• محمد نور الدين الهاشمي

الحلقة الرابعــة أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية- الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الحلقة الرابعــة أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية

وسياسية مجتمعية

الباب السادس

المخرج من أزمة التقارير المزورة

كما أكدنا ذكره في طيات قراءتنا الموجزة  أنه لا يجوز  أن يطبق نظام المحاسبة  في الحزب أو في المؤسسة الثورية أو في أي حركة تغييريه بدون ضوابط لائحية ضامنة تكون جزء من المنهج الثوري لا أداة وظيفية من أدواته .. وهكذا فإن التقارير المزورة من حيث كونها  أزمة فإنها إفرازا لغياب المنهج الثوري الصحيح والقادر على تثبيت المنهج العلائقي فيما بين القواعد والقيادات ، كما أنها إفرازا عن أزمة القيادة الفردية التي اعتمدت مناهج الخصي للقيادات الميدانية في ساحات الأمة  واتبعت هذا الانحراف انحرافا آخر حيث السرعة القفزية للوجهاء الثوريين على المواقع التنفيذية  !!  وبصفة هذه الشريحة

[ الوجهاء الثوريين ] هي شريحة موالية للقيادة السلطوية والقيادات المتنفذه  هي سيكولوجيا ذو طبيعة تابعة مهمتها قلب الحقائق وتزوير الوقائع أمام القيادة العليا  حرصا على مصالحها في دائرة القيادة، ويمكننا أن نحدد أزمة التقارير الفاسدة والمزورة بأزمة التدين المنهجي في القيادة  ، ويأتي بروز خط الوجهاء  الثوريين كظاهرة سوداء في تاريخ شعبنا وقضيتنا والوجهاء الثوريين هم الذين حولوا المشروع الإلهي التحريري إلى شركات وطنية لمصالح الآلهة البشرية  ، وهكذا منهج تلفيقي وتآمري يقع من تحرير الحالة إلى مستوى قاع الأزمة  !!

هذا وباعتبار أن التقارير الأزموية المزورة هي ظاهرة تكميلية للانحراف القيادي والتسلطي فإن المستفيد منها هو القرار الفردي الأنوي والذي من أساسه يعبر عن وجهة هامشية تسهم ولا زالت في التراجع في منظومة الفكر التحريري وتجعله أسيرا لشبكات السوء في زمن الإساءة !!  وفي كل مرة يكون المستفيد من الأزمة هم أعداء الأمة التاريخيين والذين من أجلهم خلقت كل فتنة  وينوب عنهم في واقعنا  هم خط الوجهاء  وأعوانهم : [ بلاط القيادة ومرتكزها ] وفي كل الأحوال يكون الضحية هم أطهر أبناء الأمة حين يقفز الوجهاء الممسوخين على دمائهم ويحين يرسمون

____________________________________________

(34) نفس المصدر السابق : ( ظاهرة تصفية العملاء التاريخ وجذور الأزمة  ) ، ص 78 ، 79 :

” الحاجة إلى الانتماء ”

تاريخ الفداء والحرية لحساب معايير البشر الانقلابيين ..  وحين نتناول التعرض للمخرج من هذه الأزمة لا بد أن نتجاوز بأنفسنا وعلى مستوى القيادة ظاهرة الوجاهة القبيحة الآثمة وكذلك ظاهرة الوراثة الأبوية وتكريس نظام

[ الأبوات الثوريين ]  ــ أبو فلان وأبو علان !! ــ

في القيادة تماما كما اليوم يولي الظالمون الجمهوريين  أبنائهم وأعوانهم  ــ الشلة ـ على كرسي البلاط فتكون اليوم الجمهوريات الملكية وبالمقارنة يكون  الجمهوريات الوراثية في الشركات الوطنية

ذات الأسهم المحدودة والتي يكون مجالس الشورى فيها هم الدبيكة في أعراس المستبدين السياسيين الذين لا زالوا عطشى لدم طلاب الحرية والمنهج الإلهي ، وان القيادة الصالحة الثورية المطلوبة اليوم هي التي تعيش مستضعفة في خندق الجماهير وكل الأحرار .. هي القيادة المجروحة على الثكالي لا العاهرة في سوق الظالمين ، وإذا لم يتسنى ذلك فأي مستقبل يكون لصالح الجماهير في ظلال أطنان التقارير والوشايات المزيفة والتي زيفت في الحقيقة تاريخنا ووجهتنا وهي التي جعلت الجماهير المرصودة للثورة مجرد الحاقيين أو جنود مرحليين في الانتخابات النقابية ثم تسقطها من حساباتها وما برامج شراء الذمم وطوابير المستهلكين في التجربة العرفاتية وإفرازاتها منا ببعيد !!  هذا وإن كرسي أوسلوا الشيطاني لا زال يسكن بأوهامه قلوب المتعطشين للوهم ودنيا الوهم ،، إنهم يريدون بشكل جمعي أن يسكنوا في دمنا .. أو يصنعون من دمنا طينة لأعشاش المستبدين والدبابير الملعونة   وفي سعينا نحو المخرج من الأزمة :

[ أسند عن الحارث عن علي رضي لله عنه وخرجه الترمذي قال : ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون فتن كقطع الليل المظلم قلت : يا رسول الله وما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفضل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا من علم علمه سبق ومن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ]

[وأخرج ابن أبي حاتم عن علي ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون فتن قلت : فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم ” وفي رواية أخرى  ذكر السيوطي رحمة الله : ” ما المخرج منها ؟ فقال ” كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الأمر فحكم به عصمة الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل

قوله تعالى : إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ] (35)

إذا وقود ثورتنا هم المتقون ومادتهم هم الأصفياء العارفون  وقد آن الأوان من بين سطور النقد الى المخرج  وأن تعلن جماهير المستضعفين ولاء الأمة للثورة الإلهية  الشعبية وأن تكون الأمة بكليتها منحازة للمشروع التحريري المهدوي القادم .. وان رفع راية العدل التي تسكن قلوبنا لا بد أن يسكنها الطهر  على أكتاف المطهرون من آل بيت النبوة عشقنا نحو التحول وهي التي بها نسقط كل الدعاوى الثورية الباطلة  .. والى متي ستبقي الشعارات تقصم ظهورنا والانقلابات ترسم العار على سياساتنا وما من انقلاب غادر على مدى القرن الماضي إلا ورفع صوت فلسطين على هامته ولم يزد به إسرائيل إلا خدمة وما من بيان إلا وصدر بعنوان يا جماهير شعبنا إلا وزاد الجماهير بها حرقة ونارا كواها بأوارها وليس المخرج كما يروى أمير المؤمنين وباب النبوة عليه السلام إلا بكتاب الله أيديولوجية عدل وثورة وأنه ’آن الأوان لأن تكون تقاريرنا نور للهداية وبيانات لعالم يسكنه الوهج وينطلق من شرارته الأمل نحو عالم يسكنه العدالة والقسط  نسقط بها كل هامات الزيف وسمات الجور والتزوير والدنس !!

إن القيادة الثورية المأمولة والصالحة هي التي تتقدم اليوم على كل طوابير الزيف العربية نحو التحول والاستبدال المحتوم تفسير قول الحق في قرآنه المعظم :

{ َإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38

(35) القرطبي : (  الجامع لأحكام القرآن ) ، ج1/ 30 = السيوطي : (  الدر المنثور ) ج 2/ 227 وج 6/  376  = الألوسي  :  ( روح المعاني  ) :  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ج30/ 100 =  المروزي ،  نعيم بن حماد  : ( كتاب الفتن  ) ،  ج 1/ 140 ،  الناشر : مكتبة التوحيد – القاهرة  الطبعة ، الأولى ، 1412 تحقيق : سمير أمين الزهيري = الترمذي السلمي  ، محمد بن عيسى أبو عيسى : (  الجامع الصحيح سنن الترمذي  ) ، ج 5/ 172 ، رقم  2906  ، الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ،   تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون

.. انه الاستبدال الحتمي لكل القوى الناهبة والمستغلة  بقوى محتومة طبق الوعد القدري المنزل وهي التي تتقدم ومن خلال المنهج الإلهي الثوري الصالح لتجعل من الجماهير والقواعد المخلصة إعانة لها لا أدوات لتنفيذ مخططات أعدائها ، وان المخرج من هذه الأزمة لا يمكن حدوثه إلا بالثورة الداخلية على الثورة الوجهائية المضادة .

إنها الثورة الإسلامية المحتومة والتي ستسقط كل معاني الذلة والانكسار والتراجع ودفع الجماهير نحو ساحات الاستعلاء والشرف المقدس بعيدا عن التآمر والمناهج المنحرفة والظواهر التدميرية المزيفة !! وهكذا يمكن تحديد المخرج من أزمة التقارير البوليسية الملعونة .. بصلاح القيادة في مشروعنا الرباني المأمول وهذا الصلاح هو الشرط الأولي للخروج من الأزمة ذاتها ، ومن ثم تصعيد المد الروحي وإعلان الثورة الروحية المقدسة في عقول كل الثوريين والروحانيين ومناهج تفكيرهم بعيدا عن الحقد والظواهر الحسدية المدمرة .. وان طبيعة الملاحقة للظواهر والانحرافية في العمل الثوري والعمل على تصحيحها لا يمكن حصد نتائجه إلا في ظلال الأجواء الروحانية الثورية وهي التي تعمق ظاهرة الأخوة الإسلامية بمعانيها الثورية الأصيلة والروحية الصحيحة ..

وفي هذا السياق يمكن تحديدنا لسياسة المخرج من هذه الأزمة في النقاط التالية :

1ــ  ضرورة وجود قيادة صالحة على رأس العمل التغييري تجعل من مرضاة الله هدفها الأعلى والأسمى ..

2ــ التوجه الميداني نحو القيادة واعتماد قيادات ميدانية سليمة ضمانة لتجذير الثورة التغييرية ..

3ــ  وجود نظام لائحي عقائدي الأصول يضمن جو الوحدة الإسلامية والثورية في القواعد الثورية .

4ــ وجود لجان للمتابعة اليومية على مجريات العمل التغييري في سياق العمل الميداني التغييري .

5ـ وحدة القرار المركزي الميداني وعدم تجزئته وملاحقة الظواهر الشللية الإنحرافية وسياساتها  .. وهذا ما سنوضحه بشيء من التفصيل في التالي ذكره ..

أولا : وجود القيادة الثورية المؤهلة :

إن غياب المؤهل القيادي القادر على القيادة الصالحة الميدانية هو من أهم العوامل التي تجزئ القرار القيادي وتضعفه ، ووجود الشخصية الشخصيات الضعيفة المسلوبة في العمل القيادي تجعلها غير متوازنة وغير مؤهلة للمطالب التغييرية المنشودة وتجعلها أقل من قامة الجماهير .. ويجعل منها أداة ساخرة أمام قواعدها التي لا تتفاعل أو تتناغم معها ، من هنا فلزومية القائد الكفؤ هو المطلب  الثوري الصحيح  ، ووجود قيادة غير مؤهلة يعني وجود انحراف في القيادة المركزية وانحراف في الأجهزة وتعويض هذا القصور أو الانحراف  بالسياسات القمعية الدكتاتورية على الأفراد وبالتالي بروز ظواهر التقارير المزورة والانحرافية كتوجه قاعدي مع القيادة العليا ، والتي تحتاج هي الأخرى إلى عملية إقصاء من موقعها على خلفية القرار الميداني ، فالقيادة الفردية الرمزية في العمل الثوري وعلى امتداد عشرات السنوات الماضية كانت تعتمد المنهج الانحرافي من خلال تعيين قيادات ذيليه  وتابعة للقيادة بحيث يسهم استبدالها وتكريس هيمنتها على القرار كما تعمل على سحب الظاهرة [ الميدانية ] في القيادة لتجعل من العمل الميداني والعام أداة للفردية القيادية ، وتجئ التقارير المزورة كظاهرة انحرافية لتضعف العمل الميداني وقيادته لصالح الفردية القيادية والقيادة الرمزية المتأهلة ، حيث تكون التقارير على الدوام من القواعد أو الكوادر الملحقة والتابعة ضد القيادات الميدانية ، فالتناقض بين القرار الميداني والعام هو الذي يشجع المنحرفين لممارسة أعمالهم التخريبية والمضادة ــ من هنا كان لزومية القيادة المؤهلة واجب شرعي وثوري مقدس لضمان استيعاب وامتصاص حركة الثورة لصالح المشروع التغييري العام ..

ثانيا : وجود لوائح عقابية :

وتكون هذه اللوائح رادعة للمنحرفين سواء كان هذا الانحراف قياديا أو قاعديا ، وفي نظرنا أن وجود نظام داخلي صلب وقادر على محاسبة القيادة المنحرفة وردعها وإقصاءها من موقعها لهو من أهم الضرورات والغايات الثورية التي تضمن العلاقات الثورية بشكلها الإيجابي الصحيح ، فمحاسبة القيادة أولا ثم محاسبة الأفراد ثانيا  هو الخطوة التي ترسخ مفهوم وشرط القيادة المؤهلة  .. من هنا فإن وجود لوائح صارمة ضد كتبة التقارير وجماعات المخبرين السريين يأتي في سلم الأولويات لمواجهة المنحرفين ..

ثالثا : وجود جماعات المتابعة الإيجابية :

وهي النقيض للتقارير الإستخبارية وجنرالات التخابر في العمل الثوري !!

فالمتابعة الميدانية هي جزء من وحدة القرار الميداني المركزي وليست أداة مخابراتية على القائد الميداني وهو المرشح على المستويين العسكري والسياسي لتحريك الثورة ضد الظالمين . والمتابعة هي جماعات ووحدات ترشيدية وتصويبية لتقديم النصح والترشيد للقيادة وعلى تنسيق معها قبيل تصعيد الأزمة إلى القيادة العليا .. من هنا فإن المسئول الميداني والمتعاونين معه لابد أن يكونوا على مستوى الأمانة والمصداقية   والولاء للمنهج الثوري العقائدي لا للأفراد .. وفي المحصلة الترشيدية يلزم اضطلاع القائد الميداني المناط بتهيئة الموضوع التغييري بكل الإشكاليات والمعلومات الأمينة  سلامة للموقف الثوري بعيدا عن التضليل أو الانحراف .

رابعا وحدة القرار المركزي الميداني :

يعتبر غياب الاتجاه الميداني المركزي القيادي من ؟أسوأ  الظواهر الإنحرافية في العمل التاريخي  ، من حيث  تكريسه لغياب واقعيته الثورية  ، فسلب القرار  الميداني وجعل القائد الميداني هو مجرد أداة تنفيذية ولأوامر خارجية هو تغييب عن الواقعية الثورية ومتطلباتها ودفعها باتجاه التسطيح  والتغييب والانحراف [ قيادة مغيبة ] فمعظم الاتجاهات السياسية والحزبية وعلى مدار عشرات السنوات الماضية كانت تشكو من عمليات الإقصاء للقرار الميداني [ المركزي ] أي سحق القضية المركزية في القيادة الميدانية لحسابات القيادة العامة وفي حالة الاستعصاء على خلفية البعد النضالي وإرادة الجماهير المؤيدة تقوم القيادة العامة بحصار القيادة الميدانية وفتح الخطوط لأعوان القيادة العامة ..

