حكومات الجور لحقيقة المركب الإلهي الروحي في الأئمة عليهم السلام  ، وطغت على هذا الغياب صورة مزيفة غريبة تارة .. وصورة تقليديه مذهبيه وطائفية تارة أخرى.. وفي كل الأحوال تم  التغييب المنهجي المنظم لجهاد الأئمة ودورهم التاريخي والروحي في حركة بناء الأمة !! وتم  تصويرهم في تاريخنا بوجهة أقل ما يقال إنها غير لائقة !!  وعليه نزع عنهم لباسهم الإلهي في التاريخ السوداوي بصفتهم حقا : آيات الله ومعجزاته وحججه في الأرض !! وبالنظر لمفردات المصطلح في القرآن نرى هذا الوضوح الجلي والعميق.. والمتفحص لمصطلح ـ آيات الله ــ  سيجده يحمل فكر الثورة والنقيض لكل المستكبرين والظالمين .. والقرآن الكريم هو الذي حمل  الوجهة الدفاعية عن آيات الله تعالى في مواجهة المجادلين المكذبين .. قال تعالى :

{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35.

فالقرآن يجرد أعدائهم  المتكبرين والجبابرة من  غطاء السلطان الإلهي .. وتجاوز ذلك الى الإتهام لهم بالحقد والإستكبار ، والتجرد المطلق من الإيمان وصولا الى حالة الطبع القلبي بالسواد الناقع البغيض !! والمتجلي في قوله تعالى قوله تعالى :

” إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56 .. فالإستعاذة قرين البراءة من الوجهاء المستكبرين .

وفي سياق الآية الكريمة يبدو المصطلح القرآني المراد ” آيات الله ” محاطا بالحصار من جهة المستكبرين والظلمة !!مما يجعل الحالة والمصطلح في بيان القرآن في سدة حركة المواجهة والحسد وهو الموصوف في البيان القرآني  بحالة الجدل  والتشكيك في سيادة الحالة ” يجادلون ”  . وهذا في حقيقته نابعا من حالة الغيرة السياسية الوجهائية السائدة في  التاريخ والمجتمع العربي . ومن أول وهلة يكون السياق القرآني قد وضع النبوة المعظمة في حالة من الاستعداد الشمولي بما منح الله عز وجل هذه الحالة المقدسة من النور النبوي الكريم  ومن المدد والغوث الإلهي ، أوهو ما يعرفه القرآن في الآية :  ” بالسلطان ” ونفي الحالة عن هؤلاء المستكبرين هو إثباتها لآياته وأنواره عليهم السلام . وهم النبي صلى الله عليه وآله  وعترته المصطفين الأخيار ..

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عيه وآله قال:

” قسم الله الأرض من نصفين، فجعلني في خيرهما، ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث فيها، ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشا من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار عبد المطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب” (16)

.. قال صلى الله عليه وآله : ” إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، وإصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، وإصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم” (17)

وقد حدد السياق القرآني ” المجادلون ” كحالة نقيضه ومضادة لإصطفاء الأئمة الإلهي ، وزاد في التوصيف ليجعلهم في خندق المقت والغضب عند الله ” كبر مقتا ” وهو تعالى المحدد  والراعي لما اصطفاه وخلقه من نوره تعالى  ” والذين آمنوا ” معطوفة كحالة إتباع متوالية في الرفض لهؤلاء  المجادلين ، وهي صفة تكوينية لهم .. ولهذا البيان كان الدمج بين ــ آيات الله ـ كحالة جمعية مطهرة واضحة جلية في الخطاب القرآني . فالآيات هم العترة المصطفاة بلا جدال .

آياتنا:  هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام

1 ــ  في قوله تعالى :{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }غافر23: هود :96

:  المدلول البين للانحياز الرباني لخلفاء الله في الأرض  :هم الأنبياء والأولياء ، فهم الممنوحون الوصال الإلهي وعلاقتهم مع عالم الغيب مفتوحة ، وإذا كشف باب الغيب كان السلطان الإلهي ممنوحا .. وهذا لا يكون إلا لنبي أو ولي .. و ”  “آياتنا  ” في الآية الكريمة تفيد الرسالة والرسول والبينة. وهي المعجزة الدالة على مصداقية الرسالة والرسول صلى الله عليه وآله .. والبينة الأولى ظاهرة في  يده وجسده ليكون هو أولا الآية الخارقة ، وهذا من شأنه جذب الناس للحالة الرسالية لإثباتها .. ومن ثم تكون المعجزات والكرامات هي الدالة الثانية .. وفي وعينا له مدلوله في القرآن في قوله تعالى :

{ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه :22

وفي المصطلح القرآني هناك فارق بين مفرد الآية والمعجزة .. والثانية دالة على الأولى   ، وقد ورد مصطلح الإعجاز في القرآن بمنطق التحدي .. وهو  ــ سلطان الله ــ وغوثه لسلطانة وأنبياءه عليهم السلام . و أهم ما يجعل الآية معجزة هو الصلة من الرسول بالغيب.

وهو قوله تعالى :

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً  ،إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }  الجن : 26 ،27 ..

والقرآن الكريم يربط بين المفهومين للدلالة والإثبات من خلال المفرد في المثال القرآني “

” موسى عليه السلام ــ آياتنا ــ سلطان مبين ”  فالتعظيم للنبوة والغوث بالمعجزة والسلطان هو المدد والغوث الإلهي هوالمنحة من  الله تعالي لإثبات الحالة النبوية بالمعجزة، وهذا فيه الدلالة والفرق واضح بين المصطلحين : معجزاتنا  ، وآياتنا ..لكن تلازم المصطلحين بين النبي أو الولي وبين المعجزة، هو الذي دفع كثير من المفسرين للخلط بين المفهومين  !! وأغلب الدوافع وراء ذلك هو الأزمة التاريخية حول ولاية أمير المؤمنين عليه السلام كونه الوريث الحقيقي للنبوة ، وهو باب النبوة وبمقام ” باب حطة ” في بني إسرائيل .. وقد أشرنا في تفسيراتنا للمصطلح ” حطة ” إنهم آل النبي محمد صلى الله عليه وآله.. وباب حطة : باب السلطان الإلهي  (18)  وبتلازم السلطان مع المصطلحات القرآنية يكون المدلول الخاص لآياتنا .. أو ” آيات الله ” هو الإمام وصاحب السلطان .. وسنفصل ذلك بمشيئة الله في تناولنا لمصلح  ” سلطان الله “.. وفيه الختم بالنبوة والولاية للنبي وآله المطهرين عليهم السلام  قال النبي صلى الله عليه وآله: ” أنا خاتم الأنبياء وأنت ياعلي خاتم الأولياء ” (19) وفي الحديث الصحيح المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله : ” يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (20)  ويكون الولي عليه السلام ” حجة الله على العباد كالنبي عليه السلام ، وفي هذا الدليل البين ..قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” أنا وعلي بن أبي طالب حجة الله على عباده ” (21) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ” أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة ”    (22) ومجموع الأحاديث تنص على ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام : أي منحه ” السلطان الإلهي ” وهذا السلطان في الأصل ، تفويض من الله تعالى، وهو منة من الله للمصطفين من عباده .. وفيهم قوله تعالى في القرآن :

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }إبراهيم11.. وكفي بالقرآن دليلا وعظمة في مدلولاته لكل ذي بصيرة ولباب . وقال تعالى في سياق التدليل :

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }المؤمنون45ـ

وموسى وهارون عليهما السلام هما في سياق القرآن المقصود بهما النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والولي علي عليه السلام هما أعظم آيات هذا الكون ولهما السلطان والختم والظهور على الدين كله …

قال الفراء : السلطان عند العرب الحجة، يذكر ويؤنث، فمن ذكَّر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة ، وفيه قوله تعالى:

{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } (هود:96)

َ والملاحظ في الآيتين جاءت الأولى لموسى عليه السلام  وفي سورة المؤمنون جاءت لموسى وهارون سويا .. وهذا له مدلول أن العطاء في السياق التفسيري المراد به أن الاصطفاء الأول كان للنبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم  ثم كان دعواته لأمير المؤمنين علي عليه السلام  لوراثته .. ولهذا كان علي عليه السلام وليا بمقام النبي ” إلا انه لانبي بعدي ” وفي الآيات إثبات أن السلطان والرسالة للنبي والولي أخيه عليهما صلوات الله وسلامه  هما سياق توصيفي للإرادة الإلهية الموحدة في الرسالة الموحدة . وفي الحديث الصحيح : ” ولو كان لكنته ” أي لو لم تختم النبوة لكان علي عليه السلام نبيا كهارون عليه السلام والتدليل الحديثي في هذا الخصوص واضحا ..

وهما :  ” حُجَّة بَيِّنة؛ والسُّلطان: الحاكم ، إِنما سمي سُلْطانًا لأَنه حجةُ اللَّهِ في أَرضه ، أو هكذا ينبغي أن يكون وقوله تعالى: “هلك عني سلطانيه ” (الحاقة:29) معناه : ذهبت عني حجتُي . وبهذا يتبين أن هذه المصطلحات تفيد معنى مشتركًا بينها، وهو إقامة الدليل والحجة، قصد إظهار الحق والحقيقة ؛ وقد فرق بعض أهل العلم بين هذه المصطلحات، فقالوا: اسم ( الدليل : يقع على كل ما يعرف به المدلول، واعتبروا أن ــ الدليل ــ ما كان مركبًا من الظنيات، والبرهان ــ ما كان مركبًا من القطعيات ، وــ الحجة ــ مستعملة في جميع ماذكر .” (23) والحديث القطعي الدلالة في الحجية قوله صلى الله عليه وآله وسلم :” أناو علي حجة الله على عباده ”

كل سلطان  في القرآن فهو حجة قلنا أن : وفي سياق عرضنا لظلال آل البيت في القرآن الكريم و وذكرنا أن من أسس التفسير القرآني النظر للقرآن على قراءتين ، وهي قراءة المثال و قراءة الأنموذج.. وأمامنا مثلا تجربة موسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وفيه قوله تعالى :

{   ثم أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا ” وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ   } المؤمنون: 45

ـ فيكون المثال هو التجربة الموسوية .. والأنموذج المراد من التنزيل هو النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام  .. وبدون قراءة التفسير على هذا الأساس  يكون القرآن مصبوغا في تأويله  بطابع الجمود  القصصي !! لا على أساس سر التنزيل ووجوه التأويل الظاهرة والباطنة  . وبهذا نقف في توجهنا القرآني التفسيري وتحديدا في قراءة المصطلح  علي الأرضية المرادة من التنزيل ، والمهد وف به النبي محمد صلى الله عليه وآله وعترته المطهرين وهم امتداد نوره ، فيكون هذا  التفسير القطعي الموجه : لإثبات الحجة والمرجع للعترة النورانية المطهرة  وهم المهدوفون أصلا من مراد الخلق..  فيكونوا هم الحجة والسلطان والآية المعجزة كما شرحنا في مبحثنا .. وحتى يكون السلطان مبينا : أي ظاهرا لزم أن يكون التفسير للمصطلح واقعيا ، ومستلزم لمقتضيات العصر والأصول القطعية في الدلالة والاستدلال .. وخاصة في ربط القرآن بالمشروع النوراني المحمدي ” الإسلامي .. لا بالمشروع الموسوي ” الإسرائيلي !! ونرى أن القراءة المعاصرة للقرآن الكريم يجب أن تكون على وجهتين أيضا : الوجهة الأولى : وهي النبوة البداية . والوجهة الثانية : الولاية الخاتمة وهي :  الحالة المهدوية .. وكلاهما تؤكد الربط بين البدايات والنهايات .. وفيه الدليل من الحديث النبوي : ” بنا بدء الدين وبمهدينا يختم ”  ومصطلح الختم في القرآن والحديث النبوي كلها تصب في تأكيد هذه الوجهة .. والهدف هو وضع آيات الله في عمق الإعجازية القرآنية وتحقيق المسار التاريخي بصورة الوعي الإلهي وهو ما يحقق حالة النبوة الخالدة في العالمين .  وبهذه القيمة نرى القرآن يغطي وعينا من خلال طرحه لجميع الآيات المستقبلية المتعلقة بالظهور لتخدم القضية الإلهية باستعلاء المشروع الإلهي الخاتم .. وبهذا التبيان يكون السلطان المراد في زمننا هو خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام ، وهو الذي يصلي خلفه النبي المعجز والقديس ” عيسى بن مريم عليهما السلام .. وهنا نؤكد مقولتنا في دروسنا اليومية ” نحن نريد قراءة قرآننا وتفسيرنا وتاريخنا بوجهته المقدسة الحضارية المعاصرة.. ونرفض  القراءة المقلوبة في تفسير القرآن ؟ وهو كما بين أيدينا عشرات التفاسير لا تخدم بغائيتها إلا فكر الحكومة  في التاريخ  .. ونؤكد ما نقوله في يومياتنا دون حساسية مفرطة .. إننا يلزمنا اليوم جيلا طليعيا لا يقف بالتضاد مع التاريخ والقرآن !! ففي زمن قلب الموازين يلزمنا أن نعيد قراءتنا لمصطلح القرآن من جديد.. وهذه أيها السادة بصراحة : أزمتنا التاريخية .. في حركة جمود التفسير .. والسبب هو حالة الإنقطاع بين التفسير والتأويل ، وسلطان العترة النبوية ، وكانت هذه المؤامرة على الدين والعقيدة الإلهية.. حينما فصمت العلاقة بين القرآن والأئمة من آل محمد عليهم السلام ، والحق إن هذا الإنفصام النكد .. هو الذي تسبب في وقف حركة الإجتهاد عبر القياسات التي ظهرت في أزمان الأزمة !! والمؤسف أن هذه القياسات قد سجلت و كرست بوجهة مقلوبة تماما ، وتقدم مجموع المفسرين في ظلال سيادة فكر حكومة المؤامرة والأزمة ليعطوا تفسير للقرآن بعيدا عن قراءة التفسير برؤية العترة النبوية !! ورغم أن العديد من المفسرين والمذاهب أخذوا علومهم عن الأئمة وبالتحديد الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلا إنهم ذهبوا لتأكيد مذهبهم على مستوى الفقه والتفسير؟؟  وهكذا أصبح التفسير متعارضا لفكرة الثورة التوحيدية التى غرسها الأئمة والعترة عليهم رضوان الله تعالى . وخاضعا بصورة وأخرى للخطوط الحمراء الحكومية وقوى السلطان المتمردة .. و حق السلطان الإلهي الممثل في النبي والعترة المطهرة عليهم صلوات الله وسلامه . ولتكريس هذه الحالة كمنهج فقد أسهم الضغط السلطاني المزيف ومعه وعاظ السلاطين التاريخين في تأصيل فكر المؤامرة  بغطاء مذهبي زائف وموهوم انتهى بفرض وصاية بوليسية على الفكر الثوري والتجديدي بكليته. أي بالتحديد أكثر : ملاحقة  أئمة آل البيت وأنصارهم عليهم السلام بصفتهم عنوان الثورة الإلهية وطليعة القيادة الربانية في الأمة .. ولو تتبعنا مثلا بعض مفردات علم التعديل والتجريح لرأينا طغيان هذا التوجه عليها مثلا ” تعقبه الذهبي ..!! وأسقطه المحدث !! وكشف القناع عنه !! عنده تقية ولكنه صدوق !! أو حديث ساقط !! أو حديث فيه غلو !! أو راويه : شيعي صدوق فيه غلو !! وهكذا في رؤية تحليلية لقياس الوعي النفسي .. سيجد المحلل التجريدي أن هؤلاء المشتغلين بعلم الحديث والتفسير برغم بعض انجازاتهم كانوا يعيشون بروح البوليس الأموي والعباسي  .. وهي كما اليوم تسيطر المصطلحات ذاتها على وعاظ السلاطين وهم أقبح ظاهرة عرفها التاريخ !! ” المتطرفين .. الحركات الإرهابية .. القاعدة ..السلفية ..السلفية الجهادية .. الشيعة..الخارجين على القانون !! وعندما توضع هذه المصطلحات في الإعلام الزائف و في  وعي الوعاظ   المتسلقين زيفا على منابر الوجاهة.. ورجال الفتيا المرتزقة فلن يكون  همهم سوى تكريس الزيف والتضليل بغطاء القرآن وتوظيفه لقتل المشروع المحمدي ،”  ليسود السفياني على المحمدي.. وقد أنتج هذا الإنحراف  في تكريس الأسس المنهجية لقراءة تفسير القرآن ، فأضحى القرآن الكريم أسيرا مكبلا .. بالتفسيرات المقلوبة الجامدة.. وهي التي أوصلت الأمة اليوم إلى منحنى الإنكسار والهزيمة !!  هكذا كانت المؤامرة تبدوا جلية في غياب أو تغييب آل البيت النبوي عليهم السلام .. ” الحق الإلهي في القيادة التفسيرية  ” ..

وفيه قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم  : لأمير المؤمنين علي عليه السلام :

” إنك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله ”  (24) وفي نفس السياق يقول النبي الأعظم صلى الله علية وآله وسلم : ” إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه هذا خاصف النعل وفي يد علي نعل يخصفها .

.وعن الأعمش عن رجاء عن أبي سعيد قال : وقال النبي صلى الله عليه وآله ” إن منكم من سيضرب على تأويله كما ضربت على تنزيله قال فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله :   أنا هو قال لا هو صاحب النعل ” (25) وروى الزبيدي عن أبيه قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول كنا جلوسا ننتظر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها عنده ومضى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال لا ولكنه خاصف النعل قال فجئت أبشره “(26) وقد كان النبي صلى الله عليه وآله صريحا في تحديد الوجهة المركزية للتلقي والتفسير القرآني وهو أساس حركة الأمة .. وكان ذلك محددا في أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنة سيقاتلهم وسيضرب أعناقهم على التفسير والقرآن .

قال صلى الله عليه وآله ”  لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وفي حديث به رقابكم وأنتم متجفلون  عنه إجفال النعم فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا.. قال له عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه خاصف النعل وفي كف على نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله  (27) وقال ” ليضربنكم ..” وعن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله  إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القران كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن صاحب النعل قال فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله في حجرة عائشة فبشرناه ” (28) وجملة الأحاديث تؤكد الوجهة النبوية والأمر الإلهي في تحديد الولي المكلف بعد النبي صلى الله عليه وآله وهي السنة المتبعة في تاريخ الأنبياء والرسالات ، أي تحديد الولي الذي يناط بالمسؤولية والرسالة … وقد حدده النبي صلى الله عليه وآله : ” علي مني بمنزلة هارون من موسى “(29)..  وذلك هو السلطان الإلهي بالتواصل والإستمرار حتى مجئ  ” علم  الساعة ” وهو خليفة الله المهدي عليه السلام (30)

ـ  المجادلون لآيات الله عليهم السلام  هم الظالمون :

ويصفهم القرآن بصفات الجدال والمراء والتكذيب .. ولهذه الطائفة سمات ” التقلب ، والردة والنفاق والكفر كما صفات الطغيان

كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ “..

وهم مطبوعون على  بغض الذين آمنوا .. والذين آمنوا هم في التفسير : آل النبي صلوات الله عليهم أجمعين ، و أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أنزل الله { يا أيها الذين آمنوا } إلا و علي أميرها و شريفها” (31) و هم جماعة بشرية موصوفة ب ” آيات الله”  غافر : 4  وبعد تبيان حالة التكذيب والمجادلة معهم عليهم السلام وصفهم المعادين ل” آيات الله ” بالكافرين ” وهو قوله تعالى ” إلا الذين كفروا ” والسياق في توصيف المجادلين يؤكد  على مهمتها الجدال والتشكيك والحرب على الله ورسوله.. ووجه تبارك وتعالى أمر رسوله المصطفى  صلى الله عليه وآله بالحذر منهم فقال :

{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4  ..

: وفي نفس السورة قوله تعالى : ــ

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ }غافر69

{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35..

{ وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }..والجدل عند أهل التفسير : الخصومة .. [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل وقرأ { ما ضربوه لك إلا جدلا } : ” تفسير الطبري “.  وفي فتح القدير : ” ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما  (107)

قوله 107 – { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أي : لا تحاجج عن الذين يخونون أنفسهم والمجادلة مأخوذة من الجدل وهو الفتل وقيل : مأخوذة من الجدالة وهي وجه الأرض لأن كل واحد من الخصمين يريد أن يلقي صاحبه عليها وسمي ذلك خيانة لأنفسهم لأن ضرر معصيتهم راجع إليهم والخوان : كثير الخيانة والأثيم : كثير الإثم وعدم المحبة كناية  وهذا الطبع بسوء الخاتمة والمنقلب هو نهاية مؤكدة وحتمية لكل المكذبين لآيات الله المحاربون لسلطانه.. والمجادلة تستوعب كل أشكال الحرب والمواجهة والكيد والمؤامرة .. والجدال هو أصلا نابع من التكذيب والحسد ..و سياسات المقاطعة للأئمة عليهم السلام وهم آيات الله تعالى رغم البينة والبرهان الذي في أيديهم وهو الصدف .. و المحاربة والإعراض ” انتهى .. وهذا لم يوجد كحالة في عمق التاريخ إلا في المنافقين من أعوان يزيد بن معاوية وأعوانهم لعنهم الله فلهم الخزي في الدنيا.. وفي الآخرة هم أصحاب الجحيم !! وفيهم قوله تعالى :

{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157

: وفي نفس السورة يؤكد القرآن الكريم على وصفهم بسياسة المكابرة وحتمية السقوط والفناء لقوتهم وشيكة.. وفيه التحدي من الله المتجبر لكل الأشكال الطاغوتية والسياسية المعادية للأنبياء والأئمة أولياء الله تعالى ..

{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر : 56

.. ربط العلي القدير السلطان الإلهي بنبيه وخليفته وسلطانه وهم بالمطلق القرآني ” آيات الله ” ووعد خليفته عليه السلام بغطاء السلطان الإلهي في حال الطاعة لله والرسول..وعليه سيكون سلطان الله الممنوح للنبي والولي هو قوة التحدي في مواجهة سياسات الإستكبار والعناد ..والقرآن يعلن الحرب على الأفاكين ومثيري الحرب النفسية والمشككين انتصارا لآيات الله وأولياءه في الأرض. ” وأمر بمجانبة المكذبين وأهل العداوة للنبي  وآله  ..

قال تعالى :

{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99

فقد اتهم القرآن الكافرون بالله وآيات الله بالفسق وهو مصطلح شمولي يستوعب الحالة النفاقية بكليتها !! وفي الآية التالية أمر المؤمنين بمجانبة المستهزئين بحملة القرآن من العترة والأصحاب عليهم رضوان الله أجمعين ..وسماهم المنافقين والكافرين .. وهي صفات أبدية لمبغضي الأئمة وآل البيت وجماهيرهم  عليهم السلام وجاء في الحديث الصحيح .. قال الرسول الأكرم صلى الله

” يا علي : إن الله قد عهد إلي فيك عهدا لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ” وفي القرآن بيان الأمر قال تعالى :

{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140

و تجربة سليمان النبي عليه السلام مع بلقيس .. ” .. وهو الممثل في قوله تعالى :

{وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }الدخان19..

:  وفي تجربة موسى النبي عليه السلام مع فرعون .. وكما أشرنا له في سطورنا أن المعجزات كانت  في يد آيات الله ” ــ النبي موسى عليه السلام ـــ  وهو الممثل في قوله تعالى :

{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه22

والدليل الشمولي هو الجعل الإلهي التكويني  في بيان إثبات المعجزة كسلطان الهي يتحدي الطغاة ..وقال الله تعالى في بيانه :

”   {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }الذاريات38 ..

وفي سورة العنكبوت صورة لهذا التحدي الإلهي من خلال بيان السلطان في ــ آيات الله ــ قال تعالى :

{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ }العنكبوت39

وهي وجهة للصراع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعتاة قوى المستكبرين ، فكانت المعجزات الذاتية ” واضمم يدك الى جناحك.. ” والمعجزات الصارخة التى دفعت السحرة وهم أداة التحدي  يسجدون لله تعالى موحدين.. ثم يأخذ بقيتهم  الغضب الإلهي وهو قوله تعالى :

{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت : 40

المعادون لآيات الله عليهم السلام

ثم ينتقل السياق القرآني بهدوء لينقل تجربة المواجهة بين موسى النبي عليه السلام والوثنيين اليهود… وهم الماشيحانيون من أمثال السامري الدجال وعبدة العجل الذهبي … وهم الذين اتخذوا من دون الله أولياء وفيهم قوة التحدي القرآني .. قال تعالى :

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } العنكبوت41 ..

والعنكبوت في التفسير القرآني في وجهتنا مدلوله في المثال والأنموذج القرآني .. المقصود به القوة الواهية التي وقفت في مواجهة قوة التحدي المحمدي مع اليهود المفسدين ، وهم الذين تآمروا على النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام بوجه خاص بتحريض دنيء من عدو النبي الأول ” أبو سفيان ” وهو الصورة الموحدة والمتكررة .. مع ظاهرة الإفساد الإسرائيلي .. في مكة و حتى قيام الساعة .. واليوم يتجلى الصراع في أوجه في فلسطين والمحور الشامي .. والآية الكريمة هي تشخيص واضح لكفتي الصراع بين الخيار المحمدي المشرع سيفه في فلسطين ولبنان وإسرائيل الواهية وهي بالوضوح القرآني ” أوهن من بيت العنكبوت ” ويشاء العلي القدير أن يكون الصراع  هوالدائر بين الإفساد الإسرائيلي والمحمديون في الشام .. والدليل الرمزي لكفة إسرائيل الوثنية هي ” العنكبوت ” وهي بيت الواهية في الصراع .. وفي التفسير العنكبوت : هي امرأة إسرائيلية خائنة وزوجها عابد  .. روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال :

” الممسوخ من بني آدم  ثلاثة عشر الى أن قال : ” وأما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصيه لزوجها مولية عنه فمسخها الله عنكبوتا ” وقال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله : ” العنكبوت شيطان مسخها الله ، فمن وجدها فليقتلها ” (32)

وفي المثال القرآني الصراع بين اتجاهين : الاتجاه الأول : النبي صلوات الله وسلامه عليه والأحرار المؤمنين.  وأبو سفيان واليهود الذين اتخذوا من دون الله أولياء وقد شبههم المولى سبحانه ببيت بالعنكبوت ” اتخذت بيتا ” ووصف بأنه أوهن البيوت!! .. وهاهم اليوم وهم أقوى ترسانة عسكرية يهزمون مرتين شر هزيمة أمام المحمديون في جنوب لبنان ” المحور الشامي ” وفي قوله تعالى : ” لوكانوا يعلمون ” فيها السر العميق : فأولوا العلم هم آل محمد عليهم السلام في القرآن . وقوله تعالى أيضا  ” وما يعقلها إلا العالمون ” ففيها أعمق السر عن حقيقة الصراع المحتوم بين ” آيات الله العالمون  ـ وقوى الإفساد الواهون   .. قال القمي رحمه الله في التفسير : ” لايعقلها إلا العالمون ” : يعني آل محمد عليهم السلام .. وفي تفسير فرات الكوفي في الآية قال زيد بن علي : ” نحــن هم ” .. وقال الطبرسي : في مجمع البيان .. عن أبي جعفر وأبي عبد الله  عليهما السلام : هم الأئمة من آل محمد عليهم الصلاة والسلام. (33)

وعن أبي جعفر: محمد الباقر عليه السلام في قوله تعالى :

{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43

قال : ” نحــن هم ” : (34)   وهم آيات الله المصطفاة والذين جحدوا بهاهم بنو أمية .. كذبوا وكفروا وقتلوا آل البيت النبوي الطاهرين عليهم السلام !!

قال الطبري : في قوله تعالى : “ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون  (43 : إلا العالمون بالله و بآياته ”  وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى :

{ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } أي وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه ” حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة

{ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون } قال : إنما يكون الجحود بعد المعرفة ”  (35 )

وتجمع كتب التفسير أن الذين جحدوا الرسالة من بدايتها وبعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هم اليهود وبنو أميه وأعوانهم ؟ وهم الذين تكالبوا على الرسالة وقتلوا أهل البيت والأئمة عليهم السلام.. والصراع المتواصل هو بين أمة وأمة !! الأمة المحمدية وهم العترة النبوية والأمة النقيضة ” أهل العداوة بنو أميه  ” :  يراجع مبحثنا الأمة في القرآن الكريم : موقع أمة الزهراء ”

قال ابن كثير في التفسير : هذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة { أناجيلهم في صدورهم ) وقوله تعالى : { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } أي ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها { إلا الظالمون } أي المعتدون المكابرون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه كما قال   تعالى :

{ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم } (36)

وهكذا يجمع القرآن وصف المكذبين والمجادلين بكليتهم بالكافرين والظالمين والمبطلين .. والمستهدف بالتكذيب كما قلنا في مبحثنا ..هم أئمة آل النبي الطاهرين عليهم السلام فهم المستهدفين بالإبادة ..  فهم حملة البينات وفي صدورهم القرآن وعلم الله المخزون . قال تعالى :

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49

وفي الآية بيان واضح لالتقاء المفرد القرآني : ” آيات بينان ـ  الذين أوتوا العلم ــ آياتنا ” وهي وحدة متكاملة لبيان حالة  ” آيات الله ” وظاهرة الجحود هي النقيض البارز لحالة ” آيات الله : وهم المنسوبون في الآية إلى الله  تعالى  ” آياتنا ” .

جاء في تفسير القمي : ” لا يعقلها إلا العالمون ” : يعني آل محمد عليهم السلام ” (37)

وجاء في تفسير فرات الكوفي رحمه الله :  عن الباقر عليه السلام : ” نزلت في آل محمد وإنهم هم الذين أوتوا العلم ” (38).. وهكذا نرى التوالي في آراء الأئمة والعلماء أن الصراع هو على الولاية لآل محمد عليهم السلام ، وهم حملة العلم وهم في جميع الآيات موصوفون بأنهم :

ـ آيات الله ــ فهم بصدورهم المكنوز فيها علم الله يواجهون البغاة والمستكبرين .. من اليهود والسفيانيين وهم عند الله والمؤمنين أهون من بيت العنكبوت .. فمهما بغوا وأفسدوا في الأرض ..

وامتدوا بشباك مخابراتهم العنكبوتية والماسونية المدمرة ، فأنهم عند مواجهة المحمديون الطاهرون معهم لا تنفعهم مكائدهم .. ولا شباكهم التي يصطادوا بها العملاء والمغفلين الذين يسقطوا في شباكهم اللامعة الخبيثة .. وفي المثال القرآني : يوصف الصراع بين الحشرة الممسوخة ” العنكبوت ” بسبب انحطاطها وخيانتها أمام حالة النبوة والصالحين في البيت الإسرائيلي في زمن موسى النبي عليهم السلام .

وفي المثال : فهم اليوم أمام تجربة موسوية محمدية وهارونية محمدية .. وأمام هذا المشهد المقدس يتسلل الخونة من عناكب الظلام يلبسون ثوب الأسود والسادة الزائفين في الأمم  .. وليبرز هؤلاء في ثياب الواعظين وحكماء الزيف !! وهذا هو العنكبوت وشبكته الماكرة وبكل لعنته يسقط كل المتهافتين وهم أهون من العنكبوت وأهون من مثال البعوضة يسقطون جمعا ليمتص الناهب دمهم .. وهذه آيات الله العظام … اليوم كل الشاهدون يرقبون المشهد وكل المشهد…  ” فمن منا من لم ير العنكبوت من قبل ” الشيطان ” !!  من منا من لم ير الحشرات المخدوعات ” يقلبها أولياء الشيطان ” وقد تخايلت لها زينة بيت العنكبوت من بعيد ” يقابلها ما يزينه الشيطان لأوليائه..ومن منا من لم يلمح الحشرة وهي تقترب مبصرة على غير بصيرة ” وكانوا مستبصرين ” إلى أن تقع في حبائل العنكبوت وزينته  ” حبائل الشيطان بالنسبة لإنسان ” ؟؟.. ومن منا من لم يأت بيت العنكبوت بعد عدة أيام ليشاهد فيه آيات العذاب التي حلت بالمخدوعين !!”  (39) .  و في وجهتنا نؤكد أن : الخطيئة كل الخطيئة لكل المعتقدين في زانية إسرائيل الممسوخة أن فيها خلاص الأمم .. والسياق القرآني يضع في المعادلة العنكبوت مقابله الشين وهي ــ بيت ” بيت الشيطان .. والحشرة الخبيثة مقابلها ــ إسرائيل الزانية ــ كما  وصف الأنبياء في كتاب العهد القديم .. ومبحثنا الخاص بالمصطلح القرآني ــ آيات الله ـ  يستوعبه السياق القرآني .. لكن في اختصار المبحث قيمة ..

والسلطان بالإجمال هوقوة التحدي في وجه كيان الباطل الخالي من السلطان المعجز.. وهو ما يتجلى في العديد من الوصف القرآني :

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى } : النجم23 .. والأسماء هي البدائل عن كلمات الله وآيات الله المعجزة ،

والملاحظ للآية التي تلي  الآية 56 / غافر . تتحدث عن الدجال كما جاء في كتب التفسير ، ذكر السيوطي رحمه الله : ” وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله تعالى : ” لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ “

قال : هم اليهود نزلت فيهم ، فيما ينتظرون من أمر الدجال ”  وذكر البغوي رحمه الله : “ خلق السموات والأرض } مع عظمهما { أكبر } أعظم في الصدور { من خلق الناس } أي : من إعادتهم بعد الموت { ولكن أكثر الناس } يعني الكفار { لا يعلمون } حيث لا يستدلون بذلك على توحيد خالقها وقال قوم : ( أكبر ) [ أي : أعظم ] من خلق الدجال { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يعني اليهود الذين يخاصمون في أمر الدجال وروي عن هشام بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من خلق الدجال..” ..وهو قوله تعالى :

{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }غافر57 (40)

: والأمر ليس صدفة في الاتساق القرآني ، بل نظم رباني دقيق الحساب والتوجيه ، وهذا النظم والتفسير يؤكد وجهتنا البحثية في المصطلح .. في أن  العرض الزمني المراد في الآيات هو آخر الزمان .. ويثبت وجهتنا أن الخيار المحمدي وهو في المثال القرآني..     ” السموات والأرض ” يضرب مثال لعظمته صلى الله عليه وسلم في الخلق في مواجهة البديل القريظي والقينقاعي في اتخاذ الدجال إلها من دون الله.. وهم الظالمون لأنفسهم ووصفهم الله تبارك وتعالى : بالذين ” لا يعلمون  ” وهذا التزامن يؤكد مرة أخرى أن ” آيات الله ” التي يجادلهم المكذبون المستكبرون هم  : أبناء النبي محمد عليهم صلوات الله وسلامه .. وفي آخر الزمان هم : خليفة الله المهدي الموعود والأئمة عليهم السلام .. فهم الرد الإلهي على مرحلة الدجال اللعين ..

وسياق الآيات عموما  في سورة غافر على التوالي في الآيات ” 58 ، 59 ” تتحدث عن قيام الساعة : وفي الآية الأولى في قوله تعالى :

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ }غافر58

وتفسيرها يكشف عن اتجاهين هو الأعمى : وهو محدد سلفا بإتجاه الأعور الدجال  ، أعمى العين والقلب ، و …والبصير وهو  خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام  النقيض الأزلي الموكل بمواجهة الدجال وكل الظلم والجور العالمي ، وفي زمنه وبأمره يلاحق السيد المسيح عليه السلام وجنود المهدي الإلهيون معه الدجال ويذبحه المسيح عليه السلام. والذين آمنوا.. في الآية هم آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم و ” عملوا الصالحات ” هم أعوان خليفة الله المهدي عليه السلام وهم الصالحون الغرباء الذين بشربهم نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا . فطوبى للغرباء(41) وقال صلى الله عليه وآله : عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”  ان الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) قالوا : يا رسول الله وما الغرباء ؟ قال :

” الذين يصلحون عند فساد الناس” (42) والآية:

{إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ }غافر  59

وفيها ذكر الساعة بعد فتح موضوع الدجال والمعروف ان هذا هو وعد من الله تعالى بقدوم خليفته الموعود عليه السلام .. وفي التفسير : المهدي هو علم الساعة . (43) ، لاريب فيها : أي لاشك في قدومه المفاجئ ليبدأ التاريخ الرباني من جديد في مواجهة الظلم وإحلال العدل والقسط .. والملاحظ في دراسة مقارنة الآيات الواردة في قوله تعالى ” ولكن أكثر الناس ” .. جاءت في مواضعها بختم ” لا يعلمون ” بإستثناء هذه الآية التي نحن بصددها .. جاءت بختم ” لَا يُؤْمِنُونَ ” وهذا له مغزا مهما وهو إثبات أن الآيات في القرآن التي تتحدث عن ” أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ” جاءت في القرآن  في مناسبتين فقط  وهما خاصتين بولاية آل البيت عليه السلام : ” في سورة هود /17 ، وفي سورة الرعد / 1 ” .. بما يدل على أن أكثرية الأمة الإسلامية لا تؤمن بالمهدي عليه السلام في عهده  ؟؟   وفي رصدنا في القرآن جاءت معظم الآيات التي فيها لفظ ” أكثر الناس لا يعلمون ” وهي في إثنى عشر موضعا فقط  :  ” الأعراف /287 ، يوسف /21 ، يوسف /40 ، النحل/38 ، الروم /6 ، الروم /30 ، سبأ /28 ، 36 ، سبأ / 36 ، غافر /57 ، الجاثية /26 ، غافر /59 .. وفيه الدليل على أن أغلب الناس لايعلمون عن حق آل محمد عليهم السلام والمهدي عليه السلام  هم قليل .. وفي هذا إثبات على ما جاء في الحديث عن قلة المؤمنين في آخر الزمان .. وذكر عن أصحاب المهدي عليه السلام بأنهم عدة أهل بدر رضي الله عنه .. (44)

والمستفاد من ذلك  في الآية التي نحن بصددها هو القول بصحة موقفنا بأن الذين يحاربون آيات الله ” وهم آل البيت عليهم السلام  في آخر الزمان هم الكثرة !!  وهكذا يجئ السياق القرآني  في سورة غافر وهي أول الحواميم .. ليكشف عن قوة ترابط المصطلح القرآني المعبر عن الحقيقة النورانية في النبوة والعترة وهم ” آيات الله المعجزة .. السفياني الأموي الملعون من الله ورسوله .. مرة أخرى هو عنوان التكذيب والجحود والجدال وهو ختم الإفساد الأموي  .. من بني أمية !!  وسماتهم في القرآن

المكذبون لآيات الله عليهم السلام هم أصحاب النار والجحيم :

وكما في السياق القرآني و السيرة النبوية وكتب الحديث موصوفون بأنهم : منافقون ..متقلبون.. مجادلون .. أفاكون.. وبأنهم سيبدلون بعد النبي صلى الله عيه وسلم وللموضوع شواهد متعددة (45) وما يهم في السياق  التوضيح  بأن ” آيات الله ” هم حالة جمعية  تقف على النبوة وسماتها موحدة في الإعجاز والعطاء النوراني وهذا لا يتحقق إلا في الأئمة المطهرين عليهم السلام فهم تاريخيا المغدورين والمحسودين من أعدائهم .. وقد وصفهم الله تعالي بأسماء ورموز كثيرة ومتعددة .. وأن الجهة المعادية لهم قد حددوا في السورة وعلى امتداد القرآن

بأنهم : ” أصحاب النار” وهو مصطلح قرآني ملازم لأعداء النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ..  من  ” اليهود والسفيانيين ” حتى يوم القيامة ..  وفي استعراضنا لمصطلح ” أصحاب النار ” ،  ومصطلح ” أصحاب الجحيم ” في مباحثنا  سنرى خصوصيته بهم ؟؟

وقد أبرزهم  معظم القرآن  كإتجاه مضاد بأنهم : كافرون ، وكاذبون وأصحاب النار وهو قوله تعالى في الشواهد :

{وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة39.

