• محمد نور الدين الهاشمي

الحلقة الثامنــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الثامنــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

75 ــ المؤامرة الماشيحانية على العراق  الخلفيات والصراع المفتوح

العراق في أساطير التوراة المحرفة  :

1ــ جاء في سفر أشعياء ما قدمه الهرمجدونيين ذريعة للاجتياح الهرمجدوني البوشوي للعراق :  [ للرب سيف مشبع بالدم ، مطلي بالشحم بدم حملان وتيوس وبشحم كلى كباش ، لأن للرب ذبيحة في بصرة ، ومذبحة في آدوم  ] [ التفسير التطبيقي : المصدر: السابق : أشعياء: 34 : 6 ـ7 صفحة 1424 ] وفي نظرنا أن هذه النصوص لا تتعلق بالهرمجدون لكنها إخباريات الأنبياء عليهم السلام عن الصراع المحتوم بين جيش الغضب الإلهي بقيادة المهدي الموعود عليه السلام  والجيوش الفاشية البوشوية التي يدشنها نيابة عن ماشيحانية الدجال الكذاب وقواه في أميركا وإسرائيل ، وأمام أساطير الماشيحانيين وتحريفات الكتب السماوية يمكن تبرير كل الأشياء !!  [240]

76 ــ نبوءة عن دمار بابل :

جاء في هذا النص أيضا ما تم تأويله من أنصار المسيحية الصهيونية ، أنها نصوص تخدم مخططات اليهود ليعكسوا معاني النصوص ووجهتها ، بأنها خطاب الرب لليهود بدمار العراق !!، والأصل كما بينا أن جمله النصوص التي ساقها الأنبياء عليهم السلام وبقيت بعيدة عن يد التحريف تقف بين اتجاهين : إما التوعد لليهود بدمارهم في حرب النهاية وإما شهادة وهذا ما غلب على شهادة الأنبياء عليهم السلام بحق خليفة الله ظهور المهدي  عليه السلام وأن هذه النصوص تفيد تصوير الحرب المقدسة بين المهدي عليه السلام  و إسرائيل وكل قوى الغربيين في حرب النهاية منها ما جاء في سفر أشعياء :

77 ــ أشعياء : 13 / 2 ــ 9 :

[ يوم الرب بات وشيكا قادما من عند الرب محملا بالدمار ، لذلك ترتخي كل يد ويذوب قلب كل إنسان ] [ هاهو يوم الرب آت مفعما بالقسوة والسخط والغضب العنيف ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها الخطاة ، فإن نجوم السماء وكواكبها لا تشرق نورها والشمس تظلم عند بزوغها والقمر لا يشع بضوئه * وأعاقب العالم على شره والمنافقين على آثامهم ** الخ النص ] [أشعياء : 13 / 2 ــ 9 التفسير التطبيقي : نفس المصدر ص 1398 ] يبدو من النص آمال عظيمة للتحول الإسلامي ومشروع الإسلام العظيم حو حتمي في مواجهته الباطل والنص يتحدث عن إمارات الساعة بشكل واضح مثل الظلمة وكسوف الشمس والقمر وهذا لا يكون حسب مصادرنا وحسب ما جاء في التوراة والإنجيل هي وعد محتوم من العلي لجنوده الإلهيين ، وقد جاء في سفر أشعياء نفسه : [واستدعيت جبابرتي المفتخرين بعظمتي لينفذوا عقاب غضبي ] [ أشعياء : 13/4 ] وهل إسرائيل وبوش وهم خير من يمثلون الماشياح الدجال يشكلون الصفوة والفخار؟؟ ويلاحظ في معظم الكتابات تجيير هذا النص وغيره لحساب المفسدين في أميركا وإسرائيل وربهم الوثني يهوه!!

78 ــ أشعياء : 9- 16 :

13: 17- 22 : وفي هذا الفصل أيضا يكشف عن دور جنود المهدي وأنصاره في العراق وصراعهم مع القوى الغربية وجنود أميركا وقوي اليهود والغربيين  [ ها أنا أُثير عليهم الماديين ـ جنود المهدي الصالحون ـ الذين لا يكترثون للفضة ولا يُسرّون بالذهب [ فتمزق] قسيّهم الفتيان  ـ وباقي النص محرف وهو [ ولا يرحمون الأولاد أو الرضع ] [. إن وقت عقابها بات وشيكا ، وأيامها لن تطول ]  وهذا المقطع يفيد قدرة الجنود المتقين الذين لا يكترثون للذهب والمال وهم بالتأكيد على تناقض مع قوى النهب الغربي والصهيوني لصوص البترول العراقي ودعاة التفجيرات في المساجد ، فوصف الصالحين لا يكون كما في النص المحرم يحرمون الأطفال من الحليب !! والذي فعل هذه المؤامرات هي أميركا التي قتلت ما يعدل مليونين من أطفال المسلمين في العراق بدعوى التفتيش على السلاح النووي العراقي المزعوم !!. وهذه أنماط القوي الماشيحانية المسيطرة على العراق وتدمر المدن والمساجد رغبة في إبادة شعبها بهدف تفريغها وهم يعتمدون على نصوص فاشية محرفة على لسان السيد أشعياء والأنبياء عليهم السلام !! [ التفسير التطبيق : نفس المصدر ص1398 ] ونصوص سفر أشعياء على سبيل المثال مليئة بالتحريف وتصوير اليهود والقوى الماشيحانية بأنهم قد الرب للانتقام من المسلمين [ أشعياء : 14 : 1 ــ 6 ] وفي مبحثنا لسفر أشعياء فندنا جميع الدعاوى والمقلوبة . والتي لا يشتم منها سوى روح المؤامرة على العراق والأمة .

79 ــ أشعياء : 14 / 29 ـ 32

وفيه التوصيف لحدوث الحرب الوشيكة بين جيش الغضب الإلهي بقيادة خليفة الله المهدي وإسرائيل  يقول :

النص محذرا اليهود [ لاتفرحي يأكل فلسطين ،لأن القضيب الذي ضربك قد انكسر ، فإن من أصل من تلك الأفعى يخرج أفعوان ، وذريته تكون ثعبان ساما طيارا . أما أبكار البائسين فيرعون ، والمساكين يربضون آمنين . لكنني أهلك أصلك بالمجاعة وأقضي على بقيتك … ذوبي خوفا يا فلسطين قاطبة أن جيشا مدربا قد زحف نحوك من الشمال .. ] وفي وجهتنا القضيب الذي ضرب فلسطين هم اليهود و اليهود أشر خلق الله وأشدهم عداوة لله وأنبيائه وصالحيه في الأرض أوشك أن ينكسر بتباشير الفرح . والنص فيه البيان الواضح أن الجيش القادم هو جيش الفاتحين نحو تحرير القدس من الشمال بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام قادم عبر بوابة فاطمة عليها السلام  ، يقض على أوكار الثعابين في إسرائيل .. فإذا كان هذا في فلسطين فالأولى أن يكون المهدي عليه السلام قد فتح العراق متجها نحو دمشق ثم نحو عاصمته الأبدية القدس المقدسة.. وأما حيات إسرائيل فتسحق من صواريخ المهدي وجيوشه عليه السلام من قاب طهران ودمشق والعراق.. ورغم وضوح النصوص في الأسفار إلا أن الماشيحانيون الموسيديت الجدد يرون التاريخ بعين الدجال المقلوبة !! ويرون بوابة بابل نزهه !! وهم يحملون مئات النعوش ورايات الهزائم دلاله على نهاية قوى الغرب وصعود فجر الإسلام بالمهدي الموعود وجنوده وآل محمد الطاهرين عليهم السلام . [ كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية = كتابنا : تفسيرات في سفر أشعياء : تحت الطبع ] .

80 ــ دمار إسرائيل ودمشق سواء :

والمتأمل في سفر أشعياء :الإصحاح 17 يجد الحقائق واضحة تبطل دعاوى الماشيحانيين الذين يسرقون النصوص ويفصلونها على مقاسات البوشويين الناهبين وهرمجدون الزائفة ..

[ نبؤة بشأن دمشق : ” أنظروا ها دمشق تنقرض من بين المدن ونصبح كومة أنقاض . تهجر مدن عروعير ، ـ شرقي البحر الميت وتصبح مراعي للقطعان ـ قوات الجيوش الزاحفة من الشرق للقدس ـ تربض فيها ولا أحد يخيفها ، تزول المدينة المحصنة من أفرايم ـ وهي وسط وقلب إسرائيل المحتلة ـ  والملك من دمشق, وتصبح بقية آرام مماثلة لمجد أبناء إسرائيل الزائل ، هذا ما يقوله الرب القدير .. في ذلك اليوم يخبو مسجد يعقوب يخبو ـ ينهار ـ مجد يعقوب ، وتذوب سمانه بدنه ، فتصبح جرداء كحقل جمع الحصادون زرعه..]

[ أشعياء : 17 : 1 ـ 7 التفسير التطبيقي ص 1402 ] والنص من خطاب سفر أشعياء يؤكد على انهيار إسرائيل المحتوم .. والسؤال كيف يفسر الماشيحانيون التاريخ بالهرمجدون ؟ ألم يسأل هؤلاء المهووسين بالدماء أمثال تاجر الأناجيل جيري فالويل  وغودمان وبيلي جرام وبات روبرسون وأين تكون الهرمجدون ومجدون وهو يؤجج الواقع المسيحي ويزج به لساحات الموت من أجلا شركات 2 بوش !! ثم تكون النهاية المقبرة :

[ ها إن الرب يخرب أرض يهوذا ويقفرها ويقلب وجهها ويشتت سكانها . وما يقع على الشعب يقع على الكاهن أيضا .. ويحل الخراب بالأرض وتنهب نهبا ، لأن الرب قد تكلم بهذا القضاء . وتنوح الأرض وتذوي ، وتضني المسكونة وتذبل ويحزن عظماؤها . ـ وهو سقوط مدنسي التاريخ  الناهبين البوشويين وأدواتهم الملعونة من قائمة التاريخ وسقوط أيديولوجية الزيف الهرمجدونية ولهذا كان عقاب الرب وذراعه القوية وهو المهدي الموعود عليه السلام مبيد إسرائيل.. والنصوص التوراتية تؤكد ذلك للأمم والتاريخ وتكشف أيديولوجية الدجالين الذين يسعرون الصراع لنهايتهم [ تدنست الأرض تحت سكانها  ، لأنهم تعدو على الشريعة ، ونقضوا الفرائض ونكثوا العهد الأبدي ، لذلك التهمت اللعنة الأرض وعوقب أهلها ـ إسرائيل ـ بإثمهم فأحترق سكان الأرض ـ يهوذا ـ ولم يبق منهم سوى قلة .. وباقي النص فيه التوضيح .. ] [ أشعياء : 24: 5 ــ 14 المصدر السابق ص 1411] وهذه النصوص الصحيحة والتي لم تمسها يد التحريف تؤكد أن هرمجدون بوش في العراق لن تكون سوى وهم وسراب ونعوش مؤلفة ومقابر جماعية لأعوان بوش من جيوش الغربيين والمعركة كما في القرآن و الأسفار باتت وشيكة ولن يبقى من جيوش اليهود كما أشرنا في سفر عاموس النبي عليه السلام سوى  الثلث وتوصيف التوراة تؤكد نهايتهم الوشيكة !! وفي بابل تكون أول النهاية بمجد يصنعه ممجدو الرب القدير وهم يزحفون من مكة وخراسان وقلب الشام يحملون الرايات السوداء.. تزحف لهم الملايين ..إنها بشارة النبي الأعظم r : [ ستطلع عليكم رايات سوداء من خراسان ، فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله تعالى المهدي ] : رواه : الديلمي عن ثوبان : كنز العمال رقم 38679 ] . وفي كوفة العراق تكون للمهدي عليه السلام كما في مصادرنا عاصمة ودارا [ يقول أشعياء عليه السلام : [ ها أيام تأتي ينقل إلى بابل كل ما في قصرك مما ادخره أسلافك ولا يبقى منها شيئا .. [ أشعياء : 39 : 5 ــ 8 ص 1432 ] ولهذا يحاول اليهود البوشويين تدمير وإبادة مسلمي العراق وإسقاط تاريخها الإسلامي وتكبيلها بشبكات المؤامرة الشيطانية الماسونية ..  ولبيان هوية إسرائيل وعصيانها ونهاية وجهتها وتحت عنوان [ إسرائيل شعب عاص ] .. يقول أشعياء عليه السلام عن الرب القدير : [ قد أعلنت ذاتي لمن لم يسألوا عني ، ووجدني من لم يطلبني ، وقلت : هاأنذا لأمة لم تدع باسمي . بسطت يديّ الى شعب متمرد يسلك في طريق غير صالح ، تابعين أهوائهم ، شعب يثابر على إغاظتي في وجهي ، إذ يقرب ذبائح لأصنامه في الحدائق ويحرق بخورا فوق مذابح الآجر، يجلس بين المقابر ويبيت الليل في أماكن سريّة ، ويأكل لحم الخنزير وفي أوانيه مرق لحوم  نجسة . ويقول أحدهم : لا تقترب مني لئلا تدنسني، أني أقدس منك . ـ فيثيرون غضبي ـ [ أشعياء :65 : 1 ـ 6 المصدر السابق ص 1467 ] وهذا هو حال إسرائيل النجسة نجست الأرض كلها بزناها وفسادها  وإفسادها يزيفون نصوص الكتاب ويرقصون على الجراح حول قدس الرب وتخدع ذاتها بأنها شعب الرب !! وها هم يسبقون نحو نهايتهم في العراق بمخابراتهم يقتلون ويفجرون ويجدون لاه دمى وخدم من جيوش لاهثة جاءت تحطم ذاتها في مطامع النهب الإمبريالي.. إنها عقيدة العجل الذهبي وماشياح الزيف والذهب  !! ونصوص الأنبياء عليهم السلام تشهد بالحق والحقيقة .. وفي قرقيسياء عمق العراق تكون النهاية لكل الزاحفين الكفرة اللاهثين وراء مجد زائف ..

81 ــ المؤامرة مستمرة والهرمجدون ساقطة :

ان إسرائيل تحاول عبر الدعم الماشيحاني وجماعات اللوبي الصهيومسيحية وترسانتها العسكرية تدمير المنطقة الإسلامية عبر اختراقها للحكومات التطبيعية والأقليات المتقاطعة مع الغطاء الأمريكي الناهب ، تتجه نحو إشعال الفتنة الدموية في لبنان وفلسطين تحديدا وتقويض العراق عبر خطط الهرمجدوني برا يمر الطائفية وهاهي النصوص المحرفة من حاخامات السبي تتأجج حقدا على الأمة والمسلمين في العراق تحديدا ليجد منها بوش ومرتزقته التدبيرين من رواد الفكر الماشيحاني غطاء لجرائمه في إبادة الملايين من مسلمي العراق يقتلون الأطفال بالملايين بمنع الحليب وبقايا القنابل الكيماوية والجرثومية .. ويستبيحون بإسم المسيح المنظر كل أشكال الإبادة والجريمة المنظمة ، ليس طمعا في الماشياح لا الماشياح طامع بهم ولكن مخططات النهب التي يتمحور على مائدتها المرتشي فالويل وجماعته من منظرين الألفية والاهرمجدون يقفون اليوم على مائدة الشيطان يفهمون منه الدرس بتدمير العالم .. والأمة اليوم ليس أمامها خيار أمام هذه الزحوف الشيطانية من جيوش الغربيين إلا أن تحدد خياراتها أن تكون مع الحق والمهدي القادم  عليه السلام أو أن تكون مع الشيطان الأكبر الأرضي أميركا الماشيحانية .. وقبيل انكشاف سر الوهم ولا تنفع التوبة والندم على جنود الحق والمتقين أن يلحقوا بخنادق الحق ..

82 ــ نبوءة عن سقوط بابل من سفر الرؤيا ليوحنا

وهاهم اليهود المحطمون في أغلال السبي قد خلقوا لذاتهم منهجا عدواني ويحلمون بتحطيم بابل الجديدة بغطاء أزمات التاريخ الماضي !! فلا ينام حاخاماتهم إلا وهم يتمنون زوال بابل بسبب السبي البابلي لهم في زمن نبوخذ نصر .. والنص التالي فيه خطاب البشارة لنبي الله ارمياء عليه السلام بأن ينتقم الله من ظلمته اليهود الاذ1ين عذبوه وأن يجعل الله تعالى من بابل دار خلافة عدل .. فأتخذها أمير المؤمنين علي بن أبي طال ب عليه السلام عاصمة وسيجعلها الله تعالى للمهدي عاصمة للعدل قبيل نقل المهدي عليه السلام  عاصمته الأبدية في القدس وخطاب الرب تعالى لأرمياء عليه السلام هو وعده لكل الأنبياء عليهم السلام بظهور الحجة والنبي الخاتم وذريته في الأرض . يمكنه الله من أعداءه اليهود والمشركين فيخرجهم من بلاد الحرمين والعراق وبلاد الخليج على سنة جده محمد r

[ قُولُ أُورُشَلِيمُ. 36لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ، وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ، وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا، وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا. 37وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلاَ سَاكِنٍ. 38يُزَمْجِرُونَ مَعًا كَأَشْبَال. يَزْأَرُونَ كَجِرَاءِ أُسُودٍ. 39عِنْدَ حَرَارَتِهِمْ أُعِدُّ لَهُمْ شَرَابًا وَأُسْكِرُهُمْ، لِكَيْْ يَفْرَحُوا وَيَنَامُوا نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. 40أُنَزِّلُهُمْ كَخِرَافٍ لِلذَّبْحِ وَكَكِبَاشٍ مَعَ أَعْتِدَةٍ.] [ ارميا : 51 :36 ــ 40 ]

وهاهم المحمديون يحولون  جنود الظالمين خرافا على قوارع بغداد .. وتسقط بابل في يد المهدي وجنوده الإلهيين ، يسقطون شرعية كل المحتلين والغزاة  : بيل كلينتون وريجان 2 بوش .

[47لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِ بَابِلَ، فَتَخْزَى كُلُّ أَرْضِهَا وَتَسْقُطُ كُلُّ قَتْلاَهَا فِي وَسْطِهَا. 48فَتَهْتِفُ عَلَى بَابِلَ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا، لأَنَّ النَّاهِبِينَ يَأْتُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشِّمَالِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 49كَمَا أَسْقَطَتْ بَابِلُ قَتْلَى إِسْرَائِيلَ، تَسْقُطُ أَيْضًا قَتْلَى بَابِلَ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 50أَيُّهَا النَّاجُونَ مِنَ السَّيْفِ اذْهَبُوا. لاَ تَقِفُوا. اذْكُرُوا الرَّبَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَلْتَخْطُرْ أُورُشَلِيمُ بِبَالِكُمْ. 51قَدْ خَزِينَا لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا عَارًا. غَطَّى الْخَجَلُ وُجُوهَنَا لأَنَّ الْغُرَبَاءَ قَدْ دَخَلُوا مَقَادِسَ بَيْتِ الرَّبِّ. 52لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِهَا، وَيَتَنَهَّدُ الْجَرْحَى فِي كُلِّ أَرْضِهَا. 53فَلَوْ صَعِدَتْ بَابِلُ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَلَوْ حَصَّنَتْ عَلْيَاءَ عِزِّهَا، فَمِنْ عِنْدِي يَأْتِي عَلَيْهَا النَّاهِبُونَ، يَقُولُ الرَّبُّ. ] وهو حال اليهود الغزاة ومخابراتهم الذين جاؤا لإحداث المجازر والحروب الأهلية في العراق .. وفي سفر يوحنا مشاهد الصراع والإمداد الإلهي لجيوش المسلمين بقيادة المهدي   عليه السلام .. فهي تسقط في يد جيوش المسيح الكذاب [1ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ. 2وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ، 3لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا». [ الرؤيا :1 ـ4 ]

وشياطين الأرض هم الغزاة الماشيحانيون حملة أيديولوجية الوثنية وعبادة الشيطان والدم .. ويواصل ارمياء عليه السلام :  وصيته المقبلة في البشارة المقبلة للمسلمين بأن يتجنبوا الفتنة والارتباط بجيوش الكفار الغزاة للعراق والذين دنسوا الأرض وواصلوا ذبح الإنسان وفتحوا للنازي بوش ودكتشني سجونا رهيبة  لسحق العراقيين بغطاء المقاومة تارة والإرهاب تارة  أخرى.. !! يحذرهم : [اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. 5لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ آثَامَهَا. 6جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا. 7بِقَدْرِ مَا مَجَّدَتْ نَفْسَهَا وَتَنَعَّمَتْ، بِقَدْرِ ذلِكَ أَعْطُوهَا عَذَابًا وَحُزْنًا. لأَنَّهَا تَقُولُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا جَالِسَةٌ مَلِكَةً، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَرَى حَزَنًا. 8مِنْ أَجْلِ ذلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَتَأْتِي ضَرَبَاتُهَا: مَوْتٌ وَحُزْنٌ وَجُوعٌ، وَتَحْتَرِقُ بِالنَّارِ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ الَّذِي يَدِينُهَا قَوِيٌّ. ]  [ الرؤيا : 18 :  4ــ8 ]  ويبكي عليها الغرب وشركاته الاحتكارية ممن نهبوها وأكلوها وتركوها عظما !! يبكون على الدولار الماشيحاني بعد دمار أميركا بابل العظمي قريبا ..

[وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ ، الَّذِينَ زَنَوْا وَتَنَعَّمُوا مَعَهَا ، حِينَمَا يَنْظُرُونَ دُخَانَ حَرِيقِهَا ، 10وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ لأَجْلِ خَوْفِ عَذَابِهَا، قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ بَابِلُ! الْمَدِينَةُ الْقَوِيَّةُ! لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ. 11وَيَبْكِي تُجَّارُ الأَرْضِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهَا، لأَنَّ بَضَائِعَهُمْ لاَ يَشْتَرِيهَا أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ، 12بَضَائِعَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَجَرِ الْكَرِيمِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْبَزِّ وَالأُرْجُوانِ وَالْحَرِيرِ وَالْقِرْمِزِ] [ الرؤيا : 18 : 9ــ 13 ]

وها هو بوش الأحمق يتصدع بنيانه ويقدم فشله لحكومته !! فهذه إمارات الساعة ومشاهد زمن النهاية حيث يبرز تلاميذ الدجال كزبد البحر ثم يخبون بلا حسرة ولا أسف على حكوماتهم الملعونة . وفي قراتنا لسفر الرؤيا  رأينا أنه يتحدث عن ظهور مرتقب للسيد المهدي عليه السلام في الأرض متجها بالأمم نحو العدل والقسط  يقول يوحنا اللاهوتي كاتب السفر :

[11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ:«مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ  ] [ الرؤيا : 19 : 11 ــ 16 ]

والمشهد هنا يكتمل في تجسيد واستيضاح كفتي الصراع  ، ورؤيا يوحنا تؤكد الظهور المحتوم للمهدي عليه السلام ، فهو كما سجلناه في كتابنا المهدي عليه السلام ينزل وشيكا من السماء لمواجهة الكافرين وكل الظالمين ينزل على فرس أبيض وهي خيول الملائكة  يجلس عليه روح الله وخليفته المعظم في طلعة وبهاء جده المصطفى صلوات ربنا وسلامه عليه وآله الطاهرين يحمل سماته وعلى كتفة ختم النبوة واسمه كجده الأمين الصادق وهو الأمين العادل المقسط الصادق في عهده ينزل السيد المسيح بن مريم عليه السلام ويصلي خلفه ويحمل بالعدل لواءه ويخلفه في أمة جده r ويقتل الوحش الدجال في زمنه وبإمرته  والأجناد النازلون من السماء ملائكة الرحمن له غوثا ، سيفه ماض في أعداءه .. يدخل العراق فيطهرها ويبيد كل كافر فيها ويجتث اليهود والأمريكان وجبريل وميكائيل عليهما السلام بين ساقتيه .. [ كتابنا : المهدي : النزول ،الخروج ، تحرير القدس ] وبعد دخوله القدس فاتحا مكبرا يكون النصر على ساقتية وتكون البركة وإحياء الأرض  .. ويقتل اليهود في القدس قتلا لم يقتلهم  أحدا قبله … يؤيد ذلك سفر الرؤيا :

[19وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. 20فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. 21وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ. ] [ الرؤيا : 19 : 19ــ21 ] وهكذا يبدوا التصوير متفقا تماما مع ما جاء في مصادرنا الإسلامية بما يؤكد أن النص لم تصله يد التحريف من وجهة استخدامه المقلوب حيث ينتحل الدجال كعادته من عمق التاريخ سمات المسيخ وعندما يجئ المخلص وهو المهدي عليهما السلام يذبحون على موائد زيفهم الملعونة ..  والوحش الكذاب الذي يحاربه كما في النص هو المسيخ الدجال الكذاب حتى تشبع الطيور من لحوم كل المفسدين والجبارين الطغاة أمثال بوش وأداته بلير وعملاء الماسونية الزرقاء في حكومة بونابرت اليهودية الجديدة في فرنسا .. وهكذا تنتهي مساحة الشر في القدس ويطهرها الله بسليل رسولنا الأعظم r .. ويبقى بعد الدجال ويأجوج ملفا أسود واحدا وهو ذبح إبليس الرجيم على يد نبينا المقدسة..  فيخلص ربنا الواحد الأحد بيد جليله وحبيبه كل آثار للخبيث في دوله العدل ويكون هو المفسد الذي تقوم قيامة آل محمد المطهرين يفرحون فرحة لم يفرحوا قبلها إلا فرحتهم تحت عرش الرحمن الرحيم .. ولازالت المعركة حتى مجئ يوم الفرحة مستمرة .. وأن : [خطورة هذا الأفعوان المرعب ، تتمثل في ما يحمله في أحشائه من سموم مُميتة ، كان أسلافهم قد تجرّعوها من قبل ، ووصفوا تأثيرها المؤلم على امتداد التوراة الشاسع ، فشغلت حيّزا كبيرا من فكرهم ووجدانهم ، فمجرّد التفكير بتكرار ذلك المصير المرعب ، الذي حلّ بأسلافهم ، من جرّاء تلك الأفعى التي أنجبت هذا الأفعوان ، يُصيبهم بحالة من الذعر والهلع ، لذلك كان وسيكون لهم ، محاولات عديدة للتخلّص من خطر هذا الأفعوان على وجودهم :

– المُحاولة الأولى : هي الحرب الإيرانية العراقية ، لأصابته بالشلل وقد أُصيب ، فتسنّى لهم ضرب مفاعله النووي ، واجتياح بيروت ، وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان .

– المُحاولة الثانية : هي الحرب الأمريكية العراقية ، لتغيير رأس هذا الأفعوان ، وزرع رأس جديد له ، وتقطيع أوصاله وتفريق شملها ، وتوزيع دمه على جميع القبائل التي اجتمعت عليه ، ولم يُكتب لها النجاح .

– المُحاولة الثالثة : هي الحصار الأممي ولجان التفتيش ، لنزع الأنياب التي تنفث السمّ ، بتدمير أسلحة الدمار الشامل ، وحرمانه من امتلاك أسلحة جديدة ، فاقتلعوا الأنياب واستخرجوا السمّ ، ولكن الأنياب نبتت من جديد ، والسم يتجدّد ولا ينقطع .

– المُحاولة الرابعة : هي الحرب الأمريكية الشاملة ، مع احتمالية توجيه ضربات نووية محدودة إن أمكن ، لقطع الرأس والأوصال معا ، حيث لم يعُد هناك أهمية لتوزيع دمه على القبائل . وستصبح احتمالية الضربات النووية قائمة وحتمية فور امتلاك أمريكا ، للدرع المُضاد للصواريخ المُحمّلة بالرؤوس النووية ، وهذه الحرب قائمة بلا أدنى شك ، إن لم يقع ما لم يكن في حُسبان أمريكا وإسرائيل ، فهم يُخطّطون لها ويستعجلونها ، ويطلبون من الرئيس الأمريكي ، تهيئة الشعب الأمريكي لتقبّلها ، وسيعملون جهدهم لإشعالها في أقرب فرصة ممكنة ، ظنا من الذين لا يعقلون ولا يفقهون ، بأنهم قادرين على منع رب العزة من إنجاز وعده فيهم ، بإبادة العراقيين وتقسيم العراق وإسقاط قيادته .

ونختم هذا الفصل بنص من المزمور 137 من سفر المزامير ، الذي يترنم به اليهود والنصارى في صلواتهم : يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يُجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يُمسك صغارك ويلقي بهم إلى الصخر

(241)

83 ــ بيريز ومخطط الشرق الأوسط الجديد :

هذا ويعتبر كتاب شمعون بيريز رئيس الوزراء الصهيوني الخزري من أخطر التصورات اليهودية الماشيحانية التى عمل اليهود من خلالها في عهده لإنفاذ سياسته الخارجية ورسم تصوراته التي حملها شارون وجعله في حزب كاديما اليميني  !! متجهين عبر بوابة بوش والصهيونية المسيحية وعملاء الموساد في مجلس الأمن القومي الأمريكي وما لعبة الماشيحاني نتنياهو مع المومسة اليهودية ودور جيري فالويل في القضية سوى صورة لأيديولوجية بيريز الخزرية الوثنية ! بربط الملف الفلسطيني بالسياسة الماشيحانية الصهيونية .. وعبر ما عرف بالحكم الذاتي هرعت الحكومات المشبوهة لكرسي الاعتراف بإسرائيل والصهيونية وإلغاء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية !! لتصبح ورقة ماشيحانية فاقدة للأصول النضالية والتاريخية وظيفتها حفظ الأمن اليهودي قبل الأمن الفلسطيني ،

ــ 84 إستراتيجية جديدة تضمن أمن إسرائيل”.‏

[تدعو الدراسة إلى التخلي عن اتفاق أوسلو بسبب عجز السلطة الفلسطينية عن تنفيذ تعهداتها، وتطالب باحترام حقوق اليهود في دولة “إسرائيل” الكبرى اليهودية واعتبار هذا الشرط ملزماً في أي اتفاق. وتشير الدراسة إلى أهمية ربط المصالح الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة بالإستراتيجية الأمريكية الشاملة.‏

استغلت إسرائيل فكرة المصالح المترابطة بينها وبين الولايات المتحدة وأكد شارون للرئيس بوش أن الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة هو نفسه الذي يضرب إسرائيل منذ عدة عقود، مما ولّد انسجاماً وتوافقاً وتبنياً أمريكياً لمخططات وممارسات ومواقف حكومة إسرائيل الليكودية.‏

وزعم يهود الولايات المتحدة أن كراهية العرب لإسرائيل نابعة من أحقاد دينية (إسلامية) وتاريخية متوارثة وأن الثقافة العربية -الإسلامية والمناهج الدراسية هي المسئولة عن الكراهية ودعوات التحريض على قتل اليهود والأمريكيين.‏

إن المشروع هو في الأساس تخطيط صهيوني طرحه شمعون بيرس بعد توقيع اتفاق أوسلو في كتابه:‏

[  نظام الشرق الأوسط الجديد ]  ، لإقامة [ إسرائيل العظمى ]  الاقتصادية وفرضها بإرهابها وعنصريتها واستعمارها وأطماعها وأكاذيبها .‏ إن المرء يستغرب حديث الولايات المتحدة في المشروع عن الحرية والديمقراطية، وهي التي عملت وتعمل على وأد حرية الشعوب في كل مكان، وهي أكثر دولة في تاريخ البشرية مارست الحروب والإبادة الجماعية واستخدام القنابل الذرية والذخائر المحشوة باليورانيوم المستنفذ. ويتعارض المشروع مع التاريخ والجغرافيا ومبادئ القانون الدولي ويخالف طبيعة المنطقة وهويتها.‏

يقوم المشروع على أنه رؤية لمستقبل المنطقة وبرنامج عمل تسعى الإدارة الأمريكية لتطبيقه بمساعدة الدول الصناعية الثماني وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.‏ وبالتالي جاء المشروع بتخطيط وضغوط خارجية، وبعبارات مضللة تكيل الوعود الكاذبة للمنطقة بالحرية والديمقراطية والمعرفة والتنمية. وبنفس الوقت يقفز المشرع الأمريكي عن جذور الحرب والمشاكل والمجازر والتخلف والاحتلال الذي سببته إسرائيل والدعم الأمريكي لها.‏

فالحروب الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة هي من الأسباب الرئيسية للتخلف وعرقلة التنمية والتطور.‏

ويقفز المشروع عن الصراع العربي -الصهيوني والمصائب والكوارث والويلات والتخلف الذي سببته إسرائيل ويلغي الأبعاد التاريخية وخصوصية تجارب كل بلد والمستوى الثقافي والاجتماعي، الذي وصل إليه ويعمل على تحطيم منظومة القيم والأخلاق والمفاهيم التي تكرست خلال آلاف السنين.‏ وينطلق من محاولة تغيير العقل والإرادة والروح والقيم والأخلاق من الخارج، مما يظهر بجلاء وقاحة ووحشية الإمبريالية الأمريكية المعروفة بأكاذيبها وبعدم صدقيتها وعدم توفر النوايا الحسنة لديها تجاه العرب والمسلمين .‏ } (242)

85  ـــ منتدى دافوس ومشروع الشرق الأوسط الكبير‏:

بتاريخ 15 أيار 2004 وعلى مدار ثلاثة أيام وللمرة الثانية خلال أقل من عام انعقد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن، وشارك فيه حوالي 1200 شخصية من 51 دولة، بينهم ستة رؤساء دول و40 وزيراً وحوالي 500 من رجال الأعمال.‏

انعقد المنتدى تحت عنوان [شراكة من أجل التغيير والسلام والتنمية ] وركز على الإصلاح في البلدان العربية والصراع العربي ـ الصهيوني والوضع في العراق.‏

ويعتبر منتدى دافوس أحد الأدوات الأساسية للامبريالية الأمريكية وأحد أذرع المخابرات المركزية لتعميم العولمة وتعزيز الهيمنة الأمريكية وفرض التطبيع بين العرب وإسرائيل.‏

انعقد مؤتمر دافوس الأول في البحر الميت مباشرة بعد احتلال العراق لترسيخ الاحتلال وتخليد الوجود العسكري الأمريكي فيه لسلب ثرواته وتغيير هويته العربية ـ الإسلامية، وتصفية أفضل المشاريع الاقتصادية في بعض البلدان العربية لصالح الشركات المتعددة الجنسيات، وتصفية الاقتصاد الوطني وربطه بالتبعية للاقتصاد الأمريكي. ويخدم عقده في البحر الميت، وفي ظل تصعيد العدو الإسرائيلي للاجتياحات والإبادة والاغتيالات والتدمير في قطاع غزة والضفة الغربية تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وخطوة عملية لتنفيذ أهم الأفكار الواردة في مشروع الشرق الأوسط الكبير. فأدرجت قضايا سياسية هامة على جدول الأعمال في المؤتمر ومنها فلسطين والعراق والإصلاح لذر الرماد في العيون وتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير بالاستقواء ببعض الأطراف العربية والاتحاد الأوروبي.‏ (243)

وقد استطاعت القوى الماشيحانية الإمبريالية من تنفيذ سياساتها الشيطانية في تجزئة المنطقه وتجزئة المجزئ كما عبر الدكتور محمد السماك في  لقاءه مع فضائية الجزيرة وفضح المخطط الماشيحاني وأيديولوجية المسيح الصهيوني ، هذا وان سياسة بوش وأزلامه الأوروبيين في فلسطين ولبنا والعراق على وجه التحديد لتؤكد أبعاد مشروع الشرق الأوسط الجديد ورسمه وتزيينه الشيطاني في العقل العربي  من خلال تطبيع الإعلام العربي ليكون الحاقية للإعلام الصهيو أمريكي  وتم تعميم أميركا المجرمة عبر وزيرة خارجيتها كوندريزا رايس لوزراء الخارجية العرب ورؤساء الأجهزة الأمنية العربية وتحديدا في فلسطين ولبنان والعراق بعدم إصدارات لتغطية الإنتفاضه وأعمال المقاومة الإسلامية وعدم نشر مقاطع الشهيد محمد الدرة  ومقطع الفتاة الفلسطينية هدى بعد استشهاد والدها على بحر غزة ؟؟ وكذلك ربط الحكومة اللبنانية والفلسطينية بالسياسة الأمريكية ومخطط الشرق أوسط الجديد ، وبالتالي كشفت الجامعة العربية عن ساقيها وعملت عبر مؤتمرات القمة العربية ، للترويج والتسويق للمبادرات السعودية وجعلها كقاعدة للتطبيع الشامل في المنطقة وهو من شأنه إنجاح مخططات سوريا الكبرى الأنجلو أمريكية عبر اجتاح إسرائيل مرة ثانية الى لبنان بدعوة حكومية لبنانية !! وفي المقابل تزحف قوات بوش والتحالف نحو دمشق وترتيب أوراقها للتطبيع بالقوة والبدائل الأمريكية جاهزة في لبنان ودمشق .. وهكذا يتم حصار الأيديولوجية الثورية الإيرانية في المنطقة بعد حصارها عبر محاور عديدة [ باكستان مشرف ـ وأفغانستان كرزاي ــ وتركيا الكمالية وتأكيد خنقها عبر محاولات حثيثة ويائسة في العراق .. وبهذا يكتمل مشروع 2 جورج في المنطقة وهو المبني كما في مبحثنا على الخلفيات البروتستانتية التوراتية المحرفة !! ومحور الشر المرسوم على قاعدة تحطيم القوى الثورية العالمية بهرمجدونية بوش الداعية لنهب الأمم عبر القوة العسكرية والإرهاب النووي . وإشعال أميركا وعملائها المنطقة بالفتن الطائفية في لبنان والعراق ولبنان وتحديدا فتنة الشيعة المفتعلة والمخططة منذ نصف قرن ، وفي ضوء ذلك صعد عملاء أميركا عبر البوابة السعودية من خلق بديل لمجموعات سنية طائفية تغذيها بالفكر الطائفي والعدواني برز ذلك بوضوح في العراق ولبنان ومحاولة دعم بند ر السعودي !! لمجموعات عسكرية تعرضت لذكرها الجزيرة القطرية .. ويحاول الخط السعودي في فلسطين من ترويج الفكر التكفيري ووضعه في سياقات الحرب مع التنظيمات الفلسطينية تاره وإثارة حرب وهمية على منابر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هي الحرب على الشيعة علما حسب معرفتي ليس في فلسطين شيعي واحد اللهم هو النقاء الثوري الإسلامي الطاهر عند قطاعات أغلب الشعب الفلسطيني الداعم بلا حدود لحزب الله والشيخ حسن نصر الله أعزه الله ..ان شر البلية في المؤامرة الأمريكية أن تجد لها أبواق جديدة ولا ينسى في سياق حديثنا عن الشرق أوسط الجديد ما طلبته الخارجية الإسرائيلية من وزيرة الخارجية الهرمجدونية والمعادية للإسلام كوندريزارايس بضرورة العمل الدءوب لوجود تنظيمات سنية مسلحة وغير مسلحة لمواجهة ما يسمى بالإسلام الشيعي عقب الدمار التي أحدثتها صواريخ الشيخ السيد حسن نصر الله .. وبالفعل تم توكيل النظام السعودي بهذا المخطط وحسب ماكتبته جميع الصحف والفضائيات اتصلت السعودية بحركة حماس والجهاد الإسلامي وعرضت السعودية على حركة حماس أضعاف ما تتسلمه من إيران وكان الرفض من حماس لهذا التوظيف مع الاحتفاظ للسيد مشعل بعلاقات عربية .. مع الحكومة السعودية قد  جعل الحكومة السعودية الوفية لأميركا لا تقطع العلاقة  فاستغلت الحرب والفتنة الداخلية في فلسطين والتي  هي حسب تحليلنا لا نراها بعيدة عن الحكومات العربية التي تشعل الفتن الداخلية ليكون لها دورا في قلب فلسطين بما يقطع على المقاومة طريقها .. والجدير بالذكر ما قدمته الحكومة السعودية من رشوة لفتح وحماس  [ 2 مليون دولار]  وكان سر الدعوى كما يعلم كل ذي بصيرة وأدنى وعي في التحليل السياسي أن المال الممنوح هو لصرف الجماعات الفلسطينية عن إيران وحزب الله وبالطبع يبقى هاجس التشيع لآل البيت النبوي عليهم السلام يكفيه فتوى للذبح والتفجير وقد هددت شخصيا مئات المرات بحرق منزلي وتفجيره لوجهاتي الفكرية الناقدة .. نؤكد أن المخطط الهرمجدوني البوشوي يحتاج لتصفيات من عشرات الأحرار في فلسطين ووضعهم على قوائم المطلوبين لتمرير تجربة أميركا في العراق في قلب فلسطين .. ومن يقوم على انفاذهذه المؤامرة في فلسطين ولبنان تحديدا هو خائن لله والإسلام والتاريخ .. وهذا المخطط الطائفي الخطير لازال له جذوره [ اتهمت فتح حركة حماس بأنهم شيعة في مهرجان ضخم !! وبحواري معهم لماذا هذا الترويج المسّيس ؟ كانت الإجابة : نحن نعلم أنهم ليسوا شيعة لكنهم حاربوا الجهاد واتهموهم بالتشيع ونحن نحاربهم بالمثل !! ألا يبدوا بكل الصور التحليلية أن الساحة الفلسطينية تتجه نحو الغرس الطائفي المقيت ورسم السياسة الشيطانية الدموية والتي لازالت مكرسة ومشهرة سيفها .. وهل الدم الفلسطيني المرابط هو الثمن لأدوات كوندريزا رايس المخابراتية في العواصم العربية !! وهل سيمتد الغطاء التكفيري المحموم للحروب الأهلية لقد أصدر مؤلف هذا المبحث عشرات الفتاوى عبر بيانات الجهاد الإسلامي  في الانتفاضة الأولي ولا زلت :  [ بكفر من يرفع السلاح على المسلمين  ،والسلاح الإسلامي والوطني له وجهه واحدة يعرفها الإستشهاديون وكل الأحرار في وطننا الإسلامي .. وأي توجيه معاكس لا يصب إلا في مصلحة أميركا وإسرائيل والإتجاه الهرمجدوني التي يروج له عملاء أميركا !!

86 ــ المفهوم الجغرافي السياسي : الشرق الأوسط الكبير
[ ولنبدأ بفهم دلالة المصطلح الجغرافي السياسي الذي يؤطر إستراتيجية الأعداء قبل تحديد الموقف منه : الشرق الأوسط الكبير. أليس هو الاسم المناسب لخطة العدو من حيث بحثه عن كيفية التصدي لمنطقة أدرك أنها بصدد العودة إلى وحدتها الأصلية بعد حصول حدثين كبيرين جعلا هذا المفهوم يكون أفضل طريقة لإخفاء الغاية الأساسية أعني درء الخطر الإسلامي الداهم في نظرهم الاستراتيجي لتعارضه مع منزلتهم العالمية التي من شرطها الاستحواذ على منابع الطاقة والممرات بدليل التلازم بينه وبين توسيع الحلف الأطلسي على كل تخومه؟ ألا يمكن  أن نجعل هذا المفهوم أداة درء خطر الأعداء ورد كيدهم إلى نحرهم إذا أدركنا مبدأ هذه الوحدة الأصلية التي يسعى العدو للحيلولة دونها والتحقق فأحيينا شروط فاعليته وتوسلناه لنجعل من الشرق الأوسط الكبير شرقا أوسط أكبر كما نبين في هذه المحاولة نقلا إياه من التصور الجغرافي السياسي العسكري الذي يحصره فيه العدو إلى التصور الحضاري الروحي الباعث للكونية التي تستند إليها حضارتنا ؟ … قال المفكر والمؤلف الأميركي مايكل كولينز بايبر إن الحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها على العراق ضمن مخطط إقامة إسرائيل الكبرى وإن اللوبي الإسرائيلي في الإدارة الأميركية هو المحرك لشنها. وقال في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة في أبو ظبي الثلاثاء إنه في حالة شن حرب على العراق فسوف تقوم إسرائيل بترحيل الفلسطينيين وإن هذه الخطة تتصل بحلم إسرائيل الكبرى, الأمر الذي تعمل الإدارة الأميركية على تشجيعه والترويج له .
وكان بايبر قد أثار جدلا عندما صدر كتابه (الحكم الأخير.. الحلقة المفقودة في مؤامرة اغتيال كينيدي) والذي اتهم فيه الموساد بتدبير الاغتيال قائلا إن كينيدي كان في صراع مع الزعيم الإسرائيلي ديفيد بن غور يون لما وصفه بايبر باعتزام إسرائيل حينذاك صنع أسلحة نووية حتى أن بن غور يون اعتبر وجود إسرائيل في خطر بسبب سياسات الرئيس الأميركي .
وقال بايبر في محاضرته إن اللوبي الإسرائيلي هو المحرك الرئيسي وراء اندفاع الإدارة الأميركية للحرب يساعده في ذلك الحضور اليهودي القوي في الإعلام الأميركي, مضيفا أن رابطة مناهضة التشهير (بناي بريس) اليهودية في الولايات المتحدة تقيم علاقات وثيقة مع الموساد وتجمع معلومات لصالحه.
وقال المفكر الأميركي “إنها تعمل كوكالة عدائية جدا للعلاقات العامة نيابة عن إسرائيل وضد كل من ينتقدها.. الإعلام الأميركي يتهافت على نشر أي شيء تؤكده الرابطة دون سؤال”, مشيرا إلى أنها وراء الحملة الشرسة التي شنتها كبرى وسائل الإعلام الأميركية ضد العالم العربي وبشكل خاص المملكة العربية السعودية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول. (244)

87 ــ فشل بوش في العراق سقوط للرؤية الهرمجدونية ؟ :

إننا نري في هذه القراءة الموجزة أن فشل الرئيس بوش في حملته الصليبية على العراق والمنطقة لا يعني بحال حدوث انقلاب وتراجع في السياسة الدموية الأمريكية في العالم ،وذلك لكون المؤسسة الأمريكية قد جبلت منذ اليوم الأول على المجاز وحروب الإبادة وبمراجعة الذاكرة التاريخية الدموية الأمريكية المعاصرة قد استلمت جرائمها من دروس الهنود الحمر [ويقول جننجز في ‘اجتياح أمريكاإن السلطات الاستعمارية رصدت مكافأة لمن يقتل هنديا ويأتي برأسه، ثم اكتفت بسلخ فروة الرأس إلا في بعض المناسبات التي تريد فيها التأكد من هوية الضحية. ولعل أقدم مكافأة انجليزية علي ‘فروة الرأس’، بدلا من كامل الجمجمة تعود إلي عام .1694 في 12 أيلول/سبتمبر من ذلك العام رصدت المحكمة العامة في مستعمرة ماساشوستس مكافآت مختلفة لكل من يأتي بفروة رأس هندي مهما كان عمره أو جنسه. وتختلف هذه المكافآت بحسب مقام الصياد: خمسون جنيها للمستوطن العادي، وعشرون جنيها لرجل الميليشيا، وعشرة جنيهات للجندي. ولم تمض عشرون سنة حتي رصدت كل المستعمرات الانجليزية جوائز مماثلة. ثم تغيرت ‘التعرفة’ في عام 1704 .. ويقول شاهد آخر هو الجندي آشبري بيرد أن ‘عدد الضحايا يتراوح بين 400 و 500، وأنهم جميعا تعرضوا لسلخ فروات رؤوسهم. (245) وهذا يشير الى تأصيل في العقل الأمريكي نحو الجريمة حتى لوتغير الرئيس الأمريكي ولا يمكن بحال أن يتعلق المستقبل الأمريكي كمؤسسة دموية برئيس أمريكي محدد ، وأن شطبه من كرسي الرئاسة لا يعطي شهادة طلاق بينه وبين علاقة المؤسسة الأمريكية والعقيدة الماشيحانية والتي أصبحت سمة وطقوس من طقوس الحياة العامة في الواقع الأمريكي  الذي يستلهم بركته من المسيخ الكذاب !! وحينما تجد شرائح غير قليلة من الأمريكيين تعطي القاتل جورج بوش صفة الولي الصالح والمستلهم روحيته من السماء و أن الماشياح يكلمه ويعطيه الأوامر بتدمير العالم  !! فلا يستبعد أن يفرز هذا الواقع المنهجي المليوني من هو أكثر إجراما من جورج بوش ، لاسيما والمؤسسة الأمريكية وبوليسها الأمني وجهاز الأمن القومي يحتوي على ترسانة من رجال الموساد المحسوبين على عقيدة بوش الماشيحانية  وهم الذين يخططون له بغزو وتدمير العراق ،  فالتدبيرين الموسيديت وحينما يصلون بالوعي الأمريكي الى حد الشعوذة والطقوس الخادعة ويعتبرون 2 بوش هو المتحدث الرسمي مع المسيح فعلى الدنيا السلام !!  وقد ذكر الدكتور هاني حجاج قال : [ في كتابه الأخير[ إيمان جورج 2 بوش  ] للكاتب الأميركي ـ  ستيفن مانسفيلد  ـ يتناول بشكل عام تفاصيل حياتية للرئيس الأميركي الحالي “جورج 2 بوش”، مع إلقاء ضوء قوي علي جانب الدين في حياته و دوره في التأثير على سلوكه الدبلوماسي وتفكيره السياسي و طموحه الحربي و العسكري، و لا سيما و ألان يعلو صوت اليمين الأميركي المتدين في ما بعد أحداث سبتمبر  2001 مطالبين بوقف الإرهاب الإسلامي و الانتقام كلما أمكن!    وفي الفصل الأول من الكتاب يبحث [ مانسفيلد ] في الأصل الديني لعائلة الرئيس الأمريكي، ويشير المؤلف إلى التجربة [ الروحانية ] التي مر بها جورج بوش الأب إثناء اشتراكه في الحرب العالمية الثانية عندما هوت طائرته وهو في مهمة ضد اليابان و تم إنقاذه بواسطة غواصات أميركية بمعجزة جديرة بإيرادها ضمن سير القديسين و الأولياء ، بالإضافة الي أن بوش الأب كان صديقا شخصيا للداعية الديني الأميركي الشهير [ جيري فالويل ] الذي يعتبر واحدا أهم قادة اليمين الأميركي المتدين .. وصفه المؤلف جورج بوش الذي أرسلته السماء!!  ] (246)  والجوقة الدينية المحيطة به تعطيه أوصاف الملهم الذي يخشى الله تعالى ولهذا كما في مدخل الموضوع نؤكد باستحالة تحلل القيادة الأمريكية من الضغط الصهيوني وجماعات اللوبي على قلتها هي جماعات موغلة في البروتستانتية التوراتية ويعود امتدادها الى نشوء أميركا والذي كان على رأس حملاتها حاخامات من اليهود واعتبروه بمثابة العودة المؤقتة الى أورشليم !! وحقا رسموا سياسة الماسون الماشيحانيون حينما وضعوا على أول  دولار أمريكي عين الدجال ؟؟ فدولة يصطلح عليها بين الأمريكيين بالعم سام حتما لاتكون نهايتها سوى بدمار الهي كلي .. وحين يتولى رونالد ريجان الحكم وهو كاثوليكي : ويؤسس من جديد لميشاحانية تقوم على أساس البركة الإسرائيلية وأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يمنحها البركة ودوام النعمة ، فلا يراهن على فشل رئيس  في الحكومة الأمريكية بنزع فتيل العداوة بين الأمم وأميركا ، لكن فشل بوش تحديدا في العراق سيعطي انعكاسات خطيرة على المد والمصالح الأمريكية  وحول فشل بوش المحتوم وحملته في العراق فقد اعترف بوش بعجزه عن التواصل وعجز الحكومة عن توفير الدعم اللازم لقواته العسكرية ..  [ لقد قالها  جورج بوش أخيرا بعظمة لسانه ، انه ارتكب اخطاءا كثيرة في  حربه على العراق، ولم يعلق أو يوضح ماذا كان يقصد بذلك. فهل كان يقصد  بخطئه باتهامه للعراق بامتلاك الأسلحة النووية والبايلوجية وغيرها؟ أم قصد اتهامه لنظام الدكتاتور صدام حسين بإقامة علاقة مع القاعدة ؟ أم  شعوره بندم كبير على إحلاله جيش العراق و بقية أجهزة الدولة  العراقية بسرعة كبيرة ؟ أم هل كان يقصد في اعتماده على الصقور في البيت الأبيض الذين زودوه بمعلومات خاطئة وألان قد أحيلوا معظمهم الى التقاعد ؟ المهم اعترف جورج بوش انه أخطا بعد قرابة أربع سنوات من القتال  الطائفي  في العراق،  ..  حقا  كان جورج بوش  المسئول الأول عن هذا العمل الذي ربما سينظر التاريخ إليه كجريمة دولية واعترافه بفشله لن يشفع له من غضب الشعب الأمريكي ، سوى  جرأته  وسرعة اعترافه بخطئه.عكس قادتنا العراقيين الذين كان إخوة يوما ما في المعارضة واليوم أصبحوا ادعاء بعضهم  للبعض الآخر وباتوا سرطانا في جسد الشعب العراقي بسبب أحزابهم الطائفية. ] (247)

هذا وا أخطر علامات الفشل الأمريكي هي الخسائر الفظيعة في الجيش  البوشوي و .. [ ان تجرع مرارة الفشل والخسارة أمر صعب للغاية. ويكون طعمه اشد مرارة من العلقم عندما يتعلق الأمر بفشل الولايات المتحدة الأمريكية وخسارتها حربها العدوانية الغاشمة ضد العراق وشعبه. أمريكا خسرت الحرب في بلاد الرافدين ، رغم أنف الوزير رامسفيلد وتخسر يوميا من مصداقيتها وكرامتها وهيبتها بشهادة أهل الحل والعقد والحكماء والعقلاء في واشنطن . أكثر من 1707 قتيل و 12 الف جريح ومصاب. (يمثل هذا الرقم عدد الراقدين في المستشفيات العسكرية الامريكة حاليا ، وان عدد المصابين منذ بداية العدوان جاوز 45 ألف مصاب حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن جمعية المحاربين الأمريكيين] وإنفاق 250 مليار دولار وحشد 160 الف جندي وضابط أمريكي و200 ألف مرتزق وعميل ومخبر وصعلوك ودايح ، كل هذا فشل عجز عن تأمين شارع واحد في بغداد طوله 6 أميال ، سموه شارع الموت، وهو شارع المطار. ثم عجزت هذه القوة الخيالية  بتسليحها وتجهيزاتها عن السيطرة على ناحية الكرابلة والمبيت فيها ليلة واحدة اوالدخول الى قضاء القائم ، فهاتين المدينتين الباسلتين مرغتا انف المصارعين في غائط  ثيران وهوايش العراق وغرست الرمح والخنجر في دبرها و قلوبها وفقئت بها عيونها. وهكذا مع عسعسة الصباح يتعمق فشلها في العراق ، وكلما تمادت في القتل والتدمير والكذب والتضليل فضحتها المقاومة العراقية الباسلة بصمودها وتكشفت للعالم أي نمر من فخار هذا الذي يريد ان يتسيد العالم !! ]  ويستطرد الكاتب قوله : [أن خسارة أمريكا لحربها ضد العراق ليس قناعتنا وحدنا فقط، فنحن مؤمنون به منذ اليوم الأول، بل أنها أصبحت قناعة شريحة كبيرة من المحللين السياسيين الأمريكيين والأوروبيين وتتسع يوما بعد يوم لتشمل بقية أنحاء العالم.  لقد طفح الكيل عن الشعب الأمريكي وممثليه في الكونجرس وحالة الاستياء والقلق باتت بادية للعيان في أوساط المشترعين وقبلهم المنصفين من الصحفيين والكتاب الحريصين على سمعة ومصداقية بلدهم من استمرار إدارة الرئيس بوش بالكذب على الشعب الأمريكي وتضليله وتشويه وحجب حقائق ما يجري على ارض العراق عنه . فالإدارة الأمريكية تعي حراجة موقفها بعد ان تكشفت الحقائق لرجال الكونغرس ورجال الصحافة الأحرار وبدأت تتسرب الى الشعب الأمريكي، فأنها قرأت على أبواب الفلوجة المقدسة عنوان فشلها في الملحمة الأولى،  في شهر آذار/مايو- نيسان/ابريل عام 2004.. وبعد ان تصاعدت وثائر العمليات النوعية والكمية للمقاومة التي تخطت 120 عملية مؤثرة  في اليوم الواحد في أشهر أب ، أغسطس- تشرين الثاني، نوفمبر2004 ، عكفت مراكز البحوث الأمريكية ومؤسسات الفكر ( ثنك- تانك ) على صياغة استراتيجية الخروج ، ونشرت هذه المراكز عشرات الدراسات العسكرية والاستخباراتية و التحليلات السياسية التي اعتمدت على آراء القادة العسكريين الميدانيين والمسئولين السياسيين والاستخباريين ،  فأكدت جميع تلك الدراسات على صعوبة أو استحالة القضاء على المقاومة العراقية عسكريا وان قوات الاحتلال تواجه وضعا صعبا للغاية. الأمر الذي حمل الرئيس بوش مؤخرا على الاعتراف بهذه الحقيقة في خطابه الأسبوعي عبر الإذاعة وتأكيده على ان قواته  تواجه مشاكل عسيرة وأن المهمة في العراق ليست سهلة ولن تنجز بين عشية وضحاها ، وهو نفسه الذي أعلن للعالم من على ظهر حاملة الطائرات يوم الأول من أيار مايو بان المهمة قد أنجزت وأن العمليات العسكرية قد انتهت!! الرئيس الأمريكي اعترف بتعابير دبلوماسية بان مشروعه في العراق يواجه فشلا. فإذا تحدث الرئيس الأمريكي بعد 26 شهرا  بلهجة ملئها التشاؤم والإحباط وكأن الحرب في بدايتها فأين هو النجاح الذي حققه ؟!!

.. فهذا الكاتب ديفيد كلارك في الواشنطن بوست يقول يوم 19 الجاري ، أن أمريكا خسرت الحرب في العراق وأن الانسحاب مسألة وقت. ويفضح الكاتب براد كنيكربوكر في الواشنطن بوست أيضا في 12/يونيو الموقف الأمريكي المتأزم في العراق قائلا: أن الحرب في العراق تدخل الآن مرحلة حرجة وهي تؤثر على الجماهير في الولايات المتحدة بالقدر الذي تؤثر فيه على الجنود في ساحات المعارك. ويؤكد الكاتب آري بيرمان في صحيفة الواشنطن بوست يوم 12 يونيو بان الانسحاب من العراق عبارة تتعزز في أمريكا. ]

(248) و [ لم يعد ممكنا أن يفلت الرئيس الأمريكي بوش من قلب العاصفة العاتية التي تهب رياحها الساخنة من العراق علي البيت الأبيض‏,‏ مما يؤجج من الانتقادات الحادة التي تنطلق من قلب واشنطن علي حرب بوش في العراق‏.‏.‏ و يكشف جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية‏ ,‏ في كتاب يصدر سماه في قلب العاصفة‏ ,‏ أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وعددا من كبار المسئولين في إدارة بوش قد دفعوا أمريكا نحو الحرب في العراق دون إجراء نقاش جاد ..  ويعرب تينيت عن شكوكه في أن تحقق زيادة القوات الأمريكية في العراق أي نجاحات عسكرية‏,‏ ويشير إلي أن ذلك ربما كان ممكنا قبل ثلاث سنوات‏.‏ أما الآن فان العنف الطائفي قد ترسخ‏,‏ ولم يعد في وسع القوات الأمريكية أن تسيطر علي التدهور الأمني‏ .  ومما يعزز هذا المعني أن ضابطا أمريكيا هو بول ينجلينج نائب قائد الكتيبة الثالثة المدرعة في العراق اتهم الجنرالات الأمريكيين بتضليل الكونجرس‏,‏ والرأي العام الأمريكي حول مجريات الحرب في العراق‏.‏ وأوضح أن الجنرالات لم يقدموا للجمهور الأمريكي تصويرا دقيقا لشدة العمليات العسكرية عقب غزو العراق واحتلاله عام‏2003.‏ وأكد أن أمريكا لم يكن لديها خطة متماسكة لتحقيق الاستقرار في عراق ما بعد صدام‏.‏

وقد.. شن ثمانية من مرشحي الحزب الديمقراطي المتنافسين علي الرئاسة هجوما عنيفا علي حرب بوش في العراق‏ ,‏ وأكدوا تعهدهم بسحب القوات الأمريكية من العراق في حالة فوز أي منهم بالبيت الأبيض‏ .‏ وجاءت هذه المناظرة التليفزيونية بين المرشحين الديمقراطيين بعد ساعات من رفض الكونجرس الأمريكي بأغلبيته الديمقراطية استراتيجية بوش في العراق‏ ,‏ وربطه بين تمويل الحرب وانسحاب القوات الأمريكية بدءا من أكتوبر المقبل حتي مارس من العام المقبل‏.‏

للإدارة الأمريكية التي تغوص في المستنقع العراقي‏.‏ وهنا قد يمكن القول إن حرب بوش في العراق قد فشلت‏,‏ أو أنها علي أحسن الافتراضات توشك علي الفشل الذريع‏..‏ فلا تبدو في الأفق القريب أي إمكانية لنجاح الحل ‏..‏ والأدهى والأمر أن الحسابات الأمريكية الخاطئة قد أسهمت في اشتعال الاقتتال الطائفي عندما أوغلت ‏,‏ عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد في إقصاء السنة من المعادلة السياسية‏.‏ وقد أذكت القيادة العسكرية وبتخطيط متعمد أوار الحرب الطائفية في العراق وخلقت حرب دموية بين المسلمين بما يتنافى مع الأعراف القبلية والدينية بين العراقيين وقد اعترفت الصحف العبرية كما في مبحثنا بدور خطير في التصفيات بتنسيق مع الجيش والمخابرات الأمريكية في العراق ] (249)  [وقال المرشح الديمقراطي كيري و هو يوجه أصابع الاتهام الى الرئيس بوش ” إن هذا الرئيس قد خان كل الوعود التي قطعها على نفسه أمام الأمريكيين وشن حرباً دون أن يحرص على تشكيل ائتلاف شرعي مساند و مؤيد له في هذه الحرب و لم يستنفذ احتمالات عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل ولم يجعل من الحرب آخر الحلول المطروحة إن مثل هذا الرئيس الأكبر وأقوى دولة في العالم لا يمكن اعتباره قائداً جيداً للولايات المتحدة. ] (250)

***********************

مراجع الحلقة الثامنة

************************

:240http://arabic.bayynat.org.lb/adian/yahoudiya6.htm 240

(241)  : كتاب نهاية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية — النبؤات التوراتية بين الماضي والمستقبل: منشور على موقع : شبكة : رام الله للجميع http://www.ramallahforall.com/html/israelusa/9.html} ملاحظة للمؤلف : [ استعنـت في أجزاء من المبحث بما ورد على الشبكة الموقرة والمؤلف وحسب خبرتي الموسعة في قراءة التوراة والإنجيل على سعة واطلاع مع وافر التقدير ..

(242)http://www.awu-dam.org/book/05/study05/318-A-H/book05-sd005.htm =    د غازي حسين : الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية ص 3  منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005   = منتدى دافوس في البحر الميت‏ = شمعون بيريس، الشرق الأوسط الجديد، الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان 1994، ص7 ـ 8.

(243) http://www.awu-dam.org/book/05/study05/318-A-H/book05-sd005.ht mالمصدر السابق

(244)  : الدكتور : غازي حسين : الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية ص 3  منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005

(245) حروب الهنود الحمر المعارك والحروب. … منهم إلا مجموعة صغيرة من الكلاب الهجينة التي تعض
mwso3a.com/forum/showthread.php?t=2358 – 53k

(246) http://airss-forum.com/Details.asp?id=119386 :  دكتور ” هاني حجاج  : جورج بوش الذي أرسلته السماء!!)

(247)   لماذا فشلت أمريكا في العراق ؟ ولماذا غيرت خطتها؟ :  بقلم  يوحنا بيدويد مالبورن / استراليا 18/1/2007

(248)  أمريكا فشلت في العراق وخسرت لحرب  : وجدي أنور مردان http://www.kefaya.org/ :  25/6/2005

(249)  بوش  وعثراته في العراق أفقدته مصداقيته أمام العالم بقلم: أوفيه شميت

(250) نفس المصدر أوفيه شميت : بوش  وعثراته في العراق أفقدته مصداقيته أمام العالم

*******************

تمت الحلقة الثامنة بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

الحلقة التاسعــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة التاسعــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي


ـــ خراب العالم وبقاء إسرائيل88

: لكن التوراة المحرفة لم تكتفِ بذلك ، بل جعلت الأمم كلها خدماً وعبيداً لإسرائيل، ولا ربّ في آخر الزمان إلا ربّ إسرائيل الذي لا يفكر إلا بمصلحتهم ..والباقون ما عليهم إلا أن يلحسوا غبار نعل حذاء إسرائيل. كما أن التوراة جعلت الشريعة تخرج من صهيون وتعود إليه .. ويحتكم الناس بها فيحولون سيوفهم ورماحهم إلى مناجل، ويسود الأمن والسلام بين الأمم

وهاهو بوش الماشيحاني الهرمجدوني الجديد !! ينفذ كل هذه النصوص في جرائمه في العراق من قتل للأطفال والحرث والنسل , وقتل الأسرى في أبو غريب وغوانتانامو ويدمر الجبال على المجاهدين في أفغانستان وهي التي سبقت في الدموية البوشوية العراق والغطاء السياسي للدموية الماشيحانية هو {القضاء على الإرهاب } والتخلص من (محور الشر) الذي انتهجه بناء على هذه النصوص.

-أشعياء 13: 17-22 :  [ ها أنا أثير عليهم الماديين ـ الإيرانيين ـ  الذين لا يكترثون للفضة , ولا يسرون بالذهب ـ فتحطم ـ  قسيهم الفتيان, ولا يرحمون الأولاد أو الرضع, أما بابل مجد الممالك وبهاء وفخر الكلدانيين فتصبح كسدوم وعمورة اللتين قلبهما الله , لا يسكن فيهما , ولا تعمر من جبل إلى جبل ]..  [511].

– أشعياء 14: 4-  33   { في ذلك اليوم يريحكم الرب من عنائكم ومشقاتكم وعبوديتكم القاسية, فتسخرون من ملك بابل قائلين : كيف استكان الظالم وكيف خمدت غضبته المتعجرفة , قد حطم الرب عصا المنافق وصولجان المتسلطين }.. [252]

وهكذا تبدو النصوص المحرفة من حاخامات السبي في بابل وكأنها ترسم حلما لهؤلاء الماشيحانيين الجدد في تدمير العراق !! وتناسى هؤلاء الماشيحانيون عشرات النصوص الناطقة بالحق على لسان الأنبياء في نهايتهم الشريرة وتحطيم دولتهم الوثنية !! ومع كل هذه النصوص فإن أميركا البوشوية لا زالت تعيش هواجس أساطير العهد القديم المزيفة وعقد السبي , وسيحكم الله تعالى وكما  بشارة الأنبياء في تدميرها ودولة اليهود سواء !!  ” دعوة للشماتة والسخرية من بابل بعد سقوطها , ودعوة لإعداد مذبحة لأبنائها ..

أولا : للانتقام منهم لما فعله آباؤهم سابقا,

وثانيا : لمنع الأبناء من تكرار فعل الآباء لاحقا, وتلك هي مبرراتهم لتدمير العراق }.. [253]

وتحت عنوان :  الرأس من الذهب الجيد : ذكر الدكتور أحمد حجازي السقا :

قال  : {لأن كتابنا هذا هو في نبوءات التوراة والإنجيل التي يستدل بها الرئيس بوش في الميسوديت ورفاقه على أخذ {العراق } بالقوة. وهم يكيفون مقرراتهم ومؤامراتهم الزائفة حسب التفسير الذي يرونه للنصوص وحسب المؤامرات والمقررات الماسونية والتي بدأت كخطة لقتل النبي عيسى عليه السلام  وتقديه للحاكم الروماني بيلاطس .. أضف لذلك قتلهم لمئات الأنبياء وآلاف الكتبة وأنصار الأنبياء عليهم السلام . ونحن  أصحاب  المهدي الحقيقيون في الأرض المقدسة نصحح لهم التفسير بنصوص من التوراة والإنجيل و رأينا في السياق.. أن نوضح نبوءة دانيال عن تشبيه نبوخذ نصر رئيس مملكة بابل برأس تمثال الذهب , وقد سحب بوش ورفاقه التشبيه في عصرنا هذا على أهل العراق برئاسة {صدام حسين } فشبهوا ال (عراق) ورئيسه (صدام حسين)  ب {بابل } ورئيسها {نبوخذ نصر} عن ـ التمثال ـ الذي رآه في الحلم  }..  [254]

وكل هذه النصوص والأساطير إنما تعبر عن جوهر السياسة الماشيحانية بتدمير العراق. ولكن الله تعالى في علاه قد ادخر الانتصار لنبيه وآل بيته الكرام ونيابة عن ظلم الأنبياء والقديسين بهزيمة كل الوثنيين الغربيين واليهود في العراق .

ونرى في الرد على كل هذه الأسطورة الخداعية المدروسة في سراديب الماسون التلموديين أن المعركة هي الكائنة في مصادرنا في قرقيسياء في منطقة الجزيرة في شمال العراق و أن الصدام الحتمي هو في قرقيسياء وليس في ماجدون .. وفيها أخطر المعارك التاريخية !! وليس مدينة مجدو المطروحة  في كتب العهد القديم سوى من وضع حاخامات السبي الوثنيين ، وفي كتب العهد القديم وفي العديد من الشهادات ما يؤكد حتمية الصراع في قلب العراق .. وفي قراءتنا لمصادرنا النبوية حول الصراع والقتال على جبال الذهب تؤكده أقوال الأنبياء في التوراة الحقة .. ولكنهم حرفوها وفصّـلوها حسب منهج المؤامرة . ليغيبوا وجهة الصراع وثوابته وحتى مفهوم الحرب المقبلة ..