وفي هكذا حالة تكثر الدكاكين الثورية ونظام الإستزلام مما ينذر بقتل المشروع التغييري عندما تعلن الحرب من القيادة الميدانية على القيادة العامة كرد فعل سلبي وهنا الطامة الكبرى حين تتحول مدرسة الثورة إلى نقمة والنعمة الجهادية إلى غضب رباني على الحالة وهنالك خسر المبطلون من أعداء الله المنافقين وتسقط هامات المتآمرين الذي يرقصون بتقاريرهم الملعونة ودعاياتهم الساقطة على الحالة …. ولتجاوز هذه الشللية يلزم التأكيد على وحدة مدرسة الثورة الإلهية  ووحدة قرارها المركزية بلباس التقوى خير ..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102

وهنا ندرك أن ملاحقة الظالمين بدثار العادلين هو الخيرية السياسية والمجتمعية  وأن طغيان القرار المركزي العام على القيادات الميدانية هو الذي يقتل مشروع الثورة الإلهية ويسقط ديمومتها لصالح أعداء الله والأمة ،وأن التفاف المنافقين والأفاكين حول القيادة العامة بزيفهم النفاقي وتقاريرهم الملعونة هو الذي يجلب سوء الحالة في زمن الإساءة وتندفع القيادة العامة في هكذا أجواء نفاقية للانتحار ونظام الطرد الجماعي للقيادات المقدسة بكتب صادرة ومختومة لأمثال هذه القيادات الجاهلة لا تدرك شروط النهضة ولا زمن النهضة في زمن ارتفاع رايات النصر لمحمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام .. فتراهم ركعا سجدا لدول الشر العالمي وينحرون الحالة بلهثهم وراء المنظومة العربية الصهيونية ” عرب صهيون ” ناهيك عن توزيع التهم ونياشين الشتائم التى يروج لها أعداء الثورة بقصاصات من الرسائل حمراء اللون دليل على وثنية الجريمة فتصبح ساحات الوطن المقدس مهزلة لشرطي الدجال الحقير في قلب الوطن ..

ان أملنا عظيم في وجه الله العلي القدير أن يعظم جهدنا ونحن لا نريد من وراء هذه الرؤية كرسيا أومنصبا أو سيولة دولارية بقدر ما نطلب مقاما تقيا محمودا لظاهرة التحول والثورة وفي أرض سليبة يسقط الأعوان الظالمين رايات العدل فلم يكن البديل سوى رايات المفسدين ..

انه يسكننا في هذه الآونة الأمل في وجه العلي الثبات والاستعلاء لكلمة شرف الله في هذا العالم والذي اكتنفه السوء  .. وان غياب المنظور الثوري الروحي في نظرية الثورة الإلهية هو من أخطر أسباب تراجع الفكر الثوري وشعبية الثورة الإلهية  ، فوجود القائد الثوري الروحي في قلب خيار المواجهة وطليعة الجبهة الثورية هو الذي يوحد قوام الحالة .. وكما قلنا مرارا في لقاءاتنا :

انه يستحيل أن يقوم مشروع ثوري بدون فكر ثوري ونقد ثوري بناء ..!!

.. وهكذا تعتمد القيادة المتنفذة بظهور الخط المقدس في قلب الحالة الصراعية صوت التشكيك والوعيد ونذير الخطر على كيانها حتى ولو لم يمس فهم جدرهم نخرة يحسبون كل صيحة عليهم !! وباتجاه آخر تبدأ في وجه حالة الصالحين توحد شراذم وبقايا التنظيمات في وجه الحالة الربانية البديلة .. ويصعد صوت المؤامرة على السياحة كمسرح للتقارير المزورة والأصوات الغائية وبروز ظواهر التخابر على الصالحين ومكافحة أحوال التمرد الميداني المزعوم حيث تسود الانشقاقات وملاحقة مخابرات القيادة العامة بمخابرات عامة لن يزيد الطين إلا بله والحالة إلا تشرذما وتزيد التهم وقصاقيص التهديد  من صوت الغافلين كوسيلة لتطفيش العناصر المؤيدة

خشية وصول وباء الكوليرا الدعائية عليهم وعلى أسرهم التي سرعان ما تتهم بالعمالة  !!!  فيستغل التنظيم كهيبة لتمرير الرسائل الغوغائية :

{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63

ولهذا لزم قواعد المطهرين الصبر والسلوان وليحنون رأسهم حتى تمر الزوبعة ويندثر صوت الشيطان وما النصر الموقفي سوى صبر ساعة ..ولحماية مشروع العدل يهون كل شيء فمعركتنا من أجل الأرض والإنسان تقتضي حمل مشروع العادلين والمقسطين العادلين ..

الباب السابع

الاستبيان الثوري ودوره في البناء الحضاري :

يقول تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

: الاستبيان الثوري الحضاري هو الأنموذج البديل والنقيض لسياسات التقارير المزورة وهو الذي يحكم  الشروط والخصائص الشرعية والحضارية لمسألة القرار أو التقرير البنائي والاستبيان كظاهرة ايجابية يلزم احتواءه على الرؤية المنهجية الشرعية التي تجعل غايات كل الأصوات بنائية هادفة ..

تعريف الاستبيان الشرعي :

الاستبيان الثوري العقائدي هو محاولة لتحديد الموقف واستكشاف الأرضية التي يقف عليها القطاع الثوري واتجاهاتها ، وفضلا عن ذلك هو محاولة شرعية للتبين وتحري الحقيقة  من براثن الزيف والاستبيان من التبيين وهو التحقق ويصفه ابن القيم الجوزية رحمه الله : ” بأنه تحري الحق والمصلحة والتي وصف غاياتها .. بأنه مزلة أقدام ومضلة أفهام ، وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرطت فيه طائفة فعطلوا الحدود وضيقوا الحقوق وجرؤوا أهل الفجور على الفساد :

[ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ] .. وبالإجمال يعتبر الاستبيان الثوري كأداة ثورية مفرزة لتحديد الموقف  والاتجاه العام لحركة التغيير .. وهو عبارة عن بطاقة ورقية تحمل طبيعة الاستكشاف والعمق والميول والاتجاهات العامة والخاصة لحركات التغيير ..

البعد العقائدي للاستبيان الثوري :

وهنا يلزم أن يكون الاستبيان أو التقرير مستندا على العمق القرآني في اتجاهاته وهذا ما يدفع أن يكون الاستبيان في قراره قرآني .. والآيات الواردة في موضوع التبين في مثل قوله تعالى :

:{ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } : الأعراف85

: فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157

: قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } : الأعراف73

: { ِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال42

: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً    أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } هود17

: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه: 133

: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد14

: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }البينة4

وفي الآيات وتفسرها شروح مستفيضة لإثبات ملف التبين وعلاقاته بالفتح الإلهي ..

الأهداف التغييرية والحركية الشرعية للاستبيان الحضاري :

: من أهدافه هو محاولة إضافية للتبيين الحركي والمواقف الحركية واستكشاف طبيعة العلاقات التغييرية وأنماطها ، كما طبيعة علاقة القواعد الثورية بالقيادة الثورية واستطلاع آراء المجاهدين في مسيرتهم كما هو محاولة لقياس الرأي القاعدي في القيادة وسيرها التنظيمي ، ويمكن من خلاله التعرف  على جوهر الأعمال الثورية وانعكاساتها على أرض الواقع التغييري  . فحتى يضمن  العمل صوابيته لابد من الاطمئنان الدائم على مساره وهذا لا يتم إلا بالاستبيان وهو بديل دائم عن وسائل الإرهاب والضغط السياسي والفكري والوسائل والاستخبارية  لمعرفة المعلومات والاتجاهات ما من شأنه زرع الثقة في القواعد الثورية .

والحركة الحضارية التغييرية هي التي تنتهج هذه الخيارات الأمنية .. من هنا كان الاستبيان الثوري العقائدي تعبيرا عن الواقعية التحتية للثورة ومرتبطا ارتباطا جدليا بعمليات التخطيط الثوري وأجهزتها التخطيطية . وتسهم في تحديد الاتجاه التخطيطي الإستراتيجي والمرحلي لمهمات العمليات الثورية التغييرية ، وحتى يتجاوز العمل الحضاري التغييري أزمة التقارير السرية البوليسية من القواعد إلى القيادة لابد من انتهاج وسائل أكثر حضارية ، من هنا كانت الاستبيانات الدائمة هي بمثابة الكشاف العقائدي الصادق والترمومتر الشمولي لمسار وكيفية العمل الثوري وتطوراته .

الأهداف السياسية للاستبيان الحضاري :

: يمكن من خلال الاستبيان الثوري استيضاح الاتجاهات السياسية والمواقف الاجتماعية  الخاصة بالقطاعات الحركية الثورية ومواقفها من السياسات الداخلية ومواقف الحركة الخارجية .  وهام جدا لنجاح الحركة التغييرية أن تمر بآراء قواعدها قبل أن تستكشف أراء الجماهير الشعبية ، والاستبيان الذي يحمل أهداف سياسية تقوم به المؤسسات السياسية والأهداف السياسية عموما هي قياس للحالة الثورية ومصداقية  شعاراتها  ، وهكذا تشكل حالة الاستطلاع  الحركي والشعبي كما صادقا وايجابيا للآراء السياسية والاستطلاعات الداخلية لتكون بديلا عن القياس القاعدي بوسائل استخبارية حقيرة ومنبوذة .. والاستطلاع الشعبي هو بمثابة الترمومتر نحو اكتشاف الذات التنظيمية والقدرة الثورية ، وبمعنى آخر كان من الضرورة المراجعة الداخلية في ضوء مجموع استبيان الرأي لدى الجماهير .. وذلك على اعتبار أن النضال هو أصلا نضال الجماهير والأمة ..

الأهداف القيادية للاستبيان الحضاري :

يمكن من خلال الاستبيان الثوري الداخلي استكشاف آراء وقواعد الحركة التغييرية بالكامل في القيادة السياسية والعامة للحركة ومسارها وأنماطها وتحركاتها وموقف قطاع الحركة منها .. كذلك يمكن الاستكشاف لرأي القواعد الثورية في العمليات الانتخابية ، وبالإجمال هو صمام الأمان والتبين لموقف القيادة وعلاقاتها مع القواعد الثورية ، وحتى يكون وضع القيادة صحيحا لا بد أن يكون الاستبيان الحضاري صحيحا ..

أنواع الاستبيان الثوري وأشكاله :

أولا : الاستبيان السياسي :

:  وهو الخاص بقياس الآراء السياسية أو الاتجاهات وقياس الرأي العام الجماهيري أو آراء الجماهير بالقوى السياسية أو بالحلول  والمشاكل السياسية الآنية ، والاستبيان يحدد آراء الجماهير وطموحاتها السياسية وأشكال الميول السياسية والانتماءات وبالتالي فالاستبيان له مخاطر وايجابيات كثيرة . من حيث القدرة على التأثير والتأثر بالرأي العام ، ومن مخاطر الاستبيان السياسي أنه يوجه أحيانا من مؤسسات مرتبطة جدليا بالدوائر غير العقائدية أو المؤسسات العلمانية غير الدينية أو بجهات أخرى تزيف دور الاستبيان وآثاره في الرؤية الحضارية الشعبية وأهدافها ، وهكذا فثوابت الاستبيان هي التي تضمن عدم انحرافه كما ينحرف التقرير المزور أيضا .

ثانيا : الاستبيان الاجتماعي :

: وتشرف عليه  المؤسسات الاجتماعية الوطنية المحايدة أو مجموعة من الحركة التغيرية تقوم باستبيان نزيه يشاركها فيه قوى مجتمعية مشهود لها بالخيرية السياسية والمجتمعية أو قوة من الأمم المتحدة لإثبات القيمة الرصينة لشعبية هذه القوة المجاهدة ويجب ألا تحس الحركة الربانية بالدونية إذا كان نتاج الاستبيان ليس في صالح مرادها ، إذ أن القيمة الاعتبارية هي في السلامة الموقفية لحسن تأريخ  نضال هذه الحركة من عدمها والقوة التي تخشى الرأي العام هي قوة ضعيفة وغير مجتمعية .. والاستبيان الاجتماعي في النهاية يمكن اختراقه وتحريف وسائطه وغاياته إذا ما سجل بطرق انتقائية ووظف له أزلام الهيئة وأعوان الرياسيات التي تخشى رأي الجماهير .. وفي كل الأحوال يفاد من الاستبيان الاجتماعي قياس الرأي العام ومسموعات الهيئات العاملة في السلك المجتمعي التغييري ومدى ثقة الجماهير في عطائها  وكذلك قراءة حالة الميول النفسية والآراء الفردية المعارضة والموافقة لهذه الحركة التي تريد أن يكون الاستبيان ذراعا لها نحو الجماهير  والتقاطع معها لا القطيعة معها ..

ودراسة حالات الضغط الاجتماعي والجماهيري ومدى انعكاسات الواقع السياسي عليها ، وتقدم هذه المؤسسات التقارير اللازمة  للدول التي تخولها بالمراقبة أو الحضور ولو كانت معادية فالذي يطرح الاستبيان بين الجمهور بطريقة لا يخشى الجمهور لأن لديه القدرة على التصويب والمراجعة والتدقيق في صحة مواقفها من عدمه ..  والاستبيان كما ذكرنا هو قياس للحالة الشعبية التحتية العامة ، ومستويات الاقتصاد الاجتماعي والاستبيان له ايجابياته من حيث دعم وتصويب الوضع الاجتماعي الشعبي ووضع الحلول المستعجلة له ، ودعمه باتجاه النهوض ، ومن هنا تشكل الحالة الاجتماعية للجماهير  أخطر اتجاهات التأثير حتى على الاتجاه السياسي ، وعليه فإن أكثر الاستبيانات تأخذ في الغالب  منهجا لدراسة الظواهر الاجتماعية التحتية واستكشاف قدرات التأثير عليها ..

ثالثا : الاستبيان الذاتي :

وهو  عبارة عن أسئلة مع إجابات محددة للتبيين عن اتجاهات الفرد السياسية أو الاجتماعية أو معلومات عامة عنه  والاستبيان الذاتي يخضع طبقا للحالة أو الجهة المقدم إليها  .. وله أيضا ايجابياته وسلبياته ويتبع دائما حالة العضوية سواء في مؤسسة أو جمعية أو دوائر التوظيف ، والاستبيان الفردي له سلبيات كثيرة على المستوى الفردي من حيث جمع المعلومات الأمنية وتقييم الفرد الذاتي . من هنا يحذر الإدلاء بمعلومات خاصة في الاستبيان الفردي إلا بالقدر الذي له الحاجة إليه ، والاستبيان المستوفى معلوماتيا يكون أشبه بالتقرير الذاتي ، بالإجمال الاستبيان الفردي له ايجابيات من حيث استكشاف حالة الشخصية المقابلة واستكشاف قدراتها ويخدم الجهة الصادرة للاستبيان .. وهكذا فالاستبيان الذاتي هو الذي يقيم حالة الفرد ومصداقيته وفاعليته واستعداده للموضوع التغييري  ومؤهلاته اللازمة لتحديده وتحديد موقعه التغييري الحضاري ، وهذا النمط من الاستبيان هو في مقدمه الاستبيان .. فقبيل أن تطلب القيادة الميدانية أو العامة من الفرد أن يسجل تقريرا على الآخرين أو حول حركته أو مؤسسته أو منظمته يلزم التعرف عن قدراته وميوله وأنماط علاقاته وتركيبته النفسية والسيكولوجية .. خشية الوقوع في أزمات الإسقاطات النفسية والذاتية على الآخرين ..

