• محمد نور الدين الهاشمي

نثرية شعرية تفضح الأئمة المضلون ــ الشيخ محمد البيومي الهاشمي

نثرية شعرية تفضح الأئمة المضلون …

 الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي 

 الهاشمي 


وعاظ السلاطين المضلون .. وجهة وطائفية هي بالمطلق ..

والمذهبية هي سمات السوء الهابط ..

 ونجمها العلي الثاقب ..

لهذا قالوا للدجل أصول .. !!

ونقول له غايات ايضا ..  !!

وسمات غارقة في السوء …!!

 وفي خضم التية .. بعلامات تعجب في زمن العجب  !!

يا سادة كون في القمة ..

الأئمة المضلون :

هم أنموذج أرفع من أوسمة الدجال ..

 القهرية تنبع ظلما سفكا عبر قرون الظلم …

 قرون الظلم المحروقة حتما في زمن الختم ..!!

وهم بلاطه صنع لتدوس عليها فلسفة مشائية ..

وسفيانييه بالغدر تنادي .. ..

وفي زمن الختم وعندما يصعد نجم خليفتنا ..

 الالهي المحمود .. أبو عبد الله المهدي الموعود ..

 عليه سلامات الله في العلا ..

تهبط رايات الأزمنة .. بدائل راكعة في أوحال الزيف…

وتنهار الحجب الملفوفة بعيون نفاقية …

عن عيون كانت ترنوا للحق ..

تتسارع نحو رايات السفلة الأرضيين ..

   الوجاهات والعبائات القائمة . تخبئ في عمقها باطن الثورة البديلة ..

تكسى .. تكسى ..

بشعاب الأزمنة تغطي الذات بنفاقية سربال مكشوف .. !!

لهذا جسد جدي نبي النور محمد نوري  ..

عليه صلوات الهي القدوسي ..

الحقيقة المرة كالشمس الساطعة ..

 عند وصول إمام القمة نحو عراق يسكن بالفتن ..

ليرى الجمع الشمس قد انكسرت نورها في وجه الردة …

قبلة تضاد .. قبلة تضاد ..

 

(الثورة المضادة )

تنتظرامام الأمة بعراق تكسوه الفتن بروح الردة ..

قرن الشيطان وادوات باطلة صدامية …

 تبغي سقوط رايات العدل من عمق الأزل …

 مكتوب عليها سمات العهر بزواني …

بيت يهود يسكن هذي الساعة بساحات خضراء …

يجهز للحرب الحتمية بجزيرة عراق…

بين النهرين …

 تكسوها الثورة والنور الرباني الساطع  ..

يسقط بروح الله خطوات النجم الساطع ..

تسطع بزيف بوش الملتحف بعباءة عبادات الشيطان

الدجال ماشيحاني ..

جاء بأعراب على دبابة كرتون بالية…

 يتنصبون بسوء القامة وثورة تضاد …

تسقط نحو القاع ..

 لا تنجب الا الزيف علامات هوية في رسوم الغي الزائف ..

تسقط ثورتنا كل الأشكال الصدامية ..

 فيها يظهر سفياني الطغيان بهوية مصلح ..

محمدي شعاره يتهاوى بزيف شعارات صنعت …

من عمق زمان كسته الردة ..

 ومعه كشقه الدجال الأعور بدولار يرفرف …

عن بعد كرايات حمراء سادت ساحات قريش .. !!

رايات إمرأة باغية في زمان قريش المفسدة …

في الأرض كفساد بني إسرائيل…

 حلفائهم في كل زمان التية ..

الهي هذا تراكم سوداوي يظهر بعباءة  نور زيف ..

خادع عبر سنين الردة ..

 

الهي اكشف كل الزيف المتخفي بنفاق …

قبيل وصول النور المحمود المهدي …

 أبا عبد الله عليه سلام الله فينا يعلو نحو القمة ..

يخطو لتطهيرعراق فيه الأزمة .. تلو الأزمة …

 الهي القدوس هذا تراكم سوداوي يعلو بالزيف ..

يظهر في نور النور محمد..

 وبسربال المهدي الموعود ..

 عليه صلوات الهي القدوسي

 الرباني الخاتم يشق الناس نصفين بنوره …

ويقسم الأمة لفسطاطين فيها فسطاط النور  ..

 

(  فسطاط إيمان لا نفاق فيه .. وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ..)

 

 حينها تخرج الشيطانة من تحت الجبة المزيفة لشيخ بالي ..

يهرول نحو الدولار المرسوم على قفاه بعورة سوء مكشوفة …

تستجدي سفلة تاريخ يهرلون من القمة …

الى قاع الوادي سحيق بسواده …

 يسكنه الدجال الرمة حقير التاريخ ..

كإمرأة زانية كاشفة عورتها لشبهات …

علي خلفيتها شعارات هزيمة ..

وهذي سياسات الدجال يغزو الساعة عراق النور..

 يريد الفتنة السوداوية  …

في خلفية تاريخ وقائمة مفضوحة …

  إنهم اسوأ ظاهرة من قدم عمرنا التاريخي ..

 ( الأئمة المضلون ) ..

 المصطلح الأنكى في السوء من الدجال ..

علماء سفلة .. مزركشون بنفاق سحيق …

ومكياج يوشك ان يكشف ما تحته ..

 

وفي هذي السلسلة النورانية نكشف فيها كل السفلة …

وتواريخ سقطت من قمة ..

وهنا المحو في سطور محمد نبي القمة …

 جدي النوراني عليه صلوات الهي القدوسي ..

 يكشف كل معادلة التاريخ بنور الكشف العرشية ..

 وهنا المحور ..

 تنزل من حجر المهدي الموعود عليه سلام الله المتعالي ..

رايات من آل محمد عليه صلوات الهي القدوسي ..

تهرب للسفياني تنتظر نجوم ونياشين واوسمة تنهار ..

تنخر من دمنا .. تطبع هامة عار على كل المرتدين  ..

من خيمتنا الى خيمة سوء الختم ..

 الهي مجد من بقى لنا في القمة …

 

واختزنه بحظيرة نور قدسية ..

الهي لا تجعل لصناع مذاهب سوء …

مقاما غدا في حظيرتنا القدسية ..

 الهي مجد جدي القدوس محمد ..

 عليه صلوات الهي القدوس

علمني الحرف وكيف لا ارحم شيخا …

 

يهبط من القمة وفق أصول اللعبة بروح الزيف …

يجري في نهر لعاب مالي وزراكش رمة ...

من حثالات الدجال السفياني ….

وارث سحق دمنا القدوسي النابع ثورة نوره ..

من نور حبك معشوقك نور الخلق محمد ..

عليه صلوات الهي القدوسي .. 

 

 الهي أشكو ألمي نحو القبلة من يوم تاريخ الفقراء…

 الهي العن كل إمام ظالم وكل شيخ مأجور…

 يلعب في الفتنة ليفرق دين وجمع محمد …

عليه صلوات الهي القدوسي ..

 الهي أثمر وجهتنا نحن المهديون …

 زرعنا في القدس كذبنا الجمع وحاربنا …

بحصار قريش مسجل في تاريخ الشعب …

ونعلنها في كل الجمع حقيقة نور نشرناها …

عبر سنين الخلق …

 نحن أعداء طوائف ومذاهب غارقة في السوء …

وإمام القمة سيذبح في اليوم الأول سبعين من شيعة ..

من حملة زيف الفرقة جائوا للمهدي …

عليه صلوات الهي القدوسي ..


 ينادون بطوائف فيسحقهم جمعا جمعا …

يسحقهم في أول مجزرة تعقب تلاوة بيان النور الخاتم ..

هذي مقدمتي سيف لا يرحم أحدا …

زاغ عن ين محمد جدي ..

نحن الورثة .. نحن القمة ..

نحن الفقراء لا نستجدي احدا في المال …

ولا بوجاهة روح مزهوقة..

فكوا عنا … فكوا عنا .. فكوا عنا ..

فكوا عنا … فكوا عنا .. فكوا عنا ..

يا مشايخ تاريخ السفلة ..

هذي مقدمتي لدراسة مقتطفة لم استثنيها …

 في سجل محطة نور المهدي ..

وموقع زاهد يصعد مع نور القمة ..

عسى أسدي فيها نورا لمراجعة يلحق …

بها شيوخ وعلماء نحو أنوار محمد ..


عليه صلوات الهي القدوسي ..

نخطو جمعا نحو القمة ..


فطوبى لمن صعد قطار النور الصاعد ..

شاخص يرنوا عينه نحو سماء القمة ..

 أوشك يصعد .. أوشك يصعد ..

فلا تستثني نفسك  يا شاخص نوري ..

 سلام .. سلام .. سلام

وهذه هي الدراسة الموجزة حول الأئمة الضالون 


********************************

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  


و  صلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين    


بقلمي

الشيخ والمفكر الاسلامي 

محمد حسني البيومي

جودة الهاشمي


أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

 

بتاريخ 23 ربيع الثاني  1432هجرية

الأحد : 28 / مارس /   20011   

 

( موقع الثورة الخاتمة )

 نثرية شعرية تفضح الأئمة المضلون   http://althoraalkhatma.blogspot.com/2011/03/blog-post_3339.html

الحلقة الثالثة من الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي ــ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الثالثة من الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي ــ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

أزواج النبي هن من آل البيت المطهرين عليهم الصلاة والسلام :
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

وللمجادلين في هذا التفصيل نحتج عليهم بنور القرآن الناصع في
قوله تعالى :
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } : الأحزاب6
وفي قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }: النساء1
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } : الأعراف189
{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّاهُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }: الزمر6

والآية الكريمة تحدد بوضوح أن نساء النبي وأزواجه هم أمهات المؤمنين ، وهن من نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وفي رسالتنا الهامة والحاسمة لإشكالات المسلمين أكدنا أن الثورة النفسية النبوية المحمدية المحددة في ثقافةالأمة هو صلوات الله عليه وذريته من علي وفاطمة عليهما السلام .. وهذا ليس عليه إشكال سوى عند العميان الجاهلون في الأمة .. ولكن التفصيل الحديثي كان يستهدف بيان استمرار النور المحمدي في الذرية المطهرة
.. [ أنا أبوهم وعصبتهم ]
علما ونورا وقضاء وحكما وسيفا مقاتلا .. ووراثة الدين حتى آخر الزمان بولده المهدي عليه السلام وهو سليله الخاتم في عالم النبوة والولايةالالهية ..
ولكن في سياق التفصيل كان القرآن وسياق الأدب القرآني المنزل يقدم الأزواج في آيات التطهير في مدخل الآية الكريمة ..
وهو سبيل الهي في الأدب القرآني والتوقير لحالة الأبوة الالهية المفترضة .. في النبي وأزواجه رضي الله وهواستيعاب الكمال التطهيري الشمولي .. وفي الآيات الثلاث المهمة واضحة في تحديد العلاقة بين دائرتي أمهات الأمة بالشمولية ..
ولكنه التخصيص التطهيري الالهي المقدس يحدد أمهات النسل المحمدي في الأزواج مثل أحاديته الأولى بالسيدة خديجة عليها السلام جدة وأم آل البيت عليهم السلام والتخصيص الخاص من نورالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ينبثق من ابنتها جليلة الثقلين وسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث اشتراك النسل في الذرية المحمدية المخصوصة في النواة العلوية الفاطمية ..
وما كان النصين الحديثيين في الأبوة المحمدية إلا لتكريس الاستمرار في التواصل النوراني في حفظ النسب النبوي المار عبر السيدة الزهراء عليها السلام وأمير المؤمنين علي عليه السلام وهم أسياد الأمة على مستوى النفس والذريات .. في الاصطفاء الهاشمي .. والمحمدي وهو تواصل اصطفائي
محمدي والهي مختار منذ الأزل .. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السياق التعريفي عن آل البيت عليهم السلام من الذريات المطهرين :
[ أنا أبوهم وعصبتهم ]
[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل ولد فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم وعصبتهم ]
وفي هذا النص الحديثي الصحيح ما يبين بانحياز وبامتياز أن قراءة الحالة الالهية للحالة المحمدية التطهيرية والكسائية هي قراءة لنمط أحادي فريد واصطفائي منتجب .. وحالة نوراينية لها كيانيتها الاعتبارية الالهية من قلب الحالة الهاشمية ، وهو الممثل في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ واصطفاني من بني هاشم ]
انظر كتابنا : آباء وأجداد النبي الساجدون : باب : ( الاصطفاء الالهي ” تحت الطبع ..

وأن الكمال التطهيري القرآني كحالة شمولية في بيت النبوة هو الذي جعل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات الأمة كما شرحناه ، والمحلل الفاحص للآيات الكريمة يجد فيها النور الالهي في علاقة هذا النور الأول بخلق النفس وإنشاء النفس الأولى وهي نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلاريتوش ونقاش هم الذرية الخصوصية وكذلك الأزواج
في المعية التطهيرية الجوهرية
يخرج القرآن عن حدوده في رسم الصورة ويذهب بصاحبة نحو بوابة الإثم والخروج من الدين بإثم التأويل المنحاز للبيت العلوي بنبذ الأزواج المطهرات عليهن رضي الله والسلام الى يوم الدين..
وفي عمق هذا الوعي نري الآيات الثلاث فيها لون عظيم من الاعجازية التأكيدية في رسم الخصوصية في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وتتجاوز بأزمات التاريخ والاختلاف والابتلاء بكليته أمام ضرورة الانصياع للأمر والخيار الالهي في تحديد هذه الأبوة الزوجية والنسبية ..
وأن النقاش والتشادد الموقفي والاسلامي حول قضية الابتلاء المحمدي كما ذكرت في كل رسائلي لن يدخل الأمة سوى في عالم التيه والكفر ومخالفة النبوة وجرحها في أخص خصوصياتها ..
وسيراني القارئ أنني لم أحابي سوى قلب النبوة في تمامية وعيي القرآني وإلهامي الرباني بما ذكرته صراحة وهو المنشور على منتدى التقوى :
بأن لعن آل البيت أوالصحابة أوأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم خصوصية المعية المحمدية يقف بفاعله ولاعنه على بوابة الكفر وأنا أعوذ بالله من الأنا أتحمل مسئولية تأكيدي أمام رب الأكوان وإنها من الثقافة العادلة لرسم حالة العدل الالهي في مشروعنا الرباني القادم ..
وقد استخرت واستنرت الساعة في القرآن على هذه المنهاجية التوحيدية الدافئة لبيت النبوة والتي غطاها النظم القرآني في تحديد الألفة بالأزواج هو من صميم النور الالهي والواقف خارجه يقف على مساحة واسعة من الشذوذ السلوكي ..
فجائني في استخارتي في القرآن بعد الدعاء قوله تعالى :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَاعَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فصلت39 ــ40
وقد أولت الآيات الكريمة بأنه تتويج لرؤيتي الربانية البحثية ، والتي لم أقطع فيها فقرة بدون استخارة بالدعاء ومن القرآن لحساسية الموضوع المحمدي وأن الخوض فيه هو مسألة ايمان وكفر ..
وأن الأرض والخشوع في الآية هو حالة التوافق السماوي على كمال البيت المحمدي .. وأن الابتلاء الرباني للبيت المحمدي هو نور لهم وسربال مقام في الدنيا والآخرة
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : النور11
وأن العبث في هذا الابتلاء واخضاعه لفلسفة الهوى ليس سوى انتحار فلسفي يتجه بصاحبه والعياذ بالله نحو الردى ..
وفي المقطع الثاني من الآية هو تحذير للمخالفين الذين يقطعون الأزواج عنبيت النبوة المطهرين ..
وهوأقرب لسياسة الصلاة المقطوعة البتراء !!!!
وأن خليفة الله المهدي عليه السلام هوالمتحقق للعترة وطهارتها .. فلا يشكن أحدا في أن العدل المهدوي هو جوهر العدل الالهي لأنه في الميراث الالهي هوخليفة الله تعالى لتمام القسط .. وهو حامل سر العلم الالهي والمحمدي وسرالابتلاء في العترة المحمدية …
والابتلاء في البيت النبوي ليس عار بل هو تقدير رباني مقدر رد القرآن فيه على حكمته وخيريته في قوله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاًلَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَمِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌعَظِيمٌ } : النور11
وفي قلب معركة الجمل نادى الصحابي العبقري الفذ عمار بن ياسر والمقتول من الفئة الباغية بصوته في الصحابة بتجاوز الفتنة والدم والحذر من الكفروالموت معا حين قال :
[ أيها الناس ان الله ابتلاكم في زوجة نبيكم ]
[ عن محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال : لما بعث عليعمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفراهم فخطب عمار فقال انى لأعلم إنها زوجتهفي الدنيا والآخرة ولكن الله عز وجل ابتلاكم لتتبعوه أو إياها ..] تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين

البخاري : (صحيح البخاري ) : ج 4/ 220 ،الوفاة : 256 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه،سنة الطبع : 1401 – 1981 م،بابمناقب المهاجرين ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع = نفسالمرجع : ج3 / 1375 ، رقم 3561 ، الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 = أبو عبدالله الشيباني ، أحمد بن حنبل : ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ) ، ج 4/ 265 ، 18357 ، الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة

ونحن لا نغطي أزمات التاريخ ، ولا نعطي في رسالتنا تبريرا تاريخيا اضافيا فما لحق بآل البيت عليهم السلام من عظيم الابتلاء .. لكن الاشكال هنا هوالقرآن والصدام مع القرآن هو كفر في قانون الله الالهي .. والذي ابتلى آل البيت عليهم السلام هو الله تعالى ليجعلهم هم العلامة الفارزة في عالمية القبول والفرز الايماني والقدوة ..

قال تعالى :
{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْوَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} : الأنفال46

فالطاعة لله ورسوله تتجلى بعدم الانجرار في التنازع والفتن والبلايا ، والتي فيها إساءة مباشرة للقرآن والنبوة …

وهي الخيار في القبول الالهي ، ولا تليق بسماحة النور الالهي المكنون في بيت النبوة .. والصمت في أحداث تمس بيت النبوة هي الخيرية والتأدب التي تحمل لصاحبها مكنون التطهير الالهي للمنتسب الى جوهر الولاية لهذا البيت الاصطفائي المقدس ، وكذلك الناهل من حياض طهرهم والداعي بحقهم في الدعوات عليه لزوم التوقير لهم وخصوصيتهم قبيل رفع الدعوات الى عالم الجلال الالهي والقدس المحمدي ..
والقرآن جعل كل نساء النبي رضي الله عنهن أمهاتنا بلا خلاف ..
كماجعل النبؤة النبوية بالخيرية والوعد لهن بالجنة ثابتا عند التخصيص في التطهير على الذرية وهو جوهر الاصطفاء الالهي المحمدي المستمر
{ ليطهركم تطهيرا }
أي للحالة الجماعية في البيت النبوي ليكون للاستمرار والتوكيد .. وفي دعاء الكساء:
[ قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة فأدخلت رأسي البيت فقلت يا رسول الله وأنا معكم قال أنت على خير مرتين ]

الطبراني : ( المعجم الكبير ) ، الجزء : 3 ، ص 54 ، رقم 2666 ، الوفاة : 360 ،المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة : الثانية ، مزيدةومنقحة ، سنة الطبع : 1404 – 1984 م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي

وقد تكررت هذه الحادثة بشد الثوب والكساء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم منأزواجه ثلاث مرات : مع السيدة عائشة وأم سلمة ، وهذه الروايات وردت بصحتهاأكثر عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة ” وترددت عبارة [ فشده مني ] للتدليل على تأكيد خاصية الكساء بأولوية التطهير ]
وآية التطهير بالإجماع عند كل المسلمين نزولها بحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ]
مع حفظ شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه بالخيرية ،
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم المشهور :
[ أنت معي في الجنة ] [ أنتن معي في الجنة ]
هو بحكم المشهور الثابت عند المسلمين . ولتأكيد هذه الوجهة فقد
ذكر المباركفوري : في تحفة الأحوذي :
[ قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ) بتقدير حرف الاستفهام أنت على مكانك وأنت على خير يحتمل أن يكون معناه أنت خير وعلى مكانك من كونك من أهل بيتي ولا حاجة لك في الدخول تحت الكساء كأنه منعها عن ذلك لمكان علي وأن يكون المعنى أنت على خير وإن لم تكوني من أهل بيتي كذا في اللمعات ]

المباركفوري : (تحفة الأحوذي) ، الجزء : 9 ، ص 48 ، الوفاة : 1282 ، المجموعة : مصادرالحديث السنية ـ قسم الفقه ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1410 – 1990 م، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان= الشيخ الحويزي : ( تفسيرنور الثقلين ) ، الجزء : 4 ، ص 276 ، رقم 104 ، 105 ، الطبعة : الرابعة ، سنة الطبع : 1412 – 1370 ش ، الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع – قم

ومع ذلك نحن نعتقد قرآنيا وبدون تأويلات تعصبية وطائفية أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هن من نفس رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم والدليل هوقوله تعالى واضحا :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواإِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21

حيث اعتبر القرآن زوجة الرجل هي من نفسه ، وهذه مسألة خلقية أزلية من ميلاد نبي الله آدم عليه السلام .. وفي شريعتنا الالهية أن الزوجة لتبقى من نفس الرجل وكذا من نفس النبوة المحمدية حتى يتم طلاقهن ، والحمد لله رب العالمين أن شرفنا ربنا القدوس الذي اصطفى نبينا وآله وأمته : أننا لسنا أبناء مطلقات أو نزل فيهن وحي يصف امهاتنا وهن أزواج النبي صلى الله عليه وآله بأنهن كافرات أو مطلقات أوخائنات ..
وما جاء في القرآن بخصوص السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهما من حديث عن البوح بسر النبوة لم يدفع الله النبوة للطلاق ، وقد حسم هذا الأمر ـــ وهو أحد ابتلاءات بيت النبوة ، وبقي النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله عليهن حتى وفاته وكن عنده خلال النزع والوفاة .. وهذه المسائل لا تستدعي التنكر للأمومة المحمدية الثابته والتي لا ينازع فيه سوى جاهل ومتمرد على الله والرسول والقرآن !!