89 ــ المحك المقبل في قلب قرقيسياء :

وفي هذا العنوان نبين فيه الحقائق التاريخية عن موقع المعركة المقبلة :

.. يتمثل في كسر المؤامرة الماسونية  على يد آل البيت وأنصار المهدي عليه السلام وهم قبل ظهور خليفة الله المهدي علي السلام يقاومون بشراسة كل جيوش المؤامرة وهي التي تعترف بهزائمها يوميا بقتل المئات وإصابة الآلاف من قواتهم الغازية ؟؟  وكما أشرنا في مبحثنا أن المطلب الصهيوأمريكي الغربي ليس سوى النهب والانتقام من المسلمين وتكريس المطلب الأمريكي الإمبريالي الغربي على جبال الذهب !! وقد نظر حاخامات اليهود لأطماعهم حين كانوا في قلب بابل القديمة وتآمروا عليها من داخلها ولهذا أبادهم البابليون في زمن نبوخذ نصر وهم بالمثل اليوم سيلقون نهايتهم في قلب العراق وستسقط نظريتهم الخائبة على يد خليفة الله المهدي المنتظر القادم {عليه السلام } , وسيدرك العالم أن معارك الملاحم الإلهية قد أوشكت ملامحها  وأن مفسدي اليهود وقتلة الأنبياء من ذراري الفريسيين ووثنيي الخزر ..هم محور الشر الحقيقي في القرآن والتوراة والإنجيل !! وهكذا سيبقى فكر المؤامرة التلمودي والذي حاكه الحاخامات الوثنيين في قلب بابل القديمة !! يريدون أن يفرغوا حقدهم في العراق ذاتها وتحطيمها كنوع من التفريغ الأزموي .. ولهذا ستبقى أوار المعارك متواصلة حتى سقوط الولايات البوشيية  في المستنقع الدموي  و أن  تفسير ذلك وحسب المصادر الإسلامية لن يتبلور جليا إلا بعد فتح المهدي المنتظر عليه السلام  للعراق وحسمه الصراع لصالح القسط وخلافة  العدل , وهنالك تكون أذل هزيمة للغربيين الهرمجدونيين وشذاذ الآفاق .. وتكون هذه الهزيمة لهرمجدون النهب والدم  ، هي التوطئة والمدخل لفتح فلسطين و الدخول للمسجد الأقصى و يعني ذلك إزالة إسرائيل المفسدة في الأرض .. وعن وجه الأرض  } .. وسيكتشف الواعون أن قرية مجدو جوار القدس ستكون ركاما قبيل دخول المهدي للقدس ، وذلك من جراء الصواريخ والقتال المليوني ولن يتحقق هذا الدخول إلا بعد إبادة جميع جيوش الغربيين وأدواتهم وعملاءهم كالسفياني وغيره .. وكما ستفصل دراستنا وحسب المصادر الحديثية أن المسيخ الدجال يظهر بعد تحرير القدس ؟؟

إذ فأين تكون الهرمجدون ونظرته الأسطورية المزيفة!! إن الاعتقاد الهرمجدوني هو أوهن وأسخف من أن يحمل كعقيدة صادرة من قبل جماهير الدجال الدمويين !! وإذا كان الناهبين هم حملة فكر الزيف والأساطير فيكون على الدنيا السلام .. وإذا ولى الأمر لغير أهله فالساعة تكون قد أوشكت .. وهذه هي السنين الخداعات التي تسبق الدجال تدركها الأمة وتدرك مواصفاتها :

{ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال السفيه يتكلم في أمر العامة .. } . وفي رواية أخرى في مصنف عبد الرازق رحمه الله ..

{ قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال سفلة الناس . }.(255)

والهرمجدونيين من أمثال بوش وجماعات المؤامرة هم حملة الإفساد الإسرائيلي ويعتقدون   بزيفهم أن البركة ستحل على الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل .. وحين ترى 2 بوش يتقدم على أشلاء أبيه المهزوم .. يجلس على أريكته ويتغزل في عيون شارون.. فيرى في عيونه الأمل بقدوم المسيح ويتمسح بشارون الدموي  لنيل البركة اللاهوتية  !! وهي حسب أيديولوجية الماسون هي التي ستحل على دولته الملعونة من ماشياح اليهود وسليل إبليس الرجيم .. فأين يقف ويصطف اليوم إذا مروجي التطبيع والمرعوبين من هوس  رجال الهرمجدون !!

ويرى الأصوليون – الماشيحانيون – أن الحرب النووية التي ستشتعل سيقتل فيها ثلث الشعب اليهودي (زكريا 13/8-9), وعدد اليهود في العالم الآن 13.5 مليون أي عدد اليهود سيكون 9 مليون  , أي أكثر من المقتولين أيام هتلر! لقد أخطأ شعب الله وكوفئ بعودته للأرض الموعودة فلماذا يعاقبه الله عقابا أشد من عقاب النازيين } .. [256]

– وتحت عنوان {تأديب بني إسرائيل } يذكر التفسير التطبيقي للكباب المقدس في السياق:

[ ويقول الرب القدير : استيقظ أيها السيف وهاجم راعي ورجل رفقتي, اضرب الراعي فتتبدد الخراف , ولكني أرد يدي على الصغار ـ أي القلة المؤمنة ــ  يقول الرب :

[ فيفنى شعب أرضي ويبقى ثلثهم حيا فقط  ]..  [257]

وهذا الانتقام الإلهي يكون في فتح فلسطين عل يد خليفة الله المهدي (عليه السلام) وهو المنتقم من أعدائه وبقية الله تعالى في أرضه جزاء على إفسادهم وتدميرهم للمسلمين.

90 ــ الجدار الآمن سقوط للصهيونية :

ومن المؤكد على تراجع الفكر الصهيوني الماشيحاني ونظرية الدولة التوراتية الأساطيرية هو الجدار الآمن الذي رسمه الكنيست ووافق عليه بالأغلبية ورغم حجم الاحتجاجات الشعبية الإسلامية والفلسطينية بشكل خاص وكذلك اصدارمجلس الأمن والجمعية العامة قرارات تدين الجدار العازل !! لكونه مشروعا مخالفا لوحدة أرض فلسطين وتمزيق شعبها ورغم كل التضحيات وعشرات الشهدا ء إلا إننا نرى في الجدار هزيمة  للفكر التوراتي المحرف والأساطير الصهيونية القائمة على نظرية زائفة كشعب الله المختار.. والمنهجية التوسعية وإقامة دورة الماشياح الدجال السامري من النيل الى الفرات !! وإذ بدولة الماشياح تحاصر في بؤر استيطانية وكانتونات ضيقة مسيجة ومحاطة بشبكة طرق التفافيبة معقدة  وعلى مستوى الحلم والتفكير الصهيوني في واقع الدولة  فإن هذه الطرق ورغم كونها مجرمة بحق الشعب المرابط في الأرض المقدسة .. إلا أنه مهينا لإسرائيل والفكر الليكودي !! ولكن المركب المهزوم في كاديما وغيرها يعبر عن حالة تراجعية  لليسار واليمين وإفلاس خطير على فكر ما تبقى من اليسار الصهيوني واليميني !!  وهذا الواقع المأساوي قد جعل دولة إسرائيل تعيش وخاصة بعد هزيمتها السوداء في لبنان على يد جنود المهدي الإلهيون !!  في حالة إفلاس على مستوي الفكر الماشيحاني الصهيوني وإ1ذا كانت إسرائيل والصهيونية تشهد الآن إخفاقا وهزائم ومعها أميركا والأسلحة النووية فكيف يحدث عند تدافع الملايين قريبا نحو القدس !! وأي هرمجدون تجئ بعد دمارها ومحلليها وحاخاماتها يدركون أن الماشياح لن يأتي إلا في آخر الزمان ولن تكون هناك أورشليم على الأرض وستنسى من ذاكرة التاريخ ، فكانت أوسلو واعتراف اليهود ولو خطيا بالمشروع الوطني الفلسطيني تراجعا بينا عن الفكر الصهيونية وفق برجماتية ناهبه للمال الغربي والثمن لهذا التسول الرخيص هو الهرمجدون التي يتاجر بها زعماء قوي الضغط واللوبي الصهيوني في بريطانيا وأميركا والذين اتجهوا نحو الصفقات ويعتبر عملاء الهرمجدون في الولايات المتحدة الهرمجدونية من أمثال فالويل ومروجي الفكر الماشياحي .. هم الذين وضحوا الصورة الفاشية والبرجماتية لليهود كمستخدمين للغرب ، وقد أصبحت إسرائيل المجرمة في السنوات الأخيرة بحق كما إلحاقيا  على الولايات المتحدة تستخدمها كعراب ماشيحاني لمصالحها !! ولكن الماشيحانى الذي ينوب عن إسرائيل هو بوش المهووس حقا بداء الهرمجدون في العراق

قد وافق شارون وزير الدفاع الصهيوني ورئيس حزب كاديما سابقا :

وقال أرئيلي في رسالة وجهها إلى وزير الأمن، مرفقة بالخطة، أن مسار الجدار الذي تمت المصادقة عليه قبل عام “يتنافى مع رؤية الإدارة الأمريكية حول التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية العتيدة، حسب خارطة الطريق. بالإضافة إلى ذلك سيكون من الصعب رد الالتماسات في المحكمة العليا ضد الجيوب”. ويضيف إذا ما شرعنا في حوار جدي مع الفلسطينيين سيطلب منا العمل على توفير نسيج حياة طبيعي للسكان الفلسطينيين في تلك المنطقة الأمر الذي لا يمكن توفيره في الخطة الحالية. ومن ناحية أخرى تدرك المحكمة العليا البعد الأمني للجدار ويمكن توفير المطالب الأمنية بواسطة جدار قريب من الجدار الفاصل“.
ويقترح أرئيل إغلاق الفجوة في جدار الفصل في المسافة بين المستوطنات [ إلكانا ] و [عوفريم  ] وإقامة ثلاثة مناطق أمنية خاصة واحدة حول مستوطنة [ أرئيل ] وأخرى حول مستوطني [عامونئيل] [شومرون ] وثالثة حول منطقة مستوطنة “بيت أرييه- عوفريم ..
وحسب الخطة تحاط كل مستوطنة بجدار على بعد 400 م من حدود للمستوطنة .
ويقول أرئيلي :

وبذلك يتم إغلاق الفجوة الإشكالية في منطقة الخط الأخضر ، ويتعزز الادعاء الإسرائيلي بأن الجدار هو لدوافع أمنية ، ويتم توفير الرد الأمني لتجمعات المستوطنات الكبيرة في حال حدوث تصعيد في النزاع مع الفلسطينيين . وحسب تقديراته : المسار المقترح سيقلل من المس بنسيج حياة الفلسطينيين ويمكن بذلك التوصل إلى مسار يكون مقبولا على الإدارة الأمريكية ولا يتعثر في المحكمة العليا.
ويتوقع أرئيلي معارضة المستوطنين الذين سيبقون خارج مسار الجدار في منطقة الجيوب. وأن تطالب المستوطنات البعيدة عن الجدار ببناء جدران تحيط بمستوطناتهم.
وهناك أيضا بعد اقتصادي لاقتراح أرئيلي حيث أن طول مسار الجيوب الحالي يبلغ 173كم وتكاليف بنائه تبلغ حوالي 2 مليار شيكل. وبناء الجدار حسب مقترح أرئيلي يوفر أمولا طائلة.
كلف الجدار الحكومات الإسرائيلية حتى الآن حوالي سبعة مليارات شيكل. وتقرر في ميزانية عام 2007 تحويل نصف مليار شيكل من الـ 1.8 مليار المخصصة للجدار هذه السنة للجدار، لاحتياجات أخرى لأجهزة الأمن متعلقة باستنتاجات حرب لبنان. وقرر أولمرت إعادة المبلغ في ميزانية السنة القادمة.} (258)

وإذا كانوا يرسمون صورة مثالية خداعية لحكم إسرائيل للعالم, فلماذا يصنعون اليوم الجدار الآمن حول القدس اليهودية مسقطين بذلك كل خرائطهم الصهيونية ونظرياتهم التوسعية؟! هذا وذاك كل له إجابات في كتبنا ولكن المحتوم هو هزيمة إسرائيل والروم وكل الغربيين وعملاؤهم أمثال السفياني الخائن للأمم في الملحمة في دمشق. ليكون سقوط إسرائيل ودمارهم اليوم وحزب الله الغالبون يمطرون حيفا ويافا وصفد وتل أبيب بالصواريخ مسألة وقت وحل وشيك, { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ  } وسينقلبون نحو الدمار والهاوية بالمهدي وجنوده القديسين عليه وعليهم السلام أجمعين, فهذه المعركة أهل الغيب والروحانيين مع القوى المادية الظالمة في إسرائيل المفسدة في الأرض. أبناء المطهرون من عترة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, في مواجهة المفسدين من أولياء الماشياح الكذاب والأعور المزيف في إسرائيل أم الزواني كما وصفها الأنبياء في إسرائيل”  [259]


المراجــــــــــــــــــــــــــع


[252] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1398, 1399 (سفر أشعياء)

[253] أسطورة هرمجدون: نفس المصدر ص 303, 304.

[254] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1398, 1399 (سفر أشعياء)

(255)

مسند أحمد بن حنبل ج2/291 رقم  = ج3/220 رقم 132478997 رقم 8564 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت)

المستدرك ج 4/55

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990  = مصنف عبد الرازق ج11/382 رقم  20803 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثانية ، 1403

[256] ياسر حسين: معركة آخر الزمان ونبوءة المسيح منقذ إسرائيل (المصدر نفسه) ص 45, 46

[257] زكريا: الإصحاح 13/7-9 (التفسير التطبيقي ص 1844)

(258) موقع  : عرب 48 : http://www.arabs48.com/display.x?cid=11&sid=

118&id=44300

[259] كتابنا : ألأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية


ج 1

ج 2

تمت الحلقة التاسعة والأخيرة

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي ــ محمد حسني البيومي الهاشمي الحلقة السابعــة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي


الحلقة السابعــة


والأدلة الموجودة في مصادر أهل الكتاب للتدليل على ظهور النبي صلى الله عليه وآله فهي كثيرة لا تستوعبها هذه القراءة المخصوصة ..

57 ــ الهرمجدونيون يفكرون في تدمير العالم ؟؟

العقيدة الماشيحانية البابلية :

المدخــل : في مدخل هذا العنوان الخاتم في مبحثنا نؤكد ما أجمع علية كتاب التاريخ في قراءة الحركة الصهيونية على ان ما جرى في بابل من اضطهاد لليهود وسبيهم في عهد نبوخذ نصر ، إنما يجيئ  كردة فعل من الحكومة البابلية نحو مؤامرات اليهود وخياناتهم وعملهم كجواسيس بين الفرس والبابليين وهم الذين عاثوا في الدولة البابلية الفساد وتآمروا على الأنبياء عليهم السلام وقتلوهم وحرقوهم حرقا حتى في ظلال الدولة البابلية الوثنية حتى في ظلال السبي وحولوا النعمة الى نقمة ، ومارسوا الانحطاط الخلقي وعندما اكتشف نبوخذ نصر سياستهم المنحرفة نحو أنبيائهم.. وبعد أن سمعوا من الأنبياء عليهم السلام ما يسرهم في علم التأويل قربوهم نجيا لهم وهذا ما زاد حقدهم وفوق كل ذلك كان النبي ارميا أشعياء ,دانيال عليهم السلام أكثر الأنبياء شهرة في العصور المتأخرة ، ورغم التحريف الجلي في الأسفار المنسوبة إليهم إلا أنها حملت حملا ثقيلا في شهادات الأنبياء في تبيان فضائح اليهود ولعنهم ووثنيتهم  وفي كتابنا الهام من بين دراساتنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ، أكدنا على الخلفية السوداوية التاريخية لليهود وملوكهم الوثنيين وحالة العسف التى أحاطت بهم غضبا من الله تعالى بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم السلام كما في القرآن الكريم ، فكان السبي البابلي بمثابة العقاب الإلهي النازل على رؤوسهم والجزاء .. ولمجموع خلفيات السبي البابلي والطرد الجماعي لهم والتعقيدات التي ألمت بهم في العراق من استعبادهم وإذلالهم كله قد ترك بصماته ، فعكفوا على ذاتهم وشكلوا بدايات الحالة الجيتوية المعقدة والمتضادة مع الواقع العراقي ومن ذلك التاريخ ترك اليهود سمومهم المعقدة في العراق وحملوا روح الإنتقام والتعبئة والسموم في كل ثقافة الإنكسار والإخفاق وحالة الفشل الملحقة بمكوناتهم العقلية ومنهجية تفكيرهم.. وبحكم تناقضهم الشديد وعداوتهم مع الأنبياء عليهم السلام . فقد سجلوا ثقافتهم الحاقدة منقلبة على كل المعايير والديانات والقوانين السماوية والدنيوية !! فكان التلمود البابلي وهو المقدم على التوراة أخطر كتاب شكل قبلة ووجهة لليهود عند خروجهم من بابل نحو فلسطين بعد السبي .. فكانت منظوماتهم في الدولة الرومانية تفرز أسوأ ظاهرة للكهنة الإسرائيليين على مدار التاريخ وهم ما أسماهم ا لسيد المسيح والمؤرخين بالفريسيين ..

وهكذا ولدت الماشيحانية بصورتها  التعويضية حاملة كل مركبات الأزمة وروح الكراهية للعراقيين والأمم .. ولهذا علقوا فكرهم المهزوم على الماشياح الوثني وهو الدجال كما عرفه مصطلح الحديث النبوي والإنجيل كذلك .. وفي ضوء هذا الفكر الجيتوي المبني على الكراهية حمل التلمود بصماته لكل ثقافات اليهود ومواطنهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم ، فنظروا للخارج على أساس مصطلح الجوييم واستباحوا دم كل ماهو غير يهودي ، ومن هذا الفكر انبثقت كل الأفكار الجيتوية المبنية على فكر الإنتظار والمخلص .. وفي السياق حرفوا كلام الأنبياء والوحي في التوراة وأضحت التوراة موظفة وثنيا لخدمة الفكر الماشيحاني اللاديني وسجلت بروتوكولات حكماء صهيون بروح الإنتقام  من التاريخ والأمم وكذلك ولدت فكرة الإنتقام جلية في تشكيل أول حكومة للحقد الخفية وهي الولايات المتحدة وكما شرحنا في مبحثنا كان التلمود هو الذي يتكلم في المذابح الدموية التي مارسها أعوان بولس في جماهير الهنود الحمر حين طردوهم وحرقوهم وقتلوا الملايين منهم بروح الماشياح الوثني وكان اللا قديس بولس هو المنظر الماشيحاني الأول وصانع أيديولوجية الإنتقام من الأمم .. وكانت التجربة الدموية ولحتي اليوم لا تجد من ينظر إليها بروح الإنسانية تكريما للعم سام ــ وهي كلمة السر : للسامري الدجال !! ـ عم رؤساء أميركا على مدار الأجيال .. وما يحدث اليوم وعلى امتداد قرن في فلسطين المقدسة ليس إلا وجها بشعا لعقيدة الحقد في ورثاء الماشياح الدجال وما يدور في العراق اليوم أيضا ليس إلا وجها لروح التلمود وصنائع مخابرات الدولة العبرية والتي تحيك المجازر والانتقام على خلفيات أساطيرية لا علاقة لها بالمطلق بما يدور .. وهذا ما تؤكده البروتوكولات التلمودية بالحرب على الأديان .. وتجيء عقيدة الهرمجدون المنحطة كروح بشعة لروح التأويل ونسج الأساطير .. وهكذا استجمعت أميركا الوثنية عقيدة المسيحية الصهيونية [ الماشيحانية ] كمعول لحرب وتدمير المجتمعات بروح تترية جديدة .. وهذه باختصار نقاط مختصرة حول أبجديات الثقافة الماشيحانية في بابل .. ووجود إسرائيل و أميركا وحلفائها الماشيحون في العراق ماهو الا ترجمة النص التاريخي المعقد لدولة الحقد التي جمعها القدر الإلهي لتلقى حسابها المحتوم في الملاحم الوشيكة القادمة .. ولهذا فإن عقيدة دموية كعقيدة الهرمجدون لابد من أن تكون قاعتها التكوينية هي إلهاما شيطانيا محضا وفي قرائتنا ما يفيض في الأدلة والأمر كما رسمه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال]  : ــ  المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة  ] .. فهي عقيدة ابن الشيطان.. المسيخ اليهودي الكذاب حامل وبائع الأساطير في أزمان خفة الدين  !!

[ صحيح مسلم : ج4/2266 رقم 2946  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ــ ]

58  ــ عقيدة اليهود الشيطانية   ..
وفي دراستنا الموسعة للعقيدة الوثنية الماشيحانية وعلاقتها بالوثنية وتعددية الآلهة وجدنا في مباحثنا كيف عبد اليهود الآلهة في الدول المجاورة التي استعبدتهم أو هم قبلوا بالذلة فيها وتقمصوا حكامها وعبادتهم الحكام أنفسهم وكذلك عبادتهم للشيطان والرب المعبود يهوه وتفسيره بحالة ممسوخة .. وهناك مئات النصوص ذات الدلالة والصلة بالموضوع في كتاب العهد القديم والجديد وشروحاتها ما يؤكد الوجهة الوثنية للحالة الإسرائيلية وامتداداتها التلمودية والماشيحانية الصهيونية .  فقد عمد كهنة اليهود الوثنيين وقتلة الأنبياء وأعدائهم  الي زرع الفكر الوثني عبر التاريخ في فكرة الألوهية ذاتها ، فأضحوا لا يعرفون توحيدا ولا ربا معبودا سوى سفك الدم وتنفيذ سياسات القتل ، وعندما جرد النبي موسى عليه السلام فيهم سيفه وخطابة : قال موسى النبي عليه السلام : كاشفا زيف عقيدة السامري الدجال : [ أذكروا ولا تنسوا كيف أسخطتم الرب إلهكم عليكم في الصحراء . فمنذ أن غادرتم مصر وحتى بلغتم هذا المكان وأنتم تقاومون الرب، ففي جبل حوريب أثرتم ــ غضب ــ غيظ الرب ، فاحتدم غضبه عليكم حتى أوشك أن يفنيكم . فحين صعدت الى الجبل لأتسلم  لوحي حجر العهد  الذي قطعه الرب معكم وأقمت فيه الأربعين نهارا والأربعين ليلة .قال لي الرب :قم وأسرع بالنزول من هنا . لأن شعبك الذي أخرجته من مصر قد ضلّ  سريعا عن السبيل الذي أوصيتم به . إذ صاغوا لأنفسهم تمثالا مسبوكا. ثم قال لي : قد تأملت هذا الشعب ، وإذ به شعب متصلب القلب ..] (175)

[ فطهروا قلوبكم الأثيمة وأقلعوا عن عنادكم . لأن الرب إلهكم هو اله الآلهة ورب الأرباب ، الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يحابي أحد ولا يرتشي ..] [ التثنية : 10 / 12 ــ 12 ــ 18 التطبيقي ـ نفسه ص 736]

وهكذا تركوا اله موسى عليه السلام وذهبوا بعيدا في الوثنية  وعبدوا العجل الذي أصبح لهم قبلة وتاريخ وعنوان أمة لا تعرف الرب الواحد إلها .. كتبوا كفرهم بأيديهم وعبدوا ربا مسبوكا يرقصون حوله ويعبدون اليوم للشيطان الرجيم  ربا مزيفا يفتي لهم بالدم واستئصال الأمم [ وزاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصاهم به الله ]  [  سفر الخروج : 32 /2 ]

وقد خاطبهم موسى النبي علبيه السلام :  بقوة وصلابة ردا على كفرهم : [ أنا أعرف تمردكم .. هو ذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب  ، فكم بالحري بعد موتي  .. لأني عارف أنكم موتى تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام ] (176)

يقول الدكتور أحمد شلبي في كتابه : اليهودية : وفي معرض حديثه عن كتاب العهد القديم : [ وحقيقة القول أن اليهود بعد أن انحرفت اعتقاداتهم وطباعهم تخلصوا من أسفار موسى الحقيقية لأنها كانت تختلف عما باشروا من طباع وخلق وكتبوا سواها مما يتناسب مع ما يريدون من تاريخ وعقيدة ] (177)

ويقول الدكتور صابر طعيمة :

[ فبنى مؤلفوا التوراة بعد مرور ثمانمائة عام على الحادث ــ الخروج ــ ما عنّ لهم من أساطير وتخيلات خرافية وادعاءات وهمية تنفيسا لإحساساتهم الغارقة في عقد نفسية معينة ، نتيجة البأس وتبدد الآمال . هذا هو أبعد ما يكون من توراة موسى الأصيلة التي تعد شريعة خالصة من الأساطير والخرافات والإدعاءات الوهمية ] (178)   ويقول الدكتور أحمد سوسة أيضا : ــ وفي  تعليق للأديبة أبكار السقاف  على سفر الخروج تقول في كتابها : ـ إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة ص 175 : [ يقينا لقد خاض مؤلف سفر الخروج في خضم الترهات خوفا عجيبا لا لأنه انتزع من وهاد الربوبية القبلية هذا الرب انتزاعا ، وجعله لإسرائيل إلها فحسب وإنما لأنه قد افترى على موسى عليه السلام إذ نسب له هذه الافتراءات  وقال عنه انه بهذا الرب أتى وجعله لإسرائيل إلها ، ثم يعدهم بإسمه امتلاك أرض كنعان ميراثا ] .. ويستطرد الدكتور أحمد سوسة قوله : [ فقد أخذ ــ اليهود ــ بالحضارة الكنعانية واقتبسوا لغة الكنعانيين وتقاليدهم وثقافتهم ولم يستطيعوا التخلص من تأثير الكنعانيين على ديانتهم ]  (179)

[ ونتج من طبعة الإختيار عقيدة أخرى عند اليهود ،هي عقيدة المسيح المنتظر ، فإن اليهود وجدوا أنفسهم لاخيرة البشر كما بها الآخرون وإنما كانوا هدفا للبلايا والنكبات ، ومن هنا اتجه مفكروهم في عصورهم المتأخرة إلى مخلص ومنقذ ينتشلهم من هذه الوهدة ويضعهم في المكانة التي أرادوها ، وأطلقوا على هذا المخلص ــ المسيح المنتظر ــ ووصفوه بأنه رسول السماء والقائد الذي سينال الشعب المختار بهديه وإرشاده ما يستحقه من سيادة وسؤدد ] (180)  .. وبهذا زيفوا عقيدة الأنبياء واحتالوا على أوامر الرب العلي بآلهة أخرى زائفة .. [ وحكام الشعب تمردوا علي ّ والأنبياء الكذبة ــ تنبئوا بتأثير  البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (181)]

59 ــ  في سفر ارميا عليه السلام

يقول : الرب القدير : [ ولكنكم عندما دخلتموها نجستم أرضي وجعلتم ميراثي رجسا . إن الكهنة لم يسألوا أين الرب ؟ ] .. ارمياء : 2/ 7، 8 وأيضا : [ وحكام الشعب تمردوا عليّ والأنبياء ــ الكذبة ــ تنبئوا بتأثير البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (182)

ويتساءل الرب القدير كاشفا عرى هؤلاء المفسدين ..[ أنظروا هل جرى مثل هذا ؟ هل استبدلت أمة  آلهتها مع أنها حقا ليست آلهة ؟ أما شعبي فأستبدل مجده بما لاجدوى منه . فأذهلي  أيتها السموات وارتجفي وارتعدي جدا ، قد ارتكب شعبي شرّين: نبذوني أنا ينبوع الحياة ، وحفروا لأنفسهم آبارا متصدعة لا تضبط ماء ] (183)

[ لا تصنعوا معي آلهة فضة ولا تصنعوا لكم آلهة أخرى ]  (184)

ولم ينقطع خطاب الرب القدير عبر أنبيائه عليهم السلام يحذرهم من عبادة الأوثان : [ وإذا أغواك سرا أخوك إبن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذي حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصاء الأرض الى أقصائها فلا ترض منه ولا تسمع منه ..بل قتلا تقتله .. ترجمه حتى يموت . ] (185)

ولكن رغم هذه التوجيهات الإلهية لهم ليمتنعوا عن عبادة غيره من أصنام الأمم الأخرى  ــ ظلوا كما يقول زكي شنودة ــ طوال عهودهم أو أغلبها يتمردون على عبادة الله  ويعبدون آلهة الشعوب الوثنية المخالطة لهم أو المحيطة بهم أو المتعاملة معهم أو المسيطرة عليهم ، فعبدوا آلهة المصريين و الكنعانيين والآشوريين والبابليين والحيثيين والأموريين والآراميين والفلسطينيين والمؤابيين والعمونيين والفر زيين والحويين واليبوسيين والصيد ونيين والعقر ونيين كما عبدوا آلهة كوث وعوا وحماة وسفرا ويم وبني سعير وغيرهم من الأمم والشعوب الكبيرة والصغيرة ، ثم حين خضعوا أخيرا لليونان والرومان عبدوا آلهتهم ] (186)

وفي سفر القضاة : ما يكشف عن هويتهم الوثنية : [ عاد بنو إسرائيل  يرتكبون الإثم في عيني الرب ، وعبدوا البعليم وعشتاروت وآلهة  آرام وآلهة صيدون وآلهة بني عمون وآلهة  الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه ،  واحتدم غضب الرب على إسرائيل وسلط عليهم الفلسطينيين وبني عمون .] (187)

وبعد أن أرسل الله تعالى لهم مصلحين ومخلصين ازدادوا ردة و كفرا [ ثم عاد بنو إسرائيل يرتكبون الإثم في عيني الرب ، فأسلمهم لقبضة الفلسطينيين أربعين سنة ]  (188)

[ وقد عبد اليهود آلهة الكنعانيين وقدموا لها القرابين ومن أبرز  هذه الآلهة الإله [ بعل ]  الذي عبده اليهود  واتخذوه من دون الله وأشركوا في بعض الأحيان ، وفي أحيان أخرى كانوا يرتدون تماما عن عبادة الرب ويعبدون بعل وحده ،فكان محل ــ يهوه ــ رب إسرائيل ]  (189)

[ أي ــ الى عبادة ــ  يهوه ــ  وهو اله اليهود القبلي الخاصة بهم .. وهو:  إله باطش منتقم جبار ، تتوافق صفاته مع عقلية جزء يسير من شعب أمضى مئات السنين في الأسر فأخذ الأمل بالخلاص يضمحل  وسيطر التطرف على  الأجيال الجديدة ، فأنتسبت إلى أكثر الآلهة امتدادا وبطشا ] (190)

وفي قاموس الكتاب المقدس :[ أن بعل هو اسم سامي معناه [ رب ] أو سيد أو زوج، وهو اله كنعاني ،وكان ابن الإله إيل وزوج الإلهة بعلة أو عشيرة أو عنات أو عشتاروت ..وقد أولع أهل المشرق بعبادة البعل حتى أنهم كانوا يضمون  الذبائح البشرية على مذابحه [ ارمياء : 19 / 5 ] وقد صار بعد ذلك عثرة للإسرائيليين الذين كسروا شريعة الله بإدخالهم عبادة هذا الإله الى بلادهم [ 1 ملوك : 18ـ40] و [ يشوع :22 /17 ] و[ سفر العدد : 25/3 ، 5/8 ــ و[ مزمار : 106 /28 ، سفر التثنية 4/3] هذا وكان للبعل كهنة كثيرون يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم وأعمال أخرى ينسبونها لإلههم ، كما نرى من قصة إيليا وأنبياء البعل ، فإنه قتل منهم 450 نفسا ، فأظهر بذلك للناس كذبهم وعدم قدرة آلهتهم على عمل العجائب

وهكذا كان الإله [ بعل ] وهو الذي يسمونه [ يهوه ] هومعبودهم المشهور] (191)

وفي سفرا لقضاة :أيضا :[ و أقام بنو إسرائيل بين الكنعانيين والأموريين والفر زيين والحويين واليبوسيين وتزوجوا بناتهم لأبنائهم  وعبدوا آلهتهم ]  وعلى هامش التفسير التطبيقي : [ وسرعان ما تزاوجوا معهم وقبل بنو إسرائيل آلهتهم الوثنية ، وكان الله قد نهى عن ذلك بكل وضوح ــ خروج 34 :  15 ــ 17 ، تثنية : 7 : 1 ــ 4 . وإذ قبلوا هذه الآلهة الوثنية في بيوتهم ، بدأ بنو إسرائيل بالتدريج يقبلون الممارسات الفاجرة المرتبطة بها . لم يكن فيعزم الغالبية أن يصبحوا عبدة أوثان ، ولكن لم يمض وقتا طويل حتى وجدوا أنفسهم منغمسين في العبادة الوثنية ] (192)

60 ــ عبادة الشيطان المعاصرة :

وفي  هذا المدخل الموجز نريد تسجيل الحقيقة التاريخية : أن الظاهرة والصهيوأمريكية المعاصرة والتي تشرع سيف الدم والقتل ضد الموحدين هي حركة مفسدة  وملحدة لا تمت للدين والتوحيد بصلة .. وأن العقائد التي يعتقد بها البروتستانت والمسيحيين الجدد !!  هي عقائد تنبع من منبع شري ووثني واحد ومتوحدة في أصولها ودوافعها وما بروتوكولات حكماء صهيون سوى وجها قبيحا لهذا الميراث  الإفسادي والشري السوداوي في الأمم .. وما أندية الروتاري والليونز ودور الشباب الماسونية والجمعيات المنتشرة لللواطين المرخصين وزواج الذكور  المرخص سوى استكمال لدائرة الإفساد التي يسعى لها مروجو العقيدة الماشيحانية المعادية للسادة الأنبياء وعقيدتهم الرسالية التوحيدية ويحمل لوائها البوشيون والشارونيون من حملة فكر القتل والدم ، هذا وتعتبر عقيدة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة والعالم سوى إعلان عام لاستنفار الوثنية الماسونية وتكشيرها بقوة علنية عن مبادئها الإلحادية .. وقد حملت في طقوسها الوثنية روح الاستئصال وعوامل الاستنساخ العقائدي وما تغليف نظرياتها العلمية سوى غطاء للفجور الإسرائيلي ويشاء القدر أن تنطلق هذه الدعاوى من بيت المسيخ الدجال الأول وهي الولايات المتحدة الوثنية ، وأن تكون الهرمجدون هي غطائها وأيديولوجيتها على امتد الفكر التاريخي البابلي وليومنا هذا غطاء للدم ومن الدم !!

وتشكل اليوم عقيدة عبادة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة تتويجا لهذه الروح الشيطانية الشريرة التي تسكن أدمغة البوشيين وعملائهم في البيت الأسود الشيطاني ونقول البيت الأسود !! لأنه رمز عبادة الشيطان التي يروج ويرخص لها الدموي 2 بوش ؟؟ وحينما يقف بوش القاتل التلمودي ليحضر في دوام دائم لحفلات عبدة عقيدة الشيطان في الولايات المتحدة ويرفع شعاراتها بيده ممثلا قرنا الشيطان على النجمة الخماسية ..: (193)

وتقوم عقيدة الشيطان بإختصارعلى تأكيد التاريخ اليهودي الوثني في عهد الملوك حينماعبدو عقيدة : يهوه وجعلوا لها معابد وثنية على رؤوس الجبال يرقصون حول تماثيلها ثم سرعان ما يربط عبدة الشيطان التاريخ بسلسلة ملحدة ولهذا فهم قد جعلوا طقوسهم الغريبة مليئة بالصخب الهوليودي وحفلات الديسكو ومحملين برموز الوثنية ورموز الشيطان والعجل السامري و [من أشهر رموز عباد الشيطان ، رأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان، ويعد رمزاً مقدساً ، لأنه يمثل الشيطان نفسه . رأس الكبش Baphomet :
العين الثالثة : شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان ، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي

، وترتكز معتقدات هذه الحركة غير المألوفة ، حسب ملف جُمع لكشفها في وزارة الداخلية وباعتقال أعضائها ، الى استحضار الأرواح الشريرة وممارسة الشعوذة وعبادة الشيطان والقيام بطقوس غريبة وشريرة.
وتشتمل هذه الطقوس على التجديف على القربان المقدس لدى الديانة المسيحية قرب المقابر وخلال الليل، وتحقير الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. ويمارس أفراد هذه الحركة، إضافة الى ذلك الشذوذ الجنسي على مختلف أنواعه وحتى مع الأموات والحيوانات.
أما في المراحل المتقدمة ، فتوجب الطقوس تقديم أضحية بشرية كذبح طفل رضيع وسكب دمائه في كؤوس وشربها مع تنكيس الصليب وصولاً إلى قتل النفس اعتقاداً منهم أن بالانتحار سيرقى الفرد إلى مرتبة أعلى لدى [الشيطان الرب  ] عندهم , وباشر وزير الداخلية اللبناني تعاوناً مع وسائل الإعلام المحلية لنشر التوعية والمعلومات اللازمة للتعريف بهذه الحركة والقيام بحملة دعائية مضادة، ولمحاولة مد جسور مع المواطنين لتدارك هذه الظاهرة وحصرها. ومن علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود ، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت ، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم ، مثل الجماجم ورؤوس الكباش ويخزن شرائط كاسيت مسجلاً عليها أغان فيها ازدراء للدين . أعوذ بالله .. ان عبدة الشيطان جماعة تدعي أنه من خلال طقوسهم يمكنهم الحصول على القوة الشيطانية وهؤلاء لديهم كتاب ديني يسمى “الإنجيل الأسود” من تأليف اليهودي ليفي مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو”. وقال “ان هذه المجموعة تتكون من طبقات، فمنهم ما يسمى بالأمير وكذلك الشر الأعظم .. استحضار أرواح
الشر وممارسة الشعوذة… استحقار الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. الرداء الأسود .. الدماء .. المخدرات والسكر .. الوشم .. الممارسات الشاذة . علاقتهم بــاللـــــون الأسود يرتبط لديهم اللون الأسودبالشروالموتوالسحروالظلام وأبشعها هم : من يعبدون الشيطان ويعتبرونه ربهم ويتقربون منه .. ويدعون أنهم يحصلون على قوة شيطانية عند ممارسه طقوسهم , كتابهم الإنجيل الأسود من تأليف..اليهودي . ليفـي  مؤسس كنيسة الشيطان ، في سان فرانسيسكو مع انه غير مؤمن بشي ! فهو ملـحــد .. منهم طبقات : مايسمى بالأمير.. والشر الأعظم هو [ حركش الشيطان ] الذي يعبدونها لممارسات الشاذة والدعارة الجماعية وحتى مع الحيوانات ــ تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح قطط و الكلاب وهم يظنون إنها حارسه لعالم الشياطين ودهن دمائها بأجسادهمالذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى و يأكلون لحم البشر و شرب الدم في جو ظلامي دامس و حبهم للظلام واستعمال السحر الأسود  ورأس الكبش وهو الذي يمثل الشيطان نفسه وهو أشهر رموزهم ويمثل إلههم.. النجمة الخماسية على شكل الشيطان الأكبر.. وهم في القرن الميلادي الأول يقولون بان الشيطان مساوي في الله سبحانه وتعالى بالقوة !! والعياذ بالله وبالغو كثيرا في تعظيمه وعبادته. وللمزيد من معرفة هذه العبادة الشيطانية في الولايات البوشوية ومشاركة رجال البيت الأسود الماسوني بها وبوش تحديدا  … ويمكن الإطلاع على هذا الرابط وعنوانه : (194):

61 ــ عين الدجال على الدولار وسياسة النهب :

.. عين اللص كما يقولون برحه .. أي وقحة ، وهذا حال الدجاجله المعاصرين وأذنابهم .. والعين هي عين المؤامرة تشع بفكر الدم والغدر والمؤامرة !! وبمشهد هذه العين وسط الهرم الماسوني المتجبر  ندرك التكامل مع ما سبق في استيضاح هذه العقيدة الوثنية وعلاقتها بعقيدة العجل الذهبي والسامري الدجال تحديدا : وهو سر المفهوم المروج من قبل أميركا : [ العم سام  ] : وهي جعل كل شئ في الولايات المتحدة الشيطانية مقاما [ للعم سام ] وسام هما الحروف الأولى للسامري .. استعيض بحروف عربية لأن طاغيتهم الدجال هو أصلا من السامرة .. وعين الدجال تحمل ماهيتها على الدولار الأمريكي الأول في رسم الهرم الذي يعلوه العين الشاخصة وهي العوراء فهم يعرفون أن ربهم : أعور !! ولهذا أشد ما نبه عليه نبينا في معرفته المقبلة وكذا أخطار أساطيره الزائفة قال  النبي الأعظم r : [وإنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم – ثلاثا – إن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ] .. ( 195)

[ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر] (196)

و سنرى أن [ أقرب النظريات الى المنطق تقول أن المستنيرين هم ببساطه خلاصه الماسونية العارفة و المستنيرة على الخطط و الأهداف الحقيقية , و التي تستخدم الماسوني البسيط كوسيلة فقط لتحقيق الغايات

إن هذه العين التي يقول الماسون أنها عين حورسالإله المصري القديم – و الموجودة على قمة الهرم أكثر شعارات الماسونية انتشارا , ترمز للطبقة الحاكمة التي هي الرأس ــ  الرأس مكان العين ــ و التي ترى , بل و التي تشع نورا !! و ما قاعدة الهرم إلا لحمل قمته   ] (197)

وتبدو في الرسومات كيف تحيط النجمة السداسية التي ينسبونها زورا الى داود النبي عليه السلام . على أركان الهرم المصري الذي اتخذوه رسما ورمزا يربط الوثنية الفرعونية وعجلها أبيس ـ حورس ـ  وعين الدجال الناظرة لعمق الوطنية يريده قلعة له ولهذا عندما زار رئيس الوزراء السابق الماشيحاني اليميني المجرم مناحيم بيجين الهرم الفرعوني بالجيزة قال : ان هذا الهرم هو ملك إسرائيلي فأحتج المصريون على ذلك ]
62 ــ إذا ما علاقة مثلث برمودا بالدولار الأمريكي ؟؟
صور الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرم ” فرعوني ” حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين ” أيام العهد الفرعوني ” وبالطبع فان الدجال ” السامريأعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجالالأعور ANNUIT COEPITS و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة :
63 ــ العم  سام : السامري الدجال رمز النظام العالمي :

:NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد . أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم ] ..
في الختام أحب اذكر ان هناك لفظ غريب جدا و US و التي تعني United States و اعتبره البعض انه اختصار وانه مأخوذ من اسم التاجر الأميركي صموئيل ويلسون Samuel Wilson المعروف تحببا ب-(العم سام ويلسون). وتفصيل الأمر أن هذا التاجر كان يزود القوات الأميركية، خلال حرب عام 1812 بلحم البقر، وكان يدمغ براميل هذا اللحم بحرفي U.S. (أي الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة. وإذ كان هذا الرمز يمثل أيضا الحرفين الأولين من كلمتي (العم سام) Uncle Sam فسرعان ما أصبح هذا اللقب مرادفا للولايات المتحدة الأميركية .. و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم المأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Samاختصار للسامري  سام . ]
و هذا ما تؤكده الصورة المتعلقة دائما بهذا اللقب حيث ان الصورة توضح شكل رجل له قبعة عليها نجوم و له ملابس ساحر ” أي انه منجم و ساحر و دجال ” و لكن الصورة لا تعبر عن صاحبها إنما تعبر عن المعنى الواضح لنا الآن و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم مأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Sam اختصار للسامري ” سام] (198)

وفي كتاب : أسطورة هرمجدون والصهيونية  والذي عرضه  الباحث هشام آل قطيط : اعتبر الباحث : أن العم سام صورة لمجموعة الناهبين [ إنهم حفنة قليلة جدا ، جدّ قليلة ، من محترفي السياسة وكبار رجال المال والإعلام ، تهمهم بالدرجة الأولى مصالحهم ، ثم تأتي مصالح الشعب الأمريكي ، وهذا هو العم سام الذي يحكم ويقود أميركا والعالم . الثالوث المقدس من أقوياء رجال الحكم والمال والإعلام ، يعملون حسب المنهج الأمريكي الخاص وعصب الحياة فيه القوة والمال .ـ ص343 ط /1 دار المحجة البيضاء بيروت 1424 ـ 2003 ـ العم سام رمز النهب الإمبريالي ورمز الدموية العالمية ، انه النظر لهذا العالم بعين مسمومة حاقدة على الأمم والتاريخ مدفوعة بروح الإنتقام من كل الأنبياء و حملة الرسالات السماوية ، إنها عين السامري الدجال . يحملها المفسدون أبناء إبليس والماشياح المزيف اليوم في قلب عراق الإسلام تربط بين عقيدة العجل الى هوية عبادة الشيطان العلنية !! الدولار الأعور هو الرمز وشيفرة البدء بتدمير عواصم الإسلام بغطاء هرمجدوني أساطيري زائف ،

[ وها هي بعض الصور التي توضح ان الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرمفرعوني ” حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين ” أيام العهد الفرعونيوبالطبع فان الدجال ” السامري ” أعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجال ” الأعور[ أنظر ملحق الصور:  1]
و لنستعرض مع بعض ما الذي تحتويه الصور من معاني غريبة و صور أغرب : –
ANNUIT COEPITS
و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد
أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم
و ما يؤكد هذا الكلام هو وجود الهرم في الدولار على أرضية جزيرة و المعتقد ان تلك الجزيرة هي للجن و ملكهم إبليس و لحليفه المسيح الدجال و هذه الصورة توضح ذلك [ أنظر الملحق 2 ]

64  ــ نشأة المسيحية الصهيونية

الماشيحانية

تعريفها :
تم تعريف الصهيونية المسيحية على إنها “الدعم المسيحي للصهيونية”. وقد قيل أيضاً أنها “حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض”. ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة “دولة إسرائيل” ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي “إسرائيل”.
“والتر ريغنز” الأمين العام لما يسمى “السفارة المسيحية الدولية” وهي من أحدث وأخطر المؤسسات الصهيونية ومركزها في القدس، يعرف اصطلاح الصهيونية المسيحية بطريقة سياسية وعلى أنه -أي التعريف- أي مسيحي يدعم الهدف الصهيوني لدولة إسرائيل وجيشها وحكومتها وثقافتها الخ.
أما القس “جيري فالويل” مؤسس جماعة العمل السياسي الأصولي المسماة “الأغلبية الأخلاقية” وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: [إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة إسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم ]  (199)

[الصهيونية المسيحية هي أيديولوجيا دينية “رؤيوية” سياسية حديثة العهد نسبياً، لكن جذورها تتصل بتيار ديني يعود الى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية (Millenarianism). والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين الذين هم من أصل يهـودي، وهو يعود الى استمرارهم في الاعتقاد بالمشيحية الزمنية -المشيحية كلمة من أصل عبري ـ والى تأويلهم اللفظي لما ورد في سفر رؤيا يوحنا – 20/3-6، وهو أن المسيح سيعود الى هذا العالم محاطاً بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سُموا بالألفية. ولربما أن هرطقة مونتانوس الفريجي، حوالي عام مئة واثنان وسبعون، كانت التعبير الأكثر وضوحاً عن النتائج العلمية للحركة الألفية، فلقد اعتبر هذا الأخير أن حياة أعضاء الكنيسة الروحية والأخلاقية قد تدهورت كثيرا بسبب تأثير العالم السيء عليها، فأراد أن يرجعها الى العصر الرسولي الأول، وقد ادعى انه النبي الجديد الذي أوكل الله إليه هذه المهمة، فراح يبشر بقرب نزول أورشليم السماوية، ومجيء السيد الى فريجية العليا [آسيا الصغرى ] لتأسيس مملكته الأرضية ذات الألف عام.
وبقيت الحركة الألفية في مد وجزر. ففي القرون الوسطى اعتنق الألفيون أكثر فأكثر عقائد مسيحية ابتعدت عن الإيمان القويم، كما أنهم وقفوا موقفاً معاديا لروما وللباباوية وللكثلكة . وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر، نرى الحركات الألفية تنضوي بكثرة تحت لواء الحملات الصليبية، لكن حتى القرن السابع عشر، لم تحمل الحركة الألفية ـ أي عودة السيد الثانية وحكمه ألف سنة ـ أي طابع يهودي يشير الى عودة اليهود الى فلسطين. ]  :   (200)  [
تعرف الصهيونية المسيحية بأنها ” الدعم المسيحي للصهيونية ” كما يقول تيودور هيرتزل أول من استعمل تعبير الصهيونية المسيحية ، ثم تطور هذا المعنى فيما بعد ليأخذ بعدا دينيا ،وهو أن المسيحي الصهيوني هو :إنسان مهتم بمساعدة الله لتحقيق نبوءاته من خلال الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من الوجود الجسدي للمسيح ” .
وقد قيل أيضاً أنها “حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض”. ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة ” دولة إسرائيل” ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي ” إسرائيل ” ،كما وتعرف بأنها ” مجموعة من المعتقدات التي تهدف إلـى تأييد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها حقا لليهود،باعتبار أن عودة اليهود إلي ارض الميعاد، برهان علي صدق التوراة ، وعلي اكتمال الزمن ، وعودة المسيح ثانية ” .] (201)

65 ــ الصهيونية المسيحية البريطانية
[ إلا أن بوادر تفسير الكتب المقدسة تفسيراً حرفيا وربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميما –حسب زعم الألفيين- لنبوءة الكتاب المقدس، فقد بدأت بشكل بارز في بريطانيا في القرن السابع عشر.
\وقد تسارع هذا التطور إبان العصر الطهري “البيوريتاني”، بعد أن كانت تلك المعتقدات الألفية قد تراجعت في العهد  [الإلزابيتي ]. فمن هذا الإتجاه نذكر:
– استعمال العبرية لغة للصلاة في الكنائس
– نقل يوم ذكرى قيام السيد المسيح من يوم الأحد الى يوم السبت اليهودي
– مطالبة بعض البيوريتانيين الحكومة بأن تعلن التوراة أي العهد القديم دستوراً لبريطانيا
– ونجد في العام ألف وخمسماية وثمانية وثمانين (1588) رجلاً بريطانيا من رجال الدين واسمه [بريتمان ] (1562-1607)، يدعو الى إعادة اليهود الى الأراضي المقدسة تتميماً لنبوءة الكتاب المقدس
– وفي العام ألف وستماية وخمسة عشر (1615) دعا البرلماني البريطاني “السير هنري فينش” الحكومة الى دعم عودة اليهود الى فلسطين حيث كتب:”ليس اليهود قلة مبعثرة، بل إنهم أمة، ستعود أمة اليهود الى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض..وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم الى الأبد “. إلا أن الركيزة الدينية /السياسية/ الأيديولوجية الأولى للصهيونية المسيحية في بريطانيا قامت على يد [ أوليفر كرومويل ] ، فقد كان هذا الأخير على مدى عشر سنوات 1649-1659  رئيسا للمحفـــل البيوريتاني ، وهو الذي دعا الى عقد مؤتمر عام ألف وستماية وخمسة وخمسين 1655  للتشريع لعودة اليهود الى بريطانيا ،  أي إلغاء قانون النفي الذي اتخذه الملك ” إدوارد  “. ففي هذا المؤتمر تم ربط الصهيونية المسيحية بالمصالح الإستراتيجية لبريطانيا ، ومن خلال عملية الربط تلك تحمس ” كرومويل ” لمشروع التوطين اليهودي في فلسطين منذ ذلك الوقت المبكر. بعد العام ألف وثمانماية برز [القس لويس واي ] الذي صار مدير الجمعية اللندنية لترويج المسيحية بين اليهود في العام ألف وثمانماية وتسعة (1809)، وقد تحولت الجمعية بجهوده قوة كبرى في التعبير عن عقائد الصهيونية المسيحية بما فيها عودة اليهود الى فلسطين .
شخصية أخرى ساهمت في تطوير هذا الإتجاه في بريطانيا هو ” الشريف هنري دارموند ” عضو مجلس العموم البريطاني. فقد تخلى [ دارموند ] عن عمله السياسي بعد زيارة الأرض المقدسة ونذر حياته لتعليم الأصولية المسيحية والكتابة عنها وعن صلتها بعودة اليهود الى فلسطين .
أما [ اللورد شافتسبوري ] [1818-1885 ] ، وهو من أكابرالمصلحين الاجتماعيين الإنجيليين البريطانيين، وقد عمل لتخليص بريطانيا من العبودية، ومن ممارسات تشغيل الأحداث الظالمة، فقد كان من الألفيين المتحمسين والمناضلين من أجل عودة اليهود الى فلسطين ، وكانت نظرته تتسم الى حد بعيد بالعداء لليهود، إذ كان يفضل رؤيتهم يقيمون بالأراضي المقدسة بدلا من انكلترا .
وأشد الصهيونيين المسيحيين البريطانيين ضلوعاً في السياسة فهو القس ” ويليام هـ هشلر ” 1845-1931 . فقد عمل في السفارة البريطانية بفيينا ونظم عملية تهجير اليهود الروس الى فلسطين . وفي العام ألف وثمانماية وأربعة وتسعين 1894  نشر كتاباً عنوانه  [عودة اليهود الى فلسطين ] وطرح هذه العودة على قاعدة تطبيق النبوءات الدينية الواردة في العهد القديم ، والأهم من كل ذلك انه كان من المؤمنين المتحمسين لأبي الصهيونية ـ تيودور هيرتزل ـ وقد أتاح “هشلر” الدعم السياسي والاتصالات لهرتزل خلال المرحلة الحاسمة ، وبذل مساعيه في اللوبي من أجل القضية الصهيونية لمدة تناهز الثلاثين سنة .
وأخيراً ، لا بد من ذكر إسم ” اللورد آرثر بلفور ” مهندس وعد بلفور الذي صدر في العام ألف وتسعماية وسبعة عشر 1917  . لقد كان ” بلفور ” من الألفيين ومن الصهيونيين المسيحيين ، وقد أدت لقاءاته بكل من  تيودور هيرتزل  و حاييم وايتزمان  الى ما يقارب الانسجام، رغم انه كان معروفاً عنه بمواقفه المعادية لليهود. ]
(202)

[هذا وإن نهاية العالم على الطريقة الأميركية الصهيونية تستند شكلاً على بعض أسفار العهد القديم ، كسفر حزقيال وسفر دانيال ، ومن العهد الجديد على سفر رؤيا يوحنا ، وتستنتج أن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية ، وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية ، وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت الى نهاية – حسب زعمهم- لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية ، بل لأن هذا هو قصد الله . نهاية العالم ليست مدعاة للقلق بنظر ” الألفيين ” لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني . لكن قبل هذا المجيء على بعض الأحداث أن تقع، إنها ” علامات الأزمنة ” أي تبشير العالم ، وعودة اليهود ، وإعادة بناء دولة إسرائيل وظهور [ المسيح الدجال ] وموجة من الصراعات. كل هذا يتوج بمعركة [ هرمجدون ] وهي قرية مذكورة في سفر الرؤيا ، وتقع الى شمال القدس حيث تزج الأمم الكبيرة في معركة بين [ الحق والباطل ] وعند اقتراب إفناء العالم يظهر المسيح . وهناك أكثر من رواية تفصيلية لهذا الحدث الإنقضائي ، لا مجال لذكرها هنا ، لكن المهم في هذا التصور [ الرؤيوي ] أن السلاح النووي يصبح عندئذ أداة لتحقيق مقاصد الله ، وأن الميل الى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور ” نهاية العالم ” يصبح مشروعا ً، لا بل ضرورياً ، علماً بأن دعاة الألفـية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحا للحرب-الكارثة المذكورة أعلاه. ]     (203)
66 ــ السفارة المسيحية والبعد الدولي للصهيونية المسيحية
إن التأييد المسيحي الأصولي لإسرائيل يستند عند الكثيرين كما رأينا الى  رؤية  للعالم،  أو بالأحرى لنهايته، تفترض تبشير اليهود . ولكن ، هل أن تبشير اليهود يرضي اليهود؟ .. مع ذلك ، فإن مواقف أصولية مسيحية صهيونية ، ورغبة منها بتطمين اليهود ، راحت تقول بعدم تبشير اليهود ، بل بالوقوف الى جانبهم –  ] .. تعزيتهم [ .[ على حسب ما جاء في سفر أشعياء في التوراة – 1:40-2 ـ ]  عزوا شعبي يقول إلهكم ، طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهازها قد كمل  ] .
أبرز ممثلي هذا التيار وأخطرهم اليوم هم جماعة [  السفارة المسيحية العالمية في القدس  ]. تأسست هذه السفارة في العام ألف وتسعماية وثمانين 1980  رداً على سحب ثلاثة عشرة دولة سفاراتها من القدس استنكاراً لإعلانها عاصمة لإسرائيل ، ولهذه السفارة فروع في خمسين دولة في العالم ، ولها في الولايات المتحدة الأميركية عشرون مكتباً قنصـلياً . المكاتب تقوم بعمل دعائي من مختلف الأنواع ، وتجمع المساعدات المالية والعينية وتسوق البضائع الإسرائيلية. من نشاطات ” السفارة ” المؤتمر الدولي للقادة المسيحيين الصهاينة الذي عقد في بازل (سويسرا) خلال شهر آب عام ألف وتسعماية وخمسة وثمانين 1985 والذي انتهى الى إصدار بيان ، يضيف الى تكرار المواقف التقليدية المؤيدة لدولة إسرائيل و [ التائبة عن اللا سامية ] ، تهنئة لدولة إسرائيل ومواطنيها على إنجازات الأربعين سنة الأخيرة ، ودعوة للإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ، وبيهودا والسامرة [ الضفة الغربية ] كأجزاء من أرض إسرائيل، وتحذيراً للأمم التي تعادي الشعب اليهودي.
لقد أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا البيان بشدة . إن السفارة المسيحية في القدس هي مثال واضح ومفضوح لانحياز التيار المسيحي الأميركي الأصولي لدولة إسرائيل ، و لتوظيف الدين توظيفاً مغرضاً في السياسة .
وهناك عدة أصناف من السلوك تصف الصهيونيين المسيحيين كأصدقاء لإسرائيل ومنها:


1. تشجيع الحوار ما بين اليهود والمسيحيين
2. مقاومة معاداة السامية
3. التعريف بالأصول اليهودية للإيمان المسيحي والتركيز عليها لدرجة تبدو فيها المسيحية وكأنها إحدى الطوائف اليهودية
4. العمل الإنساني بين اللاجئين اليهود
5. مقاومة المواقف اليهودية “المعتدلة” التي تسعى الى التفاوض بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام
الصهيونية المسيحية في ميزان الكنائس الأميركية
تقول الكاتبة “هيلينه كوبان”: [ قرأنا جميعا التحليلات الإخبارية التي تشير الى ان أقوى دعم سياسي حصل عليه أرييل شارون في الولايات المتحدة الأميركية م يكن من الطائفة اليهودية الأميركية، ولكن من الجمعيات القوية لليمين المسيحي، هل هذا يعني أن جميع المسيحيين تقريبا في الولايات المتحدة أصبحوا ضد المصالح الفلسطينية والإسلامية والعربية؟ وهل يعني هذا أن المجتمع الأميركي على وشك أو تسيطر عليه الرغبة القوية ليحول مواجهة دولته مع المجتمع الإسلامي الى حملات صليبية عدائية؟ ]
وتجيب الكاتبة على هذا التساؤل الذي هو حقا في مكانه قائلة:”لحسن الحظ فإن الحالة داخل المجتمع الأميركي ليست سيئة لهذا الحد. فمع ان جمعيات اليمين المسيحي قوية الا أنها ليست على وشك أن تسيطر على كل المجتمع الأميركي ومن المفيد ان نذكر هنا أن نسبة صغيرة فقط من المسيحيين الأميركيين تدعم برنامج الشرق الأوسط للجمعيات التابعة لليمين المسيحي، غير أن المشكلة تكمن في أن اليمين المسيحي هو في أفضل درجات التنظيم، وله تأثير فعال في العمل السياسي بينما الطوائف والجمعيات المسيحية غير اليمينية ليست بذات التنظيم الكبير، لكن هذا الوضع يجب أن يتغير”.
ما تقوله هيلينه كوبان هو عين الصواب. ففي الواقع تمثل الصهيونية المسيحية عدديا نسبة ضئيلة ما بين الكنائس الأميركية، لكنها نسبة فاعلة جدا، وتقود جماعات الصهيونية المسيحية جمعيات من المعمدانيين الجنوبيين (
Southern Baptists)، هذا ويشكل المعمدانيون بمجملهم مع الكنائس الأخرى ذات التوجه اليميني وليس فقط المعمدانيون الجنوبيون نسبة تبلغ حوالي الستة عشر بالمئة فقط من السكان، أما الطوائف البروتستانتية الأربع الكبيرة غير المعمدانية أي المثوديست واللوثريون والمشيخيون والأنغليكان أو الأسقفيون فإنها تشكل نسبة خمسة عشر بالمئة من عدد السكان, ومن الأهمية بمكان أن هذه الطوائف الأربع بالإضافة الى الكاثوليك والطوائف الأرثوذوكسية هي متعاطفة عموماً مع القضية الفلسطينية وجميعها حتى كنيسة الميثوديست التي ينتمي إليها شكلاً الرئيس جورج 2 بوش قد أصدرت بيانات نددت فيها بالحرب على العراق ووصفتها بأنها حرب لا أخلاقية ولا شرعية ومدانة مسيحيا. ]  (204)

ويلاحظ أنه في نفس الوقت كان لـ ” مارتن لوثر ” موقف مؤيد لليهود في أوروبا عبّر عنه في كتابه الصادر عام 1523م  بعنوان [ المسيح ولد يهوديًّا ] ويبدو أنه في هذا الكتاب كان يأمل في ضم اليهود إلى المسيحية؛ حيث عبّر عن موقفه المناهض لهم بعد عشرين عامًا ؛ أي في عام 1543م  .. في كتاب ” اليهود وأكاذيبهم “، محرضًا الأمراء الألمان على اقتلاع اليهود وعزلهم ومصادرة ثرواتهم وطردهم إلى أرض كنعان من حيث جاءوا.. ويبدو أن لوثر قد ضاق بأمرين :

1. تمسك اليهود بمعتقدهم.

2. تمسك اليهودي بممارسة الربا الذي يجعله قادرًا على امتياز جزء من الثروة الألمانية القومية. الأمر الذي جعله يطالب بمصادرة الثروة التي نهبها اليهود من الأمة.

مولد الصهيونية الدينية

بيد أن حركة  [الطهريون Puritans ] وهي الحركة الأكثر تشددًا في الحركات البروتستانتية قد التزمت التفسير الحرفي المقدسي؛ حيث اعتبرت التوراة كلمة الله المعصومة. كما اعتبروا الأساطير والنبوءات العبرية تاريخًا، والشريعة الموسوية قانونًا، وعَمدوا أولادهم بأسماء عبرية، وقدسوا يوم السبت، وأدخلوا اللغة والأدب العبريين إلى المدارس، وأصبحت العبرية لغة القداس في الكنائس، وأدخلت في القداس نصوصا من التوراة؛ بل إن العبرية دخلت في نسيج الحياة اليومية للأمة.

وتعد عودة البروتستانت الطهريين البريطانيين إلى العهد القديم وإعادة توظيفه سياسيا خاصة فيما يتعلق باليهود بات بمثابة حاضنة ثقافية خرجت منها الصهيونية الدينية ثم الصهيونية السياسية.

لقد تماهى الطهريون مع الإسرائيليين القدامى، فوصفت بريطانيا في عهد كرومويل (1649-1658) “بإسرائيل البريطانية وصهيون الإنجليزية، ووصف الطهريون أنفسهم بأبناء إسرائيل وطالبوا منذ 1573 بجعل الشريعة الموسوية ملزمة للأمراء المسيحيين”.

إن هذا التماهي الديني قابله تلاقٍ على المستوى الاقتصادي حيث يقول “ويبر”: إن كلاً من اليهودية والبروتستانتية تقفان في صف الرأسمالية، الفرق هو “أن اليهودية وقفت إلى جانب الرأسمالية المغامرة متجهة نحو السياسة والمضاربة، وكانت تقاليدها هي تقاليد الرأسمالية المنبوذة. أما البروتستانتية الطهرية فقد تبنت تقاليد المشروع البرجوازي العقلاني والتنظيم العقلاني للعمل؛ حيث كان كرومويل قد فتح بلاده لرؤوس الأموال اليهودية.

وما أن حل القرن السابع عشر حتى أخذت ظاهرة “إحياء السامية” كما أسماها المؤرخ اليهودي “سيسيل روث” تفرض نفسها وتكتسب الاعتراف في الأوساط الرسمية والشعبية، وقد اتسمت هذه الظاهرة بمظاهر ثلاثة هي:

1. التعاطف مع اليهود.

2. الخجل مما عانوه في الماضي.

3. الأمل في تحقيق نبوءة عودة اليهود إلى فلسطين.

تأثيرات واتجاهات

وأدت موجة الإحياء للسامية في أوروبا إلى إحداث التأثيرات التالية:

1. إمكانية قبول التفسير اليهودي للعهد القديم، ولا سيما التفسير المتعلق بمستقبل استعادة اليهود لفلسطين.

2. إقناع طلبة الجامعات والباحثين بأن كلمة إسرائيل الواردة في العهد القديم تعني كل الجماعات اليهودية في العالم.

3. قبول التفسير بارتباط زمن نهاية العالم بعودة المسيح الثانية، وإن هذه العودة مرتبطة بمقدمة تشير إلى عودة اليهود إلى فلسطين.

على هذه الأرضية توالت كثير من الكتابات تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين، ومنها البحث الذي وضعه السير هنري فنش (Henry Finch) المستشار القانوني لملك إنجلترا ونشره عام (1621م) بعنوان “الاستعادة العظمى العالمية The World’s Great Restoration ” واعتبر أولى المشروعات الإنجليزية لاستعادة فلسطين لليهود؛ حيث طالب الأمراء المسيحيون بجمع قواهم لاستعادة إمبراطورية الأمة اليهودية.

في هذه الأجواء التي راجت فيها فكرة عودة اليهود إلى فلسطين، وبرزت فكرة أخرى مكملة لها مفادها أن هذه العودة “تمهد لمجيء المسيح الثاني الذي يندرج في سياق النظرة “الألفية” إلى المستقبل، والقائلة إن العالم كما نعرفه أشرف على النهاية، وإن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية”.

وقد ارتبطت هذه الفكرة بصياغة علاقة لاهوتية مباشرة بتصور دولة يهودية حديثة تتميما لنبوءة الكتاب المقدس حيث يعود السيد المسيح إلى الأرض كملك لمدة ألف عام “الحكم الألفي” مقيدا إبليس. وقد صارت إنجلترا مركز هذه النزعة التي تزايد نفوذها مع مطلع القرن التاسع عشر.

هذا وقد ظهرت عدة اتجاهات حول فكرة الملك / الحكم الألفي وذلك كما يلي:

اتجاه عرف باسم [سابقو الألف :  . Pre-Millennialism : مذهب السابقية ]

اتجاه عرف باسم [ لاحقو الألف Post-Millennialism. ]

اتجاه التفسير الروحي.

يمكن القول بداية إن رفض هذه الفكرة هو ما استقرت عليه الكنيسة الشرقية وأغلب الكنائس الرئيسية في الغرب: الكاثوليكية والتيار الرئيسي للكنيسة الإنجيلية. حيث الربط بين إقامة دولة يهودية والتفسير الحرفي للنصوص والتفسير التاريخي للكتاب المقدس، وتمييز اليهود الذي يعيد فكرة أنهم المختارون والمدعوون، فالمسيحية فتحت الباب للجميع، والله لا يميز شعبا بعينه.

بيد أن الأخطر في الاتجاهات السابقة هو الأول أو ما عرف باتجاه “السابقية” أو سابقو الألف: “التدبيريون” أو[الحقبيون ] أو [ الدهريون : Dispensational/ Pre-Millennialism ] حيث يرى أتباع هذا الاتجاه “المسيحية كفرقة من الفرق اليهودية، ولذلك يخلطون بين ما هو يهودي وما هو مسيحي وبين الدين والأحداث السياسية”، وحاولوا قراءة التاريخ قراءة سياسية تاريخية ]   (205)
67 ــ تأثيرات الفكر التوراتي في العقيدة المسيحية :

[ وتتركز تأثيرات الفكر التوراتي الأسطوري في العقيدة المسيحية الصهيونية في ثلاثة أمور، أولها أن اليهود هم شعب الله المختار وهم الأمة المفضلة على كل الأمم، وثانيها أن هناك ميثاقاً إلهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين أعطاه الله لإبراهيم (ع)، وهو ميثاق أبدي، وثالثها أن عودة المسيح عليه السلام  مرتبطة بقيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم في فلسطين وإعادة بناء الهيكل. إن العالم الجديد، حسب تسمية الإنسان الأبيض المركزي العنصري للقارة الأمريكية، لم يكن عالماً جديداً، فكما هو معروف، كان لها شعبها الأصلي بحضارته وثقافته وديانته، لكن البيض انتهكوها واستملكوها، طبيعة وروحاً، أرضاً وشعباً، بالسلب والنهب والقتل والأعمال الإبادية، وكل ذلك جرى باسم الرب والمدنية والتقدم، وباسم الرب، تحولت القارة التي صار اسمها أمريكا إلى موطن لمعتقدات وأشكال وتحولات دينية طائفية متعددة تتكاثر بتكاثر المستعمرات. واليوم، يوجد مئات النحل والمجموعات الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد بلغ من تأثير الفكر التوراتي اليهودي الأسطوري في عقيدة الرواد الأوائل في أمريكا، أن الرئيس الأمريكي جيفرسون اقترح اتخاذ شعار لأمريكا يمثل بني إسرائيل تظللهم غيمة في النهار وعمود من النور في الليل، بدلاً من شعار النسر، وذلك توافقاً وانسجاماً إلى حد التطابق، مع ما ورد في سفر الخروج. ]   (206)

68 ــ بطريرك القدس يهاجم المسيحية الصهيونية :

[إننا نرفض قطعيا عقائد المسيحية الصهيونية ونعتبرها تعليما خاطئا يفسد رسالة المحبة والعدالة والمصالحة الإنجيلية. كما نرفض أيضاً الحلف المعاصر بين قادة المسيحية الصهيونية والمنظمات والذين يفرضون حاليا حدودا وتسلطا استباقيين وأحادي الجانب على فلسطين يقود هذا بلا شك إلى حلقة مستمرة من العنف الذي يستهتر بأمن جميع الناس في الشرق الأوسط وباقي العالم.  إننا نرفض تعاليم المسيحية الصهيونية التي تسهل وتدعم هذه السياسات في تعزيزها للإقصائية العرقية والحرب المستمرة بدلاً عن إنجيل الحب الكوني والغفران والمصالحة التي علمها يسوع المسيح. وبدلا عن دعوة العالم الى هرمجدون، فإننا ندعو كل فرد الى تحرير ذاته من إيديولوجيات الحرب والاحتلال وللبدء، بدلا عن ذلك، شفاء الأمم، إننا ندعو المسيحيين في كنائس كافة القارات للصلاة لفلسطين ولشعب إسرائيل اللذان يعانيان كلاهما كضحايا للاحتلال والحرب. تلك الأعمال العنصرية تحول فلسطين الى غيتوات فقيرة محاطة بمستوطنات إسرائيلية اقصائية. ان تأسيس مستوطنات لا شرعية وبناء حائط الفصل على أراض فلسطينية مصادرة يفقد الدولة الفلسطينية حيويتها ويفقد كامل المنطقة السلام والأمن. إننا ندعو الكنائس التي ما زالت صامتة ان تكسر صمتها وتتكلم لأجل المصالحة والعدالة في الأراضي المقدسة. ] (207)
ولفهم المدخل لتبلور هذه  النشأة لا بد أن ندرك أبعاد الحقائق التاريخية للهجمة الماشيحانية وجذورها العقدية والسياسة وهي المرتبطة جدليا في حركة الثورة الأوروبية ، والتي كان للشيطان وحكومة الماسون الخفية أعظم الدور في اندلاعها مؤكدين حقيقة تلك العين الشيطانية الساهرة على تحطيم العالم وتفكيكه ، والمطلع على كتاب بروتوكولات صهيون و كذلك حقائق التلمود وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج يكتشف البعد التكويني لحركة الانحطاط الغربية وجذورها .  وهي التي ترفع اليوم  الأهداف التنفيذية للماسونية الزرقاء ، فيما يعرف اليوم جليا واضحا بالحركة المسيحية الصهيونية في الغرب .. وهي ترجمان حركة المسيح الكذاب كما وصف التوراة والإنجيل .. وحتى ندخل في التعريف الموجز للظاهرة لابد أن نحدد أصولها الفرنسية البونابرتية .. ففرنسا منبع الماسونية الزرقاء !! ]

69 ــ خطاب نابليون والماشيحانية :

وتكشف الحقائق التاريخية أن نابليون كان من أوائل من حملوا فكر العداء الشيطاني الصليبي على بلاد المسلمين ؟؟ فمن قاهرة المعز لدين الله الفاطمي الطاهرة إلى قلعة عكا الصامدة المقدسة كان تسقط ماشيحانية بونابرت .. ويسقط أبطال فلسطين بقيادة الجزار التاريخي الشاهدة كل سياسات بونابرت الحصارية اليهودية .. فهم بوعيهم الثاقب كشفوا صهيونية بونابرت ودوافعه النازية المبكرة في حمل مطامع اليهود في الأرض المقدسة . ولن تنسي فرنسا وكل النازيين والمسيحيين الجدد هذا الصمود في عكا .. والتي من سفنها سيفتح المهدي الموعود كل حصون الكفر الهرمجدوني المحاصرة للمسلمين.. وبكل المواصفات كان نابليون يواصل الحملات الصليبية ولكن بثوب ماشيحاني صهيوني وهو أول من وجه خطابا لليهود باستيطان فلسطين في وعد بالفور بونابرتي مبكر ، يجئ وفق تصور استعماري مبكر فهو أول الوعود الماشيحانية الساقطة والمهزومة !! [ لقد انطوت حملة نابليون على مصر عام 1798 على كل التوجهات الاستعمارية الغربية تجاه الشرق العربي، فقد كان نابليون يسعى من وراء هذه الحملة إلى تمزيق وإضعاف الدولة العثمانية تمهيداً للقضاء على دولة الخلافة الإسلامية وفرض النفوذ الفرنسي على الشواطئ الشرقية للمتوسط، حتى تكون فرنسا قادرة على فرض شروطها على بريطانية. من ناحية أخرى فقد حمل نابليون معه إلى الشرق العربي مشروعين اثنين كانا قد كثر الحديث عنهما في بعض الأوساط الفرنسية ، وهذان المشروعان هما إنشاء دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين ، والآخر هو إنشاء كيان للمسيحيين في الشرق وبالتحديد الموارنة.