الاتجاه الإيجابي والسلبي في الاستبيان :

1ــ الاتجاهات الحزبية :

يقول الإمام الطبري رحمه اله :

” أصل الزور تحسين الشئ ووصفه بخلاف صفته حتى يخيل لمن سمعه أنه بخلاف ما هو به ” (33)

وفي هذا السياق تخضع الاستبيانات الثورية لعمليات تحول انحرافي في الأداء التغييري، وتخضع في الغالب هذه الانحرافات بفعل الضغوط الحزبية الضيقة التي تحرف الآراء لصالح الإتجاهى الحزبية وتناقضاتها ، وهذا التزوير هو نفسه ما وضحناه في طبيعة التركيب الحزبي في التقرير السلبي  ودوره ، وتخضع الاستبيانات الحزبية إلى مؤسسات مملوكة لاتجاهات حزبية مختلفة سواء كانت وطنية أو إسلامية أو مؤسسات تغريبية مسيحية .. حيث تفقد الاستبيانات مصداقيتها

______________________________________________

(33)  الاستبيان الثوري العقائدي ودوره في البناء الحضاري : نشرة ثقافية تعبوية : ( في الانتفاضة الأولى ) : صادرة بتاريخ 10/ رمضان 1412هـ ـ 4مارس 1993 م

واعتدالها وذلك بانحرافها نحو الاتجاه الحزبي والتلفيق السياسي أو حالات التسطيح .. فإذا نظرنا إلى المؤسسات التي تقوم بالاستبيان والموالية لهذا الاتجاه المتناقض مع الاتجاه الآخر فإن صحافتها وأقلامها توضح في الاستبيان أن النتائج البيانية الشعبية

تشير إلى أكثر من 90% يؤيدون التصالح مع العدو ، فيما نسبة أقلية توازي 5% أو 10% يؤيد المواجهة والحل عبر القوة والعكس كذلك أغلب المواقف .. بهذا تبرز الاتجاهات  الحزبية في نتائج الاستبيانات وفي تزوير قياسات الرأي العام ، وهكذا كان الاستبيان النزيه والمحايد له نتائجه الصحيحة  في الأداء الحضاري  ، ويعبر عن  توجه صحيح  في الرأي العام واتجاهاته القومية أو الدينية أو السياسية  سمها كما شئت ، ويلزم في الاستبيان أن يغلب عليه الطابع الإيجابي بعيدا عن النوازع الحزبية الخاطئة ومن هنا كان التبين السليم يؤدي الى نتائج سليمة وفي هذا يتمثل قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

.. من هنا كان هدف الاستبيان الإيجابي هو الوصول إلى تصور للحالة الحضارية فرديا أو جمعيا : يقول الله تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ }محمد25 وقوله تعالى :

قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } : الأعراف85

وإيفاء الكيل هو الصوابية في عمليات التبين والتحقق ، وهذا ما جاء في قوله تعالى :

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } : فصلت53 ..

فاستكشاف الحقيقة من أهم أدوات التبيين الإيجابي ، والاستبيان الإيجابي هو مفتاح لهذه الصوابية .

{ ِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال42

فالاستبيان القاعدي مثلا يكشف التقارير السلبية الكاذبة التي يدلي بها المنافقون للقيادة الحضارية الثورية وهو كشاف لحالة التزوير الحزبي  وهو قوله تعالى :

{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72

هو تحديد للشهادة المزيفة وخطورتها على العملية الحضارية فلو رفع مثلا للقيادة الميدانية أو العامة ألف تقرير عن مجاهد واحد ، فإن استبيان محدد للقاعدة يكشف عن حالة الانحراف والزور التي ارتكزت على ألف تقرير مزورو هنا تجيء المعادلة الربانية المقابلة في القرآن   :

{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } ..

وهو وصف لطبيعة الحالة الإيجابية في التبيين : [ الاستبيان الإيجابي ] ..

من هنا كان الاستبيان  الإيجابي ثورة على الزيف والدجل والتقارير المزورة التي تديرها  ” جماعات المخبرين ” داخل جسم العمل التغييري ، كما يحدد التركيبة النفسية وحالات الميول الفردي والجمعي في القواعد الثورية , وهكذا ومن خلال الأساليب الاستفسارية الذكية يؤكد الاستبيان على ايجابيته ..

الشروط اللازمة لتسجيل الإستبيان الحضاري :

يقول تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

: شروط الاستبيان الموضوعي هو توفر روح المصداقية والبحث عن الحقيقة والجو العام في القرآن يؤكد على انتهاج ذروة المصداقية والبحث عن الحقيقة الحضارية المفقودة .  ويمكن تلخيص شروط الاستبيان  الثوري في التالي :

1ـ الورع والتقوى والحرص على وحدة الدين والحركة التغييرية السياسية التحررية

2ـ تجاوز الأزمة النفسية و النوازع الشخصانية والتوجهات الفردية في الاستبيان والتجرد والحيادية الموضوعية بعيدا عن التعصب .

3ـ   التعبير عن الرأي الذاتي والحيادية تعني عدم التزوير للحقائق ..

4ـ الاستبيان الذاتي هو عكس التقرير السياسي أو الأمني وعكس العرائض الانتخابية أو عرائض الرفض الجماعية لذا يلزم أن يكون تعبيرا فرديا ويعبر عن الحالة الجمعية من خلال المنظور الذاتي الفردي في الأشياء .

5ـ الواقعية  وعدم الغياب عن الحالة الزمنية ، يعني ألا يكون الاستبيان توقعيا أو تحليليا أو احتماليا في المواقف البعيدة ، ولا يكون الاتجاه التحليلي إلا في الحالة الزمنية المتقاربة للحدث .. وهذا يحدد طبيعة الاستفسار البياني ولذا يلزم أن يشكل الاستبيان أداة زرع الثقة والمصداقية في عمليات الاستفسار البياني المطلوب ولا تطرح الأسئلة لتوكيد اتجاهات الحركة أو الحزب السياسي ومواقفه ـ فالاستبيان العقائدي ليس استدراجيا للمواقف الثورية وابتزازيا في  المعلومات عبر تصور تآمري ميكافيلي .

6 ـ أن يكون الاستبيان قرآنيا في مواقفه وعمقه ..

وفي هذا الاستبيان وختامه النوراني نرى أننا قمنا بتقديم تصوري نقدي في موضوع أسهم في تحطيم القوى البنائية وهدم الجدر الريادية وهو التقرير المزور وحسبنا في قراءتنا الله وحده فهو الولي الرشيد القادر فوق عباده  والله تعالى ولي التوفيق والسداد ..

والحمد لله رب العالمين عدد خلقه ورضا نفسه مداد كلماته ..

وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين

انتهت بحمد الله الدراسة التحليلية المجتمعية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

___________________________________

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين

__________________________________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


الحلقة الثالثة أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الحلقة الثالثة أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية

التقرير والقيادة الصالحة :

العلاقة بين التقرير والقيادة الصالحة هي علاقة جدلية من حيث دوره في الحالة الإيجابية البنائية ، الأمر الذي جعله في هذا السياق أمرا واجبا ـ والقصور في تسجيله أو أدائه يعتبر قصورا في أداء الواجب الشرعي الهادف إلى تصعيد الحالة البنائية الثورية ، وإذا توافرت في التقرير الشرعي جميع صفاته المنهجية والشرعية فإنه يكون متجها في هكذا حالة نحو البناء القاعدي وتصويب الحالة الثورية ..

بعيدا جدا عن جميع أشكال النفاق السياسي وأشكال المتاجرة المعلوماتية والاستخبارية بما يدفع الحالة ذاتها نحو الاستواء والاستقرار ، والتقرير المنهجي الإيجابي هو الحارس الأمين على الحالة المجتمعية والإنسانية  ومحاوله تصويبها ايجابيا ، وهو الذي يكشف من خلال طبيعته النقدية البنائية .. عن قدرته على المراجعة والمحاسبة وتوجهه المطلبي الذي يناقش مسائل البناء الثوري ، فالتقرير الصالح الأمين المرتكز على النصح والنقد الأمين والمتجاوز  للعبة التآمرية الميكافيلية هو الذي يعين القيادة الصالحة والثورية لأن تصعد في أعمالها الثورية البنائية في جو الاستقرار والاطمئنان الذي يوفره أساسا الجو الثوري الروحي الذي يسكن الحالة الثورية .. فعندما تحكون الحالة الثورية الروحية هي المخيمة على أجواء الحالة يكون الترابط الأخوي الجاد  .. وتتوفر الأخوة العقيدية التي تحرم كل ماسوا ها ، وفي غياب الجو القيادي الصالح والقيادة الثورية الصالحة فإن التقرير المنهجي الشرعي القاعدي لن يضيف للحالة جوا جديدا من التصويب .. حيث تستخدم التقارير السوداوية كأداة سلبية نحو قمع القواعد الثورية من خلال استكشاف أحوالها وأخبارها ، وقد يكون هذا الانحراف نابعا أيضا من تجاهل تلك التقارير الربانية  الصادقة ، حيث تنفك المعادلة وتصبح غير تكاملية حيث تواجد التقرير المنهجي في أجواء غير منهجية ، فهنا وفي هكذا حالة لا يجوز تقديم التقارير أساسا بسبب فساد الأحوال القيادية التي يغلب عليها الطابع الملكي أو الرمزي الذي يفرز كوادر وأتباع بنفس الأنماط .. وهكذا تتعطل التقارير المنهجية الفاعلة والثورية لعدم ثورية القيادة وصلاحها …. فالعقل الميكافيلي البراجماتي القيادي لا يحتاج إلى قرارات أو تقارير منهجية ، لأن المنهجية تعطل دوره وتسبب له القلق والوجع المزمن من حيث وقوفها في وجه التفكير الانتهازي والتآمري المنحرف ..

إن وجود قيادة صالحة على رأس الهرم الإسلامي الثوري سواء كان يمثله حزبا ثوريا أو تنظيما أو جهازا ثوريا هو من أهم الشروط لإستئنتاف الحياة الثورية في جو تكاملي وروحي تكون في أجوائه التقارير الحزبية أو التنظيمية مسكونة بالحب والعواطف الإنسانية  التي يجللها الخوف من الله ومقابلته .

وهكذا فإن التقرير هوالذي يحدد طبيعة القرار الثوري والقرار التنظيمي ، ويحدد البوصلة الإيجابية أو السلبية  لطبيعة الحالة أو استقرارها ، فعندما يكون هناك انحراف في خط القيادة المرجعية الصالحة يكون في المقابل انحرافا في المنهج وانحرافا في التقارير التي تصل القيادة .. ولضمان سير  الحالة الإيجابية لا بد أن  تكون هناك جماعات للمتابعة الميدانية تقوم بدورها الإيجابي الصالح الداعي لاعتدال البوصلة من الانحراف بعيدا عن الاتجاه التخابري الذي يفسد الحالة الثورية ويحرفها أيضا ..وهنا نلفت النظر أن حرصنا على متابعة التقرير قاعديا لا يعني بروز ظاهرة الحجاب الأموية على أبواب السلاطين يمنعون المراجعة والاحتجاج !! والمخرج من ظاهرة الحجاب وأعوان الانقلابات الملكية هو وجود قيادات صالحة وأمينة مشهود لها على المستوى الميداني وبهذا تكون المتابعة الميدانية هي من أهم الحلقات نحو توحيد حالة التكامل بين القيادة والقواعد الثورية الصالحة على قاعدة منهجية يكون في سياقها التقرير الشرعي والمنهجي ايجابيا وفاعلا ثوريا .

الباب الرابع

التقرير والقيادة المنحرفة

من خلال قراءتنا بين سطور هذه القراءة المهمة سلطنا الضوء في سياقه على استكشاف حالة [ إنسان الغيبة  ] وهو الذي لا يملك منهجا في تفسيره للظواهر وهو المميز بسطحيته وأمثال هذه الشرائح من أنموذج إنسان الغيبة هو الذي تم تسخيره في عبودية للإنسان وتم استعباده في التنظيمات المشوهة المنحرفة ولتوظيفه كمندوب سيئ السيط بقوه باللهث وتسجيل التقارير أملا في توظيفه في إحدى الشركات التنظيمية ـ شبه الوطنية وشبه الإسلامية !! ـ وقد استثمرت هذه الجهازية المستهلكة فكريا واستراتيجيا ظروف هذه الشرائح كوكلاء مستأجرين يقومون كشرطة تنفذ مآرب هذه التنظيمات والأجهزة وقيادتها المهزومة والواقفة في الخندق المعادي  للجماهير ..

وهكذا ينكشف إنسان الغيبة أمام الجماهير بأنه إنسان يسحق المبادئ والكيانات تنفيذا لمآرب سيده الذي استطاع مسخ  أمثال هذه القطاعات وجعلها الحاقيات لنظام الناهبين وقطاعات المهربين تحت   العناوين الوطنية والإسلامية !!

ولهذا نستطيع القول : أن إنسان الغيبة لا يستطيع إقامة وجود أبنيته إلا في الأجواء المنحرفة . وفي ظل هذا الفساد القيادي تكون القواعد الثورة والمجتمعية التابعة لها منحرفة أيضا وهو ما وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ كما تكونوا يول عليكم ] (23)

______________________________________________

(23)  أبو السعود  ، محمد بن محمد العمادي : (  إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم  )  :

الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ج2/ 23 = التحرير والتنوير ج1/ 4855

[  9805 – ( لا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ) وإن جاروا لأن منصبه يصان عن السب والامتهان ( ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم ) بالهداية والتوفيق فإنكم إن فعلتم ذلك ( يعطف الله قلوبهم عليكم ) فاستقيموا يستقيموا وكما تكونوا يول عليكم وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل ] (24) ( ابن النجار ) في تاريخه ( عن عائشة )

ففي ظل هذا الجو السياسي يكون التقرير وسيلة غائية يستهدف تكريس الواقع الإنحرافي  في القيادة ويسهم في إسقاط الحالة الثورية المنحرفة على الجماهير ذاتها .. ويبدأ التعامل في هذا السياق مع القواعد الشعبية على أسس انحرافية غير منهجية تغيب في سياقها أجواء المنهج الشرعي أجواء المصداقية الثورية الروحية والسياسية  وفي هكذا سياق يمكن أن نحدد أشكال التقرير ودوره في تزييف العملية الإنحرافية في القيادة ويمكن ايجازة في التالي :

أولا : التقرير الغائي :

ويمكن وصفه بأنه تقريرا مصلحيا يستهدف تعزيز السياسة الفردية القيادية وتثبيت المنهج القيادي السلطوي وأدواته الثورية السلبية ، والتقرير الغائي هو الذي يبرر الوسائل القيادية وأهم ما يمكن وصفة بالتقرير الميكافيلي الاتجاه والذي يتعزز خلاله طابع المصلحية وهو غير محكوم بالوسائل المنهجية أو الأخلاقية الشرعية ، من هنا فليس أمام التقرير الغائي أي ضوابط  أو حواجز تمنع من تسجيله أو نقله لطالما يصف في مصلحة القيادة الشوفينية الفردية ، ” الستالينية العرفاتية ”  ذلك أن هذا النمط من التقارير مرتبط جدليا بالواقعية الفردية ويهيمن عليه وسائط الرشوة والوسائط المالية المشبوهة وهنا يمكن توجيه اختراق لإنسان الغيبة فيكون شبه شركة أمنية يوزع المعلومات لكل منتفع . !!