. ومآلهم الخلود في النار.. وهو مصطلح يحمل سمات الدموية والإغتيال وهذا مؤكد في تجربة ابني آدم عليه السلام  قال تعالى :

{إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ }المائدة29

وسمة القتل والدموية والغدر هي شيم السفيانيين أعوان إبليس والدجال الملعون .. فهم المهدوفون بمصطلح : ” أصحاب النار و أصحاب الجحيم ”   * .. وهم الظالمين للنبي والأئمة المطهرين عليهم صلوات الله وسلامه  بمعظم شواهد القرآن والسنة . وفي سورة المائدة وهي المخصوصة بالولاية جاء قول القرآن فيهم  بينا في ذات الموضوع  :

{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }المائدة 86

وقد تكررت الآية  مرتين في السورة في الآية 10 ، 86 .. لإثبات الحالة المكذبة بالكفر والتكذيب و” أصحاب الجحيم “…وقد وصفهم القرآن الكريم بالقرابة للنبي صلى الله عليه وآله ونهاه صلى الله عليه وآله وسلم عن الإستغفار لهم !! فهم ” أصحاب الجحيم ” ولهذا قبلهم النبي صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة كطلقاء وعفا عنهم ..لعلمه صلى الله عليه وآله أن قدر الله ماض في عقبهم حتى آخر الزمان وهو ماثل في قوله تعالى :

كما وصفوا بالسيئة وهو في قوله تعالى

{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113 .. وهم ماكرون في عداوتهم عاجزون  في المواجهة فيهم قال المولى سبحانه وتعالى :

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحج51

ولهذا التعريف

الإلهي لعمق المصطلح نرى تبيان حركة التمايز بين الحقيقة النورانية “الله ــ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ العترة وهم النورانيين وأصحاب الإصطفاء الخاص عند الله تعالى ومعهم الصديقين من محبيهم وهم الشاهدون الشهداء الفائزون .. وبين الملعونون أصحاب الجحيم وهم المؤذون النبي وآله عليهم صلوات الله وسلامة ، وهذا التحديد له عظيم التجلي والبيان في قول المولى تعالى :

{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحديد19

:  وفي الأحزاب ملعونون .. قال تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57

وفيهم وعداوتهم قال تعالى :

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } محمد23

وفي تبيان  العداوة- إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم

: نعيم بن حماد في الفتن ك – عن أبي سعيد ) (46)

وفي سياق الحديث عن واقع وجوهر  المكذبين بآيات الله في القرآن نرى برصدنا لحالة التكذيب وعلاقته بآيات الله تعالى  سنجد : قوله تعالى : ” كذبوا بآياتنا ” وردت : 24 مرة في القرآن  وهي أعلي رصد لهذا المصطلح .. وفيه الدليل لبين على أن آياتنا : هم أولياء آل البيت النبوي عليهم السلام امتداد النبوة والأنبياء عليهم السلام..وهم المنسوبون لله تعالى بمنسب الوصال والتشريف مثال قوله تعالى ” ” عبادنا ” وقد وردت بعدد 12 مرة ..وهي سما ت موزعة للتعبير عن حالتي الأنبياء والأئمة الذين يهدون بأمر الله  عليهم السلام … فهم المهدوفون بالتكذيب : والملاحظ أيضا أن هذا المصطلح : ” آياتنا ” وردت في معظمها في سورة الأعراف وهم في التفسير آل النبي محمد عليهم السلام  في الجنة ، وهي في السور التالية : ” الأنعام /39 ، 150 ، 36 وفي سورة الأعراف /146 ، 147 ،176 ، 177  وفي سورة يونس /73 ، الأنبياء 77 ، الأنبياء / 77 ، الحج / 57 ، الفرقان /36 ، النمل / 83 ،الروم /16 ، الزمر / 59 ، الحديد ـ 19 ، التغابن / 10 ، النبأ : 28 .

وقد وردت  في قوله تعالى : ” أو كذب بآياته ” : بعدد 4 مرات للتدليل على نفس الوجهة المهدوفة بالتكذيب وهم : الأنبياء عليهم السلام والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم صلوات الله وسلامه :  في سورة : الأنعام /21 ، الأعراف /37 ، يونس 17 ، الإسراء 59.. وبقراءة الآيات نجدها موجهة لحمله القرآن والمعجزات الدالة على صحة الرسالة .. وكذلك للتعبير عن تكذيب الحالة الرسالية بعمومها الخاص والعام .

كما ورد نفس المصطلح  بقراءة : ” أوكذب بآيات الله ” بعدد 5 مرات .. وهي في : الأنعام /157 ،يونس/95 ، الروم /10 ، الجمعة /5 .. وكلها للتعبير عن حالة التكذيب الجمعي  لآيات الكتاب وحملتها من الأنبياء والأولياء وكذلك تكذيب المعجزات وهذا واضح جلي في تجربة الني موسى عليه السلام  وفي سورة الأعراف مثلا قوله تعالى :

{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157 .. ففيها

الوضوح لمفهوم آيات الله :  في مجموع المصطلحات الدالة : ” الكتاب ــ آيات الله ــ آياتنا ـ ” معبرة عن حالة موحدة إعجازية وهى حامل الرسالة النبي المعجز محمد صلى الله عليه وآله  والأئمة من بعده عليهم السلام..فهم يريدون النزول للكتاب كما كان اليهود والنصارى كتبا ليكونوا مثلهم !!وهو مفاد ” الكتاب ” في الآية . وللتعريف انه كتاب التنزيل هو قوله تعالى في السياق ” جاءكم بينة من ربكم وهدى ”  وهو الكتاب الذي مع النبي صلى الله عليه وآله فيه التصديق والبيان.. وعندما جاء النبي صلى الله عليه وآله والذي كان عندهم صادقا أمينا كذبوا به وصدفوا عنه ، وتمنوا أن يكون القرآن على رجل من القريتين عظيم  وهو قول الحق تعالى :

{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31

وقد ذكر الطبري رحمه الله في التفسير : عن ابن عباس قوله : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } قال : يعني بالعظيم : الوليد بن المغيرة القرشي أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي وبالقريتين : مكة والطائف .

وقال آخرون : بل عني به عتبة بن ربيعة من أهل مكة وابن عبد ياليل من أهل الطائف ” .. وذكر : عن قتادة في قوله : { رجل من القريتين عظيم } قال : الرجل : لي ابن مسعود الثقفي والقريتان : الطائف ومكة وابن مسعود الثقفي من الطائف اسمه عروة بن مسعود

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } والقريتان : مكة والطائف قال : قد قال ذلك مشركوا قريش قال : بلغنا أنه ليس فخذ من قريش الوليد بن المغيرة قال : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا أو علا قد ادعته وقالوا : هو منا فكنا نحدث أن الرجلين : الوليد بن المغيرة وعروة الثقفي ابن مسعود يقولان : هلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب : قال ابن زيد في قوله : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } قال : كان أحد العظيمين عروة بن مسعود الثقفي كان عظيم أهل الطائف

وقال آخرون : بل عني به من أهل مكة : الوليد بن المغيرة ومن أهل الطائف : كنانة بن عبد بن عمرو ..

ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط عن السدي { وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } قال : الوليد بن المغيرة القرشي وكنانة بن عبد بن عمرو بن عمير عظيم أهل الطائف ” وذكر القرطبي رحمه الله في الجامع : ” وقال السدي : كنانة بن عبد بن عمرو وروي أن الوليد بن المغيرة وكان يسمى ريحانة قريش كان يقول : لو كان ما يقوله محمد لنزل علي أو على أبي مسعود  ” وذكر السيوطي : “ قال : خروج عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة تكون تلك الأربعون أربع سنين يحج ويعتمر

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وإنه لعلم للساعة قال : آية للساعة خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة ”  (47)

والقرطبي : في الجامع : تفسير الآية والسيوطي : مثله وعليه باقي المفسرين ..

ومقصدنا من هذا البيان هوا ثبات صحة المصطلح القرآني الوارد في الآية .. وقد رد الله تعالى عليهم في الآية التي نحن بصددها فقال تعالى :

.. فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157 ..

واتهموا النبي بالسحر وكذبوه وحاربوه فكانت عليهم اللعنة والجزاء لتكذيبهم بأنهم : ” أصحاب النار ”  وهو قوله تعالى في الزخرف :

”  ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون  (30)

وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم  (31)

أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون  (32)

وفي تفسير الثعالبي لآيات الزخرف : “ وبخهم سبحانه بقوله أهم يقسمون رحمة ربك والرحمة اسم ” أي يفصلون بين القرآن والنبي صلى الله عليه وآله وهما الرحمة المهداة للعالمين . وهي المهدوفة في القرآن بمصطلح ” آيات الله ”  وفي ذات الوجهة التعريفية بالمصطلح :  جاء قوله تعالى : ” أو كذب بآيات الله ” بعدد 5 مرات .. في سورة : الأنعام / 157 ، و يونس / 95 ، الروم / 10  ، الجمعة / 5 ” .. وهكذا تجئ الآيات الواردة بمعاني مختلفة تصب في جوهر تكذيب النبوة : فمثلا جاء في سورة الزمر قوله تعالى :

{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الزمر63

وقد وصف المكذبون بالأئمة  : وهم من خلف موسى ومحمد عليهما الصلاة والتسليم .. فهم الخاسرين والكافرين والظالمين .. وقد وصفهم تعالى بأنهم كالحمير الذين لا يفقهون وعي أنبيائهم وما جاءوا به من القرآن والتوراة ..

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ     كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا     يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الجمعة5….

{” إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }الأحقاف26  فقد كذبوا بالأنبياء والكتاب والمعجزات وهي البينات سواء .. كانت : الأنبياء و الأئمة عليهم السلام .. أو المعجزات الخارقة … قال تعالى :

{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال52

وبإجمال القراءة الإحصائية نرى مجمل الآيات المحتوية على مصطلح : كذبوا بآياتنا ” قد وردت بعدد :  24 مرة  ــ وفيها تأكيد على تكذيب الأنبياء والأئمة بوجه خاص وهم الأخص في منسب التشريف والتقديس والإصطفاء إليه تعالى وهو الذي اصطفاهم في الأزل : بموازاة مصطلح ” عبادنا ”  وهو ما سيفصله مبحثنا .. وقد وردت : ” أو كذبوا بآياته  ” 4 مرات .. وأيضا : بصيغة ” أو كذبوا بآيات الله 4 مرات  .. وبصيغة : ” أو كذب بآياتي ” وردت مرة واحدة .. وقد وردت بصيغة : ” كذبوا بآيات ربهم ” مرة واحدة .. وبصيغة : ” ولانكذب بآيات ربنا ”  مرة واحدة .. وبصيغة : ” ولانكذب بآياتنا ربنا ”  مرة واحدة.. في سورة الرحمن البيان فيها واضح .. وقد جاء قوله تعالى : ” فبأي ألاء ربكما تكذبان ” 30 مرة : وفي التفسير : الآلاء : النعمة والنعمة في القرآن لها معنا خاص وعام فالخاص هم آل محمد عليهم السلام والعام : النعم كلها : لهذا جاء التكرار.. لإثبات الدلالة لهم في القرآن وفي الآيات دلالة واضحة على ظهور المهدي عليه السلام  وهو في قوله تعالى في الآيات 8 ، 9  ،33: وعموما جاء مفرد : ” كذب ” كمصطلح بعدد 220 مرة في القرآن في حين وردت مفرد ” صدق ” بعدد 79 مرة ” بما يدل على أن حالة التكذيب تشكل بما يقارب ثلاث أضعاف حالة التصديق !!

{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }الرحمن9

:  ” يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان  (33) ـ أنظر : مبحثنا : لمصطلح ” السلطان ” في القرآن ــ

كما جاء في سورة الأنعام .. روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد “: (48)

وفي سياق الرصد القرآني نرى الآيات المحتوية على مصطلح : ” آيات الله ” له الدلالة الأعظم : على الأنبياء والأئمة عليهم السلام بينما باقي الآيات لها الدلالة كما أشرنا على الكتاب والمعجزات . وبالتالي التكذيب والإعتراض كان عليهم صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين ..

المكذبون بآيات الله عليهم السلام  هم السيئة :

قال تعالى :

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34

وفية قيمة الإختيار لجبهة الحق وولاية حزب الله  : ” وهم : الحسنة ” والقيمة المضادة والمعادية لحزب الله وهم السيئة .. وهما مصطلحان مرادفان لقيمة الحق والباطل ، أو الشر والخير .. والآية دالة الإختيار على الولاية لله والرسول والعترة المطهرة.. وضرورة الإنحياز لجبهة الحق “فالحسنة ” وهو أمير المؤمنين : علي عليه السلام في مواجهة معاوية وبني أمية وقد استدللنا في مبحثنا علي تصنيف النبي صلى الله عليه وآله لجبهة العداوة وهو قولة : صلى الله عليه وآله : إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ”  (49)

و منها ما حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج بن محمد ثنا شعبة عن أبي حمزة قال : سمعت حميد بن هلال يحدث عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة الأسلمي قال :

كان أبغض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنو أمية و بنو حنيفة و ثقيف

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ”  . (50)

عن الحسن البصري عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لكل شيء آفة تفسده وان آفة هذا الدين ولاة السوء  ” (51)

( نعيم بن حماد في الفتن ك – عن أبي سعيد: ” عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أم سلمة فرايتها تبكي وتذكر عليا وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة علي مع الحق والحق مع علي ” (52)

وقد قال الإمام علي عليه السلام :  ” ان لكل قوم آفة وآفة قومنا بنو أمية ” .. وفي مصادر أهل البيت عليهم السلام ” ..عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : ” لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله :

” {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمرت بالتقية فسار بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر ، وأمر بها علي ، فسار بها حتى أمر أن يصدع بها ، ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها ، فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف ، ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلا بالسيف ” .. ” وعن محمد بن فضيل ، عن العبد الصالح عليه السلام قال : ” سألته عن قول الله عز وجل : ” ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ” فقال ” نحن الحسنة وبنو أمية السيئة ” (53)

قال تعالى في التأكيد على خيار آل النبي عليهم السلام ..

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }المؤمنون96 ..

وبني أمية هم الذين يصفون أمير المؤمنين وآل البيت عليهم السلام باللعن والسوء.. وهذه نبؤة قرآنية . وأهل العداوة للنبي صلى الله عليه وآله وآله الطاهرين عليهم السلام بوصفهم  بأنهم ” أصحاب النار ” و في مبحثنا أكدنا تلازم هؤلاء المعادون لأهل البيت عليهم السلام و هم الموصفون في القرآن  ” بآيات الله ” بأنهم أصحاب النار .. وهو قوله تعالى :

{بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة81..

وفي الحديث عرّف النبي صلى الله عليه وآله  أهل عداوته وحددهم بلا غطاء وهم : بنو أمية وبنو العاص وبنو مخزوم ..” ولهذا كان التوافق بين القرآن والحديث النبوي في تأكيد جهة العداوة والقرآن مع لعنه لأهل العداوة وصفهم بالسيئة .. وفي الآية ” الذين كسبوا السيئات ” أي الذين دعموا ظاهرة السوء السفيانية ..والآية تحددهم كحالة متكاملة من السوء والإفساد ..وفي الختم هم ” أصحاب النار ”  وهو في قوله تعالى :

{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس27.

.  وقد وصفوا في سورة البقرة بأنهم أيضا ” أصحاب النار ” و” أهل الفتنة ” للمسلمين وهو قوله تعالى :

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217  …

:  كما وصفوا في نفس السورة بأنهم : ” أولياء الطاغوت” المعادين الصادين عن سبيل الله .. وسبيل الله في تأويل السورة: هم ” آل البيت عليهم السلام

كما سيجئ ذكره.. وقد ذكرتهم السورة .. بأنهم أكلة الربا والسحق والذي يتخبطه الشيطان !! فلا عجب فهم أولياء إبليس عليه اللعنة.. وهو قوله تعالى :

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275 .

وفي مباحثنا سنجد بمشيئة الله التوسع في هذه المصطلحات ” الحسنة ــ السيئة ـــ السبيل ــ سبيل الله ” .: وفي سورة آل عمران : الآية : 116 ب ” الذين كفروا ” وفي سورة المائدة وسورة الأعراف.. بالظالمين وهو قوله تعالى :

” {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ }المائدة29 …

والظالمين في القرآن أول ما يوصفون بأنهم ظالمي آل محمد عليهم السلام .. وظالمي أصحابهم ومحبيهم .. وذلك لأن أعدائهم هم الذين حكموا الأمة وقدموا المجازر بآل البيت عليهم السلام على التسامح .. ففازوا بلقب القرآن بأنهم ” أصحاب النار ” والغضب الإلهي وهو ماثل جلي في آيات القرآن في سورة مخصوصة بآل النبي محمد عليهم السلام وهي سورة الأعراف . (54)

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } الأعراف44، الآية : 47 …

:  وفي سورة الأعراف تصف أعداء ” آيات الله  ”  بالمستكبرين :

{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }الأعراف36 .

: وفي الآية تعريف ” آيات الله ” كجماعة يكذب بها المكذبون، ويحاربها المستكبرون.. وفي نفس السورة وصفوا بأن ا لجنة محرمة عليهم وهو قوله تعالى :

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ }الأعراف50 ..

: والتفسير الحق أن ” أصحاب النار هم بنو أمية , و ” أصحاب الجنة ” هم الساكنون تحت عرش الرحمن من النبي محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم..وقد عرفتهم سورة الرعد ” بأنهم يجرون للأغلال والقيود في الدنيا ويسحبون الى جهنم في الآخرة .. وهذا ما جاء واضح في حالة  بني أمية  في مدخل سورة الشعراء ــ كما سنفصله في حينه ــ وفي الآية بيان ذلك في قوله تعالى :

{وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ }الرعد5..

:  وقد وصفتهم سورة الزمر بالذين اتخذوا من دون الله أندادا ” عبادة الذات ” وبيانه قوله تعالى “

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }الزمر8..

:  والخطاب هنا موجه لزعيم من زعماء وصناديد الكفر المواجهين للنبوة والعترة .. وهذا الخطاب موجه بالإتهام لمن يرفضون النعمة.. والخطاب هنا عن التحدي للعقيدة فتكون النعمة هي النبوة وامتدادها في العترة المطهرة ، والتخويل تعبير قرآني على ان المخاطب عرف الحق وتم تخويله بأمر الدين وانقلب على عقبية مشركا ومعاديا للذين آمنوا  ” النبي وآله عليهم السلام .. والملاحظ في الآية التي تعقبها يكتشف هويتهم  وهو في قوله تعالى :

” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.  إنما يتذكر أولوا الألباب” .

والذين يعلمون هم النبي صلوات الله وسلامه عليه وأمير المؤمنين علي عليه السلام  لأيهم نزلت ” أولوا الألباب ” يعني أصحاب العقول . وأغلب الآيات التي نزلت في العداوة للنبي وآله المطهرين كانت على بني أمية وبنو العاص وبنو مخزوم  (54) والمعروف تاريخيا أن أبا سفيان كان يقف على رأس هذه العداوة  ومن ذريته جاءت الفتنة الصماء !! فبعد التهديد القرآني بالنار لأهل العداوة للنبي صلى الله عليه وآله .. ” تمتع بكفرك ” جاءت الآية التي بعدها لتحدد الجهة المؤمنة لهؤلاء الساجدين في الأزل  فتبيان المقارنة تكشف هؤلاء المجادلين المكذبين في قوله تعالى :

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9

.. وجاء الختم القرآني ليؤكد النهاية المحتومة لأعداء آيات الله ومعجزاته المختارين وحددهم القرآن بوضوح جلي بالكافرين ، وفي الآية ثلاث مقاطع تؤكد أهل البيت عليهم السلام : وهي ” الساجدون .. الذين  يعلمون .. أولوا الألباب ” ويكون معاقبتهم على كفرهم بكلمات الله واجبة..

وهو قوله تعالى:

{وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }غافر6

: وفي السورة ذاتها يوصف هذا الإتجاه ” بالمسرفين وهم أهل العداوة وفي القرآن الكريم : قوله تعالى :

{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }غافر43 ..

كما يؤكد السياق القرآني وجاهة هؤلاء المسرفين لن تغنيهم أمام قيمة الإنتصار النبوي وفي الآخرة مآلهم .. بأنهم ” أصحاب النار ” …  وهو قوله تعالى :

{لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }المجادلة17.

وفي سورة التغابن تؤكد ذات الوجهة..

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التغابن10 ..

: وهكذا نرى التقاطع القرآني يكشف لنا عن جملة من المصطلحات القرآنية اللازمة لتحديد وعينا في التعاطي مع الحقائق القرآنية باتجاه تحديد وجهتنا الثورية المقبلة والمرتكزة على حتمية انتصار الإسلام المقبل بزعامة خليفة الله  المهدي الموعود عليهم السلام .وفي القرآن والحديث هو الموعود لسحق السلطان الأموي الزائف وهو عليهم السلام كذلك الذي يستأصل  السفياني بذبحه عند شجرة في طبريا المقدسة !! ويكون التاريخ وحركة التفسير والقرآن قد استقامت كحالة وسلطان ليكون القرآن هو بوابة النهضة والتفسير والتأويل..

ويكون خليفة الله المعظم هو السلطان الإلهي الأبدي كما قال : دانيال النبي عليه السلام في نبؤاته .. (55)

ــــ  مصطلح ” آيات الله في القرآن

في قرائننا للمصطلح القرآني  ” آيات ” .. وفي سياق تناول مبحثنا للموضوع  وجدنا أنه يحمل عدة دلالات تلتقي جميعا في محور ثابت وهو المنظور الإعجازي لإيجاد حالة من التصديق لرسالات الأنبياء والأئمة عليهم السلام .. ” وفي الحديث ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن (56) وحركة الإعجاز هي آية من آيات الله أثبتها لأنبيائه عليهم السلام بإتجاه إعجاز المعاندين لنداء التوحيد ..” والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة العَجْزُ قال سيبويه هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر والعَجْزُ الضعف تقول عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز وفي حديث عمر ولا تُلِثُّوا بدار مَعْجِزَة أَي لا تقيموا ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكتساب والتعيش وقيل بالثَّغْر مع العيال والمَعْجِزَةُ بفتح الجيم وكسرها مفعلة من العَجْز عدم القدرة وفي الحديث كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ وقيل أَراد بالعَجْز ترك ما يُحبُّ فعله بالتَّسويف وهو عامّ في أُمور الدنيا والدين وفي حديث الجنة ما لي لا يَدْخُلُني إِلاَّ سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم يريد الأَغْبِياءَ العاجِزِين في أُمور الدنيا وفحل عَجِيزٌ عاجز عن الضِّراب كعَجِيسٍ قال ابن دُرَيْد فحل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب قال الأَزهري وقال أَبو عبيد في باب العنين هو العَجِيز بالراء الذي لا يأْتي النساء قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وقال الجوهري العَجِيز الذي لا يأْتي النساء بالزاي والراء جميعاً وأَعْجَزَه الشيءُ عَجَزَ عنه والتَّعْجِيزُ التَّثْبِيط وكذلك إِذا نسبته إِلى العَجْز وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ ذهب فلم يُوصَل إِليه وقوله تعالى في سورة سبأ والذين سَعَوْا في آياتنا مُعاجِزِين قال الزجاج معناه ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا لأَنهم ظنوا أَنهم لا يُبعثون وأَنه لا جنة ولا نار وقيل في التفسير مُعاجزين معاندين وهو راجع إِلى الأَوّل وقرئت مُعَجِّزين وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويُثَبِّطُونهم عنه وعن الإِيمان بالآيات وقد أَعْجَزهم وفي التنزيل العزيز وما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء قال الفاء يقول القائل كيف وصفهم بأَنهم لا يُعْجِزُونَ في الأَرض ولا في السماء وليسوا في أَهل السماء ؟ فالمعنى ما أَنتم بمُعْجِزِينَ في الأَرض ولا من في السماء بمُعْجِزٍ وقال أَبو إِسحق معناه والله أَعلم ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا لو كنتم في السماء وقال الأَخفش معناه ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء أَي لا تُعْجِزُوننا هَرَباً في الأَرض ولا في السماء قال الأَزهري وقول الفراء أَشهر في المعنى ولو كان قال ولا أَنتم لو كنتم في السماء بمُعْجِزِينَ لكان جائزاً ومعنى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ يقال أَعْجَزَني فلان أَي فاتني ومنه قول الأَعشى فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه ولكن أَتاه الموتُ لا يَتَأَبَّقُ وقال الليث أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه وقال ابن عرفة في قوله تعالى مُعاجِزِينَ أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ الله أَي يقاتلونهم ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عن أَمر الله وليس يَعْجِزُ اللهَ جل ثناؤه خَلْقٌ في السماء ولا في الأَرض ولا مَلْجَأَ منه إِلا إِليه وقال أَبو جُنْدب الهذلي جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلاً وفاتُوا في الحجازِ ليُعْجِزُوني

وقد يكون أَيضاً من العَجْز ويقال عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ مالَ إليه وعاجَزَ القومُ تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره ويقال فلان يُعاجِزُ عن الحق إلى الباطل أَي يلجأُ إليه ويقال هو يُكارِزُ إلى ثقة مُكارَزَةً إذا مال إليه والمُعْجِزَةُ واحدة مُعْجِزات الأَنبياء عليهم السلام “

(57) والمعجزات كماهو ظاهر تبيانه هي خاصة الأنبياء ودالتهم نحو تأكيد الرسالة التوحيدية . وتبصرة العباد بنور الحق .. ” والقول ما قال الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة الجوهري المُبْصِرَةُ المضيئة ومنه قوله تعالى فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً قال الأَخفش إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء والمَبْصَرَةُ بالفتح الحُجَّة والبَصِيرَةُ الحجةُ والاستبصار في الشيء وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً فتح عينيه ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً وقيل هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً وفي حديث عليّ كرم الله وجهه فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه ومنه الحديث كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها قيل هي صلاة المغرب وقيل الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء والبَصَر ههنا بمعنى الإِبصار يقال بَصِرَ به بَصَراً وفي الحديث بصر عيني وسمع أُذني وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما اسمان والبَصَرُ نَفاذٌ في القلب وبَصرُ القلب نَظَرَهُ وخاطره والبَصِيرَةُ عَقِيدَةُ القلب قال الليث البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأَمر وقيل البَصيرة الفطنة تقول العرب أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه عن ابن الأَعرابي وفي حديث ابن عباس أَن معاوية لما قال لهم يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم قالوا له وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين وفي حديث عثمان ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين وفي حديث أُم سلمة أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي المُسْتَبِينَ للشيء يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أَرادت أَن تلك الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة عن اللحياني وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها عنه أَيضاً ويقال للفِراسَةِ الصادقة فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة والبصيرة العِبْرَةُ يقال أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا ؟ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها وأَنشد في الذَّاهِبِين الأَوَّلِي نَ مِن القُرُونِ لَنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ والبَصَرُ العلم وبَصُرْتُ بالشيء علمته قال عز وجل بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به والبصير العالم وقد بَصُرَ بَصارَةً والتَّبَصُّر التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ والتَّبْصِيرُ التعريف والإِيضاح ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم عالم به ”  (58)

وقوله تعالى أَتَبْنُون بكل رِيعٍ آية وقرئَ بكل رَيْع قيل في تفسيره بكل مكان مرتفع قال الأَزهري ومن ذلك كم رَيْعُ أَرضك أَي كم ارتفاع أَرضك وقيل معناه بكل فج والفَجُّ الطَّريق المُنْفَرِج في الجبال خاصَّة وقيل بكل طريق ” (59)  .. ولهذا كان تكذيب الأنبياء والأولياء عليهم السلام هو كفرا ظاهرا ، لأنه تكذيب لله تعالى وتفرده بالوحدانية . وطاعة الأنبياء والأئمة عليهم السلام وهم ” آيات الله ” هي طاعة لله تعالى : وهو قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 وجاءت  مفرد ” أطيعوا الله ورسوله بعدد 11 مرة في القرآن . فردية الطابع..والعصيان نقيض الطاعة .وفي قوله تعالى :

ـــ  {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } البقرة61

: يتجلى خيار المجابهة بين الظالمين كحالة والمؤمنين كحالة إلهية بديلة .. وفيها مواصفات الجدل مع النبي موسى وهارون عليهم السلام  ثم الوصول بهم لحالة الجحود .. وهي سمات الحالة النفاقية ، وكانت النتيجة هي تمام حالة الذلة والمسكنة ونوال الغضب الإلهي ، وهذا راجع إلى حربهم على آيات الله وهم في المثال القرآني ” موسى وهارون عليهم السلام وهم اليهود رأس كل فساد في الأرض .. واليهود من عمق التاريخ هم اليهود !! وذكر ” الأنبياء ” عليهم السلام  بعد الآيات لا تعطي في تفسيرها الخلط .. ولكن التميز فيها واضح بين  آيات الله..و ” الأنبياء عليهم السلام ..

وفي الأنموذج المراد في تفسير معاني القرآن الكريم هو النبي صلى الله عليه وآله والولي علي ابن أبي طالب عليه السلام .. ولتـأكيد الحالة في توجهنا هو ماذكره النبي صلى الله عليه وآله في دعواته لأمير المؤمنين عليه السلام  أن يكون له بمقام هارون من موسى عليهما صلوات الله وسلامه وهم أعظم آيات الله في أرضه وسمائه  . وأهل عداوتهم من بني أمية وبنو العاص وبنو الحكم ، هم من اقتبسوا ظلم اليهود في سياسة الغدر والحقد ،   فقد كان الإغتيال السياسي هو السياسة المنهجية لأئمة آل النبي محمد صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين ..وهم الإمتداد النوراني المعجز والصورة المثلى ” لآيات الله ” في قرآنه .

2 ـــــ {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة231

: وفي الآية مواجهة جدلية بين مفهومين : المفهوم الرباني الإجتماعي والسياسي ومفهوم الظالمين المستهزئين والمتمثل في حالة المكابرة الظالمة ، أو بمعنى آخر التوجه الرباني الثوري  ” آيات الله ” والإتجاه الرجعي المضاد ” الإتجاه الأموي ” وفي الآية نري في تعريف المصطلح في الآية ” آيات الله ”  يتجاوز في عمق المعنى : الحياة الزوجية ، وهي السكن الروحي والنفسي ، إلى اعتباره مثالا لتثبيت واقع اجتماعي مبني على العدل والقسط ، ولكن المراد في الأنموذج التفسيري الخاص هو الإشارة الخفية  من خلال الاستعاضة بالمثال ” بيت الزوجية ” إلى التخصيص عن أهل البيت النبوي عليهم السلام .. والمدلول لوعينا قوله تعالى : ” وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ” والنعمة في التفسير هو النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه   والعترة المقدسة عليهم السلام .. وفي هذا الإتجاه نرى موضوعا إعجازيا ملفتا في الرصد القرآني وهو ورود المصطلح القرآني ” نعمت الله ” متلازمة مع المصطلح القرآني ” آيات الله ” لمرة واحدة في القرآن .. وهذا في نظرنا له مدلوله التلازمي بين المصطلحين  لتأكيد جوهر المصطلح المحدد غير المتكرر بحالة التلازم .. والموضوع فيه توكيد ظلال العترة النبوية وانبثاقها النوراني في مصطلح ” آيات الله ” وفيه المزيد من التأكيد لقرائننا للمصطلح .. وأنه هو التعبير الإعجازي لآل النبي محمد عليهم السلام .. كبوابة للعلم والحكمة الإلهية في الأرض .. وفي ذات السياق الإعجازي ورود المصطلح القرآني ” نعمت الله ” مع المصطلح القرآني المتفرد بتوحيديته وهو ” حبل الله ” وقد شرحنا في مباحثنا تفسير المصطلح بأنه خاص ” بآل النبي محمد عليهم السلام والتلاقي في آية واحدة مع مصطلح ” آيات الله ” له مفهومه وسره الإعجازي الخاص وهو من كرائم القرآن لآل البيت النبوي عليهم السلام  (60) الكريم وعطائه للعترة المطهرة  .. فهم في الآية وجهة الخلاص والإنقاذ لجماهير المسلمين ..

وهو المبين في قوله تعالى  :

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

وكذلك قوله تعالى في الآيات السابقة :

وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ” : البقرة : 231

وتفسيره  : ” الكتاب ” : هو النبي صلى الله عليه وآله  و ” الحكمة  ” : هو أمير المؤمنين علي عليه السلام  وقد ذكرناه في ظلال سورة لقمان بوصف ” لقمان لمحمدي ” والتجسيد للحالة بين النبوة والولاية هو مصطلح  ” آيات الله  ” .. و هذا التفسير له شواهد عديدة في القرآن  ومثال ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران :

{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157.

ويبدو ظاهرا في الآية تأكيد حالة ” آيات الله ” في قوله تعالى “

{ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}الأنعام157

وفي التفسير: ” البينة ” : القرآن والنبي صلى الله عليه وآله و.. ” الهدى والرحمة ” هو أمير المؤمنين  والعترة النبوية عليهم السلام . وهذا التفسير أيضا له شواهد أخرى تؤكد أن أمير المؤمنين عليه السلام  هو الهداية المتواصلة للنبوة .. وفيه موجزا قول النبي صلوات الله وسلامه عليه  : ” … وان تولوا علي تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم ”  (61)

والقرآن : يجيب على لسان النبي صلى الله عليه وآله  :

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } الشورى23 ..

فمودة أهل البيت هي المرادة بحكم التنزيل على النبي صلى الله عليه وآله ولكن الفهم القرآني الخاص ترك لأفهامهم ، والمطلب العام والخاص نفي حالة الظلم السياسي والاجتماعي عن البيت النبوي عليه السلام ، والدليل على فهمنا لقوله تعالى في آيات البقرة  : ” ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ” أي نفي وقوع الجور والإعتداء والظلم وقوله تعالى في عموم القرآن :

{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }:  الإسراء26

هو الإشارة الصريحة لقربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الذين من صلبه والذين لا تجوز عليهم الصدقة كما جاء صريحا في حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم (62)  والنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام عليهم السلام هم الأنموذج الأسمى للأمة المسلمة .. وقد فصلنا هذا الأنموذج في مبحثنا ” الأمة في القرآن الكريم ” ، والسياق القرآني يؤكد وجهتنا حين ينتقل الحديث عن ” آيات الله ” وهم آل محمد عليهم السلام حملة القرآن والتأويل ، فهما وجهان لعملة نورانية واحدة .. ووقوع الظلم العام هو تهديد لأركان المجتمع !! فكيف بوقوع الظلم على النبي صلى الله عليه وآله وآله المطهرين ..؟؟  وهم حجج الله وباب النبوة بثبات الدليل . ” وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ” : أي بوقوع الظلم والجور على نفس النبي صلى الله عليه وآله هو اعتداء وظلم على الأمة ، ونفس النبي المرادة ، هو علي عليه السلام بثبات الحديث النبوي : ” علي مني كنفسي”   وجاء في قوله تعالى  :

” وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ

دليل متكامل بحرمة الإستهزاء بآل النبي عليه السلام وهم آيات الله ، و نعمة الله في الآيات : هم آل النبي محمد صلى الله عليه وآله والدليل في قوله تعالى :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ }إبراهيم : 28

فالنعمة في السياق هم آل محمد عليهم السلام  بدلها بنو أمية كفرا حين قتلوا ابن رسول الله في كربلاء وأخذوا بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا .. وأحلوا قومهم دار البوار والهزيمة وضياع العدل والدين .. فيكون مع جمع المعاني في الآية المرادة  ” آيات الله ” هم آل البيت عليهم السلام .. والقرآن في السياق يأمر بالحديث عنهم وذكرهم ، لأنهم ” نعمة الله  ” علي العباد  . وهو مفاد قوله تعالى :

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } : الضحى11

وبهذا نخلص في قراءة المصطلح ” آيات الله ” هم النبي صلى الله عليه وآله وآل البيت عليهم السلام المطهرين فهما في المثال القرآني  “هارون من موسى عليم السلام والمفرد القرآني .. متوائم مع المهدوف في القراءة القرآنية على مستوى الظاهر والباطن ..

{تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }البقرة : 252

: وفيها التأكيد على السياق الأول .. وأن آيات الله تتلي بالحق ” : أي يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بميلاد الأئمة عليهم السلام  من عترته . قال النبي الأكرم : صلى الله عليه وآله وسلم  ” علي مع الحق والحق مع علي لا يقترقان حتى يردا علي الحوض ”  (63) و المعنى العميق فيه البشارة السارة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وآله  أن الأئمة من بعده : ” إثنى عشر خليفة كلهم من رسول الله صلى الله عليه وآله : ” نتلوها عليك ” معناها : نخبرك  يا محمد صلواتي وسلامي عليك.. وفي الحديث :

” ان لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم : ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ” (64)

{مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ }آل عمران4 : وهذه الآية فيها إشارة بينة لهؤلاء المكذبين  ، الذين كفروا بآيات الله ” وهم أل النبي صلى الله عليهوآله وامتداده ، قلب النبوة والقرآن  وهم أهل تفسيره وتأويله.. وهم النعمة المهداة للأمة ، وأهل عداوتهم هم أعداء النعمة وفيهم قول الحق تعالى :

” بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ “

.لهم عذاب شديد في آخر الزمان حيث يقتل الله المنتقم بسيف خليفته المهدي الموعود ملكهم السفياني الملعون ، و ” هو شر من ملك ” (65) يعني أشر من أجداده بني أمية وذلك كما في مدخل سورة الشعراء. وذلك بالمهدي الموعود عليه السلام . ويلاحظ السر الخفي أن المحاربة والكفر يكون بآيات الله ؟ ولم يشر السياق على الكفر بالقرآن . ومدلوله كما ذكرنا متعدد في القرآن  ” قوله تعالى :

” وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ”   والدليل على ان ” آيات الله ” هم العترة النبوية ، وركن الثقلين في الآية الكريمة هو تقديم : الفرقان علي آيات الله .. لأن الذي يقدم على القرآن هو النبي صلى الله عليه وآله فقط . وهذا يلتقي مع مجموعة الأحاديث النبوية : قال صلى الله عليه وآله :  ” كتاب الله وسنتي ”  ، ” كتاب الله وعترتي ” . حيث قدم حديث القرآن على حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقدم ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : لأن النور المخلوق للنبي صلى الله عليه وآله في أصل الخلق ، هو من نور الله .. ولا يقدم الحديث على النور والله تعالى أعلم ..وقد وضحت ذلك تفصيلا في كتابي : النبوة بين الروح والثورة الإلهية ..و في بحوث عديدة .. وفي سورة ياسين الدليل البين في قوله تعالى :

{يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } يس2

: ياسين هو : محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..وفي قوله تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21

لدليل على هذا التوجه في اختيار الكفر سبيلا في مواجهة الأنبياء وأبناء الأنبياء وهم ” آيات الله ” عليهم الصلاة والسلام أجمعين  ..هو في حقيقته قتلا لمشروع القسط والعدل .. و في الآية تخصيص لهم بأنهم  دعاة العدل والقسط، ذلك أن حكام إسرائيل الوثنيين هم من رعوا ظاهرة الأنبياء الكذبة وصدروهم من عمق ظاهرة الإفساد الإسرائيلي .بديلا عن ” آيات الله وحججه في الأرض..

المعادون لآيات الله هم الكافرون :

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } : آل عمران19

:  وهذه الآية في رؤيتنا الثابتة تكشف عن خط المؤامرة التاريخي وهو الذي بدأه أبو سفيان وقبائل اليهود في خيبر و هم خيار العداوة المزدوج ” صناديد قريش  : بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع ..ومعهم حلفاء شيخ الضلالة الدجال من بني يهود ” . وهو حلف متواصل بدأه ابوسفيان وذريته الدمويين  وسيختمه السفياني الملعون .. كما وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الزمان  ، وتختم الآية  بقوله تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21.. ، وهي قرين قولة تعالي ” ” فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ” وهو كائن محتوم في جيش الخسف السفياني القادم .. وهنا نؤكد من جديد علي وعي المصطلح القرآني برؤية جديدة مبنية على الأصول الثابتة .  والله تعالى يحدد السفيانيين كحالة نقيضه ل” آيات الله ”  والتساؤل القرآني يحمل التأكيد على وجهتهم في حرب الرسالة .. قبل البعثة وبعدها  ، وقتل النبيين هو تعبير دال على الأئمة الطاهرين عليهم السلام . فهم الآمرون بالقسط .. ومقامهم في الآية يتبع ذكره تعالى للنبيين عليهم السلام .  وسمى القرآن حالة الرفض النقيضة كفرا .. فربطت حالة اليهود مع المشركين في مواجهة ” آيات الله ”  عليهم السلام  ”  وأنتم تشهدون  ” : أي تعرفون الحق ثم تكفرون وهو

قوله تعالى  في الآيات :

ـــ  {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14

ـــ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ } إبراهيم28

ـــ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70

ــ {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ }غافر81

: وبعد تبيان حقيقة المنكرين تجئ شهادة الله تعالى لآياته العظام .. وأن المؤمنين لهم الوعد  في القرآن بالإ ستخلاف والظهور على الدين كله .. وأنهم  سيشهدون الأئمة عليهم السلام في آخر الزمان عند نزول خليفة الله المهدي عليه السلام وفي هذا أدلة عديدة  (66).. وكفى بالتدليل قول الحق تعالى :

.{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51

و الأشهاد هم الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام  يكونون في آخر الزمان آيات الله ومعجزاته في أيديهم .. مشهودون بأنوارهم تسطع كالشمس في رابعة النهار ..يبعثهم الله سندا لخليفته وتشريفا وإظهارا لهم وانتصارا لمظلوميتهم في الأرض .