لقد كتب نابليون يخاطب يهود العالم قائلاً :

[ من بونابرت القائد الأول في جيوش الجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا، إلى الورثة الشرعيين لأرض إسرائيل . الإسرائيليون هم الأمة الفريدة التي لم تستطع آلاف السنين وشهوة الفتح والطغيان أن تجردهم سوى من أراضيهم ، ولكن ليس من اسمهم وكيانهم القومي… ألا ثوروا على العار يا أيها المشردون وأعلنوها حرباً لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية، حرب تقوم بها أمة اُعتبرت أرضها-  بجرة قلم من الحكام – غنيمة لأعدائها الذين يريدون بفظاظة تقاسمها فيما بينهم وكما يشاءون. إن فرنسا تنتقم لعارها وعار أبعد الأمم التي تركت منسية وقتاً طويلاً تحت أغلال العبودية ، وتنتقم للعار الذي أحاق بكم خلال ألفي سنة.

إن الأمة العظيمة التي لا تتاجر بالشرف ، كما فعل أولئك الذين باعوا أجدادكم إلى كل الأمم تناديكم الآن من أجل أن تستلموا منها ما قد احتلته حتى الآن وبحصانة ومساعدة هذه الأمة ، كي تبقوا أسياد البلاد ، ولكي تدافعوا عنها ضد كل الذين يريدون غزوها. لقد جعل الجيش الصغير الذي بعثتني العناية الإلهية به إلى هنا من القدس مقر قيادته الرئيسية. إن هذا الجيش الذي يقاد بالعدل ويصحبه النصر سوف ينتقل بعد أيام قليلة إلى دمشق ، المدينة المجاورة التي تهدد مدينة داوود…. فها قد سنحت الفرصة التي قد لا تتكرر ثانية خلال ألفي سنة ، من أجل المطالبة باسترداد حقوقكم المدنية بين سكان المعمورة والتي حُرمتم منها بشكل مخز طيلة ألفي سنة، ومن أجل المطالبة باستعادة كيانكم السياسي كأمة بين الأمم وبحقكم الطبيعي في عبادة يهوه بحسب إيمانكم علناً ومن غير شك ، إلى الأبد»  (208)

ونقل اليهودي الماشيحاني : إيلي ليفي أبو عسل هذا الخطاب النابليوني فقال : [ أيها الإسرائيليين  ــ لقد قربت الساعة التي ينتهي فيها  أجل حالتكم التعسة .. إن الفرصة سانحة فحاذروا أن تفلت منكم ..] (209)

هذا وقد نقل لنا التاريخ أن الحاخام : موسى مردخاي : يوسف بنوحس : كان من أشد أنصار مشروع بونابرت ، ومن أقوى المجندين لغايته ومراميه ، ومن المحقق إعادة بني إسرائيل الى فلسطين طفقت تزداد سعيرا في ذهن نابليون ، وكانت شغلا شاغلا له .. وقد كان يلوح ان هذا الحل ممكنا  إذا نجح ولو قليلا ، سيعمل على تغيير مجرى الأمور في الشرق ، ولم تكن حملة مصر إلا لبلوغ هذه الغاية ..] (210)

[ وقد عبر جيمس بيشنو  عام 1800  في كتابه : بعث اليهود أزمة كل الأمم : ينادي ببعث اليهود [ عن أمله في أن تكون فرنسا هي الأداة التي تستخدمها العناية الإلهية لتحقيق هذه العودة الكبرى الى فلسطين  ــ خاصة وان مبادرة نابليون بونابرت لجمع المجلس الأعلى لليهود القدماء بغية تحويلهم إلى أداة سياسية قد انتهت بالفشل !! لكن هذه الأفكار التي تدعوا إلى أمة يهودية..” قد أخذت تشق طريقها وتستأثر بالاهتمام . ] (211)

[ لقد كان الوعد «البلفوري» النابليوني مقدمة لمجموعة من الوعود المتتالية التي نجد مثيلاتها في وعود مقدمة من القيصر الألماني وكذلك من قبل أحد وزراء حكومة القيصر الروسي وصولاً إلى بلفور البريطاني]

(212)

و في السياق : [  فقد نشر نابليون خطابا موجها الى يهود فرنسا  في عام 1798 من قبل أحدهم اقترح إنشاء مجلس يهودي من قبل كل  يهود العالم يسعى لدى الحكومة الفرنسية  من أجل في فلسطين الى شعبها التقليدي ــ يقصد اليهود !! ــ  ويتوفر لدينا في هذا المقام دليل غير موثوق على أن نابليون قد لعب دورا بعينه ــ في هذا المشروع الصهيوني ــ فلقد  ظهرت في الثاني والعشرين من أيار لعام 1799 رسالة في المونيتور : وهي الجريدة الرسمية للحكومة الفرنسية التي كانت قائمة آنذاك  مؤرخة في القسطنطينية  تجري سطورها على هذا النحو…[ لقد أمرنا نابليون بإصدار منشور يدعو فيه جميع يهود آسيا وأفريقيا الى الانضمام الى بيارقه من أجل إعادة بناء مدينة القدس القديمة ] (213)

و ..[إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا- حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري- اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام.‏

وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت ـ تشكيل اللوبي اليهودي في فرنسا ـ  بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ]  (214) [والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب ،و تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين ، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكرياً ، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم ، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية. وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها .

وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت ، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898 ، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر ” على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها “. ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري . فقد قام [هيرتزل ] ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903 . وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا ] .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل ـ نيسان 2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948 ، ] (215)

إن جملة الوعود الاستعمارية لليهود وآخرها وعد بالفور المشئوم ، كان بونابرت هو القوة الدافعة والمؤسسة لهذا المخاض الدموي الماشيحاني وهو الذي يحمل عار التاريخ في قضية فلسطين وعلى الشعب الفرنسي الذي زج به في حروب لاتخدم سوى شذاذ الآفاق في الأرض وأهل العداوة التاريخيين لأمة المسلمين ..

[ إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا – حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري – اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام .‏ وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت تشكيل  [ اللوبي اليهودي في فرنسا ] بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م . وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ] (216)

ان هذا التوجه اليهودي الصهيوني  لحملة بونابرت  تدفع بالقول : [ ان الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 ، يتعين على القوى الثورية التقدمية دراستها من كل النواحي : فإن حملة عسكرية تأخذ طريقها الى الشرق مزودة بالأجهزة العلمية وبمطبعة عربية  وأخرى فرنسية ويرافقه عدد من العلماء الأخصائيين في شتى العلوم تدفعنا بالقول : هل هي حملة عسكرية؟ أم حملة علمية تجسسسية ] (217)

ــ صرح القس ــ بيلى جراهام ـ بأن نابليون عندما شاهد مجدو قال : [ إن هذا المكان سيكون مسرحا لأعظم معركة في العالم وهي معركة هرمجدون ] [ وتصريح نابليون عن هذه المعركة يؤكد أن قادة الغرب يهتمون بها منذ1 بعيد ، وأنهم يقرؤون كتبهم المقدسة جيدا ،]  ــ أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ص70

وللرد على التساؤل العلمي المفترض تكون الإجابة في الحملة التترية البوشوية على العراق والمنطقة كما عشيقة الشاروني في اجتياح لبنان عام 1982 وقبلها الاجتياح النابليوني الصومائيلى الى الأرض المقدسة !!

وفي تبيان حقيقة العقيدة الهرمجدونية المفسدة في الأرض :

.. يقول رئيس وزراء إسرائيل الليكودي الماشياحي إسحاق شامير: في حقده على النبي صلى الله عليه وآله وأمته : [ قد يحاول البعض خداعنا وقد يقول أحدهم لنخدع الإسرائيليين كما فعل محمد ــ نعم ــ أنهم دائما يفكرون بتلك الأمثلة حين استخدم محمد جميع أنواع الخدع للقضاء على خصومه في مكة وخيبر وكل مكان إنهم دائما يلجئون لتلك الأمثلة من إستراتيجيات محمد وتهبلاته ] .
ويقولون في سفر حاز وحار:
يا أبناء إسرائيل اعلموا أننا لن نفي محمدا حقه من العقوبة التي يستحقها حتى لو سلقناه في قدر طافح بالأقذار وألقينا عظامه النخرة إلى الكلاب المسعورة لتعود كما كانت نفايات كلاب لأنه أهاننا وأرغم خيرة أبنائنا وأنصارنا على اعتناق بدعته الكاذبة وقضى على أعز آمالنا في الوجود لذا يجب عليكم أن تلعنوه في صلواتكم المباركة أيام السبت وليكن مقره في جهنم وبئس المصير ]
واسمعوا يا سادة وتنبهوا يقول القاضي الصهيوني فريدرك رذرفورد : [يجب تدمير السلطات الدينية في الدول العربية والإسلامية بتعليم وتدريب نخبة مختارة من الشباب المتفوق كيفية الفصل بين الدين وشؤون الحياة إن المسيحية الشائعة مسيحية زائفة مشوهة وهشة وقد سيطرنا عليها أما الأصولية الإسلامية فهي الظلام القادم أمام سيادتكم أيها اليهود ،  لذلك أيها السادة فقد صنعوا من أبناء جلدتنا ما صنعوا وسيطروا على أمتنا بكل الطرق والوسائل فبالوسائل العسكرية تارة وبالوسائل غير العسكرية تارة أخرى ولقد أشرنا من قبل للدور الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والذي جاء حاملا العناية الإلهية ــ هو أيضا ــ بعد أن جاءته رؤيا من الرب مثله مثل بابا روما الصهيوني الذي قاد الحروب الصليبية والحرب المقدسة والعدالة المطلقة بعد أن قرأ العظات الإنجيلية من الإله يهوه !! ولا ننسى أن الحملة من فرنسا إلى مصر تحركت بعد تلقى نابليون عن طريق بول بارا باس ، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت ، ” الرأسمالي اليهودي الايرلندي ” رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق كما نصحه اليهودي بأن يدك معاقل المسلمين في مصر وبقدر قوته وصلفه وجبروته ستفتح له الأبواب وقال له إن في مصر قلاع حصينة لا تحتاج إلا الخيول المدربة والقلوب لا تعرف الهوادة .
ووضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى شخصيات يهودية ــ واستمع إلى نصائح الحاخامات ـــ وما لبثت أن أصدرت بعد اللقاء بيانا تدعو فيه إلى إقامة مجلس ينتخبه اليهود في خمسة عشر بلدا ليقرر ما يجب عمله . وإبلاغ ذلك إلى الحكومة الفرنسية . كما دعت إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق في فرنسا ، في إقليم الوجه البحري من مصر ! مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر ]  (218)
[ والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب، التي تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكريا ً، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية . وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها.  وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر “على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها “. ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري. فقد قام  هيرتزل ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود ، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903. وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها  :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا  ]  .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل/ نيسان  2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948، وأن لإسرائيل الحق في ‏الاحتفاظ ببعض ” المستوطنات” ـ المستعمرات ــ في الضفة الغربية ، وأنه من غير ‏الواقعي توقع اتفاق سلام نهائي بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 5 ‏يونيو/حزيران 1967 ، على اعتبار أن هذه الحدود ليست مقدسة ومن ثم يمكن ‏تجاوزها ، وأن الفلسطينيين ]  . (219)

وفي السياق البونابرتي الماشيحاني  يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو باحث ومفكر مصري جدير .. [ واستمر نابليون في نفس الإتجاه ، فأصدر بعد ذلك قراراته الخاصة  بتنظيم علاقة اليهود بالدولة الفرنسية . ففي عام 1808 أصدر مرسومين تم بمقتضى الأول إقامة لجان من الحاخامات والرجال العاديين للإشراف على الشئون اليهودية  تحت إشراف مجلس كنسي مركزي / وكان من مهام هذا المجلس أن ترعى معابد اليهود وغيرها من المؤسسات  الدينية  ، وتنفذ قوانين التجنيد وتشجع اليهود على تغيير المهن التي يشتغلون بها . أما المرسوم الثاني فقد اعترف باليهودية دينا  ، كما ألغى ــ أو أنقص أو أجل ــ الديون اليهودية المستحقة للمرابين  ، وأصبح الحاخامات مندوبين للدولة مهمتهم تعليم أعضاء الجماعات اليهودية تعاليم دينهم وتلقينهم الولاء للدولة وأن الخدمة العسكرية واجب مقدس ، وكان على الحاخامية توجيه أعضاء الجماعات اليهودية الى الوظائف النافعة ، وقد اعترفت الحكومة الفرنسية باليهود بوصفهم أقلية ، وأصبح لهم كيان رسمي للدولة . فحصلوا على حقوقهم ومنحوا شرف الجندية  ولم يعد يسمح لهم بدفع بدل نقدي ، وشجعوا على الإشغال  بالزراعة . وحرّّّّم نابليون على اليهود الأشكناز للاشتغال بالتجارة .. وراح أخيرا يتباهى بأن الثورة الفرنسية ثورة يهودية ماسو نية ] . (220)

وهكذا تحول بونابرت كجنرال صهيوني متشحا بلباس المسيح اليهودي  الكذاب  ومهندسا لمشاريع الاستيطان العبراني المبكر ووكيلا مؤسسا للمذابح في شوارع فلسطين !! فقد كان له حق السبق لكل المشاريع الماشيحانية .. وهاهي الوكالة البونابرتية تتحول لطبيعة هرمجدونية وبرنامج توسعي الشارونية العاشقة البوشوية !! و.. هكذا كان نابليون ماسو نيا صهيونيا كشف عن منهجيته التوراتية لمجرد وصوله الى فلسطين ، قادما بتمويل آل روتشيلد الربويين الماسون ورجال الحكومة الخفية .. ولم يخف نابليون ورجاله المرافقين له في الحملة والذين كرسوا جهودهم لرسم الخارطة التوسعية للمنطقة بحيث يضع الأصوليون التوراتيون في الغرب مواقع أقدامهم في المنطقة بهدف تركعيها وتجزئتها  في منهاجيه هرمجدونية وأساطيرية كشفت عنها قرائتنا ، وحسب المصادر .. [ كان نابليون أول من اجتذبته فكرة فلسطين ، فبعد شروعه في غزو فلسطين عام 1799 وجه نداء الى جميع اليهود في العالم يستحثهم فيه على الانضمام تحت لواءه والانضمام تحت رايته لإعادة [ مجد إسرائيل الضائع في القدس ] على حد تعبيره ، ويصفهم بأنهم الورثة الشرعيين  لفلسطين ]  [ ويعتقد أن نابليون قد تأثر بما كتبه بعض الكتاب الفرنسيين مثل ــ البرنس دي لينيه ــ الى امبراطورية النمسا جوزيف الثاني  سنة 1979 ، حيث أشار الى وجوب إصلاح شأن اليهود وإعادتهم الى ملك يهوذا ..] (221)   [ أما أبرز المشاريع في نهاية القرن الثامن عشر فتمثل في دعوة – مشروع نابليون بونابرت اليهود للالتحاق بجيشه والمحاربة من أجل إقامة دولة لهم في فلسطين برعاية وحماية فرنسيتين . وتعد هذه أهم المشاريع التي عرضتها الصهيونية الأوروبية غير اليهودية قبل صدور وعد بلفور عام 1917 . إذ كان بونابرت , كما تقول ريجينا الشريف [ أول رجل دولة يقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين قبل وعد بلفور بـ 118 سنة  ] . ولعل طبيعة شخصية نابليون وطموحه الإمبراطوري التوسعي , خصوصاً في المشرق العربي هي التي لعبت الدور الحاسم في استعجال فرنسا بلورة الفكرة الصهيونية في مشروع دولة لليهود في فلسطين.

فشل نابليون أمام أسوار عكا عندما عجز عن اقتحامها , ومن ثم فشلت حملته كلها على مصر واضطرت قواته إلى مغادرتها بعد ثلاث سنوات فقط من غزوها بعد ان اضطر هو إلى الهرب منها والعودة إلى فرنسا وقد تحطمت آماله في إمبراطورية فرنسية في الشرق تأخذ على عاتقها إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين لتكون مرتكزاً وقاعدة لهذه الإمبراطورية. والأهم من ذلك ان يهود أوروبا , كما يهود الشرق, لم يبدوا اهتماماً كبيراً بدعوات أو نداءات نابليون الصهيونية , ربما لأن الصهيونية لم تكن قد تبلورت بعد كفكرة وليس فقط كمشروع سياسي بين اليهود أنفسهم , ولم تكن قد تبلورت بينهم فكرة إنهم شعب أو أمة ذات حقوق سياسية , فالظروف الذاتية لكل من فرنسا واليهود ومعها الظروف الموضوعية العربية والدولية أسهمت في فشل حملة نابليون وحالت دون تحقيق أهدافها الفرنسية أولاً واليهودية تالياً. ] (222)

والحركة الصهيونية المعاصرة وهي ما تسمى بالموسيديت ، إنما هي تأكيد لوجهة نابليون وختم سوداوي لرسالته غير المقدسة .. والذي يدور اليوم في العراق وفلسطين من مجازر دموية فهي خير تفصيل لحقيقة أساطير الماشيحانيين الجدد وفلسفة الهرمجدون المزيفة  ..

70 ــ نشأة الحركة المسيحية الصهيونية :

[ تقول الكاتبة غريس هالسيل : أواخر أغسطس 1985م سافرت من واشنطن إلى سويسرا ، لحضور المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في بازل ، برعاية السفارة المسيحية العالمية في القدس ، لأتعرّف على خلفية الصهيونية السياسية … في أحد مقررات المؤتمر حثّ المسيحيون إسرائيل على ضمّ الضفة الغربية ، بسكانها المليون فلسطيني ، فاعترض يهودي إسرائيلي : بأن ثلث الإسرائيليين يُفضلون مقايضة الأراضي المحتلة بالسلام مع الفلسطينيين … فردّ عليه مقرر المؤتمر : إننا لا نهتم بما يُصوّت عليه الإسرائيليون وإنما بما يقوله الله ، والله أعطى هذه الأرض لليهود . ــ يقصد الرب يهوه المسيح ـ وتقول : كان تقديري أنه من بين 36 ساعة … فإن المسيحيين الذين أشرفوا على المؤتمر ، خصصوا 1% من الوقت لرسالة المسيح وتعاليمه ، وأكثر من 99% من الوقت للسياسة . ولا يُوجد في الأمر ما يُثير الاستغراب ، ذلك أن المشرفين على المؤتمر ، برغم أنهم مسيحيون فهم أولا وقبل كل شيء صهاينة ، وبالتالي فإن اهتمامهم الأول هو الأهداف الصهيونية السياسية . وفي بحثها عن أصل الصهيونية السياسية ، الداعية إلى عودة اليهود إلى فلسطين ، تؤكد الكاتبة أن : [ تيودور هيرتزل ] لم يكن أصلا صاحب هذه الفكرة ، وإنما كان دُعاتها هم المسيحيون البروتستانت ــ ذوي الأغلبية في أمريكا وبريطانيا الآن ــ قبل ثلاث قرون من المؤتمر الصهيوني الأول . حيث ضمّ لوثر زعيم حركة الإصلاح الكنسي في القرن السادس عشر ، توراة اليهود إلى الكتاب المقدّس تحت اسم العهد القديم . فأصبح المسيحيون الأوربيون يُبدون اهتماما أكبر باليهود ، وبتغيير الاتجاه السائد المُعادي لهم في أوروبا . وتقول الكاتبة : توجه البروتستانت إلى العهد القديم ليس فقط لأنه أكثر الكتب شهرة ، ولكن لأنه المرجع الوحيد لمعرفة التاريخ العام . وبذلك قلّصوا تاريخ فلسطين ما قبل المسيحية إلى تلك المراحل التي تتضمّن فقط الوجود العبراني فيها . إن أعدادا ضخمة من المسيحيين وُضِعوا في إطار الاعتقاد ، أنه لم يحدث شيء في فلسطين القديمة ، سوى تلك الخرافات غير الموثقة من الروايات التاريخية المدوّنة في العهد القديم . وتقول : في منتصف عام 1600م بدأ البروتستانت بكتابة معاهدات ، تُعلن بأن على جميع اليهود مُغادرة أوروبا إلى فلسطين . حيث أعلن ــ أوليفر كرمويل ــ بصفته راعي الكومنولث البريطاني الذي أُنشئ حديثا ، أن الوجود اليهودي في فلسطين هو الذي سيُمهّد للمجيء الثاني للمسيح . ومن هناك في بريطانيا بدأت بذرة الدولة الصهيونية الحديثة في التخلّق . وفي خطاب لمندوب إسرائيل في الأمم المتحدّة : بنيامين نتنياهوعام 1985م – والذي أصبح فيما بعد رئيسا لإسرائيل – أمام المسيحيين الصهاينة ، قال : إن كتابات المسيحيين الصهاينة من الإنجليز والأمريكان أثّرت بصورة مُباشرة على تفكير قادة تاريخيين ، مثل : لويد جورج  و  آرثر بلفور و ودرو ويلسون  ، في مطلع هذا القرن … الذين لعبوا دورا أساسيا ، في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية . وتقول : لم يكن حلم هيرتزل روحانيا بل كان جغرافيا ، كان حُلما بالأرض والقوة ، وعلى ذلك فإن السياسة الصهيونية ضلّلت الكثير من اليهود … وقد ادّعى الصهاينة السياسيون أنه لم يكن هناك فلسطينيون يعيشون في فلسطين … ويقول موش مانوحين :  : أنه انتقل إلى الدولة اليهودية الجديدة ، على أمل أن يجد جنّة روحية ، ولكنّه اكتشف أن الصهاينة لا يعبدون الله ، ولكنهم يعبدون قوتهم . ] .

وتقول : لأن يهود أمريكا – مثل : آندي غرين – يعرفون أنه يمكنهم الاعتماد ، على دعم 40 مليون مسيحي إنجيلي أصولي ، فهم يُصادرون الأرض من الفلسطينيين بقوة السلاح . ويقول غرين الذي انتقل إلى إسرائيل عام 1975م ، ولا يزال يحتفظ بجواز سفره الأمريكي : ليس للعرب أي حق في الأرض إنها أرضنا على الإطلاق ، هكذا يقول الكتاب المقدّس إنه أمر لا نقاش فيه . من أجل ذلك لا أجد أي مُبرر للتحدّث مع العرب حول ادعاءاتهم المنافسة لنا ، إن الأقوى هو الذي يحصل على الأرض . ] المرجع : كتاب هالسل

71 ــ غاية إسرائيل من التحالف مع اليمين المسيحي في أمريكا :

يوضح ( ناتان بيرلمتر ) يهودي أمريكي ، من حركة : بناي برث – منظمة يهودية – في أمريكا ، أسباب تحالف يهود الولايات المتحدة مع الأصوليين المسيحيين ، بقوله : أن الأصوليين الإنجيليين يُفسّرون نصوص الكتاب المُقدّس بالقول : أن على جميع اليهود ، أن يؤمنوا بالمسيح أو أن يُقتلوا في معركة هرمجدون . ولكنه يقول في الوقت نفسه : نحن نحتاج إلى كل الأصدقاء لدعم إسرائيل … وعندما يأتي المسيح فسوف نفكر في خياراتنا آنذاك . أما الآن دعونا نُصلّي ونرسل الأسلحة . ]

وتقول الكاتبة : إن للقادة الأصوليين الإنجيليين اليوم قوة سياسية ضخمة . إن اليمين المسيحي الجديد هو النجم الصاعد في الحزب الجمهوري ، وتحصد إسرائيل مكاسب سياسية جمة داخل البيت الأبيض من خلال تحالفها معه . وتنقل الكاتبة للقول : إن [ مارفن ] – أحد زملائها في رحلة الحج – كغيره من اليمين المسيحي الجديد ، يشعر بالنشوة لأنه مع الحليف الرابح . وقد نقل إلي مرة المقطع 110 الذي يتحدّث عن يهوه وهو يسحق الرؤوس ، ويملأ الأرض بجثث غير المؤمنين ، والمقطع 137 الذي يُعرب فيه عن الرغبة من الانتقام ، من أطفال بابليين وإلقائهم فوق الصخور . ثم قال [ مارفن ] : وهكذا يتوجب على الإسرائيليين أن يُعاملوا العرب بهذه الطريقة . ورغم أن [ مارفن ] كان معجبا ومطلعا على نصوص التاريخ التوراتي ، إلا أنه كان جاهلا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي . لأنه يعرف مسبقا كل ما يعتقد أن الله يريد منه أن يعرفه . وقال لي : إن على الأمريكيين أن يتعلموا من الإسرائيليين كيف يُحاربون . ويشارك ( مارفن ) كذلك هؤلاء بالاعتقاد بأننا نحن المسيحيين نؤخر وصول المسيح من خلال عدم مساعدة اليهود على مصادرة مزيد من الأرض من الفلسطينيين . وتخلُص الكاتبة إلى القول : بأن عدة ملايين من المسيحيين الأمريكيين ، يعتقدون أن القوانين الوضعية يجب ألا تُطبق على مصادرة اليهود واسترجاعهم لكل أرض فلسطين ، وإذا تسبّب ذلك في حرب عالمية نووية ثالثة فإنهم يعتقدون بأنهم تصرّفوا بمشيئة الله . وتذكر الكاتبة أن هناك قائمة بأسماء 250 منظمة إنجيلية أصولية موالية لإسرائيل ، من مختلف الأحجام والعمق في أمريكا ، ومعظم هذه المنظمات نشأت وترعرعت خلال السنوات الخمس الأخيرة ، أي منذ عام 1980م . وتقول الكاتبة في فصل مزج الدين بالسياسة : أن الإسرائيليون يُطالبون بفرض سيادتهم وحدهم ، على المدينة التي يُقدّسها مليار مسيحي ومليار مسلم ، وحوالي 14 مليون يهودي . وللدفاع عن ادّعائهم هذا فإن الإسرائيليين – ومعظمهم لا يؤمن بالله – يقولون : بأن الله أراد للعبرانيين أن يأخذوا القدس إلى الأبد . ومن أجل ترويج هذه الرسالة توجّه الإسرائيليون إلى [ مايك ايفنز ] اليهودي الأمريكي ، الذي قُدّم في أحد المعابد على أنه قسّ تنصّر ليساعد شعبه ، وأنه صديق لجورج بوش ويحتل مكانة مرموقة في الحزب الجمهوري ، ومن حديثه في هذا المعبد قوله : إن الله يريد من الأمريكيين ، نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس ، لأن القدس هي عاصمة داود . ويحاول الشيطان أن يمنع اليهود ، من أن يكون لليهود حق اختيار عاصمتهم . إذا لم تعترفوا بالقدس ملكية يهودية ، فإننا سندفع ثمن ذلك من حياة أبنائنا وآبائنا  ، إن الله ، سيُبارك الذين يُباركون إسرائيل ، وسيلعن لاعنيها ] وفي نفس الإتجاه [نظمت مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم اسم‏ [‏ المسيحيون الصهاينة‏ ]‏ مظاهرة حاشدة تضامناً مع إسرائيل  يوم الخميس ‏(6‏ مايو ‏2004)‏ خارج مبنى الكونجرس في العاصمة الأمريكية تم فيها عرض إحدى الحافلات الإسرائيلية التي دمرتها التفجيرات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏ وقال بيان منظمة‏ [‏مسيحيون من أجل إسرائيل] :‏ إن أنشطة هذه المظاهرة تشمل إعلان يوم ‏6‏ من مايو يوماً قومياً للصلاة من أجل [ إسرائيل ] تستمر فيه المظاهرات والصلوات من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة بعد الظهر‏.‏ وعقدت المظاهرات تحت عنوان : ‏ [الإرهاب‏ ,‏ تذكرة في اتجاه واحد‏ ],‏ وتم عرض إحدى الحافلات المحترقة التي قالوا إنها تم تفجيرها من قبل الفلسطينيين في إسرائيل ] ‏.‏ وقال منظموا المظاهرة إن الحافلة رقم ‏19‏ ستعرض أمام مبنى الكونجرس وستبقى هناك للعرض طوال شهر مايو ليشاهدها الجمهور الأمريكي الذي يقبل على هذه المنطقة السياحية بكثافة في شهور الصيف‏.‏ وقال المتظاهرون في بيان لهم‏:‏ نحن المسيحيون الصهاينة‏..‏ مهمتنا حث الدعم لدولة [إسرائيل ] والشعب اليهودي عن طريق الصلوات وعن طريق العمل الجاد وفق مشيئة وكلمة الرب‏..‏ إننا نريد أن يتفهم الآخرون قلب الرب وأغراضه من أجل اليهود وأن نحصل على الفهم الجديد للأصول اليهودية للعقيدة المسيحية‏ ]  (223)

[وقد لعبت القوى الصهيونية المسيحية دوراً رئيسياً في صياغة الأبعاد الأيديولوجية والتصورات الفلسفية والأخلاقية لقوى اليمين المحافظ‏,‏ كما أمدته بعناصر وكفاءات بشرية بارزة‏,‏ وساندته بمؤسساتها ومنظماتها المختلفة بحيث أضحى أبرز مفكري هذا اليمين المحافظ يعبرون عن جوهر المنطلقات الفكرية لتيار الصهيونية المسيحية‏,‏ وأخذوا يوظفون هذه المنطلقات في صياغة الفكر الاستراتيجي الحاكم في الولايات المتحدة‏,‏ كما يتجلى الآن في عهد الرئيس جورج بوش‏.‏ ]

[وتعتبر مؤلفات الكاتبة الأمريكية جريس هالسل وبالذات كتاب ‏: [‏النبوءة والسياسة‏ ‏] ثم كتاب‏ [يد الله ] ‏ترجمهما للعربية الأستاذ محمد السماك وصدرا من دار الشروق بالقاهرة‏ ،‏ ومن أبرز ما كتب عن هذا التيار الديني‏ -‏ السياسي المؤثر بقوة متصاعدة في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية وبالذات نحو الصراع العربي‏-‏ الإسرائيلي خاصة‏ ,‏ والوطن العربي بصفة عامة‏ .‏

لقد بين كتاب [ ‏النبوءة والسياسة‏ ]‏ أن الصهيونية أضحت بسبب تيار الصهيونية المسيحية‏ ,‏ صهيونيتين‏,‏ الأولى والأساسية صهيونية مسيحية ‏,‏ والثانية يهودية‏ .‏ ويأتي كتاب‏ [ يد الله‏ ]‏ ليبين أن اللاسامية أضحت‏,‏ وبفضل هذا التيار أيضاً‏ ,‏ لا ساميتين‏ ,‏ الأولى تكره اليهود وتريد التخلص منهم وإبعادهم بكل الوسائل الممكنة‏ [‏ لا سامية المجتمعات الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين‏ ] ,‏ والثانية تكره اليهود أيضاً بيد أنها تريد تجميعهم في مكان محدد هو فلسطين ‏,‏ ليكون هذا المكان مهبط المسيح في مجيئه الثاني المنتظر ‏[‏لا سامية أمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده‏ ]‏ وفكر هذه اللاسامية يجئ امتداداً للفكر الذي أرسته بعض الحركات الدينية المسيحية وبالذات‏ ــ ‏الحركات الألفية‏ ــ‏ التي تؤمن بأن السيد المسيح سيعود ليحكم العالم مدة ألف سنة‏ ,‏ وربطت بين هذه العودة ووقوع بعض الأحداث الرمزية من أهمها عودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة ـ إسرائيل ـ وإعادة بناء الهيكل ثم ظهور المسيخ الدجال ‏,‏ وتفجر مجموعة من الصراعات الدموية تتوج بالمعركة الشهيرة المعروفة بمعركة‏ هرمجدون‏ [ قرية مذكورة في الرؤيا وتقع شمال القدس‏ ]‏ حيث تقع معركة بين ما يسمى بـ‏ [‏الحق والباطل ] ,‏ وعند اقتراب إفناء العالم يظهر السيد المسيح‏ .‏ ولقد خطف تيار الصهيونية المسيحية هذه المعتقدات بالربط بين الانتصار الساحق لإسرائيل وعودة السيد المسيح ونشأة تيار مسيحي يزداد قوة يربط بين شدة الولاء والدعم لإسرائيل وبين تعجيل عودة السيد المسيح‏.‏ ] [ومن القيادات الصهيونية المسيحية البارزة الأخرى‏,‏ القس بات روبرت سون ‏,‏ الذي يعود بأصوله إلى أسرة هاريسون الذي وقع إعلان استقلال أمريكا‏ ,‏ وكان والده عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي لمدة ‏34‏ عاما‏ً,‏ وأعلن بات روبرت سون ترشحه للرئاسة الأمريكية عام ‏1988.‏ ويقف روبرت سون على رأس منظمة متشعبة الأغراض والوسائل ولها جذور شعبية وتأثير واسع المدى‏,‏ وتعتبر شبكته الإعلامية المسماة‏ [‏ شبكة الإذاعة المسيحية‏ ـCBN ]‏ من بين المحطات الأكثر حداثة وحذقاً ونشاطا‏ً,‏ واحتلت الموقع الرابع بعد شبكات التلفزة الرئيسية الثلاث في الولايات المتحدة الأمريكية ‏,‏ وتصل إلى أكثر من‏30‏ مليون منزل‏.‏ وتملك مؤسسة روبرت سون جامعة معتمدة منذ عام ‏1977‏ تصدر نشرة إخبارية تضم أكثر من ربع مليون مشترك‏ ,‏ وقد اعتاد أن يقول فيها : إن ـ إسرائيل ــ هي أمة الله المفضلة ويؤيد احتلالها للأراضي العربية ويعتبر العرب في برامجه المتلفزة أعداء الله ‏.‏] (224)

[ ونتيجة لهذه المعتقدات ظهر الكثير من الحركات الدينية المسيحية الإنجيلية الأصولية في بريطانيا والولايات المتحدة ، وأهم وأخطر هذه الحركات هي ( الحركة التدبيرية ) ، التي نشأت في الولايات المتحدة بعد قيام دولة إسرائيل . وتضمّ في عضويتها أكثر من أربعين مليون أمريكي ، لحظة تأليف هذا الكتاب في أواسط الثمانينيات ، ومن بين أعضائها الرئيس الأمريكي آنذاك [ رونالد ريغان ] وهي تسيطر على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية ، وتمتلك محطات تلفزة خاصة بها ، ويشارك قادتها كبار المسؤولين في البيت الأبيض ، ومجلس الأمن القومي الأمريكي ، ووزارة الخارجية بصناعة القرارات السياسية والعسكرية ، المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي .  وتعتقد هذه الحركة أنّ الله قد وضع في الكتاب المقدس نبوءات واضحة  ، حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته : المصدر السابق  ]

هذا وتحصر هذه الحركة أهدافها في خلق قاعدة فاشية هرمجدونية تعتمد كما بينا على تكريس إسرائيل كحقيقة لاهوتية ودعمها بإتجاه إحداث محرقة في العالم الإسلامي هي في وجهتهم الهرمجدون الحتمية والتي لا نرى لها سند حقيقي بسبب تزييف حقائق التوراة على يد حاخامات السبي وعملاء ملوك إسرائيل والتوحد معهم في العداء ضد الدين والأنبياء عليهم السلام !! بزيف أساطير ظهور المسيح في الألفية وهؤلاء التدبيريون التدمير ون هم الذين يقفون اليوم ونحن في نهاية الزمان خلف كل نكبة ومجزرة ينتقم بهم الماشياح الخائن لله والتاريخ والإنسان ، يتقدمهم نحو النشوء والارتقاء بمملكة  الزيف الشيطانية ،و كانت العراق بعد فلسطين ولبنان هي المدخل المركزي للصراع المفتوح بين شياطين قادة الهرمجدون وجماهير الأمة الذين يتعرضون الى عملية تهجير من أوطانهم بعد نفاذ خارطة التطبيع مع دولة الماشيح المزيف في إسرائيل من أهدافها !! وذلك تحت نير التهديد الماشيحاني البوشوي بقيام حرب نووية ، ودفع الأمة نحو الرعب للهجرة من أوطانها ولذلك يضع الغريب وجيوشه كل إمكانياتهم العدم هزيمة الهرمجدوني بوش وخروجه مهزوما من العراق كما  أداته الماشيحانية اللقيطة إسرائيل !! وفي مبحثا تفصيل في الموضوع  .

و ..  تؤكد الكاتبة الأمريكية ( غريس هالسل ) أن بذور هذه المُعتقدات المُدمّرة ، نشأت في نهاية القرن التاسع عشر . وكان رائد هذا الاتجاه في تفسير الكتاب المُقدّس هو ( سايروس سكوفيلد ) ، وقد طُبع أول مرجع إنجيلي له عام 1909م ، زرع فيه آراءه الشخصية في الإنجيل ، وصار أكثر الكتب المتداولة حول المسيحية . وبدأت هذه المُعتقدات في الظهور وتعزّزت ، عندما تتابعت انتصارات إسرائيل على دول الجوار العربية ـ النظام العربي الرجعي ـ وبلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان .

وتقول الكاتبة : وفي إحدى المناسبات كان [ سكوفيلد ] يذكّر مُستمعيه بأنه : عام بعد عام كان يُردّد التحذير بأن عالمنا ، سيصل إلى نهايته بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية . ولكنه يقول أيضا : أن المسيحيين المُخلّصين يجب أن يُرحّبوا بهذه الحادثة ، لأنه مُجرّد ما أن تبدأ المعركة النهائية ، فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسيُنقذون ، وأنهم لن يُواجهوا شيئا من المعاناة التي تجري تحتهم .ـ ونحن نقول أن الدجال سيقذفهم نحو عمق الهاوية كما في الإنجيل ــ وتقول : بالرغم من أن بعض الأصوليين لم يتقبّلوا هذه الفكرة ، إلا أنها تسبّبت في انقسام كبير . فهناك مؤشر إلى أن أعداد المسيحيين الذين يتعلّقون بنظرية [هرمجدون] في تزايد مُضطرد ، فهُم مثل سكوفيلد يعتقدون أن المسيح وعد المسيحيين المُخلّصين بسماء جديدة وأرض جديدة ، وبما أن الأمر كذلك ، فليس عليهم أن يقلقوا حول مصير الأرض ، فليذهب العالم كلّه إلى الجحيم ، ليُحقّق المسيح للقلّة المُختارة سماءً وأرضا جديدتين . إن استقصاء عام 1984م ، الذي أجرته مؤسسة [ باتكيلو فيتش ] أظهر أن 39 بالمائة من الشعب الأمريكي ، يقولون ، أنه عندما يتحدّث عن تدمير الأرض بالنار ، فإن ذلك يعني ، أننا نحن أنفسنا سوف نُدمّر الأرض ب ـ هرمجدون ـ نووية . وأظهرت دراسة لمؤسسة ـ نلسن ـ نُشرت في أُكتوبر 1985م  ، أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين ، يقولون أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا ، لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا .

ـ ومن أكثر الأصوليين الإنجيليين شهرة ، من الذين يُبشرون على شاشة التلفزيون بنظرية [هرمجدون ] :

1. بات روبرتسون : يملك شبكة تلفزيونية مسيحية ، مكونة من ثلاث محطات ، عائداته السنوية تصل إلى 200 مليون دولار ، ومساهم في محطة تلفزيون الشرق الأوسط في جنوب لبنان ، يشاهد برامجه أكثر من 16 مليون عائلة أمريكية .

2. جيمي سوا غرت : يملك ثاني أكبر المحطات الإنجيلية شهرة ، يُشاهد برامجه ما مجموعه 9,25 مليون منزل .

3. جيم بيكر : يملك ثالث أشهر محطة تبشيرية ، عائداته السنوية تصل إلى 50ــ 100 مليون دولار ، يُشاهد برامجه حوالي 6 ملايين منزل ، يعتقد أن علينا أن نخوض حربا رهيبة ، لفتح الطريق أمام المجيء الثاني للمسيح .

4. أورال روبرتس : تصل برامجه التلفزيونية إلى 5,77 مليون منزل .

5. جيري فولويل : تصل دروسه التبشيرية إلى 5,6 مليون منزل ، يملك محطة الحرية للبث بالكابل ، أقام بعد شرائها بأسبوع ، حفل عشاء على شرف جورج بوش نائب الرئيس ريغان آنذاك . وقد أخبر فولويل يومها بأن جورج بوش ، سيكون أفضل رئيس في عام 1988م .

6. كينين كوبلاند : يُشاهد برامجه 4,9 مليون منزل . يقول : [ أن الله أقام إسرائيل . إنّنا نُشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نبدأ في دعم حكومتنا ، طالما أنّها تدعم إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نُشعر الله ، مدى تقديرنا لجذور إبراهيم . ]

7. ريتشارد دي هان : يصل في برنامجه إلى 4,75 مليون منزل .

8. ريكس همبرد : يصل إلى 3,7 مليون منزل ، وهو يُبشّر بتعاليم سكوفيلد التي تقول : أن الله كان يعرف منذ البداية الأولى ، أننا نحن الذين نعيش اليوم ، سوف نُدمّر الكرة الأرضية .

وتعقّب الكاتبة بقولها : لقد ذكرت ثمانية من الذين يٌقدّمون البرامج الدينية ، ويُبشّرون بنظرية هرمجدون نووية في الإذاعة والتلفزيون ، ومن بين 4 آلاف أصولي إنجيلي ، … هناك 3 آلاف من التدبيريين ، يعتقدون أن كارثة نووية فقط ، يمكن أن تُعيد المسيح إلى الأرض . إن هذه الرسالة تُبث عبر 1400 محطة دينية في أمريكا . ومن بين ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج من خلال 400 محطة راديو ، فإن الأكثرية الساحقة منهم من التدبيريين . وتقول : أن بعض هؤلاء القساوسة ورؤساء الكنائس ، هم من القوة بحيث يظهرون كالملوك في مناطقهم . والرسالة التي يُرسلها هؤلاء على الدوام هي : لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة ــ تخريف وكفر ـ إنه ضد كلمة الله ـ ضد ما جاء في الكُتب المقدسة ـ إنه ضد المسيح . وهذا ما يقوله أيضا [ جيم روبرت سون ] التلفزيوني الإنجيلي الذي دعاه الرئيس [ ريغان ] لإلقاء صلاة افتتاح المؤتمر الحزب الجمهوري عام 1984م .

كتاب : آخر أعظم كرة أرضية ومؤلفه : هال لندسي  :

تقول الكاتبة [ هالسل ]أن هذا الكتاب ، أصبح الأكثر مبيعا خلال السبعينات ، حيث بيع منه حوالي 18 مليون نسخة ، وفي تعليقها على هذا الكتاب ومؤلفه ، تقول أن المؤلف يفسّر كل التاريخ ، قائلا أن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل .

[ ومن ذلك يأتي تقديس النصارى الأمريكان لإسرائيل ، ولاحظ أن هذا الكتاب قرأه ما لا يقل عن 18 مليون أمريكي عند صدوره ، أما الآن فربما قد قرأه معظم الشعب الأمريكي ، وخطورة هذا الكتاب تنبع من كون الأفكار والمعتقدات التي أوردها المؤلف منسوبة إلى الله ، كما أوضح في كتابه المقدّس لديهم  ] .

ويقول لندسي : أن الجيل الذي وُلد عام 1948م ، سوف يشهد العودة الثانية للمسيح . ولكن قبل هذا الحدث ، علينا أن نخوض حربين ، الأولى ضد يأجوج ومأجوج [ أي الروس ] ، والثانية في هرمجدون . والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت ( الروس ) ، سوف يُهاجمون إسرائيل .

ـ وهذا تحذير وتحريض للغرب النصراني ، لمعاداة العرب المسلمين والروس الشيوعيين : ـ المصدر ـ

وتقول الكاتبة بعد مقابلتها للمؤلف : أن لندسي لا يبدو عليه الحزن ، عندما يُعلن : أن كل مدينة في العالم سيتم تدميرها في الحرب النووية الأخيرة ، وتعقّب الكاتبة : تصوّروا أن مُدنا مثل لندن وباريس وطوكيو ، ونيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وقد أُبيدت . ــ  تحريض فاضح للغربيين : المؤلف ــ

ويقول لندسي : إن القوة الشرقية سوف تُزيل ثلث العالم … عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى ، بحيث يكون كل شخص تقريبا قد قُتل ، ستحين ساعة اللحظة العظيمة ، فيُنقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل ( الفناء ) .

ويُتابع لندسي : وفي هذه الساعة سيتحول اليهود ، الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية … سيبقى 144 ألف يهودي فقط ، على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون . ]

يقول عبد العزيز مصطفي في كتابه : قبل أن يهدم الأقصى : [ وأهمية ذلك تنبع من كون غالبية أتباع التيار الأصولي  في أمريكا يؤمنون  بقرب حدوث هذه المعركة ، ويترقبون ساعة وقوعها ، باعتبارها الحدث الذي سيظهر من خلاله المسيح ، ليقضي على قوى الشر ــ كما يزعمونــ التي تحارب اليهود ، حيث بعدها يدخل اليهود الذين تبقوا على قيد الحياة في الديانة المسيحية ، وسيبدأ العصر الألفي السعيد حتى يحكم المسيح العالم من مقره في القدس ؟! ـ ويقول المؤلف : [ من العقائد المشتركة بين اليهود والنصارى ، الاعتقاد بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين الخير واشر ، فهناك 85 مليون أمريكي يعتقدون بأن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار يعني أن الأرض ستدمر في حروب نووية فاصلة لا مفر منها ]  (225)

يقول الأستاذ محمد السماك : تقوم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث قواعد دينية :

القاعدة الأولى : هي أن إدارة جورج بوش هي أكثر إدارة منذ الرئيس جيمي كارتر ملتزمة بعقيدة [ الولادة الثانية للمسيح] . وبأن من مستلزمات هذه العودة قيام إسرائيل دولة لكل يهود العالم  على كل الأرض الموعودة .

والقاعدة الثانية : في عمل 200 محطة تلفزيونية و 1500 محطة إذاعية على نشر تعاليم هذه العقيدة على أوسع نطاق  في محاولة لتجعل منها ركنا ثابتا كمن أركان الإيمان الديني والثقافة العامة في الولايات المتحدة.

ان نسبة الأمريكيين الذين يترددون الى الكنائس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع ـ يوم الأحد ــ تزيد على أربع 04 % علما بأن هذه النسبة  تقل في أوروبا عن 10%  والذين يصوتون عادة للحزب الديمقراطي هم أقل ترددا على الكنائس من الذين يصوتون للحزب الجمهوري . ومن الثابت أن أشدهم تمسكا بعقيدة الولادة الثانية هم سكان الولايات الجنوبية  مثل ولاية دالاس التي كان [ جورج بوش ] حاكما لها قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة .

أما القاعدة الثالثة : فتقوم على أكتاف قساوسة أمثال [ فرانكلين جراهام ]         : ابن المبشر الشهير بيلي جراهام ـ وجيري فولويل ـ وبات روبرسون ــ الذين يحيطون به . وهؤلاء القساوسة الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام ويطلقون يوميا الشتائم بحق النبي محمد صلى الله عليه وآله ، هم رواد عقيدة [ الولادة الثانية ] ومفلسفو سيناريو العودة الثانية للمسيح . ويشكل هؤلاء الجسر الذي يقوم بهين بوش وشارون وبين إسرائيل والولايات المتحدة . ] (226)

72 ــ جيري فولويل أنموذج صليبي هرمجدوني

الحديث عن جيري فالويل في واقع السياسة الأمريكية البوشوية يكتشف الى أي عمق وصل الدجل الديني  في أميركا .. و أن منهجية صكوك الغفران الكنسية اليهودية قد أعادها أمثال جيري فالويل كمنظر للصهيونية المسيحية المعاصرة وربط الأساطير والأحلام بالغفران ووهم الهرمجدون بفتح سوق الهرمجدونية على مصراعيه وتغليفه بروح صليبية حاقدة !!  وفالويل كمربي لحقد بوش يسعى نحو تحقيق الرؤية الماشيحانية وتكريس أمريكا كما هويتها التي نشأت من أجلها..ولهذا كان فالويل أحد أخطر عملاء الماشيحانية الصهيونية وحاضنة الإستكبار المالي أحادي العين والدجال الإتجاه !! وهو مؤسس أمبراطورية الجنس الإستخبارية وهو حسب المصادر يعد وكيلا استخباريا مهماته.. تقديم التقارير والوصايا باجتياح العراق وتحطيم بلاد  المسلمين تتويجا لمصالح اليهود وحكومة الماسون العالمية وتؤكد التقارير قدرته الفائقة على الدجل والنهب المالي من مؤسسات اليهود واللوبي الصهيوني فهو أخطر رجالاتهم البروتستانت في أميركا !! ، وقد ساهم في إسقاط رؤساء أميركيين بأمر اللوبي الصهيوني ، هذا وقد.. [أكد انه ورئيس الوزراء ـ الإسرائيلي ــ السابق بنيامين نتنياهو تآمرا بالفعل في وقت حرج، للإيقاع بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باللجوء تحديداً، للضغط عليه بفضيحة مونيكا لوينسكي الجنسية لإرغامه على التخلي عن الضغط على ـ إسرائيل ــ للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة [ وعلى الرغم من أن الرابطة المناوئة للتشهير  شجبت ما وصفته ـ  نظرية المؤامرة ـ  إلا أن اعتراف فالويل بأن الكشف عن فضيحة لوينسكي أجبر كلينتون على التخلي عن الضغط على  إسرائيل  ] و [خلال زيارة نتنياهو لواشنطن دي .سي ، في عام ،1998 اجتمع مع جيري فالويل في فندق مايفلاور في الليلة التي سبقت الاجتماع بين نتنياهو وكلينتون. ويتذكر فالويل تلك الليلة قائلا: ” جمعت ألف شخص تقريبا للقاء نتينياهو وقد تحدث الينا في تلك الليلة  . وكان ذلك في الوقت الذي حدثت فيه فضيحة مونيكا لوينسكي  و.. بعد عرضه لنظرية هرمجدون مستخدما الأدلة التوراتية والإنجيلية . تقول الكاتبة بعد حضورها للعرض : رسم فولويل صورة مُرعبة عن نهاية العالم ، ولكنه لم يبدُ حزينا أو حتى مهتمّا . في الواقع أنهى عظته بابتسامه كبيرة ، قائلا : ما أعظم أن نكون مسيحيين ! إن أمامنا مُستقبلا رائعا .  ولهذا يبدوا فالويل كعراب زائف همه الترويج لهرمجدون وسياساتها الناهبة والمتناغمة سوقيا مه مطامح أسرة بوش !!

وفالويل [هو قسيس إنجيلي معروف، ويقيم في مدينة ( لينشبرج Lynchburg) في منطقة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وله برنامج أسبوعي إذاعي وتلفزيوني يصل إلى أكثر من 10 مليون منزل أسبوعيا، وله جامعة خاصة أصولية تسمى جامعة الحرية (Liberty University) يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ، إضافة إلى موقعه الخاص على الإنترنت (www.falwell.com)، يضع في صفحته الأولى تأريخاً زائفاً عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم، كما أنه يروج من خلال موقعه كتاب “السير إلى معركة هرمجدون” “March to Armageddon” وهي معركة نهاية التاريخ حسب معتقدات النصارى الإنجيليين، وقد أثارت تصريحات فالويل موجة غضب واسعة النطاق في الأوساط المسلمة والعربية – داخل وخارج أمريكا- قادت إلى خروج مظاهرات جماهيرية في بلدان عديدة ، وإلى صدور انتقادات سياسية رسمية إسلامية وعربية عديدة . و مما قاله:

في برنامج ” ستون دقيقة ” الأمريكي و أذيع في 6 أكتوبر 2002م وصف فالويل- الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه، بأنهإرهابي” ، وقال ” أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً. لقد قرأت …كتابات المسلمين ولغير مسلمين، – لكي أقرر- أنه كان رجلاً عنيفاً، و رجل حرب”،] (228) . . وفي ذات السياق التلمودي يقف الأرعن فالويل ليكيل الاتهامات لنبينا الأعظم ويدفع بموجة الحقد الصهيوتلمودي في عموم أوروبا ولأمثاله تعود حملات التشهير المنحطة على نبي الإسلام العظيم و الذي شهد له كل مفكرو الغرب بأنه على رأس عباقرة التاريخ !! وأن النبي العربي يحل مشاكل التاريخ على فنجان قهوة ؟؟ وقد وصف النبي r [بالإرهابي وداعية الحرب ] (229)

[من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ـ أبرار الإيرانية ـ ان ممثلا شخصيا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي دعا الى قتل القس الأميركي جيري فالويل واثنين آخرين من المبشرين العاملين في شبكة التلفزيون الأميركية الإنجيلية   [الذين أهانوا النبي  ] (230)

[ أما القس جيري فالويل  و الذي أخذ مكان بات روبرت والذي قال عنه مرة بأنه المرشد الروحي للرئيس الذي سون في توجيه بوش الابن الرئيس الأمريكي الحالي بوش ]   (231)

وهو كباقي أصحاب  الإتجاه التدميري لا يرى نهاية العالم إلا بالدمار والانسحاق وتناسى أن تلمود أسياده الماسونييين هو الذي يقف وراء هذه السمات !! والسيد المسيح عليه السلام قد أفصح عن ذلك في الخطاب الذي نقله لنا إنجيل متي  .. وأضاف هؤلاء الماشيحانيون أساطيرهم على كلام الأنبياء عليهم السلام وفصموا العلاقة بين هذا الدمار وملوك إسرائيل وجوقتهم من الأنبياء والمصلحين الكذبة !! وأمثال فالويل يتربه على سدة العرش البوشوي يزيف لهم وجهات  وبركات ربهم يهوه وأنه يمنح بوش رخصة الشيطان بغزو العراق !! وفي إحدى تسجيلاته يقول : [وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة ، إنها حقيقة مُركّبة . ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة ، لأنه بعد ذلك سيكون المسرح مُعدّا ، لتقديم الملك الرب المسيح ، بقوة وعظمة … إنّ كل المُبشّرين بالكتاب المُقدّس ، يتوقّعون العودة الحتمية للإله … وأنا نفسي أُصدّق ، بأننا جزء من جيل النهاية ، الذي لن يُغادر قبل أن يأتي المسيح ]. وشكات هذه الأساطير هاجسا للرعب في العقل والخطاب الديني ووضع إسرائيل البوشوية في معركة مع روسيا وغيرها .. في حين لا يوجد نص واحد في المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب تفيد بغزو روسيا لإسرائيل ولكنها من تخر صات الديماغوجيين الدين الذين أفررزتهم الحالة الأمريكية التلمودية منذ غزوها لبلاد الهنود الحمر وتحطيم حضارتهم لصالح الفكر التلمودي وليس أدل من خطاب المبشرين الذين يتكلمون العبرانية في حملات أميركا الأولى وكأنه غزو خزري جديد في أميركا اللاتينية ؟؟

وفي كتاب ـ  فالويل ـ :  الحرب النووية والمجيء الثاني … ، في فصل الحرب القادمة مع روسيا ، يتنبأ  فولويل : بغزو سوفييتي لإسرائيل … وفي نهاية المعركة سيسقط خمس أسداس الجنود السوفييت ، وبذلك يبدأ أول احتفال للرب . ويجري احتفال آخر بعد معركة هرمجدون … وسيتوقف التهديد الشيوعي إلى الأبد ، وسيستغرق دفن الموتى مدة 7 أشهر . ]   (232)

73 ــ هرمجدونية ريجان النووية :

وتجاوزت البروتستانتية حدودها لاختراق الكاثوليك وصهينتهم وتحميلهم رؤى الهرمجدونية !! [ يشير ريجان نفسه إلى عواطفه الدينية المبكرة ، إذ قال في مقابلة تلفزيونية مع المبشر جيم ببكر عام 1980 :  [ كنت محظوظاً لأن أمي غرست في إيماناً عظيماً أكثر بكثير مما أدرك في ذلك الحين ]  وقال في تصريح علني آخر : [ إن الكتاب المقدس يضم كل الإجابات على قضايا العصر ، وعلى كل الأسئلة الحائرة إذا ما قرأنا وآمنا ، إن الأموال التى ننفقها في محاربة المخدرات والمسكرات والأمراض الاجتماعية يمكن توفيرها لو حاولنا جميعاً أن نعيش وفق الوصايا العشر .. لقد أخبروني أنه منذ بداية الحضارة سنت ملايين القوانين، ولكنها جميعاً لم تصل إلى مستوى قانون الله في الوصايا العشر] (233)

[ لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحرك
[ بوحي من اللهوأنه : [ ينفذ الإرادة الإلهية وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد

[ حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا
قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في
ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : [ إن رامسفيلد يتحرك بوحي
من الله … وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا ” ، وأضاف بأن رامسفيلد
رجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم ..
إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون .] [لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحركبوحي من اللهوأنهينفذ الإرادة الإلهية، وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في
ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : ” إن رامسفيلد يتحرك بوحي من الله … وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا ” ، وأضاف بأن رامسفيلدرجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم .. إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون ” . هكذا أصبح رامسفيلد علي خطي بوش ينفذالإرادة الإلهيةبتخريب وتدمير العراق وأفغانستان ودعم إسرائيل لتدمير فلسطين والفلسطينيين ، ولا ندري حتى الآن هل الإرادة الإلهية التي توجه
بوش تختلف عن تلك التي توجه رامسفيلد أم أن كلاهما أصبح بدرجة واحدة ] [إن أبرز ما كشف عنه تصريح قائد الجيوش الأمريكية الجنرال بيتر بايس أن كلا من بوش ورامسفيلد شريكان في النبوءة ، وهذا سر رفض بوش طوال السنوات الماضية إبعاد رامسفيلد عن موقعه رغم الاعتراضات الداخلية الكبيرة علي سياساته فكلا الرجلين يتصرفان بــ [ إلهام من الله وينفذان : الإرادة الإلهية ] ويديران الأمور بالطريقة التي يقول الله لهما إنها الأفضل ” وهذا ما جعل بوش يؤكد للصحفيين في الثاني من نوفمبر الجاري أن ” رامسفيلد باق في منصبه حتى نهاية فترتي الرئاسية الثانية ” ، ولكن أي إله هذا الذي يوحي لهما بتخريب
الكون ورب العالمين استخلف الناس في الأرض لعمارة الكون وإقامة العدل وليس لتخريبه ونشر
الظلم كما يأمر إله بوش ورامسفيلد (234)

وقد نقلت الراحلة هالسيل : [ إن ريجان كان يشعر بذلك الالتزام خصيصا وهو يعمل على بناء القدرة العسكرية   للولايات المتحدة وحلفائها . وقال : [ صحيح إن حزقيال تنبأ بانتصار جيوش إسرائيل وحلفائها في المعركة الرهيبة ضد قوى الظلام ، ومع ذلك فإن المسيحيين المحافظين مثل رئيسنا ] (235)

ـ ويبدو أن تلقين فالويل  لم تسعفه على مقاصد الأنبياء وهم يكيلوا اللعنات على وثنية الملوك التي أزهقت أرواح أغلب الأنبياء وهو كحاخام فريسي ليس له هم سوى التزييف وصب اللعنات على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم !! ولا نعرف أي مسيح يريده ؟؟  هل هو مسيح الضلالة ؟؟ أم مسيح الحق وصانع السلام في العالم وهوا لقادم حسب مصادرنا الصحيحة ليصنع في دولة المختارين.. و كما تؤكد ذلك مصادر الإنجيل وأحرار النصارى . ويبدوا أن فالويل وجماعته من حاخامات اليهود المزروعين في قلب المجتمعات المسيحية أن لوثر : هو الذي أضاف العهد القديم  مع الإنجيل وحاول أن يتجاوز حقد النصارى على اليهود بتحميلهم قتل السيد المسيح حسب اعتقادهم.. ونسي أن البابا السابق هو الذي أصدر فرمان بتبرئة اليهود من دم المسيح !! ولم يحل الفتوى بالمراجعة العقائدية ولكن بالمراجعة اللوبية الماشيحانية المنزرعة في حقد كل هؤلاء الماشيحانيين في قلب الفاتيكان ؟؟ ألا يحق للسيد المسيح الآتي وشيكات أن ينزع الصليب من على الكنائس كونه يحمل واقع دموي يهودي ظالم والسيد المسح كما في الإنجيل هو الذي أمر تلاميذه أن يحمل كل واحد منه الصليب لا ليرمزوا لقتل المسيح ولكم كونه شعار استشهادي ..فقد كان الرومان كانوا يصلبون خصومهم على الصلبان الخشبية ، فجيري فالويل لايفكر سوى في الدولار الماسوني الذي يحمل قرن العجل الذهبي ومثلث الموت وعين الماشياح الدجال الكذاب !!

تقول السيدة الراحلة جريس هالسل : [ إن المسيحيين الصهاينة يفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية فولويل وسياسته لا علاقة لها بالأخلاق أو القيم أو بمواجهة المشاكل الحقيقة . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل . ويطلب من دافع الضرائب أن يقدم لإسرائيل 5 ملايين دولار في السنة.. ] (236)

[أثار باحث جزائري جدلا واسعا في جنيف بعد أن قدم أطروحة تتحدث عن درجة القرابة بين إسرائيل والعنصرية، وبين الصهيونية والعنصرية وعن العلاقة الحميمة بين إسرائيل والمسيحية الصهيونية وعن أوجه الشبه بين الوضع السياسي في إسرائيل ونظام الفصل العنصري القديم في جنوب إفريقيا وسر المودة والتعاون بينهما. جاء هذا في ندوة علمية كان من الصعب إقامتها في أوروبا في مايو الماضي فبحضور حوالي 40 باحثا ومتخصصا تحدث الباحث والمؤرخ الجزائري محمد طالب عن مسألة “العلاقة بين الصهيونية والعنصرية، وإسرائيل والعنصرية والمسيحية الصهيونية“. وأكد أن المسيحية الصهيونية هي نفسها التي قامت بربط النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا بإسرائيل، وهي نفسها التي حققت أكبر تعاون نووي وعلمي وعسكري وصناعي واقتصادي بين الكيانين. ثم عاد الباحث إلى عصر الإصلاح الذي سبق عصر النهضة في أوروبا وشرح كيف أن البروتستانت عرّفوا أنفسهم إلى اليهود، وكيف فهم اليهود البروتستانت وخلافاتهم مع الكاثوليكية، وكيف جلس الطرفان يحدد أحدهما للآخر هويته، وكيف بدأ تعاون بسيط بين الطرفين ثم كيف ظهر من رحم هاتين المجموعتين تيار جديد ضم قلة من اليهود وغالبية من البروتستانت ليقوموا بصياغة أفكار جديدة لا علاقة لها بالبروتستانتية واليهودية، ومن هذا التيار، كما يقول الباحث [ ولدت المسيحية الصهيونية] (237)

تقول الكاتبة : كان  رونالد ريغان  واحدا ، من الذين قرءوا كتاب : آخر أعظم كرة أرضية  … في وقت مبكر من عام 1986م ، أصبحت ليبيا العدو الأول ( لريغان ) … واستنادا إلى  جيمس ميلز الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا ، فإن  ريغان  كره ليبيا لأنه رأى أنها واحدة من أعداء إسرائيل ، الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو الله .  وعندما كان ( ريغان ) مرشحا للرئاسة عام 1980م ، كان يُواصل الحديث عن هرمجدون ، ومن أقواله : إن نهاية العالم قد تكون في متناول أيدينا … إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد هرمجدون . إن معظم المؤمنين ( بالتدبيرية ) ، ينظرون إلى روسيا على أنها شيطانية ، وأنها تُمثّل إمبراطورية الشيطان . ولقد جاهر ( ريغان ) بذلك في 8 / 3 / 1983م ، عندما قال : إن الاتحاد السوفييتي هو حجر الزاوية في العالم المعاصر . إنني أؤمن أن الشيوعية فصل حزين وسيئ في التاريخ الإنساني ، الذي يكتب الآن صفحاته الأخيرة . وتقول الكاتبة : يقول (جيمس ميلز ) في مقال صحفي : إن استعمال ( ريغان ) لعبارة إمبراطورية الشيطان … كان إعلانا انطلق من الإيمان الذي أعرب لي عنه ، في تلك الليلة عام 1971م … إن ( ريغان ) كرئيس أظهر بصورة دائمة ، التزامه القيام بواجباته ، تمشيا مع إرادة الله … إن ( ريغان ) كان يشعر بهذا الالتزام خصّيصا ، وهو يعمل على بناء ، القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها …

[ وفي مقابلة صحفية  أجراها الصحافي روبرت شير في مارس 1981 مع جيري فالويل ، كشفت عن أن الرئيس ريغان قال له : [ ان تدمير العالم  قد يحدث سريعا جدا ]

وإن التاريخ سيصل الى ذروته ] [ وبلغ فالويل الصحافي أيضا  إنه لا يعقد أنه بقى أمامنا خمسون سنة أخرى . وسأل الصحافي إذا كان ريجان يوافق على .  .أيضا فأجاب : لقد أخبرني بذلك ريجان ونقل فالويل عن ريجان قوله له : [ جيري إنني أحيانا أؤمن بأننا نتوجه بسرعة كبيرة الآن نحو هرمجدون]  (238)

ـ  وهكذا رحل ريجان بهوسه الهرمجدوني يقبع في بيته بتخلف عقلي !! أورثه له الماشياح اليهودي الكذاب عدو السيد المسيح  إبن مريم عليه السلام  .. ويا ترى الى أين يتجه 2 بوش ارعن البيت الأبيض !! وهو ينتظر هرمجدون نسجها له  مرتزقته الدولاريين أمثال فالويل وغيره ممن حملوا قضية الحقد وفكر التلمود في جمهورية الدولة الماسونية الخفية !!

.. إن أنبياء إسرائيل عليهم السلام وهم يردون كما في قراءتنا على حقيقة اليهود ودمويتهم .. وكذلك حقيقة أيديولوجيته الناهبة  وأساطيرهم الهرمجدونية الزائفة ،  وهي التي قبض جيري فالويل ثمنها بطائرته النفاثة وملايين الدولارات الممنوحة له من دولة الدجال الماسونية نظير عمله كحاخام ماسوني مهمته زرع الحقد في عقلية 2 بوش الضعيفة والتي لا يخفي تاريخه واستخفاف اليهود به !!

[ … وبالتأكيد فإن توجهه بالنسبة للإنفاق العسكري ، وبرودته اتجاه مُقترحات نزع السلاح النووي ، متفقة مع وجهة نظره هذه ، التي يستمدّها من سفر الرؤيا … إن هرمجدون التي تنبأ بها حزقيال ــ حسب زيفهم ــ لا يُمكن أن تحدث في عالم منزوع السلاح . إن كل من يؤمن بحتمية وقوعها ، لا يُمكن توقع تحقيقه لنزع السلاح . إن ذلك يُناقض مشيئة الله كما وردت على لسانه …

… إن سياسات الرئيس  ريغان  الداخلية والمالية ، مُنسجمة مع التفسير اللفظي ، للنبوءات التوراتية والإنجيلية . فلا يوجد أي سبب للغضب من مسألة الدَيْن القومي الأمريكي ، إذا كان الله سيطوي العالم كلّه قريبا . وتقول الكاتبة : وبناء على ذلك ، فإن جميع البرامج المحلية ، التي تتطلب إنفاقا كبيرا ، يمكن بل يجب أن تُعلّق من أجل توفير المال ، لتمويل برامج تطوير الأسلحة النووية ، من أجل إطلاق الحمم المُدمّرة على الشياطين ، أعداء الله وأعداء شعبه ، وأضاف ميلز : لقد كان  ريغان  على حق عندما اعتقد أن أمامه فرصة أكبر ، لينفق المليارات من الدولارات ، استعدادا لحرب نووية مع يأجوج ومأجوج ، لو كان معظم الشعب الذي أعاد انتخابه ، يؤمن كما أخبرني ، بما يؤمن هو به ، بالنسبة ( لهرمجدون ) والعودة الثانية للمسيح .

الإنجيليون الأصوليون يؤمنون بأكاذيب التوراة أكثر من اليهود أنفسهم : في لقاء للكاتبة مع محام فلسطيني مسيحي بروتستنتي إنجيلي ، يعمل في القدس ، بعد أن عاد من أمريكا ليعيش في فلسطين ، في معرض ردّه على سؤال ، عن رأيه في الحجّاج الأمريكيين ، الذين يُنظّمهم المُبشّر ( فولويل ) لزيارة أرض المسيح ، قال :

بالنسبة للإنجيليين الأصوليين مثل ( فولويل ) ، فإن الإيمان بإسرائيل يتقدم على تعاليم المسيح . إن الصهاينة يُفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية ( فولويل ) سياسية لا علاقة لها ، بالقيم أو الأخلاق أو بمواجهة المشاكل الحقيقية . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل ، ويطلب من دافع الضرائب الأمريكي ، أن يُقدّم لإسرائيل 5 مليار دولار كل سنة . إذ أنه يؤكد لأتباعه وبما أنهم مؤيدون للصهيونية ، فهم على الطريق الصحيح ، وفي الجانب الرابح دوما … وفي الواقع فإن مسيحيين مثل ( فولويل ) ، يُوفّرون للإسرائيليين الدافع للتوسع ومصادرة المزيد من الأراضي ، ولاضطهاد مزيد من الشعوب ، لأنهم يدّعون أن الله إلى جانب إسرائيل ، وأن العم سام راغب في التوقيع على الفاتورة … إن الإسرائيليين ، يعرفون أن مسيحيين جيدين ومؤثرين مثل ( فولويل ) ، يقفون معهم على الدوام ، بغض النظر عما يفعلون أخلاقيا ومعنويا . ومهما بلغوا من القمع ، فإن الإسرائيليين يعرفون أن الصهيونيين المسيحيين الأمريكيين معهم ، ويرغبون في إعطائهم الأسلحة ومليارات الدولارات ، وسيُصوّتون إلى جانبهم في الأمم المتحدّة .