وتكون الدكتاتورية الفردية والتسلطية القيادية مدعاة كما ذكرنا لانفراط العقد التنظيمي بسبب لجوء الأفراد إلى تفريغ النوازع المكبوتة في طيات هذه المركبات النفعية الرخيصة الأثمان وكل ذلك يتحمل مسئوليته القيادات المتخلفة والتي أعلم الله بوجهتها ؟؟ وفي دراستنا : الرمزية في القيادة  ذكرنا الطبائع الفردية القيادية ومواصفاتها وغائيتها ، وعلاقة هذه الغائية  بالنزعة الإستخبارية  . فالقيادة الفردية حين تفرز كوادر تلفيقية مهماتها تسجيل التقارير البوليسية الليلية عن القواعد الثورية لا يهمها أساسا البناء المجتمعي  بقدر ما يهمها الغائية الفردية التي تعتبر الكوادر هي أهم أشكالها وأنماطها الثورية المنحرفة . فإنسان الغيبة غير المنهجي هو إنسان تلفيقي في تركيبته وفي هذا النمط لا تكون التقارير محكومة بأي ضوابط وتتصف بالطابع الوصفي والنقلي المسموع ، فكل ما يسمع يكتب بدون تثبت ولا تبين وهو ما

______________________________________________

(24) المناوي ، عبد الرؤوف : ( فيض القدير بشرح الجامع الصغير) : الناشر : المكتبة التجارية الكبرى مصر ط1/ 1356هـ ،  ج 6/ 404 ،  رقم 9805

يوصف في القرآن الكريم :

{ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ }المائدة41

{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } المائدة42

وهم من يتصفون بالنهب من الجماعات التغييرية يسرقون ميزانيات الأعمال الجهادية ويدفعون الكذب ثمنا بخسا لشراء مواقع تنظيمية فيكونوا ضباط أمنيين مجهولين . وعلى الدوام تشكل كما قلنا هذه الشرائح أدوات عمالية رخيصة لمآرب المنافقين وهنا لا يستغرب و لا يستهجن الفرد المجاهد أن يكتب إنسان الغيبة آلاف التقارير السرية للقيادة .. حيث تعجز القيادة من أن تحشوا هذا الزيف الكمي في أخطر الكمبيوترات التي تحتاج عشرات الموظفين العاملين في حشوها في العقل الالكتروني كمحاولة إضافية لتكريس

الظواهر الانحرافية وتكريس مستلزماتها القيادية .. وبهذا ينجح ضابط إسرائيلي متخلف أن يقود هذا الجيش من المتخلفين كمستكتبين له عند قياداتهم فيكون عبر البوابات قد مسخهم في غرف العار علي كيفية خوض نماذج التقارير السوداوية ومن

تجربتنا العتيدة في سجن النقب الصحراوي استطاع الضباط الإسرائيليون من تحريك العملاء والمستكتبين الساقطين في فلكهم لإثارة الحروب بين التنظيمات وفي معارك يسقط فيها القتلى والجرحى من جراء عبثية هؤلاء المتخلفين وهم يلهثون ونراء المحتل ليكتبوا اعترافات كاذبة بأنهم مرتبطون وبالتالي يسجلون آلاف الأسماء عن الأحرار والشرفاء على أنهم مرتبطين فتبدأ ظواهر الإفك السياسي ويروج باقي المتعاونين مع المحتل البغيض في إثارة الشبهات عن باقي الأحرار فيحول السجون إلى محرقة من التضاد الداخلي ويسود التفسيخ التنظيمي على حساب تيار الوحدة وبهذا نرى أن التقارير الغائية المزورة يتم تكريسها لصناعة أنموذج إنسان الغيبة

[ انظر تجربة سجن أبو غريب وغوانتناموا وسجون شاه ايرا ن : السافاك ]

وكيف حولت التقارير الكاذبة السجون إلى واحات لتفكيك أعتى التنظيمات الثورية وإيقاع قادتها الأحرار تحت سيف السجن والجلاد !! وأدوات بوش وبلير ومخلفاتهم المافوية .

ثانيا : التقرير الإستخباري :

يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :

[ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم  ، ثم الذين يلونهم  ، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ” وفي حديث آخر : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم . قال عمران : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعده قرنين أوثلاثة ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” ان بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن ”  ..

والسمن كما يشرحه ابن حجر العسقلاني هم الذين همهم المطاعم والمشارب وكثرة النمال ويدعون ما ليس من الشرف ” (25)

هذه الحالة والشريحة المجتمعية هي التي تكون الهدف الضحية لرجال البوليس المهيمنين على أجهزتنا ومؤسساتنا . وكون العقل الاستخباري هو الذي يحدد الحالة الفردية النقلية فيمكننا أن نصف القاعدة التي يرتكز عليها هذا العقل بأنها عقلية  ” تجسسية ”  تعتمد التجسس المحرم على القواعد الثورية أو الشعبية دون أي مرتكزات منهجية أو قواعد شرعية في نقولها ..

.. وكما بينا في دراستنا الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي : أن الارتكاز على القواعد غير الشرعية في المسائل والنقول الأمنية يفقد التقرير أو الملف الأمني طابعه المنهجي والشرعي من كونه اعتداء على حرمات المسلمين وأخبارهم الخاصة ، وإذا كان اختلاس المعلومات منة وراء الأفراد محرما ، فإن التقرير الاستخباري يكون في غالبه محرما !!  لهذا يمكن تحديدنا للحالة الإسلامية أو السياسية التي تعتمد هذا المنهج بأنها حالة انحرافية من أساسها بسبب عدم ارتكازها  أو اعتمادها على المصوغات الشرعية ، بما يجعل التقرير الاستخباري غير شرعيا وغير لازما !! ولهذا فالتقرير الاستخباري  الظالم  هو الذي يحمل طابع المظلومية للحالة المجتمعية وكذلك الأفراد المجتمعيين يقول تعالى في الحديث القدسي :

” ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ” ” ولهذا جاء في الحديث الصحيح عند مسلم رحمه الله من رواية أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول :

______________________________________________

(25) العسقلاني  ،  شهاب الدين بن أبي الفضل  : (  فتح الباري بشرح صحيح البخاري )  :  ” ابن حجر ” ج6/186 ــ 188 ” باب شهادة الجور “

[ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ] (26)

ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق  (50)  ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد  (51)

فسواد المظلومية في الحالة الثورية يكون من خلال اعتماد الحالة على القواعد الجائرة في المعاملات القاعدية البنيوية . وهكذا تحكم العقلية القيادية بالانحراف على ذاتها من خلال اعتمادها على القواعد والمناهج الإنحرافية في الوسائل البنائية ..

من هنا يمكننا تحديد التقرير المخابراتي بأنه يستهدف عملية تطويق للأفراد المنظمين والثوريين من خلال إيجاد الأجواء الإرهابية والنفسية التي تضغط باتجاه خضوع القواعد الثورية والاتجاهية للسياسات الفردية القيادية ، حيث تعمل الكوادر المخابراتية والأجهزة البوليسية في العمل الثوري بمثابة أجهزة للملاحقة الداخلية حسب المتطلبات القيادية والتي يكون الوضع القيادي الثوري خلالها أشبه بالقيادة البوليسية أو شرطي مهماته ملاحقة الأفراد ، إن هكذا أجواء في أوساط العمل الثوري والجهادي من شأنها أن توجد أجواء الإرهاب والخوف والشك والريبة وأزمات الثقة بين القيادة والقواعد الثورية  العاملة . حيث يصبح التعامل الثوري

محكوما بالأنماط البوليسية وسياسات التخابر بين الأفراد وتكثر القصص والهواجس حول كتابة التقارير عن الأفراد والقيادات الميدانية بحيث يدفع ذلك تخوف القواعد الثورية من بطش القيادة وأزلامها وكوادراها  الاستخبارية أكثر من الله عز وجل وعقابه المؤجل !! وبهذا الوضع المأساوي تخشى القواعد الثورية على ذاتها من عملية التشويه الذاتي والاتهامات القيادية لها بوصفها بالخيانة أو بالعمالة على أقل التقدير !! وهنا وفي ظل هيمنة الاتجاه الاستخباري :

وفي أجواء سيادة التقارير المزورة يكون هم العضو الثوري أن يخرج من هذه الحركة أو ذاك التنظيم شريفا فقط ولو خسر كل ما يملك في هذه الحياة !! وتصبح الضغوط والتهديدات ورسائل الوعيد والتهديد ووسائل التحقيق أو الخطف هي الهاجس الذي يهدد القواعد الثورية ويضغط باتجاه صمتها عن النهج الانحرافي الظالم في القيادة في ظل واقع مأساوي لا تتورع كوادر القيادة المنحرفة والإستخبارية من إطلاق حملات التشكيك والتشهير على أي عضو ثوري يخالف القيادة وأولياءها الصالحين المزعومين !!  والذين يلبسون المسوح ويزعمون التقوى

على حد قول السيد المسح عليه السلام في الإنجيل!! وهنا لا يمكن الاستهجان لو أن هذه الجماعات قامت بتسجيل ” شطانات ” من التقارير في عضو ثوري واحد موصوف بالمعارضة أو الاختلاف المنهجي مع السلطة الحاكمة في التنظيم أو

الحزب الثوري !! وفي هكذا أجواء تسود الغيبة ويسود النفاق السياسي والدجل السياسي الذي يعتبر أهم الملامح والشروط السلبية في التقارير الاستخبارية القيادية ،

__________________________________________

تفسير ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج2/ 421 (26)

فالتقرير السري المفتوح مع تليفون أو عنوان القيادة أو مع وسائلها المؤسسية أو التنظيمية هو الذي يشكل عملية طعن العمل الثوري بسبب اعتماده على سياسات الخفافيش الظلامية النفاقية .

وهنا يمكن إطلاق مصطلح : [ الظاهرة الخفاشية ] بأنها العنوان والتصور البشع والذي يجلب العار والسقوط على مسار العمل التغييري البنائي !!

حيث تتصف هذه الخفافيش بأنها شخصيات ميتة القلب وظالمة في حكمها على القواعد البنائية وهذا راجع لعمليات المسخ التعبوي الحزبي والفردي والهادف لخلق قواعد من الرعاع والمنافقين وجيش من المتنفذين يقادون لتحقيق مآرب هذه القيادات الديماغوجية ..

ويمكن إخضاع هذه الخفافيش بوسائل شرائية أو مناصب قيادية  أو اغرائات مالية أو سكوت القيادات الموالية لها عن انحرافات محددة في مسارها ، هذه الانحرافات هي التي تدفع شرطة الدجال  القيادة الليلية  لمواصلة أعمالها السرية الهادفة لتكريس الواقع الفردي لهيمنة القيادات الفردية وسياساتها المنحرفة !! وهذا ما يدفع هذه الشرائح لأن تشكل جدارا نفاقيا صلبا بين القيادة والقواعد الثورية الصالحة وتجعل منها بطانة السوء التي لا تعين القيادة الرمزية الفردية إلا على مواصلة الانحراف لأنه بانحراف القيادة  تضمن هذه البطانة بقائها في أجواء السلطة !!

إن هذه النماذج الإستخبارية تنظر إلى القواعد الثورية بكل استخفاف وتعتبرها عاملة في ظلال سيدها المالك الذي يجب أن تعمل معه بصمت وطاعة مطلقة لأن معصية الإمام والقيادة حرام شرعا !!  هذا و إن الفاحص للواقع السياسي الفلسطيني يجد هذه المنهجية السلبية هي السائدة وفي ظلال غياب المنهج الثوري العادل الذي يعتبر القواعد الثورية هي صاحبة القرار والهدف الذي يمكن أن يحدد طبيعة الواقع السياسي واتجاهاته ذاتها !!

كما يمكن تحديد طبيعة التقرير الإستخباري وعلاقاته ودوره الإيجابي الفردي القيادي الذي هو مرجعيته ..

إن التقارير الإستخبارية هي عملية تعويض للفشل القيادي وقدرته في التعامل مع العملية الثورية البنائية ومع القواعد الثورية ذاتها !!  وإن رؤية منهجية  ايجابية صحيحة هي المخرج لأزمة التقارير الفاسدة التي غطت واقعنا وأحزابنا وتنظيماتنا وثورتنا عشرات السنوات لتنتهي التقارير الأزمة بحالة الانهيار الشامل التي نراها اليوم !!