وقد شرحنا أن الرسل المنصورين في ختم الدنيا وعند قيام الأشهاد هم الأئمة عليهم السلام  ، ونشير أن كلمة الأشهاد لم ترد في القرآن سوى مرتين : في سورة هود / 18 ، غافر/51 ــــ وفي الآيتين تتحدثان عن الوعد الإلهي  بالنصر المحتوم للأشهاد والمؤمنين بهم .. وتحدثنا عن هذا السر في بحث علاقة الموضوع بقوله تعالى : ” أكثر الناس لا يعلمون ” ..والمعروف أن المهدي عليه السلام يقاتل اليهود والظلمة في الأرض وهم الذين يكفرون به كمؤسسة وثنية .. كما كفروا بجده الأعظم محمد صلى الله عليه وآله  والقرآن يخاطبهم وأعوانهم العملاء المستعربين .وهو قوله تعالى :

ــ  {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98

ــ  {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }آل عمران101 :

وهو خطاب تاريخي مفتوح للروافض لآل محمد عليهم السلام ونكران ولايتهم … ويستثني العارفين للحق وهم المختارين والناصرين للمهدي عليه السلام وفي قوله تعالى في الآية :

” وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ “

المراد منها هو الاعتصام بهم هو الدليل للنجاة وهم ” الصراط المستقيم ” وذلك بدليل قوله تعالى :

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ..}آل عمران103

قال : ابن حجر في الصواعق المحرقة : حبل الله : آل محمد عليهم السلام  (67) والملفت الحق في رصدنا القرآني  أن كلمة ” اعتصموا وردت في القرآن  4 مرات فقط وهي : “سورة : آل عمران/103 ، النساء /146 ، النساء /175 ، الحج /78 وهي في مجملها ذو ترابط عجيب في المعاني والدلائل .وكما ذكر في رصدنا للمصطلح القرآني وجدت أن كلمة ” حبل الله ” لم ترد في القرآن سوى مرة واحدة ـــ آل عمران / 103 ــ وفي هذا التفرد وجها إعجازيا ومغزا مرادا على هذا التوحد العجيب بين القرآن والعترة النبوية !!  حتى أن المستوعب المفاهيم والمصطلحات القرآنية ليدرك أن آل النبي محمد عليهم السلام  والقرآن مفردان في مدلول واحد .. وهذا هو المغزى القرآني وهو إثبات الهي لمفهوم آيات الله في القرآن الكريم و.. المرادفات القرآنية لأهل البيت عليهم السلام ” كحم ، والمحجة البيضاء و العترة والثقلين والقرآن والحديث النبوي يشير لعشرات المفردات والمصطلحات الدالة علي ” أهل البيت عليهم السلام والأحاديث المشهورة في كتب المسلمين  مثلا : ” تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي وانهما لن يفترقان حتى يردا على الحوض “.(68). ” وقوله صلى اله عليه وآله وسلم :  ” إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما ” (69) وأحاديث العترة والثقلين تحتاج أبوابها لمجلدات ..وذكرنا التخصيص لعلي أمير المؤمنين عليه السلام  أنه قرين القرآن وانه قرآن يمشي على الأرض..  والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله أوجز المراد في قوله الشريف : ” علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ” (70) والحديث المكمل الآخر لأمير المؤمنين عليه السلام : ” عن عباية عن ابن عباس قال : قال : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول وهو اخذ بيد علي هذا أول من امن بي وأول من يصافحني وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر وهو بابي الذي أوتى منه وهو خليفتي من بعدي  ” (71)   والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم رأس العترة وأصل النور والتلـقي وهو المخاطب من الله تعالى  بكشف السر عن تتالي الأئمة عليهم السلام بعده . وهو المشهود في القرآن شهادة الله

{  تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران108

.. وفي كل السياقات القرآنية يكون العترة والقرآن هو المخرج من حالة الذلة والإنكسار وهو قول العزيز الحكيم :

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }آل عمران 112 ..

وفي الآية القرآنية يكون محور التحدي  حول ” حبل الله المتين ” وهم آل البيت عليهم السلام قوله ” الناس “هم جمهورهم ومحبيهم ..والتحدي الواضح على قاعدة الكفر ب ” آيات الله ”  تعالـــى ،وهم آل البيت عليهم السلام .. والآية لها مدلول حول الصراع المستمر مع اليهود وهم المهدوفون في المثال القرآني .. وهم المستهزئون بالنبوة والولاية والداعمين لقوى الشرك والوثنية من صدر الرسالة وحتى نهاية الزمان .. والمحك الفارز.. والحاسم سيكون بخليفة الله المهدي عليهم السلام ..

والآيات القرآنية التالية فيها الإشارة والتصريح لآيات الله العظام عليهم السلام  وهم الذين سيكونون محور التحدي والصراع .. ففي عصر الظهور اليوم : إما تكون مع آل محمد عليه السلام والممثل في خط المهدي عليه السلام   أو لاتكون !!!

والآيات التي بين أيدينا فيها الدلالة القرآنية على الوجهة الموحدة .. الدالة على القرآن والعترة وفي قول الله تعالى : ” آيات الله ” دلالة الإستيعاب بين القرآن العظيم وآل محمد عليهم السلام وهم المحجة البيضاء وبوابة قراءة القرآن والتاريخ  والتفسير .. (72)

ــتــ قال تعالى :   {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140

ــــ  {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء155

ــــ  {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }  الأعراف26

ــــ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }العنكبوت23

ــــ {اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }التوبة929ــ {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الزمر63

ــــ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ }يونس71

ــــ {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }يونس95ـ

ــ {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النحل104

المعادون لآيات الله عليهم السلام هم المكذبون :

وهم ظاهرون جليا في القرآن كما في الآيات الكريمة.. والتي تحتاج كل منها الى مبحث مفصل  :

ــــ  {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }النحل105

ــــ  {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }الكهف17

ــــ {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }القصص87

ــــ {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون }الروم10

ــــ {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }الأحزاب34

ــــ آيات الله : {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35

ــــ {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4

ـــــ  {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56

ـــــ  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ }غافر69

ــــ  {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ }غافر81

ــــ {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6

ـــــ   {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الجاثية8

ـــــ  {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }الجاثية35

ــــ   {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5

ـــــ  {رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق1

ـــ    الجحـود و المواجهة مع آيات الله عليهم السلام :

ــــ   {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33

ــــ  {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }الأعراف51

ــــ {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل

{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ }العنكبوت

ـــــ  {وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }النحل71

{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ }لقمان32

ـــ {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49

ـــ   {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }غافر63

ـــ  {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }فصلت15

ـــــ {ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }فصلت28

ـــــ  {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }الأحقاف26

ـــــ {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }غافر63

ــــ {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33

وفي مبحثنا لظاهرة الجحود والعناد والإستكبار في مواجهه’ ” آيات الله ” كما في الآيات القرآنية نرى أنها قد شكلت حسب السياق القرآني توصيفا شموليا لحالة  العقل المضاد ” آيات الله ” وهم أهل الحق عليهم السلام .. وكما في الرصد القرآني نرى جوهر الآيات تصف الجاحدين ” بالمكذبين ” كما في ” سورة غافر/63 ، وبالكفر الصريح : العنكبوت /47، وبالعصيان : هود / 59 , بجاحدي النعمة  : النحل/71 ،  وبالمستهزئين : الأعراف / 51 ، الأحقاف/26 ، وبالأفاكين : غافر/63 ، وبالمستكبرين : فصلت / 15  ، وبالغادرين  ” الختارين وهم مع الظالمين  : لقمان / 14 ،   وبالظالمين : الأنعام /33 ، العنكبوت /49 ، وبالجاحدين المستيقنين بالحق : النمل /14 ، والنمل / 71 ، هود /59 و الأصناف الثلاثة المتوحدين في سمات الغدر والظلم و الجحود هم الأسوأ في ظاهرة الجحود وهم الذين يمثلون المنهج الإبليسي الخالص .. ويمثلون تاريخيا التحالف الوثني ” بنو أمية واليهود : بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النظير . فهم الذين قدر لهم أن يكتب عليهم العداوة والبغضاء لأهل البيت والمسلمين حتى تقوم الساعة .. وتكون نهايتهم كما في مبحثنا على يد خاتم آيات الله العظام خليفة الله المعجز المهدي الموعود عليه من الله العلى العظيم عظيم الصلوات والتسليم ..

ونختم مبحثنا بالصلاة والسلام على نبينا المصطفى محمد وآله الطاهرين

الفهــــــــــــــــــــــــــرس

(1) أخرجه أبو صالح في الأربعين  ” في فضل الزهراء رضي الله عنها من  طريق شريك القاضي عن شبيب بن عزقوه عن المستظل بن حسين .. = رواه الطبراني في الكبير 11/ 194 رقم 11621 = السيوطي : مسند فاطمة الزهراء رضي الله عنها ط دار ابن حزم  بيروت ط1/1414ه  ـ 1994 ص166 رقم 165

(2)  الكتاب : المعجم الكبير

المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني

الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل

الطبعة الثانية ، 1404 – 1983

تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي : ج3 /44 رقم الحديث 2632 ، 22/423 برقم 1042

(3) السيوطي : مسند فاطمة الزهراء  رضي الله عنها وما ورد في فضلها :المصدر السابق ص 166

=: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي

الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 ص 156 ط مصر

تحقيق : عبدا لرحمن بن عبدا لله التركي وكامل محمد الخراط

(4) تاريخ دمشق ج42 / 259 = السيوطي : مسند فاطمة الزهراء رضي الله عنها : المصدر السابق ص 146  رقم الحديث 132 = القندوزي الحنفي : ينابيع المودة ج2/91 ط . الأعلمي بيروت = الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي

الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت ص

الطبعة الأولى ، 1997

تحقيق : عبدا لرحمن بن عبدا لله التركي وكامل محمد الخراط

(5) ينابيع المودة ج2/81 ،58 ،91  ط1/ استانبول  ــ منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت

= الطبراني في ترجمة الحسن : الكبير ج3/43 رقم 2630

(6) الصواعق المحرقة ج2/ 460

(7)  محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري : المستدرك لكتاب : المستدرك على الصحيحين ط دار الكتب العلمية بيروت : ج3/179 رقم 4770 ط1/ 1411 ــ 1990 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه

=   الطبراني : المعجم الكبير ج3/44 رقم تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا

(8)الصواعق المحرقة ج2 /547 مؤسسة الرسالة – بيروت تحقيق : عبدا لرحمن بن عبدا لله التركي وكامل محمد الخراط   الطبعة الأولى ، 1997 = تاريخ بغداد للخطيب ا لبغدادي ج 11/285ــ الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

(9) كتابنا : آل البيت : الولاية  ــ التحدي ــ الواجهة ” باب : الختم النبوي النوراني .

(10) كتابنا : النبوة  المحمدية : ثورة الروح الإلهية

(11) مجمع الزوائد ج9/357 رقم 14961    ” أخلفوني في أهل بيتي .

(12) ذيول تاريخ بغداد : نجار ج2/ 196     ” ان هؤلاء أولياء..

(13) كنز العمال :ج12 /185 رقم 34171 = ينابيع المودة ج3/133 ” البتك : القطع

= الدر المنثور ج5/433 : ” تفسير قوله تعالى : ” هنالك الولاية لله الحق : الكهف / 44

(14) ابن المغازلي الشافعي ط دار الأضواء بيروت  ط2/ 1412 ـــ 1992  ص 94 : ” من ناصب علي الخلافة..

(15)تاريخ بغداد ج11/ 172 ”  ط دار الكتب العلمية بيروت ط1/1417 ــ1997 ” انه خليفتي  في أمتي من بعدي ”

(16) كتابنا : آل البيت  ـ الولاية  ــ التحدي ــ المواجهة : الختم الإلهي النوراني بالنبوة

(17) كتابنا : النبوة المحمدية ثورة الروح الإلهية   ” تحت الطبع ”

(18)  الطبراني : الأوسط ج6/85 = المعجم الكبير ج3/ 45 رقم 2637 = الأوسط ج4 /9 رقم 3478 ، ج6/ 85

= المعجم الصغير ج1/ 340 رقم 391 ، ج2/ 84 رقم 825  ” نفس الطبعة “

(19)  تاريخ بغداد ج10 /356 ” نفس الطبعة ”

(20) الكتاب : صحيح مسلم

المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري

الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت : تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي

: باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه  ج4 /1870  رقم 2404  : ج3/1359 رقم 3503 ، رقم 4154

(21)  تاريخ دمشق ج42 /309 = ميزان الإعتدال ط عيسى الحلبي رقم 4644

(22) تاريخ دمشق  ج42/ 309  رقم الحديث 8854  ـــ ط المكتبة العلمية بيروت = كنز ج11/913 رقم 33013 = تنزيه الشريعة رقم 366

(23)  انترنت : موقع : الشبكة  الإسلامية : الاثنين 12/9/2005 (مصطلحات قرآنية )

(24)  تاريخ الخلفاء للسيوطي :  ص 137 ط دار الكتب العلمية بيروت

(25) تاريخ دمشق ج42 /342 ، 451 رقم الحديث 9032 ، 9033 ط دار الفكر بيروت  ط1/1418 ـــ 1997

(26)  تاريخ دمشق ج42/ 453  رقم 9034

(27) تاريخ دمشق  ج42/ 342

(28)  نفس المصدر ص445 ” حجرة عائشة  رضي الله عنها” رقم 9040

(29) نفس المصدر  ج42/ 16   رقم 8353 ، 42  ، 53 ، 98  ” هارون من موسى عليهما السلام = مسند أحمد ج1/ 170 رقم 1463 ، 1490    = المستدرك : ج3/143 رقم 4652 ، ج3/ 117 رقم 4575

(30)  ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة :  ج2/ 469 ط مؤسسة الرسالة  بيروت 1997 : ” وانه لعلم للساعة ” الزخرف /61

(31) تاريخ الخلفاء ص 136 ط دار الكتب العلمية بيروت ” بدون تاريخ ” = نفس المصدر ج1/ 150 ط  مطبعة السعادة بمصر = الطبراني : المعجم الكبير ج11/ 246 رقم 11687 مكتبة العلوم والحكم – الموصل

الطبعة الثانية ، 1404 – 1983ــ (32) السيوطي : الدر المنثور ج6 /463 = تفسير القرطبي : الجامع .. العنكبوت /41

(33) الطبرسي  : مجمع البيان في تفسير القرآن : المجلد 8/ 24 ط المكتبة العلمية بيروت ط1/ 1418 ــ 1997

(34)   ابن الحجام ص 239 : إعداد مركز الأبحاث العقائدية

(35) الطبري : جامع البيان : ج21/ 8 / المجلد 11 ط دار ابن حزم بيروت  ط1/ 1423 ـــ  2002  ”  تفسير سورة العنكبوت

(36) : مختصر ابن كثير : تفسير سورة : العنكبوت : الآية /49

(37) : تفسير القمي : المجلد 2/ 150 ” تفسير سورة العنكبوت  ”  : الآية/47  : موقع مكتبة السراج

(38)  تفسير نور الثقلين : المجلد 4/166 موقع مكتبة السراج  = روح المعاني : المجلد 7 /367

= تفسير قرات الكوفي: ص320  ” سورة العنكبوت ” موقع مكتبة السراج

(39)ــ محمد السويركي: من أسرار البناء الداخلي في القرآن الكريم  ط1 / ص40.

(40) البغوي : معالم التنزيل في التفسير والتأويل : المجلد 5 /48 ،49  : تفسير سورة غافر / 57  ” لخلق السموات ط دار الفكر بيروت  1405 ــ 1985

=  تفسير الدر المنثور ج6/463 ط دار الفكر  بيروت 19943 ” العنكبوت شيطانه ”

(41) سنن ابن ماجة ج2 / 1320 رقم 1980 ( الغرباء )

= صحيح البخاري :  المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدا لله البخاري الجعفي

الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت

الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 ج1/ 196 رقم 502 ، ج2 /663 رقم 1777  = صحيح مسلم ج1/ 131 رقم 146

= الترمذي ج5/ 17 رقم 2629 = مسند أحمد ج1/ 398 رقم 3784

” بدأ الإسلام غريبا.. “

(42) الطبراني : الأوسط  : ج3/ 250 ، ج5/ 149 رقم 4915

(43)  الصواعق المحرقة : المصدر السابق

(44) عقد الدرر : ص 97 = ينابيع المودة ج3/ 90 ، ص 132 ، 133 ( الباب : 84)

= كتابنا : المهدي عليه السلام : باب أصحاب خليفة الله  المهدي u : الفصل 8 (35)

صحيح البخاري : حديث : أصحابي .. أصحابي لقد بدلوا بعدك ” :  أنظر على سبيل الحصر :  البخاري : كتاب التفسير : سورة المائدة : ج8/ 354 ” وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ” ، ج6/ 465 : كتاب الأنبياء : باب ” وأتخذ الله إبراهيم خليلا ” 2/156 = كتاب الرقاق : باب : في الحوض 4/95 ،  فتح الباري :  بشرح البخاري ج/ 8 / 354  رقم الحديث ” 4625 ، الباب (13) = ج13/ كتاب الفتن رقم 92 باب قوله تعالى ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” = سنن الترمذي ج4/399  أبواب صفة القيامة : باب ما جاء في شأن الحشر 9/256 = ابن ماجة : كتمان المناسك : باب الخطبة ، يوم النحر/ ج3/74 – ح رقم 3057 ــ 2/1016 = مسند أحمد ج1/453 ، ج3/28 ، ج5/48 = صحيح مسلم ج15/426 ط دار إحياء التراث العربي بيروت : كتاب الفضائل : باب إثبات حوض نبينا ج4/1800 ح 40  – باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : المجلد 13/ 5 ــ 7 ( فتح الباري ) = التمهيد لما ي الموطأ من المعاني والأسانيد لإبن عبد البر ج1/599 = ج1/ 594 ، 584 = ج1/585، 5941 ، ج1/ 294 ، 297 : الموضوع في ص 582 ــ599 = تاريخ بغداد ج8/443 = شذرات الذهب : المجلد الأول : هامش  رقم 2281 ” إن هؤلاء لا يزالون مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ” ط دار إحياء التراث العربي بيروت = حديث الحوض : الفتوح : للعلامة ابن أعثم  :  المجلد 2/ 328 ، 329  ط دار الكتب العلمية بيروت  ط1/1406 ـــ 1986

(45)  كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال

المؤلف : علي بن حسام الدين المتقي الهندي

الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989 م  ج11 /248 رقم 31074 وفيهم ورد عشرات الأحاديث الصحيحة : أنظر : كتابنا : المهدي عليه السلام : النزول  ـ الخروج ـ تحرير القدس : الباب الأول

* بمشيئة الله تعالى سننفصل المصطلح في مباحثنا . وقد ورد مصطلح ” أصحاب الجحيم في القرآن في 20 آية هي : ” البقرة :الآية / 39 ، 81 ، 217، 257 = آل عمران / 116 = الأعراف /36 ، 44 ،47 ، 50 = يونس / 27 = الرعد : الآية /5

= الزمر :/8 = غافر : الآية/6 ، 43 =المجادلة /17 = الحشر/20 = التغابن/ 10 = المدثر /31

(46) كنز العمال : ج11/248 رقم  31074  وهم أعداء الحق الإلهي المناط لأمير المؤمنين عليه وآله التسليم

(47) البغوي : معالم التنزيل   ط دار الفكر للنشر والتوزيع بيروت 1405 ــ 1985 ــ ج1/219

” تفسير قوله تعالى : ” وانه   لعلم للساعة ”

(48) المستدرك :  ج2 /515/ رقم 3766 : على شرط الشيخين ولم يخرجاه : ط دار الكتب العلمية ج4/528 رقم8482

(49) كنز العمال : ج11 /248 رقم 31074 : المصدر السابق

(50) المستدرك :  ” المصدر السابق

(51) مسند الحارث : زوائد الهيثمي : لكتاب : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث

المؤلف : الحارث بن أبي أسامة / الحافظ نور الدين الهيثمي

الناشر : مركز خدمة السنة والسيرة النبوية – المدينة المنورة

الطبعة الأولى ، 1413 – 1992

تحقيق : د. حسين أحمد صالح الباكري ج3/641 رقم 614

(52) الخطيب البغدادي : تاريخ دمشق : ج14 /322 رقم 7643 ط دار الكتب العلمية .. ط1/ 1417 ــ 1997 = تاريخ دمشق ج42/ 499 رقم الحديث 9025 : نفس الطبعة

(53)  : ابن الحجام   :  تأويل مانزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليهم ” المصدر السابق :  ص306 ، 307

(54)  : أنظر كتابنا : آل البيت النبوي عليهم السلام في ظلال القرآن .” تحت الطبع ”

(55)     سفر دانيال : الإصحاح  7/13 ، 14  ” التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1700 = الإصحاح 7/28 ص 1701

(56)  لسان العرب :

المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

الناشر : دار صادر – بيروت

الطبعة الأولىج13 / 21

(57) ” : لسان العرب ج5/ 369

(58 ) لسان العرب :ج4/64

(59)  : لسان العرب ج8/137

(60) ينابيع المودة : ج1 / 126

(61) مسند أحمد بن حنبل ج1/ 108 رقم 859 ط مؤسسة قرطبة القاهرة = المستدرك ج3/ 74 رقم 4435 = المعجم  الأوسط للطبراني ج2/ 341126 ” تجدوه هاديا مهديا “

(62) صحيح  مسلم ج15 / 522، 523  رقم 36 ، 37  ط دار المنار القاهرة ” بدون تاريخ ” الثقلين “

(63) : تاريخ دمشق ج42/449 رقم (9025) = تاريخ بغداد ج14/126

(64) السيوطي : مسند فاطمة رضي الله عنها  : المصدر ص 120 ، 80 = المستدرك  ج3/ 164 وصححه وقال : حديث صحيح الإسناد  ولم يخرجاه .= الطبراني : المعجم الكبير ج3 / 44  رقم الحديث 2631

(65) كتاب الفتن لإبن حماد ” باب السفياني  ص165 ــ 192  ط المكتبة التجارية مكة المكرمة

(66):  أنظر : كتابنا : المهدي عليه السلام النزول ـ الخروج ــ تحرير القدس =  كتابنا : آل البيت النبوي في ظلال القرآن

” باب  : المهدي السماوي ”

(67) كتاب : الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي

الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 ج2/443

تحقيق : عبدا لرحمن بن عبدا لله التركي وكامل محمد الخراط : ” واعتصموا بحبل الله جميعا “

(68) الكتاب : الجامع الصحيح سنن الترمذي

المؤلف : محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي

الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت : ج5/622 رقم 3786

تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون

(69) الدر المنثور  ط دار الفكر1993 ــ  1414 ــ ج7/ 349 = مختصر ابن كثير ج3/321 = الترمذي 5/663 رقم 3788

(70) المستدرك : ج3/134 رقم 4628 = المعجم الأوسط للطبراني ج5/ 135 رقم 4880 = ج2/38 رقم 720

= السيوطي : تاريخ الخلفاء  137 ط دار الكتب العلمية  بيروت

(71) تاريخ دمشق ج 42/ص41 رقم (8368، 8369، 8370) = سنن ابن ماجة ج1/82 رقم 120 (الحاشية : قال البوصيري    في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال وقال: صحيح على شرط الشيخين)

(72) : أنظر مبحثنا : المحجة البيضاء

الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1/ 64

المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت


لماذا فاطمة الزهراء رمز الحب الالهي الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

لماذا فاطمة الزهراء رمز الحب الالهي


{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1

{إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }الزمر41

السؤال المطروح في مدخل الساحة العرفانية المنشودة يتقدم بروحية متدفقة ليكتشف ذاته نورا ملهما بين يدي النور الالهي وعظمة التمجيد الالهي سرنا نكتشف به روحنا ومجدنا التالي في كل ساحات الملكوت العلوية خطوة مسكونة بالحب الالهي المتدفق نحو الخلود الأزلي العظيم  مجدا نحو عظمة سرنا المحمدي الخالد في روح الخلود الأبدي .. يطرح قراءة الوعي الالهي للحقيقة المحمدية المتواصلة عبر التاريخ الأزلي .. حيث يطرق السؤال ثورة الاجابة عبر البوابة السماوية وتلازم حركة الروح الانسانية بالروح الالهية العلوية .. وهنا يا سادة في الكون قادمون مفتاح النور وحل القضية والمخرج من حالة الفناء الأرضي .الى حالة القدسية الالهية وساحات الحظيرة القدسية .. نقف باستعلاء الواحد القهار لندرك معطيات إلهنا الاصطفائية ومنحة نبينا القديس الأول في الخلق سرنا نحو جهرنا وثورتنا الروحية الممجد ..  نحن الفاطميون من رحم البتول الزهراء جئنا محمولين بأكف العناية الالهية لنرسم صورة الأنموذج المقدس نسقط به شرعية الظالمين .. نحن الامتداد المحمدي العلوي مجدا من مجد إلهنا القدوس جئنا في هذا الكون نستعلي بالله  وله نمجد .. وعلى خطى أمنا البتول نحمل سرنا جدنا  علي شقيق النعمة نورنا على نور أمنا البتول .. نور على نور لقلب محمدنا المكرم في سر الله وعوالم الخلود الملكوتي المهيب  .. وعبر التلامس مع رسوم وسمات الوصال بالحالة الأرضية ..وهذا لا يمكن تلمس نتائجه سوى بحالة فائقة من السمات الروحية النورانية .. سر لا ينكشف بالمطلق إلا لمن حمل الأمانة التي عرضها الرحمان الرحيم على عالم الذر والأرواح فأبين ان يحملنها .. وحملها الانسان الجهول فظلم الأمة ظلم في الحال نفسه .. وجاء في الخضم من الانكفاء والارتقاء لحمل المسئولية فحملها سر الله الأزلي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونوره الممتد بعد أنوار وأعلام هدى وجسر في هذا الانكسار العظيم لله رب العالمين ومن هذا الملكوت الفاطمي الممتد يجيء نبع النبوة من قلب أم أبيها والثورة   روحا لنا ممتدة به فطمنا من المهد وبعلي جدنا نستعلي لله لأبينا المختار محمد .. كلمة سرنا وبوابة دخولنا نحو عالمية الشهادة ونبع الشفاعة وكلمة الخلاص لكل المستلمين لثورتنا الرحمانية .. هذا هو سر عنواننا والقضية من المهد الى اللحد بأمنا البتول حاملة ثورة الحزن من قلب الأمل من رب مأمول .. نحمل مظلوميتنا بين يجي الرحمن شهادة علوية عنوانا وانكسار لخيارات إلهنا الممجد العظيم .. هذا هو نبع موقع البتول ساحة قدوسة من عوالم العرفان الالهية .. على خطاها سلائل نور نمتشق مشيتها الشبيهة بخطوات أبيها وكأنا الساعة صامتون لخطبتها العظيمة عقب رحيل ملكوت هذا العالم في مسجد النبي الأقدس .. فأم الصمت المهيب وضياع الأمانة التاريخية الأزلية تجيئ من وهج القدس المحروسة نحمل شهادتنا ودمنا في عرض البحر والبر من إلهنا البار نسجل مجددا لقبلتنا الأولى محمد عليه صلوات وسلام الله الأبدي وآله .. نحمل دما والثورة عرفانا بأصولنا وسر مجد إلهنا فينا للتو ينكشف .. هذا هو عنواننا وكلماتنا نستلهم حقنا من وعد إلهنا القدوس  الممجد في خاتم الزمان ووعد الآخرة .. شهادة قول العلي الأعلى بالوعد الأسمى

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

وإذا لم يكن عباد الله الصالحون هم أبناء النبي الخالد محمد عليه صلوات العلا .. وجنود سليل المصطفى المهدي الالهيون من ظهور الساجدين المحمديين فمن يكونوا إذا !!  وأي صورة مزيفة بديلة عنهم وقد خلق الله المتعالي الكون لهم ولمجد اشراقاتهم العلية .. هذه هامتي خطوة نحو المجد الكبير .. كساؤنا نور نبينا وروح نبينا بها نستعلي في وجه كلية الافساد  وخطوات الشيطان مصطلح النور والطهارة بلا حدود في وجه مرحلة الاساءة الاسرائيلية الملعونة …

أمي الزهراء .. يا أم أبيها والمجد نعتلى وهجك ونمتشق …  مرة أخرى خطواتك الرائعة .. ورغم كل أشكال الزيف والتهاوي نرسم بارادة عليه صورة الطهر من نورك .. فأي حمل نوراني هذا تحملين .. يا أم أبيها الروعة .. أنت كلية المساحة والنور نعشق ونمجد .. وعلى خطواتك نحمل نور قلبك خليل الرحمن والنبي المقدس علي عليه السلام جدنا .. نحمل نوره على نورك ونسمو في عالمية طهر إلهنا الأبدي  .. نخط من بسمة نبينا الساعة أملا في وجه ربنا القدوس بأن يعجل الفرج لتواريخ المجد المخبوءة ، وان يكشف بنور لكل الأسرار أمرا علويا بنهضة المجد أبينا محمد الذي في السموات .. ثورة قادمة وشيكة .. فلك المجد يا إلهنا العظيم في عالم بهائك وخلودك الأبدي ولك المجد يا نبي الخلود  الأزلي .. ولك الخلود يا شقيق النعمة المهداة على وريث النبي الرحمة .. وعشق الروح السامية فاطمة البتول .. باسم محمد نحمد إلهنا القدوس ونمجد . وباسم علي نعتلي نحو العلي نستلهم منه فتوة وسيف سماوي في زمننا الآتي وشيكا …  نحو صورة النهضة وهذا التلامس مع روح الله العلوية .. نفطم بالبتول فاطمة ولالهنا  نصلي ونسجد ونعبد .. يا موقعنا محطتنا الأخيرة في زمان قديم الأيام التالي … سجلي لفاطمة المجد عنوانا هذا الصباح جديدا .. فكل يوم لها من قلبي رسالة و صفحة نور … وبها صورة مهداة من قلب الرحمة المهداة محمد .. نمجد بقدسيتها إلهنا عنوانا .. ولقلب فاطمة الحزينة نعشق حزنها ألما في قلوبنا .. وأملا آخر بروعة متجددة من سماوية نورنا … فنحن ولا فخر إلهنا معاذنا لا نستعلي إلا بروحا من روح إلهنا وبها نستعلي على كل القيم الهابطة … وكل أشكال الزيف والرذيلة نخطو بخطوات نور إلهنا العظيم … نمحو ذكر كل السفلة الأرضيين ودجالي العوالم الأرضية .. نحن أمي البتول عليك سلام الهي القدوس .. ومن وهجك زينب روحنا الممتدة .. نكتشف أمومة جديدة ومن قلب نور الحسنين نور وحدتنا الكاملة وصفو الصورة … محمديين بلا حدود لا نفرق في صورة الوهج .. النور على نور .. الحسن والحسنين كمال الله في الخلق .. من قلب النور المحمدي من جديد آت يصعد نور قبلتنا الجديدة  المرموقة ثورة .. ومن ظهور الساجدين وظهر النبوة وخلاصة عالم الساجدين  ساجدين .. نتقدم على أثرهم في القدس المحروسة نوقظ صوتا أرادوا عليه المؤامرة .. فتعود الصورة في هاشمية غزة لتجذب قلوب هذا العالم سياسة وتحليلا بثورة الدم القادمة  وبحر الأمة الوسط .. في قلب البحر المتوسط .. وغدا آتون مع القائد الالهي الممتشق سيف الله السماوي المستعلي نحو القدس نهضة … ومع كل المهدويين من قلب القسطنطينية وقاهرة المعز الأبدية … نهرنا الجاري يتقدم عبر بوابة فاطمة الزهراء في جنوب آل محمد الطاهرين وغدا في جنوب فلسطين المقدسة … سرا يسطع يغزوا العوالم نوره حتما مقضيا .. والمسألة أمي الزهراء عليك السلام كما تعلمين من خبر السماء برهة …  ونمتد الى بحرك عمق المحاولة .. هذا هو بحرك ولهذا كانت محطتك الجديد ة ….

و تأكيد العرفان الالهي من مدرستك السماوية الخالدة …

نغزوا بها هذا العالم بعيدا جدا عن مساحات الهبوط الطائفية الى رحاب مجدك الوحدة .. نحن امة احمد عليه الصلاة المخبوءة …

من بحرك سيدتي وعشقي ومحبوتي الخالدة ومن قلب دعواتك التي تطل علي من قلب ملكوت الله في سجداتي وصلوات اصبر يا ولدي ..

ان مجدكم آت قريبا اصبروا وصابروا ورابطوا …

ونعتلى الساعة خالدتي البهية أخلد بك وبصورتك الرائعة قراري على وسادة نبيي الأعظم عليه نور العلا وصلواته .. استلهم بها مجدي وسري من رائعتي قلب النبي … وفاطمة أنت أم علي ومحمد ..

وموقعك العرفاني هو شمولية ثورتك يا رحم نور الهي والوهج ..

ويا قدسية العوالم المطهرة .. وغدا ولادتك الحقيقية …  ولها ننتظر من عمق التاريخ على سلم النور المحطة ..  أنت وحدتنا سيدتي الغالية .. وكما يقولون وراء كل عظيم امرأة .. وأي امرأة يا الهي عظيمة تقف خلف غلمانها الفوائد .. يا عظيمتي في زمن الهبوط .. يا أم علي ومحمد .. اكتب اسمك على جبهتي النور وافتخر يا عظيمة في كل الأزمان والشاهدة على كل أزمان التواريخ الملعونة .. في زمان خديجة بنت خويلد الطاهرة نقف كما وقفت عظيمتنا أمك الطاهرة … اسمها الرمزي في زمننا العرفاني خديجة … اسم جوهرة لم يدرك بالعربية تفسيره وبالغيب نوره .. هي الطاهرة وأنت بنت الطاهرة …يا فاطمة الفواطم عشقي رمزي في كل العوالم … بقلبك الرائع اسموا وبعقلك الروحاني … امتد نحو أبي علي عليه السلام بابا جديدا لمدينة الحكمة … و خلف نبينا الأقدس تسمو شفتيه الطاهرتين عليه الصلاة وسلام النور لها شهادة .. ..

” لا والله ما أبدلني الله خيرا منها  “

هذا هو العرفان الفاطمي المحمدي الذي يغزونا الهي في هذا الصباح من علم نور خبرك .. وهذا هو عمقنا العرفاني الآتي لزمان السادة المرموقين … المرموقين من زمان خديجة ومحمد عليكم صلوات الهي … يا كل آبائي الممجدين … بكم اقتفي ساحات كل نثري وعرفاني بالله ممجدد …

وأنت لطفي ومساحة قلمي وفرح إمامي البهي في ملكوت العلي ربي .. الهي أسعد أمي الزهراء عليها نورك ومساحة سلمك بوليدها المهدي الكريم وجهة .. أسعدها الهي العظيم عظيمي الساعة .. ببشارة جديدة نستلهم بعد ها بنورك وحيك …  الهي من لنا غيرك في زمان الاغلاق المناؤئ لكلية النور وورد المساحة .. الهي علمتنا العشق الالهي ومساحة حبك الالهية .. منذ علقتنا بك ..  وقطعت حبلنا السري بولادة نور أرضية جديدة مخبوءة في زمان الحلم الموعود الآتي .. الهي متى يكشف سرنا بوعدك المحقق ؟؟  لنحيا بك يا قدوسي والهي العظيم .. ومنك المعذرة يا أمي في حزن قلمي .. وقلة المساحة في زمان المال المغدق هدرا على روح طائفية ذميمة .. !! نحن حزب محمد رغم فقرنا  وحزب علي الغالبون في القرآن مسجل .. نحن منك عطاء مهيبا من عطاء الله الأزلي نسمو بثورة العرفان الجديدة … بروح الثوري المقاوم في وجه العرفان المسلوب غدرا … من ناهبي وعاظ السلاطين وحملة الزيف المناؤئ لقدسية قضينا .. نحن كما علمتينا يا وهجي وقبلتي وكلية ساحاتك … نسمو بعفتك لن ننحني بالمطلق .. ولن نسأل أحد إلحافا..

دون باب الهي .. بابك … من ساحتك الفقير هذه ..   نسأل الغنى الواسع ونطرق باب إلهنا الغني في السماء السابعة .. وإذا لم يسمعنا البشر … فالهنا القدوس هو السميع العليم … نسأله لنا صميم ثقافة الوحدة ..

ولا نفرق بين أحدا من رسله .. ولا من أصحاب محمد ..

إلا منافق في القرآن ذكره .. ومبدأ اللعن وثورة اللعن ندوسها بأقدامنا نحو أمل بوحدة الأمة نرسمه اليوم لغد مأمول متجدد .. ومن بحرك أمي الخالدة نبحر وبسفينة نوح القادمة نصعد .. وبنور إلهنا من قلب محمد نكتشف حالتنا وعرفاننا والثورة …  عبر عرفاننا وساحتك يا جليلة منذ بروز مصطلح ” امة الزهراء في القدس ” و في هذا العالم لك مجد تليد .. وفي زمان فقري وضعفي وهواني على الناس خطوات نبيي خلودي وإمامي العاشق يقول لي رسولي بلغة عشق وحنو وردية سألبسك عباءتي غدا .. وسآتيكم بدلال لم يعرفه أبناء من أبيهم في هذا العالم .. الهي كما قلت بالأمس في نثريتي في منابر العراق .. لقد قتل الظالمون لآل محمد فرحنا منذ التاريخ الأول … فاجعل لفرحنا الهي مساحة الساعة … لنفرح بأمنا الزهراء من السماء الى الأرض في ثورة خالدة جديدة .. وويل للمكذبين بفضلنا غدا من سيف العز الآتي حتما في ثورة جديدة .. وليس مهما اليوم من يكذبنا ولكن المهم من هو الذي يبتسم غدا ..  وكما يقولون في بحر الأمثال اللطيفة …

” الذي يضحك هو الذي يضحك أخيرا !!!!!

منبرك وروحك يا قديسة العوالم خطواتك نقتفي على ظلال بحرنا المصطفى نرسوا .. فأجعل الهي القدوس من محطة تمجيد ابنة نبيك العظيم لنا وهجا … وقبولا في وجه المحاول النقيضة..

احتمينا بك إليك يا إلهنا في وجه كل  المحاولات الأثيمة والممتدة على دمنا نجدد بالهامك … ونورك ربنا نحمل مظلوميتنا ونرفع سيف التجديد المشرق الخاتم بخاتم الوارثين والساجدين .. والذين يقبعون  الى اليوم في أسر عبادة الأصنام البشرية …

أي مجد يختارون غيرنا وأي عجل  يعبدون غير إلهنا القدوس  .. نحن المختارون البقية إلهنا نعشق ..

ومن كل ساحات النور نسجل بروحنا العلوية مجد كل ساعة وسجدة وتسبيحه … نقدس بانحناءة مجدنا وضعفنا واستضعافنا  الى كبير متعال هو ناصرنا لا محاولة ..

وأي نهضة مختارة تبرز من ثنايا حملك الصالح يا أمي الممجدة المظلومة .. في ساحتنا الوقادة الجديدة نسمو في مواجهة كل نار حقد مسمومة يطفئها الله المتعالي وينصر بهباء نار كسرى ثورة محمد العلوية

{  كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64

نتقدم على إثرك وأثرك .. ثقافة عصرية نورانية جديدة تتجاوز كل التفسيرات الغوغائية الممنوحة … لزمن الرويبضة مساحة عشق وعرفاني زائف !! أي وصول الحالة الوصالية الى مستوى نوراني يكون قادرا على التلامس الروحي الرباني ..  ولهذا كان سؤالنا الهام حول إبراز الحقيقة الفاطمية الروحية المحمدية كمدرسة لهذه الحالة …

.. حالة تكون قادرة  بسماتها النورانية أن تحمل القيم العرفانية المميزة بقيم القبول الالهي مع نورانية العالم السماوي الموصل الى حالة القبول الالهي … لهذا كان موقعنا في كل مرة رغم محاولات الكيد الأكيدة المناوئة … ورغم بساطته يطرق الباب بقوة لكل القلوب الحزينة من ظلامية واقع الأمم المستشري الى بوابة الحل عبر بوابة الفرج والقبول السماوي .. ومدرسة سيدة نساء العالمين وبضعة النبي محمد صلى الله عليه وآله

وسلم .. وبداية حركة التاريخ المحمدي ..

هي الحركة التي تحمل سمات هذه النورانية العرشية بقدرة ربانية خارقة ………..

إنها السمات الرحمانية المحمولة بمسك القبول الالهي لجناب هذا الامتداد المحمدي المهيب ..  وهو سمات النور المحمدي الاصطفائي والاستثنائي في حركة التاريخ الأزلي المدرك لحقائق العرفان والحب الالهي ..

وصراعنا المقبل المحتوم سيكون حول إشكالية الحب الالهي بين الزعم وروح الحقيقة  … بين النور الحقيقي والنور المموه .. !!

والحسم غدا على بوابة الفرز المقبلة محطة للاجابة .. إنها ثورة الروح الخالدة فيما بين يدي الرحمن تفرز وبين قوسين تحدد .. ثقافة النور المحمدية بينبوع الهاشمية ..

أي مسرح الصراع الأزلي بين ثقافتين …

ثقافة العرفان الهاشمية وثقافة العرفان الأعرابية …!!

عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل . واصطفى من ولد إسماعيل بنى كنانة . واصطفى من بنى كنانة قريشا . واصطفى من قريش بنى هاشم . واصطفاني من بنى هاشم )

وبين الشكل النفاقي وشكل العرفان الأعرابي النقيضة وحملة زيف العرفان المزيف ..

{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ }يونس59

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الزهراء

القدسية عليها السلام

( من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله وهو قول الله عز وجل :     ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) .