74 ــ  المُبشر ( فولويل ) والترويج لإسرائيل سياسيا :

في بحث قام به اثنان من الأساتذة الجامعيين عن حياة [ فولويل ] ، يؤكد د. [ غودمان ] أن [ فولويل ] تحوّل من الوعظ الديني ، إلى الوعظ السياسي المؤيد للدولة الصهيونية ، بعد الانتصار العسكري الإسرائيلي في عام 1967م . حيث أن هذا الانتصار المُذهل ، كان له تأثير كبير على العديد من الأمريكيين ، في الوقت الذي كان فيه شعور الهزيمة والخيبة ، يُخيّم على الكثير من الأمريكيين من جرّاء الحرب الفيتنامية ، ومن هؤلاء كان ( فولويل ) الذي نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة ، حيث قال : أن الإسرائيليين ، ما كانوا لينتصروا لو لم يكن هناك تدخّل من الله .

ونتيجة لذلك بدأ الإسرائيليون باستخدام ( فولويل ) في السبعينيات ، لتحقيق أغراضهم ومطالبهم ، وتأييد سياساتهم لدي الشعب والساسة الأمريكان ، وفي خطاب له عام 1978م في إسرائيل ، قال : إن الله يُحب أمريكا ، لأن أمريكا تُحب اليهود . وفي مناسبات عديدة كان يقول للأمريكيين : إن قدر الأمة يتوقف على الاتجاه ، الذي يتخذونه من إسرائيل … وإذا لم يُظهر الأمريكيون ، رغبة جازمة في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح ، فإن أمريكا ستخسر الكثير . وقد قامت وسائل الإعلام الصهيونية بإبرازه وتلميع صورته ، ليصبح شخصية سياسية وإعلامية مرموقة على الساحة الأمريكية ، لدرجة أن الرئيس ( ريغان ) رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي ( البنتاغون ) ، ليستمع ويُناقش كبار المسؤولين فيه ، حول احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا .

يُتابع د. ( غودمان ) : في عام 1981م ، عندما قصفت إسرائيل المفاعل النووي قرب بغداد ، تخوّف [ بيغن ] من رد فعل سيّء في الولايات المُتحدّة . ومن أجل الحصول على الدعم ، لم يتصل بسيناتور أو كاهن يهودي ، إنما اتصل [ بفولويل ] … وقبل أن يُغلق سماعة الهاتف ، قال [ فولويل ] [ لبيغن ] : السيد رئيس الوزراء ، أريد أن أهنئك على المهمة ، التي جعلتنا فخورين جدا بإنتاج طائرات ف 16 .

وقال د. ( برايس ) : إن أي عمل عسكري قامت أو ستقوم به إسرائيل ، تستطيع أن تعتمد فيه على دعم اليمين المسيحي .

هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ، مطلب إلهي منصوص عليه فيه التوراة ، كما يعتقد مسيحيو الغرب ، فضلا عن يهود الشرق والغرب : أثناء رحلة الحج الثانية للكاتبة ، وفي لقاء مع أحد مستوطني مُستعمرة ( غوش أمونيم ) – مُعقبة على قوله – قالت له : إن بناء هيكل للعبادة شيء ، وتدمير المسجد شيء آخر ، فمن الممكن أن يُؤدي ذلك إلى حرب بين إسرائيل والعرب ، فردّ قائلا : تماما هذا ما نُريده أن يحدث لأننا سوف نربحها ، ومن ثم سنقوم بطرد العرب من أرض إسرائيل ، وسنُعيد بناء الهيكل وننتظر مسيحنا .

تقول الكاتبة : لقد زرت قبة الصخرة ، وهي واحدة من أجمل الصروح في العالم – والتي تُقارن بجمال تاج محل – وقد تم بناؤها عام    685م ، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، وهو البناء الأجمل في القدس . وتقول : على الرغم من أن المسيح دعا إلى إقامة المعابد في النفس ، فإن الأصوليين المسيحيين يُصرّون على أن الله يُريد أكثر من بناء معبد روحي ، إنه يُريد معبدا حقيقيا من الإسمنت والحجارة ، يُقام تماما في الموقع الذي توجد فيه الصروح الإسلامية .

ويقول [ لندسي ] في كتاب [ آخر أعظم كرة أرضية ] : لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماما أمام إسرائيل ، لتقوم بدورها في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية ، وهو إعادة بناء الهيكل القديم ، في موقعه القديم . ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه ، استنادا إلى قانون موسى في جبل موريا حيث الهيكلان السابقان  ـ ونستطيع تلخيص العلاقة ما بين إسرائيل وأمريكا ( اليهود والنصارى ) كما يلي :

أن التحالف بين الدولتين ، فضلا عن كل شيء ، هو حلف ديني عقائدي ، أقوى من أي معاهدة أو اتفاقية مكتوبة على الورق .

كل من الأمريكان والإسرائيليون ينتظرون المسيح الخاص بهم .

يتفق الطرفان على أن قيام الدولة اليهودية في فلسطين إشارة لقرب مجيئه .

ويتفق الطرفان على وجوب سيطرة اليهود على فلسطين كاملة ، واتخاذ القدس عاصمة للدولة اليهودية ، ومن ثم يتوجب عليهم إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى ، وأن هذه الأمور ما لم تأخذ مجراها على أرض الواقع فإنها ستعطل مجيء المسيح بالنسبة للطرفين .

وأن ظهور المسيح سيكون مسبوقا بحرب مُدمرة ستقع بين إسرائيل وأعدائها ، تحصد ما لا يُعدّ ولا يُحصى من أرواح البشر وتنتهي بخراب الأرض ، وروّاد المؤامرة اليهودية العالمية يبذلون قصارى جهدهم لإشعالها ، لقطف ثمار مخططهم الشيطاني بإثارة الفتن وافتعال الأزمات .

وبناء على ذلك ، تجد أمريكا نفسها ملزمة عقائديا بتسليح إسرائيل ما أمكنها ذلك ، وبدعمها في كل مخططاتها داخل فلسطين وخارجها ، استعدادا لوقوع هذه الحرب المدمرة لضمان انتصار إسرائيل وحلفائها ضد أعداء الله . هكذا هي المعادلة بكل بساطة ، فساسة الشعب الأمريكي جملة وتفصيلا صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسهم ، وما عبادة الأمريكيين لإسرائيل إلا لتقرِّبهم إلى الله زلفى ، ولذلك يسعى الأمريكيون قبل  الإسرائيليون لتلبية متطلبات مجيء المسيح ، وأعجب من العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع ظلم صهاينة الشرق . ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء وبدأنا بتتبّع الرؤساء الأمريكيين المتأخرين ، لتبين لنا أن الرؤساء من الحزب الديمقراطي كانوا أكثر اعتدالا وأكثر ميلا إلى السلام مع العرب وروسيا ، بغض النظر عن مفهومهم له ، وأقل تجاوبا مع متطلبات كل من الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية الأصولية المُتطرّفة ، كما هو حال الرئيس : كارتر– المنتهية ولايته عام 1980م – حيث أُنجزت في عهده اتفاقية ـ كامب ديفيد ـ  بين مصر وإسرائيل ، والرئيس [ كلينتون ] ، 1992-200م ، الذي أُنجزت في عهده اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل ، وحاول جاهدا صنع [ كامب ديفيد ] أخرى مع الفلسطينيين ، رغم خروجه عن النص بمحاولاته الخجولة لإرضاء هؤلاء بقصف مصانع الأدوية السودانية وقصف العراق بين حين وأخر . ولتبين لنا أيضا ، أن الرؤساء من الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الإنجيلي التوراتي الأصولي المتطرّف ، كانوا أكثر تطرفا وعدوانية وأقل اهتماما بالسلام ، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل يُنفّذونها بحذافيرها . فالرئيس ( ريغان ) 1980-1988م شنّ الحرب على ليبيا ، وتم في عصره ضرب المفاعل العراقي واجتياح بيروت ، واشتعلت في عصره نيران الحرب الإيرانية وتم إطالة أمدها وانتهت بنهاية ولايته . والرئيس ـ بوش الأب  ــ 1988-1992م ، شنّ الحرب على العراق وفرض عليه الحصار ، وتم إسقاط الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفييتي ، وأعلن عن نظامه العالمي الجديد المذكور في بروتوكولات اليهود .  ومؤخرا جاء دور ـ بوش الابن ــ  ليُكمل سلسلة جرائم أسلافه من الجمهوريين ، ويُنفذ ما أُعدَّ له هؤلاء من برامج مسبقة ، كان أبالسة اليهود قد خطّوها ، قبل وصوله لسدة الحكم ، كما خطّ أجدادهم أسفار التوراة والإنجيل ، وبروتوكولات الحكماء ، فيما يُسمّى : بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى 2001  ، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر ، فور تسلّمه للسلطة :

1. ضرب بغداد دون سابق إنذار ، وبدأت إدارته بالترويج للعقوبات الذكية ، التي طالب بها خبثاء معهد واشنطن .

2. وأظهر عداءه لروسيا والصين .

3. وطلب الرئيس المصري لمعاقبة مصر على موقفها المتشدّد مع إسرائيل في قمة القاهرة ، بخفض المساعدات وتأخير إنشاء منطقة التجارة الحرة فيما لو أصرّت على ذلك .

4. وصرّح عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .

5. ودعم إسرائيل في قمعها لانتفاضة الإرهابيين الفلسطينيين ، وبرّر وما زال يُبرّر جرائمها .

6. وظهر هناك من يدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان ، من اللبنانيين المدعومين بالأموال اليهودية تحت غطاء الدين .

7. وقام وزير الخارجية بجولة في دول المنطقة ، لشرح السياسة الجديدة التي جاء بها هذا التقرير ، الذي تمت صياغته بذكاء ودهاء يهودي صرف ، بناء على المخاوف النبوية التوراتية .

تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لعام 2001م موقع هذا التقرير باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت هو :  (239)


المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــع


(175) التثنية : 9 / 7 ـ13 التفسير التطبيقي ص 374= خروج : 32 / 1ــ 10 التفسير التطبيقي ـ المصدر السابق ص 194

(176)  سفر التثنية : 31 /27 ــ 30 = أنظر : د أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 316 ــ 317

(177)  د أحمد شلبي : اليهودية ص 251 ــ سلسلة مقارنة الأديان ــ

(178) د . صابر طعيمة  : التاريخ اليهودي العام  ج2/ ص 100 ــ 102 ط1/1975 دار الجليل بيروت

(179) د . أحمد سوسة : نفس المصدر ص 181 ــ 182  = نفس المصدر السابق ص 281 ــ 282

(180) الدكتور أحمد شلبي  : نفس المصدر ص 140

(181) إرمياء 2/ 8 ،9 = كتابنا : الأنبياء عليهم السلام : في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية .. [ تحت الطبع ]

(182)  إرمياء : 2/89

(183) ارميا : ج 2/ 11 ــ  13  : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1479

(184) سفر الخروج : 20 /23 ،24، 25

(185) التثنية : 13/6 ــ 10

(186) راجع : اليهود :أو الجزء  الثامن من موسوعة تاريخ الأقباط ص 483 = أنظر الموضوع في : د . فتحي الزغبي : تأثير اليهودية بالأديان اليهودية  ص 689 ــ 690

(187) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(188) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(189) د. فتحي الزعبي : نفس المصدر السابق  ص 703

(190) سهيل ذيب : التوراة بين الوثنية والتوحيد ص 16 ــ 17 ط دار النفائس 1985 = فقي الموضوع : فوزي محمد حميد : عالم الأديان بين الأسطورة والحقيقة  ص 386 ــ 396 : منشورات : جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ـ ليبيا ط 1991  = أنظر : كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية [ عقيدة يهوه ] .

(191)  نفس المصدر السابق

(192)  سفر القضاة : 3/5 ،6  : التفسير التطبيقي ـ نفس المصدر ص 484 ، 485

(193) http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv…ama_county.htm

(194):  http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/hornedhand.jpg






http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv…ama_county.htm

( 195) صحيح البخاري : ج4/1598 رقم 4141  الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت  الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987

(196) m/om.html

(197) http://www.sandroses.com/abbs/showthread.php?p=683005 – 204k –

(198) hailiat.com/vb/showthread.php?t=6063 – 73k

as7apcool.com/vb/showthread.php?t=88499 – 88k

(199) القس د. رياض جرجور: المسيحية الصهيونية = مقال منشور على موقع : http://qudapy.maktoobblog.com/?post=184152 :

السبت,كانون الثاني 13, 2007   المفاهيم الأساسية للمسيحية الصهيونية

(200) المصدر السابق

(201) مصدر سابق : صلاح عبد العاطيsalahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن – العدد: 1743 – 2006 / 11 / 23 = = الأصولية الإنجيلية : د. فيكتور سحّاب : http://arabic.bayynat.org.lb/kadaya/2osoliainjelia.htm

(202) القس د. رياض جرجور :  المسيحية الصهيونية http://www.maganin.com/palestine/articlesview.asp?key=131

مقال بعنوان : صهيو مسيحية أم صهيو أميركية؟  نشرت على الموقع بتاريخ: 23/04/2005 = أنظر في الموضوع : صلاح عبد العاطي salahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن – العدد: 1743 – 2006 / 11 / 23

(203) نفس المصدر السابق

(204) نفس المصدر السابق [مـــارتن لوثر ]

(205) نفس المصدر السابق
(206) نفس المصدر السابق =أنظر مقال : http://www.topuae.net/vb/showthread.php?t=8951 ومقال أخر منشور : http://www.topuae.net/vb/archive/index.php/t-8951.html

(207) http://www.tebayn.com/Tebayn%20Arabic/index.asp?pageID=1&SID=2868&Ln=           En

BUSINESS م lrhg lil =   مقال مهم : إعلان القدس عن الصهيونية المسيحية صادر عن بطريرك القدس والقيادات الكنسية المحلية  : غبطة البطريرك ميشيل صبّاح بطريرك اللاتين، القدس.
المطران ساويروس ملكي مراد مطران السريان الأرثوذكس، القدس.
المطران رياح أبو العسل، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط.
المطران منيب يونان الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة

: كنائس الشرق الإنجيلية تتبرأ من « المسيحية الصهيونية » = http://harakamasria.org/node/5628

(208) الوعود البلفورية من نابليون بونابرت وحتى المحافظين الجدد ..

alarabnews.com/alshaab/2005/09-09-2005/25.htm – 19k

(209) إيلي ليفي أبو عسل : يقظة العالم اليهودي  ط 1/ 1943 ط بمطابع النظام بمصر ص 99 ـ 100

(210)  إيلي ليفي أبو عسل : نفس المصدر السابق ص 104 ــ 109

(211)  الدكتور: جوزيف حجار : أوروبا ومصير الشرق العربي :  ترجمة بطرس الحلاق ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1979 ص 288 ــ 229

(212) نفس المصدر السابق

(213)  ج . م. ن . جيفرير : فلسطين إليكم الحقيقة ج1/ص 78 ــ 79 : ترجمة أحمد خليل ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1971 . = كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية الصهيونية

(214) http://www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm – 25k : مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(215)  (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏ :  لقاء مع الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري

(216) www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm – 25

: مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(217) إبراهيم خليل أحمد : إسرائيل فتنة الأجيال في العصور الحديثة ط مكتبة الوعي العربي القاهرة 1970 ص 79

(218) : 4flying.com/vb/archive/index.php/t-10101.html – 21k : مصدر سابق

(219) = الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري  ‏: حول كتابه الجديد .. (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏

(220) الدكتور المسيري : البروتوكولات واليهودية والصهيونية ص 24 ط دار الشروق ط1 : 22ــ 23

(221)  الدكتور أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 352 ط العربي للإعلان والطباعة والنشر دمشق

(222) http://www.wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=980 – 30k

(223) صحيفة الأهرام 22/5/2004

(224) صحيفة الأهرام : المصدر السابق

(225) عبد العزيز منصور : عندما يهدم الأقصى ط دار التوزيع والنشر الإسلامية ص 167 ، 169  = يوسف الطويل : الصليبيون الجدد : الحملة الثامنة غزة ـ ط1/1995 : مطبعة منصور

(226) مقال منشور : كتاب : أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ط 1/ 2003دار الكتاب العربي  القاهرة = وكذلك في جريدة الأهرام المصرية في 12/2/ 2003

(227) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199

http://www.newsabah.com/paper.php?name=News&file=article&sid=16268

(228) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199 http://www.bahrainonline.org/showthread.php?t=41872 وأنظر أيضا : http://ebaa.net/khaber/2002/10/06/khaber07.htm

(229)  http://ebaa.net/khaber/2002/10/15/khaber07.htm

(230) http://www.arabiyat.com/forums/archive/index.php/t-45861.html

(231)

http://www.malazi.com/index.php?d=95&id=17

(232) هالسل  : مصدر سابق : النبوءة والسياسة

(233)  نفس المصدر السابق  : يراجع : http://www.elfarouk.net/modules.php?name=News&file=article&sid

(234) نبوءة بوش ورامسفيلد : http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=75854 بقلم : أحمد منصور ـ الجزيرة توك

(235) نفس المصدر :  ص 70 ، 71

(236) هالسيل :  نفس المرجع ص 88

(237) http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-06-04/culture/culture01.htm

(238) النبوءة والسياسة : الإنجيليون العسكريون في الطريق الى الحرب النووية : تأليف : جريس هالسل ترجمة الأستاذ محمد السماك  ص 68  ط أنصار المهدي Y .ORGًًWWW.ALAHD

(239) http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm [ بتصرف ]

التفسير التطبيقي : المصدر: السابق : أشعياء: 34 :  6  7  .

تمت بحمد الله تعالى الحلقة السابعة


سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي الحلقة السادسة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة السادسة

ثالثا : رؤية النبي دانيال تحدد المستقبل:

[وقال : ها أن أُطلعك على ما سيحدث ، في آخر حقبة الغضب ، لأنّ الرؤيا ترتبط بميعاد الانتهاء [ وقت المُنتهى ] ، أن الكبش ذو القرنين الذي رأيته هو ملوك مادي وفارس ( إيران والعراق ) ، والتيس الأشعر هو ملك اليونان ( الغرب ) ، والقرن العظيم النابت بين عينيه ، هو الملك الأول وما أن انكسر ، حتى خلفه أربعة عوضا عنه ، تقاسموا مملكته ، ولكن لم يُماثلوه في قوته . وفي أواخر ملكهم ، عندما تبلغ المعاصي أقصى مداها ( عند اكتمال الظلم ) ، يقوم ملك فظ حاذق وداهية [ جافي الوجه وفاهم الحيل ] ( بعض المفسّرون يرون بأنه الرئيس العراقي ) ، فيُعظم شأنه ، إنما ليس بفضل قوّته ( أي بقدرة الله ) . ويُسبّب دمارا رهيبا ( نتيجة استخدام أسلحة الدمار الشامل ) ، ويفلح في القضاء على الأقوياء ـ أمريكا والغرب ـ  ويقهر شعب الله ـ اليهود ـ . وبدهائه ومكره يُحقّق مآربه ، ويتكبّر في قلبه ، ويُهلك الكثيرين وهم في طمأنينة ، ويتمرّد على رئيس الرؤساء ، لكنه يتحطّم بغير يد الإنسان } :  أي يموت موتا طبيعيا  .  (158)

ـ [ يرى نوسترأداموس وهو المتنبئ الشهير  قديما من خلال هذا النص ، أن نقطة البداية ـ الشرارة ـ للحرب العالمية النهائية المدمّرة ، ستكون محصورة في ثلاثة بلدان هي : إيران والعراق وفلسطين . ويؤكد أن المهدي خارج من مكة وأما مروجوا الهرمجدون والمتعجلون لنهب العراق فقد فسروا النبؤات : بأنه  صدام حسين ، وبهذا الإعلام المضلل ابتلع حاكم العراق صدام حسين الطعم  !! ووصف نفسه بأنه حاكم بابل وأنه سيبيد اليهود والغربيين .. فجاءت الرياح على ما لا تشتهي السفن وما أشبة اليوم بأمس الذاكرة ..عندما كان يطبل المذيع الديماغوجي : أحمد سعيد في صوت العرب : أقذفوا اليهود في البحر.. وأن جنود عبد الناصر على مشارف تل أبيب  ؟ وإذا باليهود يتكتكون نعالهم على بوابات بورسعيد ويضربون الطيران والمطارات في هزيمة نكراء سموها زيفا : نكسة !! وصدام حسين كسلفه عبد الناصر أراد تحرير القدس عبر الكويت [ تجربة عبد الناصر في اليمن ] إننا أعوان آل محمد الطاهرين في الأرض المقدسة نؤكد بموضوعية أن الشمس لا تغطى بغربال :  لأن اليهود الذين صنعوا  الحكام العرب وانقلاباتهم عبر الشراكة الصهيو أمريكية يدركون أعدائهم ولم يتجهوا الى صيدا وبغداد اعتباطا ولكن وفق تصور منهجي وتاريخي مدروس .. والمؤسسة التحليلية الصهيونية التي يقف خلفها رجال مؤهلين أمثال يهودا يعاري وزيف شيف .. تدرك اليوم وعبر استطلاعات الرأي المستمرة أن عدوها المركزي هو السيد علي خامنئي والسيد حسن نصر الله والشاب الثوري أحمدي نجاد . وهي تقف محسورة الرأس عقب مرحلة [ ما بعد حيفا !! ] .. يدركون بقوة كلام الأنبياء جيدا ، ويفهمون المصطلح التوراتي ومفرداته : بأن الأزلي وقديم الأيام الذي يقدموا المسيح قدامه كما جاء في الأسفار هو المهدي الموعود عليه السلام .. وهم يعادوه سلفا  ولكنهم يوقروه لعدله .. فالمهدي القادم في شهادات الأنبياء والمرسلين وفي سفر التكوين والتثنية هو من نسل إسماعيل عليه السلام .. والعرب يطبلون للسفياني سلفا !! صدام حسين .. ولو قرئوا كلام نبيهم المعظم الذي أداروا ظهورهم له منذ قرون لوجدوا السفياني كما وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله : [ هو شر من ملك ]فهو بإجماع أهل التفسير والمفسرين صاحب جيش الخسف المهزوم والعدو التاريخي للمهدي .. والمسألة والأزمة هو الوعي العربي المسلوب نحو العقيدة والفكر الماشيحاني والمنبثق من عمق حالة الهزيمة النفسية المكرسة .. وليس هناك خيار كما قلنا : إما أن نكون مهد ويون وإما أن نكون ماشيحانيون ..

رابعا :  شهادة دانيال عليه السلام بظهور المهدي:

1ــ [ وشاهدت أيضا في رؤى الليل . وإذ بمثل ابن الإنسان مقبلا على سحاب حتى بلغ الأزلي فقربوه منه . فأنعم عليه بسلطان ومجد وملكوت لتعبد به كل الشعوب  والأمم من كل لسان. سلطانه سلطان أبدي لا يفنى وملكه لا ينقرض . ] . (159)

والسؤال لحملة الفكر الماشيحاني وأمام قراءة النصوص من هو الأزلي والقديم الأيام الذي يقدموا السيد المسيح عليه السلام إليه.. أو [ قدامه  ]..في بعض الترجمات .. أي للصلاة غير المهدي خليفة المسلمين عليه السلام  بعد تحرير القدس .. وإذا كان المسيح هو ابن الإنسان حسب التفسيرات المسيحية.. فمن الذي يمنحه المقام العلي والسلطان والمجد والملكوت إلا صاحب مقام علي في القدس وهو واقف للصلاة كما ورد في الأسفار غير خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام  ..  ومن هو الذي سلطانه أبدي لا يفنى .. حتى يوم القيامة سوى ابن رسول الله  محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الذي يحكم بالعدل والقسط .. أليس هذا التخبط حتى في تفسير النصوص .. أو تحريفها وتبديلها .. غير افتضاح للأبعاد الأيديولوجية الصهيونية المسيحية في الصراع الدائر .. والمغطى بالوهم الهرمجدوني  !!

خامسا :  ــ دانيال : الإصحاح التاسع :

: يقول عليه السلام في نهايتهم :

[11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. 12وَقَدْ أَقَامَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْنَا وَعَلَى قُضَاتِنَا الَّذِينَ قَضَوْا لَنَا، لِيَجْلِبَ عَلَيْنَا شَرًّا عَظِيمًا، مَا لَمْ يُجْرَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا كَمَا أُجْرِيَ عَلَى أُورُشَلِيمَ. 13كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، قَدْ جَاءَ عَلَيْنَا كُلُّ هذَا الشَّرِّ، وَلَمْ نَتَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِنَا لِنَرْجعَ مِنْ آثَامِنَا وَنَفْطِنَ بِحَقِّكَ. 14فَسَهِرَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ وَجَلَبَهُ عَلَيْنَا، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا إِذْ لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ. ] [ دانيال : 9 : 11 : 13 ] .. إننا نري هذه الوجهة هي للربط الجدلي بين ماحدث لليهود من غضب الرب القدير عليهم في بابل وتحويلهم سبايا وتدمير الهيكل انتقاما للسيد المسيح على رؤوسهم بالمصطلحات الواردة في خطاب الأنبياء عليهم السلام الخاصة بحرب النهاية  : رجسة الخراب .. الضيقة العظيمة ..  معصرة غضب الرب

.. إلا دلالة واضحة للحقيقة الإلهية في هزيمتهم على يد خليفة الله المهدي عليه السلام في ختم النهاية ..

سادسا :  ــ دانيال : الإصحاح الحادي عشر

وفيه يصف السيد دانيال النبي عليه السلام  حرب النهاية  .. حرب المهدي عليه السلام مع إسرائيل وفي حصار لها من الشمال والجنوب  : يقول السفر :

[40«فَفِي وَقْتِ النِّهَايَةِ يُحَارِبُهُ مَلِكُ الْجَنُوبِ ، فَيَثُورُ عَلَيْهِ مَلِكُ الشِّمَالِ بِمَرْكَبَاتٍ وَبِفُرْسَانٍ وَبِسُفُنٍ كَثِيرَةٍ، وَيَدْخُلُ الأَرَاضِيَ وَيَجْرُفُ وَيَطْمُو. 41 وَيَدْخُلُ إِلَى الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ فَيُعْثَرُ كَثِيرُونَ، وَهؤُلاَءِ يُفْلِتُونَ مِنْ يَدِهِ: أَدُومُ وَمُوآبُ وَرُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ. 42 وَيَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الأَرَاضِي، وَأَرْضُ مِصْرَ لاَ تَنْجُو. 43وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُنُوزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَعَلَى كُلِّ نَفَائِسِ مِصْرَ. وَاللُّوبِيُّونَ وَالْكُوشِيُّونَ عِنْدَ خُطُوَاتِهِ. 44وَتُفْزِعُهُ أَخْبَارٌ مِنَ الشَّرْقِ وَمِنَ الشِّمَالِ، فَيَخْرُجُ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ لِيُخْرِبَ وَلِيُحَرِّمَ كَثِيرِينَ. 45وَيَنْصُبُ فُسْطَاطَهُ بَيْنَ الْبُحُورِ وَجَبَلِ بَهَاءِ الْقُدْسِ، وَيَبْلُغُ نِهَايَتَهُ وَلاَ مُعِينَ لَهُ.] [ دانيال : 11: 40 ــ42 ] وهو ما وضحناه في كتابنا المهدي عليه السلام أن هذه المدلولات تشير الى عصر الظهور ووجود ثورة مهدوية في مصر .. وفي ذات السياق يقول عليه السلام :

[ وفي الموعد المقرر يعود ويقتحم أرض الجنوب ــ أي يدخل عمق فلسطين نحوا لجنوب ويحرر شمال فلسطين ويصطدم مع قوات الروم  حسب المصادر  (160)

أي الغربيين وحلف الأطلسي ــ إذ تنتفض عليه سفن حربية من قبرص ، فيعتريه يأس ويغلي غيظا على إسرائيل  ، ويصغي الى مشورة رافضي العهد المقدس فتهاجم بعض قواته حصن الهيكل وتنجسه ، وتزيل المحرقة الدائمة وتنصب الرجس  المخرب ( أي الوثن ) ويفهم من النص هو توصيف. لحالة دخول المهدي علية السلام بعد الفتح ويجد اليهود الماشيحانيين قد دمروا بيت المقدس وأقاموا الهيكل المزعوم حديثا !! ويهاجمون الهيكل ويزيل المحرقة والطقوس البديلة والمعالم الوثنية الجديدة .. وعلى المستوى الواقعي بدأ اليهود مزيفوا التوراة وقتله الأنبياء من تنفيذ مخططاتهم التوراتية الماشيحانية ..  ؟  وما جاء في النص :

[  ويغوي بالمداهنة المتعدين على عهد الرب .]

والمقصود بهم اليهود المفسدين والمتعدين على عهد الرب المقدس وهو المسجد الأقصى المبارك .. والنص رغم بعض التحوير واضح جلي في مدلولاته : فالموعد المقرر هو ساعة الفتح النهائي للقدس وتحرير مقدساتها في الجنوب من الشمال أي من جنوب لبنان أو من الأردن وكلاهما كما في المصادر محاور حرب التحرير المقدسة . والسفن الحربية من قبرص هي  قوات غربيه تحاول الدخول في الحرب عبر البحر وقبرص هي عاصمة مخابرا تيه صهيونية وهي جزيرة في خدمة الدولار وكل العملاء !! وهو دليل واضح على تحرك عسكري أمريكي وغربي عبر المتوسط الى فلسطين .. وأما ما جاء في النص محورا : [ يعتريه يأس ] فالأصح  : [فيعتريه الغضب ] لأن ما ورائها يؤيد ذلك ، وفي النص : المهدي على كتفة شارة النبوة ..  (161)

وأما قوله عليه السلام :  [ أما الشعب الذين يعرفون إلههم فأنهم يصمدون ويقاومون ] *  وهم الشعب الفلسطيني المؤمن الصامد المرابط بشهادة العلي الكبير على لسان دانيال النبي عليه السلام  .. يكونون جوار المهدي خليفتهم وعليهم الأبدال الذين لم يبدلوا تبديلا .. فهم حسب السياق موصوفون بالعرفان الإلهي ويشكلون الرمزية الروحية في الأرض و مصدر الإلهام للكثيرين من الشعب والجنود الفاتحين يقدمون لهم العون وتحديدا ممن يسلمون من اليهود والغربيين بحكم أنهم أهل البلاد المفتوحة ..{ مع أنهم يقتلون بالسيف والنار ويتعرضون للأسر والنهب أياما } وهذا هو الواقع الفلسطيني المرابط الدم .. الشهادة السجن والعرفان الإلهي في مواجهة أعداء الله والمهدي والمسيح عليهما السلام .. (162)  وعن حتمية الثورة والإحياء الإلهي في زمن المهدي الموعود عليه السلام  فيصف سفر دانيال الحلم الروحاني للقديسين من جنود المهدي والمسيح وعهدهما يقول : [ دانيال : 12 : 2 ـ 4 ] :

[1«وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ، وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ. 2وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ. 3وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. ] وفي النص تعبير عن إحياء الشاهدون للمهدي والمسيح عليهما السلام ويكونوا معجزات إلهية وقادة حرب ومن كان على العداوة وظلم النبيين والقديسين [ الأئمة عليهم السلام ] يهانون والصالحين يعزون ويمجدون ويعظمون في الأرض ويعلي الحق شأنهم .. ويكونون بحق أنوار الله في الأرض .. وهذا له شواهد في القرآن  يخزي الله بها كل الدجالين الماشيحانيين ودعاة الهرمجدون قال تعالى : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 .. والأشهاد هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام الذين يحيون ومنهم المسيح والخضر وأصحاب الكهف عليهم السلام . والسؤال أين يكون دجل بوش وجماعات القتل المسيحية الصهيونية المزعومة بانتظار مسيح الضلالة الدجال عليه لعائن الله !!  . (163)

وتحت عنوان : الأيام الأخيرة : جاء في التفسير التطبيقي : في وصف حالة الإنتصار والنهاية  :

وهذا النص النبوي يتقابل مع البشارات والمعجزات القادمة في زمن المهدي الموعود عليه السلام  عند ظهوره أو ما قبله بقليل كشهادات ومعجزات إلهية في وجه الزيف  وسياسات الدجل وما يقابله في القرآن هو قوله تعالى  : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 ..

والأشهاد هم الأنبياء وأئمة آل البيت عليهم السلام يحيون كما في مصادر المسلمين بعد فتح القدس والله أعلم . وهذه المعجزات العديدة هي عطاء الهي للمهدي عليه السلام خليفته في أرضة .. والماشياح الدجال عند خروجه يحاول التزييف والدجل على العباد بأنه يحيي ويميت ويطرح أساطيره الزائفة فتهوي في  الأرض ويصرع  بالسيف ذليلا .. أمام المعجزات الربانية للمهدي وآل النبي محمد الطاهرين الشهود والشاهدين .. وكل هذه الأحوال تكون قبيل ظهور الدجال كما قلنا .. بوش الكذاب ورجاله يطرحون الهرمجدون ولم يعلم ان يد العدالة الإلهية ستطول عروشهم قبيل خروج الدجال !! وظهور المخلص المهدي عليه السلام كما في بشارات القرآن والتوراة والإنجيل هو حتمي . [ أنظر مثال : دانيـــال : 11:   36 ]  وفي النص المشار له سر ظهور المهدي عليه السلام وسحقه للمجد المزيف في أساطير العهد القديم وتعريته لفكرة الماشيحانية المزيفة وكتبهم مليئة بالأدلة أوجزناها .. وأن الآشوري المشار إليه في مصادر أهل الكتاب هو المهدي عليه السلام المحمول له رايات النصر والظهور نحو القدس عاصمة المهدي والمسلمين وفي رواية الحديث :[ إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي ] (164)

سابعا : دانيال : الإصحاح الثاني عشر  :

وفيه الدليل الواضح على ظهور حالة الأولياء الذين يمحصون ويبتلون وفي مصادرنا  لايبق مع المهدي عليه السلام إلا من امتحن الله قلبه بالتقوى .. وهم القديسين والمختارين يطهرون حزب الله من دنس فكر مسيخ الضلالة يقول النص :

[ 9فَقَالَ: «اذْهَبْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّ الْكَلِمَاتِ مَخْفِيَّةٌ وَمَخْتُومَةٌ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. 10كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ. ] [ دانيال : 12: 9 ]

وفي نفس الإتجاه يقول أشعياء عليه السلام :[ 2مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ،] [ أشعياء : 1 ــ 4 ]  (165)

ثامنا : شهادة حزقيال عليه السلام بظهور الإسلام  : [حزقيال :  5: 5 ]

[5«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذِهِ أُورُشَلِيمُ. فِي وَسْطِ الشُّعُوبِ قَدْ أَقَمْتُهَا وَحَوَالَيْهَا الأَرَاضِي. 6فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي، وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، 8لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضًا عَلَيْكِ، وَسَأُجْرِي فِي وَسْطِكِ أَحْكَامًا أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، ] وفيه زوال إسرائيل الماشيحانية قبل أن يذبح مسيح الضلالة ..  وفي شهادته عليه السلام :

[5«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذِهِ أُورُشَلِيمُ. فِي وَسْطِ الشُّعُوبِ قَدْ أَقَمْتُهَا وَحَوَالَيْهَا الأَرَاضِي. 6 فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي، وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، 8لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضًا عَلَيْكِ، وَسَأُجْرِي فِي وَسْطِكِ أَحْكَامًا أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ،] [ حزقيال : 5: 1 ـ5 ]

ـ هذا النص يؤكد مقتل ثلثي اليهود ، وشتات ثلث سيكون عرضة للقتل والتنكيل والاضطهاد . (166)

تاسعا : حزقيال : 6: 3 :

[ هأَنَذَا أَنَا جَالِبٌ عَلَيْكُمْ سَيْفًا، وَأُبِيدُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ. 4فَتَخْرَبُ مَذَابِحُكُمْ، وَتَتَكَسَّرُ شَمْسَاتُكُمْ، وَأَطْرَحُ قَتْلاَكُمْ قُدَّامَ أَصْنَامِكُمْ. 5وَأَضَعُ جُثَثَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ أَصْنَامِهِمْ ، وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ حَوْلَ مَذَابِحِكُمْ. 6فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تُقْفَرِ الْمُدُنُ، وَتَخْرَبُ الْمُرْتَفَعَاتُ، لِكَيْ تُقْفَرِ وَتَخْرَبَ مَذَابِحُكُمْ، وَتَنْكَسِرَ وَتَزُولَ أَصْنَامُكُمْ ، وَتُقْطَعَ شَمْسَاتُكُمْ، وَتُمْحَى أَعْمَالُكُمْ، 7وَتَسْقُطُ الْقَتْلَى فِي وَسْطِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. ]

وهي شهادة له عليه السلام بدخول المهدي عليه السلام القدس :

عاشرا : حزقيال : 7: 15:

ــ [ وهي شهادة يعقوب عليه السلام بالعقوبة  لبني  إسرائيل في حرب النهاية :

«اَلسَّيْفُ مِنْ خَارِجٍ، وَالْوَبَأُ وَالْجُوعُ مِنْ دَاخِل. الَّذِي هُوَ فِي الْحَقْلِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ، وَالَّذِي هُوَ فِي الْمَدِينَةِ يَأْكُلُهُ الْجُوعُ وَالْوَبَأُ. 16وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ مُنْفَلِتُونَ وَيَكُونُونَ عَلَى الْجِبَالِ كَحَمَامِ الأَوْطِئَةِ. كُلُّهُمْ يَهْدِرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى إِثْمِهِ. 17كُلُّ الأَيْدِي تَرْتَخِي، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً. 18وَيَتَنَطَّقُونَ بِالْمَسْحِ وَيَغْشَاهُمْ رُعْبٌ، وَعَلَى جَمِيعِ الْوُجُوهِ خِزْيٌ، وَعَلَى جَمِيعِ رُؤُوسِهِمْ قَرَعٌ. 19يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ، وَذَهَبُهُمْ يَكُونُ لِنَجَاسَةٍ. لاَ تَسْتَطِيعُ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ إِنْقَاذَهُمْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ. لاَ يُشْبِعُونَ مِنْهُمَا أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ يَمْلأُونَ جَوْفَهُمْ، لأَنَّهُمَا صَارَا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ. 20أَمَّا بَهْجَةُ زِينَتِهِ فَجَعَلَهَا لِلْكِبْرِيَاءِ. جَعَلُوا فِيهَا أَصْنَامَ مَكْرُهَاتِهِمْ، رَجَاسَاتِهِمْ ، لأَجْلِ ذلِكَ جَعَلْتُهَا لَهُمْ نَجَاسَةً ]  وهي نبؤة بالشتات لبني إسرائيل ، يقول عليه السلام :

حادي عشر : حـزقيال : 21: 19:

وفي سقوط الهرمجدون في  وعد النهاية .. يقول عليه السلام :

[« وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، عَيِّنْ لِنَفْسِكَ طَرِيقَيْنِ لِمَجِيءِ سَيْفِ مَلِكِ بَابِلَ. مِنْ أَرْضٍ وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ الاثْنَتَانِ. وَاصْنَعْ صُوَّةً، عَلَى رَأْسِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ اصْنَعْهَا. 20عَيِّنْ طَرِيقًا لِيَأْتِيَ السَّيْفُ عَلَى رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَعَلَى يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ الْمَنِيعَةِ. 21ل ]  [25«وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ، رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ، 26هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ، وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا أَجْعَلُهُ! هذَا أَيْضًا لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.]  …. . وأن ملكهم زائل وشيك ، وأن تاج المُلك سيُعطى لصاحبه ــ خليفة الله المهدي عليه السلام ـ  عندما يأتي من ربوات القدس ، وهي النبوءة الرابعة والأخيرة التي أخبر عنها موسى النبي عليه السلام قبل موته . وبما أنهم لا يفقهون ولا يعلمون ، وعقولهم وقلوبهم كالحجارة أو أشدّ قسوة ، فهم لا يتقبّلون فكرة زوال ملكهم ، وذهاب الملك لغير شعب الله المُختار ، وهم بقلبهم للنصوص وحقائق التأويل لا يعترفون بالحقيقة المرة وبنصر المحمديين القادمين .. (167)  ـ

وعن نجاستهم وعدم تطهرهم ودمويتهم وادعائهما لنبوات المزيفة يقول عليه السلام :

[«يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لَهَا: أَنْتِ الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تَطْهُرْ، لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ. 25فِتْنَةُ أَنْبِيَائِهَا فِي وَسْطِهَا كَأَسَدٍ مُزَمْجِرٍ يَخْطُفُ الْفَرِيسَةَ. أَكَلُوا نُفُوسًا. أَخَذُوا الْكَنْزَ وَالنَّفِيسَ، أَكْثَرُوا أَرَامِلَهَا فِي وَسْطِهَا. 26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسْطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسْطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا ] [حزقيال : 22: 23- 31 ] ..

ثاني عشر : سفر يوئيل وحتمية سقوط إسرائيل :

لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. يَأْتِي كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. ، … [ يوئيل 1: 15 ]

[ لِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ، لأَنَّهُ قَرِيبٌ: 2يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ، مِثْلَ الْفَجْرِ مُمْتَدًّا عَلَى الْجِبَالِ. شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ الأَزَلِ، وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا بَعْدَهُ إِلَى سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 3قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ، وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يَحْرِقُ. الأَرْضُ قُدَّامَهُ كَجَنَّةِ عَدْنٍ وَخَلْفَهُ قَفْرٌ خَرِبٌ، وَلاَ تَكُونُ مِنْهُ نَجَاةٌ. 4كَمَنْظَرِ الْخَيْلِ مَنْظَرُهُ، وَمِثْلَ الأَفْرَاسِ يَرْكُضُونَ. 5كَصَرِيفِ الْمَرْكَبَاتِ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ يَثِبُونَ. كَزَفِيرِ لَهِيبِ نَارٍ تَأْكُلُ قَشًّا. كَقَوْمٍ أَقْوِيَاءَ مُصْطَفِّينَ لِلْقِتَالِ. 6مِنْهُ تَرْتَعِدُ الشُّعُوبِ. كُلُّ الْوُجُوهِ تَجْمَعُ حُمْرَةً. 7يَجْرُونَ كَأَبْطَال. يَصْعَدُونَ السُّورَ كَرِجَالِ الْحَرْبِ، وَيَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ، وَلاَ يُغَيِّرُونَ سُبُلَهُمْ. 8وَلاَ يُزَاحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. يَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَبَيْنَ الأَسْلِحَةِ يَقَعُونَ وَلاَ يَنْكَسِرُونَ. 9يَتَرَاكَضُونَ فِي الْمَدِينَةِ. يَجْرُونَ عَلَى السُّورِ. يَصْعَدُونَ إِلَى الْبُيُوتِ. يَدْخُلُونَ مِنَ الْكُوَى كَاللِّصِّ. 10قُدَّامَهُ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَتَرْجُفُ السَّمَاءُ. اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يُظْلِمَانِ، وَالنُّجُومُ تَحْجُزُ لَمَعَانَهَا. 11وَالرَّبُّ يُعْطِي صَوْتَهُ أَمَامَ جَيْشِهِ. إِنَّ عَسْكَرَهُ كَثِيرٌ جِدًّا. فَإِنَّ صَانِعَ قَوْلِهِ قَوِيٌّ، لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدًّا، فَمَنْ يُطِيقُهُ؟ 12« وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. 13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ» [ يـوئيل 2: 2 ] وفيه يؤكد عليه السلام على مؤشرات الساعة وعلاماتها .. وحتمية حدوث الظلمة القاتمة وحالة الرعب التي ستصيبهم .. (168)

52 ــ الأنبياء يشهدون على زيف إسرائيل:

وهو ما يشهد له النبي موسى عليه السلام في زمن النهاية : يقول :

[4هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ ـ معاصي ـ  يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ»]

[ عاموس /2 : 4 ـ5 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص1752 ]

ويقول عاموس النبي علية السلام عن حتمية دماراسرائيل

[ 14إِنِّي يَوْمَ مُعَاقَبَتِي إِسْرَائِيلَ عَلَى ذُنُوبِهِ أُعَاقِبُ مَذَابحَ بَيْتَِ إِيلَ، فَتُقْطَعُ قُرُونُ الْمَذْبَحِ وَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ. 15وَأَضْرِبُ بَيْتَ الشِّتَاءِ مَعَ بَيْتِ الصَّيْفِ، فَتَبِيدُ بُيُوتُ الْعَاجِ، وَتَضْمَحِلُّ الْبُيُوتُ الْعَظِيمَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ». ]

[ أنظر أيضا : سفر عاموس: الإصحاح 3/14-15 = التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1755 ]

53 ــ النبي حجّي عليه السلام  يصف حالة النهاية ..

أما عن إبادة ثلثيهم في حرب النهاية ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ [ ويقول الرب القدير : استيقظ أيها السيف ، وهاجم راعيَّ ورجل رفقتي ، اضرب الراعي فتتبدّد الخراف ، ولكنّي أردّ يدي عن الصّغار ـ أي المستضعفين ـ  . يقول الرب : فيفنى ثُلثا شعب أرضي ، ويبقى ثُلثهم حيا فقط . فأُجيز هذا الثلث في النار ، لأُنقيه تنقية الفضة ، وأمُحّصه كما يُمحّص الذهب] . زكريــا 13: 7- 9  :

..  والنار هي نار الحرب والابتلاء ، حين يقتل الملايين .. وأن الأمم واليهود  حين يفتنون بالدجال يحاربهم المهدي عليه السلام .. والتمحيص هي سنة الله في العباد .. ومن يسلم من اليهود يفلت من عذاب النار في الدنيا والآخرة … وفي الحديث أن : أهل القبور يفتنون بالدجال ـ فيكفر كثير من العباد بسبب اعتقادهم بزيفه وألاعيبه .. (169)

54  ــ زكريــــا : 14 : 1

[1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ. ]

واعتقادنا يخالف معتقدات القوى الماشيحانية كما في مبحثنا بعدم وجود هرمجدون ولا يمكن بحال أن يفني الإنسان الخليقة بعيدا عن التقديرات الإلهية والاعتقاد بنظريه الهرمجدون هي كفر من حيث كونها نظريه زائفة تعبر عن عقيدة ألوهية المسيخ الدجال  وهو لا يملك حل وثاقه من الجزيرة ..!!

ومنهجية بوش والمدرسة الصهيومسيحية النازية الجديدة تعطي ذاتها قرار الإبادة للعالم بعيدا عن القدر الإلهي . وفي قراءتنا حول أساطير الدجال الزائفة المشار إليها ، بينا أن الدجال عاجز وأحاديث النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله  حين ذكر أمامه أن معه قدرة قال : [ انه أهون على الله من ذلك ]  (170)

أي أن الله تعالى لا يعطي معجزات أو أنهارا ونار لأعدائه المتألهين على وحدانيته .. وإنما فتنته في التلبيس على العباد وممارسه الدجل والخداع كمهنة.. وأعوانه من أبالسة اليهود السحرة وعددهم سبعون ألفا .هم سدنته .. (171)

55 ــ بشارة زكريا النبي عليه السلام :

[   هأَنَذَا أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ كَأْسَ تَرَنُّحٍ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ حَوْلَهَا، وَأَيْضًا عَلَى يَهُوذَا تَكُونُ فِي حِصَارِ أُورُشَلِيمَ. 3وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ حَجَرًا مِشْوَالاً لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَكُلُّ الَّذِينَ يَشِيلُونَهُ يَنْشَقُّونَ شَقًّا. وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهَا كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ. 4فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَضْرِبُ كُلَّ فَرَسٍ بِالْحََيْرَةِ وَرَاكِبَهُ بِالْجُنُونِ. وَأَفْتَحُ عَيْنَيَّ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا، وَأَضْرِبُ كُلَّ خَيْلِ الشُّعُوبِ بِالْعَمَى. 5فَتَقُولُ أُمَرَاءُ يَهُوذَا فِي قَلْبِهِمْ: إِنَّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ قُوَّةٌ لِي بِرَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ. ]  [ زكريـــا 12 : 1ــ 6 ]

وما قلناه هو محتوما .. إسرائيل ستسقط بلا هرمجدون .. وبلا إفناء للعالم .. ووهم قوتها حطم وجودها السياسي  .. خليفة الله المهدي هو بقية الله وآل محمد الطاهرين .. وفيه البشارة بظهور المهدي خليفة الله الموعود وهو عبد الله على إسرائيل في آخر الزمان وهو من البشارة  بظهور حكومته المقدسة عليه  السلام في القدس وفلسطين المقدسة لأن الخطاب الرباني حسب السياق هو لكهنة إسرائيل الفريسيين الذين كانوا المتسببين في غضب الله وتدمير الهيكل عليهم حين دنسوه بسحرهم وخياناتهم لحاكم  الرومان و قتلهم الأنبياء بغير الحق .. واليوم يمارس أحفاد الفريسيين ذات الشوكة على خيارات العقائد الوثنية ولهذا سيكون الإستبدال لهم محتوما بأمه مصطفاة من الأزل .. يقول عليه السلام :

[فأصغ يا يهوشع رئيس الكهنة ، أنت وسائر رفاقك الكهنة الجالسين أمامك ، أنتم رجال آية ــ أي شهود ــ : وها أنا آتي بعبدي الذي يُدعى الغصن . ]  وهو في القرآن الكريم بقية الله  .. أي خليفة الله المتبقي من عترة النبي الأعظم محمد r . .. يقول مفسروا أهل الكتاب : [ 6: 9 ــ15 هذه الرؤيا تختص بالمسيا ، الملك الكاهن . كان حاكم يهوذا في زمن الملوك وبعد السبي يتم بواسطة شخصين بارزين هما الملك الذي يدبر الحياة السياسية للأمة ورئيس الكهنة الذي يباشر الحياة الدينية . وكثيرا ما كان الملوك والكهنة فاسدين . وأخبر الله زكريا ـ عليه السلام ــ  أن شخصا جديرا بالتاج سوف يأتي ليحكم كملك (ويحكم على عرشه) وككاهن ( كاهن على عرشه ) وقد كان هذا المزج بعيد الاحتمال في تلك الأيام .   ] (172)

والملك الذي سيحكم هو خليفة الله المهدي عليه السلام . لأن السيد المسيح لم يحكم ورفع وعند نزوله يكون في ظلال دولة العدل الإلهية .

ويواصل زكريا النبي عليه السلام في بشارته التأكيد على أن الملك القادم هو من بيت النبوة المطهرين يقول عليه السلام :

56 ــ زكريــا 6: 12-15:

[هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. 13فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ السَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا. ] وفي تفسيرنا في كتاب البشارة [ الغصن ] هو بقية من نسل النبي محمد الطاهرين عليهم السلام .. وكاهنا أي : [ أي خليفة قائم بأمر الدين والدنيا  ، فيجلس ويحكم على عرشه ، فيعمل بفضل مشورة رتبتيه (173) :

ـ وفي سفر التكوين تتضح ملامحه ونسبه من بيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ومن سلالة النبيين .

[. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ] [ التكوين : 17 : 20 ] ..

وهو محمد صلى الله عليه وآله  وسلم .. وهو في التوراة من جبال فاران (174)   والأدلة الموجودة في مصادر أهل الكتاب للتدليل على ظهور النبي صلى الله عليه وآله فهي كثيرة لا تستوعبها هذه القراءة المخصوصة ..

57 ــ الهرمجدونيون يفكرون في تدمير العالم ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العقيدة الماشيحانية البابلية :

المدخــل :

في مدخل هذا العنوان الخاتم في مبحثنا نؤكد ما أجمع علية كتاب التاريخ في قراءة الحركة الصهيونية على ان ما جرى في بابل من اضطهاد لليهود وسبيهم في عهد نبوخذ نصر ، إنما يجيئ  كردة فعل من الحكومة البابلية نحو مؤامرات اليهود وخياناتهم وعملهم كجواسيس بين الفرس والبابليين وهم الذين عاثوا في الدولة البابلية الفساد وتآمروا على الأنبياء عليهم السلام وقتلوهم وحرقوهم حرقا حتى في ظلال الدولة البابلية الوثنية حتى في ظلال السبي وحولوا النعمة الى نقمة ، ومارسوا الانحطاط الخلقي وعندما اكتشف نبوخذ نصر سياستهم المنحرفة نحو أنبيائهم.. وبعد أن سمعوا من الأنبياء عليهم السلام ما يسرهم في علم التأويل قربوهم نجيا لهم وهذا ما زاد حقدهم وفوق كل ذلك كان النبي ارميا أشعياء ,دانيال عليهم السلام أكثر الأنبياء شهرة في العصور المتأخرة ، ورغم التحريف الجلي في الأسفار المنسوبة إليهم إلا أنها حملت حملا ثقيلا في شهادات الأنبياء في تبيان فضائح اليهود ولعنهم ووثنيتهم  وفي كتابنا الهام من بين دراساتنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ، أكدنا على الخلفية السوداوية التاريخية لليهود وملوكهم الوثنيين وحالة العسف التى أحاطت بهم غضبا من الله تعالى بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم السلام كما في القرآن الكريم ، فكان السبي البابلي بمثابة العقاب الإلهي النازل على رؤوسهم والجزاء .. ولمجموع خلفيات السبي البابلي والطرد الجماعي لهم والتعقيدات التي ألمت بهم في العراق من استعبادهم وإذلالهم كله قد ترك بصماته ، فعكفوا على ذاتهم وشكلوا بدايات الحالة الجيتوية المعقدة والمتضادة مع الواقع العراقي ومن ذلك التاريخ ترك اليهود سمومهم المعقدة في العراق وحملوا روح الإنتقام والتعبئة والسموم في كل ثقافة الإنكسار والإخفاق وحالة الفشل الملحقة بمكوناتهم العقلية ومنهجية تفكيرهم.. وبحكم تناقضهم الشديد وعداوتهم مع الأنبياء عليهم السلام . فقد سجلوا ثقافتهم الحاقدة منقلبة على كل المعايير والديانات والقوانين السماوية والدنيوية !! فكان التلمود البابلي وهو المقدم على التوراة أخطر كتاب شكل قبلة ووجهة لليهود عند خروجهم من بابل نحو فلسطين بعد السبي .. فكانت منظوماتهم في الدولة الرومانية تفرز أسوأ ظاهرة للكهنة الإسرائيليين على مدار التاريخ وهم ما أسماهم ا لسيد المسيح والمؤرخين بالفريسيين .. وهكذا ولدت الماشيحانية بصورتها  التعويضية حاملة كل مركبات الأزمة وروح الكراهية للعراقيين والأمم .. ولهذا علقوا فكرهم المهزوم على الماشياح الوثني وهو الدجال كما عرفه مصطلح الحديث النبوي والإنجيل كذلك .. وفي ضوء هذا الفكر الجيتوي المبني على الكراهية حمل التلمود بصماته لكل ثقافات اليهود ومواطنهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم ، فنظروا للخارج على أساس مصطلح الجوييم واستباحوا دم كل ماهو غير يهودي ، ومن هذا الفكر انبثقت كل الأفكار الجيتوية المبنية على فكر الإنتظار والمخلص .. وفي السياق حرفوا كلام الأنبياء والوحي في التوراة وأضحت التوراة موظفة وثنيا لخدمة الفكر الماشيحاني اللاديني وسجلت بروتوكولات حكماء صهيون بروح الإنتقام  من التاريخ والأمم وكذلك ولدت فكرة الإنتقام جلية في تشكيل أول حكومة للحقد الخفية وهي الولايات المتحدة وكما شرحنا في مبحثنا كان التلمود هو الذي يتكلم في المذابح الدموية التي مارسها أعوان بولس في جماهير الهنود الحمر حين طردوهم وحرقوهم وقتلوا الملايين منهم بروح الماشياح الوثني وكان اللا قديس بولس هو المنظر الماشيحاني الأول وصانع أيديولوجية الإنتقام من الأمم .. وكانت التجربة الدموية ولحتي اليوم لا تجد من ينظر إليها بروح الإنسانية تكريما للعم سام ــ وهي كلمة السر : للسامري الدجال !! ـ عم رؤساء أميركا على مدار الأجيال .. وما يحدث اليوم وعلى امتداد قرن في فلسطين المقدسة ليس إلا وجها بشعا لعقيدة الحقد في ورثاء الماشياح الدجال وما يدور في العراق اليوم أيضا ليس إلا وجها لروح التلمود وصنائع مخابرات الدولة العبرية والتي تحيك المجازر والانتقام على خلفيات أساطيرية لا علاقة لها بالمطلق بما يدور .. وهذا ما تؤكده البروتوكولات التلمودية بالحرب على الأديان .. وتجيء عقيدة الهرمجدون المنحطة كروح بشعة لروح التأويل ونسج الأساطير .. وهكذا استجمعت أميركا الوثنية عقيدة المسيحية الصهيونية [ الماشيحانية ] كمعول لحرب وتدمير المجتمعات بروح تترية جديدة .. وهذه باختصار نقاط مختصرة حول أبجديات الثقافة الماشيحانية في بابل .. ووجود إسرائيل و أميركا وحلفائها الماشيحون في العراق ماهو الا ترجمة النص التاريخي المعقد لدولة الحقد التي جمعها القدر الإلهي لتلقى حسابها المحتوم في الملاحم الوشيكة القادمة .. ولهذا فإن عقيدة دموية كعقيدة الهرمجدون لابد من أن تكون قاعتها التكوينية هي إلهاما شيطانيا محضا وفي قرائتنا ما يفيض في الأدلة والأمر كما رسمه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال]  :

ــ  المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة  ] .. فهي عقيدة ابن الشيطان.. المسيخ اليهودي الكذاب حامل وبائع الأساطير في أزمان خفة الدين  !!

[ صحيح مسلم : ج4/2266 رقم 2946  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ــ ]

المراجـــــــــــــــــــع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(158) [ دانيال : 8: 19 ]

(159) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1700 سفر دانيال : الإصحاح 7 : 13 ـ14

(160) كتابنا : المهدي عليه السلام   : باب الملاحم

(161) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص1709 : الإصحاح 11: 28 ـ 29

(162) أنظر : كتابنا : المهدي : النزول ـ  الخروج ـ تحرير القدس  : باب : علامات المهدي عليه السلام وصفاته =

أنظر : ابن      حجر   الهيثمي :علامات ظهور المهدي عليه السلام

(163) التفسير التطبيقي : نفس المصدر ص 1711  : الإصحاح 12 : 1ــ 4

(164)  = كنز العمال ج14 / 317 رقم 38651 ط مؤسسة الرسالة = ينابيع المودة للقندوزي ج3/ 88  = المستدرك ج4/547 رقم 8531

(165) : سفر أشعياء : 1 : 4

(166) كتابنا : المهدي عليه السلام : باب : سقوط إسرائيل في شهادة الأنبياء عليهم السلام

(167) شرحناه مفصلا : في تفسيرنا لسفر حزقيال عليه السلام

(168) فصلنا الموضوع في كتابنا : المهدي عليه السلام  : باب  : علامات الظهور في أسفار أهل الكتاب

يــوئيل : 2:  30

(169)  قراءتنا : السامري الدجال وأساطيره الزائفة : منشورة على موقع أمة الزهراء عليها السلام : شبكة الأبدال العالمية .. http://www.omat-alzahraa.com http://omat-alzahraa.net/home.htm = http://omat-alzahraa.org/om/om.html

(170) صحيح مسلم ج4/2250 رقم 2937 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

(171) مسند أحمد بن حنبل ج3/244 رقم 13368

(172) هامش التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1834 نفس الطبعة

(173) : http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm الموقع :

(174) ] كتابنا: البشارة بالنبي الأعظم محمد صلى الله علية وسلم في التوراة والإنجيل .

تمت الحلة السادسة بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي – الحلقة الخامسة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة

للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي


– الحلقة الخامسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

41 ــ الماشيحانية هل تحقق إسرائيل الكبرى ؟

: إذاً ، فأمريكا غزت العراق من أجل تأمين الدولة الصهيونية كقوة عظمى وحيدة في المنطقة ، وطَمْس هوية العراق العربية والإسلامية ، وقطع كل صلاته بالأمة الإسلامية وتاريخها من خلال إحلال مشروع التهويد والتطبيع الصهيوني والضغط  على الحكومة والأحزاب العراقية لقبول التعاون الأمني و الاقتصادي مع الشركات الأمنية في العراق .. وقطع كل علاقة للعراق بالدول الإسلامية ويمثل هذا الخط المشبوه قطاع كبير من السياسيين المتغربين الذين جاءت بهم أميركا وبريطانيا على ظهر الدبابات الأمريكية .. ولهذا كان الحضور المخابراتي الهرمجدوني الصهيوني واضحا وأشير له في محافل متعددة ..

وقد أفرغ الكيان الماشيحاني العبري حقده على المسلمين في العراق .. راسما معالم هرمجدونيته وأساطيره الزائفة على أجساد المسلمين في العراق ، ولا يخفى دوافعه ومبرراته التاريخية المعقدة  بكل حقد تاريخي في التعذيب والتحقيق في السجون العراقية وسجن أبو غريب تحديدا !!   ولهذا فقد تركت المخابرات الأمنية الصهيونية الماشيحانية بصماتها الدموية مع القوات الأمريكية ، والأخيرة لم تخف طلبها الرسمي لخبراء صهيونيين لهم خبرات قمعية في مواجهة الانتفاضة مع الفلسطينيين ، ومواجهة القمع الجماهيري وحرب الشوارع وكذلك كانت صورة الجندي الأمريكي صورة دموية لتفاعلات الجيش الصهيوني في فلسطين !!

[ وقد تبين فعلاً أن خبراء صهاينة في فنون التعذيب والاعتداءات الجنسية هم الذين درّبوا الجنود الأمريكيين على أساليب التحقيق الوحشية مع المعتقلين العراقيين والتعامل مع المدن الخارجة عن الطاعة ! فعند بدء الاستعدادات العسكرية الأمريكية ـ البريطانية لغزو العراق، وضع الكيان الصهيوني نفسه في واجهة الأحداث الأمامية لهذا الغزو، باعتبار أن الحرب التي تشنّها أمريكا وبريطانيا على العراق هي [حرب هرمجدونية صهيونية ] بالدرجة الأولى ، تأسيساً على الفكرة الإسرائيلية القائلة : بأن أيَّ حدث أو تغيير قد يتأتَّى عن هذا الغزو سيغيّر الوضع في المنطقة وفي الكيان الصهيوني بالذات ، لذا فإن نتائج الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق ستنصبّ في خدمة الأهداف الإستراتيجية الصهيونية ، وتفتح الأبواب على مصراعيها أمام نشوء أوضاع جديدة ومختلفة ، تُخرج الكيان الصهيوني من المستنقع الفلسطيني الذي بات يغوص فيه ، وتخلّصه من الورطة الإستراتيجية التي تعيشها آلته العسكرية وانسداد أيّ أفق سياسي لحلِّ الصراع حسب المقاس الشاروني الصهيوني ، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تهدد بانهيار الاقتصاد الصهيوني والانقسامات السياسية والاجتماعية والإثنية والطائفية التي تنخر جسد الكيان الصهيوني .] ـ ونرى في هذا التحليل :  أن أمام إسرائيل اليوم وبعد هزيمتها النكراء على يد حزب الله المهدوي لتعويض فشلها وتصدير أزماتها خياران : الخيار الأول اجتاح غزة وإجراء دمار دموي ماشيحاني .. وفيه إشغال للرأي العام العالمي عن أزمات إسرائيل و محاولة إحداث مركب وئام ميئوس منها .. بين التناقض الانتقامي في الكنيست !! والثاني هومعاودة الجيش الأمريكي وفرق الكوماندوز الصهيونية في العراق لإحداث مجازر دموية بغطاء مواجهة المقاومة على غرار ما يجري اليوم في مدينة الصدر في مواجهة علنية حاقدة ضد جيش المهدي عليه السلام .. ولهذا جند الكيان العبري عملاءه في فلسطين ولبنان تحديدا لإثارة موضوع الشيعة والسنة وهي

مؤامرة نؤكد من خبرتنا الأمنية : أن وراءها شبكات من عملاء إسرائيل وأدوات مشبوهة لأنظمة عربية ..

وتحريك عملاء الاحتلال لنسف وتدمير تتري لمكتبة الحياة المسيحية في ساحة غزة ؟؟

وهذه الأعمال تتكامل بطريقة وبأخرى مع ممارسات جهاز الموساد في العراق وهو يقوم بتصفية وخطف لرموز الأقليات اليهودية والنصرانية وباقي الطوائف لتحقيق أهداف محددة .. هدفها تكريس الاحتلال وهيمنة الغزاة على العراق .. والمستهدف إثارة معارك وهمية للفلسطينيين .. في غزة تحديدا .. خشية من تنامي خط الإمام المهدي في فلسطين والذي بدأ يمتد بقوة .. وعزل جماهير الفلسطينيين عن وعي الثورة الحسينية واستلهام ثورتها المقدسة من بيت التطهير النبوي .. وهذه المعارك الوهمية الدنكشوتية لا يمكن أن تقطع إلا أصابع مثيريها .. فهم القوى المعطلة لحركة الثورة على أبواب معركة تحرير القدس الوشيكة .. وإلا لماذا يجوب هؤلاء الأفاكين الجهلة على منابر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ويلعنون ابن رسول الله السيد حسن نصر الله رضي الله عنه .. وينشرون ثقافة التخلف بين العوام بعدم جواز الدعاء له في حرب تشرين .. وأين يضع هؤلاء البغاة رؤؤسهم وهو يمطر الصواريخ على رؤؤس المحتلين .. وإذا كان زعماء إسرائيل ذاتهم يزكونه ويقولون شعبيته أكثر من كل قاد إسرائيل وفي استطلاعاتهم يقولون بالأغلبية : أنه أصدق عندهم من  قادتهم في الكنيست ؟؟ أليس هذا تقديرا إلهيا بأن آل النبي في قرآن الله هم المطهرون والصادقون.. اللهم لا أملك الا القول : ان أعدائي فقد عرفتهم وأما أصحابي فنجني منهم !! فهؤلاء الجهال ماذا سيقولون والمهدي على الأبواب .. فهؤلاء الحمقى الذين سيجلهم التاريخ بالعار معروفون فردا فردا ..

وهم يهددون بحرق بيوتنا على رؤؤسنا وأنهم سينصبون التفجيرات أسفل جدران مقام سجداتنا .. وحتى كتابة هذه السطور هاهم يقتحمون منزلنا ويقومون بخطف زوجة المؤلف الثورية المؤمنة .. نؤكد لهم :  ان خطط برا يمر قد وصلت الى غزة..؟؟ ونقول مرة أخرى بجرأة .. أن من يقف وراء جريمة الخطف بحق المجاهدة الداعية الشهيرة أمتيازعثمان ويقوم بحرق و نسف المكتبة المعمدانية بساحة غزة هو عدو واحد لشعبنا وأمتنا ..هو عدو لمحمد وآل محمد عليهم صلوات الله وسلامه .. وهو صانع فتنة .. وعليهم أن يتوبوا قبل أن تصل رقابهم ثارات الله .. فالبيت له رب يحميه وفلسطين هي هدية الله رب العالمين لرسول الله والمهدي عليهم السلام .. ولن يفلت العابثون في حرمات آل محمد الطاهرين من عقاب الله العاجل .. ان مخططات بوش وبرايمر في العراق بإثارة حرب الطوائف ونسف المساجد والحسينيات .. وترويج لعبة الشيعة والسنة البغيضة الا طعنا لرسول الله وصحابته الأبرار، وأن الترويج لسب الصحابة في غزة كمن سبهم !! ويريد القول علانية أنه ليس هناك خطوط حمر!! وناشر الفاحشة ألعن من فاعلها ..والريالات الورقية لن تدوم ولن تدوم..

والساب على صحابة النبي صلى الله عليه وآله وهم قله شاذة وآثمة ولا تفقه من الدين ولا الإنسانية .. ولكن الترويج للفتنة لا نراه الا تنفيذا لمخطط البغاة التاريخيين .. وفي زمن الهرمجدون وأساطير أدوات الدجال لا نستغرب شيئا .. فهذا الزمن هو الذي يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويحكم فيه الرويبضة والتحوت أسافل الأمم !!

وفي مواجهة هذا التدليس المنهجي لابد أن يدرك المسلمون في ساحات المواجهة في العراق ولبنان وفلسطين من تحديد مهماتهم الثورية وإسقاط  الخيارات الإلهائية البديلة عن مركزية المواجهة مع الصهيونية في العراق والمنطقة .. ولا سمح الله لو سقطت المقاومة في العراق  فإن هذا يعني سرعة التحول الصهيوامريكي نحو سوريا ولبنان والتعجيل بوحدة  المحور السفياني الصهيوني المرتقب ظهوره..

هذا وإن هذه القراءة الموجزة.. وغير المتخصصة  للخلافات الطائفية .. قد حددتها وجهتنا منذ عقود بأننا أعدى أعداء الطائفية والمذهبية ..