أزمة  تقارير أم أزمة قيادة :

إن أزمة التقارير الفاسدة والمنحرفة في العمل البنيوي الثوري تجيء كإفراز لانحراف  وأزمة  القيادة التي أفرزتها أنماط التعبئة الثورية ، وأن بروز هكذا أنماط تسهم في تغييب المنهج الثوري وجعله أداة لخدمة الخط القيادي المنحرف وتجعله بديلا عن المنهج التغييري ، من هنا فإن المحاكمة لا تكون للمنهج الثوري بقدر ماتكون المحاكمة للقيادة التي أسهمت في إحداث تغيير في التفسير المنهجي الأمر الذي ولد أزمة تراكمية ذاتية تبلورت في التيار الفردي الشخصاني البديل .. وعليه فاعتماد التقارير الإستخبارية إنما تجيء كتعويض عن حالة أزموية  في القيادة الفردية أو الحزب الفردي ” الستاليني ” ” العرفاتي ” ..  وتحويل العمل الثوري التغييري الحضاري إلى نظام المكاتب وبالتالي إحاطته بنوع من البيروقراطية السياسية والبروتوكولات الطبقية التي تجعل من الواقعية الفردية نموذجا ثوريا بديلا ، وفي ظل النظام المكتبي ” نظام الشركات الربحية ” تبرز الظواهر السلبية ” التقارير الفاسدة ” لكي ترسم ملامح الحركة الثورية الجديدة ومواصفاتها !! ، بحيث تشكل القيادة الثورية المكتبية التي تعطي الأوامر وتتلقى التقارير كوسيلة انحرافية في العمل الثوري الميداني ، فالتغيير الميداني في القرار الثوري لحسابات الأنماط الثورية مدعاة لبروز ظاهرة : [ الوجاهة الثورية ] التي تكرس  ظاهرة الغوغاء الثورية : وهم الذين يشكلون العمود الفقري وأزلام القيادات المكتبية التي تجزئ الحالة وتتشابك في علاقاتها القاعدية والعامة خارجيا وداخليا بما يحافظ على ديمومة المكتب الثوري  مفتوحا أمام الزائرين والوجهاء والتقارير الإستخبارية  أيضا ــ إن هذه الأزمة القيادية والتي جعلت القيادة الثورية في المأزق تجعلها في الخندق الدفاعي الذي لا تحسد عليه ، وفي ظل غياب الامتصاص الثوري القاعدي يشكل التآمر الخيار الآخر ويتم بالتالي الشروع في حرب التصفيات والاغتيالات والمحاكمات بغطاء التطهير الثوري  .. وهذا التطهير هو إفراز طبيعي وسلبي

تطول المئات والآلاف من المناضلين الثوريين على خلفية المعارضة أو النقد للقيادات الرمزية المتـشرعنة ، من هنا فإن القيادة الرمزية التي تعتمد التقارير لظاهرة التقارير الإستخبارية التي تحدثنا عنها .. وهكذا تستخدم  القيادات الثورية المكتبية كل الوسائل العلمية والفاكسات العالمية ودور الإعلام الدولية والأجهزة الإستخبارية العربية والدولية لتكرس وجودها كظاهرة . .

من هنا تشكل التقارير الفاسدة والمزورة جهاز قياس الترمومتر التي تقيس القيادة من خلاله حالة التناقض في القواعد الثورية وقياس حرارة المعارضة والقوى المتقدة ومدى تحملها للظاهرة الإنحرافية ــ لا لتعالج المسائل بطرح برامج بنائية بديلة ولكن لتصعيد الأجواء الميكافيلية والتآمرية والشروع في الاغتيالات والتصفيات التي قد المزورة والكاذبة تكون قادرة على تصفية المخالفين وتحطيم الاتجاهات المعارضة والعمل على تصعيد حدة التناقض في القواعد الثورية مما يجعل هذه      القواعد في مجال صراعي بعيدا عن أجواء القيادة ، هذا الجو التآمري الذي يحكم القيادة الفردية يدفع بطول فترة حكمها للحزب الثوري وقيادتها للقواعد الثورية وهكذا تسهم التقارير المزورة ولعبة حرب التقارير عموما كظاهرة سلبية    في خلق الأمن   الإستخباري المفتوح ، فوكلاء القيادة وأزلامها يكتبون التقارير    ويقومون بالدور   الإستخباري اليومي لصالح القيادة !! والأعضاء يكتبون عن بعضهم البعض ،   والقيادة الميدانية التابعة تكتب في الأعضاء والأعضاء يكتبون في القيادة وعملاء   المخابرات يكتبون عن الجميع !!

هكذا وفي ظل الأجواء الإستخبارية الداخلية  تحول القيادة الفردية الرمزية ساحات العمل الثوري إلى وكالة استخبارية مفتوحة بفضل التقارير   السرية    المفضوحة والتي تخدم في النهاية العدو الحقيقي الذي يسعى لتدمير الحالة برمتها من    خلال تدعيم الظواهر الإنحرافية في المؤسسات الثورية ذاتها !! وفي هكذا وضع انحرافي تبرز الدكاكين الثورية وتبرز مراكز القوى التي تتحكم في القرارات القيادية  ذاتها ، وهكذا شيئا فشيئا تضيع السلطة القيادية والقرار المركزي  الفردي ذاته   بتصاعد  التيار الانتهازي الثوري الذي يبرز في ظل تغييب كامل العناصر الثورية     النظيفة التي يتم استئصالها والقضاء عليها     بالتشويه والاتهام ، وبفعل  حرب    التقارير الفاسدة يكون انهيار الحالة الثورية نهاية حتمية !! وهكذا تتقدم القيادة الفردية  لتصنع مجدها بانهيارها بفعل بروز الانشقاقات   والتصدعات في العمل الثوري من خلال بروز الشلل والمحاور القيادية خلالها ،    وهكذا تكون نهاية القيادة من صنع يدها !!

[ فماذا سيشكل الدجل السياسي والتآمر التنظيمي والصراع الحزبي المعقد من أي معايير روحية أو أخلاقية ثورية في وجه ظاهرة الإفساد العبري الصهيوني الذي وصل الآن ذروته ، حيث يعلو اليهود بانتظار أمير السلام الدجال ذاته ، لاكتمال مملكة التزييف والدجل .. الصهيوني في العالم .. لقد جربنا الدجل طوال مرحلتنا الصراعية .. جربنا دجل القيادات الرمزية الثورية !! وجربنا دجل التنظيمات والأحزاب وتراكماتها الحزبية المعقدة !!

جربنا  في كل هذا السياق وداخل وطننا الفلسطيني المقدس تحديدا أشكال الصراع الإسلامي الوطني .. فما النهاية ؟؟ الإفلاس في التكامل المنهجي .. الإفلاس في تحقيق البرامج .. الإفلاس في صياغة المنهج الثوري وحتى التنظيم الثوري الذي عاش هو الأخير في أزمة الانهيار الأخلاقي والروحي ذاتها .. وبالتالي فقدت هياكلنا روح المنهجية القرآنية وتحطمت الوسائل بفراغ هذا التوجه  .. ] (27)

هذا ..  وأن [  المنظور الاستثماري كقاعدة قانونية للعلاقات البنائية نابع من أزمة في طبيعة العلاقة مع الجماهير وعن سوء تقدير لهذه العلاقة ، وهذا في الأساس راجع في نظرنا لأزمة الوعي والتخلف القهري الحزبي الذي نظر إلى الجماهير في الأساس نظرة فوقية محكومة بالعقل النخبوي أو منطق الصفوة الذي يضع الكوادر الحزبية والتنظيمية في أزمة القيادة السيادية المرتبطة على قاعدة قيادة الجماهير !! أي أن هذه الأحزاب نظرت إلى نفسها كمرجعية قانونية شرعية  من خلال قانونها لا من خلال قانون الجماهير وبدت العلاقة القائمة مبتورة وينتابها جو من الغرابة السلوكية

______________________________________________

(27)  البيومي ، الشيخ محمد حسني  : ( الأزمة الروحية والثورة الروحية  ) ،   ط 1/ 1993  ، ص 16 ، 17 :  غزة هاشم

والنفسية وحساسية في الموقف العام للجماهير تجاه الأحزاب ، ناهيك عن النظرة القهرية السلوكية التي تعاملت بها القوى والتنظيمات الحاكمة للجماهير] (28)

.. وان على المجاهدين الأبرار الذين يحملون رايات التغيير الحضارية أن يسبقوا الزمن  من خلال تعميق الجذور العلائقية مع القواعد الثورية المخلصة ومع كل القطاعات الشعبية المخلصة بعيدا عن ظواهر الانحرافات السلبية التي أسهمت بشكل خطير في صياغة حالة الانهيار والهزيمة التي يمربها شعبنا بفعل ضغوطات الاتجاهات التغريبية المزيفة على واقعنا والتي جعلت كثير من القوى والحركات التغييرية تتقابل في النهاية مع عدوها الأساسي والمركزي وذلك بسبب اعتماد المنهج المزيف في أعمالها الثورية التغييرية  .

ثالثا : التقرير الحزبي :

يقول تعالى في الحديث القدسي :

” ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه  ” وفي سياق هذه الكلمات المقدسة يلزم تحديدنا للخندق الإيجابي  البنائي كمحاولة أولية نحو مرضاة الله تعالى في كونه هوالغاية العليا من وراء السلوك الثوري والالتزام الثوري في سياق المشروع الرباني البنائي .. ولهذا فاللوم الذاتي إنما يأتي من إيجاد حالة من الانحراف المنهجي في مسألة الولاء ولهذا الرباني الثوري الروحاني هو الذي يجعل من مرضاة الله تعالى الغاية

والإستراتيجية .. يقول تعالى :

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

هذه القاعدة القرآنية هي التي تحدد التوجه الثوري والنضال والمواقع الثورية التي تصعد بالإنسان إلى الله خالصا بدون شريك في الفعل ، سواء كان هذا الشريك نفس الإنسان الأمارة بالسوء أو القيادة أو الحزب الثوري ، فإذا اعتقدنا أن هذه الوسائل هي طرائق لغايات ربانية محمودة فيلزم أن تكون الخيارات متطابقة مع هذه الغايات

.. { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ  }

وقد يكون الحزب أو المنظمة أو القيادة هو طاغوت أيضا يحرف المجاهد عن مساره  ..

واليك عزيزي القارئ أن تعود بالذاكرة لجميع المواجهات المسلحة بين قيادات وقواعد التنظيمات الفلسطينية  والعربية في فلسطين ولبنان وفي سجن النقب الصحراوي الشاهد الأسوأ !! ــ وكلها من أجل العناصر المأجورة  أوالكراسي

(28)  نفس المصدر السابق  : ( ظاهرة تصفية العملاء : التاريخ وجذور الأزمة  ) ،  ص  110  ، الط1بعة الأولى :  1994 م  : غزة هاشم  : ”  المنظور الاستثماري الحزبي للجماهير . “

الممسوخة  !!   من هنا يمكن تحديد عملية التعامل وقواعدها بعيدا عن الخنادق  والأهداف الحزبية القاصرة والتي قد تحرف  الفرد المجاهد عن غاياته وأهدافه الربانية ، من هنا يمكن التعامل مع العقل الحزبي السلبي بأنه سلوك انحرافي  عن الغاية الأساسية .. فالتقرير الحزبي في هذا السياق  هو تعبير عن حالة منغلقة  وفردية الاتجاه .. حيث سواد منهجية  التفكير الحزبي كدائرة يلزم القواعد الالتفاف من حولها .. والعمل على سيادة متطلباتها الحزبية التي يفرضها  الواقع  الشخصاني والتعبئة الحزبية المسبقة هي التي تنطلق من الدوافع الشخصانية الفردية وسياساتها التي تنعكس على السلوك الفردي والجمعي الذي يمثل القاعدة  التي تؤمن بأفكار الحزب وأفكار قيادته .. وخلال تناول قراءتنا لمنهجية التفكير الحزبي وآثاره توصلنا أن العقلية الحزبية هي الخاضعة للفكر والتفسيرات الشخصانية الفردية والتي يعتبرها الفرد الثوري مصدر تفكيره واتجاهاته السلوكية الحزبية والتي ترسخ فكرة :

[ الإنسان للجهاز وليس الجهاز للإنسان ]  وهذه القاعدة التي تناولها الأستاذ خالص جلبي  في كتابه النقد الذاتي ” نراها هامة في الاستدلال ومن خلال التجربة .. (29)

إنما تؤكد فكرة التقليد والتمحور حول الشخصانية المنغلقة والتي تتجه بالفرد نحو الجمود والتقليد الذي يصل بالحزب في المفهوم الفردي أو الجمعي بالدائرة التي يجب أن يلتف حولها الجميع .. والاتجاه الحزبي بما يحمله من اتجاهات  ايجابية أو سلبية

تحكمه تفسيرات منغلقة تجعل من الدائرة الحزبية التي يتبعها الأفراد هي المصدر الحق في جميع تفسيراته .. ومهما تغيرت لبوس الحزب فإن العقل التفسيري الحزبي واحدا إلا ما رحم ربي !!  فالعقل التفسيري الحزبي ليس له مثالية بل كل همه تنفيذ آلية محدودة منغمسة في الإخفاق وقصور المنظومات السلوكية وكما يقولون الحزبي أعمى فاقد البصيرة له تعددية الألوان ..

من هنا يمكن تحديد مواصفات  التقرير :

الحزبي  في عدة اتجاهات ومواصفات :

1 ــ التقرير الإيجابي أو السلبي محكوم عليه بعقلية المرجعية التحليلية للحزب دونما تحرير جمهور الحزب في العملية الإبداعية وهذا ما يجعل الأفراد الحزبيون هم منفذون غير متنفذون مسلوبوا الارادة دونما إبداع ثوري في نضالهم وهذا ما يدفع الظاهرة إلى الجمود . أي أن مهمات الحزبي ليس الحوار نحو الحرية والتحرير بل هي توصيل الأخبار  والمعلومات للقيادة الحزبية والتي هي صاحبة الشأن في تحديد الوجهة الحزبية  وتحليل غاياتها الفردية النمط والاتجاه .  فالقمع الذي تفرضه الأجواء الحزبية على الأفراد الحزبيين يعمد إلى إيجاد حالة من المسخ العقائدي  ويقمع الاتجاهات التحليلية تحت غطاء صلابة القيادة  حيث يصبح الفرد الحزبي أداة فردية في يد المركزية  الحزبية  .. وبهذا نصل  إلي تغييب  الاتجاه الذاتي  في تفسير

التقرير الموجه للدائرة الحزبية ذاتها .. ويجعل التقرير مصبوغا بشخصية القيادة أي هم الحزبي إرضاء قيادته  والتفاني في ديمومتها أو كما يقول الهتافون  : يعيش الحزب  …

___________________________________________

(29) خالص جلبي : النقد الذاتي ص119 ، ص 224

.. فيكون الفرد مسلوبا حتى من الإبداع والنقد أو تذييل الملاحظات على التقرير المذيل من مسجلة  ، وبهذه الأحادية يكون التقرير سيفا مصلتا على أفراد الجمهور عامة والحزبيين خاصة !!  وكما يقول الحزبيون لخصومهم :

[ إن ديتك تقرير واحد ؟؟  ]  فهو يشطب ويحرم حتى من ذكرى تاريخه الطويل في الحزب لأن الحزبيون هم قطاع من المسلوبين والعميان  يتحسسون الأعمدة ومرتكزات الحزب كإشارات مرور حتى يفهموا قيادتهم بالإيماء ” على الطاير ” فالغبي ينتج تقريرا غبيا ليس إلا !! وهكذا تصل الحالة برمتها إلى خصي القدرات الإبداعية القاعدية يكون المخلصون المستثنون هم أعداء القيادة الصليبيين !!

مهما اكتنزت جوانحهم وفكرهم البنائي فليس المطلوب تعددية المفكرين بل هناك مفكر واحد وهو رئيس الشركة الوطنية !!

[ تاجر الشنطة الكبير !! ] [ التجربة  الشوفينية ل ” خالد بكداش ” رئيس الحزب الشيوعي السوري ] ؟؟

2 ــ الإنسان الحزبي الذي يقدم التقرير السلبي أو الإيجابي لدائرته الحزبية هو بمثابة واسطة  بين القواعد الشعبية والحزب الثوري ، ولذا يعمل كبوسطجي  مهماته إخلاء مسئوليته بتقديم المعلومات دونما قراءة احتماليان النتائج ؟؟  مهماته تقديم التقارير أو استلام الأوامر  !!  ولهذا فأن الإنسان الحزبي كما التقرير الحزبي ممسوخ الإرادة ومن القدرة الاعتراضية بسبب الغائة لمنهجية التفكير العقلي والنقدي ..