وأما السؤال الجدلي المثار بجهل مكرس أو تعمد أعمى : لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه وقدم ابنته وزوجها وابنيهما عليهما الصلاة والسلام ، فهذا حسمه النبي صلى الله عليه وآله : أن هذا هو أمرا الهيا كان على مقامه الشاهد المقدس في عالم الملكوت السيد جبرائيل الذي دخل تحت الكساء وحسم لآل محمد عليهم السلام .. وفي عدة أحاديث أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هذا أمرا الهيا سماويا وهو انتجاء اصطفائي رباني لبيان جوهر العترة بالنسب وهم الأئمة والأسباط ، والأسباط ليس في عهودالأنبيياء فيهم نساء .. !! وللمجادلين في القضية هل يريدوا من النساء أن يدخلن في القضاياها المصيرية في الأمة وأن يكن رضي الله عنهن قوامات على الرجال..
وهذا منطق اعمى لا داعي للجدل فيه .. لأن الله حسمه ، والرسول صلى الله عليه وآله قال عن امير المؤمنين علي عليه السلام :

[ ما انتجيته ولكن الله انتجاه ]
ابن أبي الحديد : ( شرح نهج البلاغة ) ، الجزء : 7 ، ص 24 ، الوفاة : 656 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : محمد أبو الفضلإبراهيم ، الناشر : دار إحياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي وشركاه = الترمذي : ( سنن الترمذي ) ، الجزء : 5 ، 303 ، رقم الحديث 3810 ،الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1403 – 1983 م ، الناشر : دار الفكرللطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : الهندي : ( كنز العمال ) ج 11/ 625 ، رقم الحديث 33049 ، ” والحديث منشور في عشرات المصادر الحديثية والتفسيرية “

[ عن أبي الزبير عن جابر قال لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي صلى الله عليه وسلم مع علي رضي الله عنه مليا من النهار فقال له أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لقد طالت مناجاتك عليا منذ اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماأنا انتجيته ولكن الله انتجاه ]

الطبراني : ( المعجم الكبير) : الجزء : 2 ، ص 186 ، الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبدالمجيد السلفي ، الطبعة : الثانية ، مزيدة ومنقحة ، الناشر : دار إحياءالتراث العربي
والمسألة الختامية لمن يجادلون في تنازع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع آل البيت عليهم السلام ، وهي ارادة أموية معادية لآل البيت النبوي وللأزواج الكريمات .. واذا كان هناك تأخير لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لماذ لا يسأل هؤلاء المجادلون ذواتهم : لماذا أخر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعمامه وأبناء عمومته وبني هاشم وهم في القرآن الساجدون والمصطفون الأخيار الكرماء عند الله تعالى !!
وأما التنازع اللغوي بين نفس النبوة في علي وفاطمة عليهما الصلاة والسلام فهي الأصل النسبي والنفسي الموحد والأبدي .. وخلال حديث الكساء انتجى الله تعالى خير النفوس من آل محمد صلى الله عليه وآله وهم وارثيه من عترته وذريته وعقبه المطهرين والذي تم عليهم الاشهاد
وأما التنازع التاريخي المشين والمخالف الصريح لمجموعة الأحاديث النبوية الصحيحة ، والتي عليها اجماع أهل الحديث والتفسير عند جموع المسلمين ومذاهبهم حتى الشاذ منهم لا ينكر حديث الكساء لأنه من القرآن ..!! وأما ما سجله بعض المفسرين الطائفيين والمذهبين أن أهل البيت عليهم السلام هي السيدة عائشة وحفصة بنت عمر رضي الله عنهما فهو مخالف للغة والنص القرآني والنص الحديثي المتكرر المتسع ، وكذلك اجماع علماء الأمة على هذه الحادثة الالهية المقدسة ..
وأماعزل العترة فهذه أيضا منهجية أموية حقيرة وبغيضة ونفس لا زال ممولا من الدنانيرالعراقية الملعونة ، ولا نراها خارج هذا السياق لما فيها من نفس البغض لمحمد نبي الله الأقدس وآله المطهرين عليه السلام والصلوات وآله وسلم بنص القرآن ..
وأزواجه هن مقدسات وأمهات لجموع الأمة ..
ولكن الشريعة الالهية هي التي وضعت العموم والخواص في المقامات والأحكام والقرآن وكذلك تفاوت مقامات الأنبياء عليهم السلام .. ؟؟؟
فهناك الأمومة والأبوة الكلية وهي لنبينا محمد وأزواجه عليهم السلام ..
والأبوة الخاصة للنبي محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام وهو آباء آل البيت والعترة المطهرين ، وكذلك الأمومة الخاصة والمثالية في الأرض وهي نفس النبي صلى الله عليه وآله وبضعته النورانية سيدة نساء العالمين بالانتجاء الالهي وهي صفوة نساء العوالم وهي أم آل البيت عليهم السلام بلا منازع وهي السيدة الزهراء [ أم أبيها ] باتفاق جميع المسلمين ..
وعندما اختارها النبي من النساء وذكر القرآن
{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْوَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } : آل عمران61
فأختارالله تعالى له من النفوس الزكية المنتجاة عنوانها من بني هاشم وهو أميرالمؤنمنين علي عليه السلام وهو أب للمؤمنين وآل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
ومن النساء انتجى الله تعالى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عنوانا للمطهرات ، وكذا عنوانا للنساء والنفوس من النساء ومن الأبناء أبنيهما وهما أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر الله تعالى ..
وهما المشكاة الالهية النورانية المنبثقة من جوهرة النور المحمدي ..
تمام التجلي بنور القرآن في قوله الحق تعالى :
{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ } : النور35
وفي مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي رحمه الله :
[ ذكر في في قوله تعالى : ” كمشكاة فيها مصباح ” قال : أخبرنا أحمد بن عبدالوهاب ، عن عمر بن عبد الله بن شوذب ، عن محمد بن الحسن بن زياد ، عن أحمد بن الخليل ، عن محمد بن أبي محمود ، عن يحيى بن أبي معروف عن محمد بن سهل البغدادي ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسنعليه السلام عن قول الله عز وجل ” كمشكاة فيها مصباح ” قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين
{ الزجاجة كأنها كوكب دري }
قال : كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين ” يوقد من شجرة مباركة ” الشجرة المباركة إبراهيم ” لا شرقية ولا غربية ” لا يهودية ولا نصرانية ” يكادزيتها يضيء “
قال : يكاد العلم ينطق منها ” ولو لم تمسسه نار نور على نور “
قال : إمام بعد إمام ” يهدي الله لنوره من يشاء ” قال :
يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء ]
ابن المغازلي الشافعي : أبي اللحسن علي بن محمد : ( مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ) ، ص 263 ،273 ، رقم 361 ، طبعة دار الأضواء لبنان ، 1412هـ ــ 1992م

وقال ابن طاووس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف :
[ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي بإسناده قال : سألت أبا الحسن(عليه السلام ) عن قوله عز وجل ” كمشكاة فيها مصباح ” الآية قال ” المشكاة ” فاطمة ( عليها السلام ) والمصباح الحسن والحسين والزجاجة كأنها كوكب دريقال كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين ” يوقد من شجرة مباركة ” الشجرة المباركة إبراهيم ” لا شرقية ولا غربية “
لايهودية ولا نصرانية ” يكاد زيتها يضئ ” قال فيها إمام بعد إمام ” يهدي الله لنوره من يشاء “
قال :
[ يهدي الله لولايتنا من يشاء ]
ابن طاووس ، السيد : ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ) ، ص 135 ، رقم 214 ،الوفاة : 664 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1399 ، المطبعة : الخيام – قم = نفس المصدر السابق : المجلسي ، العلامة : ( بحار الأنوار ) ، الجزء : 36 ، ص 363 ، الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان
وفي ذات السياق : [ حدثنا جرير بن عبد الحميد عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم ) .
وأخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق ، حدثنا جعفر بن محمد الزعفراني ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا محمد بن عمرو الرازي عن حسين الأشقر عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل بني أم ينتمون إلى عصبة غير ولد فاطمة فأنا أبوهم ، وأنا عصبتهم) .. وأما حديث الثوري فلا أعلم رواه عن جرير غير عثمان . ]
الخطيب البغدادي : ( تاريخ بغداد ) ، المؤلف : ، الجزء : 11 ، ص 284 ،الوفاة : 463 ، المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، لطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1417 – 1997 م ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان = العجلوني: كشفالخفاء ، الجزء : 2 ، ص 120 ، رقم 1968 ، الوفاة : 1162 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، الطبعة : الثالثة ، سنة الطبع : 1408 – 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت
والحديث الصحيح والمشهور في قوله صلى الله عليه وآله :
[ عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ، فاعتل بصغرها ، فقال : إني لم أرد الباءة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل ولد فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم وعصبتهم ]
( أبو نعيم في المعرفة (
نفس المصدر السابق : كنز العمال : ( المتقي الهندي) : الجزء : 13، ص 624 ،رقم 37586 ، الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : الشامي ، الصالحي : ( سبل الهدى والرشاد) ، الجزء : 10، 458 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان= المزي : ( تهذيب الكمال ) ، الجزء : 19 ، ص 484 ، الوفاة : 742،المجموعة : أهم مصادر رجال الحديث عند السنة ، تحقيق : تحقيق وضبط وتعليق : الدكتور بشار عواد معروف ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1413 – 1992 م، الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان = نفس المصدر السابق : المجلسي، العلامة :ار الأنوار ) ، ج 43/ ص 228 = نفس المصدر السابق : المرعشي ،السيد : ( شرح إحقاق الحق ) ، ج9 / 649 ، ج 43 / 538 ، الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي – قم – ايران
[ هذا المصدر توسع باستفاضة في شرح الحديث ومصادره ]
[ روى الحاكم عن جابر – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ لكل نبيي أم عصبة ، الا بني فاطمة أنا وليهما وعصبتهما .]
الثامن عشر : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة الا نسبه صلى الله عليه وسلم وسببه . روي عن عبد الله ابن الإمام أحمد بسند قال الذهبي صالح عن عبد الله بن عمر – رضي الله تعالى عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري ) .
روى الحاكم والبيهقي عن عمربن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – أنه خطب إلى علي أم كلثوم فتزوجها فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنئوني بأم كلثوم ابنة فاطمة . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي ونسبي ]
فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب . وروى الإمام أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – وابن حبان عن ابنه عبد الله والطبراني وأبونعيم عن ابن عباس ]

نفس المصدر السابق : الشامي ، الصالحي : ( سبل الهدى والرشاد) ، الجزء : 10، 458 ، 459 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان= نفس المصدرالسابق : ينابيع المودة : نفس المصدر ج2 / 202 ، رقم 582 ، الوفاة : 1294، المجموعة : مصادر سيرة النبي والائمة ، تحقيق : سيد علي جمال أشرفالحسيني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، المطبعة : أسوه ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر= القرطبي : ( الجامع لأحكام القرآن : ج4/112 ” رواه الطبراني في الأوسط ” = رواه الطبراني في الكبير : ( 3/ 44، رقم 2632 ، 22/423 ، ( 1042 ) = السيوطي : ( مسند فاطمة الزهراء ( رضي اللهعنها ) ـ وعليها صلاة الله وسلامه ــ ص 146 ، رقم 132، 130 ، طبعة بيروت 1/ 1414هـ ــ 1994م ، ص 80 ،ـ 120 ، هامشه : رواه الحاكم في المستدركج3/164، وصححه وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ” = الصواعق المحرقة، ص 156 = نفس المصدر السابق : ابن عساكر : ( تاريخ دمشق ) : ج/ 42 2590
وفي السياق التطهيري أورد العلامة المجلسي رواية شملت تحديد النفوس والأزواج في القبول الالهي :
[ فقل تعالوا ندع أبناء نا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فيما رواه الامام الحسن والحسينعليهما الصلاة والسلام :
” فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الأنفس معه أبي ، ومن البنين أنا وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منا ” …
وقد قال الله تعالى :
) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا )
فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وأخي وأمي وأبي فجللنا ونفسه في كساء لام سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهؤلاء أهلي وعترتي فاذهب عنهم الرجسوطهرهم تطهيرا ، فقالت أم سلمة رضي الله عنها :
أدخل معهم يا رسول الله ؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ يرحمك الله أنت على خير وإلى خير أرضاني عنك !
ولكنها خاصة لي ولهم ]
العلامةالمجلسي : ( بحار الأنوار ) : الجزء : 10 ، ص 141 ، الوفاة : 1111 ،المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : يحيى العابديالزنجاني ، عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، الطبعة : الثانية المصححة ، سنةالطبع : 1403 – 1983 م ، الناشر : مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان

كما جعل الأبوة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ناقشناه من زاوية موضوعنا وليس من زاوية تاريخية وإشكاليات التناقض التاريخي ..
وفي تعرضنا لأزواج النبي صلى الله عليه وآله تحدثنا عن مقام الوحدة النفسية في الوجهتين بلا افراط أو تفريط وليس في الوجهتين خلاف أن نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم ذريته وأزواجه بلا فصام بين كلية المصطلح القرآني والحديثي .. وهو ما ذكرناه في هذه الصفحات ..
حيث ورد قوله تعالى :
{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }
[ سورة النساء : الآية : 1 ، الأعراف : 189 ، الزمر : الآية 6]
جاءت بعدد فردي توحيدي ثلاث مرات لبيان قدسية الطهر الالهي في
النفس الأولى كما بيناه في رسالتنا وهي النفس الأولى المخلوقة وفي رسالتنا البيان الجلي لهذا المكنون ..
ولبيان خصائص الثورة النفسية المحمدية وعدم التماس منها سوى من بوابة التقديس والتطهير لا من بوابة محاكمة أزواج سيد الخلق
صلى الله عليه وآله وسلم .. !!!
وفتح ملفات لهن لمحاكمة بيت النبوة بغطاء الدفاع عنهم عليهم السلام..
وهذا التماس السوداوي بغلاف الدفاع عن بيت النبوة لا يزج بصاحبه سوى بالمخالفة للنبي والقرآن . .
وفي القرآن البيان لنور الحالة :
قال تعالى :
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُممِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِنَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَتَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } الأعراف73
{ وَيَاقَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيأَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} : هود64
{ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } الشعراء156
وبالمقارنة في آيات
{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
والتي وردت ثلاث مرات .. كذلك عدم المساس
{ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ }
وردت ثلاث مرات فردية لتحصين الحالة النورانية ..
وهكذا عندما مس الامام علي عليه السلام وابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الامام الحسين عليه السلام بسوء لم تر الأمة الخير بعدها ولا زالت تتمرغ في الدم والسوء ..
وكذلك تسلط ووطأة المجرمين والظالمين ..
والناقة الرمزية هي خصوصية بيت النبيين .. والقرآن نازل
في بيوت النبوة ويقرأ مساحة خصائصها ؟؟
والصلاةالمحمدية الكاملة تدفع بقلوبنا نحو التطهير ومناط القبول لا بد من مساسها بروح التطهير المحمدي الكاملة ، وأن مساس حالة الطهر المحمدية بالسوء لايفتح عند الله سوى باب النقمة والبلاء ليتحول
الابتلاء من حالة [ خير لكم ] الى حالة [ شر لكم ]
{ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : النور11
فإذاكان هذا الحال في الأزواج ووصفهن قرآنيا بالأمهات وهن رضي الله عنهن لسن كلهن من الذرية والنسل الهاشمي أوالمحمدي الأدنون والأقربين ..
فكيف الحال بذات النبوة والعترة في عالم الكمال النوراني والأبوي ..
وهذا دليل ناصع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أبو المؤمنين .. والأئمة عليهم السلام وهم عمق الآل المصلى عليهم في كل صلاة هم الآباء الحقيقيين لجموع الأمة المحمدية المرحومة .. وهذا ما شرحناه مفصلا وكاملا في دراستنا المنشورة :
[ قراءة في مصطلح الأمة في القرآن الكريم : نشر في موقع أمة الزهراء : على شبكة الانترنت سابقا ـ وسننشره بمشيئة الله تعالى قريبا ]

فإذا ثبت مقام الأبوة جوار النبوة والولاية مع تمام المحبة وجب الجلال والشكر في الأمر القرآني للوالدين الأعظمين محمد وعلي عليهما السلام والصلوات [ أبوا هذه الأمة ] ..
ولايجوز في شريعتنا الغراء تقديم الآباء من النسب المباشر في مقام الأولويةعلى النبوة والعترة وإلا فسدت روحية وفلسفة الصلاة الكاملة
قال النبي صلى الله عليه وآله سلم :
[ لو أن عبدا عبد الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام ، ولميقل بحب أهل البيت أكبه الله على منخريه في النار ، لا يؤمن أحد حتى أكونأحب إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، ويكون أهل بيتي أحب إليه من أهل بيته ، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته . ]
[ المر عشي ، السيد : ( شرح إحقاق الحق) ، الجزء : 24 ، ص 253 ، الوفاة : 1411 ، تحقيق : اهتمام : السيد محمود المرعشي ، الطبعة : الأولى ، سنةالطبع : 1411، المطبعة : مطبعة الخيام – قم = روته كتب الحديث الأخرىالمعتبرة وآخرون قالوا بضعف الحديث كإسناد رواية وليس طعنا في المتن ]

[ عن زهرة بن معبد عن جده قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال :
والله لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شئ إلا نفسي فقال النبي صلى اللهعليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه فقال عمر فلانتالآن والله أحب إلى من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن ياعمر]
ابن حنبل ، الإمام احمد : ( مسند احمد ) ، الجزء : 4، ص 233 ، الوفاة : 241 ، الناشر : دار صادر – بيروت – لبنان
[ لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته . رواه الطبراني في الأوسط والكبير ] .. [ لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين .
رواه الطبراني في الأوسط
الهيثمي : ( مجمع الزوائد ) ، الجزء : 1 ، ص 88 ، الوفاة : 807 ، سنة الطبع : 1408 – 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان = الطبراني: ( المعجم الأوسط ) ، الجزء : 6 ، ص 95 ، الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادرالحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ، سنة الطبع : 1415 – 1995 م ، الناشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع = والرواية موجودة بالنص في كتاب : بحارالأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء : 67 ، ص 25 ، الوفاة : 1111 ، المجموعة : مصادرالحديث الشيعية ـ القسم العام ، تحقيق : السيد إبراهيم الميانجي ، محمدالباقر البهبودي ، الطبعة : الثالثة المصححة سنة الطبع : 1403 – 1983 م ،الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان

[ والذي نفسي بيده لا يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأبويه ،وأهله ، وولده ، والناس أجمعين وقيل : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم قالوا : ما ينبغي لنا أن نفارقك ، فإنا لا نراك إلا في الدنيا ، وأما في الآخرة ، فإنك ترفع فوقنا بفضلك ، فلا نراك ! فنزلت الآية ، عنقتادة ، ومسروق بن الأجدع . المعنى : ثم بين سبحانه حال المطيعين فقال : ( ومن يطع الله ) بالانقياد لأمره ونهيه ، ( والرسول ) باتباع شريعته والرضابحكمه ،
( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم )
في الجنة . ثم بين المنعم عليهم فقال : ( من النبيين والصديقين ) يريد أنه يستمتع برؤية النبيين والصديقين ]
الطبرسي، الشيخ علي : ( تفسير مجمع البيان) ، الجزء : 3، ص 126 ، الوفاة : 548 ،تحقيق : تحقيق وتعليق : لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1415 – 1995 م ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت – لبنان
وفي هذا المنحى الهام قد فصلناه في كتابنا الهام : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة ، تحت الطبع ..
ونضيف على كلام الشيخ الطبرسي رحمه الله بالقول :
بل معهم وكان في درجتهم تحت القبة الخضراء تحت عرش الرحمن ..
فمن ” أحب قوم حشر معهم “
وهنانرغب في الولوج الوصالي إلى الفصل بالقول الفصل أن الصلاة الكاملة عبرالصلوات المفروضة إنما هي بوابة العرفان والعشق الالهي الالهي ، ونوال قممالمحبة الالهية عبر بوابة الحب المحمدي ..
وهو ما فصلته قرائتنا ..
وفي هذا السياق الجلالي التعظيمي وهو أصل الشريعة الغراء تنقل حركة الشكرالالهي للخلق على آل النبي محمد عليهم الصلاة والتسليم .. و .. صلاة الله على نبيه – صلى الله عليه وآله وسلم – فسِّرت بثنائه عليه عندالملائكة، وصلاة الملائكة عليه فسِّرت بدعائهم له، فسَّرها بذلك أبوالعالية، كما ذكره عنه البخاري في صحيحه، في مطلع باب :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .
وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية، قال ابنعباس : يصلون : يُبرِّكون ، أي يدعون له بالبركة .
الكتاب : فضل الصلاة على النبي وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف فيها : عبد المحسن بن حمد العباد البدر : ج1/ 4 ـ11 ] = ابن حجر : ( فتح الباري) ، الجزء : 8
،ص 409 ، الوفاة : 852 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه ،المطبعة : دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت – لبنان ، الناشر : دارالمعرفة للطباعة والنشر بيروت = المباركفوري : ( تحفة الأحوذي ) ، الجزء : 2 ، ص 498 ، الوفاة : 1282 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1410 – 1990 م
الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ]

فلا يضيع منا نوال البقاء في حالة الشاكرين والسكن حول قبة النبوة تحت العرش المقدس ..
بإيثارالجدل البغيض ونضيع القصور المعدة لتارك الجدل الذي يورث الشك والبغضاءويبقي عنصر المؤامرة الحقير في وسط بيت النبوة !! فاستيقظي يا أمة محمدعليه الصلاة في الثقلين وأكثروا
من الصلاة والسلام على نبيكم وعترته بلا تفريط سوء فتأخذكم الحسرة ..
[ وقال الحافظ : ( وقال الحليمي في الشعب : معنى الصلاة على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – تعظيمه ، فمعنى قولنا :
اللهم صل على محمد: عظم محمداً، والمراد: تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره،وإظهار دينه، وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود ، وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى:
{ صَلُّوا عَلَيْهِ }
: ادعوا ربكم بالصلاة عليه) انتهى.
ونضيف تكرما على الشيخ الحليمي رحمه الله اذا كانت الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعظيما وإجلالا ..
فبماذا يفهم في كل صلواتنا على محمد وآل محمد عليهم السلام …
أليس لهم تعظيما مع نبيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ..والسؤال التالي أوتوماتيكيا كيف تقولون يا فقهاء عصركم بجواز الصلاة على آل محمد في العمر مرة واحدة !!
وملايين المسلمين يصلوا على آل محمد في كل صلاة لهم ..
فترفع أعمالهم بالقبول وبحق النبي وآله تزكى وتختم ..
وأما نحن ذراري النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم المدخرين في آخر الزمان نريد أن نجعلها عروتنا وطعامنا وكساؤنا وخبزنا اليوم تعظيما وجلالا لإلهنا القدوس وجلالا لنبينا المقدس صلى الله عليه وآله وسلم وعترته المطهرين من الذنوب ووجاء الطهر القلوب .. نريد من الآخر …
أن نعشق الجدة خديجة وأمنا الحقيقية فاطمة الزهراء وزينب والأميرعلي والسبطين ..
وكذانريد أن نعشق عائشة وحفصة وأم سلمة وحبيبة الزهراء عليها السلام أسماء بنت عميس عليها السلام عاشقة آل محمد المطهرين .. ومن لا يريد أن يعشق معنا هذا الكوكتيل الاصطفائي المطهر الخالص فهذا أمره معلق به و بالشفاعة .. واليوم خمروغدا أمر .. وحب نساء النبي واجب مقدس بقداسة نبينا …

وإني وعزة الهي الأعظم لم أنطق حرفا إلا وجدي الأقدس يختم عليه فويل للمكذبين بفضلنا آل محمدعليهم السلام ..
وويل للمكذبين حديثنا ونحن المحدثون الحقيقيون في الأمة ..
فإن سطرتم هذه الشهادة الالهية في منتدياتكم وقوارع قلوبكم عقيدة فزتم وان كذبتم .. وحذفتم شهادتنا فأني الشاهد من نبيى وروحي حتى النخاع وأبي النبي في كل ذرة من مكوناتي ..
وغدا سأشهد جوار العرش المقدس وأضع إصبعي الشاهد
في حلق كل مكذب ..
اللهم خلف رسولي وحبي الأقدس أكرر دعواتي :
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد
[ روى ابن كثير وكذا عشرات المراجع الحديثية قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ]

نفس المصدر السابق : ابن حجر : ( فتح الباري) ، الجزء : 11 ، ص 131 ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت – لبنان

ثم أليس الصلاة الكاملة التي لا انفصام لها هي مقام التشريف الالهي لهم علىامتداد الخليقة وهل كانت الصلوات قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكرهم اللهم في علمنا لا !! وان كان الجواب جدلا : بلا كما وعاظ السلاطين فنقول :
كيف دعا أبونا آدم عليه السلام ربه المتعالي بالغفران بحق محمد وآل محمد عليهم السلام .. وكيف دعا بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه ]

السيوطي : ( الدر المنثور ) ج1/146 ،147 ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر – بيروت – لبنان = المستدرك على الصحيحين : ج 2/ 672 ، رقم 4228، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 = مثله في : سبيلالهدى والرشاد : المجلد 1/86

[ وفي الحديث إن ابن عباس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاتبت علي فتاب عليه ]

الشوكاني : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) ، ج 1/ 394 ، الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1407= القندوزي : ( ينابيعالمودة لذوي القربى ) :
الجزء : 1، ص 288 ، رقم 4 ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1416 ، المطبعة : أسوه ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر = العلامة الحلي : ( نهج الحقوكشف الصدق ) : ص 179 ، الوفاة : 726 ، تحقيق : تقديم : السيد رضا الصدر / تعليق : الشيخ عين الله الحسني الأرموي ، سنة الطبع : ذي الحجة 1421 ،المطبعة : ستارة – قم الناشر : مؤسسة الطباعة والنشر دار الهجرة – قم = توسعت في هذا الموضوع في كتابي المنشور بعنوان : ( خلق الله آدم عليهالسلام من أجل محمد وآله عليهم السلام والصلوات ) ، نشر سابقا على موقعأمة الزهراء وسينشر قريبا بمشيئة الله تعالى ..

وقال العلامة ابن القيم في كتابه :

( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) في معرض الكلام علىصلاة الله وملائكته على رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى: الرحمة والاستغفار قال: ( بلالصلاة المأمور بها فيها ـ يعني آية الأحزاب ـ هي الطلب من الله ما أخبربه عن صلاته، وصلاة ملائكته، وهي: ثناء عليه، وإظهار لفضله وشرفه، وإرادةتكريمه وتقريبه؛ فهي تتضمن الخبر والطلب، وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحنصلاة عليه لوجهين :
أحدهما : أنه يتضمن ثناء المصلي عليه ، والإشادة بذكر شرفه وفضله، والإرادة والمحبة لذلك من الله، فقد تضمنت الخبر والطلب ] .
المقريزي : ( إمتاع الأسماع ) ، الجزء : 11 ، ص 165 ، الوفاة : 845 ، تحقيق : تحقيقوتعليق : محمد عبد الحميد النميسي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1420 – 1999 م ، الناشر : منشورات محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان

والوجه الثاني : أن ذلك سمي صلاة منا لسؤالنا من الله أن يصلي عليه، فصلاة الله عليه : ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه ، وصلاتنا نحن عليه : سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به )) انتهى .] ..

وهكذا انبرت حركة التأويل المزعومة للتعظيم لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وترك التعظيم والصلاة لأهل بيته عليهم السلام .. ؟؟
وخذلوا المسلمين بتأويلاتهم الفاسدة .. حينما قالوا المراد بالتطهير في سورة الأحزاب المقصود به أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا سواهما وهذا لعمري تأويل مغرض ومخالف للقرآن والتفسيرواللغة والنص كما أشرت مسبقا في رسالتي .. وكأن حديث الكساء الذي يملأ ألوف الكتب والمصادر نسوه أنسى الله ذكرهم في العالمين .. !!

فلا أحد ينكر فضل نساء النبي سوى أعمى ومبغض للثقلين ..
والأحاديث في الحشرواضحة أن أزواجه معه عليه وعليهن الصلاة والتسليم وعظمهن الله بتعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم ..
[ أنتن على خير ] [ أنتي معي في الجنة ]
وهل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النار لعمري هذا التأويل الذي زحف عليه الباغضون لمحمد وآل محمدلا سواهم !!

هو الذي أثار البغضاء على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
حين استخدم البغاة العبث في القرآن والتأويل ذريعة لتحريف القرآن من خلال تأويله الباطل .. !!

وهنا لا نغفل بالمطلق وكما كل أهل العلم أن أئمة آل البيت عليهم السلام لمينكروا فضل الأزواج رضي الله عنهن .. والإشكال ليس في الابتلاء الحادث في قلب بيت النبوة فهذا عهد عهدناه عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ولكن الاشكال في تأويلات ابتلاءات بيت النبوة وفق رؤية استهوائية شيطانية :
“إن أهل بيتي سيلقون بعدي تشريدا وتطريدا وتقتيلا ” ..
فهم أشد أهل الأرض ابتلاء وتشريدا وتطريدا وتقتيلا وملاحقة وتنكرا لفضلهم .. ولكن أيضا الاشكال في الأقلام المسمومة عبر القرون وهي تتلقى العلوم عن المستشرقين والباغضين والمفسدين التاريخيين من الكتاب غير الأعلام وهم أسوأ من أن يذكروا مع الأعلام .. ؟؟
وهل بقى أمام الأمة ومؤرخيها مساحة وفسحة لأن يطهروا كتبهم من هذا الافساد المكرس على بيت النبوة .. أم ينتظرون أوان خليفة الله تعالى الذي قد اقترب .. واني والله أبشرهم بعذاب حين نزول خليفة الله المهدي عليه السلام !!.
لم يشهد التاريخ ولا مثله أبد وأنا عبد الله المكذب حتما سأكون عليهم يوم المحاكمة من الشاهدين !!
وفتحت قرآن ربي الساعة لأرى التوافق على هذه العبارة فجائني الخبر كما حسن ظني الدائم بالله تعالى :
[ سورة لقمان : الآيات : 20 ــ 24 ]
وفي شروح هذه الآيات والله العبرة والعبرة
وفي كل ساعة في دروسي المتنقلة أؤكد ما علمنيه جدي المقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم : بالصبر وأقول مكررا ما قلته
في رسالتي المنشورة على شبكة الانترنت بعنوان :
” يوم الغدير وثقافة الخليفة الالهي القادم “
أن آل النبي صلوات الله عليهم هم أهل البلايا فلا تقحموا ذواتكم في بلواهم ولن تقدروا على شيء ولا تحملوا ذواتكم محملهم فتفتنوا في دينكم .. دعوا حفصة ودعوا عائشة أمرهما مع ربهما ورسولهما ..
والله لا أرى فيمن يقحم ذاته وبرأسه في قلب بيت النبوة إلا أحمق غادرا لبيت النبوة .. وشامتا ..؟؟
وطريق جهنم مملؤة بالنوايا الحسنة … !!
ومرة أخرى فمن يكذبني فليشهد على ذاته أن عائشة رضي الله عنها ليست أمه وغدا يقف بين يدي الرحمن يجادل عن نفسه في غياب الشفاعة!!
أو كما يصنع بعض الجهلة المتألهين في كتبهم في محاكمة زوجة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!
فكفانا جدلا من عمق التاريخ ولنغرق سويا في باب التوبة ننهل من طهرهم وقدسيتهم آبائنا وأجدادنا وعشاقنا بعشقنا لإلهنا القدوس ونحن لن ولن نحابي أحدا ..
جاء في التوراة الموسوية :
[ ان الله لا يحابي أحدا … ]
وبارك الله في الشيخ التسخيري من علماء الأمة الذي قال على الملأ :
[ إن عائشة هي أمنا ] …
فلتغطيك الشفاعة يا شيخ تسخيري ان كنت حقا ما قلت من الآباء والأجداد والأمهات .. فقد فزت إنشاء الله فوزا عظيما “
وعزة الله الأعلى العظيم ما طيب قلبي على السيدة عائشة رضي الله عنها .. بعد كل مطالعاتي التاريخية .. سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهويحثني في زياراته ألا أحمل على أزواجه شيئا ..
وبعدها استيقظت ولم أجد في السيدةعائشة رضي الله عنها ..
سوى الحب الذي أوجبه علي ربي ورسولي وقرآن ربي ….

وإلا فأين أضع وجهي حين أخفي قلمي وهو سر الله تعالى في قلبي من بركات دعوات نبيي صلى الله عليه وآله وسلم ..
ولو تحدثت عميقا لكل ما سمعت لقال بعض السامعون مجنون وازدجر !!
وها أنا أتواصل رغم علمي الأكيد بالسخرية والتكذيب من الكثير ..
وظني أنه قد اقترب الوعد الحق وموعدنا يوم الزينة ..
{ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } طه59
وأن أوان صعود السفينة المهدوية العتروية قد أوشكت ..
فليجهز كل الصادقون والصديقون ذواتهم للصعود ..
وفي الأمرالمرتقب فكرة الخلاص وصعود سفينة النجاة ……
{ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْمِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } : هود38
ومتواصل في رسالتي رغم القسوة رأفة في الأمة المحمدية في تبيان حقائق كمال التطهير والصلوات انه شامل كامل ..
والذي يحضر مقام نزول الرحمة .. لا يسعه سوى أن يكون رحيما بأمة جده صلى الله عليه وآله وسلم ..
فلتتسع أحبابي الرحمة الالهية قلوبكم وعشقكم على بيوت النبي وشفيعكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
ولتسارعوا بالتوبة ليستغفر لكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند سريع الرضا الرحمن الذي على العرش استوي ..
[ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ]
فكيف بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهن بنص القرآن أمهاتنا وأمهات المؤمنين .. فلا يزج أحدا ذاته في الخلاف والابتلاء لنسف القرآن فتكب الأمة جموعا جموعا في النار وبئس القرار !!
فإذا أقر المسلمون أنهن رضي الله عنهن أمهات المؤمنين وجب التقدير والاجلال لهن كرامة
للتقدير الالهي في الخلق والاصطفاء والابتلاء..
وأن أي إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن يوجب بجلاء اللعنة الأبدية ..
{ إِنَّالَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِيالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } الأحزاب57
اللهم إني قد بلغت ما سمعت وما وعيت .. اللهم فأشهد وغدا واقف جوار جدي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم يوم المحشر العظيم لأشهد بالحق إني قد بلغت الأمانة .. ولاأريد في رسالتي المخصوصة في موضوعها .. الدخول في مزيد من الجدل الغريق !! وأنا ادعوا بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء عليهم السلام :
اللهم امنحني السكينة كما منحتني الصبر واجعلني نعم العبد انه أواب
{ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ
إِنَّهُ أَوَّابٌ}ص44
فلنشتغل بوقتنا في الصلاة على نبينا ولتسكنا روحه وروحانيته قبل أن تذهب الفتنة أعمالنا علينا حسرات !!
والاختلاف إخوتي يزهق الروح ويؤجج في القلب نفث الشيطان وتضيع الروح فيضيع منا الوصال والله تعالى هو الملك الحق المبين يقول :

{ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَيُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَعَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فاطر8

فكيف نغضب النبي ونجرح قلبه الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث في أزواجه .. ثم نلهث خداعا لذواتنا نطلب من الامام الحجة سليل النبي القرب والتوسل وقضاء الحوائج .
وأي إمام عادل سيقبل حزن جده !!.
وعزة الله الأعظم ستتذكرون حديثي غدا أو بعد في موقف الامام الحجة القاسي منلاعني نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولن يتفاجأ أحد بالغيب فيخسرالدنيا والآخرة ..
فإني عبد لله يا قومي .. فإني عبد لله يا قومي . .. أكررها بلا كلل…
إني أرى مالا ترون ولا أزكي نفسي فالنفس أمارة بالسوء ..
فلا يستهوينكم الشيطان بالسوء وكونوا إلا ما رحم ربي ..

{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّمَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } : يوسف53
إن المنتديات والمواقع والحروب المذهبية ستزول والمواقع والدفاتر والبحوث الصفراء الغلول تزول .. ولا يبقى لنا سوى الله تعالى ورسوله الشفيع الأقدس … !!
كفوا عن بيوت النبي فلا تضمروا فيها الافك و لا تغالوا فيهم ..
ولا تغتالوا فيها الحق والحقيقة ولا تفتروا على الله الكذب !!
وكونوا مع الله وأمة الوسط ….
وأقول لأصحاب السطوة على المواقع والمنتديات الذين يجيدوا حذف الرسائل احذروا
النار النار النار .. يا عباد الله !!!
هذا وبالله تعالى التوفيق والسداد ..

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } : غافر44

*****************************

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المنتجبين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي أخوكـــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي
محمد حسني البيومي
الهاشمـي
( محمد نور الدين )

**************

أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتاريخ : 11 ذي القعدة 1431هجرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصلاة المحمدية الكاملة هي ثورة العرفان والوصال الالهي
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08
الحلقات الثلاثة من الصلاة المحمدية الكاملة منشورة على موقعنا
( الساجدون في فلسطين ) http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/08

الحلقة الأولى أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الأولى أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية

وسياسية مجتمعية


أزمة

التقارير

المزورة

رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية

هذه الدراسة بحلقاتها  الأربعة هي الباب الخامس من كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ..