ولا نرى في مثيري البؤر المذهبية وتحديدا في خط المواجهة الشامي سوي قواعد استقبال وتنفيذ للمخططات الماسونية والتي تحيكها كل الأجنحة اليمينية الماشيحانية في جهاز المخابرات الصهيونية !! لهذا نؤكد الإجابة على عنواننا : بأن الماشيحانية السوداء .. كالماسونية الزرقاء لن تحقق وجهتها .. ولو جندت لها الثقلان.. فإن الأمر إلهيا قد حسم والتحول لإزاحة  كل الواجهات الملعونة ليست سوى مسألة وقت .. وبالعودة لموضوعنا نقول إن العركة الدائرة في العراق هي بين مشروعين لا ثالث لهما : المشروع الإلهي المحمدي والمشروع الماشيحاني .. ومعركة الحسم مع ذيول دوائر الإفساد قادمة ووشيكة ، وأي حرف لصيغة المواجهة لا يخدم إلا جبهة الباطل الصهيوأمريكي غير الغائب عن حركة المؤامرة في المنطقة وفي قلب العراق تحديدا .. يقول الأستاذ العنسي في السياق :

[ لا يعني ان إسرائيل غائبة عن الساحة العراقية ، فمنذ اللحظات الأولى للغزو الا نجلو أميركي للعراق كانت إسرائيل بمستشاريها وخبرائها العسكريين وأجهزتها الأمنية مثل : الموساد والشاباك و الشين بيت متواجدة في بغداد لمساعدة قوات الغزو على تثبيت احتلالها للعراق ، وبسط سيطرتها على المدن العراقية ، والمساعدة في تدمير المؤسسات العسكرية والمدنية العراقية على نحو معد ومخطط له بدقة ، وبالتنسيق مع قيادة الغزو والإدارة الأميركية ، أي على المستويين العسكري والسياسي ، ومن يدري ، ربما نكتشف في السنوات القليلة القادمة مشاركة وحدات عسكرية إسرائيلية خاصة لقوات الغزو الانجلو أميركي في اجتياحها للعراق واحتلاله … إنه وبعد الغزو واستتباب الأوضاع للقوات الأنجلوأميركية   الغازية بات التغلغل الإسرائيلي في العراق معلنا وعلى رؤوس الأشهاد ، ففي ظل سيادة الفوضى وانعدام الأمن ، وحالة الضياع التي يعيشها الشعب العراقي ، نجح جهاز المخابرات الإسرائيلية ـ الموساد ـ في تأسيس مكاتب له في كل من بغداد والموصل والسليمانية وأربيل ، أنيط بها انجاز سلسلة من الدراسات الأمنية والدينية والثقافية والعرقية والمذهبية والاستراتيجية حول مستقبل العراق من وجهة النظر الصهيونية ، وبما يخدم أطماع إسرائيل في تقسيم وتمزيق العراق وسلخه تماما عن محيطه العربي ، وربطه بالكيان الصهيوني والمخططات الامبريالية الأميركية ، وبنفس الأساليب والوسائل الصهيونية التقليدية المعروفة ، أي التغلغل في الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والاجتماعية العراقية ، إضافة الى تحقيق حلم الصهيوني هيرتزل في استيطان اليهود في بلاد ما بين النهرين ، تنفيذا للأطماع الصهيونية المعلنة والمعروفة في توسيع حدود الكيان الصهيوني من النيل الى الفرات ، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضا اندفاع عدد كبير من الشركات الصهيونية الى العراق بهدف المشاركة في إعادة إعمار العراق !! ] (148)

.. ومن خلال واجهة الإعمار يكون التدمير والمؤامرة وتكريس سياسات النهب و عبر الأساطير وسياسة الخرافات في قلب العراق يكون تنفيذ المخطط  ، و في كل الأحوال كل شيئ ليس صدفة .. بل هو قدرا إلهيا لإزاحة ركام الزيف عبر مواجهة مرتقبة في أرض الصراع المحتوم قريبا في أرض المواجهة المقبلة والحضارات القديمة [ قرقيسياء ساحة المواجهة المقدسة ] فيما بين النهرين ويكون سقوط كل الأقنعة الدموية المجرمة والناهبين لجبل الذهب على يد المهدي عليه السلام ..

{ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }  الأنفال37 ..

ودولة الدجال في إسرائيل تقوم على أساس أساطير سوداوية دينيه تفصل بين الله والأمم لتزج بالمسلمين و الأمم لمصالح اليانكي والدولار الماسوني ذو العين الواحدة عين المسيح الكذاب .. إسمها ديمقراطية الدم والمجازر ..

42 ــ التجسس الصهيوني واستكمال الأسطورة :

ولكي تضمن إسرائيل ولاء يهود العراق الكامل لها ، والسعي الى الهجرة إليها ، عمدت الى استخدام أساليب شيطانية ماكرة لإرهابهم ، وتفجير بعض معابدهم ، وقتل العديد منهم لإلقاء التبعية على السلطات العراقية ، فنجحت بذلك فيما سعت إليه  ..                                                                                       .
لقد كان اليهود في العراق لأحقاب طويلة خلت ، ينعمون بالأمن والأمان ، ويمارسون حياتهم وأعمالهم وطقوسهم في حرية بلا منغصات أو أحقاد ، إلا أن خطط حكام إسرائيل ، صورت لهم الحياة في العراق على أنها جحيم ما بعده جحيم . . ورسمت في أذهانهم صورة مثالية للحياة في ” الوطن ” الجديد. (149)

43 ــ العراق المفتت في رؤية الأمن الإسرائيلي :

[ إسرائيل تطمح إلي إضعاف العراق وتفتيته لأسباب تاريخية وسيكولوجية تتعلق بمخاوف الصهاينة المتجددة من عقدة تدمير ـ الدولة العبرية ـ عن طريق غزو قادم من المشرق العربي ، وبالتحديد من جهة العراق على غرار محنة السبي البابلي لليهود في التاريخ القديم عندما أطاح البابليون العراقيون بمملكة  إسرائيل  القديمة وجروا الأسرى اليهود في سلاسل إلى العراق القديم ــ والدوائر الأمنية والإستراتيجية في إسرائيل اليوم تدرك من هو الخطر عليها وهي على بينة معرفية بالقرآن والمصادر الحديثية التي تثبت أن الفتح القادم سيكون بعد مكة من العراق نحو القدس ، وهو بالمحتوم سيكون تحت قيادة خليفة الله المهدي عليه السلام .. ولكن هذه المرة تحت ظلال الإسلام والجهاد . ومازال شبح الهجوم العراقي الزاحف من الشرق لتدمير إسرائيل .. من جديد يشكل هاجساً قائماً في الوعي واللاوعي السياسي لقادة إسرائيل ].  (150)  وفي سياق هذه الوجهة الإستراتيجية تنفخ إسرائيل في بوق النهاية لمهزلة الهرمجدون الزائفة .. وهي تدرك أن الشعب الأمريكي وعقب الفشل الذريع لبوش الثاني يطالب بالانسحاب من العراق ، الأمر الذي وضع الإدارة البوشوية أمام قدر واحد والتجديف بإتجاه واحد وهو التحطيم في العراق .. لأن هروبه أمام ضربات المقاومة المهدوية الإسلامية تعني انكشاف كذبه على الأمم !! ولذا هو يدعم إسرائيل لتحطيم العراق وتفتيتها الى فسيفساء حزبية وطائفية متناحرة ،  وقد وطأ  الخبيث [ برايمر ]  لخططه في تحويل العراق الى مقبرة قبيل ظهور المهدي عليه السلام ..

44 ــ كوماندوز صهاينة يقتلون علماء عراقيين :

وفي هذا السياق كشف جنرال فرنسي متقاعد عن وجود (150) من وحدات الكوماندوز الصهيونية داخل العراق ؛ لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتّشي الأسلحة الدوليين! وقال الجنرال الفرنسي المتقاعد ـ في تصريحات لقناة التلفزة الفرنسية الخامسة يوم 8 أبريل 2004م ـ إن أكثر من (150) جندياً صهيونياً من وحدات الكوماندوز دخلوا الأراضي العراقية في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين ، الذين كانوا وراء برامج التسلّح العراقية ، وقُدّمت أسماؤهم إلى لجنة مفتشي الأسلحة الدولية برئاسة : هانز بليكس. وقال الجنرال الفرنسي : [ إن مخطط الاغتيال هذا تمَّ وضعه من قِبَل مسؤولين أمريكيين وصهاينة ، وأن لديه معلومات دقيقة بوجود الكوماندوز الصهاينة داخل العراق حالياً، بهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا نواة برامج التسلّح الصاروخي والنووي والكيماوي ،ـ خشية حدوث متغيرات يكون هؤلاء العلماء في الخط المعادي لإسرائيل ــ  وعددهم ـ حسب الجنرال الفرنسي ـ قرابة ثلاثة آلاف و (500) عالم عراقي عالي المستوى ، من بينهم نخبة تتكون من (500) عالم عملوا في تطوير مختلف الأسلحة ، وهذه النخبة هي المستهدفة من العمليات الصهيونية بالدرجة الأولى  ] ..

45 ــ ضباط مخابرات صهاينة في العراق:

كشفت إحدى الصحف الصهيونية أن الجنرال : أهارون زئيفي فاركاش.. رئيس قسم المخابرات العسكرية الصهيونية يعمل مستشاراً لدى قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال : كيسي ، وأن هذا العمل طبيعي في أعقاب إرسال الرئيس بوش لعدد من الضباط الأمريكيين إلى الدولة الصهيونية لتبادل الخبرات والتدريب من أجل ضبط الحرب في العراق . وكانت ــ المؤسسة اليهودية للشؤون الإستراتيجية ــ في مقدّمة من عرض على بوش مقترحات تدعو إلى الاعتماد على الخبرة الصهيونية ، وحددت له أسماء بعض الضباط المهمين لمساعدته في الحرب على العراق منذ بدايتها وحتى الآن. واعتبر التحليل المنشور أن إدارة بوش والمحافظين الجُدد المتشددين داخلها وجدوا أن اليهود الأمريكيين أو الصهاينة لديهم دوافع أكثر من الأمريكيين في تحطيم الإرادة العراقية خصوصاً إذا ما كانوا قد اطلعوا على ما قالته التوراة حول سبي اليهود إلى بابل قبل ما يزيد عن ألفي عام ، ولذلك يكشف التحليل أن [تومي فرانكس] القائد الأعلى السابق لقوات الاحتلال في العراق من أصل يهودي روسي ، وهو من الجيل الثاني الذي نشأ صهيونياً متشدداً ، وأن الجنرال الأمريكي : ريتشارد ناتونسكي القائد العسكري الذي تولّى مهمة الهجوم المكثف على الفلوجة من الصهيونيين اليهود القادمين من أوكرانيا . ويذكر أن ـ ناتونسكي ـ قال : إن الفلوجة سرطان ، فالمسلمون فيها يستخدمون المساجد والمدارس لنصب الكمائن لقوات المارينز، ولذلك وجدنا في كل مسجد مخزن سلاح ومصنع متفجرات ووسائل قتالية. وكشف ـ أيضاً ـ أن العقيد الصهيوني (نوعام تيفون) شارك في تدريب عدد من ضباط وجنود المارينز على اقتحام مداخل مخيم يضم بعض المساجد بعد مناورة مع الجيش الصهيوني انطلقت من نيتساريم قرب قطاع غزة . وفي المعارك التي جرت في الفلوجة استعانت القوات الأمريكية ـ بموجب المصادر نفسها المذكورة ـ بعقيد من الجيش الصهيوني هو : إيغال شارن.. ومعه (800) من قوات الكوماندوز الصهيوني . وذكرت المصادر أن العقيد : إيغئال شارن.. قال : [إن الأمريكيين تبدو عليهم السذاجة تجاه حداثة المعركة ضد المقاتلين المسلمين ، ولذلك شعروا بالامتنان لشركائهم الصهاينة .]

46 ــ العدو الصهيوني : قواتنــــــــا في العراق:

صحيفة : معاريف الصهيونية كتبت تحت عنوان : [ قواتنا في العراق] بقلم الكاتب الصهيوني (بوعز غاوون) الذي قال فيه : [ إن الدولة الصهيونية دخلت العراق لتأخذ حصتها ]  ؟ واللافت أن أكثر الجهات التي تقوم بفضح وكشف مثل هذا التواجد هي الجهات الصهيونية وعلى مختلف مشاربها ، وقد تكون الصحافة الصهيونية واحدة من هذه الجهات ، وبدءاً من صحيفتي [معا ريف و ها آرتس] ، وانتهاء بصحيفة [ إيديعوت أحرونوت] التي ذكرت في تقرير لها أن 8 خبراء صهاينة يعملون الآن في العراق للمساعدة على إعادة بناء البنية التحتية للبلاد. ويشارك الخبراء الثمانية ـ حسب الصحيفة ــ الذين توجهوا إلى العراق بدعوة من أمريكيين ـ في برنامج عام لإعادة إعمار أحد مجالات البنية التحتية ، وقالت : إن وصولهم كان بالتنسيق مع الحكومة العراقية . كما يشارك في البرنامج عديد من الشركات والمؤسسات الصهيونية الخاصة التي تعمل في مجال تصنيع الأجهزة التقنية والنظم المتطورة. ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين في الوفد الصهيوني قوله : [ إن النشاط الحالي هو ثمرة جهود سرية ، وإن أول اتصال بين السلطات الصهيونية والعراقية تمَّ من خلال وساطة دولة شرق أوسطية ولكنه لم يكشف عنها ] .. .

ولم تقتصر متابعة أخبار التواجد والتغلغل الصهيوني على الصحافة الصهيونية وحسب ، وإنما اهتمت بذلك صحافة الدول الإقليمية ، حيث ذكرت صحيفة : جمهوريت التركية بتاريخ 18/11/2004م من خلال تقرير لها في الموضوع نفسه ، يؤكد على أن النشاطات والفعاليات الصهيونية مستمرة في شمال العراق منذ عام 1993م ، وتريد الدولة الصهيونية من ذلك تأمين خط أنابيب بترول من شمال العراق إلى حيفا في فلسطين المحتلة ، وتشغيله بأسرع وقت ممكن ؛ لزيادة القوة الاقتصادية للدولة الصهيونية ، ولهذا قامت الدولة الصهيونية بشراء أراضٍ في مدينة كركوك بمساحة ستة آلاف دونم ، إضافة إلى شراء خمسمائة منزل في مدينة الموصل ، وألفي دونم وثلاثين مبنى في أربيل ، ولقد حصلت الدولة الصهيونية على بعض المساعدات من اليهود الأتراك في منطقة شمال العراق حسب تقرير الصحيفة التركية .

وإذا كان العديد من الحقائق قد أكدت على الدور الصهيوني في العراق ، الذي ارتدى لبوسات مختلفة ، فإن معركة الفلوجة قد كشفت الدور العسكري للكيان بعد أن اعترفت المصادر الصهيونية أن عدداً من الجنود اليهود من حملة الجنسيتين الصهيونية والأمريكية قُتلوا في الهجوم الأخير على مدينة الفلوجة ، إذ قالت صحيفة (هاآرتس) في 21/11/2004 م على لسان أحد كبار الحاخامات اليهود في القوات الأمريكية في العراق : إن المقاومة العراقية تمكنت من قتل ضباط وجنود يهود أمريكيين في الفلوجة ، وأكّد على ذلك مراسل الصحيفة المذكورة في نيويورك وعلى لسان الحاخام ــ آرفننج آلسون ــ وهو برتبة رائد في الجيش الأمريكي حيث قال الأخير:

[ إن هناك العديد من اليهود قُتلوا في المعارك الأخيرة في الفلوجة ، ومنهم : المقدَّم [ آندي شتيرن ] ويعمل في سلاح المدفعية ، وجرى دفنه في المقبرة العسكرية الأمريكية في ــ آرلينغتون ـ في أمريكا ، ومنهـم ـ أيضاً ـ ماك أفين ـ وهو قناص يهودي وحفيد أحد الحاخامات الكبار في أمريكا ] وكشف الحاخام في كلمته التي نشرتها صحيفة : هاآرتس ، عن وجود عدد كبير من الجنود اليهود في الجيش الأمريكي ، معظمهم يعملون في القنص ، وتتراوح أعمارهم بين (18 و19) عاماً ، منهم مجندات يهوديات. ودعا الحاخام عائلات الشباب اليهودي الأمريكي إلى إرسال أبنائهم إلى العراق للحرب ضدّ من أسماهم أعداء الدين اليهودي ، معتبراً أن القتال ومساعدة الأمريكان في العراق أفضل كثيراً من العمل الديني في المعابد اليهودية. وكشف الحاخام ـ آرفننج ـ عن عدد الجنود اليهود في العراق قائلاً : «إنهم حوالي (1000) جندي ، منهم بعض الضباط العاملين في الجيش الأمريكي .

47 ــ أمن إسرائيل هو الأمن الأمريكي القومي :

اعترف الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك ، القائد السابق لقوات حلف الناتو في مقابلة معه قبل الاحتلال بأشهر قليلة  [ إن أولئك الذين يفضلون هذا الهجومِ – هجوم الولايات المتحدةِ ضدّ العراق- الآن سَيُخبرُونك بشكل صريح، وبشكل خاص، بأنّه حقيقيُ ليس هناك تهديد من صدام حسين للولايات المتحدةِ. لَكنَّهم خائفون في وقتٍ أنه قَدْ يُقرّرُ،أكان عنده سلاح نووي ، مهاجمة إسرائيل } ـ والآن وقد رحل صدام  على يد الأمريكان أنفسهم . ويدرك الغرب وجماعة البرادعي وبليكس النوويين !! أن صدام لا يمتلك القوة النووية فماهو مبرر وجودهم في العراق سوى تنفيذ سياسات الحقد ونشر الفتن والحروب ، و تحت دعاوى الهرمجدون حوصر وقتل الآلاف من أطفال العراق وتعرضوا للتشويه الخلقي من جراء بقايا اليورانيوم البوشوية .. إنها حقا حربا منظمة يقوم به قديسون فاشيون ..

يذكر مارك ويبر، مدير معهد Historical Review الأميركي في موقع المعهد على شبكة الانترنيت أن السناتور الأميركي ارنست هولغنز أعلن في أيار\مايو 2004 إن هدف الغزو الأميركي للعراق هو لحفظ أمن إسرائيل و كل  فرد يعرف ذلك . خاطب هولغنز زملاءه في الكونغرس متهما إياهم بالجبن قائلا  ] لا أحد يرغب في الوقوف والتصريح .. الرئيس الأميركي بوش غير معني لا من قريب ولا من بعيد بسلامة العراقيين وحريتهم وأمنهم ، بل كل غايته التي من أجلها حمل إلى البيت الأبيض مرتين هي حماية إسرائيل وأمنها. علقت صحيفة التايمز اللندنية على خطاب بوش في حزيران  2002 ، بأنه كان متحيزا جدا لإسرائيل وكأن كاتبه أريل شارون وليس بوش . قال بوش في ذلك الخطاب الموجه لنشطاء صهاينة في واشنطن [ إن الولايات المتحدة ملتزمة بقوة ، وأنا ملتزم بقوة ، بأمن إسرائيل كدولة يهودية حيوية. حين تدافعون عن الحرية والازدهار وأمن إسرائيل فأنتم تدافعون عن أميركا ] .


48 ــ المسيح هو الذهب العراقي ؟؟

قبل الحرب على العراق ، وبالتحديد في 23 شباط : فبراير ، استضاف تيم روسيرت في برنامجه Meet the Press ” الذي تقدمه شبكة NBC الأميركية الشهيرة ، أحد كبار صهاينة البيت الأبيض أو ما يعرف بالمحافظين الجدد أو الصقور، وهو ريتشارد بيرل، حين كان رئيسا لمجلس تخطيط السياسة الدفاعية والمستشار الأول للبنتاغون ومؤسس المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي .} .. (151)

و يذكرا لدكتور السقا  :[ ويقول أنصار التيار المسيحي الصهيوني إن العراق احتلت جزءا كبيرا في كتب الميسوديت , أن المسيح مثل الذهب النقي الخالص ــ المسيح الذي يساوي الذهب هو الدجال الذي عبدوه بمقام الإله يهوه ــ وان هذا الذهب يجب أن يحيط به عند ظهوره لهذا العالم وبكميات ضخمة وأن تكون له مناطق وممرات يسير فيها ذهبا نقيا خالصا وأن هذا الذهب لابد أن يأتي من إحدى الدول القريبة من أورشليم . وتعتقد هذه الطائفة أن الذهب وضع في هذه الدولة لأنه يجب أن يكون هناك اقتتال عنيف على الذهب . وأن هذا الذهب لن يتم الحصول عليه إلا بصعوبة بالغة وبعد فترات طويلة من الاقتتال العنيف مع أصحاب هذا الذهب. وترى كتبهم أيضا أن هذا الذهب الذي هو من مواصفات معينة لن يوجد في أي دولة مسيحية ولكن سيوجد في دولة يدين أهلها بالإسلام . وأن خصائص هذه الدولة تنطبق على العراق , وأن جبل الذهب ما زال موجودا داخل الفرات حتى وإن لم يتم اكتشافه بعد ] ويستطرد المؤلف قوله : [ إن هذا الكلام ليس مجرد خيال ولكن ادعاءات يؤمن بها بوش وغيره من طائفة الميسوديت. ولذلك فإن بوش وفق المعلومات دائما ما كان يوجه قادة البنتاجون بأن تهتم الأقمار الصناعية الأمريكية بتصوير الجبال العراقية .

.. ووفقا للمعلومات فإن أكثر ما تم تصويره في داخل العراق في الأشهر الأخيرة هو الجبال العراقية. بل أن بعض الطائرات الأمريكية بدون طيار ترصد هذه الجبال , ويتم تحليل هذه الصور بواسطة علماء متخصصين في الجيولوجيا والطبيعة. بل وإن هؤلاء العلماء سيتم نقلهم للإقامة الدائمة في العراق بعدما تمكنت أمريكا من الانتصار على العراق. وستكون مهمة   هؤلاء البحث عن جبل الذهب العراقي الذي في حال اكتشافهم له سيتم نثره في داخل الهيكل الذي سيمهد بقوة لظهور المسيح ].. [152]

فهل حقا  سينثر الذهب في جنبات الهيكل المقدس .. السؤال والإجابة يؤكدها السيد المسيح عليه السلام .. ويجيب عليها الفريسيين الذين كرسوا سياسات النهب والتجارة وبيع الدجاج في الهيكل ؟ وأما السيد المسيح رمز الطهر في هذا العالم فهو على قائمة المطاردين والملاحقين وأما أمه القديسة الشاهدة فهي طريدة الجبال .. ولا يدرك العشاق الثوريين في عالمنا الا من عانقوا خدودهم المقدسة .. وأما التاريخ وحتى الإنجيل فقد سجل الفريسيين بأعوان الدجال والأنبياء الكذبة..وأما اللا سيد الأمريكي 2 بوش فهو وارث معبودة رب الفريسيين والذي لا اله غيره في هذا العالم عند زبانيته في القدس المحروسة ..

وفي مقال ذكره الصحافي مصطفى بكري :

في فضح المخطط الماشيحاني قال فيه : [  ويقول أنصار التيار إن العراق احتلت جزءا كبيرا في كتب الميسوديت [ الطائفة الدينية البروتستانتية التي يدين بوش بمعتقداتها ] ، وأن المسيح مثل الذهب النقي الخالص ، وأن هذا الذهب يجب أن يحيط به عند ظهوره لهذا العالم وبكميات ضخمة ، وأن تكون له مناطق ، وممرات يسير فيها ذهبا نقيا خالصا وأن هذا الذهب لابد أن يأتي من احدي الدول القريبة من أورشليم . وتعتقد هذه الطائفة أن الذهب وضع في هذه الدولة لأنه يجب أن يكون هناك اقتتال عنيف علي هذا الذهب ، وأن هذا الذهب لن يتم الحصول عليه إلا بصعوبة بالغة وبعد فترات طويلة من الاقتتال العنيف مع أصحاب هذا الذهب ، وتري كتبهم أيضا أن هذا الذهب الذي هو ذو مواصفات معينة لن يوجد في أي دولة مسيحية ولكن سيوجد في دولة يدين أهلها بالإسلام ، وأن خصائص هذه الدولة تنطبق علي العراق ، وأن جبل الذهب مازال موجود داخل العراق حتى  وإن لم يتم اكتشافه    بعد .. إن هذا الكلام ليس مجرد خيال ولكنه ادعاءات يؤمن بها بوش وغيره من طائفة الميسوديت ولذلك فإن بوش ، وفق المعلومات ، دائما ما كان يوجه قادة البنتاجون بأن تهتم الأقمار الصناعية الأمريكية بتصوير الجبال العراقية الأمريكية وتكبير هذه الصور ووفقا للمعلومات فإن أكثر ما تم تصويره في داخل العراق في الأشهر الأخيرة هو الجبال العراقية ، بل إن بعض الطائرات الأمريكية بدون طيار ترصد هذه الجبال ، ويتم تحليل هذه الصور بواسطة علماء متخصصين في الجيولوجيا والطبيعة بل وإن هؤلاء العلماء سيتم نقلهم للإقامة الدائمة في العراق إذا ما تمكنت أمريكا من الانتصار علي العراق . وستكون مهمة هؤلاء البحث عن جبل الذهب العراقي والذي في حال اكتشافهم له سيتم نثره في داخل الهيكل الذي سيمهد بقوة لظهور المسيح.
وتقول كتب التيار التجديدي للمسوديت إن العراقيين إذا نجحوا أولا في السيطرة علي الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب فإنهم قد يسيطرون علي كل المنطقة وأنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وأن العراقيين سينتصرون  .  (153)

والسؤال هل حقا يطرح هؤلاء البوشويين وذيولهم من حكام السوء أموالهم وذهبهم اليوم في الكنائس والهيكل  .. أم في أرصدة البنتاغون ورصيد التصنيع الذري القاتل.. وإذا كانت هذه ضريبة الماشياح الكذاب فهذا دوائه معروف في كتبهم التي تصب عليهم اللعنات ،  والتي يود هؤلاء الطغاة أن يستيقظوا فلا يجدوا الكتاب الذي بين أيديهم !! فهم وإن كانوا يضربون بجباههم جدارالبراق ندما على قتل الأنبياء والقديسين !! فلا يدفعهم ذلك الزيف والتباكي واهتزازات ظهورهم ..  قرب الجدار المقدس عن الخلاص من المكر والمؤامرة لإبادة المسلمين .  وحاخاماتهم يدفعونهم لقتال الكافرين في بلاد المسلمين ؟ ولهذا نقول إن إسرائيل وكل القوى الماشيحانية  تدرك أن الذي سيحاربها على جبل الذهب في العراق هو خليفة الله المهدي عليه السلام ..  بعد دخوله العراق .. ولكنهم يغيبون الوجه الحقيقي للصراع المحتوم بين الخير والحق كله مع آل محمد الطاهرين وقوى الوثنية والشريّـة المطلقة وهي أميركا الشيطانية وإسرائيل الوثنية !!

هذا هو النفس والعقل الهرمجدوني وسياسة ساسته الناهبين !! وهذه هي أيديولوجيتهم الزائفة الساقطة حتما !!

.. وتقول كتب التيار التجديدي للمسوديت :

[ إن العراقيين إذا نجحوا أولا في السيطرة على الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب , فإنهم قد يسيطرون على المنطقة. وإنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وإن العراقيين سينتصرون على إسرائيل في هذه الحرب بل وسيزيلون هذه الدولة من الوجود وإنهم سيطورون المسجد الأقصى بدلا من هدمه , وعندما يصل بهم الأمر إلى هذا الحد فإن ذلك يعني عدم عودة المسيح وتأخيره إلى مئات الأعوام حتى تحقيق الانتصار من جديد للعالم المسيحي اليهودي المشترك .

ويرى جورج بوش أن العالم الآن مهيأ للانقضاض على العراق قبل أن تستفحل قوته من جديد : ولذلك فإن أحد الأغراض المهمة لهذا التيار التجديدي تحطم الأسلحة التي يعتقدون أنها لا تزال مخبئة في داخل الأراضي العراقية. من هنا فإن السيطرة الأمريكية على العراق كما تقول كتب التيار التجديدي كما يزعمون منع سيطرة العراقيين على جبال الذهب ومنعها يتناول خططا مستقبلية للسيطرة على العالم وأن يكونوا هم رفقاء المسيح ـ الدجال ـ في حياته الجديدة وأن السيطرة الأمريكية لا بد أن تكون دائمة لضمان السيطرة النهائية على تطورات الأوضاع في هذه المنطقة ]. [154]

وفي نظرنا و قراءتنا التي بين أيدينا أن بوش الثاني كأسلافه يطرح نفسه اليوم  كمقام الوكيل للمسيح الكذاب القادم  و هو كما عبر عنه [جورجي كنعان ] :

المسيح القادم مسيح يهودي سفاح ]..  [155]

وهو الماشياح الدجال كما يصفه الإنجيل بعدو السيد المسيح عليه السلام . وبهذه الروح الناهبة السفاكة للدماء ، يرى بوش نفسه بأنه ليس أقل من مشروع جديد : للعجل الذهبي اليهودي .. ووكيل استعماري لليهود أنفسهم ينفذون سياساته  ويضعون المبررات والبرامج لتنفيذ سياساته ومشروعاته القائمة على تحطيم العالم الإسلامي وتفكيكه واجتثاثه لحساب إسرائيل المفسدة .. ولا عجب في أن يسمي اليهود بوش بأنه هو المخلص فقد سموا قورش الفارسي قبله !! وما المشحاء الكذبة : من أمثال الماشياح الكذاب: أبو عيسى الأصفهاني  و الماشياح : داوود الرائي و الماشياح  : دافيد ريوبيني و الماشياح : منشة بن إسرائيل و الماشياح الدجال : شبتاي زئيفي و الماشياح الدجال : فرانك جاكوب إلا رصيد لجيل من الأنبياء الكذبة صبغوا منهجيا في ثقافتهم الدموية وقنابلهم العنقودية ، التي يصبوها على المسلمين حقدا ودم في غزة وصور ومدينة الصدر والفلوجة. وما هؤلاء المشحاء الجد سوى أحد الوجوه السوداوية للمسيحية الصهيونية المعاصرة. وما اصطلاح الهرمجدون .. إلا سياسة جديدة تترجم اليوم بحرب الإبادة في العراق , نحو دمار دمشق ..

وأمام هذا الإمتداد الدموي الميكافيلي البشع لا بد لجماهير الأمة وطلائعها المهدوية الصاعدة .. من تفعيل حالة الأبدال الشاميين على كل المستويات .. وتفعيل الدور المهدوي القادم , والمدعوم من السيد المسيح بن مريم ذاته في مواجهة  وثنيتهم المعاصرة. ووجود حالة مواجهة لهذا المد الإفسادي الهرمجدوني المزيف والمحكوم

عليه بالإنكسار المحتوم .. وفي كل الوجوه فإن غزو الولايات البوشوية المتحدة للعراق  وبكل أساطيرها ومؤامراتها . فهي إنما ترتكز على رؤية أيديولوجية توراتية محرفة قائمة حسب التصور الماشيحاني اليهودي بالانتقام من العراق ونهب ثرواته وتدميره وفي تصور مكيافيللي فاضح يقوم على أنها [ بابل العاهرة ]  وهو حرف للتاريخ بأساطير زائفة يستهدف الانتقام من التاريخ بصورة مقلوبة !!

49 ــ خراب أمريكا بعد زوال إسرائيل :

وفي مبحثنا :  المهدي  قدمنا موجزا تصورا عن حركة فتوحات خليفة الله المهدي عليه السلام والتي تبدأ بمكة وتنتهي بذروة الغرب أميركا و في دراستنا لسفر الرؤيا وفي معرض الحديث عن بابل الكبرى وكما في مجموعة من البحوث والدراسات أن بداية نهاية بابل الكبرى قد بدأت ويرون إسقاط لفظ  ـ بيل كلينتون على اسم بابل ولكننا نرى ان الأمور ستسير بمنطقية في حركة الجهاد العالمية للمهدي عليه السلام . ناهيك عن أن عوامل التفكك والإخفاق والهزيمة قد بدت ملامحها وأن فشلها في العراق هو الذي سيكون بوابة النهاية والسقوط المقبل ..

50 ــ حزقيال : 29: 3-16:

[ها أنا أنقلب عليك يا فرعون ملك مصر ، أيها التمساح الكامن في وسط أنهاره ، … وأُخرجك قسرا من أنهاره ، القائل النهر لي وقد صنعته لنفسي . ها أنا أضع خزائم في فكيك وأجعل أنهارك يلتصق بحراشفك ، وأخرجك قسرا من أنهارك ، وأسماكها ما برحت عالقة بحراشفك ، وأهجرك في البرية ، مع جميع سمك أنهارك ، فتتهاوى على سطح أرض الصحراء ، فلاتُجمع ولا تُلمّ ، بل تكون قوتا لوحوش البرّ والطيور والسماء فيدرك كل أهل مصر أني أنا الرب ، أنهم كانواعكاز قصبى هشة لشعب اسرائيل ، ما أن اعتمدوا عليك بأكفهم حتى انكسرت ومزقت أكتافهم ، وعندما توكأوا عليك تحطمت وقصفت كل متونههم . لذلك ها أنا أجلب عليك سيفا وأستأصل منك الإنسان والحيوان  ، فتصبح ديار مصر مقفرة خربة ، فيدركون أني أنا الرب ، أن فرعون قال لي : النهر وأناقد صنعته  … ] [ سفر حزقيال : التفسير التطبيقي ص 1637 ]

وفي القرآن الكريم النص المماثل  قال تعالى :

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الزخرف51 .. وفي الدلائل جمع من المدلولات عن حجم التحولات القادمة من سقوط الغربيين وإسرائيل في المعركة المقبلة وهم يدركون حسب تفسيراتهم أنها هرمجدون والتي سيكون فيها الفناء لدولهم العاثية في الأرض الإفساد وفرعون في السياق  القرآني مفهومها الإستكبار العالمي  المنكسر عجلته حتما .. وفي نبؤات حزقيال ما يفيد هذا التصور.. [ أنظر للإيجاز : حزقيال : 29 : 18 =  30 : 1 ــ 13 = حزقيال : 32 : 18 ـ30  ] وهذه هي دول المستكبرين تتحول نحو العراق بقرار من 2 بوش الأمريكي بعقيدة ماشيحانية هرمجدونية قاتلة .. المفكرين الماشيحانيين اليوم وعلى امتداد المساحة الغربية  يوظفون النصوص لمصالحهم ويغيبون الحقائق عن جماهير الأمم عن وجهة الحرب المقدسة المقبلة ..

51 ــ خراب الأرض بعد خراب إسرائيل :

أولا : حزقيال : 33: 24-29:

فأوحى إليّ الرب بكلمته قائلا : [ يا ابن آدم ، إن المقيمين في خرائب أرض إسرائيل ، يقولون : إن إبراهيم كان فردا واحدا ، ومع ذلك ورث الأرض ،  وهكذا نحن كثيرون ، وقد وهبت لنا الأرض ميراثا .. لذلك قل لهم أتأكلون اللحم بالدم ، وتتعلّق عيونكم بأصنامكم ، وتسفكون الدّم ، ثم ترثون الأرض ؟ اعتمدتم على سيوفكم ، وارتكبتم الموبقات وزنى كل منكم مع امرأة صاحبه ، فهل ترثون الأرض ؟  قل لهم : هذا ما يُعلنه الرب : إن الذين يُقيمون في الخرائب ، يُقتلون بالسيف . والذين يسكنون في العراء ، أبذلهم قوتا للوحوش . والمتمنّعون في الحصون والمغاور يموتون بالوباء ]  [ التفسير التطبيقي ص 1644 ، 1645 ]

وهذه هي معالم  حرب المهدي عليه السلام  معهم في زمن حرب النهاية …. وفي القرآن قول الحق :

{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } الإسراء7 وهو ما في المصطلح القرآني .. وعد الآخرة .. وقد فسرناه في سفر حزقيال عليه السلام .. [ أنظر : حزقيال : 37 : 21 ـ 28 ]

. وجملة وعود الأنبياء تؤكد الحتمية الإلهية القرآنية وتسقط في نفس الوقت دعوى الهرمجدون الزائفة .. و بمشيئة الرحمن سيبيدهم خليفة الله المهدي ويقيم دولة العدل الإلهية .. وبعد إعلان القدس عاصمة لآل محمد الطاهرين وللمسلمين ستتحول القدس لمدينة الله الروحية وعشا للقديسين والموعودين والمختارين وبعد أكثر من عشرين عاما يخرج الدجال .. ممسوح العين ليطفئ الله عينه الأخرى بسكين المسيح بن مريم  المحمدي في عدل إلهي مطلق .. والسؤال الذي نردده أين المعركة المصيرية التي بين الخير والشر ؟؟ وأين المسياء والضجة الماشيحانية وإعلامها الزائف .. والعدل أوشك أن يرفرف ربوعه على أجنحة الأرض المقدسة . وأن الهزائم المتلاحقة للكفر الإسرائيلي .. بدأت بشائرها تعلن للأمم الحقيقة الساطعة .. أن المهدي وجنوده الشاميين الذين سيخرجون على أجنحة الملائكة في ثورة المهدي عليه السلام الموعودة في مكة المشرفة .. هم الذين يرفعون رايات المهدي وثارات الحسين في جنوب لبنان وبوابة فاطمة المقدسة .. وأن الحلم الموعود الذي رفعه  ياسر عرفات ورفقاءه  بأنهم يرون طفلا يرفع العلم .. فهذا حقا حدوثه.. ولكن أي جيل سيدخل القدس  إلا أبناء المهدي عليه السلام وأحفاد الحسين سيد شباب أهل الجنة عليه السلام والصلوات .. الطفل المقدسي هو حامل رايات المهدي والمتحقق في وعد الله بالظهور المقدس.. هو المهدي المقدس .. المحطم لأغلال التسوية وكل مناهج التطبيع …واللاعن لكل حاملي عبارات الزيف ومروجي قانون [ الخيانة وجهة نظر !! ] كل هؤلاء وهؤلاء.. سيلعنهم التاريخ .. وهذا الطفل المقدسي المعجزة والحلم الآخر.. الموعود هو الذي يخرج بسيف الله السماوي يدوس رؤوس اليهود يوم معصرة غضب الرب  .. وهو اليوم المخوف كما في الكتاب و كلمات الأنبياء عليهم السلام .. وسيسقط غصن الزيتون الذي أخفى وراءه نظرية المؤامرة .. والنبي الأعظم هو الذي يعلن صلوات الله عليه وآله وسلم : [ ما ترك قوما الجهاد إلا ذلوا.. ] .

ثانيا : حزقيال : 38: 1- 12:

وأوحى إليّ الرب بكلمته قائلا : يا ابن آدم ، التفت بوجهك نحو جوج أرض مأجوج ، رئيس روش ماشك ـ روسيا ـ و ماشك : تعني : ـ  موسكو ـ  وتوبال ، وتنبأ عليه ،  وقل هذا ما يعلنه الرب  : ها أنا أقلب عليك يا جوج  رئيس روش ماشك وتوبال ، وأقهرك وأضع شكائم في فكيك ، وأطردك أنت وكل جيشك خيلا وفرسانا وجميعهم مرتدون أفخر ثياب ، جمهورا غفيرا كلهم أتراس ومجان من كل قابض سيف . . ] [ نفس المصدر ص 1653 ] وفي  [حزقيال : 38: 17- 23  نبؤات النهاية بإسرائيل : [ تحدث هزة عظيمة في اسرائيل

[ لذلك تنبّأ يا ابن آدم وقل لجوج ، هذا ما يُعلنه الرب : في ذلك اليوم عندما يسكن شعبي إسرائيل آمنا … وتُقبل أنت من مقرّك في أقاصي الشمال  ، مع جيوش غفيرة ، تغشى الأرض ، كلّهم راكبو خيل ، … وتزحف على شعبي إسرائيل ، كسحابة تغطي الأرض ، في الأيام الأخيرة ، أني آتي بك إلى أرضي ، لكي تعرفني الشعوب ، عندما تتجلّى قداستي ، حين أُدمّرك يا جوج أمام عيونهم . هذا ما يقوله السيد الرب : ألست أنت الذي ، تحدّثت عنه في الأيام الغابرة ، على ألسنة عبيدي أنبياء إسرائيل ، الذين تنبئوا في تلك الأيام لسنين كثيرة ؟! … ، وأُسلّط عليه السيف في كل جبالي ، فيكون سيف كلّ رجل ضدّ أخيه . وأُدينه بالوباء وبالدم ، وأُمطر عليه وجيوشه ، وعلى جموع حلفائه الغفيرة ، مطرا جارفا ، وبردا عظيما ، ونارا وكبريتا ، … فيدركون أني أنا الرب … فيخرج سكان مُدن إسرائيل [ بعد أن يكونوا قد اعتصموا منهم في جبال القدس  ، ويحرقون الأسلحة والمجانّ ، والأترسة والقسيّ والسهام ، والحراب والرماح ، ويوقدون بها النار سبع سنين ، وينهبون ناهبيهم ، ويسلبونا سالبيهم . ] .

ـ  مفاد هذه النبوءة والنبوءة السابقة ، كما يُفسّره رواد الفكر المسيحي الصهيوني  الجدد حديثا من اليهود والنصارى ، أن روسيا ـ جوج ومأجوج ـ  وحلفائها ، ستقوم بغزو أرض إسرائيل ، عندئذٍ سيقف الرب بجانب إسرائيل وحلفائها فيكون النصر حليفهم . والخلط الذي أوجده محرفوا التوراة ، بتكرار ذكر يأجوج ومأجوج في نصين مختلفين ، دفع مفسّري التوراة في الغرب للاعتقاد بأن الروس هم يأجوج ومأجوج ، والحقيقة التي نعلمها نحن كمسلمين أن خروج يأجوج ومأجوج ، سيقع بعد حرب التحرير المقبلة للقدس وزوال دولة إسرائيل  على يد خليفة الله المهدي عليه السلام ، أي بعد ذبح اليهود النهائي ، وبعد خروج الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وأما غزو الروس المروج له فقد شرحناه مفصلا في كتاب المهدي عليه السلام .

وهذه التفسيرات العقيمة جعل إسرائيل عدوة لكل الأمم . فهذا حقد حاخامات السبي ومصدورا ثقافة البغضاء وفكر العداوة قد جعل بني إسرائيل أعداء للشعوب  يروجون ثقافة الشيطان البغضاء .. ولهذا لن يجد الآلاف من حاخامات اليهود كما في مصادرنا سوى تطهير ذاتهم واللحاق بالمهدي عليه السلام ويسكنون دار السلام بسلام ، وقد ذكرنا أيضا أن مفهوم الترك في المصطلح الحديثي هو تركيا الحالية والتي ستشارك في حروب قرقيسيا هي والروس وجميع دول الناهبين والقادمين للنهب على جبال الذهب !! ،وبهذا سيصطدمون أولا بالسفياني الأموي عميل الغربيين.. وهو الذي يريد أن يبحث هو الآخر عن دور مع الناهبين .. ثم يحسم المهدي الموعود عليه السلام كل المعركة .. ويبيد بغوث الله وإمداده كل القوى الداخلة في العراق .. وكل من يعمل على تكريس وجودها … وبهذه الأساطيرية الخداعية الزائفة يحاول كل المستكتبين وباعة كتب الهرمجدون  على أبواب الكنائس الماشيحانية ، أن يخدعوا الأمم النصرانية ودمغهم بختم المسيا الموهوم القادم .. والمعلوم في نصوص التوراة والإنجيل التى لم تصلها بحمد الله أيادي التحريف جميعا تتقابل بكليتها مع القرآن والحديث النبوي : بأن يأجوج ومأجوج هم من أواخر علامات الساعة والمصادر جميعا تتفق أن السيد المسيح  بن مريم عليه السلام هو الذي يقارعهم وبدعوته المقدسة المدخرة يبيدهم القوي الجبار .  وكتب العهد الجديد تفضح الماشياح المزيف وتسمية بإسمه  [ الدجال ] ورقمه العددي [ 66] !!

ان كل المؤشرات والدلائل الشرعية الصحية تتقابل مع القرآن الكريم  في إسقاط دعاوى حاخامات الزيف وتجار الأناجيل الممولة لباعة الدين من زبائن وحاشية : 2 بوش !! من أجل النهب وترويج نظريات الهوس الماشيحاني وحمل الأمة الأوروبية  للتوجه للعراق بعد أن روجت أجهزتها المرئية مشاهد شوارع العراق وهي تعلق عليها أسماء مدن أميركية  وتصويرها أنها قد سلمت الراية وأمست ولاية أمريكية !!.. فوجد ت الشعوب الغربية المظلومة والضحية للزائفين … أنها تستقبل أبنائها بالمئات في النعوش كثمن باهض للاتجاه الهرمجدوني وشركات الناهبين لبترول وثروة العراق !! وأصبح الغربيون يدركون الآن أن معادلة جديدة قد بدأت .. وأن معركة جديدة  قد بدأت بشكلها الواضح الجلي .. وأن الدعاية الصهيو أمريكية بأن الشيعة يذبحون السنة !! هي مجرد جوقة زائفة يروجها الناهبين الهرمجدونيين وعملائهم في المنطقة .. وأن الحرب قد باتت مفتوحة على مصراعيها مع جيش المهدي عليه السلام علي بوابات مدينة الصدر العراقية والهدف هو اباده حملة  الفكر المحمدي واستئصال أنصار المهدي عليه السلام . والمعارك الدائرة اليوم في العراق هي ليست طائفية بأي شكل من الأشكال وإنما هي بين اتجاهين محددين وهما : الإتجاه الإلهي المقاوم والإتجاه الماشيحاني الهرمجدوني المعادي و الذي يمثله رعاع عساكر 2 بوش وعملائهم في العراق والمنطقة .. والساكت على الحق وهو مقارعة الباطل البوشوي الماشيحاني المسلح بكافة أسلحة الدمار فهو شيطان أخرس .. وأي خيار تجزيئي طائفي في العراق لا يخدم إلا الهجمة الصهيوبوشوية وعملائها الناهبين اليوم في العراق . ولهذا نرى القوى البربرية الماشيحانية في العراق تروج تخبطها في قصة يأجوج بأنهما العراقيين تارة .. والعرب تارة أخرى والروس وخلافهم .. وهذه التفسيرات المقلوبة لكلمات الرب العلي والأنبياء عليهم السلام فهي ترسم لها أيديولوجية حاقدة ، تحشد لها القوي الناهبة بلباس المشحاء الكذبة .. وتحويل المسيح عليه السلام كأنه يقود معركة الدم في العراق .. وإذا كانت نصوص الأناجيل تصف السيد المسيح بيدا لشخصية السلمية غير العدوانية.. وأن المسيح يقول : إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر !! وإذا افترضنا صحة الرواية .. فالسؤال هل شخصية المسيح الوديع هو الذي يقود حمامات الدم ويقود الجيوش المجرمة للعراق وبلاد المسلمين لقتال البابليين في العراق .؟ أم هو الماشياح الدموي المقيد في المتوسط كما يذكره الفلكي الغربي : نوسترأداموس ؟ والذي ينوب عنة البوشوي الناهب في العراق والعالم .. ان طرح القضية الماشيحانية في العراق ماهي إلا زيف خادع يخفي وراءه مؤامرة يهودية بوشوية .  ولهذا  نؤكد في مبحثنا حول دور المخابرات الصهيونية في العراق لنكتشف حجم الدجل و.. حجم الموامرة.. ناهيك عن أن يد الرسام الماشيحاني تصور السيد المسيح عليه السلام بأن عيونه زرقاء وأشقر اللون وكأنه ولد الساعة في بيت جورج بوش المهووس بالماشياح .. ونسي هذا الأرعن واللص الماكر في البيت الأبيض ونسي مستخدمه رئيس الوزراء البريطاني ..[ بلير ] نصوص الأناجيل وحتى التلمود الذي يقطر حقدا على المسيح المقدس !!  تذكر بوضوح أن السيد المسيح { ناصري } ويصفونه كذلك ب { الجليلي  }..

إننا نري بوجهتنا المهدوية المقدسة أن السيد المسيح عليه السلام هوشاب ثوري من جبال الناصرة وهو الفلسطيني المتمرد والعظيم المرابط في الأرض المقدسة منذ باكورة التاريخ .. فهو عليه السلام  وكما في الحديث النبوي وكما شاهدته في الرؤية : [عظيم البنية مجدول الشعر أقرب للحمرة صلبا ثوريا مقدسا عظيم الهيبة يحمل قرآن الله الخاتم في يده ] .. نفهم المسيح الشامي المقدس بأنة نازل محتوم لإسقاط شرعية الماشياح المزيف .. وأما هؤلاء الساكنون في ظلام حجرات البيت الأسود لا يرون المستقبل إلا من خلال عيون شارون التي يتغزل بها بوش الثاني ولا يرى فيها سوى حلمه بالماشياح ، فيراه  شارون بتمامه.. !! وشارون ينظر إليه في الصورة وأمام الإعلام .. بإحتقارلأنه..  يعلم أنه جاهل بشارون .. فالشعب الإسرائيلي يصفون شارون في الدعاية الانتخابية لليكود.. بأنه شيطان ؟؟ فرد عليهم إنكم انتخبتم شارون وتعرفون من هو شارون !!.. إننا ندعو الله في صلواتنا له بالشفاء العاجل من مرض الماشيحانية حتى يحاكمه المهدي عليه السلام في مملكة الرب العادل في حكومته العادلة في القدس .

وهؤلاء الجهلة الذين يكيفون النصوص في العهد القديم والجديد يقفون مع خط التجهيل والمسخ العلمي ويزيفون أقوال الأنبياء المطهرين الذي قتلهم أجدادهم عليهم لعنه الرب .. منذ باكورة التاريخ .. السيد المسيح الثوري المقدس والطاهر وأمه المقدسة عليهما صلوات الله وسلامه.. والتي يشكك في روحها حاخامات الزيف البابليين .. السيد المسيح بن مريم هو والوشيك نزوله لسحق الباطل التوراتي المزيف وهو عليه السلام الذي جاء لتطهير التوراة (156)

وهم  المحرفون الذين سلموا القديس عيسى المسيح عليه صلوات العلي القدوس  الى حالكم بيلاطس .. (157)

وبرأه الرومان واستلموه للذبح في مذبح الكنس الفريسية المزيفة .. المسيح عليه السلام رفض الزيف وقال : لا تدخلوا القدس اليهود والكلاب !! فأين الهرمجدون البوشوية .. وأعجبتني مقولة لأحد رجال النصارى البارزين في لبنان على شاشة تلفاز المنار الإسلامية .. في قوله : [ إنهم يعرضون علينا مسيحا أمريكيا عيونه زرقاء ..والمسيح ـ ع ـ هو فلسطيني ]  ..

مراجع الحلقة الخامسة

(148) نفس المصدر : 2/  2 ــ 5  ص 1576″ بمشيئة الله سنفصل الموضوع في كتابنا :  الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ” وأيضا: مقال كتبة : ابراهيم العنسي  بعنوان : العراق والأطماع الصهيونية

(149) كتاب نهاية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية : النبؤات التوراتية بين الماضي والمستقبل

(150) منذر حسن أبودان munthernet@hotmail.com الحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21 [ بتصرف ]

(151) د. أكرم المشهداني : موقع البينة

[152] الدكتور السقا: عودة المسيح المنتظر: نفس المصدر ص 121 ، 122 = يراجع المصدر ص 156

(153) موقع http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?t=1158  : = أنظر : أحمد حجازي السقا    : عودة المسيح المنتظر ص 191

[154]  الدكتور أحمد حجازي السقا: المصدر ص 122 = نفس المصدر ص 192

[155]  جورجي كنعان :المسيح القادم: مسيح يهودي سفاح (مصدر  سابق ).

(156)  إنجيل يوحنا : 19 : 19 ــ 22 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس  صفحة 2237 = قاموس الكتاب المقدس ص207

(157) : بيلاطس : إنجيل متى :27 : 2 ، 13 ،42 = لوقا : 3:1 ، 13 :1 ،:23 :3

(158) [ دانيال : 8: 19

تمت الحلقة الخامسة بمشيئة الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


الحلقة الرابعة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي

– الحلقة الرابعـة


***********************


ثالثا  : وعن سماتــهم :

يقول تعالى : {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الحشر:14

وهذا اعتراف التوراة عليهم .. [ ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه .. يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف  ]  ..

[ نظر وجوههم يشهد عليهم  ] .

” ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرا .. يا شعبي مرشدوك مضلون ” . (113)

قيادة ضالة مزيفة  .. تكشف عمق الزيف شاهدا على وجه النهاية ..

قال أشعياء النبي عليه السلام  :  [ إن القادة سيكونون أول من يقع عليهم عقاب الله .. إن العدالة جزء من طبيعة الله فهي الطريقة التي يسير بها الكون لكن كلمة العدل وكلمة سفك الدم . متقاربتان في نطق العبرية .. قال يسوع  – السيد المسيح  [  من ثمارهم تعرفونهم  ] . (114)

هذه هي نهاية المعادلة المحتومة .. وفي زمن النهاية تسقط أوسلو ومدريد في قاع المعادلة .. والحكم الذاتي ليس هو الحاضنة .. لكن منطق وفاء إدريس هي الحاضنة .. لجيل متوهج آخر يتقدم .. يسوء وجوههم ..

[ فإنهم بيت تمرد  وأما  رجسة الخراب  بعبارة ـ دانيال عليه السلام  ـ فهي التي تحمل الصورة البشعة لواقع بخس آيل للسقوط .. وهذه هي نهايتك يا إسرائيل .

[ إنك لو اغتلست بالنطرون وأكثرت من الأشنان * لا تزالين ملطخة بإثمك يقول السيد الرب : كيف تقولين لم أتنجس ] (115)

[هذه نهايتك يا نبت الخطيئة ” خطئت أورشليم خطيئة لذلك صارت بخسة ] (116)

[ دنست الأرض بزناها – بل تحت كل شجرة خضراء زنت “- وليس مع فاجر واحد بل- ” زنت مع أخلاء كثيرين ” -لا بل- ” زنت مع الحجر والخشب ] (117)

وقضى الله أن لا تطهر من نجاستها أبدا .. ] إن في نجاستك فجورا لأني أردت أن أطهرك فلم تطهري ولن تطهري بعد اليوم من نجاستك إلى أن أريح فيك غضبي ] (118)

وهذه هي نهاية الانتفاضة والحجارة وأجساد نارية قادمة .. هذه هي نهاية شارون ونتنياهو مشحاء إسرائيل الزانية .. والشاهد سفر أرميا أن الرب تعالى قال له :

[ إني بسبب زني المرتدة إسرائيل قد طلقتها فأعطيتها كتاب طلاق ] ..  (119)

نخاطبك يا إسرائيل .. كما سماك حزقيال : [يا أم الزواني  أو كما خاطبك أشعياء : فأنت الزانية .. يا بني السامرة نسل الفاسق والزانية بمن تسخرون وعلى من تفتحون أفواهكم وتدلعون ألسنتكم ألستم أولاد المعصية ونسل الكذب ]  (120)

والآن أيتها القدس المزيفة .. يا أورشليم أصبحت الآن قاعا للمفسدة !! ولن يطول الانتظار عليك .. فهاهم صوتهم قادمون إليك من الشرق راياتهم سوادهم ليسوا أبدا كسواد وجهك!! ..

[ وأنت أيها النجس الشرير رئيس إسرائيل الذي جاء يومه في زمان إثم النهاية .. انزع العمامة ارفع التاج ..] وعليك أن ترقب كل النهاية الآثمة . (121)

.. [رجالك يسقطون بالسيف .. فتئن أبوابها وهي فارغة تجلس على الأرض ] . (122)

وأما النبي أشعياء u فيؤكد حقيقة المنتظرون القادمون في وعد الآخرة ..

“وأما منتظروا الرب فيجددون قوة . يرفعون أجنحة كالنور، يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون . ”   (123)

والفلسطينيون وقود ثورته القادمة، والمهدي u يحمل الصرخة القامة..

[ قد أنهضته من الشمال فأتى من مشرق الشمس يدعو باسمي . يأتي على الولاة كما على الملاط وكخزاف يدوس الطين. من اخبر من البدء حتى نعرف ومن قبل حتى نقول هو صادق. أنا أولا قلت لصهيون هاهم ولأورشليم جعلت مبشرا ] (124)  * [الأشنان : المادة المطيبة وهو شيئ من عود الطيب أبيض : لسان العرب ج9/336 =ج13/18 ]

إذا المهدي هو عنوان القدس .. لأنه إذا كان خروج ثورته في مكة تقدم إليه أبدال الشام وقودا وقيادة لثورته .. يأتون معه إلى القدس  (125)

وتكون المعارك كما تصف جميع الروايات هي أعنف معارك التاريخ حتى أن الحديد ليأكل بعضه بعضا من شدة الحرب وكما تذكر الرواية ” … ويسلط الحديد بعضه على بعض حتى تركض الخيل في الدم إلى ثنتها ثلاثة أيام متوالية ].. (126).

وفي هذه الحرب الدموية الطاحنة سيباد ثلثي إسرائيل وجيوشها، والجزء الثالث : يكونون بين العجزة والمصابين والجرحى والمستسلمين لقوات المهدي . وتكون الصدمة العنيفة حينما يحاورهم المهدي u ويدخل منهم ثلاثون ألفا في الإسلام .. ] أي يكون حجم الخسائر العسكرية والبشرية بما

يعادل 86 % من الرجال القادرين على حمل السلاح ولا تبقى إلا أقلية تجثوا تحت أقدام المسلمين طالبة الرحمة والعفو لأن المسلمين هم أهل عفو عند القدرة

فسوف يسمحون لهؤلاء القلة الباقية منهم بالرحيل والتشتت بين الأمم مرة أخرى ] (127)

وهذه نهاية الإفساد اليهودي في الأرض !!

يقول السفر في هذه النهاية المأساوية لليهود : [ ويكون في كل الأرض يقول الرب أن ثلثين منها يقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها ] ..

لكن المصادر الإسلامية تقول :

بأن هؤلاء سيسلمون بالقوة ولا تقبل لهم عند الله توبة وهذا ذروة الخزي والعار لعباد العجل وعشاق السامري !! أي أنه في المعارك الأولى

يقتل من اليهود ما يعادل اثنين مليون يهودي ، وسيتم إبادة جميع قوات الغرب في ملحمة القدس

35 ــ  أنبياء إسرائيل u يبشرون  بدمارهم  !!

يقول ارميا النبي u :

وهو من أعظم أنبياء إسرائيل :

[اسمعوا ، ها أخبار عن جيش مقبل من الشمال ليحول مدن يهوذا إلى خرائب ومأوى لبنات آوى (128)

ويقول عليه السلام :

[ أنظروا هاشعب زاحف من الشمال وأمة عظيمة تهب من أقاصي الأرض ، تسلحت بالقوس والرمح  وهي قاسية لا ترحم جابتها كهدير لبحر، وهي مقبلة على صهوات الخيل قد اصطفت كإنسان واحد، لمحاربتك يا أورشليم ، سمعنا أخبارهم المرعبة فدب الوهن في أيدينا وتولانا كرب وألم ، كألم امرأة تعاني المخاض، لا تخرجوا الى الحقل ولا تمشوا في الطريق، فللعدو سيف والهول محدق من كل جهة ، فيا أورشليم ارتدي المسوح وتمرغي في الرماد ونوحي كما ينوح على وحيدة

وانتحبي نحيبا مرا، لأن المدمّر ينقض علينا فجأة ] .  (129)

ويقول عليه السلام :

[ عندئذ أنبذ ذرية إسرائيل من أجل كل ما ارتكبوه ] . (130)

وهو قدرهم بسبب إفسادهم وقتلهم الأنبياء بغير الحق ” ولصراحة النصوص زيفها حكامهم الوثنيين فجعل الله الهيكل مقبرتهم الأخيرة ليبنى في آخر الزمان بأيد أمينة مقدسة  ..

وفيه يقول السيد ارميا النبي عليه السلام : [ كيف أصبحت المدينة الآهلة بالسكان مهجورة وحيدة !!

هذه التي كانت عظيمة بين الأمم صارت كأرملة ، صارت السيدة بين الأمم تحت الجزية .. تبكي في الليل بمرارة ، وتنهمر دموعها على خديها ، لامعزّي بين محبيها ، غدر بها جميع خلانها وأصبحوا أعداء لها ، سبيت يهوذا الى المنفى .. قامت بين الأمم شقية ] (131)

لقد .. [ ارتكبت أورشليم خطيئة نكراء فأصبحت رجسة . جميع مكرّميها يحتقرونها لأنهم شهدوا عريها ، أما هي فتنهدت وتراجعت القهقرى ..

قد علق رجسها بذيولها ، لم تذكر آخرتها لهذا كان سقوطها رهيبا،  ولا مغزى لها] (132)

وباقي النص فيه تحريف مكشوف !!  ويستطرد القول : [  تهدمت جميع أبوابها.. بدد الرب جميع جبابرتي في وسطي وألّب علي حشدا من أعدائي ليسحقوا شباني  داس الرب العذراء بنت صهيون – كما يداس العنب في المعصرة ، الرب عادل حقا ، وقد تمردت على أمره ، فأستمعوا يا جميع الشعوب واشهدوا وجعي ] (133)

والذاكرة في عمق ارميا تترجم اليوم على أبواب القدس وهي تنتظر الدمار كما خطاب الأنبياء ودعواتهم.. عليهم السلام .. وخليفة الله القادر يوشك زحفه يتقدم لتحقيق وعده للرب والأنبياء..

وفي الإصحاح الثاني من مراثي ارميا يقول في الوعد المتحقق :

[ قد هدم الرب بلا رحمة  ، جميع مساكن يعقوب.. وألحق العار بالمملكة وحكامها ، إذ سواها بالأرض .. وتر قوسه كعدو، نصب يمينه كمبغض ، ذبح بقسوة كل عزيز..

وهدم جميع قصورها ودمر حصونها ] ، [ نفذ الرب قضاؤه وحقق وعيده الذي حكم به منذ الحقب السالفة، هدم ولم يرأف فأشمت بك الخصوم، وعظم قوة عدوك ] (134)

وخطاب الأنبياء عليم السلام رغم تحريفه في أغلب كتاب العهد القديم و الذي هو أقرب للموسوعة التاريخية منه ككتاب مقدس !! احتفظ  بأقوال خطاب الأنبياء في كثير من المقاطع صحيحة بعيدة عن التحريف ..

ومنه مدلول على تصورهم لفساد بابل في العراق ومدى تنظرهم لها بعد السيطرة عليها. فاليهود مفسدون ويسعون لنهب مقدرات الشعوب والأمم و كذلك ذهب العراق .

وفي السفر:  { وحملني الملاك بالروح,  فرأيت امرأة راكبة على وحش قرمزي له سبعة رؤوس وعشرة قرون وقد كتب على جسمه كله أسماء تجديف, وكانت المرأة تلبس ملابس من أرجوان وقرمز وتتحلى بالذهب والحجارة الكريمة واللؤلؤ وقد أمسكت كأس ذهب مملوءة بزناها المكروه النجس, وعلى جبينها مكتوب سر بابل العظمى. أم زانيات الأرض وأصنامها المكروهة }.. (رؤ: 17: 3-6).. [135]

وفي النص توكيد على ما تحمله آمال اليهود الماشيحانيين في غزو الفرات من نهب لمقدراتها من الذهب وغيره وكدليل على وجود بابل القديمة والجديدة

كما يتصورون , وهذا التدليل ورغم تحريف النصوص يلتقي مع النص الحديثي النبوي في  :

وجود جبل الذهب في مصب الفرات. وهو قوله r :

{ يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ….. الحديث }.. [136]

وبهذا يبدو أن أساطير الماشيحانيين بقيادة الإفساد اليهودي الخزري لم يكن همهم التبشير البوشوي بالعصر الجديد وأفكاره ونظرياته المسيحية الصهيونية والمرتكزة على الهرمجدون. بل الهدف الأساسي هو ارتكازهم على النصوص وتأويلها بما يتواءم مع أطماعهم لنهب ذهب الفرات وثروات المسلمين في حرب

محتومة ونراها اليوم كائنة في الفرات والمحددة كما ذكرنا في [ قرقيسياء ] ..

36 ــ العقيدة الهرمجدونية الناهبة  ؟

إذا هاهو اليوم يترجم جورج بوش الثاني بنظريته القائمة على تقسيم العالم إلى عالم حر بقيادة الولايات المتحدة ويسميه : عالم الخير والديمقراطية !! والعالم الآخر هو عالم الشر : [ قوى الشر.. ] وعلى رأسها إيران الإسلامية والعراق وسوريا وحزب الله والقوى الإسلامية المجاهدة . وبناء على هذه القسمة الفاسدة .. فهو قد جاء لهذه الغزوة في العراق لتحقيق أهدافه في النهب المالي واستعباد الشعوب وترجمة مخططاته الكامنة إلى واقع استعماري قائم على الدم وحروب الإبادة . ويقول المحللون للسياسة الأمريكية ..

إن أمريكا تعد أكبر بلد صناعي في العالم وهي بالتالي أكبر مستورد للنفط ، إلا أن إنتاجها النفطي لا يوفي بحاجتها أبداً ، وافتقارها الشديد للنفط يضطرها لخوض الحروب والتضحية بالكثير من مكتسباتها من أجل تأمين النفط الخام ، وقد أصبح تأمين النفط هاجساً حقيقياً يؤرق الإدارات الأمريكية المتتابعة منذ أكثر من خمسة عقود بشقيها الجمهوري والديمقراطي ، وقد مرت محاولات تأمين النفط لأمريكا من قبل الإدارات المتتابعة بمراحل في العمل والتخطيط ، واستقرت في نهاية الأمر على ضرورة ضمان السيطرة على منابع النفط بشكل كامل بطريق مباشر أو غير مباشر ، ووضعت خطط لأجل ذلك كان من أشهرها ما وضعه كيسنجر قبل أكثر من ثلاثة عقود والتي حظيت بتطبيق الإدارات لها مع تعديلات تناسب التغير الحاصل في العالم .  ومما زاد من أهمية منابع النفط لأمريكا أنها دولة تبسط نفوذها على العالم عن طريق الاقتصاد أكثر من بسط  نفوذها عن طريق التحرك العسكري ، فهي منظومة اقتصادية أكثر منها عسكرية ، علماً أن سيطرتها العسكرية وتقدمها الصناعي العسكري لا يمكن أن يحصل إلا بقوة اقتصادية هائلة تدعمه ، وبقدر ضعف اقتصادها  يضعف نفوذها في العالم ، لذا فإنها أبدت استماتة كبيرة جداً في محاولة تأمين عصب الاقتصاد ، وعملت أمريكا على منافسة دول العالم الصناعية كلها للسيطرة على منابع النفط وأخذ المستعمرات السابقة من بين أيدي الأوروبيين .
ومما أزعج الأمريكيين كثيراً أن كمية الإنتاج النفطي في العالم وسعر البرميل خرج من سيطرتها وأمرها وأصبح تحت تصرف منظمة ( أوبك ) التي تضم الدول المصدرة للنفط ، وأصبح مؤشر سعر البرميل وكمية النفط خاضع لسياسة المنظمة المتمردة نوعاً ما على أمريكا لا سيما بقيادة ( شافيز ) الرئيس الفنزولي الحالي الذي حاولت أمريكا إقصاءه عن الحكم ولكن دون جدوى .
وكل يوم يمر على الأمريكان يشعرون بأنهم بحاجة ماسة لفعل أي شيء لضمان تحرير اقتصادهم من سياسات الدول الأخرى والسيطرة على منابع النفط بشكل كامل ، وهم و إن كانوا الآن يملكون التصرف في المنابع النفطية في الخليج خاصة سوى العراق ، إلا أنهم لا يضمنون استمرار هذه السيطرة وعدم تمرد شعوب الخليج أو الحكومات عليهم ، فرأوا أنهم بحاجة ماسة للتعجيل بعمل عسكري يضمن لهم هذه السيطرة .. وبعد استلام الرئيس ـ 2 ـ  بوش الابن .. لمقاليد الحكم بدأ الاقتصاد الأمريكي يدخل مرحلة الركود والتذبذب بعد أن حقق أعلى المستويات في آخر رئاسة كلينتون ، وجاءت القاصمة بالضربات المباركة ودُمر برجا التجارة ودمر الاقتصاد الأمريكي معهما ـ يقصد المصدر : الإشارة لمنظمة القاعدة المجاهدة وضربات مجاهديها للعمق البوشوي الماشيحاني والتي مرغت أنف الأرعن بوش في التراب ــ  وتحول الركود الاقتصادي إلى تدهور وانحدار وعبّر عن هذه المرحلة ( مارشال لو ) المحلل الاقتصادي بقوله [ إن رموز الاستثمار الأمريكي بدأت تهتز على وقع هبوط الدولار أمام العملات العالمية ، ويقول بأنه وصل إلى أدنى مستوى مقابل الفرنك واليورو والين ، ويقول بأن هذا الأمر يحمل مخاطر حقيقية على الأمريكان في الاضطرابات التي أصلاً كانت تحتاج إلى قدوم الأموال إليها لسد العجز الدائم في الميزانية الأمريكية ، ويختم كلامه بقوله :  إننا لم نشهد مثل هذه الحالة في الماضي إطلاقاً ففي كل يوم تظهر أزمة في العالم جديدة تزيد من معاناة الدولار ” .
وقال صمويل جيردانو المدير التنفيذي لمعهد الإفلاس الأمريكي قال ” كان عام 2001م عام رواج لحالات الإفلاس ، أدت المستويات الفلكية لديون المستهلكين مقترنة بالانكماش الاقتصادي إلى مواجهة مزيد من الأسر لضغوط اقتصادية أكثر من أي وقت مضى ” .
هكذا عبر الأمريكيون عن حالة الاقتصاد بعد الضربات المباركة ، وتحول الفائض الذي حققته إدارة كلينتون والبالغ قرابة سبعة ترليونات دولار إلى عجز في نهاية عام 2002م بلغ ما يقرب من 156مليار دولار .
شعرت أمريكا بعد ضربات سبتمبر وبعد تورطها في حرب أفغانستان وحرب ما أسمته بالإرهاب في كل العالم ، شعرت أن العبء الاقتصادي عليها ضخم جداً وأن اقتصادها بدأ يحتضر ، ولابد لها من عمل تنقذ به اقتصادها ، وقد أوضح هذا المستشار الاقتصادي للرئيس بوش عندما قال :  بأن الاقتصاد الأمريكي مقبل على الانهيار وأن انتعاشه مرهون بانخفاض أسعار النفط تحت عشرة دولارات للبرميل .
وقد قالت صحيفة الليبراسيون الفرنسية إن جورج بوش يسيل لعابه على سبعة ملايين برميل نفط عراقي يمكن إنتاجه يومياً لتقليل الاعتماد على النفط السعودي .. وقالت : إن بوش يدرك جيداً أن احتياطي العراق من البترول يصل إلى 115مليار برميل ، مما يضع العراق في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي البترولي العالمي بعد السعودية ” .
ونشرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 27/7/1423هـ مقالاً بعنوان ( النفط عامل رئيس في الحرب على العراق ) قالت فيه ” لم يكن موضوع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج يحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على السياسة الأمريكية حتى 11 أيلول ( سبتمبر ) 2001 ، غير أنه منذ ذلك الحين ، أصبح هناك تصميم واضح للإدارة الأمريكية على خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد من منطقة الشرق الأوسط وزيادة الواردات النفطية من روسيا وأمريكا اللاتينية ودول غرب أفريقيا وحوض بحر قزوين ، وإذا نجح الرئيس الأمريكي جورج بوش بتحقيق التغيير المستهدف للنظام العراقي ، سيُفتح المجال أمام شركات يضعف نفوذها في العالم ، لذا فإنها أبدت استماتة كبيرة جداً في محاولة تأمين عصب الاقتصاد ، وعملت أمريكا على منافسة دول العالم الصناعية كلها للسيطرة على منابع النفط وأخذ المستعمرات السابقة من بين أيدي الأوروبيين . ومما أزعج الأمريكيين كثيراً أن كمية الإنتاج النفطي في العالم وسعر البرميل خرج من سيطرتها وأمرها وأصبح تحت تصرف منظمة ( أوبك ) التي تضم الدول المصدرة للنفط ، وأصبح مؤشر سعر البرميل وكمية النفط خاضع لسياسة المنظمة المتمردة نوعاً ما على أمريكا لا سيما بقيادة [ شافيز ] الرئيس الفنزولي الحالي الذي حاولت أمريكا إقصاءه عن الحكم ولكن دون جدوى .
وكل يوم يمر على الأمريكان يشعرون بأنهم بحاجة ماسة لفعل أي شيء لضمان تحرير اقتصادهم من سياسات الدول الأخرى والسيطرة على منابع النفط بشكل كامل ، وهم و إن كانوا الآن يملكون التصرف في المنابع النفطية في الخليج خاصة سوى العراق ، إلا أنهم لا يضمنون استمرار هذه السيطرة وعدم تمرد شعوب الخليج أو الحكومات عليهم ، فرأوا أنهم بحاجة ماسة للتعجيل بعمل عسكري يضمن لهم هذه السيطرة اقتصادها ، وقد أوضح هذا المستشار الاقتصادي للرئيس بوش عندما قال بأن الاقتصاد الأمريكي مقبل على الانهيار وأن انتعاشه مرهون بانخفاض أسعار النفط تحت عشرة دولارات للبرميل .
وقد قالت صحيفة الليبراسيون الفرنسية إن جورج بوش يسيل لعابه على سبعة ملايين برميل نفط عراقي يمكن إنتاجه يومياً لتقليل الاعتماد على النفط السعودي .. وقالت : إن بوش يدرك جيداً أن احتياطي العراق من البترول يصل إلى 115مليار برميل ، مما يضع العراق في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي البترولي العالمي بعد السعودية ] ــ وهاهي حكومة. بوش الهرمجدونية تثير في الأرض الفساد بعملائها في داخل العراق والذين تحركهم أدوات استخباري وشبكات صهيونية واسعة ــ ونشرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 27/7/1423هـ مقالاً بعنوان : [النفط عامل رئيس في الحرب على العراق ] قالت فيه : [ لم يكن موضوع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج يحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على السياسة الأمريكية حتى 11 أيلول ( سبتمبر ) 2001 ، غير أنه منذ ذلك الحين ، أصبح هناك تصميم واضح للإدارة الأمريكية على خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد من منطقة الشرق الأوسط وزيادة الواردات النفطية من روسيا وأمريكا اللاتينية ودول غرب أفريقيا وحوض بحر قزوين ، وإذا نجح الرئيس الأمريكي جورج بوش بتحقيق التغيير المستهدف للنظام العراقي ، سيُفتح المجال أمام شركات النفط الأمريكية للعمل في العراق والاستفادة من احتياطات نفطية ضخمة ، وسيصبح العراق مصدر نفط أكثر أماناً للولايات المتحدة ، وإذا ما تحقق هذا السيناريو فإن العراق سيستطيع زيادة طاقته الإنتاجية لتعود إلى المستويات التي وصلت إليها سابقاً وتجاوزت  3.5مليون برميل يومياً على أن تصل معدلات الإنتاج هذه إلى ما يقرب من ستة ملايين برميل يومياً بعد خمس سنوات ، وستؤدي هذه الزيادة إلى ظهور فائض في الإنتاج في سوق النفط الدولية ، وستضعف من قدرة [ أوبك ] للسيطرة على الأسعار ، وستشعر واشنطن عندها أنها في وضع تستطيع فيه الضغط على دول الخليج للقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة  ]  .