إنها بالكاد والحتم الثقافة الروحانية السماوية المحمدية هي المنتصرة ولها بوابات الفوز والقبول تفتح …

ونحو إلهنا القدوس ترتل لغة التمجيد وتمجد …

ولهذا كان مصطلح بوابتنا المقدسة تحمل قراءة مدخليه لهذا الحب الالهي المخصوص بالنبي محمد صلى  الله عليه وآله وسلم عبر التواصل بعترته المطهرين والمختارين إلهيا عبر المحبة الالهية …

لحمل سمات هذا القبول … وهذا العشق الالهي العظيم …

وهذا الطرق الاستغاثي الرجائي لا يمكن له إحراز الدخول للبوابة سوي بروح العرفان الالهية  وببوابة الحب الالهي ..

وهذا الحب هو خلاصة التقديس لله وتأكيد الثناء لله تعالى وتعظيمه بثورة الشاكرين الممتدة …

من السماء الى الأرض عبر الوصال الروحي  …

وهذا التلامس العشقي النوراني هو القادر على تحويل هذا التلامس بين النواة المحمدية والنور الالهي الى حالة من النور الالهي ..

النور المغطي لكل السمات العلائقية في مناحي الحياة الانسانية وتحويلها بالزخم المحمدي النوراني الاصطفائي الى مساحة

من الحالة الروحية الأرضية ..

وهنا يكون الوصال بين حالة الروح السماوية والأرضية تشكل حالة موحدة .. وهذا التشكل لا يكون إلا ببروز حالة الحب الالهي بين الأمة والانسانية الأرضية وهذا الامتداد النوراني المحمدي ..

وبدونه لا يمكن بالمطلق تلمس حالة هذا النور القادر على إدراك حالة الفرز بين المادية الأرضية وظلامها الدامس .. وبين حالة النور الأرضية القادرة على كشف كلية الحقائق الالهية وأهمها حقائق الحب الالهي ومناحيه القدسية المهيمنة على القلوب … فتكون حالة متجانسة من التكوين النوراني الملكوتي .. وفي هكذا حالة يكون النقلة بين العالم الملكوتي السماوي والأرضي لها سمات حالة الروح الالهية ولا يكاد ينفصل بين المجموع الملائكي وحالته الملكوتية المغمورة بالطهر الكامل .. لأن العالم الروحي السماوي لا يمكنه التفاعل مع الأجسام الأرضية المادية لاختلاف مكوناته وقدراتها وكذلك انموذجات ثقافتها المختلطة بسمات الفكر الأرضي .. ولهذا كانت الدعوة المتجددة لأطروحة الفكر العرفاني الثوري الروحي ومصطلح العرفان الالهي المقاوم …

والقادر على تحمل هذه النورانية الثاقبة في النفاذ والوصال ..

وهنا تبرز الطاعة والانقياد الكلي لله تعالى عبر المكون النوراني … وهو المجسد لبداية هذا التلامس العرفاني السمات وأهل البيت المطهرين المختارين عبر التاريخ الأزلي …

وهم القادرون بعناية إلهية على إحداث هذه المحاكاة النورانية .. لخلقهم النوراني غير البشري من جهة واستحقاقهم التطهيري من جهة أخرى ..

” أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب “

والأمة المحمدية تتقارب وتتباعد في هذا التلامس النوراني السماوي بقدر طاعتهم للمختارين في البيت النبوي الكريم عليهم صلوات الله والتسليم .. وهو تمام قوله تعالى ..

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

وأهل البيت عليهم السلام هم المكون النوراني الممتد من طبيعة الحقيقة المحمدية الاصطفائية .. وهنا تكون محطة التلامس والانطلاق عبر هذا التوصيف هي موقع ومقام السيدة الزهراء عليها أنوار الله تعالى وصلواته . . بضعة النبي الأقدس وحاملة السر المحمدي في مكوناتها الملكوتية الخلقية …

ولهذا جعل القرآن الكريم بوابة العشق والحب الالهي لا يمر قبوله وصبغته السماوية إلا باستلهام معاني الحب المحمدي الحقيقي واستلهام معاني الحقيقة المحمدية الروحية والأزلية   في هذا الحب ..

وإذا كان الرحمن وهو الحبيب الأعظم قد جعل هذا الحب المكنون في مكنونة نافذا بأحادية واحدة وشرطية لا زمة وهي الحب النبوي والأنوار المحمدية

{ صبغة الله } أمة الزهراء العالمية { ونحن له عابدون  } ..

أي صبغة الرضا الالهية وشرائطها لازمة النفاذ  نحن فهو عليه صلوات ربي وسلامه هو صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة. والصبغة هي الصبغة النورانية الأزلية ونواة نفس النبوة المحمدية وكمالها وتمامها .. وامتداداتها حتى تقوم الساعة .. وفي هذه الأسرار حملت السيدة الزهراء عليها السلام بذرة النور والنواة النورانية المحمدية وصبغة الكمال الرباني في اصطفاءه تعالى في الخلق الأول بهذا التكوين الشمولي العجيب وهي الشجرة المحمدية المستمرة

{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ       يَتَذَكَّرُونَ }إبراهيم25

أي مستمرة في العطاء  من ذلك النبع من حضرة الجلال العظيم . .

وهنا حملت السيدة الزهراء هذا التكوين الامتدادي النوراني وكلية نور الصبغة النورانية في عالم المعارف الالهية وأنموذج العطاء المتجدد في حياة النور الخلقي المتدفق من بضعة النور المحمدية ..

وهنا يجيء مصطلح الحب الالهي والعشق الالهي ..

ليعبر عن حقيقة العلاقة التلازمية بين حركة هذا النور المحمدي الرباني .. وبروز حركة السادة المصطفين النورانيين من أصلاب التكوين المحمدي ..وحياة المطهرين الهائمين في هذا العشق الالهي النوراني وهم حالة جناب الحب الالهي في علاه والمخلوقين من نوره وله كأصفياء مختارين أزليين عليهم السلام ..

ولهذا جعل الله تعالى هذه الشريطة في مناط القبول والوصال للحب الالهي المحمدي بمناط الأعمال والاتباع في ذات الصبغة لا بالأقوال .. في شرطية روحانية كاملة وشفافة لا تحتمل أي غبش أو تشويه في صورتها .. والعشق الالهي والمحمدي هو غايات الكمال في استلهام معاني الأدب في وصال العبودية وهيمنة معاني التعظيم والقدرة في تأسيس التذكر القدير في حالة الحضرة العلوية الالهية المهيبة وعالم الملكوت والبهاء الالهي ..

{ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ13

وآل داوود في القرآن العظيم هم آل محمد المطهرين لهم نزول القرآن وفي بيوتهم التنزيل …وهذا لا يدرك مكنونه سوى علماء الحقائق و العارفون والشاكرون من عباد الله تعالى والذين نسبهم المتعالى الى عالمية عشقه ومحبته .. وهم أولياء الله العارفون عليهم سلام الله وأنواره ..

وهم المدركون لتفسيرات العلم بالنور وثورة المسك ..

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }يونس62

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }الأحقاف13

{ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }

وهذا هو الحب الكامل لله تعالى في توحيد إلوهيتنا وتوحيد نبوتنا الاصطفائية بشكل خالص نحو تأكيد ذات الصبغة والارادة الالهية وتتويجها نورا على هاماتنا .. وحتى يكون الحب والعشق المحمدي مسددا شامخا عميقا يجب أن يكون كما يريد نبينا لا كما نريد ..

وذلك كون الارادة المحمدية مستلهمة من أساسها الاصطفائي مسكونة بروح القيم السماوية ومركبات حالة النور الملهمة لهذه الحالة القدسية المحمدية .. ومحبة الحقيقة المحمدية ليست هي تجربة ذاتية واجتهاد سلوكي فردي في العقل المحدود !! وإنما هي المستلهمة من حقائق العرفان الالهي الى يتم بها وصال المحب الى عمق حب المحبوب ..

وهذه هي المرادة في فلسفة العشق في المراد الروحي القرآني

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }

أي قل لهم يا عبدي محمد عليك صلواتي ورضواني أن كنه محبتي ورضواني لا يصلني إلا من عبدني من باب محبتك وإتباعك وطاعتك طاعتي .. وبهذا لا يكون استلهام النور المحمدي بهذا التوصيف الجدلي والحتمي في عالم المحبة الالهية والأنوار المحمدية  .. وهذا التعانق بين الروحية السماوية والأرضية لا يكون سوى باستلهام كلية معاني هذا الحب الالهي .. واكتشاف ماهيات المصطلحات الروحية السماوية لفتح العلاقة مع أسرارها الجليلة بجلال إلهنا العظيم .. وعندما سجلنا أن موقع فاطمة الزهراء هو مدرسة الحب الالهي وهي عليها السلام البوابة المحمدية  النورانية الممتدة بقلبها وروحها الملكوتية غير المسبوقة…

فهي عليها السلام كما ذكرت مباحثنا في هذا الموقع المتواضع

أنها حاملة السر الملكوتي عبر نواة النور المحمدية وحاملة السر الأزلي المحمدي عبر كل التواريخ الأزلية كنواة وبضعة للنبي الأقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم في العالمين ..

ولهذا كانت وجهتها في مركزية العرفان والوصال لبوابات الله في العوالم وحاملة مفاتيح أسرارها .. ولهذا كان العنوان وكانت الاجابة عبر مصطلح العشق والحب الالهي الملازم لمصطلح فاطمة الزهراء الأزلية عليها السلام ..

رمزية السر في القلب الأزلي المفتوح وقاعدة الوصال الالهي مع الحقيقة الانسانية والأرضية .. وبوابة الرضا المحمدية النبوية هو قلبها جامع سر الكون وحجة الله في العوالم .. وعندما كان نبينا الأقدس يؤصل لها الباب العرفاني والوصالي الأبدي فقد سجلت بياناته للأمة المحمدية برمزية علامة قف للتنبيه على قضية بوابة القبول ..

عبر انكشاف حالة النور الممتدة بين علي عليه السلام الامام المختار .. وفاطمة الزهراء وريثة الأصول .. وكان القلب النوراني الملكوتي الفاطمي يخرج روحا علوية نورانية تمثل حالة موحدة من الكمال الالهي ..

تنبع من روحيتها امتداد الكمال الاصطفائي في الأئمة المطهرين من ذريتها .. والتي تختم بمهدي الأمة النوراني الموعود .. وخليفة الله تعالى في الأكوان بكلية ما تحمله هذه الخلافة الالهية من مكنون التوصيف في عالم القدرة الالهية والملكوتية الممنوحة لحالة الختم النوراني الخاتم .. وكذلك مناحي القبول وبوابة الشفاعة وعالمية الشهادة وكل ذلك ما كان ليكون لولا الاصطفاء الالهي المحمدي ..

وولادة السيدة الزهراء سيدة نساء العالمين والأكوان الأولى والأخيرة ..

[ المهدي منك يا فاطمة الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ]

وعبر هذه المحطة والعنوان نكتشف نحن أبناء الزهراء في زمن وعد الآخرة حقيقة خلودنا الأبدي وكمالنا الروحاني المنبعث من ذات الصورة ..   والحقيقة الأزلية المحمدية في أنوار الأحاديث النبوية التي تحدد نواة النور الموحدة في العوالم ..

وفي روايات آل البيت عليهم السلام

قال جابر سأل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم  :

يا رسول الله أول ما خلق ما هو ؟ فقال : يا جابر أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير  …

من خلال هذا العقد الفريد الذي سجل زواجه في السماء لعلي نجمة الخلود في العمق المحمدي وفاطمة الزهراء نجمة الأصول لتحقق وعي العقل الروحي في السر القرآني في قوله تعالى :

{ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35م

[ أنظر:  كتابنا المنشور : خلق الله آدم عليه السلام من أجل محمد وآله عليم الصلوات والتسليم

وفي الأحاديث التي تقرأ لنا حقيقة النفس المحمدية .. إنما تؤكد أن نفس محمد صلى الله عليه وآله في الكون الأزلي والواقع الانساني البشري والأرضي ، إنما يكمن في عترته وأهل بيته المكرمين عليهم السلام ..

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

” علي مني كنفسي  “

”  علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي “

السنن الكبرى  المؤلف : النسائي  الجزء : 5 ، ص  45 ، رقم  8147

” علي مني بمنزله رأسي من بدني   “

المتقى الهندي : ( كنز العمال  ) : ج11 ، ص 603 ، رقم  32913=

هنا تتبلور الصورة والسؤال النوراني مع المقدمات النورانية وفي مباحثنا في هذا الموقع التفصيل والعمق لحقائق منشودة مغيبة من النور الالهي المختزن إلهيا في العترة والسادة المباركين أئمة أخيار مصطفين من عالم الخلود السماوي .. والمناط في كلية هذا الاصطفاء والعرفان هو كلية معاني ثورة التقوى .. وامتداد العترة المتقين هم السادة المعبرون الحقيقيون عن هذا الامتداد والخيار السماوي..

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

الحجرات13 .. وثورة التقوى في النفس المحمدية وخط ولايتها هو التعبير المكنون لحقيقة العشق الالهي والولاية الالهية في النبوة والخلق

” مقالتنا المنشورة : شبكة الانترنت

”  ثورة التقوى هي أصل الحوار الالهي الممتد من الميثاق حتى وعد الآخرة …

http://www.saidaforum.com/showthread.php?t=12655

ان الحب الالهي هو بالمختصر هو ثورة التقوى الروحية الربانية

في مواجهة الشرك في الولاية الالهية ..

وقد وقف النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم  موقف المناؤئ المتبرئ في مواجهة المنحرفين عن خط الولاية الالهية

ووقف الأئمة الكرام ذات الموقف في توحيد المعاني السامية لإدراك معاني الثورة التوحيدية والمحبة الالهية بعيد ا عن أشكال الغلو والافساد

العقائد ي.. عنوان وترجمة سامية لكل المعاني التي تؤكد فلسفة الحب والعشق الالهية والمحمدية من خلال توحيد معاني الربوبية بكمالها خارج سياق الحالة الاعجازية مهما بلغت كمالاتها …

وقد جاء عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قوله : إياكم والغلو فينا ، قولوا : إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم

وقال الإمام الصادق عليه السلام :

اجعل لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ، وقال عليه السلام  : اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا .” ….

دراستنا تحت الطبع : بعنوان : الكمال الالهي في مفهوم النبوة وآل البيت المكرمين عليهم الصلاة والتسليم

والبقية في شروحاتنا في باب  الدراسات المنشورة في موقع  فاطمة الزهراء مدرسة الحب الالهي

وفي الختم  النوراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركتم أسماعكم وبصائركم نحو الثورة الروحية والمحبة الالهية

أهل البيت فلسطين المقدسة

السامري الدجال والثورة المضادة الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

السامري الدجال والثورة المضادة

(1)

المدخل والمقدمة…

الأرض المقدسة  هي مركز التحولات على مستوى التاريخ والعقيدة وحركة الإنسان .. وأن تمتلك حالة الوعي والنهوض  .. يعني أن تتمركز بمتراس الأرض والمواجهة.. أيها السادة .. حتى نمتلك روعة التفسير  والتاريخ المقبل

لابد أن نرى الوجهة المرسومة لثورتنا بإمداد الغيب والقدر.. وأن  نكتشف قواعد اللعبة كما في السياسة اليوم .. لا بد من اكتشاف المصطلح من بحر الأصول والغاية.. من فلسطين والقرآن يبرز مصطلح : السامري ليغطى مساحة التحليل وقواعد المواجهة عبركل سني المواجهة.. ومرة أخرى أن تمتلك الأصول لا بد أن يكون القرآن هو مصدر النبع والحالة.. لذا تجئ القراءة .. والمحاولة ثاقبة نحو الهدف .. موجزة في الكلمة.. تضع من قلب القرآن الإجابة وقدرة الرد على التحول .. انه خليفة الله المهدي الموعود الرد الإلهي على كل المفسدين في الأرض ومجتث الشجرة الملعونة من عمق التاريخ والخليقة .. وهو قول الحق المتعالي ..

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26.. وحين تؤكد القراءة على مفردات الأصول .. فإنما تضع الصورة الصراعية في محدداتها بعيدا عن صورة الزيف المضادة .. فالدجال معادلة الهبوط ..في زمن النهاية .. وفي هذا المدخل نحاول كما الوعد الحق اكتشاف الصراع والصورة.. بالروح نرسم التحول ونستلهم  وعي جديد لإسقاط الحالة المضادة .. ولاكتشاف معني النور.. لا بد أن ندرك الحقيقة.

بوابة نورنا تكتشف ذاتها من ثنايا الكلمة النورانية..

إنها الكلمة المحمدية من عمق الأزل الى  ختم التاريخ …

المهدي الخاتم هو الرد  وهو كذلك معيار الثورة ..

المحاولة التي بين أيدينا خطوة نحو الوعي واكتشاف الذات والحالة …

ومن قلب مساحة أمة الزهراء المقدسة..  نكتشف خطواتنا ووعينا

والله الموفق وهو نعم المولى ونعم المقصود…

مركز دراسات أمة الزهراء

فلسطين


(2)

السامري الدجال الثورة المضادة والأساطير الزائفة !!

الدجال.. السامري .. اليهودي .. هما صورة لحالة متكاملة من الدجل والزيف.. لكن .. الدجال – هو ارفع الأوسمة والمصطلحات التي تطلق على مسيخ اليهود وتاج الصهيونية والماسونية .. في صورة صراعية متجددة !! يجيء هذه المرة كوجهة زائفة ومنهج باطل مكرس..  قادما في زمن الانهيار العربي وصعود الأنظمة البوليسية وهي التي جاءت هي الأخرى بقرارات انقلابية من دوائر الاستخبارات الأمريكية وأنموذجا إلحاقيا لشرطة الدجال الوثنية الدولية .. قادما يجئ الدجال بمنهجه الفاضح لا بذاته.. وعملاؤه اليوم يلون مقاما فالدجل أصبح حالة ومنهج لكل المستكبرين وكل الخونة.. سربلهم الدجال من جزيرته المنكوسة لباس الذلة والمهانة .. وجعل لهم الكفر على قوارع كل الطرق منهج وغاية.. وحتى يكون للدجل أصول يلزم الدجال زبائن رخيصة تقبل الخزي والإنكسار والذلة !! يحولون له النصر هزيمة !! والهزيمة خسة وذله .. جاهزون له على كل مقاعد مباحث الأمن ورياسات كل حكومة باطله .. يصنعون له دول وحكومات رخيصة  !! وبالطبع لن يقبل حاكم الزيف لهم إلا حكومة عوراء !! رباهم على عينه فهم حكومة زيفه .. ولطخ بالتطبيع والقبول بالعار وجوههم .. ليقول رئيس زبائنهم بالفخر بالتطبيع !! فحين يقبل زبائن الدجال الخائنين أن يكونوا حماة لذيول الدجال في إسرائيل.. يكون التاريخ قد فسر بالمقلوب تماما !! ليس هنيئا لحاكم إسرائيل الملعون من كل أنبياء إسرائيل

أن يكون هؤلاء المترخصون عملاء لهم فقد أذاقوهم ثوب المذلة !!

لهذا يجئ والماشياح متأخرا ليذبح حاخامات اليهود !! لأن فيهم من لازال يدرك أن الله موجود .. فكيف يكون الله أعور تنزه العلي بذاته… فحين يرون مظهرة يقذفون القيء على موائد الزيف !! هذا ليس ربنا !! وحين يتجه حاخامات اليهود للمهدي الموعود في قلب الشام فيخرج لهم التوراة الحقة فيؤمنون  !! وعندما يؤمنون … يجرد الماشياح وتلاميذه الوثنيين لهم السيف… وعلى أبواب الكنيست ينصب لهم المشانق !! هذا أيها التلاميذ والسادة واقع محتوم … لهذا يخرج الدجال في غضبة يغضبها.. روما تسقط .. إسرائيل تسقط .. تلاميذ الدجال عند بوابات الفتح يؤمنون .. لهذا يجئ للقدس بعد الفتح ليجد المهدي عليه السلام إماما والمسيح الذي قتلوه زيفا مأموما .. الموازين تغيرت .. لهذا يخرج الله عدوه ذميما ليس في يده قوة إلا الزيف الموهوم أساطيره .. وحتى هذه تسقط .. لآن الزمن الأتي هو زمن الروح المفتوحة… وفي القدس خلافة وروح نبوة وأمة .. حينها يدرك المؤمنون كل معاني التفسير والمصطلح أن القيامة تقوم على شرار الناس !! الدجال هو أشر الخلق غاية وتلاميذه الرعاع هم الذين يقفون وراء كل فتنة ورزيلة … فكيف بحق الله يفهمنا مشايخ السلطان الأموي أن الدجال معه نار وجنة ؟!! والرسول الأعظم يقول شهادته: ” انه لأهون على الله من ذلك ” الحقير الذليل لا يجيد إلا الزيف والهابطون سلفا هم مادته وسقوط !! وحين يكون الملفوظين من شعوبهم الرخصاء مادته فلن يزيده ذلك إلا فسادا وخسة !!

لهذا يجئ خاتم المفسدين حين يجئ  بسرعة الريح في ظل التيجان المزيفة لبقايا أقزام الحكام الخونة وهم الذي ألبسهم الدجال الماسوني تيجانا زائفة … وضائع لمرحلة الإفساد الإسرائيلية النهائية والموطئة لحكومة الدجال !!

أيها التلاميذ وكل السادة :  نعود للذاكرة لنؤكد أنه في كل الأحوال لابد للدجال من شرطة قمع لفرض حكومة الزيف والوهم !! وهؤلاء الأدوات في الحكومات الرخيصة هم إشارات على زمن قدومه ..فهم الواقفون على محطة الزيف .. وهم الذين وصفهم نبي الأمة بأنهم : الرويبضة .. التفه !! التحوت !! الذين يتقدمون في زمن السنين الخداعات توطئة لظهور بطلهم المزيف !! إذا نحن على أبواب سني الخداع.. وأكبر خدعة ووهم هو ( الدجال ذاته ): المصطلح والغاية.. هو فتنة الأجيال . وعندما يرقبه زبائنه : يقولون : إنه لا يستحق عبادتنا له !! مشوه الخلقة.. عين ذميمة  !! أفحح المشية.. عاجز في زمن العجزة.. إذا لماذا الضجة المفتعلة المؤسفة..؟؟ انه قادم لا محالة.. يحمل وثنية التاريخ في وعي ثوب متجدد .. متجها نحو قدره ومقبرته الأخيرة .. رمزا لفتنة التاريخ والأجيال المفتونة بداء الديسكو والتخلف القهري !! تربع له جمع الطغاة والمفسدين والشياطين والأشرار في الأرض.. وسخر له عشاق الزيف وبطانة..الأمم  ذواتهم الرخيصة .. بعد أن أسقطهم إبليس الرجيم في أوهامه الزائفة.. ليصعد صنوه الدجال السامري  .. في ميلاد ذميم من بيضة فاسدة  ..قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: ” إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ “(1)

انه الميلاد الشيطاني الأسود العقيم !! أفرز إبليس بسراياه له كل زيف التاريخ … وعقيدة العجل في دولة معاصرة.. جموع الحكام المستعربين يصطفون على قوارع شوارع الأوطان يصنعون له مجد زيف وغاية .. وفي النهاية يجيبهم  بذات الصورة الرخيصة : أنتم أحقر من أن أدخر لكم رغيفا ودولارا .. هذه هي جنتكم المزيفة .. أما أنا السامري الدجال آتيكم  .. فأعلن كجدي إبليس البراءة وصكوكها عندي جاهزة ..


(3)

لكن الغاية الإلهية من وراء الصورة البالغة التعقيد .. هو إحداث الفرز الإيماني عند المؤمنين كافة .. استعدادا لإغلاق الملف الأرضي بسيادة قانون القسط والعدل.. والذي لا يمكن إغلاقه محكما لا بذبح الدجال ذاته .. وهنا لزومية السكين .. في : الزمن السكيني الإبراهيمي .. أضحى ضرورة لازمة .. وليس أجدى من السكين والذبح لليهود غاية .. أعلم كما الذاكرة أن يهودا يعاري سيسجل ملاحظاته وتوصياته .. أقتلوا القلم وصاحبه فقد عاد.. ونقول بحول الأمجد لو قتلتمونا ألف مرة ومرة.. سيعيدنا العلي القدير لتلاوة مجد الذاكرة .. فعلى إسرائيل أن تؤمن قبل القادم .. فزمن التطبيع في نهايته والزمن هو زمن المهدي الوعود وآل النبي محمد صلى الله عليه وآله.. وسيتذكرون قولي حين لا تنفع الذاكرة..

قلنا لكم أن في انتفاضة المجد الأولى: نحن أحقد أهل الأرض على كل هذه المساحة والذاكرة.. ولعودة الذاكرة.. ومع هذا التحدي الثوري المضاد لعقيدة الأمة المكنوز والتاريخي.. فقد وضح ربنا العلي القدير حقيقة هذا الزيف .. وبشاعة الصورة : الدجال فتنة الأجيال ؟ وفي نهاية المطاف يجد المكتشفون لهذه الحقيقة الزائفة .. بأنها ــ  وهم مكشوف لأصحاب العقول ــ  ولا يكون ” أولي الألباب ” أولياء .. إلا بصعود الإيمان وحركته الثورية الروحية.. إلى عمقهم وذواتهم .. وهذه هي صورة صراعنا المقبل مع زيف الدجال وسحره الواهم .. ومع كل وهن الصورة.. لابد من التوضيح أن ” الدجال “: ديكتاتور ظالم.. وشرطته صورة عنه .. لكن العدالة سيف إلهي على الظلم . وعلى الظلم التاريخي أيضا .. هذه هي الصورة والمعجزة القدرية وراء خلق الإنسان لمواجهة حتمية النهاية والتجربة.. إنها اكتشاف الإرادة الإلهية بعد سقوط أقنعة الوهم ..

الدجـال : أيها السادة : رجل دهري تاريخي مستثمر لكل القوانين الكونية والسنن العلمية ، وهو مع كل هذا يملك من التجربة والخبرة التاريخية منذ ولادته .. وعبر آلاف السنين.. كان هدفه وهدفه في الأجيال هو زرع الفتنة !وزراعة. .. الوهم في زمن الوهن  !! الدجال الآن أيها السادة يتقدم.. ووفق علم علمنا إياه العليم الخبير.. هو الآن يقف في آخر أساور قيده .. يملك الجهوزية للحركة ؟. لكن هذا المصطلح كان نتاجا أيضا لثورته الإفسادية المضادة .. وإذا كان كتاب الماسونية يعتبرون أن : إبليس : بوليسفر .. هو ربهم الظالم !! فإن الدجال أداته في تنفيذ سياسات الظلم عبر التاريخ.. وهو منظره الأيديولوجي القادر على صناعة كل الثورات المضادة .. في عالم العولمة والمادة !! والهدف هو إسقاط المعادلة الأرضية .. لصالح عبادة الذات !! ولهذا فإن تفكيكنا لرموز حركته الثورية المضادة تستلزم منا كأمة محمدية اكتشاف روحنا بثورة روحية جديدة.. وإيمان متجدد !! حينها يمكننا امتلاك أدوات فك رموز المعادلة .. الإيمان اليوم يعني الولاية الإلهية وحركة النور المعادلة.. والمهدي وعيسى النبي عليهما صلوات الله وسلامه.. وجهة النور المتوحدة.. وفي قلب القدس .. الرد  في أعلى زمان التحدي .. ألم يتحدث نبي الأمة صلى الله عليه وآله أن الدجال على جبهته خاتمة: كــافر وبالحرف: ك. ف . ر ؟ الكاف كفر.. والفاء فسق ..والراء رذيلة

قال العلي في قرآنه :

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة 268 لكن هذا الرمز.. والشيفرة السرية الربانية لا يكتشفها إلا من عاشوا بروحهم للثورة و لمن كان همهم زرع الشهادة في روح العقيدة  : إيمان وثورة .. تعني التحدي القادر على كشف الزيف .. وإلا كان السقوط في الاختبار متوقع.. إذا فالمسألة كما أسلفنا في قلب الدائرة.. تتعلق بابتلاء إلهي يكتشف المتقون المؤمنون خنادقهم سلفا وقبل الدجال بمرحلة.. فالدجال طاغية وديكتاتور وساحر أيضا لا مثيل له في التاريخ.. لكن سيدرك الجمع أن أساطيره الزائفة صورة لوجهته القبيحة.. احتوى ملفه على مواجهة حركة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .. يحمل الكفر ورأس العجل بديلا وغاية … يجئ  محتويا ملفه على أساطير الماضي وكذب الكذابين ومنفذا لتعاليم ثابتة … زرعت في الأجيال منذ أزمان  عميقة .. ووفق خطط ومنظومات هي ليست نزهة !!

الدجال.التطبيع. .. السامري صورة متوحدة .. فقد زرع الدجال قوانينه ومناهجه في عولمة قديمة !! الى مساحة التاريخ في عولمة جديدة .. والدولار الماسوني حين يطبعه الماسون بعين واحدة يؤكد لكل الناهبين وقتلة الشعوب الحالة.. والبورصة الهابطة قيمة وتاريخ ووجهة.. أيضا تكتمل صورتها .. الساعة .. وفي كل مؤتمر أمام : مصطلح التطبيع يؤكد زبائن الدجال قيمة هبوطهم ..  وتقف شرطة الدجال في عمق الأنظمة لفرض الصورة والمصطلح ولو بالقوة .. وكان الاغتيال وسيف القمع والبوليس ومقررات مؤتمر بال في سويسرا .. تتضح في قراءة واقع الزيف لحركة الدجال المنتظر .. في عالم تابع لزيف لا يعرف هو أيضا عمقه وحقيقته.. تماما وبنفس الصورة..  كما حكامنا الممسوخين سلفا.. لا يدركون حتى خطاهم !! وهذا هو ( مصطلح الوهم ) ..

لقد سحرهم الدجال وسحبهم من عمق التاريخ ورصيد الرؤية في أزمان سيادة الحاخامات الدجالين.. وفي كل خطوة لابد أن نكتشف الضرورة في المواجهة.. ولكن الغاية تتطلب أيضا القدرة على كشف رموز الحروف المزيفة ؟.. إذا لابد من الإيمان والروح في الحالة المقابلة، وحتى نملك القدرة على إزاحة الطاغوت والظلم المعقد في التاريخ.. لابد لنا من روح جديدة .. إذ لابد من : روح الله القدس.. يمضي بنا في رسالتنا الجديدة .. فهذا أيها السادة الثوريون زمن روح القدس القادم.. يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأها المسيخ المشوه وعملاؤه ظلما وجورا ..


(4)

السامري الثورة المضادة :

لابد لنا في العنوان المتجدد من قراءة أصول الثورة المضادة !! قال الجمع أن الدجال .. لم يذكره الله في القرآن توهينا له أو ازدراء.. ولكن هؤلاء المفسرون الذين عجزوا قليلا عن استيعاب القراءة القرآنية في وعي المواجهة، كانوا يصطدمون بأقوال ووصايا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والتي أجمعت.. أن الدجال : هو فعلا فتنة الأجيال (” إنه لم تكن فتته في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ” والسؤال الآن وفي زمن تقدم الصراع المحتوم .. لحساب يروج فقهاء البلاط وهم أخطر من الدجال على جماهير الأمة : أن الدجال غير مذكور في القرآن !! وفيما ينكر الآخرون :أنه ليس موجود أصلا ؟؟ وهل أحاديث الدجال آحاد وضعيفة أم هم الآحاد الذين أضعفوا الحالة.. (2) وكيف تكون فتنة الأمم منذ آدم .. يعني منذ نزول إبليس للعالم الأرضي بعقيدة رفض السجود وألوهية المادة !! لا يذكرها القرآن .. رؤيتنا أن هذا الرأي أقل من أن يناقش حتى كرؤية !!.. لكننا في قراءتنا الجديدة .. أكدنا الحقيقة:  أن الدجال هو رجل دهري عاش عمق التاريخ.. واتفق كل المسلمون بأن الدجال هو أحد المنظرين وهذا التسجيل يكفي للرد.. في المناقشة .. لكنه بخبرته وعلمه المادي المكنوز لغاية .. ولتحقيق غاياته كان الزيف والسحر وزرع الوهم هو أدواته عبر كل الأزمان والتواريخ .. وأخطرها قراءة مشايخنا المتخلفين !! لأجيال قادمة.. أن الدجال هو فتنة من الله للناس !! أو أن الدجال قد أعطاه الله نارا وجنة !! أو أن الدجال يأمر السماء فتمطر بأمره !! والرد .. أي إله عادل أعطى صفات ذاته لغير ذاته.. يعطي نقيضا له أدواته وقدرته .. لكي يعبد الناس ربا غيره !! أن الزيف بالحقائق والعجز في قراءة النصوص بعمق الروح وموفقية الرب . تضع المؤمنين في حيرة وهم يعبدون ربهم الملك الحق العدل المبين ؟. وعندما نقول ” مبين:  عني البيان الإلهي للناس بحقيقة ذاته وصفاته.. كما ( البيان والبينة ) في حقيقة مخلوقاته …  وفي قراءتنا وبين سطورها نؤكد .. أن هذه الفتنة .. إطلاقا لم يضعها الدجال ( المسيخ الكذاب ) المدعي لصفات المسيح ابن مريم !! كما المدعي في إعلان النبوة – الألوهية !! – إنما صنعها أمثال الجهلة والقراء الفسقة ومشايخ البلاط الأموي الذين باعوا عقائدهم لأذناب الدجال السفياني سلفا !! فالمعادلة إذا هنا أيها السادة واضحة المعالم .. هو توهين حالة الأمة وتمزيقها لصالح الطابور العبري المدنس !!  وإذا كان أهل الدين الذين ربطوا مصالحهم بالسلطان منذ قرون  لا يريدون أن يكونوا استمرارا لأنموذج الدجال أو السامري فليسقطوا معادلة : السفياني في أعماقهم وليكتشفوا لماذا ذبح أهل البيت وإمامهم الحسين بن علي في كربلاء ؟! ألم يكن هؤلاء المقدسين هم حملة القرآن وأهل القرآن ؟ . ألم يقولوا يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال الأئمة المضلين “.(3)

.. فهم أسوأ من الدجال أنموذجا وأحط منه قدرا !! فقد جعلوا قتلة الحسين ابن رسول الله اجتهادا له أجر !! وأن الحسين بن علي خارج عن صف الإمام الدموي والأمة !! والآن: سيقول فقهاء بلاط الدجال.. لتبسيط الأزمة المعقدة وإسقاط أهل البيت عليهم السلام من التاريخ عنوة ( إنها ساعة شيطان ) ؟. وإذ بالساعة الشيطانية تتحول لمنهج سفياني معقد … يفترش له الملايين وجهتهم !!  هذه هي الصورة الإبليسة الموطئة للدجال .. وعند قدوم مهدي آل محمد عليه السلام يفتون جوار الحرمين بقتلة… فهم عملاءه المستعبدين في قصور الظالمين….إن هذا الظلام قد رسم سوءه على تاريخ الأمة .. مجلا بالسواد والهزيمة والعار والتبعية لكل العملاء .. والخونة على امتداد التاريخ والأمة !! هكذا أسقط المزيفون .. والطغاة الجمعيون .. معادلة العدل ؟ لرسم الخطى صعودا بمعادلة الإفساد الشري والظلم ، فهل اكتشف هؤلاء المزيفون دين الأمة .. إنهم أحذية قصيرة .. في أقدام الدجال هكذا كان الأمويون.. السفيانيون يهتكون عرض النبي صلوات الله عليه ويذبحون أهله.. فهؤلاء هم تلاميذ الدجال حقا .. لم يفعل الدجال ذاته فعلتهم !! إذا منهج الدم والزيف هو الوجهة الموحدة..ولهذا يجئ السفياني الأموي خادما لكل الغربيين وعند إسرائيل الدجال يفترش وجهة.. السواد أيها الأحرار المنتظرين السيد المهدي وجهته واحدة … و السامري الدجال لم يخرج بعد .. فقد قيده الله في متوسطنا البحري منذ زمن كرامة لنبيكم !! ولكن أدواته وصنائعه هم الموطئين لإفساده !! وزرعوا الأرض بالجهل والتخلف والقمع أدوات شرطتهم الملعونة .. سنكتشف أيها السادة عمق رؤيتنا بعيدة عن اختراق الإسرائيليات في تفسيراتنا للقرآن الأعظم.. فجدنا الأعظم نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم.. لم يترك ساعة ولا لحظة في النبوة إلا ذكر الناس والأمة والصحابة بالدجال.. وفتنته .. حتى ظنوا كما تنقل كل الروايات وكتب السير أن الدجال بين أظهرهم !! وراحوا يهرولون بوصية نبيهم هنا وهناك لاكتشاف السر والمعادلة !! وفي الوقت الذي وقف نبيهم على منبره و دروسه يؤكد ما جاء به الصحابي الجليل تميم الداري عن الدجال !!


(5)

.. لم يوقفهم هذا الإعلان عن البحث لفك رموز المعادلة .. فاصطدموا أجمعين بدجال.. أقزم من الدجال صاحب الفتن .. إنه ( ابن صياد ) !! الذي جاء هو أيضا ليرسم الوهم والزيف عن حقيقة الدجال القادم.. وكانت الرسالة المضادة قد اكتشفها النبي الأعظم .. اكتشفها وكشفها لجيل قرآني فريد يقظ يخشى على إيمانه والفتنة !! لكن ما لبث أن رحل النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله حتى كان الدين والعقيدة تفتق وتنتهك.. بأدوات السامري الدجال وتلاميذه.. إنهم ذراري بني قريظة وبني قينقاع ولابسي ثوب الخزر الجدد .!! هم بلا جدال الذين رباهم دجال الأمم منذ زمن بعيد على الحقد على كل الأديان والرسالات المقدسة .. وكان لتحقيق غاياته في هدم حركة الثورة والنبوة لابد من إزاحة أهل القرآن عن قلب الأمة !! وهكذا نفذ الدجالون سياسات سيدهم !! والآن حتى لا نسقط مرة أخرى في عمق المؤامرة.. لابد من الوعي بحركة القرآن والأصول .. لنكتشف عمقنا وأيضا عمق أصول الثورة والمواجهة.وإذا كان المسيخ الدجال بخبرته التاريخية كما أسلفنا هو المستثمر لقوانين الله في الكون لزرع الزيف والدجل ؟. فلماذا لا نستثمر قوانين الله في زرع بذور العدل والوعي والثورة.. وفي هذا السياق يكون مدخلنا لقراءة القرآن .. واكتشاف حقيقة الملك المسيخ الدجال وهو : السامري : اليهودي .. حامل لواء عقيدة العجل اللا ذهبي !! في روح وثن جديدة ….

يقول تعالى في محكم التنزيل:{ قال فما خطبك يا سامري، قال: بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي }، {قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس. وإن لك موعدا لن تخلفه. وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ، لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا } (4)

… والآيات القرآنية تطرح التجربة الأولى الموسوية في مواجهة حركة الدجل الأولى والتي أعلن فيها السامري  ولأول مرة : … فيها عن ذاته – في حركة انقلاب ضد حركة النبوة ؟  : إنه الأنموذج التوحيدي الموسوي المعظم  في مواجهة الأنموذج الوثني المزيف !! وكان هذا الانقلاب المبكر قد حشد له جنود بفضل حركة الزيف والخداع واستثمار القوانين والثوابت العلمية  والروحية الإلهية .. إلى الحد الذي انشق بني إسرائيل إلى معسكرين: معسكر هارون ومعسكر الدجال.. هذا في غياب القيادة الإلهية التي اتجهت نحو الله المقدس ونحو النور والتنزيل والجبل.. وكان الهدف هو النبوة والرسالة !! وفيما كان إبليس جوار موسى النبي عليه السلام: يخاطبه جبريل عليه السلام: يا إبليس ما ترجوا من موسى عليه السلام وهو يتلقى عن ربه تعالى ؟؟ فكان الجواب الإبليسي : ” أرجوا ما رجوت من أبيه آدم في الجنة !! وفي محاولة اليائس من ربه !! كان ولده السامري اليهودي الدجال يجر شعب إسرائيل المؤمن الى عقيدة الوثن … الى عقيدة العجل الذهبي المزيف !!  يحاولون ضمن شبكة المؤامرة .. جدلا التآمر على التنزيل .. وعقيدة التوحيد ودين الأمة .. فلندرك اليوم إذا لماذا قراءة حالة الزيف من بين براثن الوثن وعقيدة العجل.. والتي يروج لها عملاؤه  في إسرائيل ..  وفي كل عواصم المطبعين لفكر الوثن .. ورافعي أعلام الماشياح السوداوي في كل العواصم !! ان حقبتنا هي حقبة سقوط كل الزيف …

وهدف تأصيل قواعد هذه الثورة التوحيدية الأولى منذ البداية .. هوإثبات حقيقة النور من بين براثن الظلام ..