ولذا يمكن وصف الإنسان الحزبي بأنه يقوم بدور المخبر غير المبدع القاسي غير الحنون في دائرته ، فهو أعانه الله على الصواب لا حراك فيه ميت وأشبه بخشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذروه .. من هذه الخلفية عزيزي القارئ يمكنك تفهم  دوافع هذه القراءة حيث تشكل التقارير الحزبية السرية أسوأ ظاهرة حزبية أو تنظيمية تشهدها ساحات العمل السياسي . فالحزب الذي يعتمد التقارير المنقولة دون آراء القواعد الثورية بها إنما يعطي التفسير الأحادي القيادي ويشطب القدرات الإبداعية والأفراد في فهم القيادة الحزبية الأحادية هم وقود الثورة يمكن سحق مظاهراتهم بالملايين ” تجربة ستالين تحتاج إلى نزع الستالينية ” من هنا فظاهرة الاستقطاب الحزبي هي أمنية و روحية تكون قادرة إلى شحذ الهمم والعواطف نحو الحرية وإرساء المفاهيم الإنسانية

[ تجربة السيد حسن نصر الله ] أدامه الله ..

3 ــ العقل الحزبي في تفسيراته للنقول أو الآراء أو التقارير  لا يؤمن إلا بالتصور الحزبي لها ، لهذا فإننا نرى أن التقرير الحزبي هو من أخطر الأدوات السلبية المعرقلة للعمل البنيوي والثوري   .. ولهذا  ولكي يحمي الحزبيون ذواتهم فهم يلجئون إلي تسعير الهجمات على الخصوم لتعريتهم والهاء الجمهور عن فضائحهم وسرقاتهم وبنائهم للأبراج  وتجارة الذهب المزيف والقصور المستأجرة من أموال المذبوحين من آل محمد ؟!! والظاهرة الأنكى عندما يتمسحون بالقديسين ويروجون للحرب والدعاية عليهم  ويصدرون صكوك الشطب أو الطرد القسري للمجاهدين بتهمة العمل العسكري على مذهب التشيع لأل محمد الطاهرين ؟؟ أي قلب الصورة بالصورة الأمريكية الصهيونية المرادة داخل منظومات الأحزاب العاملة  :

أي بالصريح رمي الأحرار بالتشيع بمال الشيعة !! وهذا الملف الأسود يكفينا فيه الإشارة إلى صريح النقد والبيان !! وفي الأمس القريب شنت صحيفة الهدف   البيروتية في الصفحة الثانية لها على مدار السنين عنوانا : تقول فيه : [ تكرش حتى عاد بلا رقبة ] واليوم تكرش الحزبيون بالآلاف حتى عادوا بلارقبة وبلا نفس زكية فهم العدو فلتحذرهم الجماهير .. ” لهذا فالعقل الحزبي قائم على ” حرب التشكيك ضد الجماعات ” .. (30)

وفي  حالة استعداء تام  واستنفار ضد المخالفين له ، لذا فإنه يرتكز على قاعدة :

” إذا لم تكن معي فأنت ضدي !!  ” ..

من هنا فإنه يندفع  بتقاريره السلبية ضد الآخرين  على قاعدة أنهم خصومه أي تحويل الحزب الثوري إلى قطب للملاحقة  ضد الخصوم فيما نسوا الجماهير والعدو المركزي ويوم الحساب !! :

[ إن منشأ  هذا المرض ينبع من الروح الحزبية أي التكوين القائم على : أولا ما عندي الحق المطلق وما عند الآخرين الخطأ المطلق ، وثانيا : روح التعصب ضد الآخرين  وثالثا : روح التحامل ضد الآخرين بأنهم ـ يفترض ــ خبيثون .. إن اختلاطات هذا المرض لا حصر لها ، تبدأ من عدم تحمل الآخرين  وعدم الاتصال بهم  ، والتشكيك الدائم  بهم ، والحرص الأعمى على التمسك بالأتباع  ، وشحنهم بأسلوب أو بآخر ضد الاتجاه الآخر ، ثم تطور الأمر في بعض الظروف إلى الإرهاب والفتك بالآخرين  وإيذائهم وقتلهم ] (31)

إن هذا النمط الحزبي غالبا ما يدفع الفرد إلى تسطير الاتهامات والتقارير الفاسدة للقيادة انطلاقا من  المركب الحزبي الذي يصور للعضو الحزبي  : أن الآخرين هم ” كفار وغير مسلمين ” أو هم جماعات من الروافض والمتمردين  والمارقين أو الخونة التابعين لمنظمات مشبوهة !! فهكذا واقع حزبي  يندفع الحزبي لإعلان

الحرب غير المقدسة في تقاريره الخاطئة والمنحرفة ضد أعداء تلك المنظمات  التي تخالفه فكريا أوسياسيا فيصبح ويمسي ومصطلح [ الخيانة ] تسبيحه وأنشودته .. مع كل ما يلحق الخيانة من أحكام الطرد من رحمة الرب الحزبي غير المحمود و.. هكذا يتحول المنهج إلى كرباج مسيف للخوارج والناقدين للقيادة الحزبية أو حتى من تسول

له نفسه ويقوم بتسجيل تقرير في القيادة إلي القيادة ويبدو في السياق مصطلح : النقد الذاتي خارج عن القانون ويحتاج إلى محكمة أمن دولة !!

وهكذا يستبيح الحزبي الأعمى كل المحرمات  ، ويفتي بالفتاوى التي تكرس واقعه وسياساته الحزبية التراكمية .. قول الحق تعالى :

{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }التوبة65

(30) نفس المصدر السابق : ( خالص جلبي : النقد الذاتي )  ، ص237

(31) نفس المصدر السابق :  ص237 وص 239

[   الحلقة الثالثة    ]

الأزمات النفسية لمسجلي التقارير المزورة

الأزمات النفسية لمسجلي التقارير المزورة :

لابد لنا من إدراك الحقيقة الهامة وهي أن مسجلوا التقارير الأزمة هم يعانون أصلا من مركب أزمة وكما يعنون في تحلينا وخبرتنا من إشكاليات وإخفاقات معقده من جراء أزمات مجتمعية أو إخفاق ذاتي وأسري أرادوا خلفه من التمويه وإسقاط حالة العجز المجتمعية على الواقع السياسي وتفريغ حالة الحرمان الذاتي بالوصول إلى المقامات والوسائط التعويضية .. وعليه يجب قراءة التقارير قراءة تحليلية من متخصصين اجتماعيين على مسجلي التقارير المزيفة للبحث في مركبهم وقراءة عمليات الدوافع الأمنية والاجتماعية وصولا إلى قراءة إصلاحية لا الوصول عبر وسائط وأبجديات فكر المؤامرة إلى مؤامرة وإحباط جديد في قراءة هذه الحالات والتي يجب النظر إليها كأخطاء تعبر عن حالة مرضية ونفسية من جراء عوامل الكبت المجتمعي وفي ثنايا القراءة التحليلية يجب الوعي وإنضاج الوصول الى الحلول بغية المحافظة على البرامج التنمية أو الثورية البنائية في كل الأحوال هذا و

[ ان أهم عامل لتحقيق التكامل هو خلو الشخصية من الصراعات الموصولة العنيفة ، الشعورية واللاشعورية كالصراع بين غرائز الفرد وضميره ، بين نزواته وعاطفة احترامه لنفسه ، أو بين ما يريد الفرد وما يقدر عليه بالفعل أو بين ما تنطوي عليه نفسه من معتقدات وأفكار ومبادئ وقيم وانحيازات ] (32)

ولإيجاز هذا الملف الخطير نختصره في النقاط التالية :

1ـ الإشكاليات المجتمعية :

وكما ذكرنا هي نتاج حالة اضطراب نفسية وأزمات منهجية في قراءة الظروف والمتغيرات تعطي نتائج عكسية وهذه الإشكاليات قبل أن تكون قراءة حالة أزمة نفسية هي في الأساس قراءة متخلفة انطلقت من وعي مزيف تجاه الأحداث تم تبريره عبر وسائط الدعاية المعادية المضللة تم النظر فيها للمقدس على أنه معادي للذات

وعليه تم الانحراف السلوكي تم علاجه بسياسة التفريغ والانتقام ، ويفاد من ذلك جنوح الفرد إلى الانتقام من الحالة الثورية باعتبارها قد أوصلته إلى هكذا حالة أو بسبب إخفاق أو تشويه أو قتل من أفراد عائلته في هذه المنظومة أو تلك فكان

حضوره باتجاهين للتعويض أو الانتقام وهنا يكمن العلاج والأزمة ولزومية البرامج التغييرية في الحركة الثورية وعلاقاتها مع الأفراد وفي كل الأحوال يكون الحضور عبر التقارير المسجلة تعبيرا عن هذه العلاقة والمركب .

______________________________________________

(32)  عزت  ،  الدكتور  أحمد راجح : (  أصول علم النفس  ) ، ط دار القلم بيروت  ، ص 470 : =  نفس المصدر السابق   : ( ظاهرة تصفية العملاء  ) ،  ص 31

2ــ الإشكاليات النفسية :

وفيها قراءة الذات والطوية النفسية هام جدا لقراءة أبعاد مسجلي التقارير كونهم يعبرون عن قراءة قهرية مجتمعية ويريدون التعويض ، فإما تنهض بهم المؤسسة عبر القراءة التحليلية لتقاريرهم أو تقدمهم كضحايا لإخفاق الحركة الثورية ونوازعها المبنية على فكر المؤامرة ، وفي هكذا فكر وحالة يكون الفرد معرضا للخروج من حالة شبه سوية إلى أزمة عميقة وإخفاق مدمر .. من هنا فقراءة الظروف النفسية لمسجلي الوشايات والتقارير الكيدية هام جدا للوصول إلى علاج الفرد الثوري والإنسان التغيرية ارتقاء به إلى مستوى العنصر الثوري الصالح وهذا أرقى أشكال المعالجة البديلة .. وينصح أن يكون في الحركات التغييرية المعاصرة متخصصين وباحثين نفسانيين صحيين يشاركون ضمن لجنه اختصاص مهماتها البحث في الأزمات واستخلاص العبر ووضع البرامج الإنمائية للأفراد وزرع الثقافة الثورية العقائدية البديلة ..

3 ـ ضعف حالة الانتماء :

: يعتبر موضوع الانتماء هو أخطر البوابات النفسية والإشباعية القادرة على إشباع الفرد وتعويضه عن الفراغ والأزمة الاجتماعية  ـ إن الفهم الإيجابي والحضاري والعقائدي للانتماء يجعل الفرد  يحدد الولاية : للجماعة أو الاتجاه  الذي يشبع مفاهيمه وحدود إدراكه الذاتي والنفسي وفي القرآن الكريم محددات الولاية الكاملة في قوله تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55

فيها الولاية الكاملة لله والرسول والذين آمنوا وهم آل البيت المطهرين عليهم كما في المصادر الإسلامية (33)

___________________________________________

(33) البيومي : الشيخ محمد حسني  : (  آل البيت ع أسباب النول في القرآن ) ،  تفسير سورة النساء قوله تعالى ” يا أيه الذين آمنوا = لنفس المؤلف  : ( أهل البيت : الولاية ـ التحدي ـ المواجهة ) = ” آل البيت في القرآن الكريم ” تحت الطبع “

فضعف الولاية لأهل البيت النبوي يضعه العنصر في غياب اعتقادي يدخله في الأزمة المذهبية  وبالتالي يضعف عنده الاختيار في الخندق النضالي ، فإما أن يكون في الخندق النبوي أو في الخندق المعادي .. وكذلك الولاية المجتمعية والولاية الوطنية ، فضعف الولاية يؤدي لأزمة الانتماء وهذا يضعف من تحمل الفرد

لمسئولياته الإنسانية والوطنية واختيار المقدس في وظيفته وخندقه النضالي ” وغياب الانتماء يدفع الفرد إلى التمويه النفسي وإتباع سياسات الخداع والكذب على الجماعة ويعزز حالة من الازدواجية الشخصية التي تدفع بالاضطراب الجماعي والنفسي  وبروز الأزمات الاجتماعية في العلاقات !! لهذا كان الانتماء للعقيدة والروح هي أرقى مراتب الانتماء وقاعدة العلاقات مع الجماهير ]  (34)

ونتواصل في الحلقة التالية لختم التحليل المجتمعي لظواهرنا المجتمعية

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين

__________________________________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

الحلقة الثانية أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الثانية أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية

من هنا لزم التأكيد على إيجاد تجمع قضائي ملتزم فقهيا مع وجود نظام فقهي للمحاسبة للمزورين في الشهادات وتعريف للقواعد التغييرية بدنسهم وانحرافاتهم إذا لم يعلنوا توبتهم وعودتهم إلى الله .. هذا وتشكل ظاهرة التقارير أسوأ الظواهر في العمل الثوري التغييري ، وفي موضوعنا القرآني تعرضنا لموضوع التقرير أو القرار في القرآن وسنحاول تناول هذه المسألة من خلال النظر في سورة يوسف عليه السلام ــ وفي هذا السياق سنرى نموذجا حيا وراقيا يحتذى به في العمل التغييري الإيجابي وذلك من خلال القدرة على تنفيذ الظاهرة السلبية

[ التقارير ] .

وقدرة القيادة على تفنيد المحاولة الخاطئة وملاحقة الأنماط الفاسدة وبذور الشر المزروعة في أجسادنا وحركاتنا التغييرية .. هذا ويمكن تحديد هذا السياق والدوافع في النقاط التالية .

1ـ  الحسد والتقارير المزورة :

ويمكن قراءة هذه الظاهرة وهي المنبثقة من ظواهر الكيد النظامية وفي قوله تعالى :

{ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يوسف 5

وهي الصراع بين دفتي الاجتباء والكائدين ، والقرآن الكريم يدفع في بيان حالتي التضاد ليبلور وجهة رفيعة في الأنموذج السلوكي والمجتمعي الجدير والناجح ..

فأنه يضع قانونا لأشكال الإحاطة من خلال السرية وعدم إفشاء السر خشية الحسد الذي يورث الحقد والقتل والإفناء للحالة المجتباة .. وما لحق في قصة يوسف النبي عليه السلام من مخططات تآمرية مثلت أعلى أشكال التحدي والابتلاء ومحاوله القتل في الحالة إلى التمكين ولهذا اتجه أخوة يوسف لتبرير الكيد [ التقرير الكيدي ]  إلى تقديم الملفات والوسائط المزورة لتبرير الحالة الدموية أو إخفاء ملامح الجريمة :

وهو قوله تعالى :

{ وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } : يوسف18

وفي ضوء ذلك فقد قدمنا في الباب كيف أن الحسد يكون نقيضا لظاهرة الثورة  .. حيث تكثر التقارير كظاهرة سلبية ثورية نابعة من الحسد نفسه [ وهو استكثار النعمة التي في أيادي العباد  ] والتقارير المزورة هي تعبير عن حالة من المرض النفسي والشذوذ الشعوري ، يعتلي فيه الأنموذج السادي الأناني الفردي    على الطبيعة التعاونية والتكاملية التوحدية مع الآخرين .. بما يحتويه ملف الحسد من وسائط الزيف وأشكال العداوة والتنافس المضاد .. وفي هذا العنوان سنرى أن الحسد هو الذي يدفع بالظاهرة التحولية باتجاه الانحراف ..