37 ــ الهرمجدوني [ برا يمر] يمزق العراق :

.. وهكذا نرى أن أميركا الشيطانية ووفق أساطيرها المزعومة تغطي الحرب على العراق بروح ماشيحانية بحتة ، تريد خلفها الهيمنة على العالم بشكل بربري متوحش ،  يقود قطعانها الهمجية قائد ماشيحاني  أرعن لا يجيد من السياسة العسكرية سوى الخطب العقيمة ودعايات الإضلال والحرب الصليبية !! ومن أجل شركات بوش ونائبة دكتشني يتم تبرير ‘ وإبادة ملايين المسلمين في العراق والدفع بالعراق لحرب أهلية وطائفية أسس لها المجرم [ برا يمر ] من خلال إحلال برامج مخابراتية في العراق تقوم على : إشعال الحروب الداخلية وإثارة الحرب المزعومة بين الشيعة والسنة !!  ويقف وراءها عملاء من مخابرات بريطانية ودوليه وملكية عربية .. [وفي تقديرنا أنه لو لم يكن لهذا الدافع الاقتصادي دافع عقدي قوي لما جعل أمريكا تتجه للعمل العسكري لحل أزمتها الاقتصادية التي ستفقدها الكثير من الجوانب الأخرى ، ولكن هناك دوافع عقدية حفزت الصليبيين على هذا العمل ضمن إطار الحملة الصليبية التي أعلنوا عنها ، ومهما تكن المخاطر التي تنذر بفشل حملتهم وانقلابها ضدهم حسب توقعات المحللين ، فإن هذا لن يثني الإدارة المتطرفة ، لأنهم يتحركون وفقاً لمعتقد يرون فيه أن الرب خولهم لتنفيذ ما يرضيه كما صرح بوش بذلك  .
هذان هما أهم دافعان نرى أنهما دفعا الإدارة الصليبية المتطرفة لهذه الحرب الظالمة على العراق ، وهناك دوافع إستراتيجية أخرى وتكتيكية سياسية كانت أو عسكرية أو حتى مائية ، اجتمعت كلها لتجعل من غزو العراق أمراً ضرورياً لابد منه ولا يمكن تأجيله بحال . (137)

والمراقب للأوضاع السياسية الحادثة في العراق يجد أن [ برا يمر ] وهو الوجه الصهيوني قد نفذ خططه   البوشوية على أساس نصائح : توني بلير و الوصايا اللندنية : [ فرق تسد ] فجمع برا يمر رعاع العراقيين وتم أولا تنفيذ خططهم الإجرامية المدفوعة يهوديا نحو استئصال وعي الأمة وتراثها .. فكلف الجيش الأمريكي والاستخبارات الأمريكية الصهيونية في العراق بحرق جميع المراكز والمكتبات ودور الوثائق  .. ومكتبة الأوقاف التاريخية دفع لتنفيذ مؤامراته مجموعات المجرمين وأصحاب القضايا الجنائية ؟ وهذه وجهة تترية لحرب صليبية جديدة .. وفي الجانب الأخر تم نهب المتاحف العراقية ونقلها الى الكيان الصهيوني أو عبر المطارات لأوروبا مما استدعي تدخل اليونسكو وشرطة الأنتربول لإعادة المقتنيات الأثرية الإسلامية.. أضف الى ذلك توجهه ضمن سياق عملية منهجية منظمة  استهدفت استئصال العلماء العراقيين وهم بالمئات وشن عملاء برا يمر بالمشاركة مع المخابرات الصهيونية بعملية تصفية لمئات علماء الذرة العراقيين وأساتذة الجامعات و تهجيرهم  بالتهديد والإكراه و بالاغتيال ، وحقا.. تم تفريغ العراق تماما من العلماء والأكاديميين ومن حنا رأسه للزوبعة دفعوه في الحكومة العراقية التي جاءت بالزفة .. على الدبابات الأمريكية لكي تسهم فعليا في مباركة المخطط البوشوي والذي أشرف عليه مهندس تمزيق العراق رجل المخابرات الأمريكية [برا يمر ] .. ومن خلال هذا التصور الذي وضعة هذا اللعين لتفتيت العراق .. قد استطاع من تشكيل حكومة مشبوهة هدفها التغطية على مخططات  التصفية للإسلام والتراث الحضاري العراقي  ، ومن جهة أخرى : أشرف عملاء أميركا من استقطاب العديد من الرموز الرسمية الدينية لتغطية الحرب المذهبية وتسعيرها في العقل العربي في خطوة غير مسبوقة على مستوى ا لمركب التاريخي في العراق !! وفعلا تم اغتيال المراجع المناضلين والرموز الثورية الأصيلة وشارك الصهاينة  وبخبراتهم في التحقيق وقمع الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية من الإشراف الدموي المباشر على السجون العراقية وأخطرها سجن [ أبو غريب  ] فيما زج بعشرات الآلاف ونفذت المجازر الجماعية والانتهاكات اللا إنسانية وفضائح التحقيقات والاعتداءات الجنسية على المجاهدين من عملاء الموساد خلال التحقيق معهم  ، ليكشف عن هوية الهجمة البربرية على الأمة والمسلمين  .. وهذا الملف  يحتاج منا لقراءة تحليلية مستقبلية لواقع العراق .. وللاختصار نرى أن برايمر قد أسس لمجتمع فوضوي يسوده زعماء من العشائر والرعاع والفوضويين .. ممن التقت مصالحهم مع الاحتلال ، وهذه الحفنة المتغربة لا يكفون عن مناشدة أميركا وحكومتها النازية بعدم الخروج والانسحاب .. والقيام بدور حماية وتدريب الحكومة المؤقتة .. والتي أصبح لها تاريخ دموي مع المسلمين في العراق ، وبملازمتها لرعاه البوشويين في ملاحقة المجاهدين والأحرار في الفلوجة مدينة الصدر المقاومتين ..وشاركت حكومة علاوي و بالتنسيق مع قيادة المحتلين في تمزيق العراق وقتل أنموذج المقاومة المسلحة ووضعها في مقاييس وضوابط طائفية .. ودعم برايمر وفق خطته  العديد من المراجع الدينيين والذين اتجهوا لعدم إصدار فتوى واحدة للعراقيين بالجهاد العسكري ضد المحتلين ؟؟  وبهذا ظلت المقاومة بدون غطاء سياسي أو علمائي جدير بقيادة الأمة والمسلمين نحو الجهاد والتحرير…. !!

[ان هذه الجرائم البشعة ضد أبناء الشعب العراقي المسلم ما هي الا إفرازات التعددية الحزبية المقيتة التي جاء بها المحتل الكافر الى العراق ، وان الأحزاب العميلة التي قامت على الحس الطائفي والعرقي والتي تعتبر حياتها واستمرار وجودها هو في استمرار وجود هذه الأجواء العفنة ، فهم كالخنازير التي لا تستطيع العيش في الأماكن الصحية النظيفة ، كما أن المحتل الكافر وأعوانه اخذ يغذي ويسقي بذور الفتنة التي زرعها المجرم برايمر في ماسمي بـ [مجلس الحكم الانتقالي] الذي أُسس على أساس المحاصصة وليس المواطنة ،عندما سبق الكلام بعد الاحتلال مباشرة وقبل تأسيسه ، عن النسب بين (شيعة وسنة وأكراد) في لغة تقسيمٍ لم يعهدها الشعب العراقي المسلم وهي غريبة عليه ولم توجد أيٌ من مفرداته في قاموسه ، فهذا يقول ان الشيعة 60% من الشعب العراق،والسنة 30% والأكراد 20% مثلا وذاك يقول عكس ذلك الى غير ذلك من النسب ،لان المهم عند المحتل ليس دقة النسب بل التأسيس لواقع سياسي جديد في العراق يقوم على النسب الطائفية والعرقية ، والتي بدورها ستقضي على احد أهم عوامل الدولة المستقلة القوية وهي قوة القرار السياسي ، وقد خاض عملاء المحتل في هذه التقديرات من كل الأطراف ، وانزلق وراءهم المخلصون المغفلون في هذه التقديرات ولم يَدُرْ في خُلد احدهم انه يؤسس لتقسيم عرقي وطائفي  .

وهنا يجب أن لا ننسى الدور الخبيث الذي قام به السفير الأمريكي السابق في العراق المجرم نغروبونتي الذي جاءت به الإدارة الأمريكية نتيجة فشل الجيش الأمريكي في ترويض الشعب العراقي المسلم ، وهو خبير عصابات القتل والاغتصاب والخطف ، وهو من أرباب السوابق وله تجارب عديدة في دول أمريكا الجنوبية التي سيطرت عليها أمريكا بعصابات القتل والتخويف ، جاء الى العراق ومعه ما يقارب الثلاثة آلاف شخص في اكبر سفارة ، وغرفة عمليات في العالم ، وبعدها بدأت أعمال الخطف والقتل والاغتيال والتهديد  ، لدفع الشعب العراقي للارتماء في أحضان المحتل باختياره أهون الشرّين حسب الزعم الأمريكي ] ..

ولقراءة الحالة السياسية في العراق لابد من الوعي ببواعث اختيار شخصية برا يمر وهي شخصية محسوبة على المخابرات والأمن الأمريكي وقد .. [عين الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان ، بريمر سفيرا لبلاده في هولندا لمدة ثلاث سنوات منذ 1983. وفي عام 1986 عين سفير في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب ، حيث كان مسئولا عن تطوير وتنفيذ السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب التي تتبعها الولايات المتحدة ] (138)

[ .. وبهذا التعيين سيبعث بريمر بتقاريره مباشرة الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالرغم من أن من المعروف أن جارنر من الأصدقاء المقربين لرامسفيلد ]. (139)

ومن خلال موقعه الأمني سعى الهرمجدوني بريمرالى ترسيخ الواقع العسكري الأمريكي في العراق وكان منفذا لتعاليم زعماءه  بوش ونائبه دكتشني [ واشنطن ـ أف ب- اعترف البنتاغون بان الحاكم الإداري الأميركي  السابق في العراق بول بريمر اعتبر في أيار/مايو 2004 ان القوات العسكرية الأميركية لم تكن كافية لضمان امن البلاد لكن القادة العسكريين رأوا غير ذلك. ] .. [وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان من جهته ردا على أسئلة صحافيين ان الرئيس الأميركي جورج بوش :  يرى ان القرارات المتعلقة بعديد الجيش يجب ان تستند الى توصيات قادتنا على الأرض في العراق ـ وان  :  القادة على الأرض هم في الموقع الأفضل لاتخاذ القرارات المتعلقة بالقوات ــ  وهكذا أصبح بريمر بممارساته ..  وبحق ، «المندوب السامي» للعراق بالممارسة ــ  ولم يكشف بريمر في حينه علنا عن موقفه من هذا الموضوع . الا انه اثأر ضجة بعد بضعة أشهر من انتهاء مهمته عندما أعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2004 خلال منتدى ان الولايات المتحدة ” لم تملك يوما العدد الكافي من القوات في العراق ــ . وأكد بريمر ..عبر ” ان بي سي” انه أرسل في أيار/مايو 2003 دراسة وضعتها مؤسسة ” راند كوربوريشن ” الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أشارت الى ان عدد القوات الأميركية الضروري في العراق هو 500 الف عنصر وانه لم يتلق ردا على طلبه. ] (140)

وقد عمل برا يمر لتشكيل البديل العراقي  ممزقا فوضع على القوائم رجال هامشيين لا علاقة لهم في كثير من الأحيان بالتاريخ النضالي في العراق بل غلب هويتهم الطابع الوجهائي القبلي .. وهذا من شأنه خلق حالة إرباك وتمزيق في المركب الإجتماعي العراقي بما يتناغم مع تكريس احتلال العراق لأجيال وتهيئة المحتلين لنهب العراق والسيطرة المقبلة على جبل الذهب المرجو في هيلمان تعبوي مقبل للهرمجدون ، ولهذا كان تمزيق العراق هي القاعدة الضامنة لتحقيق أهداف الغزاة  ..  وكانت [ الفيدرالية التي يروج لها البعض ــ أدوات أميركا ـ في العراق ‘ تهدف بالدرجة الأساسية إلى التقسيم الطائفي ‘ وهو تقسيم عنصري, والعنصرية بحد ذاتها تعتبر وباء يهدد الوطن والشعب ] (141)

38 ــ مخاطر المشروع الفيدرالي العراقي

[ لقد بات المصير العراقي مهددا ليس فقط بتأثيرات المشروع الاستعماري الأميركي , ولكن أيضا بفعل المخططات والأطماع الإستراتيجية للقوى الإقليمية ، وهو ما زاد من مخاطر تعاظم حدوث سيناريو شبح التقسيم العرقي والطائفي في العراق.]  (142)

وقد استندت الحكومة الأمريكية على وصايا سدنتها وخبرائها  الصهاينة الماسون الكبار، وفي السياق تجئ [خطة هنري كيسنجر Kissinger الشرق الأوسط الكبير.  وهي الخطة التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر بتاريخ 16 حزيران 2005 على صحيفة [ يدعوت أحرونوت ] حول ضرورة تقسيم العراق كمخرج لحل الأزمات التي تواجهها الإدارة الأمريكية في العراق. حيث قال هنري : ولكي يكون الشرق الأوسط كبيراً , وهو الذي لا يمكن تغيير جغرافيته , ويمكن تطبيق سياسة دول الثواب والعقاب التي تحدث عنها , لابد أن تكون دول هذا الشرق الأوسط صغيرة وغير قابلة للحياة بمفردها , فلا بد من قوة عظمى تدعمها لتعيش وتبقى , تثيب الدولة الطائعة , وتعاقب الدولة العاصية , دون أن يتسبب ذلك في إرباك النظام العام في الشرق الأوسط الكبير, وهذا هو معنى دولة الثواب والعقاب ]. (143)

لذلك فلا مكان للدول الكبيرة في خارطة الشرق الأوسط الكبير, بل هو مشروع الدول الصغيرة , وما العراق وتقسيمه سوى البداية. ووفق هذا التصور التجزيئي فقد سجل الدبلوماسي الأمني برايمرفي كتابه وهو بعنوان «عامي الوحيد في العراق : الصراع من أجل بناء مستقبل للأمل»: قال :  [ لم نجد شخصية عراقية أمينة ووطنية تحكم عراق ما بعد صدام ] (144)

وهذا التصريح يشير بوضوح الى اعتماده على مجموعات عراقية متغربة في العراق وهم المنصبين على التوالي في حكومة العراق المرشحة أمريكيا .

39 ــ الحروب الصليبية وجهة الزيف البوشوي :

: ألقي الرئيس الأمريكي : جورج 2 بوش  خطابا أمام الكونجرس عن [ حال الاتحاد اليهودي المسيحي] بتاريخ 29/1/2002 وقد تضمن تفصيلات خطيرة عن الخطط المستقبلية للسياسة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي.. والعجيب ان إعلامنا العربي تجاهله ولم يتطرق لمضامينه وبين يدي ترجمة لهذا الخطاب نشرتها صحيفة الخليج انقل لكم مقتطفات منها .. يقول الرئيس الأمريكي

[ السيد الرئيس أعضاء الكونجرس , المواطنون الأمريكيون : أود بكل اعتزاز ان أقول لكم ان حال الاتحاد المسيحي اليهودي الأبيض والثري قوية تماما ولم يحدث أبدا في تاريخنا ان كانت القوة الأمريكية والهيمنة الأمريكية والقيم الأمريكية قوية ومهابة ومحترمة ومقبولة في العالم كما هي اليوم .
فاليوم يوجد العلم الأمريكي والقوات المسلحة الأمريكية و وكالة الاستخبارات المركزية [ سي آي إيه ] ومكتب التحقيقات الفيدرالي في أكثر من 100 دوله لضمان السلام والإذعان والتحرر من الخوف والإرهاب … وينبغي ان يكون الأمريكيون فخورين بي وبحكومتهم وبرجال القوات المسلحة ونساءها الذين يضحون بمباهج الحياة من اجل ضمان استمرار أسلوب حياتنا الأمريكية… إنني فخور ان أبلغكم ان طالبان قد انتحرت وان كابول تحررت وان أسامة بن لادن والملا محمد عمر أما ان يكونا قد قتلا أو أنهما يحتضران أو يختفيان ولكن ليس لوقت طويل إذ إنني مصمم على تقديمهما للعدالة حيين اوميتين  …  وان أبلغكم ان النساء  الأفغانيات تخلين عن براقعهن الى الأبد وان الفتيات الأفغانيات رجعن الى المدارس ليطالعن ” كيف ظفرنا بالغرب الأمريكي” وان رمز الحضارة الغربية الثقافي الأكثر أهمية وهو التلفزيون عاد للحياة الأفغانية والأفغان سعداء الآن وأحرار في التنقل في بلادهم لزراعة الأفيون !!
وعلى الرغم من ان الحرب في أفغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقا طويلا ينبغي ان نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية ولن نتوقف الى ان يصبح كل عربي ومسلم مجردا من السلاح وحليق الوجه وغير متدين ومسالما ومحبا لأمريكا  ولا يغطي وجه امرأته نقاب !!!!
إنني مصمم على استخدام جميع مواردنا لتحقيق ذلك قبل انتخابي لفترة رئاسية ثانيه… وقد اهتمت إدارتي بوضع سياسة طاقة قومية تحت إشراف نائب الرئيس” تشيني” وسنبدأ على الفور بالحفر في أرجاء أراضينا للتنقيب عن النفط وسنبدأ العمل في مشروع طموح لبناء خط أنابيب مباشر تحت الماء من السعودية والخليج وإيران والعراق الى نيويورك وعلى نفقتهم !! لضمان إمدادات نفطية غير منقطعة .
لقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم ليصبح على صورتنا !. وبفضل إلهنا ـ اله اليهود الماشياح يهوه ـ  سنقوم نحن شعوب العالم من الجنس الأبيض المتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة والودودة والتحررية على عالم جائع لأموالنا ورسالتنا..!!. ولن يخضع الرجال بعد الآن لشرط إطلاق اللحى ولن تخضع النساء لشرط تغطية وجوههن وأجسادهن !!!!  ومن الآن فصاعدا يحق للعالم تناول الخمر والتدخين وممارسة الجنس السوي أو الشذوذ الجنسي بما في ذلك سفاح القربى واللواط والخيانة الزوجية !! والسلب والقتل ومشاهدة الأفلام والأشرطة الخلاعة داخل فنادقهم أو غرف نومهم !!  وبالنسبة لشركاتنا التى تنتج مثل هذه المنتجات فسيحق لها الوصول من دون اي عقبات للدول المتخلفة التى منعت تلك الحريات عن شعوبها .
إنني آمل ان أكون قد حافظت على إرث آل بوش حيا بمحاربة العرب والمسلمين طيلة عشر سنوات لضمان استمرار الفوضى في بلادهم !!! ولن يجبرنا ملك أو أمير عربي نفطي على تحسين كفاية وقود سياراتنا المتطورة وهذا لن يحدث وأنا رئيس للولايا ت المتحدة وعلى العكس سيضطرون لزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار ] انتهى . لمراجعة النص الأصلي للخطاب بالانجليزية على الرابط التالي  : (145)

.. وهذه باختصار الحرب الصليبية التي يقودها 2 بوش مع العالم الإسلامي  .. وهذه ثقافته الدجال الماسونية وربه المعبود .. وهذه هي إسرائيل الماشيحانية التي تمنحه البركة بعد كل مجزرة و بركة دم ..

[وظهر بجلاء فيما بعد أن ـ إسرائيل ـ هي الدولة الوحيدة التي استفادت من إعلان الرئيس الأمريكي الحرب الصليبية العالمية على العرب والمسلمين . وتأتي بعدها الولايات المتحدة التي قررت الهيمنة على العالم وأمركته ونهب النفط العراقي. ] ــ ونرى في مبحثنا أن سقوط بوش وإسرائيل معبوده ستكون بدايتها في العراق ، وقد ـ [ .. أعاد المحلل البريطاني دران بشير تكرار قول الرئيس ريتشارد نيكسون إلى بات بوكنان عندما كان رئيساً  [إن نهاية إسرائيل ستكون مثل الإمبراطورية الرومانية صعوداً ثم هبوطاً إلى الهاوية ].

ويتوقع اليهودي رون ينز في مجلة كومنتري اليهودية  [ نهاية إسرائيل كما انتهت الممالك الصليبية في فلسطين وبقية بلاد الشام   ]. ـ ونرى وعد النهاية وزمن الآخرة قد اقترب ـ هذا و إن الإستراتيجية الصهيونية والتحالف المسيحي والمحافظين الجدد وإدارة الرئيس بوش تقود الولايات المتحدة إلى المواجهة مع البلدان العربية والإسلامية وشعوب العالم، لأن مشروع الشرق الأوسط الكبير نوع من الوصاية على المنطقة ويهدف إلى الهيمنة عليها واستغلال ثرواتها النفطية ، ولا يهدف إلى الإصلاح على الإطلاق بل احتواء المنطقة عبر عملية الدمج بين التكنولوجيا الإسرائيلية والمال العربي واليد العاملة العربية الرخيصة لتصبح إسرائيل المركز والقائد للنظام الإقليمي الجديد ولإعادة صياغة عقل وروح وفكر الإنسان العربي والمسلم بالقضاء على الثقافة العربية الإسلامية وأمركة المنطقة وصهينتها.  ] (146)

وهكذا يختبئ  الرئيس الصليبي بروحه المهزومة في العراق وهو يحمل كل يوم عشرات النعوش لجنوده المحتلين المرتزقة ، ولا يخفي عداوته الصليبية للإسلام والتوحيد وهو يتصرف بهستيريا مشينة وفي إباحية ماسو نية حاقدة .. كاشفا عن طبيعة الهرمجدون الملطخة بالدم واليورانيوم .. فها هو يقود شعوب الغرب بروح الكوبوي ، لتحقيق وجهته لتتريه جديدة وكأنه جنكيزخان جديد !!  يبيد دور العلم ومراكز الأبحاث ويدمر التراث والمتاحف وينهب عملاء الموساد  التحف والمنقولات الأثرية الى متاحف إسرائيل في حملة تزييف لثقافتنا وأصولنا ..هاهي هرمجدونية بوش تلاحق من لجان اليونسكو والإنتربول الدولي لإعادة التراث لمواقعه !! وعملاء أميركا الناهبين يغطون بعساكر بوش .. فيما يكرس الجمع الماشيحاني  ثقافة بروتستانتية تبشيرية جديدة تقوم كالروس القدامى على بلشفة ومنشفة العقل العربي وتدمير المحتوى والرصيد الحضاري الإسلامي  في الأمة …

40 ــ بعثات تبشيرية أميركية تتجه للعراق :
وما أشبه اليوم  بالبارحة .. حين وجهت أول حكومة ماسو نية أميركية إرسالياتها في الأمريكتين ومعهم السيوف والمناجل وأناجيل بولس  لقتل عشرات الملايين من الهنود الحمرفي مجازر جماعية فظيعة .. وهم اليوم كما عمق التاريخ يوجهون هذه الإرساليات لإحداث مسخ شامل للمسلمين وإبادة من يرفض دينهم الماشيحاني المزيف  .. وهو إما أن تكون مع المسيخ الدجال رب بوش الذي يتلقى منه التعاليم بسحق البشر وهو الذي يراه في المنامات يعطيه الأوامر لنشر الانحلال وقتل أهل الشرائع من النصارى وحتى يهود العراق واتهام القوى المجاهدة بالقتل والإرهاب .. ويكرس وجوده أمينا زائفا ومكشوفا في حكومة سيده النبي الكذاب ، وهو الذي حذر منه السيد المسيح بن مريم عليه السلام في إنجيل متى ..

وقد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن جراهام : [ أكثر الزعماء المسيحيين تأثيرا في الولايات المتحدة ، ولا يخفي أبدا حقيقة أنه يرى الإسلام   [ دينا في منتهى الشر ]. يتأهب ــ الماشيحاني ــ جراهام لمد أنشطته الخيرية إلى العراق ، وإرسال العديد من ممثليه الكنسيين مسلحين بالأناجيل والأغذية لمساندة العراقيين في معاناتهم الحالية. ولا يقتصر الأمر على جراهام ، فهناك منظمات مسيحية أخرى مثل الكنيسة المعمدانية الجنوبية التي تعتبر أكبر كنيسة بروتستانتية أمريكية والتي ساندت العدوان على العراق ، أعلنت أنها مستعدة هي أيضا للعمل في العراق. وبعيدا عن تقديم العون المادي للشعب العراقي فإن القضية الأساسية ــ  كما قال المتحدث باسم الكنيسة المعمدانية الجنوبية ــ هي [ الوصول إلى الحرية الحقيقية مع يسوع المسيح ] ...
وقد أثار المسيحيون أصحاب الأنشطة الخيرية بدعوتهم هذه ثائرة المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
ويقول إبراهيم هوبر:

من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن من غير المنطقي لشخص يعتبر الإسلام [ دينا شريرا ] أن يساعد المسلمين في العراق. ويتساءل هوبر :

[ أليس هدف جراهام في الحقيقة هو أن يقتفي أثر جيش غاز في العراق وأن يجعل السكان يعتنقون المسيحية ] ويولد جراهام على الفور انطباعا ” بحملة صليبيه “.

وحذر نقاد آخرون من أن أي نشاطات تبشيرية تقوم بها الكنائس الأمريكية من شأنها وحسب أن تعرض للخطر العلاقات المتوترة أصلا مع بغداد.
ويتمتع فرانكلين بصلات جيدة مع البيت الأبيض ، وقد قال فور أحداث سبتمبر في 11 ” من فجّر هذه المباني ليسوا لوثريين ولا منهجيين إصلاحيين ، وإنما هم مسلمون“.
ومنذ قدم جورج بوش الشكر لبيلي جراهام على تبنيه القيم المسيحية الخالصة في الثمانينات ، وحظي بيلي وابنه فرانكلين بصلات جيدة مع بوش وإدارته. وقد تلا فرانكلين صلوات الابتهال عند تولية بوش رئيسا للولايات المتحدة. ] مصدر الخبر : ميد ايست. (147)

41 ــ الماشيحانية هل تحقق إسرائيل الكبرى ؟

: إذاً ، فأمريكا غزت العراق من أجل تأمين الدولة الصهيونية كقوة عظمى وحيدة في المنطقة ، وطَمْس هوية العراق العربية والإسلامية ، وقطع كل صلاته بالأمة الإسلامية وتاريخها من خلال إحلال مشروع التهويد والتطبيع الصهيوني والضغط  على الحكومة والأحزاب العراقية لقبول التعاون الأمني و الاقتصادي مع الشركات الأمنية في العراق .. وقطع كل علاقة للعراق بالدول الإسلامية ويمثل هذا الخط المشبوه قطاع كبير من السياسيين المتغربين الذين جاءت بهم أميركا وبريطانيا على ظهر الدبابات الأمريكية .. ولهذا كان الحضور المخابراتي الهرمجدوني الصهيوني واضحا وأشير له في محافل متعددة ..

وقد أفرغ الكيان الماشيحاني العبري حقده على المسلمين في العراق .. راسما معالم هرمجدونيته وأساطيره الزائفة على أجساد المسلمين في العراق ، ولا يخفى دوافعه ومبرراته التاريخية المعقدة  بكل حقد تاريخي في التعذيب والتحقيق في السجون العراقية وسجن أبو غريب تحديدا !!   ولهذا فقد تركت المخابرات الأمنية الصهيونية الماشيحانية بصماتها الدموية مع القوات الأمريكية ، والأخيرة لم تخف طلبها الرسمي لخبراء صهيونيين لهم خبرات قمعية في مواجهة الانتفاضة مع الفلسطينيين ، ومواجهة القمع الجماهيري وحرب الشوارع وكذلك كانت صورة الجندي الأمريكي صورة دموية لتفاعلات الجيش الصهيوني في فلسطين !!

مراجع الحلقة الرابعة

********************

(112) سفر صفـنيا : الإصحاح : 2/ 1 ــ 3 التطبيقي ص 1814

(113) أشعياء : الإصحاح 3/ 1 : 11

(114) التفسير التطبيقي للكتب المقدس: ص 1384 1385 (مصدر سابق) = أنظر تفسير الكتاب المقدس ج4/33 ط.1/1988 دار منشورات النفير .. بيروت

(115) أرميا 2/ 22  التفسير التطبيقي للكتاب المقدس

(116) أرمياء1/8

(117) ارميا  3/2 ـــ 9

(118) حزقيال 24/13

(119) حزقيال 3/8

(120) إرمياء : 57/4

(121) حزقيال: 21/26:27

(122) أشعياء : 5/ 26

(123) أشعياء: 41/30

(124) أشعياء: 42/29

(125) كتابنا: أهل البيت: الولاية، التحدي، المواجهة (باب التحدي والمواجهة ودور الأبدال في المواجهة)

(126) كتاب الفتن لابن حماد ص 271

(127) الحرب العالمية الثالثة بين الإسلام والغرب ص 53

(128) سفر ارميا : الإصحاح 10/ 22 طبعة  التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1497

(129) نفس المصدر : الإصحاح 6/22 نفس المصدر السابق  ص 1489

(130) نفس المصدر : الإصحاح : 31/27 ص 1531

(131) مراثي ارميا : الإصحاح الأول: 1/ 1-3  المصدر السابق .. ص 1574

(132) نفس المصدر : 1/ 8 ــ 9 ص 1574

(133)  نفس المصدر: 1/15 ــ 17 ص1575

(134) نفس المصدر : 2/  2 ــ 5  ص 1576″ بمشيئة الله سنفصل الموضوع في كتابنا :

” الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية “

[135] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788

[136] عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ج24/317  رقم 17/7119.

(137) http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb [ بتصرف من المؤلف ]

(138) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_2997000/2997455.stm

(139) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_3009000/3009411.stm

(140) http://www.masrawy.com/News/2006/MidEast/AFP/January/10/0601100934423901139.aspx

(141) منذر حسن أبودان munthernet@hotmail.com الحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21

(142) نفس المصدر السابق

(143) منذر حسن أبودان : munthernet@hotmail.comالحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21

(144) http://www.almughtarib.com/index.php?option=com   _

(145) http://www.mediamonitors.net/khodr60.html

(146) الشرق الأوسط الكبير: نفس المصدر السابق

بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية : منشورات اتحاد الكتاب العرب :  دمشق – 2005 ص 58 ، 59)

(147) http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=62&msg=1134510073

تمت الحلقة الرابعة  بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي – الحلقة الثالثة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي

– الحلقة الثالثة


***************

16ـ بدايات الاستثمار الإسرائيلي للمشروع :


وفق دراسة حول المشروع نشرتها مجلة [ تايم ] الأميركية ــ عددها الصادر في 24/1/1994ــ اعتبرته المشروع الثامن عالمياً من حيث الضخامة . وعندما باشرت السلطات التركية تنفيذ هذا المشروع , لم يكن لديها الإمكانيات المالية الكافية لتمويله , وهو ما جعلها تعاني كثيراً في استكمال مراحله الأولى. وتركيا باعتبارها دولة تعاني من مديونية مرتفعة , وينصبّ جزء كبير من ميزانيتها لتسديد ديونها الخارجية , فهذا سوف يساهم في تدني إنفاقها على المشروع بشكل ملحوظ . . خُصص الاستثمار في مشروع [ الغاب ] بمليارات الليرات التركية حسب أسعار عام 2001 ـ (48)

17 ــ  الاستغلال التركي الجائر لمياه نهري دجلة والفرات

طالما استخدم الأتراك العلاقة المائية مع سوريا والعراق باعتبارها مصدراً للابتزاز، وتسعى تركيا من خلال التحكم بنسب المياه إلى فرض هيمنة مائية شرق أوسطية مريعة. فالماء الذي يخرج من الحقائب التركية هو الممر الأقوى لدخول تشابكات الشرق الأوسط، بما يمكن الأتراك من لعب دور فقدوه منذ أن تهالكت الإمبراطورية المريضة وسلمت أنفاسها إلى مصطفى كمال أتاتورك. وقد جاء في تصريحات سابقة لمسئولين أتراك أنهم سيطالبون بتعويضات مالية من سوريا والعراق كأثمان للمياه التي يحملها نهرا دجلة والفرات.

ويضاف إلى ذلك العلاقات الاقتصادية التركية الإسرائيلية ، وما تمّ طرحه من مشروع أنابيب السلام الذي يقوم على إنشاء فرعين من الأنابيب الضخمة التي تضخّ تركيا عبرها الماء إلى السعودية والإمارات، ناهيك عن الاتفاقيات السرّية بين تركيا وإسرائيل التي تمنح إسرائيل حصصاً من نهري دجلة والفرات. وقد اقترحت تركيا في مقابل احتجاز مياه الفرات ودجلة، مشروع أنابيب السلام الذي يحتوي على فرعين : الأول من نهر سيحون والثاني من نهر سيحان، وهما يجريان في جنوب تركيا ويصبّان في البحر الأبيض المتوسط، ويقوم المقترح التركي على أساس بيع ماء النهرين إلى سوريا والأردن (بالإضافة إلى السعودية ودول الخليج العربي ] وعلى الجانب الآخر، أطلق المسئولون الإسرائيليون تصريحات مفادها بأن على سوريا تأمين ما تحتاجه من المياه من تركيا، في إشارة إلى أنه إذا ما تمّ السلام، فإن إسرائيل ستبقي على استغلالها لمياه الجولان التي تزوّدها بقسم كبير مما تحتاج إليه. ففي تصريح لبيريز طالب فيه دمشق بالتخلي تماماً عن مياه الجولان لتل أبيب، وأن تقوم بشراء ما ينقصها من تركيا. كما صرّح باراك بأنه لن يتمّ السماح لأرجل السوريين بأن تبتل بمياه بحيرة طبريا. وقد كان لبيريز دور بارز في بلورة ما أسمته تركيا بخط مياه السلام.

18 ــ ســد أتاتورك التوجه الهرمجدوني :

ولد هذا المشروع لحجز كمية من مياه نهر الفرات في الجنوب الشرقي حيث ثلوج الجبال التركية، وتوليد 9 ملايين كيلو واط كهرباء سنوياً. ويخضع السد لحراسة مشددة ، ويقول مسئول تركي إن خشيته من تدمير السد غير واردة ، فبالإضافة إلى أن الفيضان الناتج عن تدميره سيدمّر المدن والأراضي العراقية فإن ضربه سيكون تدميراً ذاتياً. وإن اكتمال تنفيذ مشروع  [الجاب ] التركي أو مشروع جنوب شرقي الأناضول على نهر الفرات سيؤدي إلى تخفيض المياه المتدفقة إلى سوريا والعراق من 28 مليار م3 سنوياً إلى 13 ملياراً فقط ليصيب دمشق بكارثة لانخفاض حصتها بنسبة 40%، وبغداد بكارثة أشد حيث تنخفض حصتها بنسبة 80%.. وما زالت تركيا مصممة على مواصلة مشروع الجاب الذي تبلغ تكلفته 34 مليار دولار (وتشارك في التمويل دول عربية ] ويشمل بناء 22 سدّاً و19 محطة لتوليد الكهرباء وخصوصاً على نهر الفرات. كما أن تركيا تخطط أيضاً لإقامة سدود عدة على نهر دجلة المشترك تؤدي إلى حجز 50% من النهر عن العراق.

(49)

19 ــ هل في مجدو معركة النهاية  ؟

[ .. مكان مجدّو الآن هو تل المتسلم الذي يقع على مسافة عشرين ميلاً جنوبي شرق حيفا في الطرف الجنوبي من سلسلة الجبال التي تنتهي بجبل الكر مل في الشمال. وقد أخذ تحتمس الثالث مجدو في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد كشف التنقيب في تل المتسلم عن عشرين طبقة الواحدة تلو الأخرى من طبقات الأماكن التي كانت آهلة بالسكان في عصر من العصور، ويرجع بعض هذه الطبقات إلى الألف الرابعة قبل الميلاد.] (50)

وإذا نظرنا للمساحة الجغرافية لمنطقة مجدو في فلسطين وعلاقتها المزعومة في معركة النهاية .. فإننا نرى بالنظر لمساحتها الجغرافية لاتصل لمستوى الإستيعاب البشري العسكري المليوني الزاحف .. وبالنظر التحليلي للمعركة المقبلة سنرى أن نهاية المعركة ستكون مدمرة بكل المقاييس وأن ختمها يجيئ  تحصيل حاصل .. فانكسار الدولة العبرية في المعركة النهاية..  سيكون على المستوى العسكري والسياسي في العراق وفي دمشق .. لأن المعركة الحاسمة الثانية ـ الملاحم ـ في وجه التجمع الأوروبي الزاحف لحرب خليفة الله المهدي عليه السلام ستكون في دمشق وعلى نهر الأردن ، وأن المهدي عليه السلام سيحاصر القدس بعد اجتياح الضفة الغربية ــ الضفة  مصطلح إسرائيلي ـ  ثم يغزوها فاتحا بجيوش جرارة.. و في مصادرنا الإسلامية الأدلة على ذلك عديدة . وفي ذات  ..

ويذكر إنجيل لوقا : [ وعندما ترون أورشليم محاصرة بالجيوش ، فأعلموا أن خرابها قد اقترب . عندئذ ليهرب الذين في منطقة اليهودية الى الجبال ، وليرحل من المدينة منهم فيها ولا يدخلها من هم في الأرياف : فإن هذه الأيام أيام انتقام  يتم فيها كل ما قد كتب . ولكن الويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام . لأن ضيقة عظيمة سوف تكون على الأرض وغضبا شديدا سينزل بالشعب ـ اليهود ــ فيسقطون بحد السيف ويساقون أسرى الى جميع الأمم ـ المسلمين في الخطوط الخلفية ــ  وتبقى أورشليم تدوسها الأمم إلى أن  تكتمل أزمنة الأمم ـ يعني علو سلطان المسلمين بقيادة المهدي عليه السلام في القدس.] (51)

وعنه r وآله قوله : [ معقل المسلمين أيام الملاحم دمشق ] (52)

وفي سفر دانيال عليه السلام  :  يقول حول النهاية المأساوية لأورشليم :

[ وقد شهدت هذا القرن ـ الإسرائيلي ــ يحارب القديسين ـ المسلمين ـ ويغلبهم . إلى أن جاء الأزلي ـ خليفة الله المهدي عليه السلام ـ  وانعقد مجلس القضاء الذي فيه تبرأت ــ تطهرت من دنس اليهود ــ  ساحة قديسي العلى ، وأزف الوقت الذي فيه امتلكوا المملكة] .. وعن فتح القدس وهزيمة اليهود ودمار أورشليم : [ وتوهب المملكة والسلطان وعظمة الممالك القائمة تحت كل السماء إلى شعب قديسي العلي ، فيكون ملكوت العلي ــ المهدي عليه السلام ــ ملكوتا أبديا وتعبده ـ تتعبد به ــ جميع السلاطين ويتبعونه ] . (53)

.. تؤكد الأناجيل هذه الحقيقة  ، وقد ورد في كتاب العهد القديم تقول :   [هو ذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة دم ..] (54)

وهو تعبير عن [ الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الفوطة ، فيها مدينة يقال لها دمشق هي خير منازل المسلمين يومئذ ] (55)

وفي سفر أشعياء النبي عليه السلام : [أنظروا ها دمشق تنقرض من بين المدن وتصبح كومة أنقاض] (56)

.ويصف أشعياء عليه السلام نهاية دمشق كباقي إسرائيل تكون في حرب النهاية مدمرة تماما ..فيقول :

[ تزول المدينة المحصنة من أفرا يم ، والملك من دمشق ، وتصبح بقية أرام مماثلة لمجد أبناء إسرائيل الزائل ،هذا ما يقوله الرب القدير ] (57)

وفي  قاموس الكتاب المقدس ص 91 : [ أفرا يم : هي في القسم الأوسط من فلسطين الغربية ..]  ويواصل أشعياء النبي عليه السلام توصيفه لملامح حرب النهاية وإبادة إسرائيل : يقول : [ في ذلك اليوم يخبو مجد يعقوب وتذوب سمانه بدنه ، فتصبح جرداء كحقل جمع الحصا دون زرعه … ] (58)

وإذا كانت المعركة الحاسمة قبيل فتح القدس الخاتمة في دمشق بإجماع كل المصادر ستكون بهذه المواصفات  .. فأين هرمجدون المزعومة من معركة النهاية ؟ وهل الساحة الجهادية العسكرية في قلب القدس ستكون نزهة  ؟.. إننا نري أن القدس ستكون كومة من الرمال والحجارة مثلها مثل دمشق ..فكيف بتلة مجدو المحصورة .. وإذا كانت حرب تموز وهي حرب خاطفة وغير متوازنة بين الكيان العبري وحزب الله المهدوي وهو حزب لا يتجاوز عدد أفراده الآلاف  ، قد أفرز كل هذا التراجع والهزيمة على إسرائيل !! فكيف الحال بالحرب المليونية .. إن الحديث عن   الهرمجدون في مجدو لا تبدو أمام هذا السيل الدعائي الصهيومسيحي سوى خدعة ساخرة !! لأن خليفة الله المهدي عليه السلام وهو الذي يقود بأصحابه الإلهيون المعركة المليونية .. هل سيدخل فلسطين المقدسة والأمور غير محسومة . ان المنظور الإستراتيجي العسكري ينظر باستخفاف لهذه الفرضيات التى يروج لها كنسيون توراتيون هم أصلا جذور البلاء في الأمم .. ثم ان مصادرنا الحديثية تؤكد أن نهاية الملاحم على بوابات نهر الأردن وبوابات نهر الليطاني تؤكد أن ثلثي العرب في المعركة يقتلون شهداء ويبقى الثلث الباقي !! (59)

وهذا ما يؤكد عاموس النبي عليه السلام وكما في مبحثنا  : [ أن ثلثي إسرائيل ستباد ] .

وفي سفر الرؤيا [ 9  : 20 ــ 21 :

[ ولكن الناس الذين نجو من هذه البلايا ، لم يتوبوا عن أعمالهم ، وظلوا يسجدون للشياطين والأصنام التي صنعوها من الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب مع أنها لاترى ولا تسمع ولا تتحرك ! ولم يتوبوا عن القتل والسحر والزنا والسرقة !  ] وفي هامش التفسير التطبيقي للكتاب المقدس يعرفهم : [ كان أولئك الناس قساة القلوب حتى أن الضربات لم تدفعهم نحوا لله . وفي العادة لا يسقط الإنسان في الفساد والرذيلة أو الشر بطريقة مفاجئة بل ينزلق فيه قليلا بالتدريج حتى إنه لا يكاد يتحقق أو يدرك ما يحدث حتى يجد نفسه غارقا في طرقه الشريرة بلا عودة . وكل من يسمح للخطيئة بأن تتأصل في حياته يجد نفسه في هذا الموضع .. وأخيرا تنتهي الى الموت والانفصال الأبدي عن الله ..] ــ التفسير التطبيقي ص 2775 والخطاب النبوي والتفسيري يكشف حال نهاية إسرائيل في حرب النهاية .. واليهود كمثيلهم من البروتستانت الماشيحانيين في أميركا والغرب لا زالوا يعتقدون بالدجال ربا وبالشيطان عقيدة وطقوس عبادة !!

تقول كارلوتا جيزن  في كتابها : معركة هرمجدون وتأسيس مملكة الرب  في السياق : [فذلك يعني  أنه في تلك الأطراف من العالم التي ستدخل بصفة مباشرة في الحرب النووية مثل الهند والصين وأفريقيا . هذه الشعوب  ستتواصل حياتها كما هي عليها الآن ، وكذلك أمريكا الجنوبية حيث لا يزال معظم الأفراد على المذهب الكاثوليكي وسيتمسكون بأصنامهم  . ونظرا لأنهم لن يشتركوا بطريقة مباشرة في هذه الحروب النووية فإن إيمان هؤلاء الأفراد بدياناتهم الآلهة الكاذبة سيتزايد وستجد اهتمامهم بالأصنام  وسيؤمن أناس هذه المناطق من العالم بأن أصنامهم آلهة حقيقية وأن الآلهة قد أنقذتهم من  الخراب الرهيب الذي يمر به العالم . إلا أن خلاصهم سيكون قصير الأجل وبعد أن يحدث الخراب والدمار النووي ، ستهب رياح الدمار الثانية ..]  ــ ص 23 ، 24  ط 1 / 2002 ــ دار الكتاب العربي القاهرة ــ  : هلاك ثلثي العالم ..

يقول ارميا النبي u : وهو من أعظم أنبياء إسرائيل :

[اسمعوا ، ها أخبار عن جيش مقبل من الشمال ليحول مدن يهوذا إلى خرائب ومأوى لبنات آوى ] (60)

ويقول عليه السلام :

[ أنظروا هاشعب زاحف من الشمال وأمة عظيمة تهب من أقاصي الأرض ، تسلحت بالقوس والرمح  وهي قاسية لا ترحم جابتها كهدير لبحر، وهي مقبلة على صهوات الخيل قد اصطفت كإنسان واحد، لمحاربتك يا أورشليم ، سمعنا أخبارهم المرعبة فدب الوهن في أيدينا وتولانا كرب وألم ، كألم امرأة تعاني المخاض، لا تخرجوا الى الحقل ولا تمشوا في الطريق، فللعدو سيف والهول محدق من كل جهة ، فيا أورشليم ارتدي المسوح وتمرغي في الرماد ونوحي كما ينوح على وحيدة وانتحبي نحيبا نحيبا مرا، لأن المدمّر ينقض علينا فجأة ] (61)

ويقول عليه السلام :

[ عندئذ أنبذ ذرية إسرائيل من أجل كل ما ارتكبوه ] (62)

وبمناقشة بسيطة لهذا السياق الأصولي فإنه يحدد واقع فلسطين في المعارك المليونية : بأنه لن يكون على الأرض قدسا بالمطلق وستباد من جراء الصواريخ المدمرة .. والحرب لا ترحم كما يقولون .. ناهيك عن دمار اليهود للمقدسات ذاتها .. وستصل جيوش المهدي عليه السلام للقدس .. فلا يكون فيها بشرا سوى جثث اليهود والغربيين المرتزقة والذين سيهلكون لعدم معرفتهم بالواقع الجيوعسكري !! و كذلك بملاحقة جنود المهدي عليه السلام من الفلسطينيين الأبدال الاستشهاديين والذين أشار لهم دانيال النبي عليه السلام  : أنهم يعرفون الله ..] (63)

. والنقطة المهمة في مصادرنا أن المهدي سيني القدس من جديد وجاء في كتاب الفتن لإبن حماد .. [ سيبني فيها بناء لم يبنى مثله أبدا.. ] ـ

ـ كتاب الفتن لإبن حماد ج1/399 ط0 مكتبة التوحيد القاهرة  ” ما يكون بعد المهدي ”

.. وإذا كان مسطروا تاريخ حرب النهاية يسمون حرب تحرير القدس هرمجدونا !! فإنهم قد كشفوا أنفسهم أنهم مزيفون للحقائق .. نعم مزيفون للحقائق ..

ويريدوا تقديم التاريخ والصراع بالشكل المزيف المقلوب  !!

والسؤال الملح في قراءتنا  : هل الهرمجدون حقيقة أم أسطورة ماشيحانية زائفة ؟؟ ولبيان السؤال :

20  ــ وفي تحديد الموقع الجغرافي للمعركة :
يقول قاموس الكتاب المقدس للدكتور بطرس عبد الملك ص 99
: [ تقع مجدون في مرج ابن عامر، وزاد في قيمتها الإستراتيجية أنها تقع على خط المواصلات بين القسمين الشمالي والجنوبي من فلسطين.
هرمجدون: كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل، مجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من شاطئ البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدون ].. [64]

21 ــ الموقع الجغرافي للمعركة :

هرمجدون: كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل ، مجدون : اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من شاطئ البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدو..

وجاء في قاموس يانج للكتاب المقدس ص62:

هذه الكلمة لموقع معركة اليوم الأعظم للرب القادر حسب النص [ في اليوم العظيم، يوم الرب القدير، فجمعهم في المكان الذي يدعى بالعبرية هرمجدون وهذه الكلمة تعني جبال مجدون في الوادي الكبير بمدينة مجدون القديمة حيث دارت معارك الأزمنة الغابرة، وهي تشير إلى معركة شرسة مدمرة ستدور رحاها في ذلك الوادي  : وادي يزرعيل.

وتوضح خارطة فلسطين : إن سهل يزرعيل عبارة عن وادٍ مسطح ممتد من جميع طرق حيفا على البحر المتوسط مروراً بمجدو في طريقه الى يزرعيل حيث ينحدر بعد ذلك إلى أسفل (بيت شان) التي تقع تحت مستوى سطح البحر في وادي الأردن حيث يفصل هذا الوادي منطقة الجليل الجبلية في الشمال عن منطقة الريف بالهضبة المركزية في الجنوب.

22 ــ الموقع التاريخي للمدينة :

جاء في سفر الرؤيا ص16 ما يلي : [ لقد شهد هذا المكان عدة حروب وقد دمرت المدينة وأعيد بناؤها في غضون عشرين عاماً ، وتوجد هذه المدينة حالياً التي كانت إحدى أهم مدن سليمان والملك آخاب على أنقاض المدينة القديمة وتحمل نفس الاسم : هرمجدون .. والتي ـ  كما يقول البعض ـ ستشهد يوم حساب الرب لهذا

العالم.

ويضيف الكاتب مالنديسي في كتابه كوكب الأرض العظيم الراحل :

هناك في تاريخ الكتاب المقدس معارك دامية لا تعد ، دارت رحاها بهذه المنطقة ويقال: إن نابليون قد وقف بهضبة مجدو ناظراً إلى الوادي متذكراً هذه النبوءة وقال: جميع جيوش العالم باستطاعتها أن تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع ] (65)
هكذا ترى المصادر الماشيحانية اليوم ووفق مصادرهم المحرفة والمقلوبة في تفسيرها ..

23 ــ مجدون ليس لها ذكر في المصادر الإسلامية :

..عن أبي قبيل عن أبي رومان عن الإمام علي عليه السلام قال : { يظهر السفياني على الشام , هم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء , حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم , ثم يفتق عليهم فتقا من خلفهم , فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان . وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة , ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي } وفي رواية  : { فيدعون له فينصرونه }.  [66]

وقد روي في الأحاديث الشريفة عن سمات الملحمة الكبرى في نفس النص والمعنى والمختصر في الموضوع القول : { إن مصطلح الهرمجدون أو مجدو لم يذكر قطعا في المصادر الإسلامية التي تناولت الفتن والحروب الحادثة في آخر الزمان وتحديدا زمن المهدي عليه السلام  وهو الحدث الأكبر مرورا في سياق التاريخ المقبل }. [67]

24 ــ الرؤية الإسلامية لمعركة قرقيسياء

: جبل الذهب و خلفيات المعركة

{وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صال الله عليه وسلم: الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاما ثم تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب تكب عليه الأمة فيقتل عليه  من كل تسعة سبعة }.  [68]

{ وهذه الفتنة لجيوش الغرب إنما تكون بمثابة المعجزة الجديدة .. وهي التي أرادها الله لتحطم كل قوى الغرب في العراق توطئة لهزيمتهم النهائية في دمشق. والذي يتابع المجريات السياسة الحالية يجد أن تركيا وبدعم من الدولة اليهودية وأمريكا تحاول التحكم في نهر الفرات وتحويله إلى جسور خاصة إلى الدول القريبة الحليفة لأمريكا في العالم وخاصة للدولة الصهيونية. ] ..[ ومن الدلائل الواقعة التي تشير إلى قرب ظهور جبل الذهب ؛ بناء تركيا أكثر من عشرين سد على نهر الفرات بعضها يعمل منذ زمن مع السدّ الذي أيضاً بنَته سوريا وقد أدّى هذا إلى انخفاض منسوب النهر ، ومن المتوقّع أن يؤَدّي تشغيل باقي السدود التركية إلى انخفاض شديد جدًّا وحاد أو توقّف تدفّق النهر، وهذا التشغيل قريبٌ وشيك، وقد أمكن تصوير هذا الجبل بالأقمار الصناعية ] [ قامت تركيا ببناء عدد من السدود تحت مسمى [ الجاب ] وهو عبارة عن ـ 17 سداً على الفرات و 4 على دجلة ـ وتم أخذ صور لهذا الجبل بواسطة الأقمار الصناعية أبان حرب الخليج الثانية (69)

هذا من شأنه إحكام الحصار الاقتصادي وتدمير كل من سوريا والعراق!! ولكن الغرب سيقع بقوة الله في المغامرة التي حاكها وسيدمره الله في قرقيسياء بعد أن يجف نهر الفرات ويحسر عن كنز الذهب } [70]

[ عن تبيع عن كعب قال : يكون ناحية الفرات من ناحية الشام أو بعدها بقليل مجتمع عظيم فيقتتلون على الأموال ـ الذهب ـ فيقتل من كل تسعة سبعة , وذاك بعد الهدة والداهية في شهر رمضان وبعد افتراق ثلاث رايات, يطلب كل واحد الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله  ].  [71]

وفي كتابنا : المهدي عليه السلام .. [72]

: سجلنا تفاصيل هذه المعركة الحاسمة الوشيكة .. والولايات المتحدة الآن هي القوة المسيطرة  في العراق, وفي شمال العراق عقدت المواثيق مع زعماء الأكراد .. لضمان نجاح  مخططاتهم ولو كان ثمنه إعطاء الأكراد دولة مستقلة بضم كركوك وغيرها لهيمنتها على البترول أولا.. ولتخليص أمريكا من السيطرة على منطقة الجزيرة في الشمال لإتمام خططها في هذه الحرب الوشيكة في { قرقيسياء }وكما جاء في كتابنا السابق ذكره.. وهذه الحروب الداخلية تكون في زمن المهدي عليه السلام وفيه الدليل الواضح..

.. عن ثوبان رضي الله عنه  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

:  [ يقتتل عند كنزهم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة , ثم لا يصير إلى واحد منهم , ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق , فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم , فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإن فيه خليفة الله المهدي ]

[73]. وكما ذكرنا تشارك جيوش الغرب في المعارك . وفيه روي الطيالسي عن أبي بكرة قال: قال رسول الله r :

{ لتنزلن طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة ويكثر عددهم ونحلهم ثم يجيء قوم من بني قنطورا عراض الوجه صغار العينين حتى ينزلوا على جسر لها اسمه دجلة , فيفترق المسلمون ثلاثة فرق , أما فرقة فتأخذ بأذناب الإبل فتلحق البادية فهلكت, ,وأما فرقة فتأخذ على نفسها وكفرت وهذه وتلك سواء , وأما فرقة فيجعلون عيالهم خلف ظهورهم ويقاتلون قتلاهم شهداء ويفتح الله عليهم  } .. [74]

وبنو قنطورا الترك , ولذلك حذر النبي المصطفى صلى الله  عليه وآله من القرب من الجبل خشية الهلكة والضياع . قال صل الله عليه وآله وسلم  : { يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا  }..   [75]

{لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس فيقتل من كل عشرة تسعة }.. [76].

{ سيأتي عليكم زمان يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون}.. [77]

, وقال: { يا بني إن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه  } وفي رواية : { ويقتل تسعة أعشارهم}..  [78]

{ وربما تشارك إسرائيل والدولة العبرية في هذا الاجتياح الكاسح وخاصة عند هزيمة السفياني عميل إسرائيل والغرب وتعد تقدم القوات الإسلامية (المهدي) في العراق }.. [79]

25 ــ جبل الذهب سر الماشيحانية :

ويصبح الدمار في هذه المعارك ظاهرا في استقدام الجيوش الغربية من روسيا وتركيا وأوروبا وحتى بعض بلدان المسلمين تطحن بعضها بعضا على المال المكنوز في جبال الذهب فلا ينجو منهم إلا القليل.. وهذه فتنتهم المدمرة في زمن المهدي عليه السلام يهلكهم الله هدية للمهدي عليه السلام قبل دخول القدس.

عن تبيع عن كعب قال :

[ يكون ناحية الفرات من ناحية الشام أو بعدها بقليل مجتمع عظيم فيقتتلون على الأموال { الذهب } فيقتل من كل تسعة سبعة ]

.. وتكاد المصادر الماشيحانية وعقائد أمراء المسيحية الصهيونية أن تحيط بهذه المعركة في نصوصها . ولكن اليهود الصهيونيين  {الماشيحانيين } تحديدا هم الذين حرفوا الكلم عن مواضعه تحقيقا لأهدافهم .. وبالنظر إلى تاريخ اليهود في بابل فهم ينظرون لها من المنظار الأسود بسبب ما حدث لهم من جراء السبي البابلي وتشتيتهم على يد نبوخذ نصر. وعلى هذا فهم اليوم يستنهضون قوى الغرب  والشرق ودفعهم لأتون المعارك الدموية وإحداث المجازر ضد المسلمين وآل البيت وأنصارهم في العراق , يريدون الانتقام من أبناء الأنبياء والتاريخ , وفي نظرنا أن الذي يحدث اليوم في العراق يحمل في طياته سياسات معقدة من إشكاليات التاريخ والمعاناة وسياسات الانتقام من التاريخ . وأما اختيارا لعراق اليوم وتدشينها كقاعدة للأمريكان التوراتيين بقيادة بوش فهي ترجمان تطبيقي لهذه النصوص التوراتية التي أراد بها اليهود تحريفا وزيادة .. خوض المعركة لتحقيق أهدافهم الماشيحانية الوثنية وتركيع المسلمين خاصة لإفسادهم وثرواتهم . والسيطرة على العراق تعطيهم روح جديدة من إثبات الثأر التاريخي على بابل في أبشع صورة للتزييف العالمي والتاريخي , وفي قراءتنا للنصوص مثلا :  أعد قراءة المزمور 137  ولاحظ  : { يا بنت بابل المخربة , طوبى لمن يجازيك جزاؤك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة } . [80]

وفي التفسير التطبيقي للكتاب المقدس :

{ يا بنت بابل المحتم خرابها , طوبى لمن يجازيك بما جزيتنا به , طوبى لمن يمسك صغارك ويضرب بهم الضمرة }.. وفي التفسير : { كان جيش البابليين يحاصر أورشليم , بل في الواقع فرحوا بتدمير المدينة ( إر49: 7-22), (يو3: 19), ( عو 1: 1-45 ) }.. [81].

26 ــ جاء في سفر الرؤيا ص16 ما يلي:

[ لقد شهد هذا المكان عدة حروب وقد دمرت المدينة وأعيد بناؤها في غضون عشرين عاماً ، وتوجد هذه المدينة حالياً التي كانت إحدى أهم مدن سليمان والملك آخاب على أنقاض المدينة القديمة وتحمل نفس الاسم :هرمجدون.. والتي ـ كما يقول البعض ـ ستشهد يوم حساب الرب لهذا العالم.] (82)

27 ــ وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي :

نرى الحديث عن بابل بالتوسل حيث رؤيتهم المحتومة لدمارها المقبل . ولذا وكما يرى العديد من الباحثين أن سفر يوحنا اللاهوتي قد حمل في طياته الكثير من النصوص العدوانية على الشعوب وتحول به اليهود من الرمزية التي في الإنجيل إلى حد التحديدات وهذا ملفت حقا إذا ما راجعنا الأناجيل وحتى النصوص الصادرة عن السيد المسيح عليه السلام في الإنجيل , وهذا ما يدفعنا للقول أن النصوص تحمل الكثير من التحريف المبني على سياسة الغدر والانتقام التاريخي .

يقول السفر في الإصحاح الرابع عشر: عنوان بابل الزانية الكبرى وفيه :

[  وجاء واحد من الملائكة السبعة ما يلي الكؤوس السبع وقال لي : تعال فأريك عقاب الزانية الجالسة على المياه الكثيرة والتي زنى معها ملوك الأرض وسكر أهل الأرض من خمر زناها ]. [83]

وتحت عنوان : [ نبذة عن دمار بابل في سفر أشعياء  ] : 13: 1-8

28 ــ رؤيا إشعيا بن آموص بشأن بابل :

[ انصبوا راية فوق جبل أجرد , احرقوا فيهم , لوحوا بأيديكم , ليدخلوا أبواب { العتاة } , لأن الرب القدير يستعرض جنود القتال. يقبلون من أرض { بعيدة } من أقاصي الفرات. هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها  ـ  ولولوا ـ فإن يوم الرب بات وشيكا. قادما من عند الرب محملا بالدمار. لذلك ترتخي كل يد ويذوب قلب كل إنسان فيقتل بهم الفزع وتأخذهم أوجاع , يتلوون كواحدة تعاني من آلام المخاض } ..

29 ــ أشعياء  13: 9ــ 16  :

{ ها هو يوم الرب قادم , مفعما بالقسوة والسخط والغضب الشديد وليجعل الأرض خرابا ويعيد منها الخطاة والشمس تظلم عند بزوغها ـ كسوف ـ والقمر لا يلمع ضوءه ـ  خسوف ـ وأعاقب العالم على شره والمنافقين على آثامهم , وأضع حدا لصلف المتغطرسين, وأذل كبرياء العتاة , وأزلزل السموات فتتزعزع الأرض في موضعها. من غضب الرب القدير في يوم احتدام سخطه , وتولي جيوش بابل {عبارة بابل غير موجودة في الترجمة الأخرى } ..

حيث ينهكها التعب , عائدين إلى أرضهم كأنهم غزال مطارد أو غنم لا راعي لها. كل من يؤسر يطعن , وكل من يقبض عليه يقرع بالسيف ويحرق أطفالهم على مرأى منهم , وتنهب بيوتهم وتغتصب نساؤهم }..

[  واليهود ينظرون لهذه النصوص بشكل مغاير حتى للتفسير المسيحي الرسمي. ويضعونها مقام الهدف للإفساد والتدمير في سياق المعركة النهائية وهم الذين حركوا أميركا المجرمة اليوم لتحقيق أهدافهم الماشيحانية. وفي التفسير للنص يقول :  { إن خراب بابل المذكور في (رؤ 16: 17-21) .. يعرض هنا بتفصيل أكبر:  والزانية العظيمة المدعوة بابل تمثل الإمبراطورية الرومانية الأولى بآلهتها الكثيرة , أما الزانية فتمثل إغراءات النظام الإداري الحاكم في استخدام الوسائل المعاصرة على المتعة والثروات والامتيازات , وتقف المدينة الشريرة بابل في مقابل أورشليم السماوية [  رؤ 21 : 10= 22-5 ]. [84]

وتجاوز اليهود الماشيحانيون هذا التفسير ليحولوا بيت المقدس إلى دار للوثنية والدنس والبطش القهري ضد المسلمين والمسيحيين سواء إلى الحد الذي وصف الأنبياء والسيد المسيح عليهم السلام .. تحديدا أورشليم بالزانية }.. [85]

لكثرة ما وضع اليهود فيه الوثنية والكفر والحلولي الماشيحاني في الذات الإلهية .  وسنفصل الموضوع في تناولنا للمبررات والخلفيات في المصادر الماشيحانية وقد شرحنا ذلك باستفاضة في كتابنا … [86]

30 ــ  هزيمة الغربيين في قرقيسياء :

: وهذه المدلولات تؤكد ضخامة حجم الحروب. ولا تكفي جميع هذه الدول والتحالف الغربي أن يحصل لنفسه مقاما في السياسة .. وفي ذات القسمة العسكرية والحرص على إثبات الذات والبقاء في العراق لتحقيق المكاسب بوجود أميركا أم بدونها .. ولهذا ستقاتل هذه القوي بمجموع قواتها الغازية بعضها بعضا ويدمر الله قواهم وهو ما يسميه اليهود وشياطين المستكبرين بالهرمجدون وإذا كانت الهرمجدون هي تسعير نار الفتنة بين قوي الغربيين على جبال الذهب فإننا نؤيدهم وهذا محتوم .. ونري في مبحثنا أن  المخططات الهمجية للمستكبرين في العراق والخليج الإسلامي .. إنما هي غطاء لمخططاتهم الاستعبادية في فلسطين والأمم .. وبهذا فإن زيف أسطورتهم الهرمجدونية قد حقق للشيطان الأمريكي تكريس خطط التواجد الاستيطاني في فلسطين المقدسة من جهة .. وتبرير مشاركتها مع القوى الناهبة المتمركزة في العراق وعلى امتداد هذا الخط الدموي الماشيحاني أراد هؤلاء الطغاة من تمرير مؤامراتهم الشيطانية بسربال أيديولوجي زائف  وتحت دعاوى  انتقامية من التاريخ أيضا زائفة .. فغطوا الوثنية البابلية وانتقامها من اليهود بالسبي !! بروح التعبئة العدوانية على العراق ..!! وخداع الكنائس البروتستانتية وأجهزة طابور الدعاية من جماعات الدعاية الإنجيلية  أمثال : [ جيري فالويل زعيم منظمة الأغلبية الأخلاقية . وهو الصديق الشخصي لمناحيم بيجين يجسد الصلة بين المسيحية الأصولية والصهيونية ، وجيري فالويل هذا يقوم بإنتاج برنامج ديني إسمه ـ  ساعة من أزمان الإنجيل ـ يتم إذاعته من 392 محطة تلفزيونية ومن حوالي 500 محطة إذاعية كل أسبوع ، كما انه يقوم بتنظيم رحلات إلى إسرائيل للمسيحيين الذين ولدوا من جديد ، كما يسميهم . ] [ التطبيع الماشيحاني الصهيوني !! ] (87)

ومن المروجين أيضا للهوس الماشيحاني الهرمجدوني رجال الدين البروتستانتيين [ أمثال : جيم بيكر وكينت كوبلان وجيمي سواجارت وغيرهم ، من خلال الإذاعات ومحطات التلفزيون .. فهذا جيمي سواجارت الذي  يعتبر من أشهر رجال الدين المسيحي في أميركا ، يتحدث أكثر ويعمل لصالح إسرائيل ، على أسس توراتية.. حيث يعتبر قيام إسرائيل ضرورة لاهوتية للعودة الثانية للمسيح . ويكشف سواجارت في برامجه  ومنشوراته الكنسية عن صهيونية التوراة ، حيث يقول : ان أميركا مرتبطة بحبل ميلاد سري مع إسرائيل ، وإن الله يبارك الذين يباركون إسرائيل ويلعن لاعنيها .. إن أميركا قوية لأنها تقف مع إسرائيل ] .[  قال المبشر جيمي سواجارت في برنامج تلفزيوني أذيع في 22  سبتمبر 1985 : [ إنني أؤمن بأن معركة هرمجدون مقبلة وستقع هذه المعركة في سهل مجدو .. إنها قادمة .. وإن التوقيع على اتفاقيات السلام لن يتحقق حتى يأتي المسيح المخلص ]  [ وتذكر : جريس هالسل في كتابها : النبوءة والسياسة : [ أثر عقيدة هرمجدون على الشعب الأمريكي والحكومة ومراكز القرار، فتقول ما ملخصه : [ ان النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم  ، ومن أولئك مجموعة المبشرين الأصوليين  الذين يرأسون  محطات تلفزيونية وإذاعات في الولايات المتحدة .. وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع الهرمجدون ، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة بإعتبار أن ذلك سيقرب مجئ المسيح  ]  (88)

:  فقد كان بعض الرؤساء الأميركيين، أمثال توماس جيفرسون وجون أدامز – متأثرين بالأفكار والتأويلات اليهودية والصهيونية ، وكان ريجان أكثر تأثراً بأفكار الصهيونية ، ويعتبر أن كل شيء معد في انتظار معركة  الهرمجدون]. ولهذا نؤكد من جديد أن عملاء المخابرات الأمريكية البوشوية من مروجي دعايات الهرمجدون في أوساط الكنائس الغربية البروتستانتية .. إنما أرادوا  بها تكريس ساسة النهب والتمويل لصالح الماشيحانيين والصليبيين الجدد في إسرائيل المفسدة.. وبهذا يرى المحللون للعلاقات الصهيونية بالولايات المتحدة [ إن الإستراتيجية الصهيونية لا تخدم مصالح الولايات المتحدة المستقبلية لا في المدى البعيد أو المتوسط، بل زادت من الكراهية والبغضاء لها ، وانتشر العداء للسياسات الأمريكية بشكل منقطع النظير في المنطقة وبقية أنحاء العالم ، وفقدت الولايات المتحدة صدقتيها ومصداقيتها بسبب تبنيها للأكاذيب اليهودية التي يروجها اللوبي الصهيوني وإسرائيل من خلال مراكز الدراسات والأبحاث والتي تقود إلى توتر العلاقات الأمريكية ـ العربية وإلى المواجهة مع البلدان العربية والإسلامية وبشكل خاص مع الرأي العام الشعبي والنخب في بلدان المنطقة. ]

(89) وبهذا كان الصهاينة الماشيحانيون في علاقتهم مع الولايات المتحدة  يرسمون غايات برجماتية لاحدود لها .. ناهيك عن تآمرهم عن طريق العملاء والجواسيس الموكلين من جهاز الموساد الإسرائيليين…[ كما ] يؤدي إيمان اليهودي بازدواجية الولاء وبأن ” إسرائيل ” هي دولة جميع اليهود في العالم وممثلهم الشرعي الوحيد إلى تقديم اليهود مصالح ” إسرائيل ” على ” مصالح الولايات المتحدة “.