يقول القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن في تفسير الآيات : ” أي ما أمرك وشأنك وما الذي حملك على ما صنعت ؟ قال قتادة : كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامره – ولكن عدو الله نافق بعدما قطع البحر مع موسى ، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم ” قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة  .. فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل – وكان هو عابد للعجل أصلا – فقال السامري مجيبا لموسى عليه السلام :  بصرت بما لم يبصروا به  : يعني رأيت ما لم يروا ، رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة ، فألقى في نفسي أن أقبض من أثره قبضة ، فما لقيته على شيء إلا صار له روحا ولحم ودم ، فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك ” . ونضيف تعقيبا على التفسير : أن السامري كما جاء في الأحاديث هو من سلالة إبليس وهو صنوه . هو جني مثله ، وإبليس لعنه الله هو جده والذي يلهمه ويزرع في عقله أسس المؤامرة منذ البداية ؟! وهو الذي أعطاه هذه الفكرة الروحية لمعرفته لها في الجنة ومن خلال معرفته بالملائكة “(5). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ” لما نزل جبريل عليه السلام  ليصعد بموسى عليه السلام إلى السماء أبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس – وقيل : قال السامري : رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر فألقى في نفسي أن أقبض من أثرها فما لقيته على شيء إلا صار لحما ودما ”  فنبذتها  ”  أي طرحتها في العجل الذهبي ”  وكذلك سولت لي نفسي  ” أي زينته نفسي لذاتي – وشيطانه هو إبليس جده ؟؟ اعتراف بحقيقة الزيف واستثمار القوانين الروحية الإلهية وهذا الاعتراف لم يكن بالوضوح إلا أنه يقف أمام التحقيق وخوفه من القتل ” النبي موسى عليه السلام ” – وقال ابن زيد: ” سولت لي ” أي حدثتني نفسي… هذه هي بذرة أصول منهج الدجال ؟ وقوله تعالى :

{ قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } أي قال له موسى عليه السلام : ” اذهب من بيننا ولا مساس أي لا أمس ولا أمس” فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه  …قال الحسن : ” جعل الله  عقوبة السامري ألا يماس الناس ولا يماسوه عقوبة له ولمن كان منه إلى يوم القيامة ، وكأن الله عز وجل شدد عليه المحنة وجعل ذلك عقوبة له في الدنيا ” .(6)


(6)

أي والله أعلم منذ ذلك الوقت أعطي صفة ( المنظرين ) وتم عزله بإرادة إلهية إلى يوم الوقت المعلوم بسبب ممارسته لقضية الدجل والزيف على حركة النبوة وكان النبي موسى يبغي قتله لولا أتاه جبريل وأوقفه فعرف موسى عليه السلام  أنه هو الدجال .. وفي قراءتي للنص القرآني ”  لا مساس ” هو تعبير باتجاهين وقف العلاقة مع الناس والآخر : ” المساس  ”  هو كما نص القرآن بأن الجن يمسون الإنس أو يكون لهم قدرة حتى اختراق أجسادهم .. والسامري له قدرات عظيمة كمخلوق لكنه استثمر علمه كإبليس في زراعة الزيف والوهم على الناس .. وهذه القراءة والتفسير للنص القرآني الكريم هو لازمة منهجية للمواجهة مع الدجال القادم في الرحلة القادمة !! وهذا ما سنستوضحه في قراءتنا..

يقول القاضي بن عطية الأندلسي في المحرر الوجيز:

عن نسب السامري وأصله : ” إنه منسوب لقرية يقال لها سامره وهي معروفة اليوم ببلاد مصر ، وقيل اسمه موسى بن ظفر ” (7)

وعن سعيد بن المسيب عن ابن عباس ” رضي الله عنهما  ” قال : ” كان السامري من أهل باجرما ، وكان من قوم يعبدون البقر ، فكان يحب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل – نفاقا ودجلا – فلما ذهب موسى إلى ربه قال لهم هارون : أنتم قد حملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون وأمتعة وحليا فتطهروا فأنها نجس ، وأوقد لهم نارا فقال : اقذفوا ما كان معكم من ذلك فيها ، فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة والحلي ، فيقذفون به فيها ، حتى إذا انكسر الحلي فيها ، ورأى السامري أثر فرس جبريل ، فأخذ ترابا من أثر حافره ، ثم أقبل إلى النار فقال لهارون : يا نبي الله ألقي ما في يدي ، ولا يظن هارون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من الحلي والأمتعة فقذفه فيها ، وكان عجلا له خوار فكان البلاء والفتنة – فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا مثله قط . يقول الله عز وجل { فنسي } : أي ترك ما كان عليه من الإسلام : يعني السامري ” ــ يعني أعلن كفره ــ  وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل . (8) وربما هو الذي أضل الفراعنة والناس بعبادة الأصنام التي كانت في هياكلها مثل العجل أيضا .. ولا غرابة في ذلك فقد اعتمد الفراعنة في تعييد الناس لذواتهم على ” الكهنة ” والكهنة هم السحرة ومعظمهم من اليهود المفسدين الذين اعتنقوا دين الفراعنة بفعل السامري !! بعد تركهم لعقيدة النبي يعقوب ويوسف عليهما السلام  .. وبهذا السياق بقوة البصيرة والكشف عن الجن أثرا في رؤية الملك جبريل عليه السلام .. يقول القاضي بن عطية الأندلسي رحمه الله : ” وقرأت طائفة ( بصرت ) بضم الصاد على معنى صارت بصيرتي بصورة ما – فهو أن المحتمل .. أن يراد من البصيرة والبصر .. وما زاده على الناس بالبصر وهو وجه جبريل عليه السلام وفرسه، فكان هذا البصر قد أعطاه علما بخطوات الفرس “. وقرأ الجمهور ( فقبضت قبضة ) بالضاد منقوطة بمعنى: أخذت بكفي مع الأصابع.الرسول: هو جبريل والأثر: هو تراب تحت حافر فرسه (9)

“… سبب معرفة السامري بجبريل عليه السلام  وميزه له فيما روي أن السامري ولدته أمه عام الذبح فطرحته في مغارة ، فكان جبريل عليه السلام  يغدو ويحميه حتى كبر وشب فميزه بذلك ) (10)

… ومن هنا كانت الفتنة لبني إسرائيل من السامري ( ما خطبك يا سامري ) : استفسار عن حالة الزيف السامرية .

يقول الزمخشري في الكشاف :

” خطب، مصدر خطب الأمر إذا طلبه – قرئ ( بصرت ما لم يبصروا ) بالكسر، بصر فرس الرسول، فإن قلت: لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس ؟ قلت حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى جبريل راكب خيزوم فرس الحياة ليذهب به ، فأبصره السامري فقال : إن لهذا شأنا عظيما فقبض قبضة من تربة موطئه ، فلما سأله موسى عن قصته ، قال : قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ولعله لم يعرف أنه جبريل عوقب في الدنيا عقوبة لا شيء أطم منها وأوحش وذلك بأن منعه من مخالطة الناس منعا كليا ” … ”  لن تخلفه ” : أي لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض ينجزه لك في الآخرة … ”  لننسفنه  ”  بكسر السين وضمها وهي بقراءة  أمير المؤمنين علي عليه السلام  , وهذه عقوبة ثالثة وهي إبطال ما أفتن به وإهدار سعيه … وهذا وعد من رسول الله صلى الله عليه وآله (11)

أن جعله منقلبا مبتورا في أعماله وإفساده إلى يوم القيامة أو حتى ذبحه وقتله في اليوم الموعود ؟! وهكذا غيبه الله في عرض البحر لا يعلم مثواه أو سجنه أحد من الناس، ولم تبث أي رواية ما عدا الرواية المنقولة عن الصحابي الجليل ” تميم الداري ” رضي الله عنه، عندما قابله في عرض البحر.. وهذه الحالة تصديقا لنبوءة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم….وأقواله في الدجال .. وهذا سنتناوله بعد .. لكن ما يهمنا في هذا السياق هو تحديد مهمات السامري الدجال بأنه مستثمر لقوانين الله في الروح وبركات سيد الملائكة… في زرع الأوهام والزيف وادعاء الألوهية المزيفة !! وبالتالي طرح نفسه أنه خالق للعجل وبث فيه الروح ؟ وهذا الدجل هو الذي سيستخدمه مع الأمة في عهد ظهوره قاصدا في إظهار خوارقه وأوهامه السحرية تحقيق هذه المآرب الشريرة .. ولهذا سنتناول في قراءتنا الموجزة .. لظواهر الدجال وأساطيره المزيفة التي تم التحضير لها منذ زمن…. وهي سياسته لكل زمن .. وكما للسحر أصول .. فأن للدجل أصول وغايات …


(6)

القرآن العظيم في مواجهة الدجال حتى النهاية :

يقول الله تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن الناس لا يعلمون ، وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون ، إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يعلمون } :  ( غافر 56 – 59 ) …

يقول القرطبي في التفسير :

..  إن الذين يجادلون ” : يخاصمون ”  في آيات الله بغير سلطان ” : أي حجة ” {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56

– والمراد: المشركون، وقيل اليهود: فالآية: مدنية.. قالوا : إن الدجال سيخرج عن قريب فيرد الملك إلينا وتسير معه الأنهار .. وهو آية من آيات الله فذلك كبر لا يبلغونه – فنزلت هذه الآية فيهم : أنه يخرج ويطأ البلاد كلها إلا مكة والمدينة  وهو يهودي اسمه : ”  صاف ”  ويكنى أبا يوسف … قوله تعالى { فاستعذ بالله } قيل : مكن فتنة الرجال … فالآية الكريمة نزلت في اليهود .. { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } مبتدأ وخبر – قال أبو العالية : أي أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود ” (12)

وفي قراءتنا أكدنا أن الدجال ليس صاف ” ابن صياد ” .

.. يقول الإمام الطبرسي رحمه الله : { إن الذين يجادلون في آيات الله } نزلت في اليهود لأنهم كانوا يقولون سيخرج المسيح فنعينه على آل محمد وأصحابه فنستريح منهم ويرد الملك إلينا – عن أبي العالية .. ”  إن في صدورهم إلا كبر ” : أي ليس في صدور إلا عظمة وتكبر على محمد صلى الله عليه  وآله : ”  ما هم ببالغيه ” : أي ما هم ببالغين تلك العظمة لأن الله تعالى مذلهم ، ولأن الله يرفع بشرف النبوة من يشاء – وقيل ” ما هم ببالغيه ” وقت خروج الدجال .. ”  فاستعذ بالله  ” : من شر اليهود والدجال ومن جميع ما يجب الاستعاذة منه .(13)

أما  السيوطي رحمه الله في الدر المنثور :  فقد دعم هذا التأويل في كشف مؤامرات اليهود .. قال في التفسير :

” أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره ، فعظموا أمره ، وقالوا : يصنع كذا …

” فاستعذ بالله “: فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال …

” لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ” يعني الدجال . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه  : ” إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ”  قال : هم اليهود ، نزلت فيهم فيما ينتظرونهم من أمر الدجال ، وفي تفسير الآية : أخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه قال : ” زعموا أن اليهود قالوا :  يكون منا ملك في آخر الزمان ، البحر إلى ركبتيه والسحاب دون رأسه ، يأخذ الطير بين السماء والأرض معه جبل خبز ونهر .. فنزلت

{ لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } (14)

وهذا توبيخ لهؤلاء الكفرة والمتكبرين، قال: مخلوقات الله أكبر وأجل قدرا من خلق البشر. (15)

الثورة الروحية في مواجهة زيف الدجال ..

الدجال لا يحيي ولا يميت ؟!!

هذا العنوان الأول.. هو ذات المحاولة المكشوفة الخداعية السالفة.. فهو قادم من زمن هيمنة الإفساد وسينما هوليود وأفلام الخداع الموهومة للعقل .. وهي من صناعة مدنية الزيف الماسوني الهادف إلى تأهيل الأمم وإفسادها .. ولكن عندما يصل الخداع إلى مسألة الحياة والموت .. فقد دخل الدجال منعطفا لنهايته وذبحه .. والموعد ليس في واشنطن ولكن في الأرض المقدسة !!

الحياة والموت أيها السادة : هما مصطلحان للبداية والنهاية .. وفيهما قصة الخليقة وفي سرها المكنون يدخل الإعجاز الإلهي في أسماء الله ( المحي – المميت ).. ففيها سر اكتشاف اللغز والقوة على المواجهة: ” الله – المحي – المميت ” هذان الاسمان هما صفات القوة لسر الروح …

{ ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ..}

والقراءة الروحية في عمق هذين الاسمين العظيمين والتعرف على أسرارهما .. لابد من قراءة إيمانية وروحية متدفقة فذة حسب الأصول الإيمانية .. هذه الأصول هي ذات الثورة الروحية المتدفقة ..(16)

والتي خلق الله ” الخالق البارئ المصور ” الروح في عمقها وطياتها .. { ونفخت فيه من روحي } والنفخ في التفسير : هو عملية إحيائية للروح في الأجساد مع فارق مكنوناتها : الطين أو النار  ؟


(7)

{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }ص76. إذا الموضوع متعلق بمسألة الخلق.. ولا يتم الخلق إلا بالروح !! ”  إن كل شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون لتسبيحهم .. ) الآية والتسبيح هنا جواب الشرط للزومية ” الخلق ” .. فإذا كان الرب تعالى جعل الروح سرا إعجازيا حتى في داخل مخلوقاته – لكن المنحة الإلهية لعباده في إعطاءهم سماته أو أسمائه أو حتى روحا من صفاته – فهي مسألة متعلقة بموضوع ” الإصطفاء ” .. وفي الحديث القدس المروي .. ”  لا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به – أي منحته روحا من اسمي البصير – وسمعه الذي يسمع به – أي منحته سرا روحيا من اسمي السميع – وقدمه التي يمشي بها – أي منحته قوة وسرا من اسم الله القوي – لضمان القدرة على تجاوز مئات السنين في السير في خطوة ” . ثم ينتهي الحديث: ” ثم جعلته ربانيا يقول للشيء كن فيكون “. وفي هذه النهاية سر الله في الروح – وهذه الحالة أيضا والأنموذج الفريد لا يصل إليها إلا الأنبياء عليهم السلام. أو المصطفين من الأولياء – وبالكلية فهي روحا من الله.

وسنضع هنا من قراءتنا الأصولية أنموذج النبي عيسى عليه السلام:  روح الله.. حتى ننتهي إلى الرد على عنوان موضوعنا الأول ” هل الدجال يحيي ويميت ” والرد المبسط.. أمام هزء المعادلة .. أن من يمتلك القدرة على الإحياء والإماتة – يكون قادرا على إدارة الكون وسننه الأزلية !! وهذا ما يعجز عليه الخلق رغم معادلات الزيف والإدعاء .. والخطاب والرد المفتوح هو إلى النبي عيسى السلام .. ( يا عيسى ابن مريم ) : ( اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك )

( إذ أيدتك بروح القدس ) ( البقرة 110 ) .. والنعمة الثانية : { وإذ علمتك الكتاب والحكمة } ( البقرة 110 ) والتجربة الروحية الفريدة في الخلق وأنموذج التحدي للخلق ” عيسى ابن مريم ” عليه السلام وهو الحامل للسر الإلهي ذاته ” الروح ” وهو بالكلية الإعجازية ”  روح الله ”  – والتجربة الروحية تتكامل بين ”  الروح والعلم والحكمة ” : أي في دفع الثورة الروحية  لتحقيق الغاية الإلهية في المشروع الإحيائي للناس .. ” أنظر كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية

وهذا المشروع هو بالكلية المطلقة ” الدين ” وفي النهاية روح الدين لابد أن يحملها الروحانيون الثوريون القادمون الذين يرفعون ثورتهم في الأمم… وفي عمق الأمم .. نحن روح الله وسره.. وهذا أيضا هو أنموذج النبي عيسى عليه السلام.. وهو الذي أعطاه الله الروح وقدرتها الخاضعة للأمر الإلهي ” كن فيكون ” يقابلها ”  قل الروح من أمر ربي  ” وأمام الحالة العلمية البشرية يكون الرد العاجل   “… وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ”  وفي مراحل المعجزات والخوارق التي حملها الله لروح المسيح بن مريم عليهما السلام .. هي التي حملت لرسالتنا عمق ملامح : الثورة الروحية  . وأمام هذه القواعد الإلهية في هذه الثورة تأتي معادلة الزيف المواجه والمحاولة الزائفة .. وهي ” ثورة الدجال المضادة ”  في الدجل والإدعاء للناس على قدرته لحمل هذه الملفات ، وهذا هو سر الأفلام الأمريكية في هوليود ومشاهدها التي وضعها الدجال ذاته ليطبع العقل البشري للقبول بالأوهام والحيل الخداعية وصورة الجريمة المنظمة !! وهذا ما سنفنده بعد قليل من السطور بمشيئة الله..


(8)

قواعد الروح في ثورة النبي عيسى الروحية المقدسة …

1-    { وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي } – المائدة 110

وقد انتهت الآية كما نرى ( بإذني ) والإذن في التفسير: هو الأمر وهو الصادر من ” الله: عالم الأمر “.. وقد أحدثت معجزات الشفاء بلا علاج أو وسائل لتحقيقها زلزالا في روح الجماهير دفعها لتحقيق الاستجابة للمشروع الإلهي

وكما قال الإمام الطبرسي في التفسير : وتبرئ : أي تصحح الأكمة الذي ولد أعمي وأبرص .. ” (17)

وهذه القواعد الروحية الإحيائية سيدعيها الدجال بنفسه ؟

2-   { وإذا تخرج الموتى بإذني } : أي بأمري: أي أذكر – والخطاب لروح الله عيسى عليه السلام إذ تدعوني فأحيي الموتى عند دعائك. وأخرجهم من القبور حتى يشاهدهم الناس أحياء . ونسب ذلك إلى المسيح عليه السلام لما كان بدعائه (18).. وتجربة الإحياء والإماتة وبعث الموتى من القبور.. هذه الدوائر الثلاثة. ورغم أنها متعلقة بأمر كن فيكون إلا أن الأمر الإعجازي أيضا متعلق بالرجاء والدعاء الخالص . وهذه هي سمة الروحانيون ؟ إذا محصلة الدعاء والعبادة وحمل الرسالة في قلب المعجزة تكمن في أن الله عز وجل وبقدرته قد منح النبي عيسى عليه السلام سرا من سر اسمه المحيي – المميت. ولاشك أن روح الله قد خاطب ربه بأصل صفات الفعل الإلهي.. وهنا قوله تعالى :

{ ونفخنا فيه من روحنا } أي مريم عليها السلام .. إذا الحالة الكلية هي حالة روحية تكاملية في ثورة روحية متكاملة وهذه هي سر المعجزة.. وهذه الحالة : سيحاول الدجال في دعاويه الزائفة وحيله السحرية أن يقنع الجمهور أنه قادر على إحياء الموتى !! وهذا هو السر في اكتشاف حقيقة الروح والمعجزة وما يقابلها من الزيف والسحر والشيطنة ..

3-   ..{ وإذا تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني } أي بأمري.. أي كما جاء عند المفسرين : ( فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني ) الآية .. وهذه المسألة الإعجازية أيضا هي جزء من حركة الروح في الطين .. وهذه المعجزة سنرى أن الدجال سيحاول تقمصها بوسائل شيطانية خداعية أيضا … والهدف الأساسي من وراء خداع للناس والأمم في استثمار هذه المعجزات و القواعد الإلهية الهدف منها كما جاء على لسان النبوة و النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم  أنه يدعي ذاته بأنه المسيح ابن مريم !! عليهما السلام .. وهذا هو الباب الذي يؤهله لإدعاء النبوة ( عيسى عليه السلام ) … ولهذا سمي في الحديث بأنه ( المسيخ ) لأنه ممسوخ في خلقته ودجال في أصوله وأطروحته .. فيقول للناس أنا المسيح  ” الممسوح العين الطافية ” وهذه معجزاتي ولكن الرد سيكون عاجلا وسكين المسيح والمهدي عليهما السلام  سيكون القادر على حسم الرد في النهاية .. ولكن قبل النهاية … فإن هذه القراءة هي جزء من تصور المعركة القادمة … وهي أحد سماتها الهامة بمشيئة الله … وقبل أن نواجه الدجال بذاته .. سنحدد طبيعته وزيفه حتى لا يكون للناس حجة .. والمسيخ الدجال السامري : الماسوني التنظيم والحركة والمزيف لكل الشرائع والتعاليم هو الفاقد للتأييد الإلهي بسر الروح في الحركة والثورة .. وهذا هو الفارز بين التجربتين { إذ أيدتك بروح القدس } … يعني الذين لم يؤمنوا بك وجحدوا نبوتك ( إن هذا ) أي المعجزات التي يمارسها الدجال …( إلا سحر مبين ) وكما يقول القرطبي رحمه الله : ” أي أن هذا الرجل إلا ساحر قوي على السحر ” (19)

وهذا هو الفارق بين التجربتين والأمة ستكون أمام اختبار وابتلاء وقدر إلهي بعد البيان – وتبقى القوة الإلهية في الروح هي القادرة على حسم المواجهة مع الزيف.. أي التعانق بين التجربتين ( التجربة الماسونية والتجربة الروحية في عيسى عليه السلام .. وفي كلا الحالتين كان الرد حاسما رغم زعم الدجال في كلا التجربتين ” إنهما من الوثنية و السحر ” وهذا في قوله تعالى على لسان الدجال السامري ( هذا إلهكم وإله موسى ) ؟!! وفي التجربة فإن اليهود والحاخامات بعد أن فشلوا في مواجهة المعجزات الروحية الثلاث لعيسى بن مريم عليه السلام .. حاولوا اغتياله وقتله أو تصفيته جسديا بالمصطلح المعاصر.. ولاحقه حاخامات اليهود على امتداد حركة التزييف في التوراة والبروتوكولات وكتب القرائين المزيفة ، وكذلك التلمود بأبشع التهم الإنحرافية .. وكان الهدف على امتداد التاريخ .. هو تحطيم : ” أنموذج الروح في النبوة في كلا التجربتين ” وهذا هو أنموذج التحدي القادم بين المهدي وعيسى عليهما السلام وبين السامري الدجال والصهاينة والمفسدين من جهة أخرى – ولكن التحدي بالقوة المنهجية العقائدية تبقى هي المدخل الإيماني الروحي في كشف عقائد الزيف .. وهذا هو خط الأنبياء في الثورة عليهم السلام .. ومنذ البداية كانت صفة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام في التحدي والمواجهة لفكر السامري المتمثل في ذات النمرود وقوته الوثنية ــ هناك روايات تؤكد وجود الدجال منذ عهد نوح عليه السلام ــ .. وهذا ما نقله القرآن العظيم في صورة التحدي الثوري الإبراهيمي .. الذي نحن امتداده وأبناءه وحملة مشاعل ثورته التوحيدية الأولى..


(9)

: { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }(20)

فالتحدي المنهجي الإبراهيمي كان أنموذجا فذا في المواجهة وقوة الحركة والديناميكية في الحوار.. فالنبي إبراهيم عليه السلام  كان يدرك أن فرعون والنمرود عابد الأصنام بمقدوره وهو يعيش حالة من السحر والشعوذة المحيطة أن يراوغ في المعادلة الأولى وأنه سيستعين بسحرته من الجن والشياطين والمردة فيضعون له ما سيضع الدجال مع الأمة في عصرنا يتمثل الشياطين لدور الناس والتحدث باسمهم كما سنفصله في قراءتنا – ولكنه عليه السلام حتى لا يدخل في الجدل العقيم في أمة لم تعرف بعد التوحيد ، أدخله هو أي النمرود في الحالة الدفاعية !!

{ قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين } (21)

والحجة الإبراهيمية في الثورة والمواجهة هي رؤية روحية متطورة لمواجهة الدجل والدجال القادم !! إذا المسألة هي مسألة خداع عقلي.. ولابد للخداع العقلي السحري أن يواجه بالمنهج الإلهي المضاد ” منهج الإيمان المعرفي في كشف خطط زيف الدجال و دعاويه الكاذبة..

{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}النمل10  وكأن الله يؤهل النبي موسى عليه السلام لاستقبال قوة الدفع الروحي في المعجزات الربانية وحمل الرسالة بعد … فإذا كان حامل رسالة النبوة اهتز من قوة المعجزة ؟ فكيف بالجهة المهدوفة بالإصلاح والهداية من قبل النبي !! وهنا يبدأ التواصل الروحي … { وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد سامر ولا يفلح السامر حيث أتى } ( طه /69 )

{ أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء وأضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانات من ربك إلى فرعون وملأه } (22)

أي دعم التجربة الأولى بدفعة روحية مقابلة بهدف التثبيت ومواصلة التحدي الثوري والمواجهة لزيف فرعون وسحرته.. وفي سورة يونس عليه السلام…. في صورة المواجهة الفعلية في زيف الدجالين الذين يتهمون حركة النبوات والرسالات بالسحر .. ( أي كما يقولون : رمتني بدائها وانسلت ) !!  {فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ }يونس81

وعندما استشعر فرعون قوة الروح في مواجهة زيفه ودجله وأن المسألة مسألة عقيدة ثورة .. ستطيح بنظامه … كان نداءه الآخر بالحشد الجماهيري أي استخدام سلاح الغوغاء والإعلام المزيف ـ السحرة ـ في رفض الثورة التوحيدية الجديدة …

{ قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون } (24)

الحاشية الفاسدة تهيج الغوغاء وتعزلهم عن روح الدين بتهمة السحر والجن أيضا .. وهنا سيبدأ عمل الدعاية والصحافة والإنترنت في دورة من زمن الدجال القادم الذين هم على خطاه !! { قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين ، يأتوك بكل ساحر عليم وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ، } { قال نعم وإنكم لمن المقربين } وهنا يصعد المرتزقة المزيفون الإعلاميون والدجاجلة العجزة !! أتباع النظام المنتفعين بالرشاوى وطلب المناصب والرتب ؟

{ قال نعم وإنكم لمن المقربين } ولكن أمام حركة المواجهة بين قوة الروح في فعل المعجزة الخارقة كانت تسقط أوهام الدجالين الصغار الذين يوطدون لمسيخهم القادم وفتنته القادمة ؟!!

{ قالوا ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم } { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون } والنهاية .. { فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } { وألقى السحرة ساجدين } { قالوا آمنا برب موسى وهارون } { قال فرعون ءآمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون } (25)

وهكذا انتصرت الروح التي هي من أمر الله ( روح من أمرنا ) على  دجل السحر والشعوذة وإمكانيات عبادة العجل الذهبي الصهيوني الماسوني المعاصر!! ولكن معركة التحدي مع الدجال لم تنته بعد … { ولقد آتينا موسى الكتاب ، وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ، أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } (26)

وكان الربط بين الحالتين هو … ( روح القدس )

قال النحاس: وسمي جبريل روحا وأضيف إليه القدس، لأنه كان بتكوين الله عز وجل له روحا من غير ولادة والد ولده، وكذلك سمي عيسى عليه السلام روحا لهذا.. وعن مجاهد قال : القدس هو الله عز وجل ، وقال سعيد بن جبير وعبيد بن عمير ” وهو اسم الله الأعظم  “(27)


(10)

. إذا هنا سر الروح وسر السر في قوة الروح في اسم الله الأعظم الذي هو يحمل سر التحدي والثورة في مواجهة الدجال وزيفه تسقط دعاويه وأوهامه لأنها من أعمال الجن الشياطين !! وعندما يذكر اسم الله الأعظم بروحه وبروحانية تحرق نورة كل جنود الدجال فلا يقدر على شيء ؟. ولكن الروح كما أسلفنا لابد له من حالة روحانية في المواجهة والتحدي مع الدجال وأوهامه.. وهذه الروحانية لا تكتمل إلا من خلال الثورة الروحية المواجهة – إنها خيار خليفة الله المهدي وعيسى عليهما السلام فمن كان على خطهم ينتصر على الدجال والصهيونية المزيفة.. وإلا كان عميلا إلحاقيا مع الدجال والمستكبرين . هذا هو صراع الروح مع الزيف والشيطان .. وفي تجربة عيسى الأولى والثانية لابد أن تتعانق الروح.. بروح القدس .. حتى يكون النصر والحزم في تجاوز التجربة المضادة .. بروح القرآن وروحه الثورية المضادة أيضا..

…{ إذ أيدتك بروح القدس } وروح القدس هو جبريل عليه السلام – كما أسلفنا – الروح جبريل والقدس هو الله تعالى ، كأنه أضافه إلى نفسه تعظيما له .. وكما قال صلى الله عليه وآله : ” الأرواح جنود مجندة ” فالله خص عيسى بالروح الطاهرة النورانية المشرقة العلوية الخيرة . وبهذه الروح ، ينفذ التحدي وشروطه ، وفي وجهتنا التفسيرية نرى أن القراءة الروحية الثانية تحمل موضوعين الأول هو روح جبريل عليه السلام والثانية هي روح المهدي عليه السلام وهو المؤيد والداعم لعيسى في معجزاته وقتله الدجال المزيف ..

يقول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الدوائر الروحية في ذات السياق : ” … وإذا تخرج الموتى من قبورهم بإذني أحياء بإذني أي بفعلي عند دعائك ، وعند قولك للميت أخرج بإذن الله من قبرك . وذكر ( الإذن ) في هذه الأفاعيل ، إنما على معنى إضافة حقيقة الفعل إلى الله تعالى كقوله تعالى :

{ وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }: أي إلا بخلق الله الموت فيها. (28)

وهنا الفارق كما قلنا بين الحالتين ( الروح ) و ( زيف الدجال ) !! ….

الرؤية القرآنية لاستمتاع الجن والإنس …

قال تعالى : { ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الأنس ، وقال أولياؤكم من الأنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ، قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم } ( الأنعام /128 )

والآيات الكريمة هي خطاب مفتوح للأمة المحمدية في صراعها مع الإفساد اليهودي وقيادتها الإفسادية وعقيدتها وزيفها الناجم عن مواجهتها لروح العقيدة والدين إلى عقيدة السامري الدجال ومن يوالونهم من الأمم :

يقول القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن :

قوله تعالى { ويوم نحشرهم } نصب على المحذوف، أي ويوم نحشرهم نقول: ” جميعا ” نصب على الحال. والمراد حشر جميع الخلائق في موقف القيامة.

( يا معشر الجن ) نداء مضاف ( قد استكثرتم من الإنس ) أي من الاستمتاع بالإنس فحذف المصدر إلى المفعول وحرف الجر ، يدل على ذلك قوله : ( ربنا استمتع بعضنا ببعض ) وهذا يرد قول من قال : إن الجن هم الذين استمتعوا من الإنس ، لأن الأنس قبلوا منهم . والصحيح أن كل واحد مستمتع بصاحبه ، فاستمتاع الجن من الأنس إنهم تلذذوا بطاعة الأنس إياهم ، وتلذذ الأنس بقبولهم من الجن حتى زنوا وشربوا الخمر بإغواء الجن إياهم وقيل : كان الرجل إذا مر بواد في سفره وخاف على نفسه قال : أعوذ برب هذا الوادي من جميع ما أحذر . وفي التنزيل { وإنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } (29)

فهذا استمتاع الإنس بالجن وأما استمتاع الجن بالأنس فما كان يلقون إليهم من الأراجيف والكهانة والسحر وقيل استمتاع الجن بالإنس أنهم يعترفون أن الجن يقدرون أن يدافعوا عنهم ما يحذرون ، ومعنى الآية : تقريع الضالين والمضلين وتوبيخهم في الآخرة على أعين  العالمين . { قال النار مثواكم } : أي موضع مقامك والمثوى المقام .{ خالدين فيها إلا ما شاء الله } والاستثناء كما قال ابن عباس : لأهل الإيمان . (30)

وفي هذا إحداث تمايز بين خطي الإيمان والإفساد على المستويين – والثقلين :  الإنس والجن .. والسياق بين معركتين سابقتين ومقبلتين : بين المهدي عليه السلام والدجال السامري عليه لعنة الله … وهذا الصراع هو امتداد بين معركة الأنبياء وبين السامري الدجال وأتباعه من أصحاب النظرات المادية وعقائد العجل الذهبي !!

… قال القاضي أبو محمد : وذلك في وجوه كثيرة ، حكى الطبري وغيره أن الإنس كانت تستعيذ بالجن في الأودية ومواضع الخوف وكانت الإنس تتعظم على الإنس وتسودها كما يفعل الربي بالكاهن والمجير بالمستجير إذا كان العربي إذا نزل واديا ينادي الوادي إني أستجير بك هذه  الليلة ثم يرى أن سلامته إنما هي بحفظ جني هذا الوادي فهذا استمتاع بعضهم بعضا … (31)


(11)

أي تعبير عن الجبهة التكاملية بين دولة الإفساد اليهودي وقائدها  الماشياح الدجال : ـ تجمع قوى الإفساد المادية الأرضية ــ  … وبين الإسلام والأمة بقيادتها الرسالية الثورية القادمة : المهدي عليه السلام.. والتحذير القرآني يكشف ويحذر من التبعية لعدو الأديان والأنبياء :  السامري الدجال .. ومن اتبعه من الوثنين !! الجن الإنس على السواء فكلاهما كان مع الدجال السامري …وتكاملوا في العلاقات كما هو اليوم معروفا باسم التطبيع مع الدولة اليهودية !!

يقول القاضي البيضاوي في التفسير : { ربنا استمتع بعضنا ببعض } .(32)

أي انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم على الشهوات وما يتوصل به إليها (33) ، والجن والإنس بأن أطاعوهم وحصلوا مرادهم ، وأنهم كانوا يعوذون بهم عند المفاوز عند المخاوف ، واستمتاعهم بالإنس اعترافهم بأنهم يقدرون على إجارتهم (34)

ويضيف الإمام الزمخشري في الكشاف في تغيير الآيات : استكثرتم أي أضللتم منهم كثيرا أو جعلتموهم أتباعكم فحشر معكم منهم الجم الغفير ..

{ ربنا استمتع بعضنا ببعض } أي انتفع الإنس بالشياطين حيث دلوهم على الشهوات وعلى أسباب التوصل بها وانتفع الجن بالإنس حيث أطاعوهم وساعدوهم على مرادهم وشهوتهم في إغوائهم . وهذه هي التبعية بكل جذورها التي تكشف عن نفسها في الوجود الماسوني والصهيوني الحديث والذي يرجع بجذوره العقائدية إلى مناهج وأضاليل السامري والحاخامات المفسدين الذين تكاملوا به واستكثروا بقوته لتحقيق مجد لكراسيهم الزائفة … والقرآن في بلاغته { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } ( الجن : الآية6 )… والاستعاذة في التفسير هو أعلى وجهه للاستعانة وهذا لا يأتي إلا بعد استفهام عقيدة اليهود { وأشربوا في قلوبهم العجل} أي تشربوا في قلوبهم قواعد الكفر والوثنية للسامري … ”  يقول الزمخشري :

وهذا الكلام اعتراف بما كان منهم من طاعة الشياطين وإتباع الهوى والتكذيب بالبعث ) (35)

. وقوله تعالى { جميعا } يعني الجن والإنس يجمعهم يوم القيامة ( يا معشر الجن: المراد بالجن الشياطين { وقال أولياؤهم من الإنس }: يعني أولياء الشياطين الذين أطاعوهم من الإنس. (36)

قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله :

” قال أهل اللغة المعشر: كل جماعة أمرهم واحد، ويحصل بينهم معاشرة ومخالطة، والجمع معاشر. وقوله تعالى { رسل منكم } اختلفوا هل كان من الجن رسل أم لا ؟ فقال: الضحاك: أرسل من الجن رسل كالإنس وتلا قوله تعالى { وما من أمة إلا خلا فيها نذير } (37)

… وهذا الخطر ينكشف أن هذا التوحد في الدجال في عقيدته هي ارتداد كلي عن الدين وتبعيته من المؤمنين له وهذا هو مخطط الدجال إلى يوم الوقت المعلوم …} وهذه هي النهاية والمأساة:

{ وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا … } ( الأنعام/ 129) أي نجعل بعضهم يتولى البعض فيكونون أولياء لبعضهم بعضا ، ثم تبرأ بعضهم من البعض – ” نولي ” : أي نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس فيهلكه ويذله – وفيه تحذير – وهذا هو قدر إلهي في الظالمين يعني أن

{ لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها ظالمون } (38)

وليس بعد الذوبان والتبعية في عقيدة الدجال ظلم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌‌‌‌‌‌‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍… وكان ذلك بسبب ملف الاستمتاع بعقيدة الباطل والثورة المضادة.. وفي آيات سورة التوبة يؤكد القرآن هذه التعاليم … { .. فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون } ( التوبة / 69 )

روى سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله قال : تأخذون كما أخذت الأمم قبلكم ذراعا بذراع وشبرا بشبر وباعا بباع حتى لو أن أحدا من أولئك دخل حجر ضب لدخلتموه } قال أبو هريرة : وإن شئتم فاقرؤوا القرآن : { كالذين من قبلكم أشد منكم قوة وأكثر أموالا فاستمتعوا بخلاقهم } قال أبو هريرة : والخلاق : الدين … { فاستمتعتم بخلاقهم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم } حتى فرغ من الآية … قال ابن عباس : ” ما أشبه الليلة بالبارحة ، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم ” (39)

قال عبد الله بن مسعود أنتم أشبه الأمم ببنو إسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ؟ ‍‍‍‍(40)

وهذا السؤال المقبل من سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم هوا لدليل على ما تعاني منه الأمة من حالة التبعية لمناهج الدجال وعقائده الإفسادية تحت ما يسمى بالمصطلح المعاصر ـ التطبيع مع اليهود ـ والتطبيع هو دفع الأمة وجدانيا ونفسيا وعقليا بالفكر اليهودي الماسوني وزرع بذور الفرقة والتخلف توطئة لخلق قابلية أممية مع قيادة الدجال القادمة بالزيف والشعوذة وإدعاء النبوة والربوبية ؟ { ويوم نحشرهم جميعا … الآيات } منطبقة اليوم مع عملاء الدجال وسماسرته في أحكام أنظمة الكفر والإلحاد والجور في العالم. وكذلك المسوقين الدجل والشعوذة والسحر والأوهام في ظل الجهل والتمزق الاجتماعي بين المسلمين..


(12)

يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله :

” وهذه الآية منطبقة على أصحاب الأموال الشيطانية الذين لهم كشوف شيطانية وتأثير شيطاني . فيحسبهم الجاهل أولياء الرحمن وإنما هم أولياء الشيطان ، أطاعوه في الإشراك ومعصية الله والخروج عما بعث به رسله وأنزل به كتبه ، فأطاعهم بأن خدعهم بإخبارهم بكثير من المغيبات والتأثيرات ، واغتر بهم من قل حظه من العلم والإيمان فوالى أعداء الله وعادى أولياءه ” . وهنا قوله تعالى: { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } (41)

{ قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل يكفرهم ، قل بئسما يأمركم به إيمانكم أن كنتم مؤمنين } (42)

. وهي كشف لحالة بني إسرائيل الذين كانوا مؤهلين أصلا لقبول عبادة العجل والمتمثل في طلبهم من موسى حتى بعد النجاة من الغرق.. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }الأعراف138. وإنما السامري الدجال هو مستثمر لحالة الاستعداد الذاتي ـ الانتهازية والميكافيلة ــ فضع لهم عجلا موهوما واستخدم قبضة الروح وبركات العلي الكبير لجبريل عليه السلام في التأثير على المادة المصنوعة .. وكان هذا السر.. عقاب من الله وسخط منه على قوم موسى والسامري على رأسهم  بالكلية.. لأنهم اتبعوه بهواهم وسلوكهم ، وكأن القرآن والنبوة يوجهان خطابا تحذيريا للأمة ، بعاقبة إتباع منهج المسيخ الدجال وصناع قراره لا بالتطبيع ولا بالإعتراف.. ولاجعل راياته العمياء مسدلة على عيونهم ورؤوسهم فلا يروا بسحره إلا زورا !! وما سيكون في الأمة من ردة جماعية وسيتبع أناس كثيرون الدجال والصهاينة.. كما هم اليوم في كل مؤتمرات القمة العربية منحازون سلفا للدجال والماسونية والصهيونية … فهذه القراءة ليست للحكومات الدجالة .. ولكنها قراءة لجماهير الأمة المقدسة .. والرافضة لهذه التبعية سلفا.. والعملاء في المنطقة هم الذين أشربوا عبادة عبّاد العجل الصهاينة !!