وفي السياق القرآني لسورة يوسف ــ يمكننا تحليل ظاهرة الحسد في البيت النبوي اليوسفي والمحمدي  ، حيث شكل الحسد كل الدوافع المريبة للقتل وظهور خوارج العصور في الحالة الإيمانية  ، والتي أغتيل فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام والأئمة المطهرين وكذلك لاحق اليهود من أخوة يوسف خيار النبوة المجتباة  بالحقد والتشويه والتقارير الجائرة :

” إنها الأحقاد الصغيرة في قلوبهم تكبر وتتضخم حتى تحجب عن ضمائرهم هول الجريمة وبشاعتها ونكارتها وضخامتها “ (17)

تلك الأحقاد التي تسبق الشهادات المزورة والتي أول ما  بدأت بالتخطيط والتآمر على الحالة الإسلامية القادمة والتي رسمت ملامحها في تلك الرؤية التي نقلها يوسف النبي عليه السلام للنبي يعقوب عليه السلام : وقدم يعقوب النبي عليه السلام  إرشاده لوليدة يوسف عليه السلام بالسرية في وجه دعاة الوشاية والتقارير الكيدية المزورة ..

” وهكذا يسجل القرآن موضوع الحقد والحسد والكيد كظاهرة للأزمة والتي بدأت ملامحها بمحاولة اغتيال الظاهرة الثورية التوحيدية :

{ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }  : يوسف11

{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }                :  يوسف12

_________________________________________

(17) البيومي ، الشيخ محمد حسني : (  الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي )  : نفس الطبعة ص 184 ” باب الحسد والثورة ، ط 1992 م

وفي هذا التسلسل التآمري البطئ محاولة استخفاف وتحايل على الحالة الإسلامية التوحيدية وهي تجربة تاريخية بارزة في حياة الأنبياء عليهم السلام وهم الذين ذهبت دمائهم شاهدة على لعنه الحاسدين .. و على خلفيات الحسد والتقارير المزورة والوشايات الكاذبة وشهادات الزور وهي التي قدمها حكام إسرائيل الوثنيون للحكام والأباطرة الذين أذلوهم وحرضوهم على قتل كل الأنبياء والقديسين !!

{ قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }يوسف17

{ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ }يوسف14

{ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }   : يوسف13

{ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ }  :  يوسف9

وفي مقاطع وثنايا الآيات الكريمة نكتشف المؤامرة والوشاية وشهادة الزور والتقارير الزائفة  وكله من أجل مبتغى السلطان والوجاهة بغير الحق  وفي مقاطع الآيات الأربعة يبرز [ الذئب ] كشاهد إثبات على بيان الذوات النفسية وفي القرآن قوة بيان الحجة والدليل والرمزية الشاهدة  والذئب لم يأكل يوسف وإنما الذي خطط للانقلاب التآمري هم الذئاب البشرية التي تنهش اليوم في شعبنا الفلسطيني المقدس وحكام البلاط السفيانيين الدجالين على امتداد ساحات الأمة يرقبون يوسف القادم وهو مهدي

لله تعالى عليه السلام ليقتنصوه ويفعلوا به الأفاعيل   !! هذا إن قدروا والله محيط بالكافرين .. وفي الآيات تبدوا صورة البطل المخفي في التنزيل ودالته هو في البيان هو خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام كيف سيخرج أعرب صهيون في وجهه يصعدون دبابات أميركا على بوابات الحرم المكي ليعاجلهم جبرائيل عليه السلام بالخسف المدوي .. (18)

الذئب الصهيو أمريكي هو الذي استعبد جيوش العرب ومباحثهم وشرطته الملعونة للتبادل الأمني المرعب وحولهم إلى طابور خامس يسعى بين يدي دجال الأمم

يقدمون له الطاعة  بالجملة ليعبروا بملايين الشهادات المزيفة عن روح العشق لأميركا الدجال المعاصرة !! وفي الآيات الكريمة تتضح سورة المؤامرة والتفكير في القتل والاغتيال السياسي ليوسف المتكرر في كل عصر من العصور أنموذجا ومثالا انطلاقا من التقرب بغية الكراسي وسراديب الكراسي المدريدية والأوسلوية المعاصرة ؟؟ يمارسون القتل ويدعون المصداقية وامتلاك الحقيقة والنور  ..

{ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } يوسف9

والذئب هو الذئب .. وعميل المخابرات هو عميل المخابرات واليهود هم اليهود !! الكل يقف على المحطة الخداعية : هنا المخادعون باتجاه التصفية لإحلال البديل الإيماني المزيف !! وهو الذي يدعي الدفاع عن الحقيقة وعن الحالة الثورية الأصيلة وهو أشد أعدائها  … ذئاب في كل العصور!!

{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }البقرة9

وهي بالطبع مرحلة تسبق تقديم الشهادات المزورة والتقارير الفاسدة والتي تسهم كما أشرنا في أداء نفس الأدوار التنفيذية .. فالخط النفاقي

______________________________________________

(18)  البيومي ، الشيخ محمد حسني  : ( المهدي عليه السلام  : النزول ـ الخروج ــ الثورة ) : تحت الطبع

والخداعي في الجسد الثوري هو الذي يقتل الحالة ببطئ من خلال تسلله لسلم القيادة بقصد حرفها عن مسارها وتحويل الحركات المقاومة إلى أدوات وصنائع للاستعمار وتحويل كرسي أوسلو الملعونة إلى قوة مغناطيسية لكل الكائدين لأمتنا واللابسين مسوح الثعالب والذئاب الملعونة بين الحكام المرتدين وأدواتهم من عشاق الكراسي الملعونة والقاتلين لجماهير أمتهم تحت الدعاوى الزائفة في كل الأحوال !! وتأمل عزيزي القائل الحقيقة القرآنية  في وصف ثعالب العصور قول الحق تعالى :

{ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ } : يوسف14

وهم هؤلاء المتسربلون بمسوح الرهبان والقديسين يزعمون الحقيقة ويدعون الوصول والنور وهم أخطر المجرمين وأهل العداوة  ومنفذوا المؤامرة على أرواح القديسين ..

ولهذا لزم القول : أن هذا الورم الخبيث والسرطان التاريخي  قد آن اجتثاثه وأن فكر المؤامرة قد آن زوالها والتاريخ حتما لا يعود إلى الوراء !! وهم ذاتهم متأكدين من زيفهم إلا أنهم يلبسون لباس التقوى والصلاح … تماما كما يقدم المنافقون اليوم التقارير لقياداتهم ويبدءون التقرير المافواتي بالبسملة والآيات القرآنية .. فالزيف والدجل صورة واحدة يطرحها القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام ـ وهكذا كانت شهادة الزور الأولية في التقرير المقدم للقيادة في إثبات براءة سياساتهم الغادرة والتي استهدفت ــ اغتيال القيادة الخلفية للثورة التوحيدية التي ستعقب يعقوب النبي عليه السلام  [ القيادة العليا ] وهذه الصورة في التنزيل القرآني تجئ لتعبر عن الأنموذج المحمدي من خلال تبيان المثال القرآني العتيد ..

وهكذا فالخط النفاقي والتآمري في كل الحركات التغييرية يعرف ذاته ويعرف أنه مكشوف للقيادة والجماهير في كثير من الأحيان !! ولكنه يحاول عبثا إثبات صحة الموقف رغم غياب الدليل ــ مغطيا ذاته بالنفاق وسياسات المناورة والخداع ــ فالتقرير المزور المقدم من إخوة يوسف هو الذي يسود اليوم واقعنا ومنظوماتنا وحكوماتنا التي ارتضت أن تستكتب ذاتها لصالح معسكرات المستكبرين والطغاة الظالمين وأتن تحول الجيوش لخوض الحروب لصالح أجندات الطغاة البوشويين وهم من اصطلحنا على تسميتهم بالمتعاونين الكبار والمتعاونين الصغار .. (19)

فالتقرير المزور المقدم من أخوة يوسف  عليه السلام غير مترابط ولا يكتنفه الوضوح وهو من مادة التخوف القيادي الذي كان يدرك اللعبة وأبعادها المقبلة        { وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ } فالتوقع القيادي بالنتيجة كان في الأصل عن بينة وعرفان الهي للنبي بالملف ليعلم الله تعالى من التجربة الأجيال من القديسين والحواريين .. وهذا التوقع هو الذي حدث وكأن لسان القائد الكريم يعقوب عليه السلام حال لسانه يقول : لا تقتلوه  وتزعمون أن الذئب في البرية قد اغتاله وهم الذئاب !! وهذا هو حال منظوماتنا الأمنية والمخابراتية اليوم تقوم بالتصفيات الغادرة ثم تحيل الجثة إلى المشرحة على خلفية حدث مجهول !!  والمرحوم كان غلطان ؟؟

{ قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } يوسف17

ومع أن التلاميذ الحاسدين والمتآمرين يعرفون أبيهم بأنه نبي فهم يراهنون على المجهول في فكر المؤامرة !! ورغم عدم الترابط في نسيج القصة والتقرير الشفوي المقدس إلا إن الفكر التآمري يبني مشروعه وقصته على التشكيك وعلى مبدأ اكذب اكذب حتى يصدقك الناس !!

_________________________________________

(19)  البيومي ، الشيخ محمد حسني : ( ظاهرة تصفية العملاء التاريخ وجذور الأزمة ) ، نفس الطبعة

وقد قدموا بالتالي قرائن كاذبة في التقرير تتنافى مع الطبيعة الموقفية حيث ينسى الدجالون المتربعون على كراسي الشيطان الأمريكي أن هم يتعاملون مع قديسين أو أصحاب خبرات  عتيدة  ، ومع علمهم بذلك جدلا فهم يكيدون كيدهم ويقدمون حججهم الواهية  المكشوفة لكي يموهوا على الجماهير المظلومة وهنا يقف أصحاب

التقارير المستكتبين والمنشدين لوكلائهم نحو تنفيذ الجريمة فهم يلبسون المسوح وجاهزون للحلف على المصاحف لبراءتهم وهم كاللص يقفز على الجدار ويقدم البسملة ونداء يالله قبيل السرقة !! وفي ختم الآيات قوله تعالى على لسان أصحاب المبادئ الذين يخشون الله تعالى ولا يقتلون ..

{وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } : يوسف18

وهكذا تكشف القيادة الجريمة وتواصل الجريمة غيها والمجرمون خياراتهم .. ” وهكذا يتم إغلاق الملف من طرف القيادة بشكل مؤقت حتى يتم ترتيب الأوراق ودراسة القرائن عبر أجهزة المتابعة الربانية …

{ فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }يوسف96

وفي الآية كشفا لمخطط المؤامرة بوضوح لا محدود  .. إلا أن الحسد لم يتوقف  عن أداء دوره المدمر من خلال محاولات التشويه للحالة من وراء الكواليس وبنزعة تآمرية واضحة .. الهدف منها تبرير الجريمة والاغتيال الآثم .. فالمتتبع لتفاصيل

الآيات الواردة يكتشف عمق المحاولة وطبيعتها السلبية استعدادا لوراثة الموقع القيادي .. فعندما اتجه أبناء يعقوب إلى الملك طلبا للرزق والمؤن .. لم يدركوا المعادلة ولم يتخلوا عن فكر المؤامرة ولم يتلبثوا يسيرا عن تسجيل التقارير الزائفة  ولم يدركوا طبيعة التمكين التوحيدي المقابل والذي سيعمل على كشف جميع الأوراق المزورة والتقارير الزائفة للقيادة العليا [ يعقوب ] فعندما واجه إخوة يوسف ــ يوسف ذاته في بلاط الملك وهو الذي يشرف على الأرزاق والمؤن .. ورغم محاوله يوسف النبي القديس المصالحة والترشيد في إخوته حرصا على قضية الدين وفلسطين الوطن إلا أنهم أصروا على الحقد فقالوا حسب السياق القرآني :

{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }يوسف77

فأسرها يوسف وأخفي الحقيقة أملا بإصلاح الثورة  دون جدوى للمنحرفين فقال لهم رادا حد الزيف بنور الحقيقة في قوله تعالى :

{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }يوسف77

” فالمحاولة الأولى الاغتيال .. ويليها محاولات التقارير والشهادات المزورة .

ثم تليها الحملات الدعائية المشوهة والهادفة لتبرير قتل الحقيقة في المهد ” (20)

وهذا دليل على تغلغل الفساد والانحراف في ظاهرة الحسد .. وكيف أنه يشكل النقيض السلبي للثورة .. ويتجاوز ذلك بالتآمر الصريح على القيادة بالانقلاب وتكريس الزيف مع بيان الحقيقة ، فبعد وصول يوسف عليه السلام إلى بيت القيادة الإلهية وشعشع الحق وصدع القائد به أمام شهود الزيف :

{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ }يوسف94

______________________________________________

(20) قطب  ، الشيخ سيد : (  في ظلال القرآن  )  : ج4/ص2022 ، 2027

وفي هذا المشهد المهيب لم يتراجع رواد الزيف والشهادات الزائفة عن غيهم ” وفي هذا يتضح بداية فتح الملف كله وبعد ثمانين عاما مرة أخرى لاستيضاح الحقيقة ” فبعد ما كشف لهم عن شخصيته ـــ لما رأوا أباهم يستنشق عبير يوسف، غاظهم هذا الاتصال الباطني الدال على عمق ما بينه وبين يوسف ، فلم يملكوا أنفسهم أن يؤنبوه .. قالوا ما في أنفسهم : { قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ }يوسف95 :

وهو أقسى أشكال التمرد والتزييف  والتعدي على النبوة “

ورغم ظهور يوسف النبي في مظهر البطل في القصة إلا أن إخوته لم يستنكفوا عن الغي  والباطل .. وندرك من مغازي القرآن الكريم وشواهده أن هذه المدة وهي الثمانين عاما لم توقف حركة الغي والزيف عن مراميها الزائفة وأنه لولا حكمة الله ورعايته لحالة المصطفين والقديسين لم تكن لتنكشف المؤامرة ..