صدر في غزة هاشم صيف 1992 ميلادية

المفكر الاسلامي الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

[ الحلقة الأولى   ]

المدخل الى القراءة

التوطئـــة

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } يوسف33

إن التعبير اليوم عن الأزمة هو الذي يدفعنا إلى البحث والقراءة في جوهر عمق الأزمة .. وأمام هذا الخضم من واقع التردي المذهبي والحزبي والتنظيمي نكتشف أن ضحايا الأزمة كواقع نفسي وسياسي وتاريخي  هو نابع في حقيقته من طيات حركة التخلف المجتمعي  ، ولحل في ضوء هذه الإشكاليات لا بد لنا أن نحدد جوهر هذه الإشكاليات ودوافعها وأسبابها .. وذلك من خلال  تشخيص  هذه الأزمة وقلم النكبة وأن حقيقة جوهر الانهيار الحادث : إنه التقرير المزور … وهو الذي يتقدم اليوم ومن جديد كشاهد الزور المكرس ..  وأحد أخطر شواهد الانحراف الأخلاقي ومعول الهدم في أيادي شرطة الدجال العالمية ومخابراتها في مملكة الزيف المكرسة .. وأمام مساحة المنحرفين لا بد أن يرتفع صوت الزيف مسجلا  ..   ومهما تعددت أشكال وصور الزيف وأساطين النكبة يبقى التقرير المزور هو عين الدجال الساهرة والمعبر عن قدرته العظيمة في تحطيم جدر العدل وبناء الثقة إلى أسوأ حالة من الانهيار.. الجميع اليوم وأمام مساحة الانهيار يقف ليسجل وسبابته تؤشر نحو الخصم .. وان مسجل التقرير المزور وهو شاهد الزور عبر كل مراحل التغيير وعمر الثورة يقف خادما لحكومة الشيطان الخفية المعلنة .. ونحن أمام عمق المساحة لا نقف لنسجل تاريخ وشخوص ضحايا الأزمة بل نقف عميقا لتحليل التقرير بصفته عنصر التحول في تشكيل الظاهرة حيث أصبح التقرير المزور وأمام واقع الزيف المكرس يعبر عن كلية حالة الجور والإضلال المكرس ، من هنا لا بد أن ندخل في عمق الظاهرة ولا بد لبيان محدداته من وعي التحليل النفسي وخلفيات التاريخ ومساحة السياسة كما قراءة أسباب الظاهرة ودوافعها النفسية والتاريخية والمجتمعية  ، وحتى نقف عند حدودها لابد من الدخول من بوابة المصارحة خدمة لوعي الأمة وقوفا عند ثقافة النور البديلة .. وعند حدود النور والوعي لا بد أن ينقشع حدود الظلام من قلب الحالة .. من هنا فإن قراءتنا الجديدة القديمة تقدم اليوم البعد الحقيقي ودوافع الحالة .. إنها ثورة القداسة البديلة هي وحدها القادرة على محو كلية الزيف ولغة المؤامرة عن تقريرنا إلى جو الصراحة كل الصراحة .. وهذه القراءة تتناول من جديد الأبعاد النفسية والمجتمعية والأمنية  في الحالة المرادة .. وحتى يكتمل مشروع البدر لا بد من المراجعة لشروط نهضتنا وقراءة الجوانب السلبية  في تقاريرنا ، وأن ثورتنا الحضارية لا يمكن أن تتحرر نحو النور بدون عوامل الإحاطة لكل جوانب حالة الانحطاط  .. وفي نظرنا وكما عبرنا قبيل خمسة عشر عاما وفي كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ..

أن التقرير المزور هو معول الهدم لثورتنا ومجتمعاتنا وهنا تكمن عمق الأزمة ..

والقراءة التي بين أيدينا هي بحق مخاض لتجربة سياسية ونضالية ومجتمعية لها وجودها واعتبارها التاريخي في الساحة الفلسطينية ..

وهذه التجربة هي ثمار الشخصية الوحدوية في الأمة وهي من الأمة الى كل الأمة .. بلا حدود .. وبلا حواجز حزبية ومذهبية

.. وهي لا تمثل بالمطلق أية وجهة طائفية أو حزبية.. ولكنها بالتمام تمثل الفكر المنحاز لكلية الجماهير ..

بقلمي

الشيخ محمد البيومي الهاشمي

فلسطين

14 أكتوبر 2009

المدخل وتعريف التقرير  :

التقرير هو مادة معلوماتية تقدم مكتوبة أو بالمشافهة ، أو بالاتصال الالكتروني المستحدث .. الهدف منها تقديم  الوصف الدقيق للحالة المقابلة بدون عواطف أو إسقاط للنزعة الذاتية أو الشخصية ، بهدف نقل الحالة الثورية إلى الحالتين الإيجابية أو السلبية ، وبالتالي فإن التقرير هو سيف ذو حدين ومادة مقدمة عن رغبة من جهة عليا لجهة أقل منها  . وغالبا ما يكون التقرير كتعبير عن حالة إدارية أو هيكلية يستلب فيها البعد الفردي للحالة الكلية أي نقل الحالة الفردية لقوة الضغط الجهوية .  ومن هنا فالتقرير يحمل مادة معلوماتية في كل الأحوال وقراءة أحوال التقرير الغائي ومركباته هو الذي يحدد طبيعته وأهدافه ولهذا فإن المؤسسات المحدودة والكلية تندفع بتسجيل التقارير وفقا لمخططات مؤسسية  المفترض أن تكون متجهة نحو البناء الحضاري ، وفي كل هذه الأحوال يكون التقرير مادة للبناء المؤسسي بغض النظر عن اتجاهاته السلبية والإيجابية  ، وعليه فالتقرير هو العمود الفقري للمنظومات المعلوماتية وهو التجسيد التصوري الشمولي عن حالة الأفراد وحالة التعبير التحليلي والنفسي عن الحالة المرادة وقراءة لحاله الميول الاتجاهية  . وسواء كانت على المستوى الأمني أو المؤسسي العلمي أو المجتمعي أوالمنظومات العالمية والدولية فهي التي تعتمد في سياق شبكاتها وأجهزتها على المعلوماتية على تجنيد جيوش من الأفراد وتمويلها وفق مخططات هذه المنظومات وأهدافها وميولها  ، ولهذا يجب تحديد القراءة في التقرير المسجل بأنه منذ البداية مادة للهدم أو مادة للبناء . وعلى هذا الوعي يفهم من التقرير الحضاري بأنه هو المنزوع من أي بواعث غير أخلاقية وهو الذي يستهدف بناء الحالة وفق رعاية ربانية وتدقيق نفسي فيه الخشية والحرص على مصالح الأمة . وحتى يكون التقرير ربانيا لابد أن يخضع في دوافعه ونتائجه لمرضاة الله وحدة . والهدف المحدد له هو إيجاد  صيغة بنائية بحيث لا يخضع للمجاملة أو الضغوط الذاتية المقابلة ، والتقرير الرباني هو كما ذكرنا المتجرد من جميع البواعث التي من شأنها حرف المسيرة الأخلاقية للأمة وخلق حالة انحراف في طبائعها الفطرية والإنسانية  والتوجه بها نحو الشذوذ المضاد ، وبالتالي يلزم لضمانه أن يكون التقرير الأمني المجتمعي أن يسجل التقرير بروح الورع والتقوى حتى يصل إلى درجة الكمال والشفافية .

وخلاصة القول فإن التقرير يعبر على الدوام عن حالة مقدمة ويكشف عن صياغة أبنيته ودوافعه وسيكولوجيته الذاتية ، وحتى تكون جميع هذه الاتجاهات منطلقة من الدوافع الإيجابية يلزم أن يكون التقرير ربانيا في أقواله وأوصافه امتثالا لقوله تعالى :

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } :   فصلت33

ومن هنا يقف التقرير بين كل هذه المنظومات الدافعة بين حدي الفكر الإنساني وفكر المؤامرة . وهو الذي يقدم حالة البناء من بين اتجاهات ثقافة المؤامرة والتراجع .. ولهذا اتجهت قراءتنا الأمنية والنفسية في دوافعها مراعاة الشرائط الإيمانية وتناول المقدس في مكوناتها وأن تكون جوانحها هي قوة الضبط الشرعية والأخلاقية ضمانة  منا لسيادة الثورة الأخلاقية في مجتمعاتنا ولذا وجب أن يكون مسجل التقرير واقفا بين حدي الفكر البنائي والتدميري .. [ فكر المؤامرة ]  لا ثالث لهما .

ولضمان أن يتكون الاتجاه بالتقرير نحو الطبيعة الإنسانية لزم وجود قراءة تحليلية ونفسية للتقرير البنائي وأن ظروفنا المحيطة بأشواك فكر المؤامرة الشيطانية وغياب الرحمة الإلهية في تقاريرنا اليومية يدفعنا نحو ضرورة هذه الصياغة التربوية .. سيما وأن هذا المبحث منذ الأساس ومنذ تسجيل مقدماته في الانتفاضة الأولى في قلب الأرض المقدسة .. كان يشكل خطوة نحو التربية الأمنية والثورة الأخلاقية  .. قدمها المؤلف من خلال تجربته القيادية الغنية في الانتفاضة الأولى في قلب فلسطين ومشروعها المقدس .. وأن هذا المبحث للأمانة العلمية هو جزئا من كتاب موسع أصدره المؤلف في يوميات الانتفاضة الأولي .. وهو الباب الخامس من  الكتاب المعنون طيه :

[ الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ] [ بكسر الغين]  وحتى لا يكون التقرير مضللا ومتسربلا بثوب القدسية في مبرراته التمويهية لزم أن تغطي حالتنا روح التقوى الراسخة في أبنيتنا فهي الضمانة لدحض كل أشكال التسربل الديني المزيف وتغطية ثقافة المؤامرة بثوب القدسية أي إحلال المقدس لمركبات الزيف ، وهذه أخطر أشكال المؤامرة الشيطانية التي يقودها الدجال في زمن الفتنة .. ولهذا كان التقرير حاسما في تبيان الخيار الحف من فكي كماشة فكر الدجال وفكر الأزمة .. وهو بحق رؤية تحليلية موسعة لحالة الوعي السياسية وصورة لضرورة مراجعة أبجدياتنا وأوراقنا المبعثرة وسط الزحام الحزبي المعقد ، والذي في غالبه يرتكز على التكثيف من غطاء التبرير الديني والسياسي لحالة التراجع والإخفاق والأزمة ..

ولهذا فإن مسجل التقرير إما أن يكون تقيا رساليا في مراميه ودوافعه وإما أن يكون من رجال الدجال الماسونيين المغموسين في سياسات الحقد التلمودية ولا بد هنا أن ندرك  أنه ليس هناك حدود وفواصل بين هوية مسجل التقرير .. فإما أن يكون يهوديا [ الصهينة الفكرية العربية ]   ومتطبعا بالفكر والثقافة المعادية وإما أن يكون تقريره معاكسا للمخططات المعادية ،  وهذا ما يؤكد نظريتنا ودوافعنا منذ البداية ..

أنه وفي زمن السنين الخداعات التي نعيش بين دفتيها اليوم لزم أن نملك الرؤية القادرة على الثورة السياسية القادرة على البناء المجتمعي . وتحقيق التوجه الفطري والإنساني الرباني المعاش على مستوى عقولنا وثقافتنا ..   وان حالة ثورية أخلاقية تندفع بقوة في هذا الخضم هي السبيل والمخرج نحو الإعلاء من رؤيتنا التحريرية.. ورؤيتنا الانسانية .  وفي السياق قسمت هذه القراءة الهامة في مجموعة من المقدمات استهدف جمعها تحقيق المنهج الأمني التربوي في سياساتنا ومنظوماتنا .. ولهذا كان خطاب السلامة الأمنية هو التحقيق للمنهج الإلهي في المركب الإنساني بعيدا عن تفسيرات البشر والقراءات الفوضوية والحزبية الأنوية والتي كان خطاب السلامة الأمنية في سراديب المخابرات العربية ومكاتبها ، وهو كذلك الطوق الاستعبادي لثقافة الأمة التحررية ، بثقافة القيود وبطش القيود والسلاسل ، ألم نقرأ من علامات الساعة هو [ كثرة الشرط ] : [  كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها في الجنة وسائرهن في النار ؟ قلت : ومتى ذلك يا رسول الله ؟ قال : إذا كثرت الشرط وملكت الإماء وقعدت الجملأ [ الجملاء ] : ومنه حديث فضالة :

[ كيف أنتم إذا قعد الجملاء على المنابر يقضون بالهوى ويقتلون بالغضب ] .

الجملاء : الضخام الخلق . انتهى . ] (1)

إنهم من يمثلون حالة  الوجهاء الموكلين  لحماية منظومات التجزئة وحسابات المستكبرين .. إنها سلامة الوجهاء والأبوات الثوريين المفلسين سلفا !! والتي تدور في الفلك العربي النظامي  !! وهو النظام المعقد والذي يغلف كل مؤسساتنا وفكرنا تحت غطاء الثقافة التطبيعية .

_____________________________________________

(1) الهيثمي  : ( مجمع الزوائد   ) ،  الجزء : 7ص  323 الوفاة : 807 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه  سنة الطبع : 1408 – 1988 م  ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان  ملاحظات : طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة =  ا لكتاب : معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)   المؤلف : الشيخ علي الكوراني العاملي الجزء : 1ص 39الوفاة : معاصر   سنة الطبع : 1411   المطبعة : بهمن الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية – قم = الكتاب : المعجم الكبير  المؤلف : الطبراني  الجزء : 18ص 51 الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبد المجيد السلفي   الناشر : دار إحياء التراث العربي  [ مأخوذ من هامش كتابنا :  ( بين يدي الساعة رؤية جديدة ) ، تحت الطبع .

الباب الأول

علاقة التقرير بفكر الغيبة

في كتابنا : الغيبة في المصلح الشرعي والسياسي : ذكرنا أن الغيبة هي نتاج لحالة المركب النفسي المبني على الكراهية والحسد وهي داء الأمم وقد أجملها النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم بقاعدة  [ ذكر أخاك بما يكره ] و [ الغيبة : اسم مصدر وهي ذكر المؤمن بما يؤذيه في ظهر الغيب مع وجود تلك العيب المستور فعلا . وإلا فهو البهتان . قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : هل تدرون ما الغيبة ؟ قال الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ، قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، فإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته . ] (2)

و [ الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه من عيوب يسترها ، ويسوءه ذكرها : فإن كان صدقا سمي غيبة . وإن كان كذبا سمي بهتانا . – بإجماع المسلمين : هي ذكرك أخاك بما يكره ( الغزالي ، وقد نقله النووي في الأذكار ] (3)

وتعريفات الغيبة تعبر عن ثقافة كلية منحرفة عن قواعد السلوك والضبط الأخلاقي ..

وهنا كان التقرير الكاذب والمزور هو الإفراز لكل أشكال الثقافات المنحرفة

[عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قيل يا رسول الله ما الغيبة فقال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ] .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2)  المصطلحات  المؤلف : إعداد مركز المعجم الفقهي  الوفاة : معاصر  المجموعة : مصطلحات ومفردات فقهية ص 1905

(3) أبو حبيب  ، الدكتور سعدي  : ( القاموس الفقهي  )  ، ص 280  ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصطلحات ومفردات فقهية   الطبعة : الثانية  سنة الطبع : 1408 – 1988 م

الناشر : دار الفكر – دمشق – سوريا  ملاحظات : تصوير 1993 / طبع بطريقة الصف التصويري والأوفست في دار الفكر – دمشق – سوريا = ابن حنبل ، الإمام احمد :  ( مسند احمد  ) ،   الجزء : 2 ، ص 384 ،  الوفاة : 241 المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه، الناشر : دار صادر – بيروت – لبنان

.. وبسنده .. عن العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله سلم أنه قال : هل تدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته قال أبو عمر رواه جماعة عن العلاء

كما رواه شعبة سواء وهذا حديث يخرج في التفسير المسند في قول الله عز وجل :

( ولا يغتب بعضكم بعضا ) ] (4)

[ كما أن تعريف المصباح بقوله : اغتابه إذا ذكره بما يكرهه من العيوب وهو حق ، والاسم الغيبة ، يكون تعريفا بالأخص . وإن كان المراد من الموصول في التعريف الأوصاف المذمومة والأفعال القبيحة الصادرة من المقول فيه ، ويقربه التعريف المتقدم من المصباح خرج عن الغيبة ما لا يشك أحد كونه منها ، كذكر الغير بالأمور المحرمة التي ارتكبها عن رغبة وشهوة ، من غير أن يشمئز منها ومن ذكرها ، وعليه فلا يكون التعريف المذكور جامعا للأفراد . والتحقيق أن يقال : إنه لم يرد نص صحيح في تحديد مفهوم الغيبة ولا تعريف من أهل اللغة كي يكون جامعا للأفراد ومانعا للأغيار ، وعلى هذا فلا بد من أخذ المتيقن من مفهوم الغيبة وترتيب الحكم عليه ، وهو أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، وأما في المقدار الزائد فيرجع إلى الأصول العملية . ] (5)

_____________________________________________

(4) ابن عبد البر : ( لتمهيد  )  : الجزء : 23 ، ص 21 ، رقم    4912 ، الوفاة : 463 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري  ، سنة الطبع : 1387 المطبعة : المغرب – وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية  ، الناشر : وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية = الشامي  ،  الصالحي : (  سبل الهدى والرشاد ) ، الجزء : 9 ، ص 237،  الوفاة : 942،  المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة  : تحقيق : تحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الشيخ علي محمد معوض ، الطبعة : الأولى  ،  سنة الطبع : 1414 – 1993 م ،    الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

(5) الخوئي ، السيد : ( مصباح الفقاهة  ) ،   الجزء : 1 ، ص 508  ، الوفاة : 1411، المجموعة : فقه الشيعة من القرن الثامن ،  الطبعة : الأولى المحققة ، المطبعة : العلمية – قم  ،  الناشر : مكتبة الداوري – قم

والتقرير المزور الكاذب هو في الختم التعريفي خلاصة أدوات الغيبة كحالة تضاد مع الثقافة الإنسانية وعن [ زيد بن علي ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : تحرم الجنة على ثلاثة على المنان ، وعلى المغتاب ، وعلى مدمن الخمر  ] .

و [عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه رفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : وهل يكب الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم . – وعن فضالة ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه

معصية لله وحرمة ماله كحرمة دمه . ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال  ] (6)

والتقرير المزور وعلاقاته بمركبات الغيبة هو الذي يحقق الرغبات الابليسية الملعونة والتي من شأنها تحطيم أواصر المركبات المجتمعية وأواصر المحبة من خلال قطع أبنية التراحم ومن هنا كان :

[ لأزمة التقارير السلبية في العمل الثوري أو البنائي تنطلق في حد ذاتها من أزمة الواقع ، وأزمة التركيبة القاعدية التي تدفع بالتقرير لأن يكون في حد ذاته أزمة !! ويخضع في دوافعه ومقرراته ومحتوياته لظاهرة الغيبة المحرمة شرعا .. فإذا كان تعريف الغيبة في المفهوم النبوي :

[ ذكرك أخاك بما يكره ] فيكون قد اشتمل على قراءة شمولية لدراسة  شرائح الحالة المجتمعية  ، وقراءة الدوافع لهذه الكراهية .. ومن هنا كان الوعي الإدراكي بدوافع الكراهية في التحليل النفسي هو الضرورة في بيان جوهر التقرير المزور والثقافة

______________________________________________

(6) الحر العاملي  :  ( وسائل الشيعة (الإسلامية)   ،   الجزء : 8  ،  رقم 11 ،ص 599 ،  رقم ( 16315 ) ، الوفاة : 1104 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه  تحقيق : تحقيق وتصحيح وتذييل : الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ،  الطبعة : الخامسة ،  سنة الطبع : 1403 – 1983 م  ، الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان

الزائفة .. وهكذا فإن التقرير المزيف يشكل حالة من الغيبة المزمنة  ،  إذا كانت دوافعه غير بنائية ومنطلقة من اعتبارات شخصية وذاتية ، أي لا يستهدف التعبير عن جوهر الهدف الجمعي الاجتماعي أو السياسي ، وبالتالي يخضع إلى نتائج الكراهة في

الاعتبار الذاتي أو المقابل وتشكيل قاعدة :

[ ذكرك أخاك بما يكره ] : التصور العام للصياغة الشمولية للتقرير في أوصافه وألفاظه وتعبيراته سواء كانت الكراهة سياسية تنطلق من البغضاء والحسد :

[ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ] أو تعبير عن الواقع الفردي أو الجمعي الاجتماعي .. وبالإجمال فإن الدخول من بوابة الكراهة يفضي إلى نتائج غير محمودة ، كون الغيبة ظاهرة مدمرة لا تسهم إلا في تدمير الأبنية والجدر الثورية والوشائج المجتمعية ، وهكذا يشكل التقرير تعبير عن حالة الأزمة الواقعية والنفسية ويشكل حالة مرضية في العمل السياسي أو الاجتماعي ليصل في النهاية لإشكالية مجتمعية وظهور حالة فوضوية في البناء ذات الانسجام .. وقراءة ممعنة  وتحليلية لمئات وآلاف التقارير ـ الأزمة ـ تكشف عن واقع خطير في محتوى هذه الملفات من خلفيات

سياسية أو طائفية مذهبية أسهمت منذ قرون في تشكيل حالة الانفصام الذاتي بين القراءة الإنسانية البشرية من جهة والقراءة الغائية من جهة ،

وهي التي كانت تقف وراء هذه الأبنية الفاسدة في مجتمعاتنا .. ففشت المقررات والتقارير الفاسدة في تشخيص فكر الفتنة من خلال تحويله إلى واقع معاش ومجزئ واليوم يتم تجزيء المجزأ على خلفيات الفتن الطائفية والمنظومات الحزبية .. وعلامة فارزة من علائم الدجال في وعينا وثقافتنا ، أو هو ما يغطى اسمه  في تفاسيرنا الدينية ، فيما عرف بالإسرائيليات !! ومن هنا أصبحت التقارير الفردية في تشخيص حالات الانقسام والتجزئة تعبر عن حالة وتعبيرا مدمرا أسهم ولا زال يسهم في تقويض المحتويات البنائية ويفرغ الجوهر إلى حالة من التسطيح والثقافة الهامشية والقيادة الغافلة والغائبة عن أصول عقيدتنا وهويتنا . إنها بالمفهوم الحديث والمصطلح [ ثقافة شرطة الدجال المعاصرة ] !! يهتم بالنزعة والكم  ولا يهتم بالغاية الجمعية والمصالح العامة لحركة الخلق الإنسانية أو تقديم تشخيص واقعي أمين من شأنه توحيد الأمة والأفراد على ثقافة موحدة !!