يقول البيضاوي رحمه الله في التفسير :

” تداخل حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به كما يتداخل الصبغ في الثوب والشراب أعماق البدن.. بكفرهم فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري  (43)

..  ذلك أن للدجل أصول .. والدجل هو مهنة اليهود بفعل قوة الشيطان في عقولهم وأرواحهم

{ واتبعوا ما تتلوا الشيطان على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} (البقرة: الآية / 102)

.. وحكامنا الدجالون المزيفون أتباع الدولة العبرية :   دولة عبدة العجل الذهبي .. لو قال لهم اليهود اليوم: اعبدوا كلبا لعبدوه ؟.. فهم ممسوخون سلفا وقد تم تطبيعهم ومسخهم لصالح الدجال منذ زمن.. واليوم بدلا من مصطلح (المسخ) يقابله المصطلح ( التطبيع مع اليهودي) … وصدق الله العظيم في قوله:

{ ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . واتبعوا ما تتلوا الشياطين } (44)

وقد ذكر أهل التفسير .. ابن جرير ، ابن كثير ، القرطبي أن اليهود لما سمعوا أن القرآن يذكر سليمان في الأنبياء والمرسلين ، سخروا وضجوا بالضحك ، وقالوا : ما هو إلا ملك ساحر ، وقال بعض أحبارهم : يزعم محمد أن ابن داود كان نبيا والله ما كان إلا ساحرا ، فأنزل الله قوله : { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} … وقال القرطبي في تفسير الآيات : والشياطين هنا قيل هم : شياطين الجن وهو المفهوم من هذا الاسم ، وقيل شياطين الإنس المتمردون في الضلال }(45) وهكذا وضع  القرآن السحر نظير الكفر والسحر هو الدجل الذي مارسه ويمارسه السامري عبر الأجيال وكذلك أتباعه من الحكام الخونة المرتدين وأصحاب المذاهب الملعونة .. الذين اعتقدوا بمنهجيته.. والقرآن عندما تحدث عن سحرة فرعون إنما هم في الواقع تلاميذ الدجال الذين علمهم السحر فهم طائفة من اليهود الإسرائيليين المرتدين عن موسى عليه السلام عاشوا في كنف النظام وزيفوا له ونافقوه كما ألهوا فرعون مقابل المال والرشوة.. والعجل الذهبي هو رمزا للذهب الذي أصبح وأضحى هو دين الماسونية الجديد : عقيدة البورصة والدولار .. والجن : هم مادة الوصول إلى كل الغايات المزيفة .. وقد فند الإمام القرطبي حقيقة هذه التلاوة السحرية التي اتخذها الدجال السامري وسيلة للخداع فهي ذاتها التي يتداولها اليوم ما يعرفون ـ بمشايخ الجن الكفرة ـ المتعاونون مع الشياطين .كما البعض منهم متعاونون مع مخابرات اليهود وأجهزة المباحث العربية المتخلفة !! يتلون دعوات الاستغاثة بأسماء المردة وكل المتمردين من حكام زمن الهبوط العربي ليشتروا بآيات الله ثمنا قليلا !! وقضية سحر الدجال أضحت مهنة لكل المهزومين .. ليضروا ويتعاونوا معهم لتحقيق غاياتهم في جمع المال وتحقيق غايات جمع الذهب وبناء القصور الموهومة على حساب خداع الجماهير !! يقول القرطبي رحمه الله :

” السحر أصله التمويه يالحيل والتحايل وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني ، فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي ، كالذي يرى السراب من بعيد فيخيل إليه أنه ماء ، وكراكب السفينة السائرة سيرا حثيثا يخيل إليه أنه يرى الجبال والأشجار معه سائرة . وقيل هو مشتق من – سحرت الصبي إذا خدعته والتسخير مثله . وقوله تعالى: {إنما أنت من المسخرين } ( الشعراء الآية / 153 )


(13)

يقال : المسحر الذي خلق سحرا ، وقيل أصله الخفاء فإن الساحر يفعله في خفية ، وقيل الاستمالة وكل من استمالك سحرك، وقيل في قوله تعالى : { بل نحن مسحورون} ( الحجر/151) : أي سحرنا فأزلنا بالتخييل عن معرفتنا ، وسحره بمعنى خدعه ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية :  العضة  : والعضة عند العرب : شدة البهت وتمويه الكذب ، ثم من السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة – وفي الحديث الشريف : ” إن من البيان لسحرا ” (46)

وخرج مخرج الذم في البلاغة و الفصاحة إذا شبهها بالسحر … والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ” فلعل بعضكم ألحن بحجته من بعض “(47)

وقد فسر هذا الحديث الشعبي الذي رواه فقال : فالرجل عليه الحق وهو ألحن بالحجة من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق وهو عليه ” وقد ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة ، وقد ذهب المعتزلة وأبو إسحاق والأسترأبادي من أصحاب الشافعي  : من أن السحر لا حقيقة له وإنما هو تمويه وتخيل وإبهام لكون الشيء على غير ما هو به ، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة .. كما قال تعالى : { يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } ولم يقل تسعى على الحقيقة ولكن قال ( يخيل إليه ) وقال أيضا .. ( سحروا أعين الناس )، ( وجاءوا بسحر عظيم ) (48) ومع هذا الرأي إلا أن الثابت أن للسحر أصول ثابتة في تسخير الجن الكفرة الذين يستغلون حركة الأشياء.. أولئك أنواع السحرة الذين يتخذون التعازيم وأنواع الطلسمات التي يدعون فيها أسماء الجن ومنهم من يدعوا بأمره الذي هو إبليس ، ويبخرون لها بأنواع من البخور ، ومن هؤلاء الذين استمتع بهم الشيطان لجهلهم المطبق وعمي بصائرهم المستحكم فسموا سحرهم تحضير الأرواح ونحو تلك الأسماء التي لا تغير حقائق ما كان عليه السحرة شيوخهم الذين حاولوا ترويج كفرهم وباطلهم بنسبته إلى سليمان عليه السلام أو إلى  سيدنا جعفر الصادق عليه السلام أو غيرهما من عباد الله الصالحين الذين كانوا يبرءون من ذلك أشد البراءة ..(49),(50)، وكذلك علم الجن الموروث في هذا الزيف والدجل … كما يستغلون قدرتهم في الاختفاء وهو حاجز إلهي كوني .. بفعل أشياء وهمية للعقل دون إدراك المشاهد لحركة التنفيذ .. ويساهم في ذلك قدرة هؤلاء الدجالون في تسخير قدراتهم في الدجل السياسي أو الديني والخداعي لتكامل دور خطير من الاستمتاع الذاتي بين الإنس والجن كما سنرى – والملاحظ هنا أنه  في زمن سليمان عليه السلام  والأنبياء عليهم السلام كان الجن ظاهرين لمعظم الناس ويتعاملون معهم بحكم أن النبي سليمان عليه السلام كان يحكم الجن والإنس ويعملون له المحاريب كما جاء في القرآن العظيم … وهذا الانكشاف كان هو الذي شكل خطورة في التكامل والاستمتاع المزيف بين الجن و الإنس من حاخامات اليهود المفسدين ــ اتهامات اليسار الصهيوني لليكود وحزب شاس بالمشعوذين داخل الكنيست الصهيوني ــ وهذا التكامل في حركة الدجل كان قد رسمها مبكرا المسيخ السامري الدجال ؟.. والذي كان يظهر بصور خداعية شتى للناس مع قدراته المكتسبة. وسنتناول هذا الملف في قراءتنا في باب المعجزات بعنوان:  سقوط حاجز الجن عن الإنس …. وحركة السامري الدجال في ذلك البناء السحري الموهوم ؟!! وكذلك خيارات الدجال في استثمار القوانين العلمية الأرضية والتي كان أخطرها هو انحياز شياطين الإنس والجن إليه والتكامل معه !! يقول البيضاوي رحمه الله في التفسير:

( اتبعوا ما تتلوا الشياطين ) عطف على نبذ، أي نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحر التي تقرؤها أو تتبعها الشياطين من الجن والإنس أو منهما.. ( على ملك سليمان ) أي: على عهده – وفشا في عهد سليمان – زيفا – أن الجن يعلمون الغيب وأن ملك سليمان تم بهذا العمل وأنه تسخر به الجن والإنس والريح له..

( وما كفر سليمان ) تكذيب لمن زعم ذلك وعبر عن السحر بالكفر.. ( يعلمون الناس السحر ) إغواء واحتلالا والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستغل به الإنسان. وذلك لا يستتب إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس وبهذا تمايز الساحر عن النبي.(51)

..و في مصدرية التلقي قال المفسر بن عطية في تفسيره المحرر الوجيز : وقوله تعالى : { اتبعوا ما تتلوا الشياطين } : يعني اليهود على عهد سليمان – وقال القرطبي ( اتبعوا ) أي : فضلوا و( على ملك سليمان ) أي على شرعه ونبوته وحاله والذي تلته الشياطين . قيل إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك عليهم ، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه ، فلما مات قالت الشياطين : إن ذلك كان علم سليمان ، وقيل أن الذي تلته الشياطين : سحرا وتعليما ، فجمعه سليمان عليه السلام كما تقدم وقيل أن سليمان عليه السلام كان يملي على كاتبه : آصفيا بن برخيا – علمه وما يختزنه ، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان – وقيل أن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه وقيل أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما .. ولما مات قال شيطان لبني إسرائيل : هل أدلكم على كنز سليمان الذي سخرت به له الجن والريح هو هذا السحر فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك . (52)


(14)

وهذا التكامل الشري لا يمكن حدوثه إلا في ظل حالة انكشاف واضحة بين الإنس والجن !! يقول تعالى في القرآن الكريم : { أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا } :

يقول الدكتور صابر طعمية في كتابه الدين الحق وبنو إسرائيل :

” وبمقتضى هذا الكفر من الأنباء بكتاب الله على يد محمد صلى الله عليه و آله : كان كفر الآباء بما جاء به نبي الله سليمان ولذا فبعد أن كفر بنو إسرائيل بسليمان دون كتاب التراث عليه مقترياتهم في العهد القديم ” (53)

هذا وسيفصل هذا الموضوع في قراءتنا القادمة المستقلة بعنوان : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية : تحت الطبع ”  وعبر طياته  كشف حقيقة الزيف ومفهوم عبادة العجل الذهبي في قراءة الحاخامات والتلمود بل وداخل اختراقاتهم للتوراة الموسوية ذاتها . حيث أقاموا بين صفحاتها حربا قذرة من التشكيك في رسالة الأنبياء وخاصة النبي سليمان عليه السلام .. والتي لا تضعه في ميزان النبوة والطهارة بل في دائرة : الانحطاط الأخلاقي والشذوذ الجنسي ” … وكان علماء اليهود والنصارى يذكرون : أن موسى عليه السلام :  هو الذي كتب الأسفار الخمسة وأن الذي نزل من السماء هو لوحين فقط وأن موسى كسرها عندما رأى بني إسرائيل يعبدون العجل الذي صنعه إليهم حسب زعمهم هارون عليهم السلام . وقد استمر هؤلاء اليهود والنصارى في اعتقادهم ذلك حتى جاء القرن ( 18م ) وظهرت أبحاث جديدة تؤكد أن هذه الأسفار المسمى أسفار موسى الخمسة لم يكتبها موسى وإنما كتبها عشرات ومئات الأحبار بعد وفاة موسى عليه السلام بقرون .(54)

وهي ما يعرف في الكتابات اليهودية الدينية  بالمشناة والجامراة ، أي تفسيرات الحاخامات المزيفة والتي دشنت فيما بعد في كتاب  التلمود ، وهو الذي وضع بدوره في المقام الأول للديانة اليهودية في الوقت الذي أسقطت التوراة كمرجعية لوعيها رغم اختراقها بالزيف هي الأخرى !! وكان الهدف من وراء حركة الزيف والدجل السامري اليهودي هو تفكيك الدولة الدينية الإلهية في حكم سليمان وانتهاء برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله الخالدة .. ( إنما نحن فتنة فلا تكفر )

يقول المفسر ابن حيان الأندلسي في التفسير المحيط :

” إن معناه: { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله }

وفي التفسير : أن معناه أنهما يعلمان كل واحد إذ قالا له ( إنما نحن فتنة ) والاتجاه الآخر ( فيعلمون من الفتنة والكفر مقدار ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) ويعلموه السحر ويقولون له لا تكفر بعد أن يعلموه وفي هذا السياق تزييف وخداع منهجي للسامري الدجال . والهدف الاستراتيجي هو تفكيك البناء الاجتماعي للأمة وخلق حالة تبعية منهجية عقائدية وسياسية في الجماهير خدمة للدجال . لأنة في ظلال الدولة الدينية لا يقدر الدجال على طرح ذاته إلها .. ولهذا يوطد أعوانه في إسرائيل مناهج الوثنية والإلحاد ونوادي الجنس وتثبيت القوانين الفاجرة توطئة لمقدم إله الوثنية العالمية.. ويرى كل باحث عقلاني أن الماشياح  لولم يجد السيد المسيح بن مريم عليه السلام ليذبحه.. لانتحر كهتلر أحد زبائنه  .. والظاهر كما يتوقع كثير من عقلاء اليهود والباحثين في العقائد الماشيحانية أن الماشياح ومن خلال عقيدة الألوهية وعبادة الذات التي يحملها سيذبح الكثير من حاخامات اليهود!! وهم الذين لن يقبلوا عبادته .. أما اليسار اليهودي فلن يعبدوه سلفا لأنهم كافرون بعقيدته.  ولهذا سينتقل الدجال الى الدوران في العالم.. ليبحث له عن زبائن جدد يعبدوه ..!! ناهيك عن أن اليهود لن يكونوا أصلا في إسرائيل الوثنية المعاصرة، لأن المهدي فاتح القدس سيبيدها تماما.. والمصادر في القرآن والحديث النبوي الشريف وكذلك مصادر أهل الكتاب بكليتها قد سجلت : أن الماشياح يظهر بعد نزول السيد المسيح عليه السلام  في القدس ؟؟ والدجال لا يخرج كما سيجئ في قراءتنا إلا بعد عشرين عاما من فتح المهدي للقدس !! ولهذا قلنا بعلمية مجرده أن : الماشياح الدجال سيخرج ذليلا بدون قوة في يده ! وهذا هو السؤال الذي يطرحه المطلعون في هذه القضية : أنظر : دراستنا : سقوط نظرية الهر ماجدون الزائفة .  وهذا هو الغرض من وراء جميع أعمال الزيف وإدعاء المعجزات الوهمية بالسحر العقلي وزرع الأوهام في الجماهير بقصد تركيعهم للمد الوثني للدجال والذي بلغ الآن أعلى درجاته في علو دولة الإفساد اليهودي في قلب الأرض المقدسة .. وهذا يعني أن الصراع مع الدجال لم ينته بعد .. :

( وإن لك موعدا لن تخلفه ): والمعنى بمعنى الوعد – أي هذه عقوبتك في الدنيا، ثم لك الوعد بالمصير إلى عذابك في الآخرة فأنت ممن خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين..(55)

قال الإمام الطبرسي رحمه الله :

” .. أي وعدا لعذابك يعني يوم القيامة لن تخلف ذلك الوعد ولن يتأخر عنك. قال الزجاج : المعنى يكافئك الله على ما فعلت يوم القيامة ” (56) ( وإن لك وعدا لن تخلفه ) : والموعد مصدر ، أي أن  لك وعدا لعذابك أي ستأتيه ولن تجده مخلفا . (57)


(15)

وهذه النهاية في إخماد الفتنة ” وهي ليس بأول محنة محن الله بها عباده ليثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . ويضل الله الظالمين – أنا فتنا قومك هو خلق العجل للامتحان : أي امتحناهم بخلق العجل وحملهم السامري على الضلال .. ” (58)

وكانت الكرامة لجبريل : روح القدس .. ولم تكن للدجال مزيف الدين والعقيدة .. والذي كافئه الله بالذبح في الدنيا والجحيم في الآخرة .. وكان الذبح بالسكين الموسوي .. قدر المفسدين في زمن موسى عليه السلام .

:  ” فقالوا لموسى: ما توبتنا ؟ قال: يقتل بعضكم بعضا فأخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه ولا يبالي بمن قتل حتى قتل منهم سبعون ألفا ” (59)

… وهذه هي النهاية المأساوية للمسيخ الدجال ورأس دولته الصهيونية الإفسادية .. يلقى قدره المحتوم : أن يذبح بسكين عيسى عليه السلام .. مدعيا أنه يحيي الموتى ولكنه لم يحيي ذاته !! والسؤال الذي يروجه بعض جهلة المفسرين للأمة: أن الله قد أعطى للدجال آيات ليفتن الناس ؟ ألا يعني الفتنة دفع الأمة للكفر !! إن الرد على هذه الدعاوي الإسرائيلية في التفسير:  إنما تخدم الدجال ذاته في رسالته الإفسادية !! ولا تخدم قضية النضال لتثبيت الثورة التوحيدية في الأمة ؟. وهاهو التاريخ اليهودي يحمل صورا من الكذب والافتراء ونماذج من الاستغلال والتفاوت والصراع ومراحل من التخلف والتناقض، ورجالا مثالا للخطيئة والانحراف بل وتدينا مدعى.. كله نماذج من الوثنية وجحود العقل وثقافة الإدراك …(60)

ونؤكد في السياق أن هذا المدخل في قراءتنا إنما تؤكد زيف دعاوي الدجال القادمة في سحق رسالة الأديان ….

{ إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من  ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفسدين } (61)

إنها نهاية في آخر مشوار النهاية الهزيمة الساحقة لإسرائيل ونيل غضب الله وإذلاله لهم في دولة النهاية


(16)

كشف حالة الزيف والسحر عند الدجال :

ــ أولا: الدجال لا يحيي ولا يميت:

كشفنا في قراءتنا بالأدلة القرآنية المفسرة : أن الدجال السامري هو دهري وله علاقة بملف البداية والنهاية في الخلق وهو بالتالي : مثل إبليس اللعين أحد المنظرين .. وفي هذه الخبرة الطويلة وسنينها كان ينفذ خطى إبليس في دحض حركة النبوات ومعجزاتها كما أسلفنا .. فأول محاولة له في عهد موسى النبي عليه السلام ، وأفشلت وحكم عليه بالسجن والقيد في عرض البحر حتى موعد اليوم المحتوم ( إن لك موعدا لن تخلفه  )  : فالمحاولة الأولى كما الأخيرة ادعاءه بالإحياء والإماتة للبشر في صورة خداعية ودجل وزيف مكشوف لكل ذي عينين وبصيرة ، ولا يجد زبائنه إلا بين المتخلفين والجهلة . . جند له أتباع وأصول.. فكان الجن والشياطين أول أدواته المستخدمين وتجار عبادة الذات .. تكاملوا به واستمتعوا بغيه وشهواته لأغراض الكفر والحياة المادية !! فمن اعتقد بزيفه كفر ومن علق رموزه  ك . ف . ر أسقطه في جهنم ..لأنه اعتقد بالسحر كفرا واتخذ مع الله ندا .. وأخطر ما في اللعبة القذرة هو استثمار قوانين الله في الخلق وعلى رأسهم:  الجن الشياطين.. في تنفيذ أدواره من البداية وحتى النهاية: فالجن كمخلوق وكما في القرآن مخلوق من ذرات النيران ( من نار السموم ) وهو ريح وليس بجسد، يستجمع ذراته بعد تناثرها.. ينثر بين كل جزء منها خبثه وزوره .. . ولديه بقوة إلهية خلقية قدرات عجيبة في التناثر لهذه الذرات والقدرة على استجماعها وعنده القدرة على التشكيل والاختفاء عن العالم المنظور؟ والدجال وكما المتمتعين في أعوانه يعتمدون في هذه المعادلة على الزيف والدجل وتنظيم شبكات الإفك والدعارة.. ينشرهم في أندية القمار والدعارة ومقرات الشرط والأمن يمسون أصحابها فيزيدهم غواية . فاحذروا يا أولي الألباب من خبث شيخ الضلالة المسيخ الدجال وألزموا خيار مهديكم خليفة الله القادم .. … وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عن الدجال: ” وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أن تشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك ” (62) ” فيتبعه ومن ثم قال حذيفة : لو خرج الدجال في زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ولكنه يخرج من نقص من العلم وخفة من الدين “(63)

.. وهكذا ينشط الزيف السحري في أوساط قلة العلم وهيمنة الجهل وأجواء التخلف التي زرعها الحكام من عملاء الدجال واليهود !! وهكذا لعدم معرفة الجمهور بحقيقة الجن والشياطين وتراكيبهم فإنهم ينخدعون ويتبعونه فيكفروا بالله لأنه عند ظهور الدجال لا تقبل التوبة.. وكذلك تأتيه المرأة فتقول يا رب أحيي ابني وأخي وزوجي تعانق شيطانا وبيوتهم مملوءة بالشياطين. ويأتيه الأعرابي فيقول: يا رب أحيي لنا إبلنا وغنمنا فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن والسمنة، فيقولون لو لم يكن هذا ربنا لم يحيي لنا موتانا. (64)

وهكذا يتشكل الجن الشياطين على هيئة أغنام وأبقار وعلى أشكال آباء وأمهات أو حسب الطلب.. وهذا كله بأمر سيدهم الدجال الذين اعتقدوا هم سلفا إنه ربهم وكفروا وكفر من انخدع بسحره وكفره. ولا توبة له بعد ذلك !! وبهذه القوة السحرية والوهمية يخدع الدجال المسلمين وخاصة النساء !! قطاع كبير منهم يجندهم لصالحه بسبب الجهل وقلة الدين . فقد وطد الدجال وعملاءه لذلك منذ زمن حيث جند من يسوقون له السحر بين النساء وفتن المجتمعات بسحره سلفا !!وقطاع كبير منهم يجندهم لصالحه بسبب الجهل وقلة الدين . فقد وطد الدجال وعملاءه لذلك منذ زمن حيث جند من يسوقون له السحر بين النساء وفتن المجتمعات بسحره سلفا !! وتضيف مجموعة الخوارق السحرية إلى هذا العنوان تأكيدا لأتباعه والالتزام بمنهجيته وثورة المضادة للأديان .. ونلفت الانتباه في قراءتنا إلى أنه في عصر الظهور ستحدث أخطر معجزة في الخلق وهو أن الله سيزيح الحاجز بين الجن والإنس في آخر الزمان، وهذا هو أكبر الفتن والاختبارات للمؤمنين.. ولهذا سيجول الشياطين في الشوارع فلا يعرفهم الناس هل هم أنس أم جان !! إلا عندما يلمسوهم فيجدوهم ريحا وهواء !! ولهذا فإن الجن لديه القدرة كما أسلفنا في استجماع قوته في ذراته ومكوناته فيدخل وسط القبر أو في رمال القبر ويخرج من ثم للناس بهيئة إنسان متطابق مع صورة الأب والأم أو من يريدون فتنته ، والأمر سهل في قدراتهم فهم يعيشون آلاف السنين ويطوعون الجن الذين يسكنون المقابر والمناطق التي يحدث فيها الفتن ويعرفون الناس وأشكالهم و شخوصهم … وهنا نؤكد أن الفتنة كبيرة لأن السحر والدجل الذي يمارسه الدجال يعتمد على قوة العلم والقوانين الإلهية ؟ فهم لا يجيدوا والله إلا ركوب الموجه بلا فقه ولا اجتهاد !! لقد أعمى الله أبصارهم فلا يروا إلا كفرا !! فهو لا يحيي ولا يميت ؟ ولكن يعتمد على خداع الناس بالبدائل الشيطانية من الجن وعندما يظهر الجن للناس تبرز قوته وربما يحس بهم الناس وبأجسادهم كالبشر تماما والله أعلم . فالمسألة تعتمد على التخيل والتشكيل وقوة الخداع الذي مارسها مشايخ الدجال المنتشرين بالسحر في الآفاق كما أسلفنا في المدخل … وهذه اللعبة الخداعية في الإحياء والموت إنما استهدف بها إقناع الناس بالنبوة البديلة لعيسى بن مريم عليه السلام ، وبعد ذلك يدعي أنه إلها فيصدقه الناس !! فمعاذ الله الملك الحق المبين أن يعطي الدجال قدرات لفتنة الناس وادعاء الربوبية فإنما هذا من زين الإسرائيليات المنتشرة في الناس وكتب التفسير أحيانا !!


(17)

{ يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } وربما يخدع الدجال والمتعاونين معه من السحرة بأن يقول لهم : إني أصنع من هذا الطين طيرا بإذني .. بأن يكون ندا لله عز وجل وبديلا عن عيسى عليه السلام . في تجربته الإعجازية القادمة واللاحقة .. حيث ستتكرر معجزات كثيرة للنبي عيسى والمهدي عليهما السلام.. ولقد ذكرنا في كتابنا: المهدي عليه السلام أن الله تعالى سيمنح خليفته المهدي المعظم في أرضه جميع الخوارق والمعجزات وأهمها معجزات إحياء الموتى وهي التي ستهز العالم.. والمسيح عليه السلام لا ينزل إلا بعد خروج الدجال ومعجزته الخطيرة هي قتل الدجال بحربته المقدسة السماوية..وعليه سيخرج الدجال الملعون بخزيه فيجد الربيع منورا كما يقولون فلا يجد الدجال كما قلنا لا مجد ولا نياشين للباعة ..ولا نجوم ذليلة صعدت في زمن التطبيع بزيفه.. فلا يجد أمام ذاته وهو يسمع كل الأخبار عبر زبائنه من خيار أمامه.. فأما مواصله سحره المتهاوي و إما الانتحار !! فيختار الأولى وتأتيه الثانية بسكين المسيح على شوق وعطش !! ولهذا سينشط الدجال في خداع الناس بوسائله وقدراته .. فمثلا بوسائل الخداع بجمع الناس ويضع عجينا أو طينا ويقول لهم: سأرمي هذا الأنموذج في الهواء فيصعد طيرا !! ولكن الحقيقة تكمن في دجله وزيفه، بأن يكلف شيطانا إذا قذف الرمل في الهواء أن يتشكل كطير فيطير في الهواء !! وهذا يعتمد على الخداع !! ولهذا فعلى المؤمنين أن يتسلحوا بالإيمان والقرآن ويتلونه في المواجهة فبياسين وفواتح القرآن وخواتيم الكهف وبدعوات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله .. يكف الله عداوة الدجال عن بيوتكم وذريتكم .. اصطفوا مع طابور الحق وكونوا عبادا لله مع خليفتكم المهدي الموعود عليه سلام الله .. يسدد الحق خطاكم فهذا خيار الحق يا سادة المواجهة فأدركوا خطواتكم تجدون نبيكم الأعظم صلى الله عليه وآله جواركم في كل شارع وأزمة.. ولا تتجهوا منذ اليوم نحو علامات الخطر.. فالكاف كفرا لكم .. والفاء فسوق لمجدكم .. والراء رجوع ورذيلة  .. فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .. دعوات نبيكم في علو المجد وعرش الرحمن ترعاكم ..اقذفوا دجال الأمم بالحجارة فقد جاء في توراة الله أن إسرائيل المسيخ تعذب بالحجارة.. إنها ثورتكم وانتفاضتكم .. فواصلوا روحكم نحو العلى والمجد غاية وأسقطوا بتقواكم أساطير الدجال الزيف ولا تجعلوا له علوا وقامة .. اتلوا أسماء الله تتلوا ملائكة الرحمن ذكركم فيبارككم الرب المتعالى .. أيها السادة هذا هو سيف الدجال يسقط في جنوب المجد وصواريخ الله وآل محمد الطاهرين تغطي وجه أ رض القداسة فتسقط وجوه الإساءة…و بأسماء الله العظام يفسد دجله وزيفه وتسقط دعاويه الفاسدة .

ثانيا : يدعي الدجال أنه يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها

وفي هذا ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله : ” أنه يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها يخوض البحر إلى كعبه ، أمامه جبل دخان وخلفه جبل أخضر ينادي بصوت له يسمع به ما بين الخافقين : إلى أوليائي إلى أحبائي فأنا الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وأنا ربكم الأعلى . كذب عدو الله ليس ربكم ألا أن الدجال أكثر أتباعه من اليهود وأولاد الزنا ” رواه ابن المنادي عن علي عليه السلام (65) ولمناقشة هذه المسألة نورد أيضا أن الدجال وسحرته لديهم قدرات في الخداع على العين والقرآن واضح في تجربة موسى عليه السلام والسحرة في قوله تعالى :

{ فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم . وجاءوا بسحر عظيم } الآيات… (66)

وسحر العين له في رؤيتنا مسألتين بهذا الخصوص :

أولا: سحر العين ذاتها بالجن والشيطان في جسده ويسيطر على بصره وعقله. وينطقه بلسان الشيطان أمام الناس والجمهور أنه فعلا يرى الدجال يتناول السحاب بأن يقرب الدجال له المنظر والرؤية فينطق أمام الناس بما يرى بعين الجن. وقد يكون هذا السحر على مجموعة تنطق بنفس المشاهد الخداعية. وهذه الطريقة معروفة ومعهودة في عصرنا من كثرة أعمال الجن والشيطان بالسحر وانتشار المشعوذين في الآفاق.. حيث أصبح لهم مشافي خادعة .. ودكاكين ومقرات مرخصة بالقانون:  قانون الدجال. والمسألة الأخرى كما ذكرنا قدرة الشياطين على التشكيل فيمتدون بقامتهم لعنان الفضاء وينفثون غشاوة جوارهم فيخيل للمشاهد أن الدجال وعصابته المزيفة يضعون يدهم على السحاب..

ثانيا: قلنا أن الشياطين في عصر الظهور القريب جدا أنهم سينكشفون وآخرين لا ينكشفون والله أعلم فهذا علم علمنا إياه: العليم الخبير.. وسيشهده الناس في القريب !! فمن الممكن استخدام الدجال والجن القوة الخاصة بالتصوير والنقل من التخيل العقلي إلى الصورة المنظورة ، فيشهدهم أي الجمهور منظرا للسماء تقترب ويمسها الدجال الكذاب بيده أو يصور لهم الشمس بقوة إشعاعية ذات قوة . وفي هذا أيضا سحر للنظر كما قال القرآن العظيم . فيقوم الدجال وجنوده ووفق قدراتهم بعكس نور الشمس الحقيقة إلى عيونهم سواء بطرق علمية أو بالمرايا ، وحتى يكتمل الزيف يحجبون عن عيونهم رؤية الشمس الحقيقية بأغلفة يضعونها بقوة علمية متقدمة !! والملاحظ أن الدجال لا يضع هذه المسألة على جمع من الناس حتى لا ينكشف زيفه كما حدث مع فرعون حينما آمن قومه مع موسى نبي الله عليه السلام { فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } { وألقى السحرة ساجدين} (67)


(18)

ولكنه مارس خداعه على الفرد الواحد أو الأفراد القلائل … وعندما تسقط هذه المجموعة في زيفه وتسير في ركابه تكون قد كفرت بالله وأصبحت أيضا بوق دعاية للدجال.. ناهيك عن توظيف أشكال الدعاية المادية وهي عند الجن متقدمة .. بأنه يحيي ويميت ويسبق الشمس ويلمس السماء !! أي اعترافهم بالسحر والزيف أن لهم ربا غير الله عز وجل الخالق الباري المصور !! وينضمون لمسيرة آلاف الشياطين من الجن والإنس بمفاسدهم وانحطاطهم الأخلاقي والسياسي. أرأيتم كيف يصنع اليهود المجرمين في أوكار العملاء والجواسيس في السجون العبرية.. و غرف العار ، حيث يسقطونهم بالجنس والكفر حتى تصير هذه الأوكار أندية داخلية للواط والزنا …  فهدف الدجال في كل أوكاره وممالكه إذا هو إسقاط المجتمعات في الرذيلة والكفر ليوطئ الناس لعبادتهم له !! فلا مانع عند الدجال و وإبليس أن يتخذونهم آلهة وليمارسوا كل أشكال الدعارة الزائفة .. فهذه أجواءهم الهابطة (قلنا اهبطوا فيها … الآيات ) وعندما نطرح هذا الوعي في قراءتنا الجادة الموجزة.. إنما نضع الوعي العقائدي في أطروحة المواجهة القادمة مع إسرائيل وزعيمها المسيخ الدجال القادم !!

وعندما سؤل المصطفى صلى الله عليه وآله عن إمارات الساعة قال : ” .. نعم الخسف والرجف وإرسال الشياطين المجلبة على الناس ” (68)، والرجف : هو الزلزال وقد أشرنا إليها – ومنه قوله تعالى { يوم ترجف الأرض والجبال } وأما : المجلبة .. قال ابن الأثير: يقال: اجلبوا عليه إذا تجمعوا وتألبوا، وأجلبه: أعانه، وأجلب عليه، إذا صاح به واستحثه ( النهاية في غريب الحديث 1/282 ) (69)

والحديث الشريف يكشف عن حركة المتعاونين مع الدجال. من الحكام والخونة والأتباع والسحرة … وهكذا وفي ظل : حركة الاستمتاع بين الجن والإنس وهي التي صعدت كحالة في ظل الجهل والإخفاق والسقوط الحضاري وزمن الهزيمة يعوض الجمهور أزماتهم بالهروب إلى أعمال الجن والسحر لإقناع ذواتهم بالأوهام ويعوضون مركب النقص في شخصيتهم بالذهاب مع أعوان الدجال من النساء والرجال !! يزيفوا لهم الحقيقة ويسقطونهم في الرذيلة فيصبح الاستمتاع جريمة وخيانة وسقوط مرحلة !! فالدجال لا يريد الناس في آخر الزمان عبادة العجل الذهبي فقد حصل على ذلك ولكنه يريد أن يعبدوه ذاته لطالما أن العقول قد تمنهجت سلفا على هذه الفطرية والقابلية لاستيعاب ألوهيم الزيف والتخلف ..فقدموه على حالة العقيدة والروح والثورة وأنموذج التحدي ؟! وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقه … ” (70)

وهكذا يخرج في غفلة الناس .. : ” إنه يخرج في خفة من الدين وإدبار من العلم فلا يبقى أحدا يحاجه في أكثر الأرض ، ويذهل الناس عن ذكره ، وأن أكثر ما يتبعه الأعراب والنساء “(71)

وهم قطاع الجهل والتخلف في الجماهير !! ولهذا حذر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الدجال وأوهامه ولو حتى بهدف حب الاستطلاع. فعن عمر أن بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ” من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله أن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما بعث به من الشبهات ـ لما يبعث به من الشبهات ” (72)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم محذرا : ” إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال ” (73)

ثالثا : الدجال لا يبرئ الأكمه والأبرص ؟

.. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الدعوى التي يرفعا الدجال فيدعي أنه ” يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى ويقول للناس أنا ربكم “(74)

وهذا في قطع المستحيل . اللهم إذا كان الذي يقيم عليه التجربة هو جني شيطان يدعي أنه فلان !! أو يلجأ الدجال إلى سحره بأمر الجن بمس بعض الناس من أعوانهم الذين سقطوا في مناهجهم – فيمنعون الإنس من الحديث ، ثم يتركون لسانه أمام الناس بعد أن يمكث مدة أمام الناس بأنه لا يتكلم وقد يكلف الدجال لهذا الغرض أناس وحالات للتجارب القادمة , فخدمةالدجال للأمم ليس تذكرة مجانية.. وإنما بثمن زهيد وهي تلاوة حروفه السافلة ك .ف. ر. ومخابرات الشين في بيت الدجال إسرائيل يسقطون المجاهدين بخدعة ويسقطونهم في الرذيلة..  وقد رأينا في عصرنا أن الشيطان الجني قد سيطر بالسحر على أفراد عدة، وجعلوهم لا ينطقون ورزقهم الله أحد الصالحين الذين أعطاهم الله سرا وولاية فطردوا عنه الشيطان.. وهذا يمكن حدوثه في الفترة المقبلة . وهنا يحذر المؤمنين ملاحقة الجن والشياطين حتى لا يسقطوا في الزيف وينحازوا للثورة المضادة. ونقول بكفر كل من يذهب لهؤلاء الدجالين السفلة: ” من سحر كفر “


(19)

رابعا : الدجال ليس معه جنة ولا نارا ولا أنهارا ؟!!

الجنة والنار هي من علم الله الغيبي وهي دار الجزاء والعقاب ولا علاقة   للأرض بها – لكن غفلة الناس وجهلهم في مشروع التحدي المواجه يجعلهم يسقطون ويدفعون ضريبة الجهل في دخول النار الحقة !! فالدجال يخدع الجمهور ويوهمهم أن الجنة والنار في   الأرض !! وأمام الجوع والحصار وقصف المخيمات يكون المخرج والسؤال للمخبر الصهيوني: أن تكون مع الدجال وتنحاز لمشروعه وكفره تنال الطعام والشراب !! لكن في الواقع لا تناله أبدا {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}الحجرات: 5.. فالخروج في الحالتين هو إلزام الأمة بالقيادة المواجهة…

والجوع هو مدخل الثورة ؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله:

” لأنا أعلم بما مع الدجال من الرجال ، معه نهران يجريان : أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر : رأي العين نار تأجج ، فأما ما أدركن واحدا منكم فليأت النهر الذي يراه نارا ، ثم ليغمض ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فأنه ماء بارد وأن الدجال ممسوح العين اليسرى ، عليها ظفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ” (75) … إذاً النهران في زمن الدجال يكونان وهماً.. وهما من صنع وهم الدجال ،  فالدجال يا ساده لايجيد إلا صنع الوهم والخديعة ليسقط عباد الله في حبائل عدو الله ..وهو يعيش على ردات الفعل . فربما يعطي الله للمهدي معجزات فيفجر له الأرض ينبوعا كما أعطى الله تعالى موسى النبي عليه السلام. الدجال مستثمر لقوانين الله في الخلق والطبيعة ولديه العلم أكثر من عوام الناس، ولذا وإنه وبمجرد علمه بما حدث من آيات الله يتجه فورا لاستثمار الحدث ويزيف على الناس بأوهامه الخداعية في استبدال الحقيقة بالزيف ؟ وهنا الابتلاء الإلهي يكون لمن يقبل زيف الدجال وجنته يكون جزاءه النار والعياذ بالله … والذي يدفعنا للقول بوجود أنهار هو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” فليأت النهر الذي يراه نارا ” الحديث .. وأما السراب والآثار التي تظهر للناس بأنها نارا أو جنة فهذا هو الاختبار الإلهي للناس لأنهم نسوا وصايا نبيهم صلى الله عليه وآله. وتحذيراته من فتنة الدجال وسحرته لإيهام أعين الناس بالسحر وبالشيطان .. والشيطان لايبحث إلا عن فعل ايجابي ليسقطه والماسونية داءه وهي التي تتحرك بشباكها العنكبوتية الماكرة  وراءه .. والشيطان السيد الموهوم الزائف لا يتجلى ويرقص إلا خلف كل مصيبة ولا يصعد إلا على كل وعي ومحاولة ثورة ناجحة.. ولا يمكن أن يكون هناك أنهار زيف دونما أن تكون مع مهدي الله وخليفته عليه سلام الله أنهارا فهو يقف على أبواب مكة المشرفة يريد أن يسقط المحاولة المهدية الثورة .. عندما تسقط محاولته على يد  الشاب المؤمن من خيار أهل الأرض يومئذ يجئ مهرولا للقدس فيسقط صريعا .. مجنون يصارع الموت ويتهاوى بأزمته على كل باب وقارعة… فإذا أراد المتقون أن يدخلوا نهرا فليذهبوا لخليفة الله يصنع لهم بأمر الرب نهرا من الجنة.. فهذا والله يا سادة الأمم زمن المهدي ومعجزاته الخالدة فلا يلهث الجهال وراء السامري وحامل العجل تاجا على رأسه .. أيها المتقون أحفظوا ذريتكم ونسائكم من فتة الصريع حتى لا تسقطوا معه في بحر الهاوية … فالدجال سيدور الأرض ويحشد ما تبقى من سحرة اليهود الذين لم يصلهم سيف المعركة.. وهو يستغل ما صنعه من قرائن السوء على العباد فيوظفهم بخبرتهم لإيهام خير . فلا يستبعد أن يسيطروا وقتها على عقول الناس وأجسادهم أي سحر بالجملة !! وهذا في الأصل موجود فلكل مخلوق من الإنس على رأسه قرين من الجن وأغلب القرناء من الجن هم كافرين مسلطين على الجماهير بأمر الدجال وإبليس ؟!! لكن نجاح المحاولة وخيبتها متعلق بإيمان الناس وطهارة عقائدهم . وأول هذا الإيمان هو التمسك بالقرآن العظيم ووصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ففيهما تسقط محاولة الدجال في غواية الناس لأن فتنة الدجال هي أعظم الفتن في الأرض. والمعادلة الأهم هو أنه لا يكتشف الدجال إلا المؤمن التقي والصالح من المؤمنين فهو الذي يفك لغز كافر على جبهة الدجال وفيها يكتشف المؤمن زيف مشروعه وأوهامه !! وهو ما جاء في الحديث الشريف ” يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ” ونار الدجال المرئية هي ( جنة وجزاء ) كما في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله وفي الحديث الذي رواه محمد بن جعفر.. ” ثم يخرج الدجال قال : قلت فبم يجئ معه ؟ قال : بنهر أو قال : ماء ونار فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ” (76)

وفي وجهتنا نرى أن معه ماء ونار وليس نهر جار!! لأن فيهما الخداع والوهم !!

” فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه أنها نار فإنه ماء عذب بارد ” (77)

” فالنار روضة خضراء والجنة غبراء ذات دخان  ” (78) فهو يصنع الزيف والبارئ المصور يحسن صنعة ويجعل خلفه للمؤمنين جنة ..وجاء في رواية أخرى ” يسير معه جبلان : أحدهما فيه أشجار .. وثمار وماء وأحدهما فيه دخان ونار يقول : هذه الجنة وهذه النار ” (79)

.. ولكن الأصل هو العمل بالوصية الرسالية التي قدمها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : ” من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله أن الرجل ليأتيه وهو يحس أنه مؤمن فيتبعه مما بعث عليه من الشبهات ” (80)


(20)

.. فإن هذا الدجال والمزيف الخطير لديه من وسائل الخداع وأصول الزيف والحيل ما يخدع به العقول المؤمنة.. والأمر هنا لا يحتاج للمنطق العقلي !! لأنه يقف أمام فيلسوف عصره .. فعقلانية الدجال تسود كل العقول والتفسيرات والنظريات المادية.. فهو حامل لكل النظريات المادية والفلسفية ونظريات الجدل .. والأصل في كشف كلمة السر على جبهة ورأس المشروع المزيف ( كافر ) … هذا الانكشاف لابد له من روح مقدسة … ” فيكشفها الله للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها.. وكلما قوي الإيمان في القلب.. قوي اكتشاف الأمور له .. وعرف حقائق بواطنها بخلاف القلب الخراب المظلم  ” .. (81)

وهكذا يتواصل التحدي مع رأس معسكرات الكفر والرذيلة حتى تسقط عمامة الدجال المزيفة !! ..

.. ” ثم يخرج الدجال ومعه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره ” (82)

خامسا: السماء لا تمطر بأمر الدجال ؟

يقول تعالى : { وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا } … السماء تمطر بأمر الله القادر القهار ومن اعتقد أن المسيخ الدجال ينزل المطر من السماء أو بأمر السماء فتمطر فقد كفر ..وحينها يسقط في دعاوي سحر الدجال .. فمن استوعب وصية نبيه فقد نجا.. وهذه هي الوصية .. ” أكثر ما يتبعه اليهود والنساء والأعراب، يرون السماء تمطر وهي لا تمطر والأرض تنبت وهي لا تنبت) (83)

.. هذه هي أوهام الدجال وخداعه لأعين الناس بالوهم … واغتيال العقل البشري .. ” تمطر ولا تمطر ” والأرض ” تنبت ولا تنبت “… أي هنا كما بين رسول الله صلى الله عليه وآله.. مسألة خداعية أو كما نص القرآن في تجربة موسى عليه السلام  … { سحروا أعين الناس واسترهبوهم } أي أن الدجال وبنشره الإرهاب والديكتاتورية والقمع والتجويع يجعل السحر منهجا بسيف القوة ان ملك القوة !! ثم جاءوا بالدجل لاستكمال روح المؤامرة … وروح الثورة المضادة !! ثم يقول للأعراب : ” ما تبغون مني ألم أرسل السماء عليكم مدرارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة ذراها ، خارجة خواصرها .. دارة ألبانها  ” ؟؟ ويبعث معه الشياطين على صورة من مات من الآباء والإخوان والمعارف، فيأتي أحدهم إلى أبيه وأخيه فيقول: ألست فلانا ؟ ألست تعرفني ؟ هو ربك فاتبعه … (84)

{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً}

.. وكذلك يتواصل الدجال في رسم أصول الزيف .. بالزيف ؟؟ وهو ما يتضح في وصية نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  … ”  ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة ، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس ولا يسلط على غيرها من الناس ، ويقول : أيها الناس ، هل يفعل هذا إلا الرب …” (85)

فالبعث هنا: ويكون الصانع شيطان والمصنوع شيطان.. والإحياء زيف أسطورة .. من أساطيره الوهمية ..

ولكن الدجال بدكتاتوريته وجبريته يأمرهم .. ” بتكليم الناس ” فهذا دليل إضافي على ما تحدثنا به وفصلناه.. بالانكشاف المتوقع لعالم الجن أمام عالم الإنس !! أي يحدث الحوار بينهما ويسير معهم ” شياطين الإنس ” صفا موحدا في الزيف.. في ظل فتنة عظيمة يزيفها وقوة دجلها وسحرها … ويأمر السماء فتمطر ؟؟ والرد في المقطع الثاني في الحديث النبوي … ” فيما يرى الناس ” وهو الشك في الرؤيا لا الخضوع للواقع.. فبالزيف السحري والخداعي …. يكون للدجال شأن وسيطرة ؟!! ”  ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس ”  … والموضوع فيه سر عظيم إلهي رغم الدعاوي الضالة … ( فالنفس يحييها الله ؟. وهو المحيي أو المميت ) لسر عظيم إلهي قادم.. كالصاعقة على رأس الدجال وجنوده ؟؟

والدعوى الزائفة في النهاية : أن الدجال أنه يحييها ”  فيما يرى الناس ” .. أي حسب ظن الناس واعتقادهم المزيف في الموضوع .. في رؤية بصر بلا بصيرة .. ” وأن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ” (86)

وإذا فشلت محاولته في الإسقاط … لا ييأس ولكن يعيد المحاولة .. ”  فيأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ، ويردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فتتبعه أموالهم ويصبحون ليس بأيديهم شيء ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ، ويصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت فتروح عليهم سارحتهم ، كأطول ما كانت ذرا وأمده خواصر وأدره ضروعا )  (87)

ولكن يبق السؤال كيف تمطر السماء ؟ وهل مطر الدجال هو وهم وخدعة أم واقعا ؟

وهذا يتحقق في مسألتين أيضا  :

الأول : هو سحري : أي بتأثير الشياطين بالتمويه على أعين الناس كما في الدعاوي الوهمية السابقة أو بالسحر أن يدخل الشيطان في عيون الموجودين في التجربة فيوهمهم وهذا الرأي أقل مستوى من الثاني لأنه يتطلب شيء حسي وهو الماء اقتراضا .. ولو افترضنا تحقيقه تقوم الجن برش الماء على الناس وهذا سهلا وفق إمكانياتهم الخيالية .

الثاني : هو إنزال مطر حقيقي لكن عبر استخدام الوسائل الصناعية وما يعبر عنه بالمطر الصناعي برش الغازات القادرة على تحويل الذرات الهوائية ومركباتها إلى ماء ، وهذا على المستوى التجريبي العلمي قد نجح في تجارب معاصرة . وبالعموم فإن الدجال في هذه التجارب لا يحققها إلا مرات فريدة وقليلة لأنها تأخذ وقتا وجهدا وهو يريد أن يجتاح العالم ؟ وإنما يعتمد على الدعاية والرأي . وإعلام الدجال وحكوماته الفاشية موجود سلفا عبر وسائل الأقمار الاصطناعية والإنترنت فالخبر ينشر في دقائق مثل حرب الدعاية والإشاعة وهذه وسائل للدجال في سيره بالناس نحو السقوط.. ولكن الأفضل هو التجنب لرؤية دجله وخوارقه السحرية وعلى الأمة أن تتحرك بحفظ عقيدتها وبيوتها من خطره ودجله حتى لا تقع في الكفر والردة !! فالموضوع موضوع عقيدة ودين وقبول وعدم قبول :{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (88)


(21)

سادسا : الشياطين تستتبع الكنوز للدجال ؟

: في هذه الخطوة الملحقة نؤكد الدجال هو عدو الثروات … وعقيدة العجل الذهبي كما تؤكد بروتوكولات صهيون ونصوص الدجال .. هي فلسفة عقيدية تطبيقية الهدف من وراءها هو الذهب والمال والاحتكاكات الدولية ونهب أموال الجماهير… فهذه عقيدة المؤامرة ، ,لتحقيق هذه العقيدة لابد من استخدام كل الوسائل المعاصرة لنهب الأمم لإفلاسها وتجويعها لكي تصبح الجماهير عبيدا لليهود أو ما يطلق عليهم التلمود ”  الجوييم  ” فالجوع هو قرين الكفر وفيه قال الإمام علي عليه السلام :

” كاد الفقر أن يكون كفرا ولو كان الفقر رجلا لقتلته ” !! إذا سياسة التجويع هي سياسة للدجال وحكوماته العميلة الظالمة … نأتي للموضوع في العنوان لنؤكد إمكانية حدوث هذه المسألة في تسخير الشياطين لنهب الأموال من البيوت بالقوة وتسليمها للدجال وهذا لا يكون إلا لدى القطاعات التي لا تؤمن بالدجال لكنها أخفقت في وسائل الحماية الربانية من خطر الدجال وعدم تحصين بيوتها بالقرآن وأسماء الله العظام أو بأسمائه إجمالا .. وخاصة اسم الله ( المؤمن الحفيظ ) ففيها سر الحفظ للبيت وأهله .. والوصية النبوية بقراءة فواتح الكهف أو نهايات سورة البقرة، فبهذا السوار الإلهي لا يمكن للشياطين دخول البيت لأنه لعنه الله يهرب من بيوت المؤمنين لما يخرج منها من نور وهبه الله للمؤمنين ؟ ولكن الخطر كل الخطر في اللحاق بالدجال ومراقبة سحره فهي التي تضيع الدين وكذلك الحماية الربانية على المؤمنين.. وفي الحديث النبوي عن رسول الله صلى الله علية وآله روي أن : من فتنته أن ” يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فينطلق فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا بالسيف ضربه فيقطعه جزلتين كرمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك ”  (89)

والمقطع الأول من الحديث : يكشف الحديث أسرار الدجال وأوهامه – فالدجال لا يأمر الخربة ولا الجماد ولكن يخاطب الروح أي روح الشياطين الجن الذين يسكنون هذه الخرب أو المناطق الجبلية بالدخول للبيوت أو يكونون هم سكانها ويعرفون أسرارها ويعرفون ذهب الناس وأموالهم فيسرقونها والناس لا تراهم فيسلموها لموائد للدجال – فيعتقد الناس أنها فعلا جاءت له وحدها وأنه هو الذي أمرها . وهذا دجل خطير الهدف منه هو زرع فكرة القدرة للدجال وأنه الإله عند الجماهير وشرائحهم المتخلفة !! وهنا نشير أيضا أن بيوت المؤمنين لا يقدر الدجال على دخولها لا هو ولا شياطينه لأن بيوتهم يسكنها الجن المؤمنين الذين اتخذوها حصونا لحماية المؤمنين، فالجن فيهم المؤمن وللكافر والتقي والجاحد ؟ والعالم والقاضي والمفتي ؟ فالتوكل على الله في حماية الذات هي الحماية من خطر الدجال كرجل دهري له شبكات من المافيا واللصوص ، فالدجال هدفه هو تركيع الناس لترك المهدي وعيسى عليهما السلام .. لأن وجوده في الأرض هو وجيزا ثم يذبح بسيف عيسى وجنود المهدي عليهما السلام في أبواب اللد بفلسطين .. وعلى جيل المؤمنين أن يجهزوا ذواتهم لمعركة خطيرة من التحدي مع دجل الدجال وجيوشه ، واليعاسيب : جمع يعسوب : وهو ذكر النحل والمراد هنا .. جماعة النحل لكنه يكني عن الجماعة باليعسوب وهو أيدها لأنه حتى طار تبعته جماعته ) (90)

والحديث يكشف عن حالة غير مرئية في أحد جوانبها . أي يأتيه الذهب والأموال على شكل جماعات وهو تعبير عن حملها إليه والمحمول بحاجة لحامل وهو الشياطين والدجال لديه قدرة بشياطين الإنس للدخول في بيوت المسلمين بقوة السلاح مثلا !! ولكنه يقوم الطريقة الأولى للخداع وإسقاط الجماهير بالمسائل الغيبية: أي غير المشهودة وهم جماعاته من الجن السحرة.. يحمل الشياطين هذه الأموال ويطيرون بها في الهواء ويخفون أنفسهم عن بصائر الناس فيحسبون المال تطير لوحدها !! ونؤكد في السياق أنه بسقوط الحاجز بين الجن والإنس في آخر عصر الظهور تكون مسائل خطيرة في حركة الخلق والكون فهذا زمن الخوارق والمعجزات .. فالأمر أن الدجال لا يملك إلا الوهم والخداع والسحر للجماهير واستغلال جهلها وقلة علمها تفكيك مجتمعاتها !!

وهو كما قال رسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله: ” هو أهون على الله من ذلك ” (91)

أي الدجال رجل حقير وعدو لدين الله وبالتالي هو أحقر من أن يعطى شيئا من الله ؟ ولحقارته وزيفه فهو يراهن كما أسلفنا على الغوغائيين والجهلة والعوام. وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن الدجال اللعين … ” يخرج إليه غوغاء الناس “… (92)

يخرج إليه الرويبضة ..” قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ” (93)

” يخرج إليه التحوت من الناس ” … (94)

..” قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “

” يخرج  إليه الفساق والأرذال ”   .. (95)


(22)

سابعا : الشيطان يصنع للدجال إبل ومراعي ونبات :

وهذا العنوان يجيء في سياق دعوى الدجال بالحياة والموت للأشياء ؟!! وزراعة الأوهام عن طريق استثمار الشياطين لصالح الدجال .. وهو ما حذر منه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  في قوله : ” وإن من فتنته .. أن يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم  ذلك أسمن مما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا … ” (96)

والواضح من السياق أن الشيطان يوهم الناس أن لهم زروعا والمواشي تسير فيها نظر العين وليس لمكان الحس منها في شيء .. أي إذا لمستها لا تجدها شيئا ولكن المسألة هي الخداع للناس والعمل قبل ذلك لتهيئتهم لتصديق هذه الأوهام السحرية !! وقد يزرع الجن ويكون لهم مواشي وحيوانات .. وهذا فيه أسانيد لكن هذا من تركيبة عالم الجن أي أنها خلقت مثلهم من ذرات النيران ” .. نار السموم ” تماما كما في الحياة في خلق الإنس.. والحيوانات والطيور والعوالم الملموسة هي من مركبات الأرض يعني الطين … ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) الآية.. وفي السياق .. روي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ” تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين “.. (97)

وفي رواية أخرى .. ” تكون إبل للشياطين ، وبيوت للشياطين ، فأما إبل للشياطين فقد رأيتها ، يخرج أحدكم بجنيبات ( إبل ) معه قد أسمنها ، فلا يعلو بعيرا منها ، ويمر بأخيه قد انقطع فلا يحمله ، وأما بيوت الشياطين فلم أرها ” (98) وهذه الروايات ذات معنى واضح أن الشياطين تشكل ذاتها إبلا .. أو أكباشا !! وهذه قدرات في الجن على التشكيل ؟. فلو كانت مخلوقة ربانيا أو أضيف إليها إبلا وحيوانات متشكلة من الجن تبعا لعمل سحري فكلا الاحتمالين تخضع المشاهد للوهم والسحر العيني الذي ينتهي بالجهال والعامة إلى مستوى تصديق الدجال عليه لعنة الله ؟ والقرطبي ى يؤيد هذا السياق في قوله تعالى :

{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }الإسراء64 (99)

ولكن إذا  أمعنا الدقة في الحديث ( .. لا الجملة ) أي الإنسان لا يستطيع تحميلها الأمتعة. كما هو الحال عند حيوانات الإنس لأنها مصنوعة إلهيا لتحمل عوالم الجن المخلوقة وفي ضوء هذا المدخل يتضح خيار الدجل والسحر والخداع.. وقد وصف نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم هذه المنهجية.. وروى في الحديث .. على لسان الدجال في حينه .. ” أرأيت إن أحييت لك إبلك !! ألست تعلم أني ربك ؟ فيقول بلى : أي الاستعداد جاهز لقبول الحالة .. فيتمثل له الشيطان نحو إبله ، كأحسن ما تكون ضروعا أعظمه سمنة ”  (100)

… فتسير في مزارعها أيضا لتكامل الوهم على العقول !! والسؤال الذي يرده الجمهور.. ولماذا يعطيه الله – أي الدجال – هذه الإمكانيات لفتنة الناس ؟ والرد أن الله لم يعط الدجال آيات ولا معجزات ولكنه قول نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم: ” هو أهون على الله من ذلك ” (101)

وهذا الرد يدفعنا من جديد بضرورة الوعي بإمكانيات الجن وخلقه ومركباته … وبعلاقة الجن الكفرة المباشرة بإبليس والدجال فهم جنوده وأدواته لإفساد الأرض والخليقة وهم بذلك الابتلاء الإلهي المراد في الأرض.. ولكن الله لايخلف وعده رسله وستتجه معادلة الإرادة الإلهية في النهاية في انتصار الحق بآل البيت عليهم السلام وهم الذين يهزمون الدجال ‍‍ والدجال يذبح في زمن دولة خليفة الله المهدي عليهم السلام .

ثامنا : الدجال لا يعطي الناس خبزا ولا ماء ؟!!

إن هذه المسألة هي من أخطر المسائل التي يستطيع الدجال حشد الأتباع له !! وهي استثمار كل جهوده .. فمنذ زمن رفع أعوان الدجال من الملحدين وأصحاب نظريات الكفر الشيوعي والاشتراكي شعارات: ثورة الخبز.. ثورة الجياع.. أي تبني قضايا الجوع ألم يشعلوا آلاف المظاهرات من أجل الجوع والخبز !! إن هذا يعطي مفهوما واحدا هو أن الدجال هو مستغل لأحداث الأمة وهو يتهم غيره بالتجويع لكنه هو المخلص !! والأهم من ذلك : ألم يقل العلي القدير: { الشيطان يعدكم الفقر } .. وحتى يكون الفقر كفرا لابد من خلق أزمة الوهم بأنه هو الذي يحل إشكاليات الحصار ؟ فهو الذي يفرض الأزمة ويتقدم من بوابة أخرى يلبس لباس الثعالب الماكرة. وأمام حركة جوع الأمة وحصارها يجئ ليقدم لهم الحل : أكفر وخذ رغيفا .. وحتى تتم هذه المؤامرة .. فأنه يأتي للناس بأكياس الخبز والماء.. وفيه قال رسول الأمة صلى الله عليه وآله وسلم: ” معه

” معه جنة ونار فناره جنة وجنته نارا ” (102)


(23)

..إذاً معادلتين متكاملتين لوعي الدجال: الفتنة – سياسة التجويع – استيعاب الجماهير.. وفق رؤية مستغلة !! فهو يطعمك في اليوم الأول ليسقطك.. تموت جوعا وكفرا !! ويجيء للدجال في اليوم الثاني .. بلا دين .. وبلا خبز ؟. الإسقاط الجماهيري الأمني والإجتماعي هو مهمة الدجال وزيفه .. يسقط عن المؤمنين حاجز الحماية الإلهية من خلال اعترافهم بشرعية الدجال وأنه ربهم البديل عن: الله الأعظم..

.. وفي الحديث: ” ما سأل أحد النبي عن الدجال ما سألته وأنه قال لي: ما يضرك منه ؟ قلت: لأنهم يقولون: أن معه جبل من خبز ونهر من ماء. قال صلى الله عليه وآله وسلم: هو أهون على الله من ذلك ” (103)

يقول الإمام ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث :

” ويحتمل أن يكون قوله ” ” أي لا يجعل له ذلك حقيقة وإنما هو تخيل وتشبيه فيثبت المؤمن ويزل الكافر ” ومال ابن حبان إلى قوله : ” أنه أهون على الله من أن يكون نهر ماء يجري ، فإن الذي معه يرى أنه ماء وليس بماء ” (104)

وفي عمدة القارئ بشرح صحيح البخاري قال القاضي :

” هو أهون على الله من أن يجعل ذلك سببا لضلال المسلمين بل هو ليزداد الذين آمنوا إيمانا “

وقال في فتح الباري أيضا :

” أي من أن يمكن من المعجزات تمكينا صحيحا فإن اقتداره على قتل الرجل ثم إحيائه لن يستمر فيه طويلا ” لأنه من أمر الله وليس من أمر الدجال !! (105)

” وهذا تحضير للدجال .. فهو أخطر من أن يمنحه الله نعمة هو قد كفر بها من قبل ؟ والله يحيي بين يديه نفس لتكون بوابة نهايته.. ولكن للدجل أصول وقواعد .. وكما ينقل الأستاذ سعيد أيوب:

” فإذا كان الدجال بنص الأحاديث ساحرا.. فلا بد أن يرسي المجتمع لقواعد السحر، وكما ينقل أستاذ الاجتماع (الخشاب.. ) عن قبول المجتمع لقواعد السحر .. نجد أن هناك ارتباط بالسحر بالمستوى الثقافي والحضاري للمجتمعات الإنسانية، فكلما انحط المستوى الثقافي للمجتمع كلما كثر تمسكه بالقواعد السحرية.. ومن مظاهر ذلك الطقوس السحرية المختلفة التي تلجأ إليها الجماعات التي تصيبها مجاعة أو قحط ، وعلى هذا الأساس تكون عبادة القوي الغيبية انعكاس لإقدام المجتمع على ضمان مقومات حياته ”  (106)

.. إن المسيخ الدجال يتحرك وفق عقلية تآمرية رهيبة ووفق نظرية إسقاطيه ليست سهلة ، فهو يهدف إلى إسقاط جماعي للأمة .. وبشكل استثماري خطير !! والسؤال الأهم.. ألم يجوّع الكيان الصهيوني ودولة الدجال الفلسطينيين بعد أن أسقطهم في شراك الحلول الخيانية !! ألم يمارس التجويع في سجونه !! وكم من تظاهره خرجت على معابر الحدود تطلب خبزا لاحرية فأطلق عليهم جنود الدجال الرصاص !!.. إن الله العلي القدير .. سيجعل من السنوات التي تسبق الدجال سنين صعبة ومعقدة وسني جوع .. حتى تكون الأمة واقفة أمام الاختيار والفرز الإيماني .. وفي رؤيتنا .. ان هذه الفتنة هي أخطر اختيار على المؤمنين في الوجود ؟ فإما التوكل على الله .. وإما التوكل على الدجال ؟!! وعلى الأمة المؤمنة أن تسقط بريق المادة الخادعة أمام انتظار الفرج من الله.. وعلى الأمة الانحياز  لإمامها العادل فمعه الفرج والحل لكل المؤمنين !! أيها المؤمنون … أسقطوا بريق المادية المخادع .. ولا تكونوا ترسا حقيرا في رأسمالية الدجال المزيفة !! فقد قهر العمال منذ زمن، ورفع شعاره المزيف: يا عمال العالم اتحدوا.. فاتحدوا وماتوا قتلا وجوعا ومادة في حرب دولة الإلحاد الروسي في بلاد المسلمين !!

أسقطوا شرعية الدجل وارفعوا شرعية القرآن في دولة القسط والعدل القادمة !. ” .. إن في عالم الدجل الكثير من الذين يدعون العلم ويتاجرون بالورع !! يريدون أن يجعلوا من تراثنا خاليا حتى من الهواء.. ولهم أقول .. كفى يرحمكم الله.. كفى فلا مجال للزيف ولا وقت للتلاعب بعقول الجماهير .. أوصلوا الحقيقة كل الحقيقة إلى عقل الأمة .. قبيل أن تتقدم الفتنة الأزلية …

” أيها المؤمنون: إن الدجال لن يعطيكم خبزا ولا ماء ولا حتى الهواء.. لا تسقطوا في براثن جبال السحر والزيف .. جبال الخبز الوهمية التي يصنعها الدجال وشياطينه لإيهام الناس بصدق الحقيقة المفقودة ..

أيها المؤمنون ..

يقول نبيكم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:

” كيف إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار الأرض وثمارها فمن اتبعه أطعمه وأكفره..” (107)

أي أن الأنهار مخلوقة يريد استثمارها بوسائط الزيف   وكيف أنتم مع دجال.. ” يسير معه جبلان: أحدهما فيه أشجار وثمار وماء، وأحدهما فيه دخان ونار يقول هذه الجنة وهذه النار ” (108)


(24)

فالفوز لمن يدخل نار الدجال فناره هي جنة الله وتكذيبه هي مدخل الجنة.. وفي كلاهما متاع للمؤمن وجزاء نعيم .. الدجال لا يطعم قومه فهل يطعم المؤمنين .. ولهذا جوعت أنظمة الدجال الجماهير.. لسحقهم وقهرهم واستغلالهم عبيدا .. سحقتهم شرطة أنظمة الدجال .. ودعمت أمريكا لأنظمة الدجال ميزانيات بالملايين لبناء السجون.. ودربوا كوادر المباحث العالمية لسحق المؤمنين و التحقيق معهم بدموية، وفي النهاية.. خذ رغيفا ثم أكفر ‍‍ خذ رغيفا .. وكن جاسوسا .. خذ رغيفا وسجل تقريرا أمنيا لحكومة الدجال ولو كان مزيفا ؟. المهم هو سحق الجماهير !! شياطين الدجال هم الخونة .. وأصحابه هم بقايا حثالات الأمم .. وإذا كان القتل النهاية فلنقتل شرفاء شهداء ولنبق واقفين ولن نركع.. لن نركع ولن نسجد لإله الزيف والمادة .. هذه هي الثورة الروحية في مواجهة ثورة الدجال المضادة .. هم أهون على الله من أن يمنحهم القوة.. أيها السادة: أدركوا مهديكم القادم تكونوا حقا سادة الأمم.. والصبر والفرج في ساعة .. بعد ساعة .. ولا ينخدع المتقين وكل الشعب . فهي مرحلة وستعود عدالة بعد المرحلة .. هذه لعبة أصول الخداع .. ” يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم أسمن ما كانت وأعظمه وألده خواصر وأدره ضروعا .. ” هذه هي سياسية إناث الشياطين اللواتي عملن في مواخر الدجال وسوق رقيقه !! يعملن في الصباح في مواخير الدعارة .. وفي المساء يجئن للرقص على الجراحات وتمثيل أدوار الخداع لإنجاح مشاريع الدجال وزيفه..

{ كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء } (109)

أيها المتقون: أصبحوا صياما يوم مرور الدجال بقوا رع بيوتكم.. وصلوا وصوموا حتى ينفرج الفجر .. أضربوا عن الطعام احتجاجا على زيف الوهم القادم .. فهذا هو الدجال وشيكا سيجوب الأرض.. وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه ” (110)

هذا و.. ” إني أنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذر قومه ، لقد أنذر نوح قومه ، ولكني أقول لكم فيه قولان لم يقله نبي لقومه ، تعلموا أنه أعور وأن الله ليس بأعور  . (111)

أيها السادة: احفظوا وصايا نبيكم صلى الله عليه وآله واقبلوا التحدي.. ” إني لخاتم ألف نبي أو أكثر، وأنه ليس من نبي إلا وقد أنذر قومه، وأنه قد تبين لي ما لم تبين لأحد منهم أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور ” (112)

” وليدركن الدجال أقواما مثل خيار أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.” (113)

فتنة الدجال لأهل القبور :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  : ” إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وأن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال .. ” (114) ” وليفرن العرب يومئذ في الجبال، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم قليل ” (115)

.. وهكذا يجيء الدجال بكل زيف الأرض حتى يموت الناس بفتنتهم منه مذهولين حتى في قبورهم !! وقد روي عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” أشعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ” رواه: عمر بن الخطاب رضي الله عنه “.. (116)

وروي في ذات السياق : ” قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال ” رواه : أسماء بنت أبي بكر ، وقد روي تحذيرا مدويا أنه صلى الله عليه وآله     كان ” يستعيذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة القبر ” وذلك في قوله صلى الله عليه وآله :

” ونعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات وفتنة المسيخ الدجال ” أي أن تراكيب الحديث متجانسة وفي دائرة واحدة .. فتنة أهل القبور بما يسمعون في الخارج ما حدث من الدجال في عالم الدنيا فيزدادوا فتنة وكفرا. قال النبي صلى الله عليه وآله: ” القبر أول منازل الآخرة فإن من ينج منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه “. وقال : ” ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه ” (117)

لا مجال للمغامرة ولا دجل مع الدجال ؟!!

العنوان واضح .. وفيه تحذير نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم.. إذ لا مجال للمغامرة ولا مجال للمقامرة.. فليس هناك فتنة ” ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ” (118)

وفيه قوله صلى الله عليه وآله:

” من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث على الشبهات”(119)

فلا يقف في مواجهة الدجال إلا من أتاه الله علما وأمرا ؟! أو من كان معه الحجة والولاية ؟!! أما أصحاب الوجاهات والعبارات المزيفة !! فهم وراء كل حاكم زينة وأداة وقلم أسود !! جريا وراء الدولار والأنعام فيجدوه سرابا وخدعة..

المهم على المؤمنين أن يجتنبوا المغامرة حتى لا يقعوا في سلك السحر والكفر والعمالة.. فعمالة الدجال ردة !! والسؤال هل بإمكان الأمم خداع الدجال .. يقول لكم نبي الأمة صلى الله عليه وآله: ” ليصحبن الدجال أقوام يقولون: إنا لنصحبه.. وإنا لنعلم إنه كافر، ولكنا نصحبه نأكل الطعام.. ونرعى من الشجر فإذا غضب الله نزل عليهم كلهم ” (120)

فيموتون على دين الدجال ووثنيته فإما الصبر والجنة وإما الكفر والنقمة والنار … ” غير الدجال أخوفني عليكم، إن خرج وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط ، عينه طافية ، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن أدركه فليقرأ عليه فواتح الكهف إنه خارج من حلة ، بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا ” (121)


(25)

… هذا و”.. فتنته لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله تعالى ذرية آدم عليه السلام ، أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا حذر أمته من الدجال ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة ” وينتهي الحديث لهدف الدجال المقيت ” إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ، لا نبي بعدي ، ثم يثني فيقول أنا ربكم .. ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور وربكم ليس بأعور ، وإنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه كل مؤمن . كاتب أو غير كاتب .. ” (122)

وفي رواية أخرى .. قالت أسماء : ” يا رسول الله ، والله إنا لنعجن عجينتنا فما نخبزها حتى نجوع ، فكيف بالمؤمنين يومئذ ” ؟. قال صلى الله عليه وآله وسلم : ” يجزيهم ما يجزي أهل السماء : التسبيح والتقديس”(123)

” فرحم الله رجلا منع سفيهته أن تتبعه ، والقوة عليه يومئذ بالقرآن فإن شأنه بلاء شديد ، يبعث الله الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها ، فيقولون له : استعن بنا على ما شئت : فيقول لهم : انطلقوا فأخبروا الناس أني ربكم، وأني قد جئتهم بجنتي وناري ، فتنطلق الشياطين فيدخل على الرجل أكثر من مائة شيطان فيتمثلون له بصورة والده وولده وإخوته ومواليه ورفيقه، فيقولون : يا فلان أتعرفنا ؟ فيقول لهم الرجل نعم هذا أبي وهذه أمي وهذه أختي ، وهذا أخي ، ويقول الرجل : ما نبأكم ؟؟ فيقولون: بل أنت فأخبرنا ما نبأك ؟ فيقول الرجل : إنا قد أخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج ، فيقولون له الشياطين : مهلا لا تقل هذا فإنه ربكم يريد القضاء فيكم ، هذه جنته قد جاء بها ، وناره ومعه الأنهار والطعام ، فلا طعام إلا ما كان قبله إلا ما شاء الله ، فيقول الرجل : كذبتم ما أنتم إلا شياطين وهو الكذاب ، قد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حدث فيكم وحذرنا وأنبأنا به ، فلا مرحبا بكم ، أنتم الشياطين وهو عدو الله .. وليسوقن الله عيسى بن مريم حتى يقتله فينخسئوا فينقلبوا خائبين ” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” إنما أحدثكم هذا لتعقلوه وتفقهوه وتعوه ، واعملوا عليه ، وحدثوا به من خلفكم ، فليحدث الآخر الآخر، فإن فتنته أشد الفتن ” (124) وهذا الرجل المشار إليه في الحديث هو أحد قادة خليفة المهدي عليه السلام البارزين والله أعلم .

وهو يسبق قدوم عيسى عليه السلام .. وهو من آل البيت النبوي الطاهرين..يكون في خدمته بعد نزوله عليه السلام، بل يشارك عيسى عليه السلام في قتل الدجال. وهو الرجل المؤمن الذي حدّث عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الوحيد الذي يقتله الدجال ويحيه الله فيسلط على الدجال.. وبهذا الإحياء يكون الله تعالى في علاه.. قد حقق أولى معجزات الإحياء على يد خليفة الله المهدي عليه السلام  .. حيث يلاحق جنود الغضب الإلهيون الدجال ، ويكون إحياء هذا الشاب بين يدي خليفة الله المهدي عليه السلام .. ليبدأ مسلسل ملاحقة جنود المهدي عليه السلام للدجال  خلال جولته اليائسة في العالم وغ ..

وعلى المؤمنين الانحياز لأهل الله وأوليائه .. وتكون في هذه المساحة الزمنية قد اشتعلت الأرض بالمعجزات الإلهية  .. وتبدأ ثورة الدجال اليائسة في التراجع بعد الغوث الإلهي بعيسى المسيح عليه السلام.. حيث ينزل إماما مهديا جوار أئمة آل محمد الطاهرين عليهم السلام  فهو عليه السلام منهم ولهم وخاصتهم؟؟


(26)

قائد المهدي عليه السلام يتحدى الدجال ؟.

رغم كل دعاوى زيف الدجال !! فإن الله قد ادخر لهذا الدجال رجال من أهل الله وعشيرته.. كانوا مخبوءين في سر القدر.. وهذه هي المفاجأة التي ستنهار أمامها كل أبنية الماسون المفسدين الصهيونيين .. كما ستنهار أمام محاولة الثورية المقدسة كل خطط الزيف وبرامج الاستكبار .. ولابد للزيف المضاد من ثورة روحية معجزة مقدسة أخرى مضادة .. والعنوان هو صعود نجم التحدي والمواجهة .. هذا القائد هو الذي يتحدى الدجال.. يخرج ثوريا مقدسا .. من قلب المدينة ومكة .. ليواجه حصار الدجال وسيفه بدمه !! وهذا هو دم الحسين الثاني عليه السلام .. الدم الذي هزم السيف !! وبين المحاولتين ثورة آل محمد عليهم السلام والقائد هوخليفة الله المهدي عليه صلوات الله وسلامه.. والراية للجميع هي راية أهل البيت عليهم السلام  فطوبى للمهدي وقائده وشعبه.. والمجد لعيسى الثوري ورفيقه ؟ والعار كل العار للدجال .. وكما ينص سفر حزقيال : اسقطي يا أورشليم المزيفة .. اسقطي يا أم الزواني !!

وأمام تحدي الدجال وإعلانه عن ذاته أنه رب الكون المزيف.. يخرج قائد المهدي من بين أحضان المهدي عليه السلام ليعلن عن عمق المحاولة الأخيرة.. هي محاولة النهاية .. لا .. لن يقدر الدجال علي هذه المرة .. أنا قدر الله في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله وهنا تجيء كل الرواية لهذه التجربة الثورية والمحاولة..

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ” يخرج الدجال ، فيتوجه قبله رجل من المؤمنين ، فتلقاه المسالح ، مسالح الدجال ” أي عملاؤه ” .. فيقولون أين تعمد ؟

فيقول : أعمد إلى هذا الرجل الذي خرج .

قال : فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟

فيقول : ما بربنا خفاء ، فيقولون : اقتلوه .

فيقول: بعضهم لبعض، أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه ؟

قال فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ـ  يستهزئ بالدجال  !!

قال : فيأمر به فيشج .

فيقول : خذوه وشجوه فيوجع ظهره وبطنه ضربا . ” وفي رواية : فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول : أخروه عني ” (125)

قال : فيقول : أو ما تؤمن بي ؟

قال : فيقول : أنت المسيح الكذاب .

قال : فيؤمر به ، فينشر بالمنشار ، من مفرقه ، حتى يفرق بين رجليه .

قال : ثم يمشي الدجال بين القطعتين ، ثم يقول له : قم ، فيستوي قائما . ثم يقول له : أتؤمن بي .

فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة .

قال: ثم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يفعل هذا بعدي بأحد.

قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس فلا يستطيع إليه سبيلا.

قال : فيأخذ بيديه ورجليه . فيقذف به ، فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنة . ” فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ” (126).

إذا فما هوية هذا الشاب المؤمن المتحدي لزيف الدجال ؟  …

هو: من أهل البيت عليهم السلام.. يقيم في المدينة بعد ثورة المهدي عليه السلام كما جاء في الروايات.. يخرج من المدينة ومن قلب الحصار .. من أهل الشام وأبدالها .. الذين جاءوا للمهدي أيضا لفك الحصار ورفع شعلة الثورة وشمعة المستقبل.. وإن كان هذا الشاب المؤمن من أبدال الشام فهذا مجد أعظم لأهل الشام وفلسطين.. قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري :

” كانوا يرون أنه الخضر عليه السلام .. وهذه دعوى لا برهان عليها ” قال القرطبي في تذكرته ( 2/538 ) يقال أنه الخضر ، وفيه بعد بعيد وقيل رجل من أهل الكهف ، وورد : أنهم يكونون من أصحاب المهدي عليه السلام .. وقيل رجل من أهل المدينة .. ” (127)

وفي رواية أخرى … ” وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقتين، لم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإنه أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري. فيبعثه الله تعالى، فيقول له الخبيث: من ربك ؟  فيقول: ربي الله وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم “.. (128)

قال صلى الله عليه وآله: ” ذلك أرفع أمتي درجة في الجنة “. (129)


(27)

يقول الدجال وهو يعرف خبر الشاب المؤمن منذ مئات السنين ؟‍‍‍‍‍‍‍

.. ” هذا الذي يزعم أني لم أكن أقدر عليه، فاقتلوه شر قتلة. فينشر بالمناشير، ثم يقول: إن أنا أحييته لكم تعلمون أني ربكم ؟ فيقولون قد نعلم أنك ربنا وأحب إلينا أن نزداد يقينا فيقول: نعم. فيقوم بإذن الله تعالى لا يأذن الله لنفس غيرها للدجال أن يحييها ، يقول : قد أمتك ثم أحييتك فأنا ربك ؟ فيقول : الآن ازددت يقينا .. أنا الذي بشرني رسول الله صلى الله عليه وآله…. أنك تقتلني، ثم أحيا بإذن الله تعالى، لا يحي الله نفسا غيري. فيضع على جلد النذير صفائح من نحاس فلا يحيك فيه شيء من سلاحهم لا بضرب سيف ولا سكين ولا حجر إلا تحول عنه ولم يضره شيء ــ وهذا دليل في تحليل الموقف أن هذا الشاب يعرف دوره مسبقا وهو مهيأ له  ــ  فيقول : اطرحوه في ناري ، ويحول الله ذلك الجبل على النذير جنان وخضرة ، فيشك الناس فيه ، ويبادر إلى بيت المقدس ، فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله ، فأقوى المسلمين يومئذ من برك باركا أو جلس جالسا من الجوع والضعف ويسمعون النداء … ” يا أيها الناس قد أتاكم الغوث ” (130) هذه هي ثورة المدينة .

. ” إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد “. (131)

بحماية الرب الأعظم.. وهذا هو الغوث للمؤمنين في بيت المقدس .. وهكذا تكتشف المعجزة الإلهية على أبواب المدينة .. ” يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل أنقاب المدينة ، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة ، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس ، فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وآله  في حديثه .. ” ويكون هذا أمام جموع الأمة المؤمنة .. وكما فرعون في زينته !! .. فيقول الدجال يعد فشل محاولته ” اقتله إنها تنفي الرجال “.. (132)

يقول العيني في عمدة القاري:

” لا يسلط: أي لا يقدر على قتله، بأن لا يخلق القطع في السيف ويجعل بدنه كالنحاس.. ” ” ويؤكد ذلك في فتح الباري القول : فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس فلا يستطيع إليه سبيلا ” وفي رواية عطية ” فقال له الدجال لتطيعني أو لأذبحنك فقال : والله لا أطيعك أبدا .. ” (133)

ولكنه لا يحييه ” لأن الله الذي ادخره هو الذي يحييه ليسقط من خلاله مشروع زيف الدجال !! والإجابة على عدم سجود إبليس لآدم !! وحتى لو سجد إبليس والدجال الآن فقد انتهت المحاولة وجاءت النهاية.. ” لا يسلط عليه ” أي : لا يقدر عليه بقوته .. لأنه في عناية الله وحمايته .. حماه لآل البيت عليهم السلام سندا ورفعة ومجدا.. ” ذلك الرجل أرفع أمتي درجة يوم القيامة “

(134) وفي رواية أخرى ” فذلك الرجل أقرب أمتي مني درجة ” (135)

وهو الذي يرفع الله به أمة النبي محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم درجة.. هؤلاء هم قادة خليفة الله المهدي وجنوده الإلهيين والمحفوفين بملائكة الله العظام هم حفظة المدينة … فللمدينة كرامة عند الله.. والدجال لا يستطيع دخولها كما القدس والطور.. و” لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ” (136)

ففي زمان الحصار … تكون البطولة .. وتكون التضحية .. انه زمان التحدي والانتقام.. { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } (137)

وأخيرا وفي زمن وعد الآخرة .. ومسلسل النهاية يبكي الشاب المؤمن الدجال الدم من عيونه ؟ لأنه ببركة الله ودعوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله .. أسقط إشكالية الوهم والزيف البديلة .. الآن يتجه المهدي وقواده إلى القدس .. والآن تسقط مرة أخرى .. أورشليم المزيفة.. ويسقط رب اليهود يهوه المزيف الذي روحه من عجل.. وهنا يتقدم روح الله في القدس لفك الحصار ويذبح الدجال بسيف العدالة …ويصرخ قائد المهدي الشاب ــ الممتلئ ـ بالثورة بنداء التحدي والمواجهة.. أيها المؤمنون ” هذا الكذاب أيها الناس لا يضركم فإنه كذاب.. ويقول باطلا وليس ربكم بأعور .. ” (138)

وفي زمن عيسى ابن مريم عليهما السلام  زمن النهاية يقول الجبان الدجال حين يرى النبي عيسى عليه السلام .. ” وخلال الصلاة في القدس .. يقف الدجال على البوابة .. فإذا نظر إلى عيسى فيقول: أقم الصلاة، يقول الدجال: يا نبي الله قد أقيمت لك فتقدم فصلي، فإذا تقدم يصلي قال عيسى: يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلم تصلي ؟ فيضربه بمقرعة معه، فيقتله، فلا يبقى من أنصاره أحد تحت شيء أو خلفه إلا نادى: يا مؤمن هذا دجال فاقتله”(139)

أيها الفلسطينيون المتقون:

هذا شرفكم مع عيسى والمهدي عليهما السلام ” ولن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة.. ”  (140)

على خطى الحسين في كربلاء الدم يكون القدس ثورة وملحمة ..وهذا هو التحدي القدري لدجال زيف النهاية.. ” ثم يدعوه .. أي الدجال يدعو الشاب المؤمن فيقبل ويتهلل وجهه يضحك “. (141) ساخرا بالدجال.. وأمامه روح البشارة.. الآن ينزل عيسى المسيح بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين .. إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله .. ” (142)


(28)

وهذا هو يوم الخلاص … كما أخبر نبي الأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله: ” يوم الخلاص وما يوم الخلاص!! .. يوم الخلاص وما يوم الخلاص.. يوم الخلاص وما يوم الخلاص ؟ فقيل: ما يوم الخلاص. قال : فيجيء الدجال .. فيصعد أحدا فيطلع وينظر إلى المدينة ، ويقول لأصحابه .. ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض ؟ هذا مسجد أحمد .. ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكا مسلطا .. فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ؟!! ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة فذلك يوم الخلاص (143)

.. جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجّال قال : ” وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ”   (145)

والمواجهة والحسم مع الدجال سيكون حتما على بوابات القدس والأيام قادمة..