وبالتالي يعمل يهود الولايات المتحدة لصالح وطنهم الأم ” إسرائيل ” أولاً وقبل كل شيء ، وبالتالي يتحوّل يهود  أمريكا إلى عملاء وجواسيس لإسرائيل مما يلحق أفدح الأضرار بالأمن الوطني والقومي للبلدان العربية والإسلامية ، وتعتبر قضية الجاسوس جونثان بولارد دليلاً واضحاً على ذلك ] (90)

في هذه الأجواء تسعى إسرائيل عبر مخططيها في البيت الأبيض ومراكز الأمن القومي  لتبرير اجتياح العراق أمريكيا عبر تقاريرهم الشيطانية التي تسكنها ريح الماشياح الجني المتصهين !! وهذا من شأنه إبقاء الكيان الإسرائيلي بعيدا عن جغرافية المواقع المدمرة ..وقد شرحناه في مبحثنا : المهدي عليه السلام . (91)

إن إسرائيل هي أضعف نقطة وثكنة عسكرية مشاركة في حروب الملاحم .. وإنما تزج إسرائيل بهم في حرب النهاية تحطيما لهم واستخدامهم حتى كأوراق كمية في سلة سقوط حرب النهاية .. فيأتون لمعركة مدمرة .. وهذا هو كار الممولين ورجال الماسون في إشعال الحروب والثورات الأوروبية لتنفيذ مصالحهم الشيطانية

والذي يدور في العراق ليس سوى استكمالا لمنهج رجال المؤامرة كما يسميهم : وليام غاي كار في كتابه أحجار على رقعة الشطرنج !! فهذا هو نفس الهرمجدون وأياديه الأخطبوطية المتآمرة وعلى البادي تدور الدوائر.. و المطلع على خفايا جذور المؤامرة أن يدرك مقصدنا وغايتنا أن مصطلح الهرمجدون ليس سوى أوكارا للثعالب اليهودية .. التي وجدت تجمعها في البيت البوشوي لتمتد عبره لتحطيم الأمم ثم لتبكي دموع التماسيح على أفران غاز جديدة .. أو محارق دعائية تقدم عملائها في البيت الأسود البوشوي محرقة لمعبوداتها الوثنية اليهودية المعاصرة .. وعقائد العجل الذهبي المنصوبة في عواصم التطبيع العربية !!

وهاهي الولايات المتحدة البوشوية تتعرض لهزيمة نكراء وفشل ذريع ينذر بسقوطها وما معارك جبل الذهب الوشيك ظهوره إلا مقبرة لأميركا والقوى الغازية !! {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } : القمر45

وهي المقبرة الوشيكة وهي التي تحدث عنها الأنبياء عليهم السلام نذيرا لليهود ويأبى اليهود إلا أن يواصلوا التزييف على الأنبياء والمرسلين ويواصلوا اللعنة الأبدية لهم وسينالوا غضب الله على مأدبة الله في قرقيسياء..

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152

وحسب ما ذكرنا يقتل في معارك قرقيسياء الملايين ونراها أول بوابة للملاحم التاريخية.. ولهذا عمد عملاء المخابرات البوشوية ووفق خطط ماسو نية لجعل الصيغة على معارك حرب النهاية هي صورة مقلوبة ومزيفة .. استهدف خلفها تعبئة الأمة الأمريكية المستعمرة والناهبة لتمويل الحرب القادمة .. في مواجهة المهدي الموعود والمخلص . وهم يعبئون الشارع الغربي بالدعاية الهوليودية الماسونية.. واستنفار جيوش التحالف الغربي الماشيحانى غيرالمقدس في العراق وبعد حصار دموي لتدميره وفق الخطط الماشيحانية .. والآن قد كشف القناع بعد سقوط صدام وتنصيب حكومة لا منهجية جاء رجالها على ظهرا لدبابات الأمريكية .. إن الوجود العسكري الدموي في العراق لا يحمل في طياته سوى مكنوز الحقد اليهودي الأسود في المنطقة .. وتؤكد حروب الإبادة المنظمة في العراق وزرع الحروب الطائفية والمذهبية  وتأسيس سياسة  بلير القديمة الجديدة ..[ فرق تسد ..] إنما هي جزء من خطة مجرمة ربط فيها الماشيحانى المتصهين بلير ذاته كـتابع ذيلى وراء الناهبين من عسكر 2 بوش !! وهكذا ترسنت بريطانيا المستعمر العجوز ذاتها من جديد كما إلحاقيا لأمريكا الناهبة .. وأصبحت أحد أدواتها الملعونة !! بعد أن سلمتها مستعمراتها بعد الألفية الكونية الأولى .. والمقصود وراء هذه الحملات الصليبية الجديدة هي إثبات الصورة القديمة والمخطط الناهب الجديد .. وحسب رغبة الرئيس الأمريكي 2 بوش هو إبرازه كقائد ماشيحاني في الألفية الثانية .. و هذا الحلم سبقه عليه زعماء إسرائيل في الولايات المتحدة !! أمثال ريجان الذي كان يحلم بقيادة حرب الماشياح في مواجهة قوى الشر في العراق وهاهو مصاب بهستيريا فقدان الذاكرة..{ نسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر 19 .. وهاهم كل الماشيحانيين كسيدهم الشيطان يتمتعون بكفرهم ..

وبعد إزاحة صدام أصبحت إيران من جديد هي الهدف تحاصر بنفس الدور.. وبنفس المخططات تحت دعاوى متكررة وهي المفاعل الإيراني الذري !! تارة وبمحور الشر تارة أخرى ، والأصل هو أن المنطقة الآن قد دخلت في أتون حرب الملاحم النهائية وأن الأمور تسير الآن بإتجاه ظهور قيادة إلهية من طراز فريد في المواجهة المحتومة .. مع إسرائيل والدجال المزيف الذي تعبده من آلاف السنين.. وأن صراعها الكوني الختامي لزوالها سيكون بخروج المهدي وثورته العادلة المقدسة عليه السلام ..

وهوالمدخر من الله تعالى لمواجهة الكفرالماشيحاني المزيف .. وإشاعة العدل الإلهي والقسط بعد إزاحة المفسد العالمي بقيادة الشيطان في إسرائيل عدوة الله والأنبياء عليهم السلام .. وبذبح الدجال أمام أعين الأمم يكون المهدي علية السلام قد رفع روح التطهير الإلهي في الأرض ويكون عيسى النبي الجليل عليه السلام تاجا في دولة المطهرين .. هذا وتتفق جميع المصادر والكتب المنزلة على هذه الحتمية الإلهية .. وتكون الدنيا حينها بلا أعور.. وبلا دجال .. وتكون حياة الناس بروحانية مطلقة يسكن روحها مهدي الأمم  عليه السلام .. يسكن روحه المقدسة  كل الروحانيين والغيبيين ..  (92)

جاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله :

{ أن لله مائدة ـ أو مأدبة ـ بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين } .. [93]

ووصف الحديث حالة المعركة ب { بمأدبة الله } هو وضع وتحديد للمعجزة الحادثة في هلكة كل هذه الجيوش وإظهارا للتقديرات الإلهية في نزع الجبارين .. والانتقام الإلهي من شر إفسادهم في الأرض , وذلك بنزع بعضهم البعض على مقاليد العراق بعد وصولهم لحالة اليأس وعدم القدرة على النهوض وتحقيق الاستراتيجيات والبرامج , وهكذا ينازع السفياني كل هؤلاء القادمين والمتحالفين معه.. بعد دمار قواتهم الملعونة . ويجئ السفياني ليأخذ له دورا في الزعامة الموهومة قبيل ذبحة على شجرة في طبريا.. ونشير هنا لعدم الخلط أن المسافة الزمنية بين السفياني وكيل الدجال وظهور الدجال في تقديرنا عشرين سنة لأن خليفة الله المهدي يكون على أبواب القدس . [94]

واليوم ينظر اليهود بإفسادهم للعراق في صورة مغايرة تماما فالعراق ليست رومانية ولكن إسلامية أما بوش الثاني فأراد بعقيدته الوثنية الصهيومسيحية تحويلها وشوارعها إلى ولاية أمريكية كما هو الحادث اليوم ومن هذه الأسماء ” مين ستريت ” (الطريق الرئيسية) و” ساوث ستريت ” (الطريق الجنوبية و” سيجار ستريت ” ، وقد حلت محل أسماء شوارع بغداد ، فيما سمي النادي الفخم في بغداد الذي كان يرتاده ضباط الجيش العراقي السابق ” اوبزرفيشن بوست : مركز المراقبة  [ أنظر : http://www.m0dy.net ]

.ومدججة بالسلاح المدمر لتنفيذ خطط إسرائيل الخزرية في امتصاص ثرواتها وذهبها المخزون إلهيا لجهاد المسلمين . والمشروع الهرمجدوني هو في عمقه ليس أكثر من منهجية غوغائية وروح إشاعة هوليودية مخرجة بسيناريو ماسوني معقد في الزيف تدفع  قوى الماشياح من عبدة العجل الوثني والمجموعين من كوريا وتايلاند وباقي دول شرق آسيا الوثنية الى مذابح بينهما على الريادة والنهب للذهب وهو لعنة إلهية مدخرة لسحق الطغاة وكل الوثنيين خلف المسيخ الدجال …  وكأن التاريخ يعاد من زمن غضب موسى النبي العظيم.. الى زمن خليفة الله العظيم سليل النبوة .. وبين روح هذه القداسة وروح الطهر يدخر العلي القدير انتقامه من الجبارين .. وهي ماتصفه مصادرنا الحديثية [ بمأدبة الله .. ] والآن ماذا سيبقى للدجالين الذين يروجون تخلفهم الموهوم في الأمم ..إن هناك معركة حتمية ببين الخير والشر !! إنه قول حق أيها السادة : يراد به باطل !! وفي زمن الزيف يقف الدموي  2 بوش وأبيه ورواد الزواني في الكونجرس والكنيست ليطرح  المفسدون ذاتهم أنهم أهل الحق واجهة الخير .. فأي معايير لمفسدي إسرائيل المشطوبين من قيادة الكنيست على خلفيات الدعارة والتحرش الجنسي !! ] هكذا نرى حقيقة العمق الأيديولوجي الماشيحاني وهو يلتحف ثوب المؤامرة وقطار الناهبين وأضحى البيت الأبيض ومراكز الأمن القومي البوشوي مقاما لعملاء الموساد وعشاق الزواني وكبار رجالات الموساد وهم المتخصصين من قوى اللوبي وجماعات الضغط   [وأصبح الرئيس كلينتون والرئيس 2 بوش الابن بعده كدمى يحركها ويوجهها اللوبي اليهودي الأمريكي. تولى اليهود الأمريكيين وغالبيتهم من المنضمين والمؤيدين لليكود المفاوضات مع القيادة الفلسطينية لفرض الحل الصهيوني عليها وتصفية قضية فلسطين. وعلى الرغم من ذلك لم يكتف بنيامين ونتنياهو ، رئيس وزراء ” إسرائيل ” الأسبق بذلك ، بل هدد بحرق البيت الأبيض عندما اختلف مع الرئيس كلينتون، وبالفعل فجّر له [ فضيحة مونيكا لوفينسكي ]  مما حوّل الرئيس كلينتون إلى أسير في أيدي اللوبي الصهيوني  .

ونجحوا بابتزازه تماماً كما فعلوا مع الرئيس ليندون جونسون من خلال عشيقته الإسرائيلية ، عميلة الموساد ماتيلدا كريم.] (95)

.. وبهذا نرى من هو الذي يقف وراء تشويه حكومات الماشياح المزيفة عبر جماعات الضغط الربوية التاريخية ؟ في أميركا .. ولماذا يقف 2 بوش الممسوخ بعمى الماشياح والزاعم انه يكلم الرب .. وأن المسيح الذي يعبده هو الذهب العراقي !! وكأن عقيدته الماشيحانية ليست  إلا فرعا عن شبكة آل بوش مقرها البيت الأبيض ومركز دعايتها الكنيست الأسود !!

وبهذا يجب أن تدرك جماهير المهدي الموعود عليه السلام ..وهم طلائع التقديس والإيمان في هذا العالم أن مجرد الاعتقاد بوجود هرمجدون والترويج لها.. وحمل زيفها هو كمن يحمل  عقيدة الدجال وأساطيره الزائفة.. هذا وان هذا الشيطان : 2 بوش .. لايكف لحظة عن زيفه ورجالة وعبدته الماشيحانيين !! وأن تردد نظريتهم هوان تروج للدجال ونظريته ..

انه وبكل أسف شديد نؤكد أن جمع من الكتاب في دراساتهم وبحوثهم ومقالاتهم المنشورة وغير المنشورة وتحديدا في .. مواقع الإنترنت يروجون فيها بقصد وبغير قصد  لنظرية الهرمجدون !! فأضحوا وأمسوا هرمجدونيين وخدم لفلاسفة اليهود الوثنيين.. وكفي باليسار الصهيوني استهزاء الماشيحانيين واتهامهم بالرجعية والهرطقة .. ومخالفة التقدمية !! والبسطاء من الكتبة ومروجي الكتب عن المهدي الموعود عليه السلام .. وأحوال الساعة قد أساؤا بقصد أو بغير قصد للقضية المقدسة بطرح موضوع الهرمجدون على انه حقيقة .. إننا اليوم محتما علينا أيها القادمون معرفة الحق و أن ندرك الحق مع أبناء النبي صلوات الله عليه عليهم أجمعين .. وبإدراك الحق والحقيقة ..يجب أن تسمى الأسماء بمسمياتها حرصا على تبيان وجهة الحق  المبين ..  فحملة الحق في آخر الزمان هم القائمون بالدين وخلافة الله في الأمم .

31ــ خليفة الله المهدي ومعركة قرقيسياء :

..والآن ومجريات الأحداث سريعة جدا فأن أحوال الساعة هي تؤطئة لمهدي آل محمد الطاهرين عليهم السلام .. وإن إدراك حقيقة المهدي المعادي لحزب الشيطان يحتم على الأمة وجنود الحق أن ينحازوا بالكلية لمعسكر الطهر النبوي المقدس .. ومن مستلزمات الوعي الثوري لا بد لنا من تحديدات لعناوين المرحلة من كتب الأصول ومصادر المسلمين بدلا من نبذ المصادر الصحيحة لآل البيت النبوي واللحاق بالكتاب الماشيحانيين ورواد حركة التجهيل .. وفي قراءتنا الموجزة وهي جزء من كتاب سيصدر قريبا بمشيئة الله تعالى . (96)

نؤكد على ضرورة البحث الجدي وإعادة صياغة العقل الإسلامي المقاوم .. بروح جديدة ونبذ المؤامرات الخيانية التي يروجها العملاء لحرب وهمية بين الشيعة والسنة .. مستهدفين سحق الارتباط بين الأمة وآل البيت النبوي .. وخلق حالة انفصام منهجية بين جماهير الأمة وقيادتها الخالدة وهو المحدد إلهيا  بخليفة الله المهدي .. عليه السلام ..  فكل خطوة مقيتة بإتجاه الجهل والتجهيل إنما تقدم فكر المؤامرة علي لغة الحق والعدل !! وتقدم  فكر التردد الشيطاني على فكر الحسم !! وتقدم فكر التجزئة على فكر الوحدة !! وتقدم فكر الماشياح الوثني على فكر النور المحمدي و الروح.. فليس أمام الأمة اليوم خيار ..إما أن تنحاز لمشروع الله المتعالي والممثل جليا في خط آل محمد الطاهرين بقيادة خليفة الله المهدي  عليه السلام .. وإما أن تنحاز الى مشروع الدجال وأبيه إبليس الرجيم  .. وإما أن تكون من حزب الله الغالبون وإما أن تكون من حزب الشيطان وإبليس الهابطون .. وان تروج لعقيدة الماسون الهرمجدونية هو يعني  أن تكون جنديا غير موقرا في صفوف أعداء الله ومفسدي الأرض  ..

إن الأمة ليس لها اليوم خيارا إلا بالانحياز لمشروع خليفة الله الحق.. وسليل الحق .. ونور الحق وأمر الساعة الحق .. القادم الوشيك.. للعن وإبادة كل رمز للشيطان في هذا العالم .. والمجتث كما في القرآن العظيم أصول الشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن ..

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }  :  إبراهيم26

.. فحملة الهرمجدون هم الماسون الزرقاء كما مسماهم !! وهم الناهبين القتلة ..والمطلع في كتابات بعض الشباب المسيحيين الواعين حول البروتوكولات والمقررات يجد العجاب في حقدهم على اليهود.. ان هنالك جيلا بمشيئة الرب الأعظم بدأ يتكون في قلب الواقع الغربي .. وهم من المختارين الموعودين للسيد المسيح ويحملون العداوة لفكر لليهود .. وكفي في المثال على رفض سياسات اليهود أن الإتحاد الأوروبي عندما أجرى استبيان علني في اجتماعاتهم بالسؤال : من الذي يقف اليوم في تخريب العالم ؟ فكانت الإجابة الكلية [ إسرائيل !! ] والى يومنا يعاني سولانا ممثل الإتحاد الأوروبي .. من بغض وتشويه الماسون في الولايات المتحدة البوشوية وعلى لسان كوندريزا الهرمجدونية  ..

وهكذا نريد القول بعد هذا المدخل أن السياسة البوشوية اليوم و بكل مصطلحاتها ومفرداتها الماشيحانية إنما تؤكد حالة وخيار واحد وصريح أعلنه بوش ورئيس الفاتيكان الجديد المنصّب ماسو نيا : إنهم يقفون في خندق العداوة للنبي الأعظم  صلوات الله عليه وسلامه ويعلن البوشيون : إنهم إنما يخوضوا حربا صليبية جديدة على المسلمين ، ويفخر بوش الصهيوني المعجب والمفتون بشخصية شارون الدموي !! ويرى فيه الإخلاص الروحاني وروح إسرائيل والمسيح القادم .. ان ثقافة الهرمجدون بوضوح وبآلاف الشهادات والوثائق اليهودية وأدواتها الإعلامية .. إنما تؤكد علي سياسة تلمودية تسير بإتجاه واحد .. ثقافة الهرمجدون تعني تدمير آلاف البيوت على رؤوس أصحابها في المخيمات في لبنان وفلسطين المقدسة !! هي ذاتها اليد الدموية التي تذبح المسلمين في العراق وتنفذ سياسة اليهودي الماشيحانى الهرمجدوني : [ برا يمر ] واضع أصول الحكومات العميلة ـ أحجار على رقعة الشطرنج ـ ومخطط إسقاط سوريا وتطويق حزب الله من دمشق بعد إسقاطها .. وعندما جاءت الأمور وبقدرية إلهية بظهور المقاومة الإسلامية وجيش المهدي عليه السلام علي الخارطة في العراق اندفع بوش بزج إسرائيل نحو إجتياح لبنان في تشرين الماضي في محاولة يائسة لتصفية حزب الله وهو جيش المواجهة الوحيد في المنطقة العربية المحسوب علي خط المهدي عليه السلام  .. فكان قدر الله نافذ بتحطيم نفسية إسرائيل وخلخلة مركباتها وعنوان الجيش الذي لا يقهر.. ونذر الانقسام في مملكة إسرائيل التاريخية أضحى وشيكا بين الشمال والجنوب ! الحرب الهرمجدونية في لبنان تكللت بالخزي والعار وانكشاف الوثنية والعداوة لله والأنبياء انكسرت عل يد رجال المهدي الإلهيين في جنوب التاريخ وبوابة فاطمة المواجهة.. واعترف اليهود بسقوط إسرائيل في أول معركة الهرمجدون المزعومة .. بالمذلة والاعتراف بفشل جيش الدفاع الباسل وهو الجيش الذي لا يقهر !! وهذه المعركة المفخرة في التاريخ الإسلامي وهي  [التي بدأ العرب يطلقون عليها بتفاخر معركة نصر الله ــ غراد ] نقل ذلك اليساري الصهيوني : أوري أوفنيري .. (97)

وأن يصدر بيان الهزيمة علنيا من  وزير الدفاع  الصهيوني شاؤول موفاز .. فهو تبيان حقيقي  على حتمية انهيار الدولة النووية اليائسة !! وفي ظلال هزيمة الفكر الماشيحاني وتراجعه على مستوى النظرية والتطبيق  .. فأي هرمجدون إذا قادمة وعلى من ؟ وإذا كانت كتيبة إلهية واحدة من جيش آل محمد الطاهرين  تقصم ظهر إسرائيل  وتدفع برئيس الجيش الذي يقود إسرائيل نحو الضغط والاعتراف بالهزيمة !! فيما هرولت بعده المتحدثة  بإسم الخارجية الإسرائيلية للتصريح : [ إن كل جيوش العالم وليس إسرائيل فحسب لن تستطيع نزع سلاح حزب الله  ..]  وكفي بقيادات الجيش الهرمجدوني الاعتراف على التلفاز الصهيوني الإسرائيلي : ان جيش إسرائيل أصبح جيشا عجوزا !! ان ما نريد تأكيده بعقلانية : أن ثقافة التلمود التاريخية لم تنتج إلا الدم خدمة للسامري والدجال الرجيم ، ولن تفرز سوى الويلات وقتل الملايين في الحروب الدموية اليهودية الخارجية.. وان اليهود وحاخاماتهم هم الذين سيدفعون الثمن حين يذبحهم الدجال على قوارع الطرقات ..ان قراءتنا الموجزة لا تتسع لعرض الوثائق والتحليلات.. وكفي بالإنترنت اليوم مرجعا متناولا  .. والشمس لا تغطى بغربال !!

مرة أخرى .. إن فكر الأزمة يقف اليوم ليسجل حالة شمولية من التخلف .. وفي ضوء التراجع والتبعية .. يجب أن ندرك أي ثقافة هرمجدونية تتشكل اليوم على مستوى الواقع والتاريخ الصراعي .. وأي أحلاف عربية تتشكل خدمة للماشياح الوثني المعادي  .. !! وهل تستطيع أي مخابرات عربية أو فلسطينية أن تغرد خارج السرب الماشيحانى .. أو أن تقف بعلنية لتؤكد مخالفة سياسات التطبيع والتبادل الأمني !! إنهم يدفعون جماهير الأمة والحكومات العربية  الماشيحانية لمزيد من الركوع والمذلة  وبرمجتها عبر الإعلام وسياسات التيئيس والتجويع والإرهاب الممسوخ لتقف في خندق الماشياح الدجال ..

32ــ الخلفيات الإسلامية للملاحم :

في نبؤه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم  : أن من أمته من يعبدون الدجال  وقد روي عن أبي سعيد الخدري قال :  { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتتبعن سنن بني إسرائيل شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخل رجل من بني إسرائيل جحر ضب لتبعتموهم فيه وقال مرة لتبعتموه فيه }.  (98)

وفي رواية أخرى {قال : قيل : يا رسول الله اليهود و النصارى ؟ قال : فمن  إذا }. (99)

وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه بهذا اللفظ

.. وحقا نبؤة الني صلوات الله وسلامه عليه وآله المطهرين .. فقد باع الحكام العرب قلوبهم لحزب إبليس وثقافته الملعونة .. وهم يقفون اليوم بكل صراحة القرآن أمام الإستبدال الإلهي للعرب ..

وهو قوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وآله ..

{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } محمد : 38..

وفي قوله تعالى :

{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التوبة39 .. وقد شرحنا الآيات في كتابنا : المهدي عليه السلام في المقدمة .. (100)

وفيه عن جابر بن عبدالله يقول أخبرتني أم شريك

: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال هم قليل } ..

يكون عربا يومئذ يا رسول الله فرد عليها : { هم يومئذ قليل }..   (101)

والسؤال بعد هذه المدلولات القرآنية والحد يثية أين يقف شباب الأمة المقاومون والرافضون لمناهج المفسدين.. هل يقفون مع ثقافة المهدي وآل محمد الطاهرين أم  أنهم واقفون في خنادق الدجال وثقافته الوثنية التلمودية الملحدة .. ان المحللين الصهيونيين من أمثال يهودا يعاري وشئيف زيف .. والعاملين في الصحافة التحليلية ومراكز الفكر الإستراتيجي .. واحتماليان الحرب المقبلة باتوا يدركون قرب النهاية .. وهم قد أجمعوا أمرهم بوجود بدائل للكنيست في حال قصفه الوشيك .. وإيجاد بدائل للمواقع النووية  !!  وهم قد أسسوا قيادة سرية للحرب المحتملة تحت الجبال قرب القدس.. وقد وضعت إسرائيل إمكانيات كبيرة من أجل تنفيذ هذا المشروع  ويوجد الآن فيها جميع التجهيزات العسكرية والمكاتب المدنية ومعلومات الأمن  البديلة تمهيدا لإمكانيات الحرب الشاملة المقبلة وإمكانيات تدمير في إسرائيل محتمل !! وجموع اليهود تذهب للحاخامات للبحث عن مخرج … فيما هرب الآلاف خوفا من مرحله ما بعد حيفا !! وهم ممن يحملون الجنسيات الغربية وأصحاب رؤوس الأموال .. في هجرة معاكسة أدت لدوائر الأمن الصهيوني للتعميم على السفارات الأجنبية بعدم إعطاء تأشيرات  أواحصائيات للهجرة لمراكز الصحافة والإعلام !! والأوضاع بعد حرب إسرائيل مع حزب الله وأنصار المهدي عليه السلام باتت مهزوزة ؟ وفي ضوء ذلك تحطمت كل الحواجز والتدابير الأمنية المحظورة .. وأصبحت الدعاية المعاكسة تسقط دولة الدجال في أزمات معقدة وفضائح جديدة .. والبحث في موضوع مرحلة الإساءة الإسرائيلية لا حدود لها ولا مقام .. وفي وعينا النوراني وثقافتنا المهدوية الروحية .. نؤكد على مسائل الوعي الإلهي والثقافة المحمدية النابعة من بيت النبوة .. وهم بيت الأمان وحزام الأمان في مواجهة ثقافة الإنهيار والتراجع.. والهلع علي الثقافة الهرمجدونية.. وكأنها قصص لثقافة الرعب المحتمل في جو من الروح الأساطيرية والشيطانية ..

ولهذا نؤكد ان الهرمجدون لا معنى لها في العقل التوحيدي .. نحن قوم نعرف ثقافتنا وندرك شروط نهضتنا  .. ونؤمن بيقين قرآننا بحتمية الإنتصار والعلو القادم الوشيك .. ولهذا كان عنون قراءتنا الموجزة : سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة !! والتي يحشد الماشيحانيون في كل الأرض لربوبية يهوه الماشيح الوثني في دولة لقيطة أوشكت على التلاشي !! فهل ينظر المتقون هذا الإعلان فيكونوا من الخاسرين وأصحاب الجحيم ؟؟ أم ينحازوا لخنادق الحق .. ان موضوع الحرب القادمة في الوعي الماسوني الوثني ليس سوى استثمارا لنصوص وتحريفها كما سنبينه بمشيئة الله في مبحثنا..

ولكن الالتفاف على العقائد والنصوص والتاريخ سيدفع العجلة إلى الوراء .. والانعكاسة ستكون محتومة عليهم وشيكا في حرب النهاية والملاحم .. وفي نصوصنا ومصادرنا ان معركة : قرقيسياء باتت وشيكة .. فإذا كان اليهود ينقلون بفكرهم الدعائي المسيحي الصهيوني المعركة إلى قلب القدس ـ جبل مجدون ـ  فهذا هو العمى والعشى الليلي والجهل .. الذي هو نهاية إسرائيل المفسدة حقا. ونهاية كل الملتفين حولها من جنود السفياني وكيل المسيخ الدجال !! وهو تزييف بيّن وواضح في نقل المعركة  .

فإذا كانت الهرمجدون داخل القدس فلماذا يجندون جيوشهم اليوم في العراق في صورة {شرق أوسط جديد } اللهم إلا إذا كانوا اليوم يبدؤون بدمار العراق ونهايتهم قبل معركة مجدو أو  ـ الهرمجدون الزائفة ـ  وأين هي الهرمجدون والصواريخ الإسلامية لحزب الله الغالبون تمطر هذه الساعات كل المدن الإسرائيلية توطئة للزحف نحو الملحمة الإلهية ودمار إسرائيل كما في نصوص الأنبياء وخطابهم في التوراة أصبح وشيكا.  فهل يا ترى بعد دمارهم الحتمي تكون الهرمجدون؟ أم الدعاية السوداء لخداع النصارى أصبح يمثل اليوم صورة مسبقة للذلة والمسكنة .. أو رسم صورة للدفاع عن دولة موهومة ذبح فيها الأنبياء عليهم السلام ..على أعمدة الكهنة وحكام إسرائيل الوثنيةََ !! ان ما يحدث في العراق اليوم ليس إلا صورة للإفساد الحكومي اليهودي في بابل القديمةََ  !! إن سياسة إسرائيل للهروب للأمام لن يعفيها ورغم كل ما ارتكبت من مجازر دموية  .. من لقاء مصيرها المحتوم  كما لن يفيها من الحساب المحتوم ..

33ــ نهاية إسرائيل بلا هرمجدون محتومة :

إقرأ في النص في سفر الرؤيا أيضا :

{ بابل العظمى, أم زانيات الأرض وأصنامها المكروهة }.  [102]

فهي وهم .. اليوم بنفس المنطق يعيشون ويؤلهون الماشياح بمقام الإله الواحد القادر فوق عباده. وثنيون أرادوا الانتقام من الدين والتاريخَ !! يقول الدكتور أحمد حجازي السقا :

[ ثم اقرأ عن (بابل) في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي , تجد أن الكاتب يقول أن في (بابل) التي هي العراق الآن- حبال من ذهب نقي . وذلك ليشجع اليهود على التكتل لضرب العراق أخذا بثأرهم من (نبوخذ نصر) ملك بابل. ونقل عبارة المزمور في سفر الرؤيا هكذا { جازوها كما هي أيضا جازتكم } ..

وفي الإصحاح السادس عشر من سفر الرؤيا , عقب الكلام عن معركة {هرمجدون } :

{ في ساعة يوم الرب : وصارت المدينة العظيمة ثلاث أقسام , ومدن الأمم سقطت وبابل العظيمة ذكرت أمام الله , ليعطيها كأس خمر سخط غضبه } ثم شرع في الكلام عن بابل . فوصفها بالزانية العظيمة . وقال :  {إنه رأى امرأة جالسة على ـ وحش ـ قرمزي . مملوء أسماء تجديف على الله  {والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب , وحجارة كريمة ولؤلؤ, ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها  . وعلى جبهتها اسم مكتوب . سر بابل العظيمة أم الزواني و رجاسات الأرض ونجاسات زناها وعلى جبهتها اسم مكتوب سر بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض  } ..

يعني بذلك : أن أرض العراق مملوءة بالذهب واللآلئ وذلك ليشجع اليهود على أخذها من أهلها بالقوة

وقال : إن المرأة المتحلية بالذهب جالسة على سبعة جبال {عليها المرأة جالسة }.

وقال : إن التجار سيتخلون عن بابل  :  { ويل ويل . للمدينة العظيمة المتسربلة ببز وأرجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم  } .

وفي هامش الصفحة يقول : ” نص سفر الرؤيا عن جبال الذهب السبعة – وهو سفر أسطوري خرافي} [103]

والدكتور السقا هو من أعمدة التنصير المسيحي الذين هداهم الله للإسلام .

– وفي الإصحاح السابع عشر:

{ وجاء واحد من الملائكة السبعة حاملي الكؤوس السبعة وقال لي : { تعال فأريك عقاب الزانية الكبرى الجالسة على المياه الكثيرة والتي زنا معها ملوك الأرض وسكر أهل الأرض من خمر زناها }..

[ رؤ 17: 1-2 ]

34  ــ شهادة أنبياء إسرائيل بحتمية  دمارها :

أولا ــ حرب الملاحم الحتمية في الشام :

في وقد أثبتت نصوص سفر الرؤيا: [.. وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه، ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم .] (105)

المعدون للساعة واليوم والشهر والسنة لكي يقتلوا ثلث الناس، وعدد جيش الفرسان مائتا ألف ألف (مائتي مليون ] [.. لهم دروع نارية وأسمانجونية وكبريتية، ورؤوس الخيل كرؤوس الأسود، ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت، من هذه الثلثة قتل ثلث الناس من النار والدخان والكبريت الخارجة من أفواهها، فإن سلطانها ـ قوتها ـ في أفواهها  ] .  (106

ثانيا  ــ سقوط إسرائيل في شهادة الأنبياء ع :

[اضربوا بالبوق في” صهيون ” صوتوا في جبل قدسي ] ــ العبارة محرفة ومضافة على النص وبحذفه يستقيم النص ــ  وعنوان الإصحاح  ” يوم الرب مقبل  ” وهو تعبير عن صراع زمن النهاية  فيه : ” وليرتعد جميع سكان الأرض ، لأن يوم الرب مقبل وقد بات وشيكا . هو يوم ظلمة وتجهم ، يوم غيوم مكفهرة وقتام دامس ، فيه تزحف أمة قوية وعظيمة كما يزحف الظلام على الجبال، أمة لم يكن لها شبيه في سالف الزمان ، ولن يكون لها نظير من بعدها عبر سني الأجيال.” وينتهي القول : ”  ترتعد الأرض أمامهم وترجف السماء ،تظلم الشمس والقمر وتكف الكواكب عن الضياء ”   (107)

هذه هي سمات حالة اليهود في قلب الظلام الدامس.. أما جند الله المتقين الذين يجاهدون على الحالة برمتها

{ عباد لنا أولي  بأس شديد } أما سماته فيقول السفر عنه ..

[ كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون، كعريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون، كزفير لهيب نار تأكل قشا، كقوم أقوياء مصطفين للقتال، منه ترتعد الشعوب ] (108)

أما سمات جنده الذين يسحقون اليهود ودجاجلتهم في حرب النهاية :

[ يثبون على رؤوس الجبال  في جلبة كجلبة المركبات، كفرقة لهيب نار يلتهم القش، وكجيش عات مصطف للقتال. تنتاب الرعدة منهم جميع الشعوب وتشحب كل الوجوه. يندفعون كالجبابرة و كرجال الحرب يتسلقون السور، وكل منهم يزحف في طريقه لا يحيد سبيله. لا يزاحم بعضهم بعضا . بل يتقدم كل منهم في طريقه. ينسلون بين الأسلحة من غير أن يتوقفوا . ينقضون على المدينة ويتواثبون فوق الأسوار .. ـــ  تحريف ـــ [ ترتعد الأرض أمامهم وترجف السماء، تظلم الشمس والقمر وتكف الكواكب عن الضياء ]  (109)

[ لأن يوم الرب عظيم ومخوف جدا فمن يطيقه”ولكن المحاكمة في يوم الرب هي حتمية الحدوث.. وهي حتمية وأمرا كان مقضيا..ل[ وأحاكمهم هناك على شعبي وميراثي بني إسرائيل الذين بددوهم بين الأمم، وقسموا أرضي وألقوا قزعة على شعبي وأعطوا الصبي بزانية وباعوا البنت بخمر ليشربون  ] (110)

..[ قريب يوم الرب العظيم، وقريب وسريع جدا، صوت يوم الرب يصرخ، حينئذ الجبار مرّا، ذلك ليوم يوم سخط، يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار، يوم ظلام قتام، يوم سحاب وضباب، يوم بوق وهتاف على المدن المحصنة وعلى الشرف الرفيعة، وأضياق الناس فيمشون كالعمي لأنهم أخطأوا إلى الرب فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلة، لا فضهم ولا ذهبهم كلها، لأنه يضع فناء باغتا لكل سكان الأرض  ] (111)

ويرفع سفر صفنيا النبي u بالنداء لليهود بأنهم لا محالة أمام حتمية غضب الرب وهو الذي جمعهم لفسادهم وزيفهم في الأرض المقدسة ليكون زمن المحاكمة.. وهذا هو زمن المحاكمة؟!!

..[ اجتمعي أيتها الأمة الوقحة ، قبل أن يحين القضاء فيطوح بك كالعصافة أمام الريح ، قبل أن يحل بك غضب الرب الماحق ، قبل أن ينصب عليك غضب الرب التمسوا الرب يا ودعاء الأرض ــ الصالحين ــ الراضخين لحكمه ، أطلبوا البر والتواضع لعلكم تجدون ملاذا في يوم سخط الرب ] .  (112)

مراجع الحلقة الثالثة

(48) (48) مجلة الدفاع الوطني- العدد 46 1-10-2003 =
ــ دراسة هامة  : الشراكة التركية – الاسرئيلية في مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP) : الآلية والتداعيات  [ بتصرف ]
(49) ميدل إيست أون لاين  :
First Published 2002-06-17, Last Updated 2002-06-17 18:54:17

http://www.middle-east-online.com/?id=5520 دراسة هامه بعنوان : للباحث عبد الناصر نهار [ أزمة المياه في الوطن العربي ويقترح الحلول الممكنة..]

http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible (50) Dictionary/24_M/M_049.html ..

(51) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص   : إنجيل : لوقا

(52) كتابنا المهدي عليه السلام : باب الملاحم وتحرير القدس : تحت الطبع : القدس عاصمة السيادة والقيادة

(53) دانيال : 7 / 21 ــ 22 صفحة 1700 ، 1701

(54) أشعياء : 17 : 1 الكتاب المقدس .. الطبعة الرسمية للشرق الأوسط

(55) ابن عساكر: تاريخ دمشق ج1/231 رقم247= القرطبي: التذكرة ص564-565  = المستدرك على الصحيحين ج4/532 رقم 8496 ط دارا لكتب العلمية بيروت  ط1/1411 هـ ــ 1990م = سليمان الطبراني : مسند الشاميين ج2/266 رقم 1313- مؤسسة الرسالة بيروت ط1 1405هج  ــ 1984م = عبد العظيم المنذري : الترغيب والترهيب ج4/33 رقم 4683 ط1/ دار الكتب العلمية بيروت 1417 هـ = المناوي : فيض القدير ج4/ 429 ــ المكتبة التجارية بمصر 1356هـ

= رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد = ابن عساكر : تاريخ دمشق ج1/233 رقم252،

(56) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس : سفر أشعياء : 17 : 1 صفحة 1302

(57) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1402 :أشعياء : 17 /2 ـ 4

(58) أشعياء : 17 :4 التفسير التطبيقي ص 1402

(59) : كتاب الفتن لإبن حماد

(60) سفر ارميا : الإصحاح 10/ 22 طبعة  التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1497

(61) نفس المصدر : الإصحاح 6/22  ص 1489

(62) نفس المصدر : الإصحاح : 31/27 ص 1513

(63)  [ دانيال :  8: 19 ] : وضحـناه في نفس القراءة  .

(64) كتابنا: المهدي عليه السلام : [.   النزول – الخروج – تحرير القدس ]

(65) : نفس المصدر السابق : بحث: حسن عبد الأمير الظالمي/ باحث ومحرر في مجلة الإنتظار

[66] ابن حماد: كتاب الفتن ص 182-183 = عقد الدرر ص 66.

[67] كتابنا: المهدي عليه السلام : [.   النزول – الخروج – تحرير القدس ]

(باب الفتوحات – قرقيسياء المعجزة في مواجهة أسطورة الهرمجدون الزائفة) .

[68] نعيم بن حماد: كتاب الفتن ص 257 .

(69) (96) http://www.enrp.undp.org/images/photo_10.jpg 6969 حجمه ووزنه..!!]
[70] كتابنا: المهدي : النزول – الخروج – تحرير القدس ( باب الفتوحات: معركة قرقيسياء) .

[71] نعيم بن حماد: كتاب الفتن ص 257.

[72] كتابنا: المهدي : النزول الخروج وتحرير القدس (الباب الثاني: الفتوحات).

[73] رواه ابن ماجة والحاكم= كنز العمال ج 14/263 رقم الحديث 38658 – صحيح على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي في تلخيصه .

[74] رواه ابن ماجة والحاكم= كنز العمال ج 14/263 رقم الحديث 38658 – صحيح على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي في تلخيصه .

[75] عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ح 24/137 رقم 17/7119 = أبو داود ج4/ رقم 4313 = ابن حبان ج15/87 رقم 6693. 6694؟    ” فإذا أدركتموه فلا تقربوه” [3] [3] ابن حماد: كتاب الفتن ص 207

[76] أبن حبان ج 15/85 رقم 6692.

[77] ابن حبان ج15/85 رقم 6691

[78] نفس المصدر: ص 89 رقم 6696, مسند أحمد ج 14/ رقم 13788 الموسوعة الحديثية

[79] نفس المصدر: ص 89 رقم 6696, مسند أحمد ج 14/ رقم 13788 الموسوعة الحديثية 9 ــ  الرؤية الماشيحانية للمعركة :

[80] الكتاب المقدس: الطبعة الرسمية دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط: 37: 7-9

[81] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1267 مزمار 1377: 8-9 ط القاهرة 1997 .

(82) : مصدر سابق : بحث: حسن عبد الأمير الظالمي/ باحث ومحرر في مجلة الإنتظار

[83] سفر الرؤيا : الإصحاح 17: 1-3 = التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788.

[84] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788 (هامش). = أسطورة الهرمجدون والصهيونية المسيحية (بأقلام عربية) عرض وتوثيق: هشام آل قطيط ص 302

[85] إنجيل متى: 2  المصدر السابق

[86] كتابنا: الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية. (تحت الطبع).

(87) يوسف الطويل : الصليبيون الجدد الحملة الثامنة ص 110ـ 112 ط1 نوفمبر 1995

(88) يوسف الطويل : المصدر السابق ص 114 = أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر  : نفس الطبعة ص 69 ، ص67

(89) د. غازي حسين الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية : منشورات اتحاد الكتاب العرب

دمشق – 2005

(90) : غازي حسين : المصدر السابق ص 49

(91) كتابنا المهدي : عليه الإسلام :  باب : دور الجن في عصر الظهور .

(92) كتابنا : المهدي عليه السلام = وكتابنا : السامري الدجال وأساطيره الزائفة ..

[93] عقد الدرر ص 67, = محمد فقيه : السفياني وعلامات الظهور ص 127.

[94] كتابنا : المعدي : النزول – الخروج – تحرير القدس

(95) غازي حسين ، نفس المصدر السابق ص 49

(96) المسيخ الدجال في القرآن والتوراة والإنجيل

(97) http://zope.gush-shalom.org/home/ar/avnery/arabic_archive_244

(98) مسند أحمد بن حنبل ج3/94 رقم 11916 نفس الطبعة

(99) مستدرك الحاكم ج1/93 رقم  106 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ــ  الطبعة الأولى ، 1411 – 1990

(100) كتابنا : المهدي عليه السلام [ مقدمات عصر الظهور]

(101) نفس المصدر : كتابنا : المهدي علي السلام : المقدمة

[102] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788.

[103] الدكتور أحمد حجازي السقا: عودة المسيح المنتظر ص 119-120.

[104] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788- انظر في الموضوع: أحمد فاروق الزين: المسيحية والإسلام والاستشراق ص 243 (بابل العاهرة الكبرى) ط 2/ 1422 ه دار الفكر بدمشق

(105) سفر الرؤيا : يوحنا اللا هوتي : الإصحاح : 9 / 6 ــ7

(106)  نفس المصدر : الإصحاح  9 / 15 ــ 19

(107) سفر يوئيــل  : الإصحاح : 2 / 2 ـــ 11 التفسير التطبيقي ص1742

(108)  المصدر السابــــق

(109)  سفر يوئيل : الإصحاح 2/ 1 ــ 10  التطبيقي ص 21742

(110)  سفر يوئيل : 3/ 2،3  التطبيقي ص  1744

(111) سفر عاموس : الإصحاح 5 / 18 ــ 20  التطبيقي ص 1758

(112) سفر صفـنيا : الإصحاح : 2/ 1 ــ 3 التطبيقي ص 1814

*****************

تمت الحلقة الثالثة بحمد الله تعالى

*******************

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


– الحلقة الثانية سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي –


الحلقة الثانية


**********************************************

وبهذا يؤصل السيد المسيح في سلسله خطاباته لوجهة ثورية هامة تستهدف التخطيط الانقلابي وتشكيل قيادة عادلة ومقسطة تتوائم مع ظهور المسيح المنتظر محمد صلى الله عليه وآله وسلم   ومهمات نزوله في آخر الزمان .. وتكون قادرة على التأثير الجماهيري و..بالفعل خلق الحواريون الطلائعيون تيارا مهما وقويا أقلق مضاجع الفريسيين وهم يطئطئون رؤوسهم في الهيكل !! يصفهم باللصوص والرياء والنفاق الزائف الماشيحانية الكاذبة

.. وهم يرددون مقولات نبيهم الشاب القائد :

{ 13 لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ الفريسيون الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ! }

ويصفهم بالدموية وأولاد الأفاعي والقتلة وصلب الثابتين على عقيدتهم وملاحقة الأحرار من المسيحيين الموحدين ..

{ 37 يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!}.. [ إنجيل متى : 23 / 13 ـــ 39  ]

{34يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. 36وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ } [ إنجيل متى : 3:9 ـ11 ]

وفي إنجيل : لوقا   يكشف السيد المسيح أحوال حرب النهاية ويحذر أمته المجاهدة من الخطر الآتي : فيقول : {8 «انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. 9فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا». 10ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، 11وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ. 12وَقَبْلَ هذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي. 13فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً. 14فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، 15لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. 16وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. 17وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. 18وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. 19بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ. 20وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا. 21حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجًا، وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، 22لأَنَّ هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 23وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى الأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هذَا الشَّعْبِ. 24وَيَقَعُونَ بِفَمِ السَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ، حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ.} (27)

والخطاب فيه التوصيف الكامل لحالة الأمة عند نزول السيد المهدي عليه السلام  وخلال فتحه للقدس .. وتوجيهات للطلائع المسيحية بالانحياز لقيادته عليه السلام في مواجهة اليهود الوثنيين ..وهم كما نبؤة السيد المسيح عليه السلام سيعانون من طغاة كهنة اليهود في آخر الزمان ، وهاهو جهاز المخابرات الصهيوني وبعد قرون يسيطر عليه الكهنة وعملة السحر يعذبون المختارين ونصارى القدس المناضلين .. يسجنوهم  ويطردونهم في هذه الأيام .. وسيلاحقهم الغرب في الفترة المقبلة من أجل بيعتهم للمسيح بن مريم عليه السلام .. ونهجه الثوري المواجه ..لأدعياء الماشيحانية الزرقاء عدوة الأمم والتاريخ .. وعلى خلفيه هذا الحقد الفريسي والكهنوتي فهم لايزالون في عداوتهم .. وما الهرمجدون سوى صورة لذلك التاريخ الوثني المزيف !!  وعلى هذه الخطى بنت إسرائيل المعاصرة أيديولوجيتها الصهيونية الوثنية والماسونية على قاعدة العداء المنهجي للسيد للمسيح والأنبياء الرساليين عليهم السلام .. وهكذا تشكلت الحالة الإسرائيلية وقياداتها  على عقائد هؤلاء الكهنة والأنبياء الكذبة وسياساتهم الدموية المعادية لكل القديسين.. ولهذا كان لسياسة الحقد التى زرعها مناحيم بيجين ـ النزعة الوجودية الدموية ـ [ أنا أقاتل إذا أنا موجود ] وجملة اليهود ذو الأصول الوثنية الخزرية واضحة في منهجها التطبيقي الدموي ، فلا فرق في مجازر الفريسيين ضد أنصار وحواريي السيد المسيح عليه السلام وإخوانهم من أنصار المهدي عليه السلام  فقد وصفهم السيد الجليل عيسى بن مريم عليه السلام بالمختارين.. {وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ.} [ إنجيل متى : 24: 22  ].. أي تكون محدودة في فترتها الزمنية .. فالدم الفلسطيني العيسوي والمهدوي يجيئون من منبع واحد .. وأصل العداوة من اليهود ضد الموحدين لها دوافعها اللا إنسانية الكريهة  !! ولا فرق من عمالتهم لبيلاطس الحاكم الروماني الدموي وحاكم الولايات البوشوية المعاصرة !!

وبهذا نكون قد طرحنا المفهوم العقيدي الوثني الإسرائيلي .. حامل كل الآفات و العقد المستلهمة من عدوانية الماسون وحكومتهم الخفية .. وفي قراءتنا ندرك الأبعاد الماشيحانية وحقيقة المشحاء الكذبة وهويتهم الزائفة من أمثال : [ الماشياح الكذاب باركوخبا  : 117 ــ 138 م  ــ الماشياح الكذاب: أبو عيسى الأصفهاني ـ: 685 ـ 705 ــ حركة الماشياح : داوود الرائي ــ حركة الماشياح : دافيد ريوبيني :1490 ـ 135 م ــ حركة الماشياح : منشة بن إسرائيل : 1662 ــ 1607 م ــ الماشياح الدجال : شبتاي زئيفي : 1626ــ 1676 م  وحركة الماشياح الدجال : فرانك جاكوب 1753 م ] . ودور هؤلاء المشحاء الدجالين في صياغة العقلية المخابراتية الصهيوماسونية المعاصرة .. (28)

وها نحن نرى في هذا المخاض التاريخي المعقد لليهود .. والولادة العقائدية الزائفة كيف حمل صنع اليهود للزيف حكومة خفية .. أعملت في الأمم معاول الزيف والمؤامرة وإثارة الحروب المليونية وذراعا لملاحقة حواريي الأنبياء والقديسين والسيد المسيح بشكل خاص .. وهاهي مرة أخرى تفرغ كل حقدها الدموي المخابراتي في العراق.. تحت دعوى الإنتصار والتمهيد للمسيح بنهب بترول مسلمي العراق وقتل الملايين من الأطفال والعجزة .. هذا وقد أشار الإنجيل في خطاب السيد المسيح عليه السلام هجومه الكاسح على الفريسيين عملاء الرومان ومفسدي الهيكل واتهامهم صراحة..  وفي ثورة تحريضية فريدة .. على منهجية كل هؤلاء الدمويين وهو ما وضع السيد المسيح في طليعة الأنبياء الثوريين والاستشهاديين .. بل والمطلوبين للتصفية من هيكل هذا البناء الكهنوتي المجرم  ؟؟ ونرى أن هذه الأساطير اليهودية المزيفة حول الماشيحانية ليست سوى منهج إلحاقي لتشويه السيد المسيح وأمه عليهما السلام ..وهي الثورية الفلسطينية العتيدة.. والمتشحة بلثام المواجهة ضد كل أشكال الانحطاط الإسرائيلي والداعمة بقوة خط الثورة الذي فجره السيد المسيح عليه السلام .. وكفا الممجدة أن أرضعته لبان القدس المقدس وروح المواجهة والثورة.. وقد استطاعت عليها السلام بمنهجيتها من تحدي العقل الدموي الفريسي وإعلامه المزيف !! وللأسف حمل كما مدخل قراءتنا الغربيين الفكر الماشيحاني المضاد للمسيح بن مريم عليهما السلام بفعل الكم الأساطيري اليهودي الزائف ،.. والتي  تم تصنيعها حسب المقاييس الفريسية والرومانية وحكام الغرب وهو الذي وضعة بولس في المسيحية الجديدة. !! والتاريخ البوشوي وأدوات الكنيسة يعيد نفسه .. وبهذا ندرك بعمق ووعي تاريخي الى من كانت توجه مريم المقدسة سهامها وثورتها الفكرية السماوية .. وهي تعطي لجيل من المسيحيين الحقيقيين القادمين دروسا وعظات مقدسة في وهج التصدي للباطل اليهودي .. وتكشف بعمق وبعد قرون : أين تتجه الماشيحانية الوثنية  وزيف الهرمجدون في تحطيم الأمم .. (29)  والسيدة مريم المقدسة والتي رمزت لطليعة انتفاضتنا الأولى جوار السيد الثوري المسيح البطل  سيكون نزولها الوشيك لمواصلة الثورة وفضح المستكبرين هو مسألة وقت .. وستبقى الانتفاضة في وجه كل الفريسيين والمتاجرين بالأديان على مدار الأجيال مستمرة .. وأن الهرمجدون ومسيحية الزيف ستفضحها أمنا مريم عليها صلوات الرب وسلامه في إعلام مدوي ..

6 ــ هل معركة الهرمجدون انتهت ؟

وفي العنوان تفيد سياقات وشروحات التوراة أن معركة ـ الهرمجدون المزعومة ـ قد حدثت وانتهت , وهي ليست ذات علاقة باليهود أصلا ولا بدولة إسرائيل .. والمقصود أصلا بالمصطلح النبوي الوارد في التوراة والإنجيل أن المسيح المنتظر القادم هو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. 30)

وخطاب السيد المسيح عن النبي الآتي بعده هو الموجه لبيان مفهوم البشارة في الإنجيل بالنبي الآتي بعده  محمد صلوات الله وسلامه علية  وآله المطهرين .. وللرد على هذا العنوان المبسط يحتاج الى بحوث موسعة .. ولتتضح الحقيقة النورانية  نقول :أن مجدو خاصة والمدن الفلسطينية الممتدة حول القدس هي المساحة الثورية التي شهدت مؤتمرات السيد المسيح عليه السلام بكل الشعب .. وهو يعبئهم ضد الإفساد اليهودي ويفهمهم حقيقة النبي القادم  والمسيح المنتظر هو محمد صلى الله عليه وآله .. وهذا التل المقدس تشرف بجهود الحواريين وهم ينفذون تعاليم السيد المسيح الثورية بالبشارة : وها هو السيد المسيح عيه سلام الله وصلواته يسدي منهجا مقاوما حقيقيا على هؤلاء المتسلطين اليهود على رقاب الشعب .. يعطي الأمر بقوة وشموخ .. لابد من الشهادة .. لابد من الثورة .. عليكم أن تقدموا شهادتكم صرخة مدوية في وجه الجلادين والعملاء الفريسيين وكل القتلة ..

يقول عليه السلام  في خطاب الإنجيل: [5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً :

{إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ : إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، 10وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق÷ طَعَامَهُ.

11«وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِق÷، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، 13فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. 14وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ.

16«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، 22 وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ }.. [إنجيل متى : الإصحاح : 10 : 6 ــ 23  ]

.. ان سر السيد المسيح الثوري المقسط العادل القادم يدركه اليهود جيدا .. عندما دحض مقولاتهم حول المسيا المنتظر .. ويشهد الإنجيل خطاب الفريسيين رفض السيد المسيح عليه السلام بقبول أن يكون ملكا لإسرائيل أو أن يكون هو المسيا المنتظر .. فكان يسطع بالحقيقة النورانية : أنه جزء من المشروع المحمدي القادم ويؤكد هو ونبي الله يحيى ابن خالته عليهما صلوات الله وسلامه أن : [ المسيح الآتي ليس أنا ] .. المسيح يقول : {11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ }. (31

وفي إنجيل يوحنا : بشي من التحريف : [ ان الرجل الآتي بعدي متقدم عليّ لأنه كان قبل أن أوجد] .

(32)

وفي إنجيل مرقص : [ سيأتي بعدي من هو أقدر مني ، من لا أستحق أن أنحني لأحل رباط حذائه . أنا عمدتكم بالماء ، أما هو فسوف يعمدكم بالروح القدس ] (33)

كشفوا الحقيقة واكتشفوا أن السيد المسيح هو الثوري والمجدد الصلب إنما يريد إحداث ثورة جديدة في العقل الإسرائيلي ،  يكون جاهزا لحمل عبئ النبوة المحمدية .. ولهذا السر العظيم كان الماشيحانيون أحفاد الدجال السامري يتجهون للغدر به ومحاوله اغتياله بعد سجنه !! وهكذا تحمل السيد المسيح عليه السلام كل التبعات من أجل ثورته العادلة .. مطاردا .. سجينا .. محكوما عليه بالإعدام .. مهجرا من وطنه الى مصر .. وكفي بالقرآن العظيم شاهدا على رسالته الثورية الشاهدة في قوله تعالى :

{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف : 6  [34]

..هذا وأن مصطلح {مملكة الرب القادمة } .. في التوراة والإنجيل إنما قصد بها هي دولة المسيح المنتظر :  محمد صلى الله عليه وآله وسلم  وهي دولة الإسلام العظيم..

” ومنه سفر النبي دانيال .. وفيه بدء الكلام في مملكة الرب الآتية بعد المملكة الرومانية , ومعناها أنه سيظهر نبي ويعطيه الله شريعة ويجمع حوله الأتباع والأنصار, ويكوّن جيشا عظيما يزيل به ملك اليهود من فلسطين وملك المملكة الرومانية من العالم ويفتح بهم بلاد الكفار والبلاد التي تدين بدينه وتقبل شريعته يطلق عليها  : {ملكوت الله } أو {ملكوت السموات } أو (مملكة الرب) تتميز عن الممالك الوثنية التي لا تؤمن بالله رب العالمين.

قال النبي دانيال: إن أربعة ممالك سيوجدها الله واحدة بعد واحدة على أرض فلسطين:

المملكة الأولى: مملكة بابل 586 ق.م

المملكة الثانية: مملكة فارس 519 ق.م

المملكة الثالثة: مملكة اليونان 333 ق.م

المملكة الرابعة: مملكة الرومان 63 ق.م  }.. [35]

{ ثم عند نهابة أيام الرابعة يظهر نبي ويعطيه الله شريعة , ويتوجه بأتباعه وأنصاره لغزو اليهود في فلسطين وينزع الملك من الروم , ثم يفتح بلاد الأمم وينشر فيها شريعته. وإذا وقع هذا, يطلق على مملكته مملكة الرب لأنها مقدسة على شريعة رب العالمين . هذا هو أصل الكلام في مملكة الرب الآتية  } .. (وفي زمان نبي الله يحيى وعيسى – عليهما السلام – لم تكن مملكة الرب قد تأسست , لأن المملكة الرابعة كانت في أيامها الأولى ومن أجل ذلك دعا يحيى وعيسى معا باقتراب مملكة الرب , وعبرا عنها بملكوت السموات. وقد ظهر نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من بعدهما. ونزع الملك من اليهود والروم في فلسطين وأسس لله مملكة لن تنقرض أبدا في سنة 836 بعد الميلاد }. [36]  .[ شرحنا الموضوع مفصلا في كتابنا : البشارة  بالنبي الأعظم محمد r في التوراة والإنجيل ] ..

وبهذا يتأكد أن مملكة الرب ليست هرمجدون وهو قوله تعالى في القرآن الكريم في سورة الروم :

{ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } الروم: 1-5

وهكذا تم الخلط عند أهل الكتاب ومفسريهم في إثبات ماهية المصطلح التوراتي الحق { دولة الرب } وهي دولة المسيح المنتظر : [ محمد صلى الله عليه وآله ] والنصارى البوشيون يريدونها إمبراطورية تحمل سمات ـ المسيحية الصهيونية ـ  والتي تمثلها اليوم : الولايات المتحدة  بزعامة بوش وتريد نفسها زعيمة العالم والداعمة لليهود , واليهود يريدونها  ـ دولة الرب : الماشياح الدجال  القادم ــ وعلى هذا غاب المفهوم وحقيقة المفهوم . وبدا المصطلح بين الأطراف متضادا.. وهذا هو مكمن سقوط أسطورة الزيف الهرمجدونية القائمة أصلا على تدمير الكل من أجل اليهود .. وهذا ما سعى له منذ القدم جمعية الماسون ــ القوة الخفية  ــ المناطة بتدمير دين السيد المسيح والعقائد التنصيرية التوحيدية  .. أي بالاختصار : الحرب على النبوات محمد والمسيح صلى الله عليهم أجمعين.. وفي الإنجيل  : قال  السيد المسيح عليه السلام لإسرائيل المفسدة

{17مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ } : إنجيل متى : 4 : 17

وعن زمن وقوع الهرمجدون  قال أنبياء بني إسرائيل : إن زمن وقوع معركة الهرمجدون هو زمن حرب النبي المنتظر لليهود والرومان في فلسطين في بدء ظهوره لتأسيس مملكة له لا تنتقص أبدا . وهذه الحرب قد حصلت في أيام الفتوحات الإسلامية الأولى زمن الخليفة عمر بن الخطاب : رضي الله عنه .

فقال النبي دانيال عليه السلام  : { 44 وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.} [ دانيال 2 ـ 44 ]

وشريعة التوراة هي شريعة إلهية نزلت من إله السماء على موسى عليه السلام في جبل الطور بسيناء. وقد حرفها الأحبار في مدينة بابل . لفظا ومعنى ,  واستمر بنو إسرائيل عليها إلى أن ظهر محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنسخها بالقرآن الكريم .  وقد كان ملك اليهود من أجلها لتبليغها والمحافظة عليها والعمل بها , فلما نسخت زال الملك الذي كان يرعاها وآخر أيامها هي أيام نسخها وبالتالي يكون آخر ملك اليهود هو الأيام الأولى لظهور النبي صلى الله عليه وآله لأنه يؤسس مملكة لترعى شريعة ولتبلغها للناس ولتمنع السفهاء من التجرؤ عليها والتشكيك فيها  }..  [37]

وقد عبر عن ذلك نبي الله أشعياء عليه السلام فقال :

{ هذا الكلام سمعه إشعيا ابن آموص في رؤيا عن يهوذا وأورشليم : يكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يثبت في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال. إليه تتوافد جميع الأمم ويسير شعوب كثيرون يقولون: لنصعد إلى جبل الرب, إلى بيت يعقوب, فيعلمنا أن نسلك طريقه }

{ لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. 4 فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ. 5يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلُمَّ فَنَسْلُكُ فِي نُورِ الرَّبِّ. }أشعياء: 2 :4 [38]  ــ  ونرى أن النص فيه تحريف بإضافة صهيون بدل أورشاليم ويؤكدها ذكر أورشاليم في النص وهي لمسات تحريفية ماشيحانية  ـ  وهذه النبوءة التي تتحقق حتما بعد الهرمجدون التي هزم فيها الروم في القدس في بداية عصر النبوة وهي المعركة النهائية ويوم الملحمة. وهذا الزمن هو زمن السيد المسيح عليه السلام في خدمة إمام المسلمين خليفة الله المهدي عليه السلام  بعد تحرير القدس … وبهذا تفضح النصوص زيف الدعاوي الخزرية الصهيونية التي أرادت سحب النصوص باتجاه مصالحها الدنيوية القائمة على الإفساد .. وتشكيل الدولة الماشيحانية الوثنية اللادينية  !! وهو جوهر العطاء القرآني في سورة الإسراء.

وهنا نجد التباين في المفاهيم المختلطة صهيونيا والتي استهدفت كما قلنا استمرارية الحشد الذي لإسرائيل المستذلة واستعطاف الأمم على إسرائيل الموشكة على إسقاطها من العرب في البحر ؟؟ وكيف يمكن استيعاب جملة الدعاوى  المزيفة .. وهي أكبر دولة نووية في المنطقة  .

وتحت عنوان الذلة والعون لها في معركة النهاية واليهود ذاتهم يدركون أن الهرمجدون المعلنة ما هي إلا سياسة وآلية لمخططاتها ومشاريعها الدموية !! فدموية اليهود مع السيد المسيح عليه السلام وملاحقتهم له لقتله وكما حدث مع الأنبياء والمرسلين أجمعين .. إنما كان يؤكد حقيقة واحدة في مواجهته عليه السلام ..

ان جملة الدعاوى اليهودية ضد السيد المسيح والأنبياء عليهم السلام كانت تخفي خلفها وكما شهادات عديدة في الأناجيل..عملية الإعاقة والتبشير للنبي المنتظر القادم وهو محمد صلوات الله وسلامه عليه.. واليهودي الماشياح القادم تلموديا وصهيونيا هو الماشياح الدجال الأعور البديل عن المسيا المنتظر المبشر به من قبل السادة الأنبياء عليهم السلام هو محمد r .. والذي أراد نزع سلطان الله تعالى في زمن النبي موسى عليه السلام هو [ السامري ] وهو اليوم وفي عمق القدر الإلهي يجيء متقدما لترسيخ حركة الإعاقة لاستمرار النبوة المحمدية في آخر الزمان أو المهدي الموعود من سلالة آل النبي الطاهرين .. هو في نظرنا الآتي على خطى جده الأعظم وأجداده العظماء عليهم السلام لرسم خطوات الثورة والمواجهة وهو المحطم لوثنية إسرائيل.

وفي كتاب كتبه {جورجي كنعان } تحت عنوان : {المسيح قادم : مسيح يهودي سفاح } .

قال : { وهكذا كان الوعد ليوم الرجاء , بالخلاص الآتي . ورسمت في ذهنيتهم فكرة المسيح المخلص الذي يأتي في سطوة زمنية ل { فداء للشعب و” تحقيق خلاصه } فينقذهم من القهر والاضطهاد , ويحررهم من استعباد الأقوام والأمم , ويخلصهم مما صاروا إليه من ذل وهوان ويعيدهم إلى أرض الميعاد }  وكانت رؤياهم في المسيح المنتظر ملكا من نسل داود , مملكته في الدنيا يخضع الأقوام لسيطرتهم  , يضع أقدامهم فوق رقاب الأمم , ويوفر لهم عصرا ذهبيا من الأمن والرخاء , وقد لبثوا دهرا يتخيلون المسيح المولود ملكا ذا عرش وتاج يجيء بصولة وسلطان , وعلى غير موعد محدد فيفتح فلسطين بحد السيف , ويعيد فيها بناء الدولة الزائلة , ويرفع شعبه المختار إلى منصتة التسيد على العالم }..  [39]

وهم بالتالي أرادوا الماشياح الدموي لتحقيق مآربهم وإفسادهم  . والسؤال إذا ما علاقة الدافع المسيحي بالهرمجدون وحرب الهرمجدون المفتعلة ؟ ولو كان لهم شأنا أو يملكون فيها الأصول الدينية لما قام رواد الهرمجدون بالترويج لها في الواقع الأمريكي .  ولهذا نرى رواد الفكر المسيحي الصهيوني في الواقع الغربي أقلية منبوذة لا تعتمد في سياستها إلا على التزييف ونشر الأساطير والدجل على العقل الغربي .. وذلك باستهداف تشويه صورة السيد المسيح ابن مريم عليه السلام وهو المنتظر من نصارى ومسيحيي العالم .. وبصورة أخرى دموية وتثبيت البديل الماشيحانى المزيف على الحقيقة الإلهية ..أي  [ الأعور الدجال أو المسيا المولود ] وطرح صورته المشوهة  أصلا في مقام  صورة النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه. فهم أرادوا لهم نبي وإله ممزوجان بالمواصفات والتوحد. أي لأن يكون كإلهه (يهوه) مسيحا مرعبا حقودا غاضبا ساخطا سفاح, يحكم البشرية بنفسية همجية , لا يخالجها شعور بشفقة أو حنان  ، وإنما هي أتون نار يضطرم بالحقد والكره العنصريين  وبضراوة الانتقام .

والمتأمل في الصفات التي نسبها يهوه إلى مسيحه تأخذه الدهشة ويتملكه الغضب والاشمئزاز من مقدمات تصنع العداوات بشبق ونشوة وتصلى الأمم , جميع الأمم بنيران من الحقد والكراهية }..  [40]

ومستفيدين من جميع النصوص لدعم اتجاههم الدموي الماشيحاني . والسيد المسيح يؤكد في خطابه التاريخي في مواجهة الفريسيين المفسدين الذين أرادوه ماشيحانيا لهم . {إنني لست النبي الآتي , لأني لن أعطي سلاما على الأرض والذي يعطي السلام هو غيري. والذي يعطيه النبي الآتي }.. [41]

وهو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو الآتي والصانع للعدل والمقاوم بعترته المهدوية المباركين كل أشكال الفساد الإسرائيلي وفي عهده يكون السلام .. وفي آخر الزمان يكون المهدي عليه السلام من ولده هو قاهر إسرائيل المفسدة في يوم الملحمة القادمة في خطى الهرمجدون البائدة. وقد فصلنا الموضوع كاملا في كتابنا : المهدي علية السلام . (42)

7 ــ العراق بداية التحول نحو الملحمة :

تؤكد جملة من النصوص النبوية والشواهد في مصادر أهل الكتاب أن العراق هي التي ستكون الساحة الأولى للملاحم والمواجهة مع الغربيين المؤمنين بالعقيدة الماشيحانية والفكر المسيحي الصهيوني البروتستانتي .. والقوى الغربية الرأسمالية المنتفعة من هذه الحروب المقبلة والتي بدأت تظهر مستعرة بعد الدخول الأمريكي الغربي المبارك بالخطط الصهيونية للعراق , وإن النصوص الإسلامية تؤكد أن المعركة الكبيرة بين المسلمين وأعدائهم ستكون بالفعل في  جبل الذهب ولهذا تقدمت الجيوش الماشيحانية ..

8ــ جبل الذهب في المدلولات النبوية :

وهي التي ستبدأ بداية كما في الأصول في { قرقيسياء } بالعراق وستبدأ كما يجمع الغربيون ومخططاتهم على جبال الذهب الوشيكة الانكشاف بين مصب النهرين على الفرات في العراق ..

وفيه قوله صلى الله عليه وآله :

1- { يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده والله لئن تركنا يأخذون منه الذهب فيقتتل الناس حتى يقتل من كل مائة تسع وتسعون  }.. [43]

[43] كنز العمال ج14/ رقم الحديث 38398 برواية مسلم

2- { ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل من كل تسعة سبعة, فإن أدركتموه فلا تقربوه }..

ــ رواية نعيم بن حماد (الفتن) =كنز العمال ج14/رقم 38614 ــ

3 ـ وقال :  { يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ من شيئا }

وقال مسلم في رواية الحديث : { فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل واحد منهم : لعلي أكون أنا الذي ينجو}

وقال ابن ماجة في روايته : { فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل عشرة تسعة }.. [44]

[44] القرطبي: التذكرة ص 212, 213

ومجموع الأحاديث النبوية المشرفة تؤكد وجود معارك ضارية ومليونية .. وها هي أميركا المجرمة اليوم تقف بأسلحتها الجرارة وأساطيلها المدمرة في الخليج تتقدم  لتنفذ قرارات وخطط الهرمجدون الزائفة. وهي ذات الخطط التي نفذها أسياده من مؤسسي أميركا في الهنود الحمر !! والقائمة على النهب المنهجي العام  وهو المنظم اليوم في معركة جبال الذهب الوشيكة .. وتم سحق ما يعادل مليون مسلم عراقي كمدخل لسياسات النهب وسيسحق الملايين كما في المصادر.. وفي ختام الملاحم وبدلائل أقوال الأنبياء عليهم السلام .. تباد ثلثي إسرائيل المفسدة في الأرض .. وهم يدركون بكليتهم أنهم إنما يجيئون لخدمة مشروعهم وأطماعهم لنهب ثروات الشعوب .. وفي سياق روح الأحاديث التي عرفوها ودرسوها فإن الغرب بمعاونة النظام التركي العلماني قد أعد الخطط والتصورات لتجفيف نهر الفرات للوصول إلى هذا الذهب , وحسب ما ذكرته الأجهزة الإعلامية العربية والدولية :

{ لقد تم تصوير مصب نهر الفرات بالأقمار الصناعية ووجدوا أسفله جبل من الذهب!! ولهذا كما في مصادرنا ومصادر أهل الكتاب .. كما سنتناوله في مبحثنا .. فإن حربا شاملة قادمة في أرض العراق والمنطقة تتسع من خلال المخطط الغربي و سياسة نهب الأموال وذهب المسلمين للسيطرة على سوريا ولبنان لتنفيذ مخططات وزير الخارجية شمعون بيريز [ شرق أوسط جديد ] فالمشروع يهودي والتنفيذ أمريكي قادم لا محالة . والحرب وشيكة وقادمة وهي من المحتوم حربا موسعة ومدمرة.

والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يحذر أمته من الدخول على هذا الخط من الذهب وحربه , لأن فيه هلاك أعداء الدين والنبوة , والمعركة الوشيكة والمحتومة .. كما في مصادرنا في شمال غرب العراق في قرية قرقيسياء في بلاد الجزيرة .

9 ــ   معركة قرقيسياء التاريخية تسقط وهم الهرمجدون:

.. وفي هذه المعركة يأتي المهدي عليه السلام في النهاية ليسحق بقوته الملكوتية الجميع ويعيد المال كله للمسلمين و يقوم بإعداد برامج التسلح والقوة العسكرية للجهاد في الملاحم الثانية وكذلك الإعداد لبرامج تمويل فتح القدس والجهاد العالمي .

[ وعمدة الروايات في قرقيسياء : هي رواية ميسرة الصحيحة السند وهي تحتوي العناصر التالية :

أولا :  أنها وقعة لم يكن لها مثيل

ثانيا :  أنه يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية ـ حلفاء السفياني ـ

ثالثا :  وجاء في رواية ميسرة ـ صحيحة ـ عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر قال :

{ يا ميسر كم بيننا وبين قرقيسياء؟ قلت : هي قريب من شاطئ الفرات. فقال : أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثله ما دامت السموات والأرض , مأدبة الطير, تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء, يهلك بها قيس ولا يدعى لها داعية  }..

10ــ موقع قرقيسياء الجغرافي :

[ وهي قرية تقع على نهر الخابور قرب رحبة مالك من طرق على ستة فراسخ , وعندها مصب نهر الخابور والفرات فهي في مثلث بين الخابور والفرات  ] .. [45]

فهي تقع في بلاد الجزيرة شمال سوريا على أطراف بادية الشام وتبعد حوالي مائة كيلومتر عن الحدود العراقية وحوالي مائتي كيلومتر عن الحدود التركية, وتقع بقرب مدينة الزور وبلاد الجزيرة , فالمتعارف أنها بلاد ما بين النهرين: فرات ودجلة ]  [46]  ونهر الخابور يقطع محافظة الجزيرة بسوريا , ويقع قرب مجرى نهر دجلة على المثلث ـ  العراقي السوري التركي ــ  وبما أن هذا المصب لا يبعد سوى القليل عن العراق وتركيا . فقدوم رايات الترك [سواد الروس وغيرهم  ] إلى قرقيسياء وبلاد الجزيرة قد يتم عن طريق العراق أو تركيا أما قدوم الروم فسيكون عن طريق فلسطين والأردن وربما لبنان أيضا ] ..[ وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد ما بين النهرين  أو [ ميزو بوتاميا ]  أو  [ وادي الرافدين ] تلال الخابور :

تفيد الكتب التاريخية , أن ابن حوقل  , قد رسم نهر الخابور, ووضع عليه المدن التالية : من الشمال إلى الجنوب: [ رأس العين , عربان , سكر العباس , طلبان , الجحشية , تنينير, العبيدية..]  , وإلى الشرق من النهر نجد بلدة ماكسين  وبحيرة المنخرق ـ الخاتونية ــ. غير أن أكثر المدن والقرى التي نراها اليوم على النهر, تحمل أسماء جديدة لا تمت معظمها إلى الأسماء القديمة بصلة , وحتى التلال الأثرية الموجودة حاليا, معظم أسمائها لا تدل على المدن التي داخلها . فمن بين مدن الخابور التي ذكرها [ابن حوقل ]  لم تبقى سوى مدينة واحدة حية تحتفظ باسمها الأول هي مدينة [ رأس العين .] (47)

11 ـ نهر الفرات والمخطط الهرمجدوني :

نهر الفرات : هو بالضم ثم التخفيف ، و آخره تاء مثناة من فوق ، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه ، و مخرج الفرات فيما زعموا من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط و يدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم إلى ملطية ، و يصب فيها أنهاراً صغار ، ثم يمر بالرقة ثم يصير أنهاراً لتسقي زروع السواد بالعراق ، و يلتقي بدجلة قرب واسط ، فيصيران نهراً واحداً عظيماً يصب في بحر الهند – الخليج العربي – معجم البلدان ــ فهو نهر يجري غرب العراق ، ويتكون أساساً من اتّصال فرعي [قرة سو ] و [ مراد جاي ] اللذين ينبعان من منطقة قريبة من نهر [ ارس ]  في أرمينيا التركية . وعند موضع اتّصال هذين الفرعين يقترب الفرات من نهر دجلة ، إلاّ أن نهر دجلة يبدأ حينها في الاتجاه نحو الجنوب الشرقي ، ويسير نهر الفرات نحو الغرب. ثم يتصل بنهر دجلة قرب الخليج العربي ويتكوّن من اتّصالهما شط العرب الذي يصب في الخليج العربي والأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات تسمى بالجزيرة .
يبلغ طول نهر الفرات حوالي 2900 كم تتسرب مياهه إلى السهل الرسوبي في ما بين النهرين حيث يتّسع مجرى النهر كثيراً. والعامل الوحيد خصوبة أرض العراق وكثرة النفوس في السهول الحارة والجافة الواقعة بين النهرين هو وجود نهري دجلة والفرات .وهو يروي منطقة تبلغ مساحتها 444.000 كم مربع (حوالي 171.430 ميل مربع). مع أن أقل من 30 بالمائة من حوض النهر يقع داخل الأراضي التركية، فإن 94 بالمائة من مياهه تنبع من جبال تركيا الجنوبية. يصل الفرات سوريا عند نقطة تقع على بعد 120 كم شمال شرق حلب. يرفده في شرق سوريا نهر الخابور الذي ينبع من تركيا أيضاً .
يوازي نهر الفرات في مسيره نهر دجلة. بعد دخول الفرات إلى الأراضي العراقية عند مدينة البوكمال السورية فإنه يصبح منفصلاً عن دجلة بمسافة 160 كم فقط  يحصر النهران في العراق المنطقة المعروفة باسم “بلاد الرافدين” والتي كانت مهد عشرات الحضارات القديمة. أهم المدن الواقعة على مسير الفرات: الرقة ودير الزور في سوريا، وكربلاء والحلة والنجف في العراق. معدل جريان المياه حوالي 24 مليار متر مكعب سنوياً، يبلغ هذا الجريان أعلى مستوياته في نيسان (أبريل) وأيار (مايو).


12ــ المؤامرة الصهيونية على الفرات :

يعتبر النهر بؤرة للتوتر السياسي بين ثلاث دول في المنطقة.وقد زادت حدة هذا التوتر اثر بناء تركيا سدودا عملاقة على مجرى النهر ، مما أدى إلى انخفاض نسبة كميات المياه المتدفقة الى كل من سوريا والعراق انخفاضا كبيرا. ولعل أشهر تلك السدود [ سد أتاتورك ] الذي أدى تشغيله وتعبئة البحيرة الضخمة التابعة له ، إلى قطع تدفق المياه إلى الدولتين الجارتين تقريبا لفترة من الزمن قبل عدة سنوات و تتنافس تركيا وسوريا والعراق في استعمال مياهه للري وتوليد الكهرباء . تشكل المشاريع التركية على النهر مصدر قلق لسوريا التي تعتمد عليه بشكل كبير في الري وتوليد المياه عبر سد الفرات [ سد الطبقة أو سد الثورة ] المقام قرب مدينة الرقة الذي أقيم عام 1973 ويحجز خلفه بحيرة الأسد الاصطناعية [ بمساحة 640 كم مربع ] وقد بنيت بابل عاصمة البابليين في القديم على ساحل نهر الفرات ] ــ وتنفيذا للمخطط الصهيو أمريكي البوشوي ــ

[ يعتبر مشروع جنوب شرق الأناضول الغاب التركي ثامن أضخم مشروع في العالم وأكثرها كلفة , لكنه أكثر المشاريع جدلاً في واقع الحياة السياسية والاقتصادية التركية , ليس بسبب بعده الاقتصادي الضخم وكلفته المرتفعة جداً, وإنما بسب بعده السياسي الإشكالي . فهذا المشروع سوف يمكّن تركيا في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة  , أي عند انتهاء المشروع , من التحكّم كلّية بمياه دجلة والفرات , على اعتبار أن لهذين النهرين أهمية وجودية بالنسبة لسورية والعراق . والآراء حول بعده السياسي الإشكالي, وحتى حول تداعياته الجيوسياسية الأمنية كثيرة  , والحديث عن الشراكة الإسرائيلية في المشروع يصمّ الآذان , فهناك أطراف تركية معنية بأن تروّج أن البعد الإسرائيلي في المشروع مجرد وهم , ومقابل ذلك تتحدث أطراف تركية إسلامية عن التأثير والبعد الإسرائيلي في هذا المشروع باهتمام بالغ, ويذهب البعض منهم في تحليلاته بعيداً , إلى درجة اعتبار المشروع ـ بما وصل إليه من تدخل إسرائيلي ـ جزءاً من المخطط الصهيوني الكبير الذي يسعى لتحقيق دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل .
وما تجمع عليه الأطياف السياسية التركية كافة , هو أن إنكار الوجود الإسرائيلي في منطقة جنوب شرق الأناضول يشبه تغطية قرص الشمس بغربال. فإسرائيل أصبحت موجودة هناك بقوة, وهو ما تؤكده الوثائق الرسمية وتصريحات المسئولين الأتراك. ومهما يكن, فإن لتنامي الوجود الإسرائيلي وكذلك الاستثمارات الإسرائيلية في مشروع جنوب شرق الأناضول تأثيرات وتداعيات كبيرة ومختلفة على المنطقة العربية ولا سيما دول الجوار التركي .

13­- ماهية مشروع جنوب شرق الأناضول  [ GAP ] ؟
يمتد مشروع جنوب شرق الأناضول على المنطقة التي تشمل محافظات: [ اضي يمان ـ باطمان ــ ديار بكر ــ غازي عينتاب ـ لكس ـ ماردين ــ سيرت ــ و  ــ شانلي أدرنة ــ . يحدّ هذه المنطقة من الجنوب سورية ومن الشرق والجنوب العراق وتبلغ مساحتها 75385 كلم2  وتشكل نسبة  9.7% من مساحة تركيا, كما تشكل 20% من مجموع الأراضي الزراعية والتي تبلغ مساحتها نحو 8.5 مليون هكتار, وهي السهول الواسعة في حوض الفرات ودجلة الأدنى, وتسمى هذه المنطقة بالهلال الخصيب أو ما بين النهرين العليا, وهي منطقة معروفة بمهد الحضارة في تاريخ الإنسانية ,وشكّلت طوال العصور جسر عبور بين منطقة ما بين النهرين والأناضول .
كان مشروع جنوب شرق الأناضول الذي يرمز إليه الأحرف الثلاثة الأولى من الكلمات التركية المشكلة لاسمه ــ
Guneydogu Adulu Projes-GAPــ  في مطلع السبعينات, مشروع ري وتوليد طاقة كهربائية , لكنه تحول مع مطلع الثمانينات إلى مشروع اقتصادي تنموي إقليمي متعدد القطاعات, يشمل قطاعات الري وتوليد الطاقة, ومشاريع الهيدروكهرباء والزراعة والبنية التحتية الريفية والمديونية والتخريج, والتربية, والصحة, ووضعت في حينه خطط لبناء 22 سداً ضمن استثمار مصادر المياه, وتسعة عشر مركزاً هيدروكهربائياً, وشبكة ري تروي مساحات تصل إلى 1.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية, وبلغت كلفته الإجمالية 32 مليار دولار, كما بلغت قوة مجموع مراكز الطاقة للمشروع 7476 ميغاواط, وهذا يعني إنتاجا سنوياً من الطاقة يبلغ 27 مليار ميغاوات  ­ساعي ــ J GWH ــ
14­- تنفيذ المخطط الصهيوتركي :
تُرجع السلطات التركية هذا المشروع إلى بدايات تأسيس الجمهورية التركية ـ العلمانية التى جاءت بانقلاب يهود الدونمة عل الخلافة العثمانية ــ  وتعتبر ان البداية الحقيقية له تمثّلت بالقرار الذي اتخذه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك بالاستفادة من مصادر المياه على نحو منظم . فبعد أن أقيمت شركة شؤون الكهرباء في عام 1936 بأمر منه , بدأت الشركة بأعمال مكثفة في مشروع سد [ كيان
] وأقامت المزيد من المحطات لرصد ومراقبة مياه الفرات. وفي عام 1938 بدأت أعمال المسح الجيولوجي والطبوغرافي في خليج  [ كيان ] ونفذت شركة إدارة شؤون الكهرباء أعمال حفر في نهري دجلة والفرات , ونتيجة للاحتجاجات الجديدة تأسست المديرية العامة للمياه عام  1954 , وقسّمت تركيا إلى 26 حوضاً مائياً في عام  1961 , وأقيمت في ديار بكر دائرة تخطيط الفرات . وفي عام 1964 أعدت الدائرة تقريراً حول استطاعة حوض الفرات في ميدانَي الري والطاقة. وفي عام 1966 أعدت تقريراً آخر أسمته تقرير كشف الفرات الأدنى. وفي عام 1977 توضّح الشكل النهائي للمشروع الذي سيستفاد خلاله من حوضي الفرات ودجلة , وأطلق عليه  اسم [مشروع جنوب شرق الأناضول ] وأحيل عام 1986 إلى هيئة تخطيط الدولة , وأوكلت الحكومة التركية لهذه الهيئة مهمة الإشراف الفعلي على تنفيذه وتنسيق جميع الفعاليات الخاصة به وتوجيهها .
وفي 6 تشرين الثاني عام 1986 , صدر قرار بحكم القانون بتأسيس إدارة تنمية جنوب شرق الأناضول , وأوكلت لهذه الإدارة مهمة التخطيط وإقامة البنى التحتية والترخيص والإسكان والصناعة واستخراج المعادن والزراعة والطاقة والنقل, ويترأس هذه الإدارة رئيس الحكومة أو من ينوب عنه من الوزراء , ثم عُيّن فيما بعد وزير لشؤون جنوب شرق الأناضول .
15­- أهمية المشروع الإستراتيجي لإسرائيل:
إلى جانب الأهمية الإستراتيجية على المستوى الجيوسياسي للمشروع , فان نوعية المحاصيل التي ستنتج فيه تكسبه أهمية إستراتيجية كبيرة, وأهم هذه المحاصيل:
­ الصناعات المعتمدة على القمح: طحين, معكرونة, برغل, شعيرية.
­ الصناعات المعتمدة على القطن: غزول, مختلف أنواع الأنسجة , ألبسة .
­ صناعة زيوت الطعام ­مصافي زيوت الطعام .
­ علف الحيوان.
­ صناعات المنتجات الحيوانية: فراء وجلود, منتجات اللحم, مشتقات الحليب, والصناعات الجلدية.
­ صناعة مواد البناء: مساكن مسبقة الصنع, بلوك وقرميد, أنابيب ري وصرف صحي.
­ صناعات أخرى, طباعة, مواد تغليف وتعبئة .
وإضافة إلى أهمية المنطقة التي يقوم عليها المشروع بالنسبة لإسرائيل من الناحية الإستراتيجية, فان كثيراً من هذه المواد المنتجة تشكل مركز جذب واستقطاب للشركات الإسرائيلية الحكومية والخاصة. وقد نُشر تقرير إسرائيلي يبيّن أهمية المشروع الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل على مستويات عدة جاء فيه: تتوقع وزارة الزراعة الإسرائيلية زيادة سكانية في إسرائيل بنسبة 42%
في الفترة الممتدة حتى عام 2020 ليصل تعداد سكانها إلى 8.5 مليون نسمة , وبحسب هذا فان توسيع المدن من اجل سدّ الحاجة لمساكن جديدة سيستهلك 18% من الأراضي الزراعية في إسرائيل . وإذا وضع بالحسبان أن إسرائيل تستخدم 700 مليون م2 من المياه في الزراعة , فإنها لن تستطيع يومها استخدام هذه الكمية في الزراعة , ويستنتج بالتالي أن إسرائيل ستعاني مستقبلاً من مشكلات حقيقية على صعيد الإنتاج الزراعي . وبحسب الخبراء فان زيادة الإنتاج الزراعي ستكون موازية للحد الأدنى من الزيادة السكانية. فلدى إسرائيل اليوم 360 ألف هكتار من الأراضي الزراعية , ولكنها في السنوات القليلة القادمة, ومع تراجع المخزون المائي لديها , لن تستطيع سد حاجة الاستهلاك الداخلي .
وما هو معروف أن بناء المستوطنات وتوسيعها في إسرائيل يرتبط ارتباطاً عكسياً بالإنتاج الزراعي , أي انه كلما اتسع حجم الاستيطان يتقلص حجم الأراضي الزراعية, ومع زيادة المستوطنات والمستوطنين, يتقلص حجم الأراضي الزراعية ويزداد النقص في المياه المستخدمة في القطاع الزراعي. ومن هنا, تولي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أهمية إستراتيجية كبرى للاستثمار في مشروع جنوب شرق الأناضول وإبراز الدور الإسرائيلي فيه إلى درجة تحقيق نوع من الهيمنة على بعض مشاريعه الرئيسية, وهو ما يفسّر اندفاع غالبية الشركات الإسرائيلية الى شراء أراض في المشروع تمتلكها الدولة التركية .

16ــ بدايات الاستثمار الإسرائيلي للمشروع :

وفق دراسة حول المشروع نشرتها مجلة [ تايم ]الأميركية ــ عددها الصادر في 24/1/1994ــاعتبرته المشروع الثامن عالمياً من حيث الضخامة . وعندما باشرت السلطات التركية تنفيذ هذا المشروع , لم يكن لديها الإمكانيات المالية الكافية لتمويله , وهو ما جعلها تعاني كثيراً في استكمال مراحله الأولى. وتركيا باعتبارها دولة تعاني من مديونية مرتفعة , وينصبّ جزء كبير من ميزانيتها لتسديد ديونها الخارجية , فهذا سوف يساهم في تدني إنفاقها على المشروع بشكل ملحوظ . . خُصص الاستثمار في مشروع [ الغاب ]بمليارات الليرات التركية حسب أسعار عام 2001 ـ (48)
*********************

تمت الحلقة بحمد الله تعالى

*********************

مراجع الحلقة الثانية

*************

(27)  إنجيل : لوقا: 21 : 8 ــ24 = التفسير التطبيقي ص 2146 = إنجيل مرقص :13 /3 ـــ13   نفس المصدر ص 2030 ، 2031

(28) : كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية : باب  : المشحاء الدجالون في التاريخ اليهودي .

(29) كتابنا : السيد المسيح ومريم المقدسة عليهم السلام  : الروح .. والثورة المقدسة .. تحت الطبع

30) كتابنا : البشارة بالنبي الأعظم محمد (ص) في التوراة والإنجيل :  جزئين تحت الطبع..

(31)   إنجيل متى : 3  / 11ـ12 ط التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1875

(32) يوحنا :1 : 31 ط التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص2172

(33) إنجيل مرقص : 1 /7 ــ 8 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1979..

[34] كتابنا : البشارة بالنبي الأعظم في التوراة والإنجيل. (البشارة في الإنجيل)..

[35] كارلوتا جيرن: معركة هرمجدون وتأسيس مملكة الرب : في التوراة والإنجيل والقرآن. دراسة وتقديم أحمد على أحمد على. ط 1/ 2002 دار الكتاب العربي ص31

[36] كارلوتا جيرن (نفس المصدر) ص 31, 32

[37] كارلوتا جيزن : معركة هرمجدون وتأسيس مملكة الرب (نفس المصدر) ص 56

[38] الأصح: أورشليم حرفت إلى صهيون والكلمة التي في النص بعدها أورشليم للتأكيد= يراجع شرحنا التفسيري لسفر أشعياء

[39] جورجي كنعان: المسيح القادم: مسيح يهودي سفاح ص 196 ط 1/2004- دار الطليعة للطباعة والنشر, بيروت.

[40] جورجي كنعان: نفس المصدر ص 196, 197.

وسلم في التوراة والإنجيل.

[41] إنجيل متى = دراستنا:  قراءة تفسيرية في الأناجيل, أو دراستنا : البشارة بالنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والإنجيل.

(42) : المهدي عليه السلام : النزول ـ الخروج ـ تحرير القدس

[43] كنز العمال ج14/ رقم الحديث 38398 برواية مسلم

[44] القرطبي: التذكرة ص 212, 213

[45] ياقوت الحموي: معجم البلدان 4/328 (يراجع معجم البلدان)

[46] الشيخ محمد فقيه: السفياني وعصر الظهور ص  126 ،130,  131:

(47) http://www.ado-world.org/pub/nummer-16/chabor.htm

= للتوسع في حضارة مابين النهرين : دراسة : الجزيرة السورية تاريخ وحضارة ] http://www.kenshrin.com/mobile/details.php?id=3198

(48) (48) مجلة الدفاع الوطني- العدد 46 1-10-2003 =
ــ دراسة هامة  : الشراكة التركية – الاسرائيلية في مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP) : الآلية والتداعيات  [ بتصرف ]

انتهت الحلقة الثانية بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي – الحلقة الأولى


سقوط

نظرية الهرمجدون

الزائفة

الماشيحانية وحرب النهاية


الشيخ والمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

فلسطين المقدسة

حقوق الطبع محفوظة

2007

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القراءة التي بين أيدينا

القراءة .. والمبحث الذي بين أيدينا .. هو خطوة نحو جديدة نحو تحديد الذات والهوية..

إنها محاولة متواضعة نحو اكتشاف حالة الوعي الصراعي الحديث ..

ففيما  بين  اللا مقدس الإسرائيلي والعقيدة الماشيحانية .. يتشكل  الماسون كوعاء تاريخي لحالة الإفساد الكوني .. في ذراع صهيونية مغموسة بالوجودية القهرية والدم ..

وفي مبحثنا الذي لا نري فيه كل الكمال في مادته .. نريد فيه أن نضع  النقاط على الحروف .. برؤية جادة ومباحث رصينة .. اعتمدنا فيها  المنهج والأصولية البحثية  .. المراد خلفها هو غرس الوعي الأصولي في مواجهة الأصولية المضادة .. وقراءة المصطلح القرآني : الإيمان والكفر.. هو المحدد والسقف العلوي لمنهج العبودية في قراءة حالتنا .. لكن بدون الغوص في محددات المصطلح نجد ذواتنا خارج حالة التفسير والواقع .. والخروج من أزمة التفسير .. لا يكون إلا بالخوض في قراءة واقع جديد لحركة الأصول .. وخليفة الله المهدي عليه السلام هو النقيض الإلهي لمحاولات الزيف  التاريخي والمعاصر .

واليوم إما أن نكون مع المشروع الإلهي .. و إما أن نكون مع المشروع الشيطاني المضاد .. وبالحتم  خيارنا والجماهير هو خيار الرب المتعالي به ننهج ونصعد نحو وعي المجد والحالة النور .. قرائتنا خطوة نحو الأمل .. والله تعالى هو نعم المولى ونعم النصير

مركز دراسات الساجدون

فلسطين المقدسة

نشر اليوم بتاريخ :

28 شعبان 1431هـ

8 أغسطس 2010 م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ   المدخل…..

إن قراءة  الهرمجدون كنظرية سياسية و عقيدة صهيونية معاصرة ، تكشف لنا عميقا عن حقيقة تاريخية هامة .. وهي أن المركب السياسي اليهودي الراهن قد انبثق من مجموعة تراثية سوداوية حاقدة على كل الحقائق والأصول .. كما تكشف بوعيها الخزري وطابعها القبلي ذو الأصول التترية .. عن حالة انفصام نكده مع الأمم والتاريخ ونقيضا للشكل التاريخي في المحيط الأوروبي .. هذا وإن دراسة جادة حول أصول الظاهرة الخزرية  (1)

ستمكن الدارس من عملية مطابقة مع الحركة الصهيونية وفيما بين الأصول .. وهو ما أفرز للأمم قيم الفكر الوثني التلمودي والعقيدة الماشيحانية وهي التي جمعت بين دوائر وثنية ثلاث : أولها الوعي الوثني السامري ، والمتمثل في عقيدة العجل الذهبي  (2)

والبعد الثاني : هو الانحطاط اليهودي في بابل والذي أفرز التلمود البابلي .. أو ما يسمونه زيفا : بالأورشليمي !! والبعد الثالث هو البعد الوثني الخزري و ما تبعة من حركة التحول السرية المعقدة للفكر الماسوني بعد انفراط العقد الخزري في أوروبا الشرقية والوسطي ، هذا الانكشاف العقدي الجديد والمتناكف مع الأمم والتاريخ .. والمتضاد مع أي تحول نهضوي عالمي  هو الذي دفع الى تحول الفكر الماشيحاني المبكر الي حكومة المؤامرة الشيطانية.. وبهذا بقي الفكر الجيتوي هو المهيمن على دماغ العقل الماسوني التلمودي الوثني والذي لا يعتقد سوى بالماشياح يهوه مرجعا وثنيا يرتكز على تعددية الآلهة الشرية وكان ملوك إسرائيل هم دائرة الاستيعاب لثورة المسيح الدجال والذي يسحبون عليه اسم الماشياح الرب المعبود !! وكان لفكر التضاد الانقلابي اليهودي في أوروبا أثره في التقابل مع الثقافة البوليسية الدموية .. وهي التي زرعها بولس اليهودي حين اخترق الديانة النصرانية . وحسب تسجيلات جميع من كتبوا في الدراسات المسيحية يؤكدون : حقيقة هامه وهي أن بولس قد خلق ديانة مسيحية جديدة في العقل المسيحي ويكاد لفظ بوليس في اللغة الأوروبية منسحبة كحالة وعي على خطط بولس الأولى في  ملاحقة الحواريين والمختارين من تلاميذ السيد المسيح !! وكذا خطواته في مجازر المبشرين العبرانيين في أميركا اللاتينية وتوجههم  في إبادة الهنود الحمر .. وهكذا هيأ الدموي بولس بعقيدته الوثنية المضادة للنصرانية الأرضية ..  المهيأة للتحول الجمعي الأوروبي نحو الوثنية بلباس مسيحيي جديد !!

يقوم بدور إحلالي  وبديل لكل اتجاهات الطهر والتسامح في فكر السيد المسيح بن مريم عليه السلام !! مما يكشف عن  اختراق حقيقي هدف الماسون الأوائل بقيادة إبليس والمسيح الكذاب ، وبدراسة مقارنة بين الفكر المسيحي الحقيقي وفكر بولس في الأناجيل  (3)

سيجد بولس ما هو إلا وجها للمسيخ الدجال الوثني الذي وصفه السيد المسيح عليه السلام حسب نصوص الإنجيل بالخائن وحذر تلاميذه الأحرار من زيفه في آخر الزمان . (4)

وهكذا تم التهيئة للفكر اليهودي الفريسي الوثني لكي يكون الترجمان الحقيقي لحقد  اليهود على السيد المسيح بن مريم عليه السلام .. وتقابل الحقد المسطر في التلمود علي السيد المسيح وأمه مريم المقدسة عليهما السلام .. ولتبيان الحقائق .. سيقدم مركز دراسات أمة الزهراء مجموعة من الدراسات  المقارنة سننشرها بمشيئة الله تعالى حول شخصية السيد المسيح بن مريم عليه السلام . (5)

وهو ما  يفضح الشخصية الوهمية البديلة في الأناجيل وهو .. [ المسيح بن داوود ] ..  وبمجموعة الحقائق التي  يستوعبها هذا المبحث : نكتشف بوضوح جلي أي روح تقف وراء اختراق اليهود للعقل المسيحي منذ قرون بروح ماشيحانية حاقدة تستهدف استئصال الدين التوحيدي من أساسة ومحو اسم السيد المسيح بن مريم عليه السلام من ثنايا الأناجيل والعقل المسيحي بشكل خاص ، بل ومن ذاكرة التاريخ المسيحي .. والهدف الكلي هو تنفيذ فكر المؤامرة الماسونية بإحلال نظرية تعددية المشحاء لكي يتسنى لعدو السيد المسيح بن مريم علية السلام  وهو المسيح الكذاب المنبثق كثقافة وهوية حقد من قلب التلمود .. عصارة الوثنية اليهودية المضادة لعقائد الأنبياء عليهم السلام .. وهكذا خلق أنموذج المسيح البديل في كتاب العهد القديم والجديد وهو المسيح ابن داوود !! و  انبثق عن هذا التحول المنهجي العقيدي المضاد للتوحيد المسيحي حالة من الفكر البروتستانتي المقيت .. وهو الفكر المبني اسميا علي المسيحية ، لكنه في حقيقته هو دينا وثنيا صريحا مبنيا على تفسيرات وثنية حاخاميه في العهد القديم

وهكذا ولدت الحركة الصهيونية المسيحية .. من قلب خنادق الجيتو بفكر ثوري أسود يدعو لقتل النصارى واستباحة دمائهم .. وقد كتب : إيليا أبو الروس أحد شباب النصارى الواعين : اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية : دراسة هامه حول البرتوكولات وأصولها وسياسات اليهود في قتل أطفال وحاخامات النصارى .. واستخدام دمائهم في صنع فطائر عيد الفصح اللا مجيد !!  وبهذه الصورة الوجيزة في مدخل دراستا والتي لايسعها مجلدات !! نؤكد أن المسيح الذي عبّده بولس للغربيين ؟ إنما هو دين جديد أراد به عبر دعم اليهود الماسون الأوائل تحقيق عدة أهداف منها :

1ــ  نقل الدين المسيحي التوحيدي من الأرض المقدسة فلسطين موطن السيد المسيح ومنبع ثورته ورسالته التجديدية.. الى قلب الدولة الرومانية ـ أوروبا ـ  لخلق واقع جديد لا يمت للواقع المسيحي الحقيقي بصلة . وليكون هذا المخطط التهجيري والتهجيني المعقد  لرسالة السيد المسيح عليه السلام من فلسطين كأول  خطوة يهودية لترحيل المسيحية عن فلسطين وإلباسها الشكل الانحلالي المتغرب.. ولتنفيذ هذه المؤامرة الدنيئة كان لابد من نسج صورة جديدة للسيد المسيح عليه السلام في الذهنية الغربية..  تندمج مع طبيعة الإنسان الغربي المهجن والآتي عبر الهجرات الوثنية ، ليبدوا السيد المسيح الجديد كوكتيل من المواصفات أشقر اللون ـ البعد الأمريكي ــ وعيونه زرقاء ــ البعد البريطاني ــ طويل القامة ـ البعد اليوغسلافي !! وبنيت الكنائس الجديدة وعلقت عليها صور الماشياح الغربي اليهودي الجديد !! وفي هذه النقلة الخداعية وغير المنطقية يتواصل المخطط .. وهذه العناوين يمكن أن تتبلور للقراء الكرام عبر مباحث جديدة قادمة ..

2ــ  تغطية العقيدة الماشيحانية الجديدة والتي تتناقض بالكلية مع السيد المسيح وأمه عليهما السلام  لحالة التوسع الاستيطاني الأمريكي والبريطاني على حساب مجتمعات الهنود الحمر وثقافتهم .. أي إلباس الواقع الأوروبي المتجه نحو الاستيطان والأمركة الجديدة .. بعقيدة جديدة تتناغم والوجهة الوثنية الإسرائيلية !!  وبهذا التوجه بدأت الإرساليات التبشيرية المسيحية ـ عقيدة بولس الوثني عدو المسيح عليه السلام ــ من  التبشير الجديد في واقع الهجرات الجديدة والمتدفقة نحو بلاد الهنود الحمر، وباسم المسيح المهجن مورس كل أشكال العنف ضد العقيدة والإنسان ؟؟

ولهذا حمل هؤلاء المبشرون البروتستانت خياراتهم الجديدة ، بروح دموية وشاركوا في قتل ومجازر جماعية بالملايين !! وهكذا نزع الدموي بولس روح الإنسانية من مجتمعات النصارى الموحدين.. وأوجد بديلا وثنيا بكل ما تعنيه الكلمة !! وفي هذه الأجواء باركت الحكومة الأمريكية الماسونية المشروع اليهودي الجديد في أوروبا .. وخلقت ببركة المسيا الجديد  أنموذجا دمويا للرجل الأبيض الأمريكي [ الماشيح الكابوي ]  وحددت ثقافته  منذ البداية  بقيم الماسونية ـ المسيحية الصهيونية الناهبة للأمم ـ وليكون عنوانها :  الدولار الأمريكي الفاشي الأول متناغما مع الروح الوثنية .. ولتحدد المسيحية الصهيونية منذ اليوم وجهتها المناهضة للتوحيد والنبوات وكل الرسالات السماوية ، وأن يكون المثلث الذي على الدولار الأول رمزا للفرعنة والعقيدة الماسونية ورمز العين الواحدة التي في وسطه.. صورة متطابقة  لعين المسيا الجديد الأعور !! والماشيح الدجال القديم .. (6)

3 ــ خلق تكامل بين جهود الفريسيين الذي وصفهم السيد المسيح عليه السلام في الإنجيل بأبشع الأوصاف الرومان !! وجهود اليهودي بولس الهادفة ماسونيا لتشكيل دولة الدجال الوثنية ومخططاته لأن يكون الرقم الأول في الحركة الماشيحانية .. هذا إن لم يكن هو الأعور الدجال ذاته !! ولتقريب الصورة العقدية يجب أن تكون صورة العم سام [ السامري ] في عهد عظيم الله موسى عليه السلام ماثله ..وللدخول في موضوعنا لتشابه الصورة ..نرى ذات الخطط التي ينفذها الدموي الماشيحاني 2 بوش في العراق اليوم !! وكأنه مشروع شرق أوسطي جديد يحاك بخطط الخزر واليسار الوثني الصهيوني في إسرائيل المسيائية المعاصرة ..يقوم بتسويقه بخلفيات إبادة الهنود الحمر شعب فلسطين..  وهكذا نرى كيف توحدت كل الجهود الوثنية قبل قرون في تشكيل الحالة الماشيحانية  الأميركية الأصل في مشروع ماشيحاني عالمي يقوده الصهاينة الماشيحانيين اليوم بأقسى صورة ضد الإنسان والإنسانية في قلب الأرض المقدسة ..

ولهذا كانت ولادة دوله الماشياح الإسرائيلي المعاصرة كما ذكرنا هي صورة لأنموذج المجازر في بلاد الهنود الحمر والتي تجئ حسب الأنموذج الدموي بين وجهة زعماء الصهاينة والحركة الصهيونية .. والتي ولدت هي الأخرى قديما وحديثا من قلب المنظمات العمالية الوثنية الخزرية الروسية . (7)

وحتى يمكننا في هذا المدخل من استكشاف  الحقيقة الإسرائيلية لابد لنا من قراءة الواقع والنشأة للمشروع الصهيوني المسيائي بكل تفاصيله لنري جليا وبدون المزيد من النباهة الفكرية أن جميع  مفكريها هم من اليهود الروس وروافدهم  التترية الخزرية  !!

وفي كتاب : آرثر كوستلار استيضاح لحقائق الأصولية اليهودية والفكر الماشيحاني والمولود جنينيا في دولة الخزر   (8)

وعندما قرأت  هذا الكتاب قبيل عشرين عاما .. أتفحصه من جديد لأرى الصورة ماثله اليوم في أقسى صورها الدموية .. وعندما كان الكاجان الخزري يوسف يراسل زعماء اليهود الماشيحانيين في الأندلس كان يطلعهم في مراسلاته على الحقيقة الماشيحانية !! والتي يجب تبلورها في الدولة الصهيونية .. ليتكامل الأنموذج اليهودي الوثتني في الحملات الأمريكية على بلاد الهنود الحمر في رفع شعار هذه الحملات التي يقودها رواد الفكر المسيحي الصهيوني التبشيري  ــ الماشيحانيون ـ  بأنهم متجهون عبر أمريكا الهندية ومجازرهم ضد شعوبها الحضاريين الى أورشليم .. بل اعتبروا أن أميركا بدولارها الوثني هي الدولة الإسرائيلية المسيحية الأولي في العالم .. ولهذا كان اجتياح فلسطين ومجازرها عبر القرن الماضي صورة للدموية اليهودية الأمريكية في شعب الهنود الحمر وقطع رؤوسهم واعطاء جوائز كجائزة نوبل لكل من يأتي بفروة رأس أحد الهنود الحمر.. هذا هو عنوان المسيح الكذاب المفسد للتاريخ والأمم عبر التاريخ ..

وبهذا نرى في هذا الكوكتيل التاريخي الوثني كيف عاشت الأمم الأوروبية ومنذ القرن الثالث عشرفي حالة دمار وحروب من جراء فكر المؤامرة الذي غذاه السريون الماسون الأوائل في معسكرات الجيتو الروسية !!  وقد فصّـل وليام غاي  كار فكر المؤامرة الشيطانية اليهودية ودور منظريها من قواد الانقلابات اليهودية ـ الثورات الأوروبية ـ في كتابه  : أحجار على رقعة الشطرنج  (9)

.. في هذه الأجواء الدموية والفكر التآمري أنضج اليهود المشروع الماشيحاني السامري من جديد كنقيض لفكر الأنبياء التوحيدي وهو المبني وثنيا على عقيدة الآلهة المتعددة !! وفي كتابنا: العقيدة اليهودية الوثنية : فصلنا كل هذه المناحي  (10)

وحقا .. كانت المباركة الأوروبية الماسونية هي استجابة متناغمة متوحدة مع الجهود الماسونية والتي زرعت عبر القرون والأجيال .. وفي قراءتنا : شهادات بوش من أجداده الماسون : أن المسيح يعني في وعيه الذهب الخالص!!  (11)

وفي ظلال هذا الوعي الوثني المادي .. دشن هذا الدجال الهرمجدوني الصغير ثقافته على أصول النهب والدموية .

وفي العراق اليوم وهي آخر محطة بعد إبادتهم لمئات الملايين في العالم تتجسد صورة الانقلابات الحاقدة  والتي دبرتها المخابرات الماسونية المركزية .. منذ نشأتها الى اليوم .. وفي كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية ـ تحت الطبع ]: بينا الأصول الماسونية لتشكيل جهاز المخابرات الأميركية بعد الإعلان عن تأسيس أول حكومة ماسو نية للولايات المتحدة.. أن كبار الربويين من أسرة روتشيلد .. وهم المؤسسين الحقيقيين لجهاز المخابرات الأمريكية ليكون بمقام كلب الحراسة الأمني لمصالح كبار الربويين اليهود الماسون .. وذلك بصفتهم هم الممولين لمشروع تأسيس أميركا الماسونية لتكون الحكومة حكومتهم وسياساتها سياستهم !!

ومن قلب مجلس حكماء صهيون نشأت كل هذه المعادلة الإستكبارية الدموية الظالمة .. وبتمويلهم كان النشاط الكنسي لحركة بولس اليهودية وعلى أموالهم وخططهم نشأت الكنائس الجديدة .. وما الحركة المسيحية الصهيونية البروتستانتية في الولايات المتحدة وبريطانيا سوى الجنين الوثني الماشيحاني الذي ولدت منه الماسونية الجديدة في إسرائيل .

وهكذا كانت لعبة الهرمجدون الخداعية تولد بزيفها متطابقة مع جهود الماسون والإتجاه المسيحي الصهيوني .. ليجد شمعون بيريز صاحب النظرية الشرق أوسطيه الجديدة ذاته منظرا للماسونية ومحرفي الكتب المقدسة ومهندسا جديدا للهر مجدون الدموية وسكرتيرا متقلبا .. لحزب كاديما الشاروني !! وهكذا من جديد تعود الكرة في الملعب الوثني البولوني الخزري .. منبع وحوض الظاهرة والإفساد الإسرائيلي .. وينكشف المسيا اليهودي بعدمية العلاقة مع السيد المسيح ابن مريم عليهما السلام . وبلباسه الوثني القديم  ؟؟ وما بولس الإنقلابي سوى أحد أدواته المعادية لكل الأصول .. وتبقي المعركة المفتوحة في العراق كما في قراءتنا بين اتجاهين :

.. هما الإتجاه المهدوي المقدس .. والإتجاه الصهيو بوشوي المتشح بلثام المسيخ اليهودي الكذاب وجيل المشحاء الكذبة كما وصفهم السيد المسيح بن مريم عليه السلام في الإنجيل (12)

لتبقى الهرمجدون كعقيدة مسيائية هي التجسيد الحي للدولة العبرية في إسرائيل .. ومصالحها وسياساتها التوسعية المنية على صورة أساطيرية زائفة وجدت لها مبررات عقائدية تشكلت عبر القرون .. وهكذا ولدت الدولة اليهودية المعاصرة في صورة حركة جيتوية متناقضة تماما ..مع المتغيرات الحديثة في الثورة الأوروبية وبحكم انعزاليتها الجيتوية البرجماتية العنصرية الناهبة لم يكن على الغرب إلا بزجها وبمركباتها المعقدة في فلسطين ..  إن الوعي اليهودي الماشيحانى وفي قراءة تاريخية معاصرة .. سيجد الباحث الموضوعي ذاته أمام حركة منقطعة الجذور الدينية .. وذات ارتباط جدلي بالقيم الوثنية الملحدة والنقيضة لقيم الرسالات وخط الأنبياء !! والمطلع على الخلفية التاريخية الخزرية القبلية، يجد حالة من الوهن الأصولي والتهود السياسي البراجماتي .. ولهذا وجدت القيم السامرية الوثنية ومنذ قرون ذاتها أمام حتمية الارتباط مع الوعي الماشيحانى الوثني والمتبلور بأعلى قيمه الإلحادية بالتصور التلمودي وبرتوكولات حكماء صهيون .. وهكذا نرى  أن أغلب نظريات اليهود وحركاتهم الماشيحانية ذو مركب انقلابي على الذات ، ومبنيا على وعي حاخامي وثني حاقد .. جاءت بكليتها كردة فعل على تشتتهم ونبذ القوى العالمية التاريخية لهم ..هذا وأن أقوال اليهود  التلموديين وبما حملوه من أوزار الزيف التاريخي  إنما كانت تندفع لتزييف كل شيء في العقائد ورسالات الأنبياء عليهم السلام  , ورسموا عبر رحلة الانحطاط والتزييف المنهجي المتعمد صورة لهذه العقيدة الوثنية وهي التي برزت بأقسى صورها من خلال تجسيد عقيدة العجل الذهبي والانقلاب على الدين التوحيدي الموسوي .. والقرآن الكريم يرسم في سورة طه..عمق هذه الحالة والانقلاب الوثني على النبي موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام .. أو ما عرفت من عمق هذا التاريخ بالعقيدة الماشيحانية وهي عقيدة المسيخ الدجال . وقد توسعنا في كتابنا حول السامري .. والمنشور فقي موقع :  شبكة الأبدال العالمية بتفاصيل الموضوع وخلفياته  (13)

.. وبمراجعة وقراءة متأنية لأقوال الأنبياء في كتاب العهد القديم والجديد سيرى وجهتهم العدائية الدينية للحالة الماشيحانية .. وهذه الأقوال التي تستوعبها قراءتنا الموجزة .. تؤكد على زيف العقل اليهودي وانقطاع الوشائج الدينية بالمقررات الصهيونية .. هذا ويكشف خطاب الأنبياء عليهم السلام عن سقوط  وزيف الدعاوي اليهودية المعاصرة ويؤكد على نفي النظرية المزيفة حول وجود محوري الصراع .. وأن هناك ثمة معركة وشيكة وحتمية وهمية بين الخير والشر !!

وهكذا يتجه اليهود الماسون الإنقلابيين لإيجاد حكومة تحمل سماتهم القبلية الخزرية الوثنية.. هذا و إن قراءة جادة حول الأصول اليهودية وتحديدا البعد التاريخي الخزري ومسببات العقيدة اليهودية.. لايرى فيها أي  بعد أصولي ديني أو إنشداد للتاريخ … بل كان التهود السياسي الخزري . هو ذاته السبب وراء قوة الدفع الديموغرافي اليهودي في تشكيل دولة إسرائيل ومنهاجيتها اللا دينية الوثنية ..

.. وعليه يجيء  عنوان مبحثنا  : ليفصّـل الصورة الزائفة لهذه العقيدة الوثنية , ويكشف عن عميق النقائض بين العقائد الدينية والفكر الماشيحانى الوثني ..  والتي استطاع اليهود عبر جماعات التحريفيين وقـوى الضغط  الربوي من التناغم .. والتوحد مع كل العقائد والأيديولوجيات المعادية لحركة التوحيد والدين ..  وفي وجهة مزيفة لا تمت للمنظومة القيمية بصلة.. واليهود الذين يفاخرون في الكنيست بذبح السيد المسيح بن مريم عليه السلام .. بتهمة الخيانة  وتدشن  كتب العهد القديم العقوبة لموسى النبي عليه السلام بتهمة الخيانة أيضا !! حتما  ستكون هذه الصورة المعقدة في السيكولوجية اليهودية .. صورة للحالة الدموية في استباحة دماء الأمم والجوييم .. وصورة للصراع المقبل بين هذا التحريف التاريخي العقائدي وحالة الأنبياء والقديسين , أو هي بين الوثنية الإسرائيلية من جهة و المواجهة لحالة ” الله والنبوات ” من جهة أخرى .

ومعركة الهرمجدون  التي رسموا صورتها كمركز ودائرة للصراع المقبل هي الأخرى تجيء صورة لهذه التصورات المزيفة والهادفة لحشد التأييد العالمي لإسرائيل .. ومن جملة الدلالات في مصادرنا الإسلامية وفي مصادر أهل الكتاب سنرى أن الصورة المثلى لهذه المعركة الحاسمة [ الهرمجدون ] ليست إلا وهم لليهود ، يأتي في سياق جملة المخططات الماسونية لإشاعة روح المذلة اليهودية بين قوى الغرب والحكومات المؤيدة لدولة إسرائيل وزرعها كقوة شيطانية في المنطقة وفي فلسطين بالتحديد . وفي العناوين التالية التفصيل .. لزيف نظرية الهرمجدون والأصول ..

2 ــ الهرمجدون وخلفيات الحدث :

أولا : ــ  هل مجدو هي ساحة الهرمجدون  ؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا البحث في كتب الأصول لنرى في مبحثنا ثلاث مسائل مهمة : تبحث أولا في مساحة مجدوا الجغرافية وهل تصلح لمعركة تاريخية مليونية ..

أو سهل مجدّو بالقرب من القدس والتي يعمد أمراء المسيحية الصهيونية لإظهارها والتبرك بأنموذجها , إذا ما قيست عبر المساحة الجغرافية  لا نراها تتسع حتى لمعارك عصابات , فكيف بحروب شاملة أو إستراتيجية , وفضلا عن أنها منطقة جبلية والجبال كمناطق عسكرية لا تدار فيها المعارك لفقدانها الاستمرار في العمليات العسكرية كالدبابات وعربات المشاة وغيرها ,والقوات النظامية الغربية والصهيونية غير مؤهلة لخوض حرب العصابات ، حيث أن المعركة التاريخية المرادة في تصورهم وفي تصور من لاحقهم من أدوات لأمراء الخط المسيحي الصهيوني لا تتسع لمثل هذه الحرب المقبلة!! ولهذا  تجيء  حركة الدوران والجولات المكوكية التي يقوم بها أمثال [جيري فالويل ] من الرحلات لفلسطين وتحديدا في منطقة مجدو, إنما هو من قبيل عملية التهيئة الإعلامية والتحضيرية للغرب لكي يقوموا بدورهم المحتوم في الدفاع عن هذه الدولة اللقيطة عديمة الجذور التاريخية في فلسطين!! ولهذا هم يستخدمون النصوص في التوراة وغيرها في واقع غير محتمل , والهدف كما قلنا من وراء هذه الضجة هو إعداد جيوش الغرب للمشاركة الدفاعية عن إسرائيل وذلك على أساس تكريس الصورة الواقعية لقرب [معركة النهاية ] كما يقولون , ولذلك هم يحددونها داخل القدس لإثبات الصورة المرادة وإظهار الخطر المراد على عاصمة اليهود المزعومة [ أورشليم ] وفي السياق وفي العام 1983م نظم المبشر [جيري فالويل ] رحلة إلى فلسطين لإطلاع المسيحيين على الأماكن المقدسة هناك , وعلى الأخص الأماكن التي ستشهد معركة هرمجدون , ونظم لهم لقاءات مع قادة سياسيين ودينيين في إسرائيل كان من بينهم [موشي آرينز] وزير الدفاع الإسرائيلي – آنذاك – وفي هذا اللقاء قال لهم آرينز: ” إن غزو لبنان عام 1982م كان بإرادة إلهية , فهي حرب مقدسة مستمدة من العهد القديم  ـ التوراة المحرفة ــ وهذا يؤكد النبوءة إذ أن هذا الغزو يمكن أن يعني أن معركة هرمجدون قد اقتربت }.. (14)

يقول [هال ليندسي ] خبير الشئون الدولية والتاريخ العالمي ومؤلف كتاب [آخر أعظم أرضية]والسابق الإشارة إليه :[الجيل الذي ولد عام 1948 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح, ولكن قبل هذا الحدث, علينا أن نخوض حربين, الأولى ضد يأجوج ومأجوج بزعامة روسيا والثانية في هرمجدون, وستبدأ المأساة لتحالف العرب مع السوفييت وهجومهم على أرض إسرائيل” (15)

وهذا التوقع هو أكبر صورة للتزييف الجغرافي والسياسي والديني, وذلك على أساس أن الهرمجدون أصلا كما في مصادر أهل الكتاب هي بين النصارى والمسلمين وقد حدثت كما سيجيء , والثانية أن يأجوج ومأجوج حتى في التوراة إنما تجيء حقا بعد قتل الماشياح في زمن المهدي وبعد نزول عيسى المسيح عليهما الصلاة والسلام.. ويأجوج ومأجوج تتقدم أصلا حسب المصادر بعد انتهاء إسرائيل والحروب في الأرض المقدسة!! فكيف تقوم حروب مع روسيا؟ وهم أصلا كيهود خزريون هم عمق قبائل يأجوج ومأجوج بل هم الاقتداء والحوض المستقبل لهذه الحركة الوثنية المكتنزة في الأرض وقد شرحنا هذا الموضوع مفصلا في كتابنا : { الخزر ودولة يأجوج الصهيونية }.

ويقوم اليوم رواد الفكر الماشيحاني ــ المسيحية الصهيونية المعاصرة ــ بعملية إعلامية واسعة عالميا للتأسيس لهذا الفكر الوثني الاستعبادي الزائف .

وتحت عنوان : { معتنقوا أسطورة هرمجدون } كتب الدكتور: محمد عطيوي في السياق: [هذا وقد شهد العالم مؤخرا حركات تبشيرية عديدة تستلهم التوراة بعهديها القديم والجديد وتستمد منها تعاليمها وأفكارها وتركز نشاطها علي حشد الرأي العام الغربي والمؤسسات الحكومية لمساندة الدولة العبرية التي تعتبرها امتدادا ل ـ إسرائيل الكبرى التوراتية ـ  ويعتقد أن أتباع هذه الحركات أنه ما لم تقم حرب نووية في هرمجدون في فلسطين بين (قوى الخير) ممثلة باليهود وحلفائهم و (قوى الشر) ممثلة في العرب والمسلمين أعداء اليهود, فإن المسيح المنتظر لن يعود, ولن يكون هناك سلام على الأرض ] . [16]

إلا في ظلال هذه المعركة الموهومة. ولهذا نجد بوش الثاني على خطى أسلافه ريغان وبوش الأول وغيرهم من الصهاينة المسيحيين يقسم اليوم العالم و انطلاقا من هذا التوجه الصراعي المدمر إلى قسمين : القسم الأول : هم قوى الخير وتمثله أمريكا المجرمة وإسرائيل الخزرية , والقسم الثاني : هي قوى الشر وعلى رأسها إيران الإسلامية وسوريا وحزب الله في لبنان ومعها كوريا!! وهي دولة وثنية تماما ولا علاقة لها بالنصرانية التي يؤكد التلمود والبروتوكولات على عدائهم   !!  وتحمل البروتوكولات الصهيونية نصوص واضحة لحرب اليهود مع الأديان..وهم يحاولون اليوم في معارك أفغانستان والعراق أن يدشنوا بداية التحول نحو رسم الصورة الصراعية لهذه المعركة الموهومة ـ هرمجدون ـ  والتي ثبت زيفها وخطؤها رغم حشد النصوص والتأويلات والخطابات والمسيحية الصهيونية لإنجاحها !! واذاكانت مجدو حسب التوصيف الماسوني هي جوار القدس : أورشليم  .. فما علاقة الحرب العدائية لليهود مع دول أصلا غير دينية وشبكات التجسس على الولايات المتحدة وروسيا البيضاء !!

وفي نظرنا ن هذه الوجهة التي يحشد الغرب قواته بقيادة بوش الثاني الهرمجدوني !! هو التأكيد لذات الصورة الحقة لبداية : الملاحم  في العراق . وهذا ما تثبته المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب كما أسلفنا….{ إنهم يعتقدون أن هذه الأحداث يجب أن تقع قبل العودة الثانية , كما يعتقدون أنها مسجلة بوضوح في الكتاب المقدس , وقبل السنوات الأخيرة في التاريخ , فإن المسيحيين المخلصين سوف يرفعون ماديا من فوق الأرض ويجتمعون بالمسيح في الهواء, ومن هذه النقطة سوف يراقبون بسلام الحروب النووية والمشاكل الاقتصادية , وفي نهاية المحنة سيعود هؤلاء المسيحيون المولودون ثانية مع المسيح كقائد عسكري لخوض معركة هرمجدون لتدمير أعداء الله ومن ثم ليحكموا الأرض لمدة ألف سنة… وفي هذا الصدد يقول الرئيس ريغان:  [أن جميع التنبؤات التي يجب أن تتحقق قبل هرمجدون فد مرت, ففي الفصل 38 حزقيال

: أن الله سيأخذ أولاد إسرائيل من بين الوثنيين حيث سيكونون مشتتين ويعودون مرة أخرى إلى الأرض الموعودة  .   لقد تحقق ذلك أخيرا بعد ألف سنة , وللمرة الأولى يبدو كل شيء في مكانه لانتظار هرمجدون والعودة الثانية للمسيح” . [17]

والجدير بالذكر وفي مجال الحوار حول ظاهرة ـ المسيحية الصهيونية ـ  القول بأن ليس كل المسيحيين صهيونيين بل هم شريحة نظامية ذات علاقة جدلية وتاريخية بالماسونية والصهيونية الخزرية المعاصرة .

يقول موسى مخول الأستاذ : في كلية اللاهوت في بيروت في السياق : { فالعنوان يجعل القارئ يظن للوهلة الأولى أن جميع المسيحيين صهيونيين , في حين أن المسيحية ليست هذه أبدا وهي بعيدة كل البعد عن الصهيونية كما إنها تتنافى قطعا مع اليهودية…]  [[18]

وبالمجمل فإن هذا المبحث وهو الخاص بمعركة الهرمجدون لا يتسع للتفاصيل حول موضوع المسيحية الصهيونية فقد تعرضنا له في دراسات عديدة ومقالات مختلفة , ولكن هنا نرغب في تبيان المفارقة بين المسيحية و الهرمجدون !!

يقول الدكتور محمد السماك : [ مع ذلك فإن الكنائس الأمريكية والأرثوذكسية والإنجيلية المختلفة ترفع صوتها منددة بالتوظيف السياسي للدين , الذي يتناقض مع ما تقول به العقيدة المسيحية. حتى أن القس (ملفين ثالبيرت) رئيس الكنيسة الميثودية التي تعتبر الرئيس بوش أحد أبنائها قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه :  { إن سياسة إدارة الرئيس بوش في الحرب على العراق ستنتهك الشريعة الإلهية كما تنتهك تعاليم السيد المسيح }.  [19]

وهذا يؤكد طبيعة معركة الهرمجدون غير المشرفة وغير المقدسة , إنما هي مبنية على عقيدة الدم التي ورثها الصهاينة التلموديين عن أجدادهم الخزر الوثنيين وهم الذين أقاموا دولتهم على الدم وروح التآمر!!

يقول بن جور يون : {إن ما ضمن بقاء الشعب اليهودي على مر الأجيال وأدى إلى خلق الدولة هو تلك الرؤيا المسيانية لدى أبناء إسرائيل, رؤيا خلاص الشعب اليهودي والإنسانية جمعاء. إن دولة إسرائيل هي أداة لتحقيق هذه الرؤيا المسيا نية }. [20]

هذا وإن حرب بوش الثاني  لعودة المسيح إنما هي التوكيد لهذه الأفكار الإسرائيلية والطقوس الدموية المرادة في العقل اليهودي الخزري المعاصر!!

وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي :

[ أن القتال الذي سنكون في يوم الرب سيكون في جبل ـ مجدون ـ بفلسطين لأن (هر) معناها (جبل) و (مجدون) اسم الأرض والنص هو:  { ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس . ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع . فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء. ها أنا آتي كلص. طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عورته. فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون] (رؤيا: 18) 16/16

3 ــ أسطورة هرمجدون الوثنية :

ومن النص التوراتي الوارد في سفر الرؤيا نجد أن جميع التصورات الماشيحانية تدور في محتويات هذا النص. والمؤسف أن يتم ذلك كما ذكرنا في المدخل ومن تعقيدات اليهود وأزماتهم التاريخية والتي أرادوا إزاءها تحويل الأزمات إلى مركب وجودي في الواقع يقوم في كل محصلاته وأبجدياته على الفكر الوثني وقضية التوحد والاندماج مع الله تعالى الذي تعظم عن التشبيه. وينتهي هذا الفكر المزيف بقواعده وأصوله على المكر التلمودي الدموي العام والمتناقض مع مركب الأمم الأخلاقي والإنساني. وهذا هو أصول الفكر وحتمية المعركة المقبلة. ف [ المعركة الكبرى التي يتحدث عنها الأصوليون ليس لها وجود في الإنجيل ـ العهد الجديد ـ إلا في سفر الرؤيا الذي احتار فيه المفسرون حيث رأي بعضهم أنه دسيسة يهودية  ] ..  [21]

وقد وضحنا في تفسيراتنا للكتاب المقدس ..أن أغلب هذه النصوص لها أصول في تحريفات التوراة وإنما زج بها في الإنجيل وهي بالتمام من تسجيلات التلموديين وأتباع بولس وهو الزارع الحقيقي للوثنية في الكتاب المقدس !! وأخطر اختراق في العقيدة التوحيدية المسيحية !! هذا   [ ويستطيع  دارس الكتاب المقدس أن يستنتج أن سفر الرؤيا أقرب لأسفار العهد القديم ـ التوراة ـ منه للجديد.. بل هو أقرب للأبوكرينا .. [22]

[ أسفار غير معترف بها كتبت أثناء اضطهاد اليهود تتحدث عن أحلام بانتصار إسرائيل ] فالسفر يتحدث بنفس مادية وعنف التوراة بعكس روحية الإنجيل.. ]  ويصف يوحنا –  كاتب السفر –  اليهود بأنهم مجمع الشيطان ] , هذا و.. [ إن المرء ليندهش من كم العنف والدم في سفر الرؤيا مما يتنافى تماما مع ديانة المحبة والسلام لذا لا يمكن فهم السفر إلا في صورة رمزية . [23]

وهكذا بقراءتي للإنجيل يفاد منها في هذا الموضوع اتجاهين :

الاتجاه الأول : وهو تبيان يوم النهاية أو الضيقة العظيمة ، رجاسة الخراب ، يوم الرب القدير أو يوم المغفرة وكلها سمات مصطلحات جاءت في إنجيل متى وغيره.. [ متى : 24 : 21ـ28 = مرقص 13:14 ـ 23 = لوقا21 : 20ـ 24 ]   ويستفاد منها معركة النهاية والمحددة بدايتها كما سيأتي في القراءة من بوابة الفرات وتلتقي في مجملها مع المصطلح القرآني : [ وعد الآخرة  ] وهو ما يقابلها في سورة الإسراء وغيرها مصطلح [ الملحمة ] أو [ الملاحم ] وجميعها تؤكد نصوص الإنجيل أن المسيح يكون مشاركا فيها . وهي بمجملها تجيء على النقيض مع أسطورة الهرمجدون الزائفة , والتي لا تخفي بعدها المسيحي الصهيوني واتجاهاته و دوافعه .

الاتجاه الثاني : هو ما جاء في سفر الرؤيا والمهدوف منه خزريا وصهيونيا وتلموديا استجماع قوى الشر في العالم ـ اليهود وأميركا وحلفاؤها ـ ضد الحق والدين والتوحيد ـ  وهم في مقولاتهم قلبوا معايير النصوص وأسقطوا منها أهم خصائصها وهم الأنبياء عليهم السلام وهم المتصدون لخياراتهم الدموية والتي  قتل فيها المئات من الأنبياء وشنوا حملة إبادة للقديسين وحواريي الأنبياء على يد ملوك إسرائيل الوثنيين  . وهؤلاء الملوك هم أعداء الأنبياء الحقيقيين .. ومن حاشيتهم كذلك ولدت جمله المفاهيم الإسرائيلية المغلوطة وكذلك انبثق من تراثهم العدائي الوثني تراث التلمود .. وهكذا ولدت الماشيحانية الوثنية بين اتجاهين : أولها يتمثل في هؤلاء الملوك الإسرائيليين الأول والمتأخرين ــ قتلة الأنبياء .. والثاني : بعد زوال ملكهم وغضب الله عليهم ولعنهم بكفرهم وقتلهم الأنبياء بغير الحق كما في القرآن الكريم :

وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61 ..وقال تعالى فيهم :

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }الأعراف146 … {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }الأعراف146 .. وهكذا بتحولهم عن عقيدة التوحيد والأنبياء عليهم السلام  ، كان حكام الرومان والبابليين من قبلهم يتعاملون معهم ومع أدواتهم من الحاخامات المتألهين بالذلة واتخذوهم عبيدا في قصورهم وبهذا ولد الفكر الماشيحاني كتعويض عن أزمة معقدة في الشخصية الإسرائيلية الوثنية اضطر فيها حاخامات السبي أن يروا في هؤلاء الحكام الوثننين مخلـّصين لهم .. مثال : ما رأوا في كورش ملك فارس  أنه هو المسيح المنتظر !! وكما اعتبروا بيلاطس الحاكم الروماني مرجعا والها وماشيحا مخلصا عمل الفريسيين الطغاة في حكمة كعملاء مأجورين وكتبة تقارير على الأنبياء والرساليين ..وهم يعتبروا بوش 2 بوش مخلصين لهم !! وليس أدل على ذلك مما فعلوه مع ا لسيد المسيح عليه السلام حينما قدموه كمجرم وخارج عن الدين اليهودي !!

(24) وقد شرحنا هذا الموضوع بتوسع في كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية .. [25]

4 ــ النبي عيسى  في مواجهة المشحاء الكذبة :

.. وهكذا نرى في دراستنا لعهود الاستعباد اليهودي أن نظرية الهرمجدون قد ولدت محاطة بعقد الإنتقام التاريخي في المواطن والبلدان التي عاشوا فيها ، والمثال الحي هو العراق اليوم يفرغون فيها عقد التاريخ والعبودية .. و بمراجعتنا لنصوص الأناجيل يمكننا فهم الأبعاد التاريخية ـ أشعياء ،ارمياء ، دانيال ـ وحالة التضاد بين عقيدة خط الأنبياء الرساليين .. و الخط الوثني النقيض وقد برز هذا التناقض التاريخي في آخر صوره التاريخية في عهد السيد المسيح والذي وقف عليه السلام بقوة في وجه الخط الماشيحاني وقد بدا ذلك واضحا تماما من خلال سلسله الخطابات الثورية التى أعلنها السيد المسيح عليه السلام لكل الشعب وحملها التلاميذ كأيديولوجية ثورية مستقبلية ذات علاقة وطيدة بظهور النبي محمد المنتظر الآتي بعده صلى الله عليه وآله وأهمها التحذير والتعبئة لأنصاره الحواريين وتكليفهم بفضح مخططات اليهود الفريسيين واتهامهم صراحة بالدجل داخل المجامع اليهودية .. وأن هؤلاء وأمثالهم إ نما يورثون جيلا من الدجالين في أخر الزمان .. ومن أجل هذا التوجه دفع السيد المسيح والحواريين الثوريين الأبطال دمائهم من أجل توريث الفكرالمسيحى الثوري في مواجهة الفكر الماشيحاني المزيف !! ولهذا  حمل الحواريون وهم طليعة الثورة في حركة السيد المسيح هذه التوجيهات مشاعل لفكر ثوري قادم .. كانوا هم عليهم السلام أول من دفعوا ضريبة الشهادة لفكر يحمل مقارعة كل سياسات الدجل الديني والسياسي ومناهج التبعية بالدين لقوى الإستكبار والظالمين ..وقد بدأ يحذرهم من الأخطار المستقبلية.. وفي سياق هذا الأنموذج التعبوي الرسالي المسيحي الفريد ينقل إنجيل متى : عن السيد المسيح عليه السلام في خطابه بكل الشعب محدثا عن رحيله الوشيك وعودته لهم :

{وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ :[ قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ » 4فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبE وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.}[ إنجيل متى: 24/ 3ـ ــ 14 ] ويبدوا لنا في هذا الخطاب التعبوي كيف يفضح مخططات الماشيحانيين الكذبة والمزعومين في آخر الزمان .. فهو يضع النقاط على الحروف باتجاه خلق قيادة ثورية استشهادية في مواجهة سياسات  الأنبياء الكذبة ..  وهم عملاء الأنظمة الوثنية المستبدة  .. وهمها هو نشر البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجميع الأمم .. وحقا قال عليه السلام فقد ظهر بعد رفعه السماوي العظيم جيلا من الملوك المفسدين ممن نشروا عقائد تعدد الآلهة الوثنية وخلقوا دينا ماشيحانيا جديدا يقوم على فكر وعقيدة  ـــ يهوه  ــ وهو السامري الدجال اللعين ..  وهو من علامات الساعة الأخيرة وحرب النهاية وهي ما أسماها السيد المسيح في خطابه : برجسة الخراب .. وفي هذا يواصل الإنجيل خطاب السيد المسيح عليه السلام  في فضح الأنبياء و المشحاء الكذبة :

…15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دانيال النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ ­لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ­ 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. ] (26)

5 ــ لا تعطوا القدس للإسرائيليين للكلاب :

وفي تعبئة السيد المسيح عليه السلام على رجال الكهنة والذي وصفهم بالخنازير !! وفي ضرورة الحذر منهم  يقول عليه السلام  للجيل الثوري  القادم  ومن سماهم [ المختارين ]

:  { 6لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.}إنجيل متى : 7/6 .. ثم يواصل عليه السلام تحذيره من كهنة اليهود الذين باعوا ذواتهم للشيطان !!

{ 15اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.}: [ إنجيل متى : 7 :15 ــ 20 ]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجـــــــــــــــــــع

(1) يأجوج ومأجوج ظاهرة الإفساد الخزري في فلسطين

(2) السامري الدجال وأساطيره الزائفة

(3) بولس بين الرسالة والوثنية

(4)  إنجيل : متى : الإصحاح : 24 : 24 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس  1950

(5) كتابنا :  السيد المسيح عليه السلام : حياته ـ رسالته ـ ثورته ــ تحت الطبع

http://www.sandroses.com/abbs/showthread.php?p=683005 – 204k(6) -=www.o0os.com/vb/showthread.php?p=94073 – 53k  =

(7) دراستنا : الوجه الصهيوني للسوفيت  : سلسلة دراسات فلسطينية العدد 1 ط 1982

(8) آرثر كوستلار : أمبراطورية الخزر وميراثها ـ القبيلة الثالثة عشر : باب النهوض ـ ط دار الجليل ـ ط 1985 لجنة الدراسات الفلسطينية

(9)  أحجار على رقعة الشطرنج  : الترجمة الكاملة . ط 1 دار النفائس بيروت  1395 ــ 1975    ص 47 ، 49   ترجمة : سعيد جزائرلي

(10) كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية : تحت الطبع

(11) http://www.hdrmut.net/vb/showthread.php?t=128615 : مقال : للأستاذ مصطفى بكري = مصادر عديدة في مبحثنا

(12) : مرقص :13/5 التفسير التطبيقي ص2031 = متى: 24/ 21 نفس المصدر ص 1950 = لوقا : 21 : 8ــ 10 نفس المصدر صفحة 2146

(13) السامري الدجال وأساطيره الزائفة : منشور في موقع أمة الزهراء ـ عليها السلام ـ . http://www.omat-alzahraa.com http://omat-alzahraa.net/home.htm = http://omat-alzahraa.org/om/om.htmـ

[14] أحمد حجازي السقا: عودة المسيح المنتظر : لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ط 1/2003 دار الكتاب العربي القاهرة = جريس هالييل: النبوءة والسياسة 171

[15] أحمد حجازي السقا: نفس المصدر ص 78  .

[16] أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية (عرض وتوثيق هشام قطيط) ص 266-267 ط 1/1924ه-2003م ط دار المحجة البيضاء.

[17] أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية –نفس المصدر ص 267.

[18] مقدمة لكتاب بول مركلي : الصهيونية المسيحية (1891-1948)  قدس للنشر والتوزيع فبراير 2003.

[19] أحمد حجازي السقا: عودة المسيح المنتظر- حرب العراق بين النبوءة والسياسة ص28.

[20] نفس المصدر ص 24.

[21] ياسر حسين: معركة آخر الزمان ونوة المسيح منقذ إسرائيل ص 33 ط1/ 1413  ص 1993 دار الأمين القاهرة.

[22] ياسر حسين (نفس المصدر) ص 34, 35.

[23] ياسر حسين (نفس المصدر) ص 34,  35.

(24)  قاموس الكتاب المقدس ص 208 ط14 دار مكتبة العائلة = إنجيل يوحنا : 19/6 ، 12 ..

[25] كتابنا (الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية) تحت الطبع = وشرحناه مفصلا في كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية ..

(26) إنجيل متى : 24/15ــ 28 = انظر التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1950

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

نشرت هذه الحلقة على موقعنا : الساجدون في فلسطين

http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/27

ونشرت أبواب هذه الدراسة الهامة على شبكة الانترنت

في المواقع

الاسلامية والعالمية على حلقات