وحتى لا يكون التقرير هو حالة للغيبة الشمولية لابد أن يكون ربانيا وأخلاقيا في أشكاله ودوافعه وبعيدا عن الظن والغيبة : قال تعالى :

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }  : يونس36

وهكذا نتجه إلى هدف واحد وهو أن يكون التقرير منهجيا تقيا  { إنما يتقبل الله من المتقين } ، وحتى يكون التقرير منهجيا ايجابيا لابد أن يتحرر من كل الدوافع والأشكال التي تخالف الحكم بغير ما أنزل الله تعالى :

{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } : النساء65

فالتسليم في القرار هو الامتثال في الدوافع السلوكية والنفسية لله تعالى وحده ، فإذا كانت النفس تندفع من القرار والاستقرار الرباني يكون تقريرها إيجابيا ومنهجيا ، فالتقرير المنهجي بهذه الحالة هو الذي يتجاوز الحالة الأزموية إلى الحالة البنائية الربانية فالقرار والتقرير هو من أخطر الظواهر البنائية وغياب القرار المنهجي الرباني هو الذي يدفع بانهيار الحالة البنائية الثورية .. ويغيّب الروح بشفافيتها عن عمق توصيف الحالة ..

التقرير في المنظور القرآني :

: التقرير القرآني هو الكلمة الربانية الخالصة في النفس والسلوك بهدف تصعيد النفس والحالة للمنظور القرآني ، وحينما تنحرف الكلمة ينحرف القرار وتسقط المعايير الثابتة ، وهوما يمكن فهمه من خلال الوصف القرآني : في قوله تعالى :

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } :   إبراهيم26

: والوصف الإجمالي للآية الكريمة يتحدد في غياب [ القرار] وغياب القرار هو غياب العمود الفقري والمركزي في الحالة  ، ويعني هذا تغييب المنهج في عمليات التحديد الاتجاهي للحالة فبداية الآيات الكريمة في قوله تعالى :

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24

وهي حالة قرآنية وصفية لمنطلقات التقرير أو الكلمة الطيبة ، وعندما يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : [ الكلمة الطيبة صدقة ] فهو ينسجم مع قوله تعالى { كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } أي التعبير الوصفي للكلمة هو تعبير عن الجوهر الذاتي للإنسان أو تعبير عن الحالة المقابلة، ومن هنا فالقرار هو [ الكلمة ] والكلمة هي أصل النور الخلقي المحمدي وهي المتوحدة في كل الأشكال الإنسانية

{ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } إبراهيم25

وهذا هو جوهر الكلمة الطيبة في المساقات الإنسانية حيث تصعد نحو العلى في  ثوب الطهر والقداسة وهذا هو مفهوم [ الصدقة ] في فلسفة المصطلح و الكلمة النورانية ..

[ الكلمة الطيبة صدقة ] والتعبير التسجيلي للكلمة هو تعبير عن الجوهر الذاتي للإنسان .. وفي المقابل الكلمة الخبيثة هي النقيض الأبدي للكلمة الطيبة  :

{ قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } المائدة100

، أي لا توازن ولا توازي بين المصطلحيين القرآنيين  ، والثناية القرآنية في مكل القرآن تحدد الأحادية الالهية في الفعل والخيار البشري .. وطغيان [ الخبث ] هو تأصيل لروح المفسدة ، وهي التي تدفع بزوال كل المعاني الإنسانية من أحوال الكلمة الطيبة ومركباتها الإنسانية . وإذا غاب المركب الإنساني من الكلمة الطيبة لم تجد سوى الحالة الخبيثة هي البديل .. وبالتالي يفقد الأمان من الحالة : أي يعني بغياب الشاهد الإيجابي [ التقرير ] غياب الاستقرار وهذا هو مفاد قوله تعالى :

{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } : إبراهيم26

وفي التفسير للكلمة الخبيثة يوازيها حتمية الاجتثاث وهو القطع من الجذور وهذا هو حال الكلمة الخبيثة المفسدة في التقرير المزور

{ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي أن القرار وديمومته غير محتوما في البقاء .. وغياب القرار وهو الامداد الالهي الرباني للحالة هو الذي يجتث الحالة ويجعلها حالة أزموية تقف عكس الحالة الربانية في السلوك أو الحالة التنفيذية للمقررات الربانية .. وفي كل الأحوال الكلمة الطيبة كما في التفسير هم آل البيت النبوي عليهم السلام وهم : الثقلين اللذان لا ينفصمان ..

[ كتاب الله وعترتي وأنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] (7)

[.. عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن  ثم قال :

” كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ” ثم قال :

” الله مولاي وأنا ولى كل مؤمن ” ثم أخذ بيد على فقال : ” من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ” . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله

عليه وسلم ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه .

______________________________________________

(7) نفس المصدر السابق : ( سبل الهدى والرشاد  ) ، الجزء : ، 11ص336  :  الطبعة : الأولى  سنة الطبع : 1414 – 1993 م  المطبعة الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت –  لبنان = الحلبي : ( السيرة الحلبية  ) :   الجزء : 3  ص 336  الوفاة : 1044  المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة  سنة الطبع : 1400  المطبعة : بيروت – دار المعرفة  ،  الناشر : دار المعرفة =  القندوزي ، سيلمان : ( ينابيع المودة لذوي القربى )   : ، الجزء : 1 ،  ص 74  ، الوفاة : ،1294 المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة تحقيق : سيد علي جمال أشرف الحسيني  الطبعة : الأولى  سنة الطبع : 1416   ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر

تفرد به النسائي من هذا الوجه . قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح .  ]    (8)

يسقط مشروعية الكلمة الطيبة فيكون التقرير الفعلي أو السلوكي للقرار سلبيا ، يقول ابن كثير رحمه الله :

ولزومية خط الثقلين هو ضمانة الخروج من الأزمة .

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :

{  مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً }: شهادة أن لا اله إلا الله { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } وهو المؤمن { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } يقول لا إله إلا الله في قلب المؤمن { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } أي يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء حيث نزلت من مستقرها الأزلي وهي النبوة .. وكون الآية انتهت بقوله تعالى :

{ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } فهو ربط الكلمة الطيبة بحالة القرار وغياب القرار

: [ هذا مثل الكافر لا أصل له ولا ثبات فشبها بشجر الحنظل ] (9)

وقوله :  [ اجتثت : هو من الاجتثاث وهو تعبير عن الاقتلاع من الجذور ،

(8) ابن كثير  : ( السيرة النبوية   ) ، الجزء : 4  ، ص 416 ،  الوفاة : 774  ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد  سنة الطبع : 1395 – 1976 م ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان = الطبراني  : ( المعجم الأوسط ) : الجزء : 4 ص 34  الوفاة : 360  المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  : تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين  سنة الطبع : 1415 – 1995 م  الناشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع = النسائي  : ( السنن الكبرى ) :  الجزء : 5 ، ص 45 رقم 8148  ،   الوفاة : 303  المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام   ، تحقيق : دكتور عبد الغفار سليمان البنداري  :  وسيد كسروي حسن   الطبعة : الأولى ،  سنة الطبع : 1411 – 1991 م   الناشر : دار الكتب العلمية بيروت – لبنان

(9)  ابن كثير : (  تفسير ابن كثير )  : المجلد الثاني ،  ط دار المعرفة ،  بيروت ، ص 53 ،  تفسير : سورة إبراهيم ، الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع

أي الاستئصال للحالة القولية أو السلوكية من فوق الأرض ما لها من قرار وهو نداء الهي لاستئصال حالة الغيبة الشريرة المندفعة من الذوات السيئة ..

ومن هنا فإن قراءة أشكال فكر التقرير المزور والكاذب لا بد من تفهم  قراءة فكر الغيبة ، والتعمق في طياته بهدف مجانبته هو وحده الذي يصنع حالة ثورة داخلية في مواجهة كل أشكال الباطل وامتداداته من الأجهزة والمنظومات الباطلة وهنا لا تكون عملية الثورة ضد التقارير المزورة بقدر ما يكون ثورة ضد حملة هذا الفكر الزائف وفكر المتعاونين مع أعداء الأمة ..

وهذا التوجه هو الذي يجيء في سياقات مفهوم الاجتثاث في القرآن الكريم ..

فالثبات في سياق القرآن للمؤمنين :

{ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27

أي أن الحالة الإيمانية في الأمة هي المرشحة لخيار الثبات والإيمان ومناحي أيديولوجية المواجهة ، وأن حتمية الضلال هي التي تتمثل في  الأهواء وجماعات المنحرفين عن قضايا الأمة .. وهم  النائون عن قضايا الجماهير { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } ..  فالثبات إذا هو لأهل الحالة الثورية الحضارية وللذين يملكون القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .. ولمن يملكون القرار والتعبير عنه وفق مرضاة الله تعالى بعيدا عن أساليب الدجل السياسي أو التآمر التنظيمي السائد وبعيدا عن الكذب والميكافيلية في العلاقات القاعدية الجماهيرية ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة1

وما ينهى عن الكذب حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه :

[ قال النبي  صلى الله عليه وآله : تقبلوا إلي ست خصال أتقبل لكم الجنة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا ، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا ،

وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم وألسنتكم  . ] (10)

[ وعن ابن مسعود  رضي الله عنه  صلى الله عليه وآله وسلم   قال :

[ ألا إن شر الروايا روايا الكذب وإنه لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وإن الصادق يقال له صدق وبر وإن الكاذب يقال له كذب وفجر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليصدق فيكتب عند الله صديقا وإنه ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ألا هل تدرون ما العضة هي قال وقيل هي النميمة التي تفسد بين الناس ]  (11)

[ وقام علي ، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس ، أملكوا أنفسكم ، كفوا أيديكم وألسنتكم عن هؤلاء القوم ، فإنهم إخوانكم ، واصبروا على ما يأتيكم ، وإياكم أن تسبقونا ، فإن المخصوم غدا من خصم اليوم . ثم ارتحل وأقدم ودفع تعبيته التي قدم فيها ، حتى إذا أطل على القوم بعث إليهم حكيم بن سلامة ومالك بن حبيب : إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو ، فكفوا وأقرونا ننزل وننظر في هذا الأمر .  ] (12)

وقال الامام الصادق عليه السلام :

[ كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفوا عن الفضول وقبح القول  . ..

(10)  الطبرسي  ، علي  :  (مشكاة الأنوار  ) ، ص 302  الوفاة : ق 7  المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام تحقيق : مهدي هوشمند  الطبعة : الأولى  ، سنة الطبع : 1418 ، المطبعة : دار الحديث   الناشر : دار الحديث

(11) الطبراني  : ( المعجم الأوسط ) : الجزء : 8 ، 32 ،  ص  الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ،  سنة الطبع : 1415 – 1995 م ،  الناشر : دار

(12)  الضبي  ، سيف بن عمر : ( الفتنة ووقعة الجمل ) : ص 151 ، الوفاة : 200 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : أحمد راتب عرموش ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1391الناشر : دار النفائس – بيروت

وقال أمير المؤمنين  عليه السلام :

[ لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ، أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له ، والكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وما يزال أحدكم يكذب حتى يقال : كذب وفجر ، وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمى عند الله كذابا .  ] (13)

يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى :

في شرحه للآيات : ” ويضل الله الظالمين بظلمهم وشركهم ” والظلم يكثر استعماله في السياق القرآني لمعنى الشرك .. وبعدهم عن النور الهادي ،  واضطرابهم في تيه الظلمات والأوهام والخرافات وإتباعهم مناهج وشرائع من الهوى لا من اختيار الله .. يضلهم وفق سنته التي تنتهي بمن يظلم ويعمى عن النور ويخضع للهوى والتيه والشرود .. ” وفي شرحه ” مالها من قرار ” يقول رحمه الله ” يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بكلمة الإيمان المستقرة في الضمائر ، الثابتة في الفطرة المثمرة بالعمل الصالح المتجدد الباقي في الحياة .. ويثبتهم بكلمات القرآن وكلمات الرسول ويوعد للحق بالنصر في الدنيا والفوز بالآخرة .. وكلها كلمات ثابتة صادقة حقه , لا تختلف ولا تتفرق بها السبل ولا يمس أصحابها قلق ولا حيره ولا اضطراب .  (14)

ولهذا جعل الله  نهاية القرار السلبي نهاية غير محمودة بسبب تناقضه مع المنظور الشرعي وهذا يتضح في قوله تعالى في نفس السورة  :

{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ }  : إبراهيم29

(13) الريشهري  ، محمد : (  ميزان الحكمة  )   ، الجزء : 3 ، الوفاة : معاصر، ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى  ، سنة الطبع ، المطبعة : دار الحديث   ، الناشر : دار الحديث

(14)  سيد قطب : ( في ظلال القرآن ) : تفسير سورة إبراهيم ج4/2098 ، 2099 = كتابنا : آل البيت في ظلال القرآن : شرح السورة ، ” تحت الطبع .

فالقرار أو التقرير الإلهي لكل أشكال المنحرفين هو جهنم والعياذ بالله .. ولهذا كان القرار الإلهي هو من نوع القرار الأرضي السلوكي للفرد أو الإنسان .. فالله تعالى حين يقرر يكون قراره وفق إمكانياته العليا التي تتجاوز الحالة الشرية الأزموية .. فالله تعالى حين يقول في سورة المؤمنين :

{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }المؤمنون13

والقرار المكين هو الاستقرار المؤيد بالرحمانية الإلهية والتي يكون فيها الإنسان في البداية والنهاية في قرار المعية الإلهية ، أي وفق قرار رباني جاد ومرتكز على منهجية ربانية عليا تؤكد على عمق القرار ذاته ..

و{ مكين } تعبير عن القوة ، وهو مطلب رباني بلزومية صحة القرار الآدمي والإنساني ومطابقته للواقعية القرآنية .. وهنا يلزم أن يكون التقرير والقرار الإنساني ذو منطلقات منهجية وربانية ..

وحتى يتصف التقرير الوصفي للحالة الإنسانية و يكون التعبير عنها [ منهجيا ] يجب أن يكون القرار ذاته متطابقا مع المنهجية والإرادة الربانية في غاياته وأهدافه حتى يثبت الحالة الأرضية القويمة :

{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } :  إبراهيم27

والقرار هنا في الآيات آلية دالة على حالة الاستقرار الأرضية المتوازية بالقرار الأرضي ولهذا يقول تعالى في سورة غافر :

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }غافر64

أي استقرار للحالة الوجودية في الأرض ، ولهذا فالقرار الوجودي هو قرار الهي ويلزم أن يكون الاستقرار نابعا من نفس الحالة الربانية وهذا يطابق قوله تعالى :

{ َلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }الأعراف24

ولهذا جعل الله المستقر الآدمي نابعا من ذات الحالة الربانية وقرارها وهذا يرتبط جدليا بالقدرة على استيعاب الشروط الربانية العليا في النفس لكي تكون مستقرة وذات قرار مكين وثوري عميق ..

وعندما يقول الله تعالى : { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } الأنعام67

أي أن الله جعل لكل قرار حقيقة مقابلة ولكل حالة قرار ، والنبأ هو الحالة التي تدفع الإنسان بالقرار الذي يؤدي إلى إيجاد فهم محدد قابل لتطوير الحالة بالاتجاه الثوري والإيجابي .. وهنا يلزم أن يكون منهجيا وربانيا ، والنبأ في القرآن هو الأمر الإلهي بظهور الخليفة المهدي المنتظر العادل عليه السلام .. وهو الموجه لحركة العباد لحالة القسط والعدل وهو النقيض لفكر الغيبة وفكر الظالمين .. وهنا نصل إلى أن ثورية القرار هو استجابته للإرادة العلية الضامنة لاستوائه الأرضي .. والذي يخضع في علمه وأسراره للإرادة والمعرفة الغيبية العليا … ولهذا قال الله تعالى :

{وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

وأخضع الله تعالى الاستجابة للقرار بقرار أرضي مقابل مرضاته التي تضمن دخول الجنة :

{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } الفرقان24

ولهذا كان استكشاف التقرير الآدمي في الأشياء والعلاقات الأرضية والتي هي وفق مرضاة الله تعالى هي التي تفرز حالة الاستقرار النفسي والمعرفي الذاتي في الإنسان وتجعله يعترف بعلاقاتها العلوية مع الله تعالى :

{  َلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل40

والآية تحدد الاعتراف الإنساني بالنعمة الربانية والتي تتجاوز حالة الشرك أو الانحراف في القرار.. وفي قصة سليمان النبي عليه السلام مع بلقيس وإصداره للقرار بإحضار مقر بلقيس ومقامها الكلي ما كان له أن يفعل ذلك الأمر بدون التقرير الرباني الإيجابي ، والذي جاء به الهدهد وهو مسير من روح الله تعالى وهذا يقتضي عوامل روحانية هامة وعقلانية عادلة لاستواء تحقيق الأمر الإلهي وهو المتجسد في القصة في قوله تعالى :

{ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *  قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل : 29 ـ 40

وهكذا يكشف القرآن الكريم عن منظومة روحية عقلانية في استكشاف العلاقة بين التقرير البنائي ، وهكذا كان الكتاب السليماني خبرا تقريريا كريما يشخص حالتها في ضوء المشروع الالهي الرباني الطارئ والجديد .. وهو القرار الرسالي الحضاري ، أي التقرير المتناغم مع حالة الاستقرار في الحالة البنائية أي لوكان التقرير فوضويا مزورا لكانت النتيجة من جنس المقدمات وختمه الحتمي يكون بالشكر على المقدمات والنتائج الإنسانية :

{ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }

وهو اعتراف بأن منهجية القرار ونتائجه خاضعة لله تعالى في غاياتها وأهدافها لقوة علوية مهيمنة على كليه الفعل الخلقي ، وما على الخلق سوى الخضوع الكامل لهذه الكلية الاقرارية والتقريرية ، { ويسلموا تسليما } أي لا بد من حالة الأمة والبشرية والخلقية من استمرارية فعل السجود تعبيرا عن كلية الشكر الالهي ، وبالشكر تدوم النعم ، ويحافظ على ديمومة الحالة باستقامة رفيعة ، وبقرار الهي ذو تقدير وتقرير قويم ، وإذا كان الفعل البشري من أساسه مبنيا على حالة الاقرار الالهي العلوي فليس أمام الخلق سوى تسجيل التقرير الشكري والثنائي اعترافا بفخر الفعل البشري السلوكي المتناغم  كليا مع النظم التشريعي والنبوي .. وهذا الوصف التحليلي القرآني يدفع بأن يكون القرار أو التقرير بنائيا وهادفا لاستقرار الحالة المنهجية على السلوك الإنساني والآدمي .. لا الانحراف بها نحو الأهداف الذاتية الخاضعة للهوى الذي يحرف الاستقرار عن الحالة :

{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43

والقرار هنا هو شهادة تقدم من الإنسان لله كغاية حتى ولو قدمت لمسئول أو موظف أو رئيس منظمة ثورية أو سلطان حاكم أو إلى جهاز ثوري أو تخطيطي فيلزم أن تكون أساسا خاضعة في قرارها لله رب العالمين وهو قوله تعالى :

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }البقرة84

يقول ابن كثير رحمه الله في التفسير:

[  أي لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرجه من منزله ولا يظاهر عليه ..

{ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } : أي أقررتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وأنتم تشهدون به ] (15)

_______________________________________

(15)   ابن كثير : ( تفسير القرآن العظيم ) ،  ج1/122  ، ” تفسير سورة البقرة  ” .

وهو خطاب لبني إسرائيل بهدف ترشيد حالة الاستقرار الإسرائيلية باتجاه الإيمان والاستجابة للإرادة الإلهية ــ فبالنظر للآيات في قوله تعالى :

{ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } هو دعوة مفتوحة لأن يكون هذا القرار أو التقرير المطلبي أو التنفيذي ليس غائيا أو ذاتيا ولكن ليعاد نتاجه إلى المنهجية التي قدم القرار أو التقرير المطلبي  من أجلها {  هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي }هو اعتراف  بالغاية التي اندفع ورائها التقرير أو القرار ــ وهو دعوة مفتوحة في نفس الوقت  لا أن يكون التقرير المطلبي  منهجيا أو ممنهجا خاضعا للإرادة الإلهية .. في النفس والنتائج ، وهذا ما يدفع القرار لأن يتجه نحو الحالة البنيوية الخالصة والتصعيد بالحالة إلى الترابط والاندماج والرقي ..  وبهذا يمكن وصف التقرير أو القرار في هكذا حالة بأنه تقريرا ربانيا في غاياته ونتائجه  .. وفي السياق نرى

الآيات القرآنية  الواردة والتي تتناول مسائل التقرير في القرآن الكريم كلها تجئ كدعوة للقواعد الأرضية المجاهدة في سبيل الله بأن تتوخي في أعمالها الثورية البنائية والحضارية الهدف الرباني الأسمى . والفاحص كذلك في هذه الآيات  يرى أن جميع هذه الآيات تربط بين حالة الاستقرار النفسي للحالة الفردية والجمعية  باتجاه تأكيد المنهج وفي قوله تعالى في سورة الأحزاب على سبيل المثال نرى في قوله تعالى :

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

هي دعوة كلية لتأكيد الحالة التطهيرية ونبذ وسائط التخلف  والأرجاس وأشكال الرجعية من خلال سلامة وصحة القرار البيتي أي ديمومة الاستقرار من خلال إغلاق بوابات الغيبة والإفك وهو الذي يجر على الحالة بوابات الهدم .. ولهذا كما في قراءتنا يشكل التقرير المزور بوابة للمؤامرة الشيطانية في الحالة ، من هنا لزم مجانبة الجاهلية وفكرها وثقافتها والتي تشكيل الوسيط المدمر لكل أشكال الحالة البنائية  ومقاطعة الجاهلية ووسائطها التقريرية هي من أهم  الأسس الإسلامية القاعدية  اللازمة لإنجاح المشروعات البنائية في الحالة الثورية الحضارية .. وبثبات

الكمال الروحاني في الحالة كانت الحالة مدفوعة نحو الكمال الرباني في الحالة وبالتالي يكون الدفع والنتاج ربانيا وهو كما الحالة المريمية   عليها السلام

في قوله تعالى :

{ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً } مريم26

أي ضمانه الموقف الروحي من خلال إثبات كينونة القرار والتقرير هنا يكون بالتسليم والتوكل الرباني الخالص .. أي وصول الحالة نحو القرار المكين وهذا المقام الرائع المحتوم لا يمكن أن يكون بديمومته إلا بإغلاق الوسائل وهو الصوم عن الكلام الفاحش والسياسة الدنيوية الهابطة وعندما يصل الصوم عن الكلام إلى مستوى النذر فيكون صماما في الحالة بقسم العهد والاشتراط على الذات وهذا مقام الكمال في الحالة  والاندفاع بوسائط المنظومات الرجسة والمدنسة هو إلي يدفع بالحالة نحو الخسران المبين وهذا كله من جراء ذراع الإفك الممدودة

وهو ما عرفناه في كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي :

” بالشهادات المزورة ” وهذه الشهادات الباطلة هي المكرسة بالوسائط التقارير الزائفة والتي أصبحت سمة جماعاتنا وتنظيماتنا وكلية المشروع الشيطاني الهابط !!

وفي قوله تعالى :

{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }:  القصص13

وهو تمام الوعد الحق في بلاغ الرسالة والقيمومة في الأمة والآيات فيها التجلي ومقاصد الكمال في الحالة ..  ولولا القرار وشهادة الحق في القديسة مريم بنت عمران عليها السلام لما كان رشد الحالة واستخدام الشهادة والتقرير عن الطفل  النبي في دفع الكمال نحو حالة الصعود .. وهو دعوة قرآنية مفتوحة لأن يكون التقرير الإنساني الواصف للحالة الإنسانية الحادثة واقعيا وصادقا ومجللا بالاستجابة للدعوة والترشيد الرباني القادر على انجاز الحالة في البناء الواقعي والحضاري .. وإذا كان القرآن هو المرتكز الحضاري لحالة البناء فإن الضرورة تحتم علينا اليوم أن نكون مؤهلين لهذه الاستجابة لهذه الحقيقة القرآنية بحيث تكون قيمنا ومعاييرنا مستندة في ثورتها البنائية لهذه الحقيقة القرآنية  والروحية الأزلية الواعدة ..

ثانيا : التقارير المزورة والشهادات :

وفي كتابنا  الصادر  : ظاهرة تصفية العملاء التاريخ وجذور الأزمة :

قدمنا تصورا موسعا لبيان حالة التبين والتجسس وعلاقة التقرير الزائف في حالة الانحراف المجتمعي ولهذا كانت الشهادات المزيفة كما ذكرنا هي شكل عميق لظواهرنا والانحرافية والتي يعتبر التقرير الكاذب هو جزء من هذه العملية الهابطة :

{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً }: البقرة38 ..

قلنا اهبطوا بالدوافع والغرائز المشينة والبديلة عن كل معاني المقدس الإنساني .. والمجتمعات المحيطة بنا اليوم يكتنفها السوء في زمن الإساءة .. والتراجع في زمن الهزيمة وفي أزمان اجتياح التغريب على فكرنا ومذاهبنا وهيمان حكام أعرب صهيون بتلابيب صهيون ذاته تقف التقارير المزورة عنوانا على كل المحطات لترشد عن حالة الطغيان والهبوط العربي في الحالة اليهودية ويكون التطبيع هو المحدد لخلفيات حالة الزيف والتقرير المزيف هو روشيته الهزيمة وصكوك البيع أي باختصار يكون التقرير المزور هو شهادة كل التنازلات وحبر التقرير هو مكاييج لسوء الحالة .. وعلى هذا الوعي يمكن قراءة التقرير المزيف وشهادة الزور بأنه تذكرة المرور نحو النهاية !! وبقراءة التقرير وهو شهادة زور بكليته هو المقدم عن الحالة الفردية أو الجمعية يقدم باستمرار لجهة عليا مسئولة بهدف تقييم معين أو إرشاد نحو بيان حالة مطلوب فيها البيان .. إذ لا يمكن أن يقدم التقرير بدون عملية الطلب والاستجابة من هذه الحالة المطلبية والجهازية وهو أشبه بالشرط وجواب الشرط : فمقدم التقرير الزائف هو من أساس التفسير إنسان غائي وخائن لا يبحث إلا عن نزعة الملذات الدنيوية والتشفي الناجم عن حالات الإحباط والتعويض   .

وفي قرائتنا نكتشف أن مجموع مقدموا التقارير الكاذبة هم جماعات المستخدمين والمستكتبن العبيد  ، والذي تم إسقاطهم بواسطة العدو في الرذيلة والهبوط من أذرع الباطل في مجتمعاتنا وهم في الأساس ضحايا التخلف  المجتمعي .. لهذا كان الحكم الشرعي على شهادة الزور أو التقرير ـ الزور ـ يوجب على صاحبه اللعنة الأبدية في الدنيا والآخرة لأنة يسهم في تكريس جدار الخيانة المجتمعية وحالات الهبوط والخسران المجتمعي   ..  (16)

ولذا كان التقرير المزيف هو من أسوأ الشواهد المحرمة وهو ما يلزم القيادة الرشيدة الصالحة في مجتمعاتنا الثورية أن تنظر بعين الخطورة وهي تشجع اليوم في أجهزتها وتنظيماتها على كتابة التقارير المدنسة ولا يكاد يخلوا شارع أو وزقاق من أداة لشرطة النظام مهمته متابعة الجماهير وتسجيل التقارير عنهم  وتسليمها لشرار الخلق والتحوت من الناس في زمان الدنس  والسنين الخداعات .. وهكذا يقدم التقرير الاستخباري الممر شهادة عين حاقدة لفكر النبي الكذاب ، وأداة إلحاقية بالمعسكر ــ الصهيو أعرابي ــ وهذا هو توصيف الزمان الذي يسبق الدجال والكارثة  وهي التي تسبق  ظهور الدجال الملعون .. ولهذا يجب النظر بالريبة والشك في هوية هؤلاء الخونة والمتعاونين مع سلطات

___________________________________________

(16)  البيومي ، الشيخ محمد حسني : (  الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي )  : نفس الطبعة ،  ص 184 ” باب الحسد والثورة “

الجور وأدوات العدو المزروعة بين أظهرنا وجنباتنا وهو ما يدفعنا مجددا وفي كل عنوان

يطرح فيه هذا الموضوع النظر بالريبة في موضوعات الشهادات وأشكالها وإيجاد كافة السبل للتعرف على صحتها تجنبا لحالة الإجهاض أو المسخ أو التزييف في هويتنا الحضارية والأخلاقية والحالة التغييرية سواء كان ذلك بواسطة أجهزة الرصد والمتابعة أو إلحاق التقارير المكتوبة بالمراكز العقائدية الصالحة المتخصصة ..

ويلزم على أي جهة تسلم لها الشهادات بقصد فحصها أن تكون في أعلى درجات الورع والتقوى ولا يميزها النفاق القيادي ولا إيجاد التبريرات له !! وهنا يحذر من تسليم التقارير أو الشهادات للأجهزة الأمنية حتى لا يأخذ التعامل بين القواعد التغييرية الشكل الاستخباري الذي يقلق مضاجع الصفوف ويورث الأزمات ويدفع بالتقارير أن تأخذ الطابع المخابراتي للقيادة التغييرية ويدعم من أزمة التقارير المزورة ولا يعمل على اجتثاثها أو استئصالها ..

ولهذا يلزم دراسة الشهادات وإيجاد نوع قضائي لمحاسبة أعمال الدس والمكائد والتخريب  وإبعاد أصحابها عن مراكز القرار  بسبب افتقادهم للنزعة الإيمانية ، وهي الحالة التكوينية  التي يغيب معها الورع والتقوى ..

ونتواصل في الحلقة البقية تحليلنا وآفاقنا المجتمعية لقراءة الظاهرة ..

. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي – الحلقة الأولى


سقوط

نظرية الهرمجدون

الزائفة

الماشيحانية وحرب النهاية


الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

فلسطين المقدسة

حقوق الطبع محفوظة

2007

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القراءة التي بين أيدينا

القراءة .. والمبحث الذي بين أيدينا .. هو خطوة نحو جديدة نحو تحديد الذات والهوية..

إنها محاولة متواضعة نحو اكتشاف حالة الوعي الصراعي الحديث ..

ففيما  بين  اللا مقدس الإسرائيلي والعقيدة الماشيحانية .. يتشكل  الماسون كوعاء تاريخي لحالة الإفساد الكوني .. في ذراع صهيونية مغموسة بالوجودية القهرية والدم ..

وفي مبحثنا الذي لا نري فيه كل الكمال في مادته .. نريد فيه أن نضع  النقاط على الحروف .. برؤية جادة ومباحث رصينة .. اعتمدنا فيها  المنهج والأصولية البحثية  .. المراد خلفها هو غرس الوعي الأصولي في مواجهة الأصولية المضادة .. وقراءة المصطلح القرآني : الإيمان والكفر.. هو المحدد والسقف العلوي لمنهج العبودية في قراءة حالتنا .. لكن بدون الغوص في محددات المصطلح نجد ذواتنا خارج حالة التفسير والواقع .. والخروج من أزمة التفسير .. لا يكون إلا بالخوض في قراءة واقع جديد لحركة الأصول .. وخليفة الله المهدي عليه السلام هو النقيض الإلهي لمحاولات الزيف  التاريخي والمعاصر .

واليوم إما أن نكون مع المشروع الإلهي .. و إما أن نكون مع المشروع الشيطاني المضاد .. وبالحتم  خيارنا والجماهير هو خيار الرب المتعالي به ننهج ونصعد نحو وعي المجد والحالة النور .. قرائتنا خطوة نحو الأمل .. والله تعالى هو نعم المولى ونعم النصير

مركز دراسات الساجدون

فلسطين المقدسة

نشر اليوم بتاريخ :

28 شعبان 1431هـ

8 أغسطس 2010 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ   المدخل…..

إن قراءة  الهرمجدون كنظرية سياسية و عقيدة صهيونية معاصرة ، تكشف لنا عميقا عن حقيقة تاريخية هامة .. وهي أن المركب السياسي اليهودي الراهن قد انبثق من مجموعة تراثية سوداوية حاقدة على كل الحقائق والأصول .. كما تكشف بوعيها الخزري وطابعها القبلي ذو الأصول التترية .. عن حالة انفصام نكده مع الأمم والتاريخ ونقيضا للشكل التاريخي في المحيط الأوروبي .. هذا وإن دراسة جادة حول أصول الظاهرة الخزرية  (1)

ستمكن الدارس من عملية مطابقة مع الحركة الصهيونية وفيما بين الأصول .. وهو ما أفرز للأمم قيم الفكر الوثني التلمودي والعقيدة الماشيحانية وهي التي جمعت بين دوائر وثنية ثلاث : أولها الوعي الوثني السامري ، والمتمثل في عقيدة العجل الذهبي  (2)

والبعد الثاني : هو الانحطاط اليهودي في بابل والذي أفرز التلمود البابلي .. أو ما يسمونه زيفا : بالأورشليمي !! والبعد الثالث هو البعد الوثني الخزري و ما تبعة من حركة التحول السرية المعقدة للفكر الماسوني بعد انفراط العقد الخزري في أوروبا الشرقية والوسطي ، هذا الانكشاف العقدي الجديد والمتناكف مع الأمم والتاريخ .. والمتضاد مع أي تحول نهضوي عالمي  هو الذي دفع الى تحول الفكر الماشيحاني المبكر الي حكومة المؤامرة الشيطانية.. وبهذا بقي الفكر الجيتوي هو المهيمن على دماغ العقل الماسوني التلمودي الوثني والذي لا يعتقد سوى بالماشياح يهوه مرجعا وثنيا يرتكز على تعددية الآلهة الشرية وكان ملوك إسرائيل هم دائرة الاستيعاب لثورة المسيح الدجال والذي يسحبون عليه اسم الماشياح الرب المعبود !! وكان لفكر التضاد الانقلابي اليهودي في أوروبا أثره في التقابل مع الثقافة البوليسية الدموية .. وهي التي زرعها بولس اليهودي حين اخترق الديانة النصرانية . وحسب تسجيلات جميع من كتبوا في الدراسات المسيحية يؤكدون : حقيقة هامه وهي أن بولس قد خلق ديانة مسيحية جديدة في العقل المسيحي ويكاد لفظ بوليس في اللغة الأوروبية منسحبة كحالة وعي على خطط بولس الأولى في  ملاحقة الحواريين والمختارين من تلاميذ السيد المسيح !! وكذا خطواته في مجازر المبشرين العبرانيين في أميركا اللاتينية وتوجههم  في إبادة الهنود الحمر .. وهكذا هيأ الدموي بولس بعقيدته الوثنية المضادة للنصرانية الأرضية ..  المهيأة للتحول الجمعي الأوروبي نحو الوثنية بلباس مسيحيي جديد !!

يقوم بدور إحلالي  وبديل لكل اتجاهات الطهر والتسامح في فكر السيد المسيح بن مريم عليه السلام !! مما يكشف عن  اختراق حقيقي هدف الماسون الأوائل بقيادة إبليس والمسيح الكذاب ، وبدراسة مقارنة بين الفكر المسيحي الحقيقي وفكر بولس في الأناجيل  (3)

سيجد بولس ما هو إلا وجها للمسيخ الدجال الوثني الذي وصفه السيد المسيح عليه السلام حسب نصوص الإنجيل بالخائن وحذر تلاميذه الأحرار من زيفه في آخر الزمان . (4)

وهكذا تم التهيئة للفكر اليهودي الفريسي الوثني لكي يكون الترجمان الحقيقي لحقد  اليهود على السيد المسيح بن مريم عليه السلام .. وتقابل الحقد المسطر في التلمود علي السيد المسيح وأمه مريم المقدسة عليهما السلام .. ولتبيان الحقائق .. سيقدم مركز دراسات أمة الزهراء مجموعة من الدراسات  المقارنة سننشرها بمشيئة الله تعالى حول شخصية السيد المسيح بن مريم عليه السلام . (5)

وهو ما  يفضح الشخصية الوهمية البديلة في الأناجيل وهو .. [ المسيح بن داوود ] ..  وبمجموعة الحقائق التي  يستوعبها هذا المبحث : نكتشف بوضوح جلي أي روح تقف وراء اختراق اليهود للعقل المسيحي منذ قرون بروح ماشيحانية حاقدة تستهدف استئصال الدين التوحيدي من أساسة ومحو اسم السيد المسيح بن مريم عليه السلام من ثنايا الأناجيل والعقل المسيحي بشكل خاص ، بل ومن ذاكرة التاريخ المسيحي .. والهدف الكلي هو تنفيذ فكر المؤامرة الماسونية بإحلال نظرية تعددية المشحاء لكي يتسنى لعدو السيد المسيح بن مريم علية السلام  وهو المسيح الكذاب المنبثق كثقافة وهوية حقد من قلب التلمود .. عصارة الوثنية اليهودية المضادة لعقائد الأنبياء عليهم السلام .. وهكذا خلق أنموذج المسيح البديل في كتاب العهد القديم والجديد وهو المسيح ابن داوود !! و  انبثق عن هذا التحول المنهجي العقيدي المضاد للتوحيد المسيحي حالة من الفكر البروتستانتي المقيت .. وهو الفكر المبني اسميا علي المسيحية ، لكنه في حقيقته هو دينا وثنيا صريحا مبنيا على تفسيرات وثنية حاخاميه في العهد القديم

وهكذا ولدت الحركة الصهيونية المسيحية .. من قلب خنادق الجيتو بفكر ثوري أسود يدعو لقتل النصارى واستباحة دمائهم .. وقد كتب : إيليا أبو الروس أحد شباب النصارى الواعين : اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية : دراسة هامه حول البرتوكولات وأصولها وسياسات اليهود في قتل أطفال وحاخامات النصارى .. واستخدام دمائهم في صنع فطائر عيد الفصح اللا مجيد !!  وبهذه الصورة الوجيزة في مدخل دراستا والتي لايسعها مجلدات !! نؤكد أن المسيح الذي عبّده بولس للغربيين ؟ إنما هو دين جديد أراد به عبر دعم اليهود الماسون الأوائل تحقيق عدة أهداف منها :

1ــ  نقل الدين المسيحي التوحيدي من الأرض المقدسة فلسطين موطن السيد المسيح ومنبع ثورته ورسالته التجديدية.. الى قلب الدولة الرومانية ـ أوروبا ـ  لخلق واقع جديد لا يمت للواقع المسيحي الحقيقي بصلة . وليكون هذا المخطط التهجيري والتهجيني المعقد  لرسالة السيد المسيح عليه السلام من فلسطين كأول  خطوة يهودية لترحيل المسيحية عن فلسطين وإلباسها الشكل الانحلالي المتغرب.. ولتنفيذ هذه المؤامرة الدنيئة كان لابد من نسج صورة جديدة للسيد المسيح عليه السلام في الذهنية الغربية..  تندمج مع طبيعة الإنسان الغربي المهجن والآتي عبر الهجرات الوثنية ، ليبدوا السيد المسيح الجديد كوكتيل من المواصفات أشقر اللون ـ البعد الأمريكي ــ وعيونه زرقاء ــ البعد البريطاني ــ طويل القامة ـ البعد اليوغسلافي !! وبنيت الكنائس الجديدة وعلقت عليها صور الماشياح الغربي اليهودي الجديد !! وفي هذه النقلة الخداعية وغير المنطقية يتواصل المخطط .. وهذه العناوين يمكن أن تتبلور للقراء الكرام عبر مباحث جديدة قادمة ..