قادة الدجال السحرة من هم ؟

يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في تعريف هويتهم الشيطانية اليهودية.. ” الدجال أو من يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم السيجان ” (146) وهم وقوده وجنده وبطانته السوداء .. والمرافقين له في جزيرته وقيده !! فهم عبيد الدجال وخدمه .. و(السيجان ) إشارة مؤكدة للملابس الشتوية ،وتدلل أنهم يلبسون ملابس صوفية أي قادمون من مناطق باردة ؟

وفي لسان العرب : السيجان جمع ساج .. والساج في اللغة : الطيلسان الضخم وقيل الطيلسان الضخم ينسج كذلك.. وفي رواية أبي هريرة : قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : ” أصحاب الدجال عليهم السيجان ” وفي رواية : ” كلهم ذوسيف محلى وساج ” والساج شجر ضخم  يعظم جدا .. ويذهب طولا ..”  (147)

وفي تاج العروس : والساج : هو ضرب من الملاحف منسوجة  ” (148)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “أصحاب الدجال عليهم السيجان شواربهم كالصياصي وخفافهم مخرطمة ” وفي حديث أَبي هريرة وذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ أَي ذات خَراطيِمَ وأُنوفٍ يعني أَن صُدورها ورؤوسها مُحَدَّدَةٌ ” (149)

وفي الحديث الشريف روى أبو هريرة :  وذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ أَي ذات خَراطيِمَ وأُنوفٍ يعني أَن صُدورها ورؤوسها مُحَدَّدَةٌ ” (150)

وهذا توصيف لأشكال الدجاجله ذو أنوف طويلة وهذه السمات ليست فارسية ولا تركية وإنما آسيوية وباستجماع صفات أصحاب الدجال ليسوا عربا ولاهم من المشرق ؟؟ وكثافة الملابس تعبر عن مواطنهم القاسية البرودة ، ومظهرهم الضخم يؤكد أصولهم الخزرية والروسية وشواربهم كالصياصي : تفيد شكل النسيج الممدد ” وفيه تشبيها لنسيج الفتائل الطولية المنسوجة بشوارب اليهود الدجاجله وفيها إيماءة على تخلفهم واستكبارهم وترهل شخوصهم !! (151)

وشواربهم كالصياصي: يعني أنهم أطالوها وفتلوها حتى صارت كأنها قرون البقر ”  ج7/51 لسان العرب

.. والأكثر ترجيحا من قراءة السمات أن يكون هؤلاء من بقايا الخزريين القدامى  وهم الذين تهودوا سياسيا وأقرب للوثنية من الدين ومعظمهم اليوم في روسيا وأغلب سكان الكيان الصهيوني من الأحزاب اليسارية الوثنية اللا دينية هم خزريون دمويون ــ  مثال : الزعيم الدموي ستالين ــ وهم عشاق الماشياح المنتظر ولا يهمهم الطقوس الدينية :  (152)

وفي اللغة والشعر العربي :

فجئت إليه والرماح تنوشه                     كوقع الصياصي في النسيج الممدد

يريد أنهم أطالوا شواربهم وفتلوها فصارت كأنها قرون بقر ”   (153)

وموطنهم ليست أصفهان لكن يمروا على يهودية أصبهان ليأخذ الدجال منها زبائنه الجدد من بقايا اليهود مستغلا مروره بإيران بانشغالها في حروب الشام وتحرير القدس .. أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء..


(30)

وإنما ذكرت أصبهان كمحطة لسير الدجال في زمن الحروب الدامية والملاحم المدوية وهي حرب المهدي عليه السلام مع قوى المستكبرين  وهذا موقع الدجال في الجزيرة .. لا يفك هذا القيد الإلهي عن جسده المدنس إلا بعد انتصار الإسلام في روما ؟  و هو معنى الحديث النبوي الشريف: ”  إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها ” (154)

إنه القهر والجنون يجتاح وجهه الأسود .. وهو يرى حصونه تسقط !! فكل شيء يكون قد خسره على طاولة مقامرة زيفه !! حتى رفاقه الذين يفهمون زيفه ويعالجون قهره وقضيته قد سقطوا مضرجين بالدم عند سقوط القدس.. هم قواده الذين رباهم على الاستغلال  ومهمة قهر الإنسان !! لعبادة الوهم والذات .. وزيف اغتيال الحقيقة .. فالدجال.. قادم بقهره إذا.. ” ومعه سحرة اليهود يعملون العجائب ويزينها للناس فيضلونهم بها .. ”  ومع السحر روح الغواية .. الرقص والدعارة وشبكات الإسقاط الأمني.. فسحر العقول الآن هو غايته وهذا يحتاج إلى أجواء محددة .. تخرج النساء خلفه لإسقاط العوام في الرذيلة وعبادة إله الزيف .. ” يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا .. عليهم الطيالسة وثلاثة عشر ألف امرأة ”   (155)

وهذه كل عدته رموز الفوضى العارمة .. و يأتيه فوق هذه الزفة .. صانعات الموضة والديسكو من كارولينا وشواطئ ميامي وتلاميذ هوليود  !! هذه وظيفة نساء اليهود ..

” يخرج الدجال عدو الله ومعه جنود من اليهود وأصناف الناس .. ” (156)

وعن أبي وائل قال : ” أكثر تبع الدجال اليهود أولاد الموامس ” (157).. ” يخرج من يهودية أصبهان . (158)

” حيث اتخذها قاعدة متقدمة مستغلا دمارها في حروب الملاحم  ” يخرج الدجال من مرو من يهوديتها “(159) .. إذا قادته المزيفون هم الذين يخرجون معه في ثورته المضادة .. هم خلاصة الماسون ورؤوس حكومة الدجال الخفية !! يتقدمون المدن ليهيئوا الجماهير لقبول حالته وسحره .. وكما قال رسول الأمة صلى الله عليه وآله وسلم ” إن بين يديه رجلين ينذران أهل القرى.. كلما دخلا قرية أنذرا أهلها، فإذا خرجا منها، دخلها أول أصحاب الدجال، ويدخل القرى كلها غير مكة والمدينة حرما عليه.. ” (160)

” دور المرأة في اجتياح الدجال للمدن .. ” عميلات الدجال..

هم قادة الصهيونية وعملاء رأس المال وملوك الرشاوى والاستغلال .. والمطلوب شراء الجماهير بالخداع ودعايات الرعب المزيف … وتجييش المرتزقة… بأبخس الأثمان !! ولكن الذين لهم السيطرة في كل هذه القيادة هم عشاق الوهم من الجن الملحدين الذين عبدوه منذ زمن !! دفعوا له يافطة عبادة العجل .. واليوم يرفعون له يافطة عبادة ذاته !! ولكن السؤال من هو الدجال أهو شيطان جني أم إنسي ؟. يقول نعيم بن حماد شيخ البخاري :

” إن الدجال ليس إنسانا بل هو شيطان تتبعه قبائل الجن ويخرجون له خزائن الأرض .. ” (161) وهل فهم القارئ الكريم السر أن الدجال تستتبعه الخزائن عن طريق الوثنيين من الجن.. وعلى هذا لم يعترض ابن حجر، هاهم قادته وأنموذجهم .. أما الدجال ذاته فهو ” .. أسحر السحرة ويبايعه اليهود فيكونون يومئذ جنده المقدرين، إنهم ينتقمون به من المسلمين ” (162)

.. وروي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله فسأله: ” أخبرني عن الدجال أمن ولد آدم هو أم من ولد إبليس ؟ فقال : هو من ولد آدم لا .. إنه من ولد إبليس وإنه على دينكم معشر اليهود “.. (163)

وإبليس هو جد الدجال الأول وهو مستودع فكره ومرجعية فتنته منذ الأزل .. وقد لعنه الله في القرآن وعلى لسان كل الأنبياء والمرسلين ..

{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}

إذا إبليس : جني وهو جني عليم ومحيط بأسرار كثيرة من العباد ومرجعية كل المفسدين في الأرض ؟ وقد احتل هذا العلم عندما كان عند الله وطاووسا على الملائكة .. ولم يبق في الأرض شبرا إلا الناشر: سجد فيه.. ولكنه تغطرس واستكبر (164) .. وكانت رسالته منذ الأزل { لأقعدن لهم على صراطك المستقيم} (165)

فهذه من الأساس مهمة إبليس وقائد زيفه السامري المزيف .. وهو وريث كل رسالته وإلحاده .. يقولون إن إبليس: هو الله !! وأن المسيخ الدجال هو: الرئيس.. وعندما يخرج يتجاوز حدوده وتفسيراته لحالة جده المزيف والمجلل بسحر الغواية .. وأمام حركة التفاوض !! فيتقدم قادة المهدي عليه السلام ورموز عدالته لمواجهة التحدي نحو ألوهية الله الخالق.. فليتقدم الرساليون من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم  .. لرسم ملامح القسط والعدل .. بديلا للزيف وإسقاط كينونة.. الشيطان ورمز الوثنية  … أيها السادة … إن المصادر تجمع على أنه شيطان عاق جبار موثق بقدرة الله منذ آلاف السنين في سجن اسمه : الجزيرة وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه ما يفيد أن الدجال شيطان جني :  تجربة صغيرة لوجوده قال : ” لقيت ابن صياد يوما ومعه رجل من اليهود ، فإذا عينه قد طفيت وهي خارجة مثل عين الجمل ، فلما رأيتها : قلت : يا ابن صياد ! أنشدك الله ، متى طفيت عينك ؟ قال : لا ادري والرحمن ، فقلت كذبت ، لا تدري وهي في رأسك ؟ قال: فمسحها ونخز ثلاثا “. وقال : ” لقيت ابن صياد في طريق من طرق المدينة ، فانتفخ حتى ملأ الطريق فقلت : اخسأ ، فإنك لن تعدو قدرك ، فانضم بعضه إلى بعض فمررت ” . (166)


(31)

وإذا كان هذا الدجال الصغير يمتلك إمكانيات التمويه والخداع في تركيبته فكيف بالمسيخ الدجال ذاته ؟!! وكما جاء في حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الذي أعلنه لأمته من رحلة الصحابي تميم الداري..

” فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد .. “(167)

وهو مقيد في وكر أسود وفي جزيرة مجهولة .. ”  قال اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس فنفاه موسى عليه السلام  وقيدته الملائكة منظرا ؟. ومنتظرا يوم الوقت المعلوم.. يوم النهاية والخلاص !! وما أدراك ما يوم الخلاص .. الحديث ” وفي التوراة …” وحش طالع من الأرض ” أو.. ” وحش صاعد في الهاوية ” .. (168)

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله.. ما يفيد أنه وحش جني أو مارد حقير طاغ ؟

…” ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام  فينادي من السحر فيقول : أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون أنه رجل جني ” . (169)

وهكذا نفهم سر دهريته .. وتلك هي أعمار الجن المعمرين .. فهو إذا منظرا لموعد آخر وليس منظرا في عمره الزمني….

صفاته الشيطانية:

” الدجال : جعد هجان أقمر ، كأن رأسه غضن شجرة ، مطموس عينه اليسرى والأخرى كأنها عنبة طافية”(170)

” الدجال: عينه خضراء مكتوب بين عينيه كافر “. (172)

” الدجال : رجل قصير أفحح جعد أعور ، مطموس العين ، ليس بناتئة ولا حجراء ، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا “

” الدجال : أقمر هجانا ضخما فيلمانيا ، كأن شعر رأسه أغصان شجرة ، أعور كأن عينه كوكب الصبح “(171)

” الدجال: عينه خضراء مكتوب بين عينيه كافر ” (172)

” الدجال : رجل قصير أفحح جعد أعور ، مطموس العين ، ليس بناتئة ولا حجراء ، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ” (173)

” الدجال: أعور العين اليمنى كأنه عين طافية ” (174)

” رأس الدجال من وراء حبك حبك ” (175)

”  الدجال : ” أعور العين اليسرى ، بعينه اليمنى ظفرة غليظة ” (176)

” أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ” (177)

” فإذا نظرت إليه قادما من بعيد رأيت رجلا قصيرا ضخم الجثة جدا، آدم أسمر، أحمر ” أدمته صافية قد احمرت وجنته عظيم الرأس كأن رأسه أصلة !! كالأفعى تتحرك .. جعد الشعر قطط ” شديد الجعودة ” كأنه مضروب بالماء والرمل ، جفال جفال ، حبك حبك ، كأن شعره أغصان شجرة .. أفحج .. تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها .. فإذا اقتربت منه رأيت شبها شيطانيا فشق وجهه الأيمن ممسوح لا عين فيه ولا حاجب ، وعينه اليسرى متقدة خضراء كأنها كوكب دري كأنها زجاجة خضراء بارزة جاحظة متدلية على وجنته .

. كأنها عنبة طافية .. أعور العينين اليمنى ممسوحة لا شعاع فيها.. واليسرى ناتئة جاحظة متدلية على وجنته ..

تنام عيناه ولا ينام قلبه.. ” (178)

ألقاب الدجال ومناصبه المزعومة:

ـ   الديكتاتور : ( مشتهى كل الأمم / صايغ ) .

ــ الحاكم الأعلى: ( تفسير الرؤيا: حنا صـ 595 ).

ــ  أمير السلام : ( التوراة : سفر أشعياء ) .

ــ   أبو يوسف : ( ابن كثير : الفتن – القرطبي : الجامع ج 15/310 ) .

ــ  الأنتى كريست : ( جين داكسون :آخر ساعة 26/9/1984 ) .

ـــ  رمزه الرقمي ( 660 ) في التفسير التوراتي .

ــ مسيح الضلالة: ( النبي صلى الله عليه وآله وسلم  )

ــ أنا المسيح : ( حديث تميم الداري كما سمى نفسه ) .

ــ الرئيس:  (النصارى )


(32)

الدجــال دجـــالا لماذا ؟

” الدجال من دجل وهو الخلط واللبس ، فهو الخدّاع الملبس على الناس ” (179)  وهو كذلك لغة التغطية وذلك لأنه يغطي الحق بباطله .. الدَّجل: هو الخلط والتلبيس،يقال دَجَلَ إذا لبّس ومَوَّهَ، والدجال: المُمَوِّه الكذاب، الذي يُكثِر منالكذب والتلبيس. ولفظة ” الدجال ” أصبحت عَلَمَاً على المسيح الأعور الكذاب، وسمي الدجال دجالاً: لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.

و في خروجـه : جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجّال قال : ” وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ” (180)

وسمي ( المسيخ ) مسيخا لأنه ممسوخ العين ، وسمي ( مسيحا ) لأنه مسوح العين اليسرى ، وسمي مسيح الضلالة .. لأنه طرح بديلا عن عيسى ( مسيح الهدى) .. والدجال هو إفراز لسلسلة من الدجاجله !! كما قال صلى الله عليه وسلم وآله : ” إن بيد الساعة ثلاثين دجالا كذابا .. ” (181)

فمن سمات حكمه الديكتاتورية المطلقة .. نفذ عقيدتي واعترف بألوهيتي ولا تجادل !! .. فالحكم المطلق هو الدورة الأخيرة التي يريدها اليهود ، وليس عجيبا أن يجلس على هذه الدروة الدجال (182)

قالوا في التفسير :

” الدجال ديكتاتور عالمي يكون له نظام في السياسة والعبادة، والتجارة والعمل والفكر..ويحرم على كل من يخرج على هذه الوحدة من ضروريات الحياة.. وستفرض هذه العبادة الموحدة بالقوة ولاسيما على المسيحية المرتدة وسيجعل الجميع كآله إليكترونية تعمل ما يريد ” (183)

وهكذا وضع اليهود من النصرانية جلبابا يرتديه النصارى نحو غايات اليهود، ثم وضعوا بذور الإلحاد، والديكتاتور في المشرق الذي يخرج هو الدجال “

. وفي مصادر أهل الكتاب :

” قيل أنه سيكون ديكتاتورا، وسيكون الرئيس العالمي لليهود والمسيحيين المرتدين !! “(184)

” وسينصب نفسه الإله الوحيد الجدير بالعبادة ، وله سيبدي المسيحيين ولاء مطلقا ” (185)

هذه أيها السادة الموقرين قراءة موجزة عن حياة الدجال السامري والله تعالى نسأل التواصل في كشف الحقيقة .. كل الحقيقة بوعي نوراني …  يكتمل نوره .. ونورنا بنزول مهدينا الأزلي من تحت عرش الرحمن .. انه خليفة الله الخاتم في أرضة.. نضع سطورنا بتواضع بين يديه عليه السلام ونسأله الدعاء…

وصلى الله على نبينا المصطفى محمد وآله الطاهرين

المؤلف : الشيخ محمد البيومي

الأرض المقدسة


(33)

المراجــــــع:

(1) تاريخ دمشق ج 1/99 رقم الحديث 105 طبعة دار الفكر بيروت

(2)  سنن ابن ماجه: ج2/1359 رقم 4077 دار الفكر – بيروت

(3)مسند أحمد بن حنبل ج5/278 رقم 21335 مؤسسة قرطبة – القاهرة

(4) سورة : طه / الآية 95 ــ 97.

(5)القرطبي : الجامع لأحكام القرآن  ج11/255 ــ257 نفس الطبعة

(6) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج11/255 ــ 257

(7) القاضي ابن عطية : المحرر الوجيز في كتاب الله العزيز ج4/61

(8) ابن القيم الجوزية : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 691 ــ 715 تحقيق محمد حامد الفقي : ط دار الإسكندرية ص304 ــ 304 = راجع تفسير : الطبري : الامجلد1/ 370 ط1/ دار ابن

(9) ابن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز :ج4/61 + الزمخشري : الكشاف ج2/549

(10)المحرر الوجيز: المصدر السابق ج4/ 61

(11) الزمخشري : الكشاف ج2/ 551، 255 نفس الطبعة

(12) القرطبي : الجامع للأحكام القرآن ج15/ 311 : تفسير سورة غافر

(13) الطبرسي : مجمع البيان في تفسير القرآن ج8/347،348 :سورة غافر

(14) السيوطي : الدر المنثور ج7/294 ،295 = تفسير الماوردي ج5/161 = تفسير البيضاوي ج2/343

(15) ابن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز ج4/565

(16) كتابنا: الأزمة الروحية والثورة الروحية: ص 35: تعريف الروح

(17) الطبرسي : مجمع البيان في تفسير القرآن ج3/342 ,343..

(18) الطبرسي : مجمع البيان ج3/ 342، 334 = الفخر الرازي : تهذيب التفسير الكبير : سورة المائدة ج7/ 783 ، 784

(19) القرطبي: الجامع لأحكام القرآنج6/ 340 ، 341

(20) البقرة: الآية: 258

(21) البقرة:258

(22) القصص: 30 ـــ 32

(23) سورة يونس: الآية : 81

(24) الأعراف: الآية: 116

(25) الأعراف: الآية:132

(26) البقرة : ج2/ 87

(27)  القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج2/78: تفسير سورة البقرة

(28) الفخر الرازي: تهذيب التفسير الكبير ج7/ 783 ، 784

(29) الجن: الآية / 6

(30) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج7/ 85، 86 ط 2/ دار الحديث القاهرة1994

(31) القاضي ابن عطية الأندلسي :المحرر الوجيز ج2/344 ،345

(32) المصدر السابق

(33) ابن حيان الأندلسي : تفسير البحر المحيط ج4/ 222 نفس الطبعة

(34)البيضاوي: تفسير البيضاوي:  نفس المصدر ص 321

(35) الزمخشري : الكشاف ج2/50 : سورة الأنعام

(36)البغوي : معالم التنزيل في التفسير والتأويل : المجلد 2/ 418

(37) الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله : : تهذيب التفسير الكبير : ج3/ 167 ، 168 : حاشية محيي الدين زادة  على تفسير البيضاوي : محمد بن مصلح الحنفي ج4/145

(38) الشوكاني : الفتح الكبير ج2/204 ، 205 = القرطبي : الجامع للأحكام القرآن : ج7/86

(39) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن: ج8/ 186

(40) الطبرسي : مجمع البيان: ج5/ 63


(34)

(41) ابن القيم الجوزية : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان : تحقيق محمد حامد الفقي  ج2/ 237

(42) البقرة: الآية: 93

(43) تفسير البيضاوي: ج1/ 76: سورة البقرة

(44) البقرة: الآية: 102

(45) الدكتور: محمد علي البار: الله والأنبياء والتوراة والعهد القديم: دراسة مقارنة. ( سلسلة أباطيل التوراة والعهد القديم  رقم 2/ 428 ط دار الشامية بيروت . ط1/1410 ــ 1990

(46)أخرجه البخاري في الطب ” باب : أن من البيان  لسحرا ” ج5/1976 رقم الحديث   4851 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987

(47) أخرجه مسلم في الأقضية : باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة ج3 رقم 1713

(48) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج2/48 ــ 51 : نفس الطبعة  = نفس الموضوع : د .محمد علي البار : الله والتوراة في العهد القديم  :  المصدر السابق ص 340

(49) ابن القيم : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ج2/236 :

(50)  تفسير البيضاوي ج1/ 78 ، 79 = الزمخشري ج1/310 = السيوطي : الدر المنثور ج1/233 = البغوي : معالم التنزيل ج1/ 128

(51) القاضي ابن عطية الأندلسي : المحرر الوجيز : ج1/ 186 :سورة البقرة

(52) الدكتور صابر.طعمية : الدين الحق وبنو إسرائيل ط دار الجيل بيروت ط1/ 1979

(53) الدكتور محمد علي البار: المدخل لدراسة التوراة في العهد القديم: سلسلة أباطيل التوراة في العهد القديم رقم 1 ط الدار الشامية بيروت 1410 ــ 1990 ص 115

(54)ابن حيان الأندلسي : التفسير المحيط : المجلد الأول 500 : تفسير سورة البقرة

(55) الفخر الرازي : تهذيب التفسير الكبير: ج4/ 704

(56)  الطبرسي : مجمع البيان ج7/ 43

(57)القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج11/ 257 = الشوكاني : فتح القدير ج3/ 481

(58)  الزمخشري : الكشاف ج2/ 550

(59)  الشوكاني : فتح القدير : ج3/ 478

(60) الدكتور :صابر طعيمة : التاريخ اليهودي العام ص 198 ط1/ دار الجيل بيروت

(61) المصدر السابق

(62) كنز العمال: ص292 رقم الحديث 387442 = القرطبي : التذكرة ص 758ــ 759 = سنن ابن ماجه ج3/455 رقم 4077 = البرزنجي : الإشاعة ص 120 = تفسير ابن كثير ج1/580 : تفسير سورة النساء = كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 327

(63) البرزنجي :الإشاعة لأشراط الساعة ص118

(64)كنز العمال : ص 307 رقم الحديث 38779

(65) البرزنجي : المصدر السابق ص 119 ، 120

(66)الأعراف: الآية 116

(67) لأعراف: الآية: 123

(68)أنظر : مسند أحمد بن حنبل ج5/325 رقم 22822 = الطبراني : مسند الشاميين ج3/404 رقم 2555 مؤسسة الرسالة – بيروت

الطبعة الأولى ، 1405 – 1984 = خالد الغامدي: أشراط الساعة ج1/369 ط2 1414 دار الصميعي للنشر والتوزيع

(69) إسناده صحيح : أخرجه الحاكم في المستدرك ج4 / 5, 4 كتاب الفتن والملاحم  = الغامدي ج1/369 ” هامش

(70) ابن حيان ج15/ 223 رقم 6812


(35)

(71) البرزنجي : المصدر السابق ص 118 = رواه : أحمد رقم 14537 وابن خزيمة و أبو يعلي والحاكم ج4/ 530 رقم 87613 = القنوجي : الإذاعة ص 194

(72) سنن أبي داوود ج4/322 رقم 34190

(73) سنن ابن ماجة: ج3/ 454 رقم 4077

(74) رواه : الطبراني ج7/220 رقم 6918 الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية ، 1404 – 1983

(75) كنز العمال : المصدر السابق ص306 رقم الحديث : 38776 = عقد الدرر  ص 179 = البرزنجي : الإشاعة لأشراط الساعة ص 117 = صحيح مسلم ج18 / 379 رقم 105 = الترمذي ج4/247 رقم 2235 = سنن أبي داوود ج4/ 321 رقم 4315

(76) مسند أحمد بن حنبل ج38 / 421 رقم 23425 ، 23429 الموسوعة الحديثية ط دار الرسالة = ج5 /404 رقم 23487 الناشر :مؤسسة قرطبة – القاهرة

(77) البرزنجي : المصدر السابق ص 118

(78)  كنز العمال ج 14 /363  رقم  38784  مؤسسة الرسالة – بيروت 1989

(79) كنز العمال :  رقم الحديث : 38825 : رواه : ابن عساكر والحاكم

(80) كنز العمال: ج14/ 377 حديث رقم 38784

(81) سعيد أيوب : المسيخ الدجال : قراءه في أصول الديانات الكبرى ص 265

(82)  سنن أب داوود : ج2/496  رقم 4244 الناشر : دار الفكر بيروت

(83)الطبراني : المعجم الكبير : ج 24/ 169 رقم  الحديث : رقم 430 = كنز العمال ج14/ 362 رقم 38779    ص 307 رقم الحديث 38779

(84) المعجم الكبير ج24 /196 رقم 430 نفس الطبعة

(85) مسند أحمد بن حنبل : ج23/ 210 رقم 149 54 الموسوعة الحديثية ط مؤسسة الرسالة  = ج3/367 رقم 14997 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

(86) سنن ابن ماجة : ج 3/ 4555 رقم  4077 الناشر : دار الفكر – بيروت= البرزنجي : الإشاعة ص 120 = عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 181

(87) سنن الترمذي ج4/ 250 رقم  2240دار إحياء التراث العربي – بيروت

(88) سورة النور: الآية 63 /24

(89) عقد الدرر: ص 181 = صحيح مسلم ج4/2250: رقم الحديث 2937 الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت

(90) البر زنجي : الإشاعة لأشراط الساعة ص 120 = صحيح مسلم ج18/ 383 :  هامش

(91) البخاري: ج6/2606 رقم 6705   في: 92 كتاب الفتن 60 الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت: باب خروج الدجال: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ج3/ 131 رقم الحديث 1859

(92) الطبراني : المعجم الكبير : ج7/36 رقم 6305 الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل

الطبعة الثانية ، 1404 – 1983

(93) كنز العمال : ج14/248 رقم 38452 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989 م

(94) المستدرك على شرط الصحيحين : ج 4/ 590 رقم  8644 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = المعجم الأوسط ج1/228 رقم 748 ، ج4/121 رقم 3767 الناشر : دار الحرمين – القاهرة ، 1415

(95) المصدر السابق

(96) سنن ابن ماجه : ج3/ 455 رقم 4077 ط دار الفكر بيروت = البرزنجي : الإشاعة ص 120  = رواه : أحمد بن حنبل في مسنده            = كتاب الفتن : المصدر السابق ص 327

(97) سنن البيهقي الكبرى : ج5/255 رقم 10119 = رقم سنن أبوداوود ج  2/32 رقم الحديث  2568

(98) سنن أبي داوود ج2/32 رقم الحديث 2568 ط دار الفكر بيروت = ناصر الدين الألباني : الصحيحة ج1/148  = روي في التذكرة بوجهة أخرى ص 579


(36)

(99) سورة الإسراء: الآية 64/ 17

(100) القرطبي: التذكرة ص 761

(101) صحيح البخاري: ج6/ 2606 رقم 6705 الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت

الطبعة الثالثة، 1407 – 1987

(102 ) كنز العمال :حديث رقم 388815 ومثله رقم 38825 = كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 36 ، 327 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت ــ الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 ج2/536 الناشر : مكتبة التوحيد – القاهرة

(103) أخرجه مسلم ج3/ 1639 رقم الحديث 2152 الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت = صحيح البخاري ج6/ 2606 رقم الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة، 1407 – 1987

(104) فتح الباري ج13/113 ،127 رقم 7122 = ج13/ 93 الناشر : دار المعرفة – بيروت ، 1379

(105) عمدة القاري بشرح البخاري : المجلد 24/ 321 رقم 7122 = ج24 / 216

(106) الدكتور: سعيد أيوب: المسيخ الدجال: المصدر السابق

(107) كنز العمال :حديث رقم 38742  : رواه الطبراني في الزوائد ج7/ رقم 346

(108)نعيم بن حماد :كتاب الفتن ص 336 ط المكتبة التجارية مكة = ج2/547 الناشر : مكتبة التوحيد – القاهرة  ــ الطبعة الأولى ، 1412

(109) سورة النور: الآية 39/ 24

(110) كنز العمال: حديث رقم 8742: ومثله: عقد الدرر ص 179: أخرجه البخاري

(111) مسند البزار ج4/107 رقم 1280

(112) رواه : البزار : التو يجري : إتحاف الجماعة ج2/398 = فتح الباري ج13/ 116 رقم الحديث 7127 = عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ج 24/323 رقم 7127 = البغوي : معالم التنزيل ج5/48 : سورة غافر = كتاب الفتن لأبي لانعيم ص 317‍‍

(113) أبي نعيم : كتاب الفتن ص329

(114) سنن ابن ماجه ج3/ 456 لرقم 4077 = كتاب الفتن ص 315 = التو يجري : إتحاف الجماعة ج2/ 373 = البرزنجي : الإشاعة ص 120 =السيوطي : الدر المنثور ج7/ 295

(115) : سنن ابن ماجه ج6/1359 رقم 4077 الناشر : دار الفكر – بيروت إسناده صحيح على شرط مسلم : = ابن حبان ج15/ 208 رقم 6797

البيهقي : شعب الإيمان ج1/ 358 رقم 396

(116) : سنن ابن ماجه ج6/1359 رقم 4077 الناشر : دار الفكر – بيروت إسناده صحيح على شرط مسلم : = ابن حبان ج15/ 208 رقم 6797

البيهقي : شعب الإيمان ج1/ 358 رقم 396

(117) مسند أحمد بن حنبل  : المصدر السابق

118) أخرجه الإمام مسلم في صحيحة ج18/396 رقم 127 = مسند أحمد بن حنبل : ج4/19 رقم 16298 :  الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

عقد الدرر ص 180 = كتاب الفتن ص 316

(119) 118) أخرجه الإمام مسلم في صحيحة ج18/396 رقم 127 = مسند أحمد بن حنبل : ج4/19 رقم 16298 :  الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

عقد الدرر ص 180 = كتاب الفتن ص 316

(120)  كنز العمال رقم الحديث : 388807  : المصدر السابق  = نعيم بن حماد :كتاب الفتن ص 333 = مصنف بن أبي شيبه ج7/500 ط مكتبة الرشيد الرياض ط1/ 1409

(121 ) صحيح مسلم ج4/2250 رقم 2937 ط دارا حياء التراث العربي بيروت : سنن أبن ماجه ج2/1356 رقم 4075 = سنن النسائي ج6/235 رقم 10783 ط دار الكتب العلمية بيروت ط1/1411 ــ 1991 =مسند الشاميين ج1/354 رقم 614 ط مؤسسة الرسالة بيروت ط1/ 1948 = مسند أحمد بن حنبل ج4/181 رقم17666 ط مؤسسة قرطبة مصر . = تفسير البغوي ج5/49 : تفسير سورة : غافر

(122) عقد الدرر في أخبار المنتظر ص186= كتاب الفتن ص 332


(37)

(123) نعيم بن حماد : كتاب الفتن ص326

البرزنجي : الإشاعة ص 119  128

(124) نعيم بن حماد : كتاب  الفتن ص 327 ، 328 = مثله : عقد الدرر ص 148 ، 186 = البرزنجي : الإشاعة ص 119

= عقد الدرر  ص181 ، 182 = كنز العمال رقم الحديث : 38745

(125) كنز العمال : ج14/350 رقم  38744   = سنن ابن ماجه ج3/452 رقم 4077

(126) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه = كتاب الفتن وأشراط الساعة = فتح الباري ج13/127 ــ 128 = عقد الدرر  ص181 ، 182 = كنز العمال رقم الحديث : 38745

(127) القنوجي : الإذاعة ص 192 = القرطبي ج2/538

(128) كنز العمال : ص 292 رقم الحديث 38742 = فتح الباري ج13/ رقم 105 = تفسير ابن كثير : سورة النساءج1/580 = سنن ابن ماجه ج3/ 454 رقم 4077

(129) عقد الدرر في أخبار المنتظر 186 ـ 187

(130) كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 331 ، 332

(131) كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 331 ، 332

(132) كنز العمال : ج14 /361   رقم الحديث   38777  ط مؤسسة الرسالة بيروت 1989 = كتاب الفتن ص326 = عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ج 10/ 246

= فتح الباري ج13/125 رقم 7132

(133) نفس المصدر السابق

( 134) القرطبي : التذكرة : ص 752

(135) المستدرك على شرط الصحيحين ص 309 رقم 38784(135) المستدرك على شرط الصحيحين ص 309 رقم 38784

هذه هي مدينة النبوة الثورة .. ” إنها تنفي الرجال كما تنفي خبث الحديد .. “

(136) عمدة القاري بشرح صحيح البخاري : ج24/ 217 ،223 رقم 7125 ، 7126 = فتح الباري ج13/114 رقم 7125

(137) سورة إبراهيم :الآية 42/14

(138) كنز العمال : ج14/366 رقم  الحديث 38793 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت 1989

(139) نعيم بن حماد: كتاب الفتن ص 350

(140) الألباني: الصحيحة: رقم الحديث 5096

(141) عقد الدرر ص 181

(142) صحيح مسلم ج4/،2250 رقم  2937 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت = سنن ابن ماجه ج 2/1356 رقم 4075 الناشر : دار الفكر – بيروت

(143) البخاري ج2/665 رقم 1782، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة، 1407 – 1987

(144) البخاري : ج2/665 رقم 1782 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت =ج4/338 رقم 18996 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

الطبعة الثالثة، 1407 – 1987

(145) رواه مسلم ج4/2261 رقم 2942 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

(146) مسند أحمد بن حنبل ج4/216 رقم الحديث 17931 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = الطبراني : المعجم الكبير ج2/54 رقم 1270 الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل = مسند أبي يعلي ج6/317 رقم 3639 الناشر : دار المأمون للتراث – دمشق

الطبعة الأولى، 1404 – 1984

147 )  لسان العرب ج1/302 باب : سوج


(38)

(148) تاج العروس ج1/1438 باب سنبذج = النهاية في غريب الأثر لأبي السعادات الجزري ط. المكتبة العلمية بيروت 1399ــ 1979

(149)   غريب الحديث لإبن قتيبة  ج2/292

(150) لسان العرب : ج12/ 173 = ج14/473

(151) لسان العرب:  ج7/51 باب” صيص ” = ج10/193

(152)  انظر كتابنا :  يأجوج ومأجوج ظاهرة الإفساد الخزري في فلسطين : تحت الطبع =آرثر كوستلار : أمبراطورية الخزر وميراثها : لجنة الدراسات الفلسطينية . دار الجليل ص 23

(153)  لسان العرب ج14/473

(154) رواه : البغوي في شرح السنة  رقم 4265 = القنوجي : الإذاعة ص191 :نفس الطبعة

(155) نعيم بن حماد:كتاب الفتن ص 330  ط المطبعة التجارية = رواه  : مسلم ج18 /396 رقم 124 ــ 2944 = البغوي : معالم التنزيل ج5/ 50 : تفسير سورة غافر

(156) رواه : نعيم بن حماد : كتاب الفتن ص 327 ، 335  المطبعة التجارية مكة  : تحقيق الدكتور سهيل زكار

(157) نعيم بن حماد :كتاب الفتن ص 333

(158) تفسير ابن كثير: ج1/ 579: تفسير سورة النساء = كتاب الفتن: ص 323، 25

(159) كنز العمال ج14/599 نفس الطبعة

(160) المستدرك: على شرط الصحيحين:   = كتاب الفتن والملاحم ج4/48 = كنز العمال رقم الحديث 38784

(161) نعيم بن حماد: كتاب الفتن ص 324 ،329

(162) القرطبي : التذكرة ص 764

(163) المصدر السابق: ص 777

(164) (164) ابن كثير: البداية والنهاية: ج 1/ 56، مكتبة المعارف – بيروت

(165) الأعراف: الآية:16/ 7

(166) (166) رواه : ابن أبي شيبة  = مسند الشاميين ج4/225 رقم 3144 الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1405 – 1984 = مسند إسحاق بن راهويه ج4/198 رقم 19 الناشر : مكتبة الإيمان – المدينة المنورة الطبعة الأولى ، 1412 – 1991

التو يجري : إتحاف الجماعة ج/ 356 رواه : ابن أبي شيبة  = التو يجري : إتحاف الجماعة ج/ 356

(167) أخرجه: مسلم في صحيحة: ج4/ 2261 رقم 2942 الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت

(168) سفر الرؤيا 11/8

(169) رواه : أحمد بن حنبل عن جابر  ج3/ 367 رقم 14997 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

(170) كنز العمال : رقم 38749 = كتاب الفتن:ص 315

(171) كنز العمال : ص 319 رقم الحديث 388801

(172) كنز العمال : ص299 رقم الحديث 38746

(173) أخرجه أبو داوود : كتاب الملاحم :باب خروج الدجال ج4/322 رقم 4320

” الدجال: أعور العين اليمنى كأنه عين طافية “

(174) فتح الباري: = ج13/ رقم 95، 97 الناشر: دار المعرفة – بيروت، 1379 = صحيح البخاري ج3/1269 رقم الحديث 3256 الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت

الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 = صحيح مسلم ج4/2246 رقم 169 =  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت = مسند أحمد بن حنبل ج2/132 رقم 6033  الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

” رأس الدجال من وراء حبك حبك ” .

(175) كنز العمال : ج4/36 رقم الحديث :  38778  = مسند أحمد بن حنبل ج4/ 20 رقم 16304  الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الشيخين ولم يخرجاه ج4/554 رقم 8551   الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990

”  الدجال : ” أعور العين اليسرى ، بعينه اليمنى ظفرة غليظة “


(39)

(176) كنز العمال:  ج14 /351  رقم 38748 = صحيح مسلم ج 4/ 2248 رقم 2934   الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت = مسند أحمد بن حنبل ج 3/ 155 رقم 12166

الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = مسند الطيالسي ج1/ 150 رقم 1106 : الناشر : دار المعرفة – بيروت

” أعور العين اليسرى ، جفال الشعر “

(177) رواه: مسلم ج18 /:379 رقم الحديث 2934 = كتاب الفتن: ص 332

(178) جفال الشعر : شعث الشعر : القنوجي : الإذاعة ص 193

(179) جفال الشعر : شعث الشعر : القنوجي : الإذاعة ص 193

(180)  صحيح مسلم ج4/ 2261 برقم    2942 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

(181) صحيح : رواه : أحمد بن حنبل  وذكره الألباني في الصحيحة برقم 1683

(182) الدكتور: سعيد أيوب: المسيخ الدجال: المصدر نفسه
(183) تفسير الرؤيا: حنا ص309 عن: د. سعيد أيوب المصدر السابق
(184)  سعيد أيوب  : نفس  المصدر ص 22 ــ 23 =  هامش المصدر : مشتهى كل الأمم : صايغ 57
(185) : تفسير دانيال : ايرنسايد 131