2ــ  تغطية العقيدة الماشيحانية الجديدة والتي تتناقض بالكلية مع السيد المسيح وأمه عليهما السلام  لحالة التوسع الاستيطاني الأمريكي والبريطاني على حساب مجتمعات الهنود الحمر وثقافتهم .. أي إلباس الواقع الأوروبي المتجه نحو الاستيطان والأمركة الجديدة .. بعقيدة جديدة تتناغم والوجهة الوثنية الإسرائيلية !!  وبهذا التوجه بدأت الإرساليات التبشيرية المسيحية ـ عقيدة بولس الوثني عدو المسيح عليه السلام ــ من  التبشير الجديد في واقع الهجرات الجديدة والمتدفقة نحو بلاد الهنود الحمر، وباسم المسيح المهجن مورس كل أشكال العنف ضد العقيدة والإنسان ؟؟

ولهذا حمل هؤلاء المبشرون البروتستانت خياراتهم الجديدة ، بروح دموية وشاركوا في قتل ومجازر جماعية بالملايين !! وهكذا نزع الدموي بولس روح الإنسانية من مجتمعات النصارى الموحدين.. وأوجد بديلا وثنيا بكل ما تعنيه الكلمة !! وفي هذه الأجواء باركت الحكومة الأمريكية الماسونية المشروع اليهودي الجديد في أوروبا .. وخلقت ببركة المسيا الجديد  أنموذجا دمويا للرجل الأبيض الأمريكي [ الماشيح الكابوي ]  وحددت ثقافته  منذ البداية  بقيم الماسونية ـ المسيحية الصهيونية الناهبة للأمم ـ وليكون عنوانها :  الدولار الأمريكي الفاشي الأول متناغما مع الروح الوثنية .. ولتحدد المسيحية الصهيونية منذ اليوم وجهتها المناهضة للتوحيد والنبوات وكل الرسالات السماوية ، وأن يكون المثلث الذي على الدولار الأول رمزا للفرعنة والعقيدة الماسونية ورمز العين الواحدة التي في وسطه.. صورة متطابقة  لعين المسيا الجديد الأعور !! والماشيح الدجال القديم .. (6)

3 ــ خلق تكامل بين جهود الفريسيين الذي وصفهم السيد المسيح عليه السلام في الإنجيل بأبشع الأوصاف الرومان !! وجهود اليهودي بولس الهادفة ماسونيا لتشكيل دولة الدجال الوثنية ومخططاته لأن يكون الرقم الأول في الحركة الماشيحانية .. هذا إن لم يكن هو الأعور الدجال ذاته !! ولتقريب الصورة العقدية يجب أن تكون صورة العم سام [ السامري ] في عهد عظيم الله موسى عليه السلام ماثله ..وللدخول في موضوعنا لتشابه الصورة ..نرى ذات الخطط التي ينفذها الدموي الماشيحاني 2 بوش في العراق اليوم !! وكأنه مشروع شرق أوسطي جديد يحاك بخطط الخزر واليسار الوثني الصهيوني في إسرائيل المسيائية المعاصرة ..يقوم بتسويقه بخلفيات إبادة الهنود الحمر شعب فلسطين..  وهكذا نرى كيف توحدت كل الجهود الوثنية قبل قرون في تشكيل الحالة الماشيحانية  الأميركية الأصل في مشروع ماشيحاني عالمي يقوده الصهاينة الماشيحانيين اليوم بأقسى صورة ضد الإنسان والإنسانية في قلب الأرض المقدسة ..

ولهذا كانت ولادة دوله الماشياح الإسرائيلي المعاصرة كما ذكرنا هي صورة لأنموذج المجازر في بلاد الهنود الحمر والتي تجئ حسب الأنموذج الدموي بين وجهة زعماء الصهاينة والحركة الصهيونية .. والتي ولدت هي الأخرى قديما وحديثا من قلب المنظمات العمالية الوثنية الخزرية الروسية . (7)

وحتى يمكننا في هذا المدخل من استكشاف  الحقيقة الإسرائيلية لابد لنا من قراءة الواقع والنشأة للمشروع الصهيوني المسيائي بكل تفاصيله لنري جليا وبدون المزيد من النباهة الفكرية أن جميع  مفكريها هم من اليهود الروس وروافدهم  التترية الخزرية  !!

وفي كتاب : آرثر كوستلار استيضاح لحقائق الأصولية اليهودية والفكر الماشيحاني والمولود جنينيا في دولة الخزر   (8)

وعندما قرأت  هذا الكتاب قبيل عشرين عاما .. أتفحصه من جديد لأرى الصورة ماثله اليوم في أقسى صورها الدموية .. وعندما كان الكاجان الخزري يوسف يراسل زعماء اليهود الماشيحانيين في الأندلس كان يطلعهم في مراسلاته على الحقيقة الماشيحانية !! والتي يجب تبلورها في الدولة الصهيونية .. ليتكامل الأنموذج اليهودي الوثتني في الحملات الأمريكية على بلاد الهنود الحمر في رفع شعار هذه الحملات التي يقودها رواد الفكر المسيحي الصهيوني التبشيري  ــ الماشيحانيون ـ  بأنهم متجهون عبر أمريكا الهندية ومجازرهم ضد شعوبها الحضاريين الى أورشليم .. بل اعتبروا أن أميركا بدولارها الوثني هي الدولة الإسرائيلية المسيحية الأولي في العالم .. ولهذا كان اجتياح فلسطين ومجازرها عبر القرن الماضي صورة للدموية اليهودية الأمريكية في شعب الهنود الحمر وقطع رؤوسهم واعطاء جوائز كجائزة نوبل لكل من يأتي بفروة رأس أحد الهنود الحمر.. هذا هو عنوان المسيح الكذاب المفسد للتاريخ والأمم عبر التاريخ ..

وبهذا نرى في هذا الكوكتيل التاريخي الوثني كيف عاشت الأمم الأوروبية ومنذ القرن الثالث عشرفي حالة دمار وحروب من جراء فكر المؤامرة الذي غذاه السريون الماسون الأوائل في معسكرات الجيتو الروسية !!  وقد فصّـل وليام غاي  كار فكر المؤامرة الشيطانية اليهودية ودور منظريها من قواد الانقلابات اليهودية ـ الثورات الأوروبية ـ في كتابه  : أحجار على رقعة الشطرنج  (9)

.. في هذه الأجواء الدموية والفكر التآمري أنضج اليهود المشروع الماشيحاني السامري من جديد كنقيض لفكر الأنبياء التوحيدي وهو المبني وثنيا على عقيدة الآلهة المتعددة !! وفي كتابنا: العقيدة اليهودية الوثنية : فصلنا كل هذه المناحي  (10)

وحقا .. كانت المباركة الأوروبية الماسونية هي استجابة متناغمة متوحدة مع الجهود الماسونية والتي زرعت عبر القرون والأجيال .. وفي قراءتنا : شهادات بوش من أجداده الماسون : أن المسيح يعني في وعيه الذهب الخالص!!  (11)

وفي ظلال هذا الوعي الوثني المادي .. دشن هذا الدجال الهرمجدوني الصغير ثقافته على أصول النهب والدموية .

وفي العراق اليوم وهي آخر محطة بعد إبادتهم لمئات الملايين في العالم تتجسد صورة الانقلابات الحاقدة  والتي دبرتها المخابرات الماسونية المركزية .. منذ نشأتها الى اليوم .. وفي كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية ـ تحت الطبع ]: بينا الأصول الماسونية لتشكيل جهاز المخابرات الأميركية بعد الإعلان عن تأسيس أول حكومة ماسو نية للولايات المتحدة.. أن كبار الربويين من أسرة روتشيلد .. وهم المؤسسين الحقيقيين لجهاز المخابرات الأمريكية ليكون بمقام كلب الحراسة الأمني لمصالح كبار الربويين اليهود الماسون .. وذلك بصفتهم هم الممولين لمشروع تأسيس أميركا الماسونية لتكون الحكومة حكومتهم وسياساتها سياستهم !!

ومن قلب مجلس حكماء صهيون نشأت كل هذه المعادلة الإستكبارية الدموية الظالمة .. وبتمويلهم كان النشاط الكنسي لحركة بولس اليهودية وعلى أموالهم وخططهم نشأت الكنائس الجديدة .. وما الحركة المسيحية الصهيونية البروتستانتية في الولايات المتحدة وبريطانيا سوى الجنين الوثني الماشيحاني الذي ولدت منه الماسونية الجديدة في إسرائيل .

وهكذا كانت لعبة الهرمجدون الخداعية تولد بزيفها متطابقة مع جهود الماسون والإتجاه المسيحي الصهيوني .. ليجد شمعون بيريز صاحب النظرية الشرق أوسطيه الجديدة ذاته منظرا للماسونية ومحرفي الكتب المقدسة ومهندسا جديدا للهر مجدون الدموية وسكرتيرا متقلبا .. لحزب كاديما الشاروني !! وهكذا من جديد تعود الكرة في الملعب الوثني البولوني الخزري .. منبع وحوض الظاهرة والإفساد الإسرائيلي .. وينكشف المسيا اليهودي بعدمية العلاقة مع السيد المسيح ابن مريم عليهما السلام . وبلباسه الوثني القديم  ؟؟ وما بولس الإنقلابي سوى أحد أدواته المعادية لكل الأصول .. وتبقي المعركة المفتوحة في العراق كما في قراءتنا بين اتجاهين :

.. هما الإتجاه المهدوي المقدس .. والإتجاه الصهيو بوشوي المتشح بلثام المسيخ اليهودي الكذاب وجيل المشحاء الكذبة كما وصفهم السيد المسيح بن مريم عليه السلام في الإنجيل (12)

لتبقى الهرمجدون كعقيدة مسيائية هي التجسيد الحي للدولة العبرية في إسرائيل .. ومصالحها وسياساتها التوسعية المنية على صورة أساطيرية زائفة وجدت لها مبررات عقائدية تشكلت عبر القرون .. وهكذا ولدت الدولة اليهودية المعاصرة في صورة حركة جيتوية متناقضة تماما ..مع المتغيرات الحديثة في الثورة الأوروبية وبحكم انعزاليتها الجيتوية البرجماتية العنصرية الناهبة لم يكن على الغرب إلا بزجها وبمركباتها المعقدة في فلسطين ..  إن الوعي اليهودي الماشيحانى وفي قراءة تاريخية معاصرة .. سيجد الباحث الموضوعي ذاته أمام حركة منقطعة الجذور الدينية .. وذات ارتباط جدلي بالقيم الوثنية الملحدة والنقيضة لقيم الرسالات وخط الأنبياء !! والمطلع على الخلفية التاريخية الخزرية القبلية، يجد حالة من الوهن الأصولي والتهود السياسي البراجماتي .. ولهذا وجدت القيم السامرية الوثنية ومنذ قرون ذاتها أمام حتمية الارتباط مع الوعي الماشيحانى الوثني والمتبلور بأعلى قيمه الإلحادية بالتصور التلمودي وبرتوكولات حكماء صهيون .. وهكذا نرى  أن أغلب نظريات اليهود وحركاتهم الماشيحانية ذو مركب انقلابي على الذات ، ومبنيا على وعي حاخامي وثني حاقد .. جاءت بكليتها كردة فعل على تشتتهم ونبذ القوى العالمية التاريخية لهم ..هذا وأن أقوال اليهود  التلموديين وبما حملوه من أوزار الزيف التاريخي  إنما كانت تندفع لتزييف كل شيء في العقائد ورسالات الأنبياء عليهم السلام  , ورسموا عبر رحلة الانحطاط والتزييف المنهجي المتعمد صورة لهذه العقيدة الوثنية وهي التي برزت بأقسى صورها من خلال تجسيد عقيدة العجل الذهبي والانقلاب على الدين التوحيدي الموسوي .. والقرآن الكريم يرسم في سورة طه..عمق هذه الحالة والانقلاب الوثني على النبي موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام .. أو ما عرفت من عمق هذا التاريخ بالعقيدة الماشيحانية وهي عقيدة المسيخ الدجال . وقد توسعنا في كتابنا حول السامري .. والمنشور فقي موقع :  شبكة الأبدال العالمية بتفاصيل الموضوع وخلفياته  (13)

.. وبمراجعة وقراءة متأنية لأقوال الأنبياء في كتاب العهد القديم والجديد سيرى وجهتهم العدائية الدينية للحالة الماشيحانية .. وهذه الأقوال التي تستوعبها قراءتنا الموجزة .. تؤكد على زيف العقل اليهودي وانقطاع الوشائج الدينية بالمقررات الصهيونية .. هذا ويكشف خطاب الأنبياء عليهم السلام عن سقوط  وزيف الدعاوي اليهودية المعاصرة ويؤكد على نفي النظرية المزيفة حول وجود محوري الصراع .. وأن هناك ثمة معركة وشيكة وحتمية وهمية بين الخير والشر !!

وهكذا يتجه اليهود الماسون الإنقلابيين لإيجاد حكومة تحمل سماتهم القبلية الخزرية الوثنية.. هذا و إن قراءة جادة حول الأصول اليهودية وتحديدا البعد التاريخي الخزري ومسببات العقيدة اليهودية.. لايرى فيها أي  بعد أصولي ديني أو إنشداد للتاريخ … بل كان التهود السياسي الخزري . هو ذاته السبب وراء قوة الدفع الديموغرافي اليهودي في تشكيل دولة إسرائيل ومنهاجيتها اللا دينية الوثنية ..

.. وعليه يجيء  عنوان مبحثنا  : ليفصّـل الصورة الزائفة لهذه العقيدة الوثنية , ويكشف عن عميق النقائض بين العقائد الدينية والفكر الماشيحانى الوثني ..  والتي استطاع اليهود عبر جماعات التحريفيين وقـوى الضغط  الربوي من التناغم .. والتوحد مع كل العقائد والأيديولوجيات المعادية لحركة التوحيد والدين ..  وفي وجهة مزيفة لا تمت للمنظومة القيمية بصلة.. واليهود الذين يفاخرون في الكنيست بذبح السيد المسيح بن مريم عليه السلام .. بتهمة الخيانة  وتدشن  كتب العهد القديم العقوبة لموسى النبي عليه السلام بتهمة الخيانة أيضا !! حتما  ستكون هذه الصورة المعقدة في السيكولوجية اليهودية .. صورة للحالة الدموية في استباحة دماء الأمم والجوييم .. وصورة للصراع المقبل بين هذا التحريف التاريخي العقائدي وحالة الأنبياء والقديسين , أو هي بين الوثنية الإسرائيلية من جهة و المواجهة لحالة ” الله والنبوات ” من جهة أخرى .

ومعركة الهرمجدون  التي رسموا صورتها كمركز ودائرة للصراع المقبل هي الأخرى تجيء صورة لهذه التصورات المزيفة والهادفة لحشد التأييد العالمي لإسرائيل .. ومن جملة الدلالات في مصادرنا الإسلامية وفي مصادر أهل الكتاب سنرى أن الصورة المثلى لهذه المعركة الحاسمة [ الهرمجدون ] ليست إلا وهم لليهود ، يأتي في سياق جملة المخططات الماسونية لإشاعة روح المذلة اليهودية بين قوى الغرب والحكومات المؤيدة لدولة إسرائيل وزرعها كقوة شيطانية في المنطقة وفي فلسطين بالتحديد . وفي العناوين التالية التفصيل .. لزيف نظرية الهرمجدون والأصول ..

2 ــ الهرمجدون وخلفيات الحدث :

أولا : ــ  هل مجدو هي ساحة الهرمجدون  ؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا البحث في كتب الأصول لنرى في مبحثنا ثلاث مسائل مهمة : تبحث أولا في مساحة مجدوا الجغرافية وهل تصلح لمعركة تاريخية مليونية ..

أو سهل مجدّو بالقرب من القدس والتي يعمد أمراء المسيحية الصهيونية لإظهارها والتبرك بأنموذجها , إذا ما قيست عبر المساحة الجغرافية  لا نراها تتسع حتى لمعارك عصابات , فكيف بحروب شاملة أو إستراتيجية , وفضلا عن أنها منطقة جبلية والجبال كمناطق عسكرية لا تدار فيها المعارك لفقدانها الاستمرار في العمليات العسكرية كالدبابات وعربات المشاة وغيرها ,والقوات النظامية الغربية والصهيونية غير مؤهلة لخوض حرب العصابات ، حيث أن المعركة التاريخية المرادة في تصورهم وفي تصور من لاحقهم من أدوات لأمراء الخط المسيحي الصهيوني لا تتسع لمثل هذه الحرب المقبلة!! ولهذا  تجيء  حركة الدوران والجولات المكوكية التي يقوم بها أمثال [جيري فالويل ] من الرحلات لفلسطين وتحديدا في منطقة مجدو, إنما هو من قبيل عملية التهيئة الإعلامية والتحضيرية للغرب لكي يقوموا بدورهم المحتوم في الدفاع عن هذه الدولة اللقيطة عديمة الجذور التاريخية في فلسطين!! ولهذا هم يستخدمون النصوص في التوراة وغيرها في واقع غير محتمل , والهدف كما قلنا من وراء هذه الضجة هو إعداد جيوش الغرب للمشاركة الدفاعية عن إسرائيل وذلك على أساس تكريس الصورة الواقعية لقرب [معركة النهاية ] كما يقولون , ولذلك هم يحددونها داخل القدس لإثبات الصورة المرادة وإظهار الخطر المراد على عاصمة اليهود المزعومة [ أورشليم ] وفي السياق وفي العام 1983م نظم المبشر [جيري فالويل ] رحلة إلى فلسطين لإطلاع المسيحيين على الأماكن المقدسة هناك , وعلى الأخص الأماكن التي ستشهد معركة هرمجدون , ونظم لهم لقاءات مع قادة سياسيين ودينيين في إسرائيل كان من بينهم [موشي آرينز] وزير الدفاع الإسرائيلي – آنذاك – وفي هذا اللقاء قال لهم آرينز: ” إن غزو لبنان عام 1982م كان بإرادة إلهية , فهي حرب مقدسة مستمدة من العهد القديم  ـ التوراة المحرفة ــ وهذا يؤكد النبوءة إذ أن هذا الغزو يمكن أن يعني أن معركة هرمجدون قد اقتربت }.. (14)

يقول [هال ليندسي ] خبير الشئون الدولية والتاريخ العالمي ومؤلف كتاب [آخر أعظم أرضية]والسابق الإشارة إليه :[الجيل الذي ولد عام 1948 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح, ولكن قبل هذا الحدث, علينا أن نخوض حربين, الأولى ضد يأجوج ومأجوج بزعامة روسيا والثانية في هرمجدون, وستبدأ المأساة لتحالف العرب مع السوفييت وهجومهم على أرض إسرائيل” (15)

وهذا التوقع هو أكبر صورة للتزييف الجغرافي والسياسي والديني, وذلك على أساس أن الهرمجدون أصلا كما في مصادر أهل الكتاب هي بين النصارى والمسلمين وقد حدثت كما سيجيء , والثانية أن يأجوج ومأجوج حتى في التوراة إنما تجيء حقا بعد قتل الماشياح في زمن المهدي وبعد نزول عيسى المسيح عليهما الصلاة والسلام.. ويأجوج ومأجوج تتقدم أصلا حسب المصادر بعد انتهاء إسرائيل والحروب في الأرض المقدسة!! فكيف تقوم حروب مع روسيا؟ وهم أصلا كيهود خزريون هم عمق قبائل يأجوج ومأجوج بل هم الاقتداء والحوض المستقبل لهذه الحركة الوثنية المكتنزة في الأرض وقد شرحنا هذا الموضوع مفصلا في كتابنا : { الخزر ودولة يأجوج الصهيونية }.

ويقوم اليوم رواد الفكر الماشيحاني ــ المسيحية الصهيونية المعاصرة ــ بعملية إعلامية واسعة عالميا للتأسيس لهذا الفكر الوثني الاستعبادي الزائف .

وتحت عنوان : { معتنقوا أسطورة هرمجدون } كتب الدكتور: محمد عطيوي في السياق: [هذا وقد شهد العالم مؤخرا حركات تبشيرية عديدة تستلهم التوراة بعهديها القديم والجديد وتستمد منها تعاليمها وأفكارها وتركز نشاطها علي حشد الرأي العام الغربي والمؤسسات الحكومية لمساندة الدولة العبرية التي تعتبرها امتدادا ل ـ إسرائيل الكبرى التوراتية ـ  ويعتقد أن أتباع هذه الحركات أنه ما لم تقم حرب نووية في هرمجدون في فلسطين بين (قوى الخير) ممثلة باليهود وحلفائهم و (قوى الشر) ممثلة في العرب والمسلمين أعداء اليهود, فإن المسيح المنتظر لن يعود, ولن يكون هناك سلام على الأرض ] . [16]

إلا في ظلال هذه المعركة الموهومة. ولهذا نجد بوش الثاني على خطى أسلافه ريغان وبوش الأول وغيرهم من الصهاينة المسيحيين يقسم اليوم العالم و انطلاقا من هذا التوجه الصراعي المدمر إلى قسمين : القسم الأول : هم قوى الخير وتمثله أمريكا المجرمة وإسرائيل الخزرية , والقسم الثاني : هي قوى الشر وعلى رأسها إيران الإسلامية وسوريا وحزب الله في لبنان ومعها كوريا!! وهي دولة وثنية تماما ولا علاقة لها بالنصرانية التي يؤكد التلمود والبروتوكولات على عدائهم   !!  وتحمل البروتوكولات الصهيونية نصوص واضحة لحرب اليهود مع الأديان..وهم يحاولون اليوم في معارك أفغانستان والعراق أن يدشنوا بداية التحول نحو رسم الصورة الصراعية لهذه المعركة الموهومة ـ هرمجدون ـ  والتي ثبت زيفها وخطؤها رغم حشد النصوص والتأويلات والخطابات والمسيحية الصهيونية لإنجاحها !! واذاكانت مجدو حسب التوصيف الماسوني هي جوار القدس : أورشليم  .. فما علاقة الحرب العدائية لليهود مع دول أصلا غير دينية وشبكات التجسس على الولايات المتحدة وروسيا البيضاء !!

وفي نظرنا ن هذه الوجهة التي يحشد الغرب قواته بقيادة بوش الثاني الهرمجدوني !! هو التأكيد لذات الصورة الحقة لبداية : الملاحم  في العراق . وهذا ما تثبته المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب كما أسلفنا….{ إنهم يعتقدون أن هذه الأحداث يجب أن تقع قبل العودة الثانية , كما يعتقدون أنها مسجلة بوضوح في الكتاب المقدس , وقبل السنوات الأخيرة في التاريخ , فإن المسيحيين المخلصين سوف يرفعون ماديا من فوق الأرض ويجتمعون بالمسيح في الهواء, ومن هذه النقطة سوف يراقبون بسلام الحروب النووية والمشاكل الاقتصادية , وفي نهاية المحنة سيعود هؤلاء المسيحيون المولودون ثانية مع المسيح كقائد عسكري لخوض معركة هرمجدون لتدمير أعداء الله ومن ثم ليحكموا الأرض لمدة ألف سنة… وفي هذا الصدد يقول الرئيس ريغان:  [أن جميع التنبؤات التي يجب أن تتحقق قبل هرمجدون فد مرت, ففي الفصل 38 حزقيال

: أن الله سيأخذ أولاد إسرائيل من بين الوثنيين حيث سيكونون مشتتين ويعودون مرة أخرى إلى الأرض الموعودة  .   لقد تحقق ذلك أخيرا بعد ألف سنة , وللمرة الأولى يبدو كل شيء في مكانه لانتظار هرمجدون والعودة الثانية للمسيح” . [17]

والجدير بالذكر وفي مجال الحوار حول ظاهرة ـ المسيحية الصهيونية ـ  القول بأن ليس كل المسيحيين صهيونيين بل هم شريحة نظامية ذات علاقة جدلية وتاريخية بالماسونية والصهيونية الخزرية المعاصرة .

يقول موسى مخول الأستاذ : في كلية اللاهوت في بيروت في السياق : { فالعنوان يجعل القارئ يظن للوهلة الأولى أن جميع المسيحيين صهيونيين , في حين أن المسيحية ليست هذه أبدا وهي بعيدة كل البعد عن الصهيونية كما إنها تتنافى قطعا مع اليهودية…]  [[18]

وبالمجمل فإن هذا المبحث وهو الخاص بمعركة الهرمجدون لا يتسع للتفاصيل حول موضوع المسيحية الصهيونية فقد تعرضنا له في دراسات عديدة ومقالات مختلفة , ولكن هنا نرغب في تبيان المفارقة بين المسيحية و الهرمجدون !!

يقول الدكتور محمد السماك : [ مع ذلك فإن الكنائس الأمريكية والأرثوذكسية والإنجيلية المختلفة ترفع صوتها منددة بالتوظيف السياسي للدين , الذي يتناقض مع ما تقول به العقيدة المسيحية. حتى أن القس (ملفين ثالبيرت) رئيس الكنيسة الميثودية التي تعتبر الرئيس بوش أحد أبنائها قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه :  { إن سياسة إدارة الرئيس بوش في الحرب على العراق ستنتهك الشريعة الإلهية كما تنتهك تعاليم السيد المسيح }.  [19]

وهذا يؤكد طبيعة معركة الهرمجدون غير المشرفة وغير المقدسة , إنما هي مبنية على عقيدة الدم التي ورثها الصهاينة التلموديين عن أجدادهم الخزر الوثنيين وهم الذين أقاموا دولتهم على الدم وروح التآمر!!

يقول بن جور يون : {إن ما ضمن بقاء الشعب اليهودي على مر الأجيال وأدى إلى خلق الدولة هو تلك الرؤيا المسيانية لدى أبناء إسرائيل, رؤيا خلاص الشعب اليهودي والإنسانية جمعاء. إن دولة إسرائيل هي أداة لتحقيق هذه الرؤيا المسيا نية }. [20]

هذا وإن حرب بوش الثاني  لعودة المسيح إنما هي التوكيد لهذه الأفكار الإسرائيلية والطقوس الدموية المرادة في العقل اليهودي الخزري المعاصر!!

وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي :

[ أن القتال الذي سنكون في يوم الرب سيكون في جبل ـ مجدون ـ بفلسطين لأن (هر) معناها (جبل) و (مجدون) اسم الأرض والنص هو:  { ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس . ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع . فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء. ها أنا آتي كلص. طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عورته. فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون] (رؤيا: 18) 16/16

3 ــ أسطورة هرمجدون الوثنية :

ومن النص التوراتي الوارد في سفر الرؤيا نجد أن جميع التصورات الماشيحانية تدور في محتويات هذا النص. والمؤسف أن يتم ذلك كما ذكرنا في المدخل ومن تعقيدات اليهود وأزماتهم التاريخية والتي أرادوا إزاءها تحويل الأزمات إلى مركب وجودي في الواقع يقوم في كل محصلاته وأبجدياته على الفكر الوثني وقضية التوحد والاندماج مع الله تعالى الذي تعظم عن التشبيه. وينتهي هذا الفكر المزيف بقواعده وأصوله على المكر التلمودي الدموي العام والمتناقض مع مركب الأمم الأخلاقي والإنساني. وهذا هو أصول الفكر وحتمية المعركة المقبلة. ف [ المعركة الكبرى التي يتحدث عنها الأصوليون ليس لها وجود في الإنجيل ـ العهد الجديد ـ إلا في سفر الرؤيا الذي احتار فيه المفسرون حيث رأي بعضهم أنه دسيسة يهودية  ] ..  [21]

وقد وضحنا في تفسيراتنا للكتاب المقدس ..أن أغلب هذه النصوص لها أصول في تحريفات التوراة وإنما زج بها في الإنجيل وهي بالتمام من تسجيلات التلموديين وأتباع بولس وهو الزارع الحقيقي للوثنية في الكتاب المقدس !! وأخطر اختراق في العقيدة التوحيدية المسيحية !! هذا   [ ويستطيع  دارس الكتاب المقدس أن يستنتج أن سفر الرؤيا أقرب لأسفار العهد القديم ـ التوراة ـ منه للجديد.. بل هو أقرب للأبوكرينا .. [22]

[ أسفار غير معترف بها كتبت أثناء اضطهاد اليهود تتحدث عن أحلام بانتصار إسرائيل ] فالسفر يتحدث بنفس مادية وعنف التوراة بعكس روحية الإنجيل.. ]  ويصف يوحنا –  كاتب السفر –  اليهود بأنهم مجمع الشيطان ] , هذا و.. [ إن المرء ليندهش من كم العنف والدم في سفر الرؤيا مما يتنافى تماما مع ديانة المحبة والسلام لذا لا يمكن فهم السفر إلا في صورة رمزية . [23]

وهكذا بقراءتي للإنجيل يفاد منها في هذا الموضوع اتجاهين :

الاتجاه الأول : وهو تبيان يوم النهاية أو الضيقة العظيمة ، رجاسة الخراب ، يوم الرب القدير أو يوم المغفرة وكلها سمات مصطلحات جاءت في إنجيل متى وغيره.. [ متى : 24 : 21ـ28 = مرقص 13:14 ـ 23 = لوقا21 : 20ـ 24 ]   ويستفاد منها معركة النهاية والمحددة بدايتها كما سيأتي في القراءة من بوابة الفرات وتلتقي في مجملها مع المصطلح القرآني : [ وعد الآخرة  ] وهو ما يقابلها في سورة الإسراء وغيرها مصطلح [ الملحمة ] أو [ الملاحم ] وجميعها تؤكد نصوص الإنجيل أن المسيح يكون مشاركا فيها . وهي بمجملها تجيء على النقيض مع أسطورة الهرمجدون الزائفة , والتي لا تخفي بعدها المسيحي الصهيوني واتجاهاته و دوافعه .

الاتجاه الثاني : هو ما جاء في سفر الرؤيا والمهدوف منه خزريا وصهيونيا وتلموديا استجماع قوى الشر في العالم ـ اليهود وأميركا وحلفاؤها ـ ضد الحق والدين والتوحيد ـ  وهم في مقولاتهم قلبوا معايير النصوص وأسقطوا منها أهم خصائصها وهم الأنبياء عليهم السلام وهم المتصدون لخياراتهم الدموية والتي  قتل فيها المئات من الأنبياء وشنوا حملة إبادة للقديسين وحواريي الأنبياء على يد ملوك إسرائيل الوثنيين  . وهؤلاء الملوك هم أعداء الأنبياء الحقيقيين .. ومن حاشيتهم كذلك ولدت جمله المفاهيم الإسرائيلية المغلوطة وكذلك انبثق من تراثهم العدائي الوثني تراث التلمود .. وهكذا ولدت الماشيحانية الوثنية بين اتجاهين : أولها يتمثل في هؤلاء الملوك الإسرائيليين الأول والمتأخرين ــ قتلة الأنبياء .. والثاني : بعد زوال ملكهم وغضب الله عليهم ولعنهم بكفرهم وقتلهم الأنبياء بغير الحق كما في القرآن الكريم :

وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61 ..وقال تعالى فيهم :

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }الأعراف146 … {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }الأعراف146 .. وهكذا بتحولهم عن عقيدة التوحيد والأنبياء عليهم السلام  ، كان حكام الرومان والبابليين من قبلهم يتعاملون معهم ومع أدواتهم من الحاخامات المتألهين بالذلة واتخذوهم عبيدا في قصورهم وبهذا ولد الفكر الماشيحاني كتعويض عن أزمة معقدة في الشخصية الإسرائيلية الوثنية اضطر فيها حاخامات السبي أن يروا في هؤلاء الحكام الوثننين مخلـّصين لهم .. مثال : ما رأوا في كورش ملك فارس  أنه هو المسيح المنتظر !! وكما اعتبروا بيلاطس الحاكم الروماني مرجعا والها وماشيحا مخلصا عمل الفريسيين الطغاة في حكمة كعملاء مأجورين وكتبة تقارير على الأنبياء والرساليين ..وهم يعتبروا بوش 2 بوش مخلصين لهم !! وليس أدل على ذلك مما فعلوه مع ا لسيد المسيح عليه السلام حينما قدموه كمجرم وخارج عن الدين اليهودي !!

(24) وقد شرحنا هذا الموضوع بتوسع في كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية .. [25]

4 ــ النبي عيسى  في مواجهة المشحاء الكذبة :

.. وهكذا نرى في دراستنا لعهود الاستعباد اليهودي أن نظرية الهرمجدون قد ولدت محاطة بعقد الإنتقام التاريخي في المواطن والبلدان التي عاشوا فيها ، والمثال الحي هو العراق اليوم يفرغون فيها عقد التاريخ والعبودية .. و بمراجعتنا لنصوص الأناجيل يمكننا فهم الأبعاد التاريخية ـ أشعياء ،ارمياء ، دانيال ـ وحالة التضاد بين عقيدة خط الأنبياء الرساليين .. و الخط الوثني النقيض وقد برز هذا التناقض التاريخي في آخر صوره التاريخية في عهد السيد المسيح والذي وقف عليه السلام بقوة في وجه الخط الماشيحاني وقد بدا ذلك واضحا تماما من خلال سلسله الخطابات الثورية التى أعلنها السيد المسيح عليه السلام لكل الشعب وحملها التلاميذ كأيديولوجية ثورية مستقبلية ذات علاقة وطيدة بظهور النبي محمد المنتظر الآتي بعده صلى الله عليه وآله وأهمها التحذير والتعبئة لأنصاره الحواريين وتكليفهم بفضح مخططات اليهود الفريسيين واتهامهم صراحة بالدجل داخل المجامع اليهودية .. وأن هؤلاء وأمثالهم إ نما يورثون جيلا من الدجالين في أخر الزمان .. ومن أجل هذا التوجه دفع السيد المسيح والحواريين الثوريين الأبطال دمائهم من أجل توريث الفكرالمسيحى الثوري في مواجهة الفكر الماشيحاني المزيف !! ولهذا  حمل الحواريون وهم طليعة الثورة في حركة السيد المسيح هذه التوجيهات مشاعل لفكر ثوري قادم .. كانوا هم عليهم السلام أول من دفعوا ضريبة الشهادة لفكر يحمل مقارعة كل سياسات الدجل الديني والسياسي ومناهج التبعية بالدين لقوى الإستكبار والظالمين ..وقد بدأ يحذرهم من الأخطار المستقبلية.. وفي سياق هذا الأنموذج التعبوي الرسالي المسيحي الفريد ينقل إنجيل متى : عن السيد المسيح عليه السلام في خطابه بكل الشعب محدثا عن رحيله الوشيك وعودته لهم :

{وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ :[ قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ » 4فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبE وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.}[ إنجيل متى: 24/ 3ـ ــ 14 ] ويبدوا لنا في هذا الخطاب التعبوي كيف يفضح مخططات الماشيحانيين الكذبة والمزعومين في آخر الزمان .. فهو يضع النقاط على الحروف باتجاه خلق قيادة ثورية استشهادية في مواجهة سياسات  الأنبياء الكذبة ..  وهم عملاء الأنظمة الوثنية المستبدة  .. وهمها هو نشر البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجميع الأمم .. وحقا قال عليه السلام فقد ظهر بعد رفعه السماوي العظيم جيلا من الملوك المفسدين ممن نشروا عقائد تعدد الآلهة الوثنية وخلقوا دينا ماشيحانيا جديدا يقوم على فكر وعقيدة  ـــ يهوه  ــ وهو السامري الدجال اللعين ..  وهو من علامات الساعة الأخيرة وحرب النهاية وهي ما أسماها السيد المسيح في خطابه : برجسة الخراب .. وفي هذا يواصل الإنجيل خطاب السيد المسيح عليه السلام  في فضح الأنبياء و المشحاء الكذبة :

…15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دانيال النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ ­لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ­ 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. ] (26)

5 ــ لا تعطوا القدس للإسرائيليين للكلاب :

وفي تعبئة السيد المسيح عليه السلام على رجال الكهنة والذي وصفهم بالخنازير !! وفي ضرورة الحذر منهم  يقول عليه السلام  للجيل الثوري  القادم  ومن سماهم [ المختارين ]

:  { 6لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.}إنجيل متى : 7/6 .. ثم يواصل عليه السلام تحذيره من كهنة اليهود الذين باعوا ذواتهم للشيطان !!

{ 15اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.}: [ إنجيل متى : 7 :15 ــ 20 ]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجـــــــــــــــــــع

(1) يأجوج ومأجوج ظاهرة الإفساد الخزري في فلسطين

(2) السامري الدجال وأساطيره الزائفة

(3) بولس بين الرسالة والوثنية

(4)  إنجيل : متى : الإصحاح : 24 : 24 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس  1950

(5) كتابنا :  السيد المسيح عليه السلام : حياته ـ رسالته ـ ثورته ــ تحت الطبع

http://www.sandroses.com/abbs/showthread.php?p=683005 – 204k(6) -=www.o0os.com/vb/showthread.php?p=94073 – 53k  =

(7) دراستنا : الوجه الصهيوني للسوفيت  : سلسلة دراسات فلسطينية العدد 1 ط 1982

(8) آرثر كوستلار : أمبراطورية الخزر وميراثها ـ القبيلة الثالثة عشر : باب النهوض ـ ط دار الجليل ـ ط 1985 لجنة الدراسات الفلسطينية

(9)  أحجار على رقعة الشطرنج  : الترجمة الكاملة . ط 1 دار النفائس بيروت  1395 ــ 1975    ص 47 ، 49   ترجمة : سعيد جزائرلي

(10) كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية : تحت الطبع

(11) http://www.hdrmut.net/vb/showthread.php?t=128615 : مقال : للأستاذ مصطفى بكري = مصادر عديدة في مبحثنا

(12) : مرقص :13/5 التفسير التطبيقي ص2031 = متى: 24/ 21 نفس المصدر ص 1950 = لوقا : 21 : 8ــ 10 نفس المصدر صفحة 2146

(13) السامري الدجال وأساطيره الزائفة : منشور في موقع أمة الزهراء ـ عليها السلام ـ . http://www.omat-alzahraa.com http://omat-alzahraa.net/home.htm = http://omat-alzahraa.org/om/om.htmـ

[14] أحمد حجازي السقا: عودة المسيح المنتظر : لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ط 1/2003 دار الكتاب العربي القاهرة = جريس هالييل: النبوءة والسياسة 171

[15] أحمد حجازي السقا: نفس المصدر ص 78  .

[16] أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية (عرض وتوثيق هشام قطيط) ص 266-267 ط 1/1924ه-2003م ط دار المحجة البيضاء.

[17] أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية –نفس المصدر ص 267.

[18] مقدمة لكتاب بول مركلي : الصهيونية المسيحية (1891-1948)  قدس للنشر والتوزيع فبراير 2003.

[19] أحمد حجازي السقا: عودة المسيح المنتظر- حرب العراق بين النبوءة والسياسة ص28.

[20] نفس المصدر ص 24.

[21] ياسر حسين: معركة آخر الزمان ونوة المسيح منقذ إسرائيل ص 33 ط1/ 1413  ص 1993 دار الأمين القاهرة.

[22] ياسر حسين (نفس المصدر) ص 34, 35.

[23] ياسر حسين (نفس المصدر) ص 34,  35.

(24)  قاموس الكتاب المقدس ص 208 ط14 دار مكتبة العائلة = إنجيل يوحنا : 19/6 ، 12 ..

[25] كتابنا (الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية) تحت الطبع = وشرحناه مفصلا في كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية ..

(26) إنجيل متى : 24/15ــ 28 = انظر التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1950

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

نشرت هذه الحلقة على موقعنا : الساجدون في فلسطين

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/27

ونشرت أبواب هذه الدراسة الهامة على شبكة الانترنت

في المواقع

الاسلامية والعالمية على حلقات