[    الحلقة الثانية    ]

التقارير :  الحسد والوجهة السادية

ـ تعريف الحالة السادية :

: ويمكن تعريف السادية كحالة من بين ثنايا الوجهة القرآنية ، والتي حثت على الضبط في التركيبة الشخصية وعدم التقليد الأعمى والتفريط في الوجاهة المتعرضة للاستثمار الشيطاني [ التوحد الشيطاني ] ، وهذا التطير القرآني هو أهم الركائز والثوابت القادرة على ضبط الوجهة العقلية والنفسية ، وأن السبيل لمسألة هذا الضبط النفس لا بد من تتويجه بالتوافق الروحاني والوصال الالهي القادر على ضبط العلاقة بين العقل والنفس [ العقل النفسي ] وكذلك وهو الأهم أن يكون التوافق التوحدي بين الروح والعقل ، وهو ما عرفناه في مباحثنا  [ العقل الروحي ] أي انفتاح العقل على الغيب الرباني وتلمس روح الخشية والتربية الروحية الثورية ، وهنا لابد من تعريف السادية كحالة مرضية يتعرض لها أصحاب الانفصام النفسي عن حالة الرقابة ، وإذا غابت مسألة الرقابة الالهية عن العقل أصبح عقلا أرضيا ، يحكمه الاستهواء وقضايا الانشداد  نحو الأمراض  الأرضية والأرواح الشيطانية المبنية والمجبولة على روح الانتقام الابليسي من عالم البشر ، و [ السادية ]  كحالة ومصطلح تنبع في الأساس من الأنفاث الابليسية البغيضة في الروع الآدمية   ، [ النفاثات في العقد ]  فإذا كان الروح والعقل خاويا تم تعبئته بأشكال مرضية نفسية كسوء الظنون وهي منبع

[ الأزمات النفسية ]  وأشكال أزمة [ الثقة بالذات ] .. ودائما ما تشكل سوء القيم التربوية على تنمية روح السادية وهي الروح الشيطانية القائمة على الحقد والانتقام من عالم البشر منذ خلق الله تعالى الأرض وأنزل فيها إبليس الرجيم  لتبدأ دورة جديدة من الافساد التاريخي  على مستوى حركة الخلق [ الجن والانس ] ..

والسادية كمصطلح هي من الهيمنة بروح نفي الآخر ، وهذا أسوأ أشكال العقد النفسية والتعويضية  ، حيث يلجأ الفرد الى تعويض مركبات  هذه الأزمة النفسية بروح القتل القابيلي التاريخي   وسحق كرامة الانسان والخلق الأرضي  بفعل  هيمنة المفسدين والطغاة واستبدادهم القهري  ،     وتصدير ثقافتهم القهرية الشوفينية على الحركة الانسانية  ، وهكذا شيئا فشيئا تم استيعاب هذه الثقافة الاستبدادية على مستوى جميع هياكلنا السياسية ومنظوماتنا الحزبية  والتي تشربت    بكل أسف ومرارة روح الثقافة الاسرائيلية وفكر الشيطانية الماسونية الميكافيلية ، وهي القائمة اليوم في لغة ثقافة استعمار الأمم وثقافة الدم .. وتسعير روح الانتقام من الذات والذات المقابلة وفي التحليل النفسي :

[ السادية مرض يتميز بنمط سلوكي وحشي كالاحتقار والعدوانية تجاه الآخرين بدون مبرر والتلذذ برؤيتهم يتعذبون وكلما زاد الألم والعذاب كلما زاد شعور الشخص السادي باللذة  ،  وسميت بالسادية نسبة الى الماركيز دى ساد الذي كان يعيش فى القرن الثامن عشر بفرنسا وكان كاتب ومؤلف اتسمت كتاباته بالعنف ووصف التعذيب وقد سجن أكثر من مرة بسبب ارتكابه جرائم وحشية عنيفة ضد استفزاز الطفل بالقرص أو العض لجعله يبكى ثم الاستهزاء به  ] .

متى تبدأ الحالة السادية وأسبابها :


وكما ذكرنا أن السادية أو تفريغ العقد المرضية النفسية الانتقامية ، تبدأ أسا مع نضوج الحالة العقلية والطفولة ، وأول ما تبدأ بسبب تفريغ الآباء عقدهم النفسية في الأطفال والنساء ، حيث تزداد مسألة الحرمان والتشفي والتلذذ في العقوبة ، وتفريغ السموم ، وهو ما أصبح يجد له مسوغات مجتمعية وسياسية ، في مقولة  :

[ الخيانة وجهة نظر ] أو ما تردده النساء بعد ضربهن المبرح لمقولات:

[ النساء مفشة للرجال ، أو ” خليه ينفش ” ، وميراث مقولات سفيهة من التاريخ أن المرأة كانت تتجهز العصا لزوجها ليضربها إذا ما تعرض لأزمات خارجية ، وتردد مقولات الأزمة لكونها هي ضحية الأزمة [ ينفش في زوجته أفضل ما يعمل مشاكل مع الناس ] وهكذا يسهم المجتمع الذي دمره السياسيون والمشايخ الرجعيين في إصدار فتاوى دينية وقوانين محاكم شرعية رجعية ، تؤكد على العصمة المطلقة  للرجل !! ، وبالتالي تكرس معايير التخلف وميلاد الأطفال المعاقين ذهنيا [ العصاب الذهني ، وحالات الانفصام والنكوص ، والتفريغ ] ولتكريس الأزمة يشجع الآباء أبنائهم للتعاون مع المنظومات الأمنية ليكونوا أدوات قهرية وشوكة في ظهور المجتمع ، حيث تفشى التقاتل والدم في البيت الواحد ، وساد سوء التقدير الاجتماعي ..

و[ كان العلماء فى الماضي يعتقدون ان مرض السادية تبدأ أعراضه فى مرحلة البلوغ ومع التقدم فى علم النفس السلوكي والتربوي أثبتت الأبحاث ان المرض تبدأ أعراضه فى سن مبكرة فى السنة الثانية أو الثالثة من عمر الطفل .

وأسبابه كلها ترتبط بتعرض الأطفال لاعتداء وحشي بدني وشعور الطفل بسعادة الآخرين وتلذذهم من ألمه , أمثلة بسيطة  (  ضرب الطفل بألات حادة مؤلمة دون الاشفاق عليه-لسع الطفل بشيء ساخن كعقاب لضبط عمليات الاخراج  محاولة ] والسادية في النهاية يمكن تعريفها بحالة المرض النفسي المستعصية والمغروسة في الفكر والذات الى درجة توحدها بالقناعة والسيكولوجية النفسية والسلوكية :

[  السادية بكلمات بسيطة واضحة هي ” التمتع والتلذذ بتعذيب الآخرين ]  (1)

والسادية كحالة مرضية وعقلية تحتاج منا الى دراسة مستفيضة وأكاديمية جادة وتحليلية مهمة في ضوء العطاء والثوابت القرآنية و أعمدتها الأخلاقية .. تناولنا جزء منها في مباحثنا الاجتماعية والنفسية وخاصة في دراستنا الموسوعية  (2)

حيث يسيطر على الانسان السادي نوازع الضعف والمرض العصبي والتشدد في الواقف والضعف الفكري الناجم عن أزمة الثقة أصلا بالوعي وروح التضحية ، والتلذذ بالتشفي والانتقام من الآخرين ، وتصدير السلوك الشخصي بروح العدوانية  ، والذي سرعان ما يتجسد بالتغليف السياسي والديني ، في حالة القتل الجماعي والعمل على الترويع المجتمعي بالتصفيات في  ، وهو ما عرف اليوم [ بصابونة الهواي ] أي تحطيم الصابونة في الركب ليحدث شلل ، ويمكن لاكتشاف حجم هذه السادية البغيضة والتي  سادت تنظيماتنا وأحزابنا بمراجعة مراكز الاحصاء النفسية والاجتماعية على شبكة الانترنت ، وكذلك :

[ المستشفيات ، والصحة النفسية ، ومراكز حقوق الانسان ، لنكتشف أن ضحايا الأمراض السادية الحسدية هي قتل آلاف البشر ، بأغلفة سياسية أو فئوية حصدت القيمة الروحية والعقلية في حركة الانسان ، وصعدت من الأزمة الثقة في روح الرفض والمقاومة متن أجل العقيدة والأرض والانسان   ]  انطلاقا من واقع الاخفاق السياسي  العام ،   والاجتماعي بشكل خاص ..

وهنا نعود لنفس المحور من قرائتنا المجتمعية التحليلية أن أزمة التقارير المزورة هي السهم الغادر والذي وظفه كل العملاء والخونة والمعادين لروح الأمة هي أصبحت منظوماتنا ليست أكثر من دكاكين استخبارية عربية وفلسطينية تتحرك بدوافع أمنية صهيوأمريكية ، مما جعل فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص دار لنفوذ الصراع بين أجهزة المخابرات العربية وهذا ما يحتاج لدراسة مفصلة من الوعي  التحليلي ..  حيث يكون [ التقرير السادي الانتقامي ] هو  المسيطر والقادر على تحديد قنوات الابتزاز المالي وسياسات الدنانير والريالات واليوروا !! ومن يدفع أكثر يستلم تقارير أكثر .. وقد شرحنا الموضوع تفصيلا في مباحثنا قبيل خمسة عشر عاما  ( 3)

_____________________________________________

السادية  :  مقال مهم منشور على شبكة الانترنت : http://forum.z7mh.com/t46192.html (1)  = أنظر في نفس الموضوع :   مقال آخر بعنوان  : السادية مرض نفسي قد تكون مصاب به   :

http://www.zagazig.net/forum/t1094.html

http://www.ebnmasr.net/forum/t36952.html=

(2) أنظر : البيومي : ( الشيخ محمد حسني ) :  ” نظرية التحليل النفسي في القرآن الكريم ، ” تحت الطبع ” .

( 3)  البيومي : الشيخ محمد حسني : ( الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ) ، غزة ، 1992 = وفي كتاب للمؤلف بعنوان :   ( ظاهرة تصفية العملاء التاريخ وجذور الأزمة ) ، غزة ، مطبعة الهيئة الخيرية ،  1994 :

وإذا ما نظرنا للسادية المسيطرة على المركب الاسرائيلي المخابراتي ومؤسسات الجيش الاسرائيلي لرأينا الخطر الداهم في التعبئة الاسرائيلية للجنود والمحققين في السجون لاستباحة الانسان الفلسطيني وأن العربي أصلا هو من درجة الخدم ، و[ الجوييم ] كما ورد ذلك في مواثيق بروتوكولات حكماء صهيون والوثائق الماسونية .. وهذا ما يعقد الأزمة حيث حولت إسرائيل العرب الفلسطينيين  واللبنانيين على وجه الخصوص الى جيش من المتعاونين وحملة السلاح الاسرائيلي والثقافة الانتقامية ، وكانت الوشاية والتجسس وحرب التقارير الالكترونية تأخذ وتشق طريقا في حياة أزمة أمة وتاريخ ..

2 ــ الشهادات والتقارير المزورة [ يوسف في بيت العزيز ]

التجربة الثانية وهي القصة في تجربة النبي يوسف عليه السلام خلال وجوده في بيت العزيز  ، وهذه التجربة التي تلت فتنة إلقاءه في البئر وتربيته في قصر العزيز في مصر و، وهي تجربة مريرة في حياة المناضلين والشرفاء  ـ تمثلتا خلالها فيه عليه السلام قوة وصلابة الموقف .. رغم توفر الظرف الموضوعي  الملائم والمتوازن لكن قوة الموقف الإيماني التوحيدي هو الذي سينتصر .. رغم محنته القاسية التي أحيطت بفتنة الأهل والشعب والأعداء ، فإخوته كما أسلفنا يمثلون الشعب الذين اتهموه بالسرقة وشوهوا موقفه في بيت النبوة وخلال مواجهته لهم .. (18)

وفي بيت العزيز كانت الدائرة الافكية تكتمل  وهو صورة لما نقله القرآن في قصة التحدي مع الأنموذج الدعائي في حرب القديسين :

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23

وهي التي قدمت عنه التقرير الكاذب في قصر الطاغية وبتشجيع منه !!

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } يوسف24

والمؤامرة هنا بالتوازي مع التجارب الماضية تسير باتجاهين :

ـ المحاولة الآثمة من امرأة العزيز وهي مادة الحرب الدعائية  والتقارير المزورة .

ــ ثم التشهير به وقذفه بالتهمة والشهادة الكاذبة التي قدمت للعزيز وهو وزير فرعون مصر والقائم على شئونه .. والمؤامرة في القصر استهدفت إقصاءه قسريا للنبي يوسف عليه السلام  خشية وصوله إلى سلم الوزارة وشئون الدنيا والكيد كان بين ظاهرة القديسين وبين المفسدين من أدوات المستكبرين .. والقذف الاتهامي الملازم

______________________________________________

(18) نفس المصدر : (  في ظلال القرآن  ) : ص 1953 =  ابن كثير : تفسير القرآن العظيم : المجلد الثاني : تفسير سورة يوسف ط دار المعرفة   بيروت   ص 476 ،   ص 479

للتقرير الكيدي لفرعون مصر هو الأول في المعركة ..

{ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } يوسف25

فبعد انكشاف التقرير الآثم ولعبة المقامرة السوء بعد هروبه عليه السلام من وجه الفتنه وهم بالابتعاد عن فتنة النساء  ، وبعدما انكشفت زوجة العزيز أمام زوجها : كان التقرير يقدم لتشويهه بإسقاطه اجتماعيا وسياسيا ، ولكن سرعان ما كان التحقيق في الحادثة يفضح مرامي الكائدين ، وهنا كانت الشهادة من جنس الواقع في التحقيق المنطقي في الحادثة والتقرير الآثم والمحاولة الإسقاطية المنظمة ” .. والتحريض على يوسف النبي عليه السلام بالسجن من قبل النساء وهن شبكة نسائية متآمرة مع عزيز مصر سرعان ما انكشف سوء تدبيرهن بالإسقاط عبر التقارير والوشايات الظالمة وهذا شأن الطغاة عبر الأزمان .

قال تعالى في السياق :

{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }يوسف25

وهنا في الآية يظهر الشاهد وهو قراءة الحالة والقميص الممزق من دبر أي من الخلف هو تأكيد واقعي على الجريمة النسائية وأن هذه الشبكة التي دبرتها امرأة فرعون بالتنسيق مع عزيز مصر بانت خيوطها الآثمة وانكشفت مراميها ،

{ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ} وهي شهادة على الإقلاع من يوسف النبي والهروب من الفتنة وأن الخصم إنما أراد إيجاد المبررات لفتح ملف بقضية غير أخلاقية توطئة لمرسوم فرعوني آثم بالسجن !! ومع ذلك كان الهدف من المؤامرة هو السجن

{ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }يوسف25

ولها قدر الله تعالى أن يكون الشاهد هو الدليل والتراجع من فرعون أمام زيف الدعوى

{ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ } : يوسف26

و منطق الدفاع بالشهادات الواقعية وقدرة المدعى عليه من تفنيد الحجة بالحجة المقابلة بأن امرأة العزيز هي التي راودته عن نفسها وكان تمزيق القميص من الخلف شهادة لحجية الدعوى المقابلة وهذا يعبر عن امتلاك يوسف النبي عليه السلام الحجة والثقافة القانونية ،

{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ }       يوسف27

{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }  يوسف28

وهكذا بوضوح الدليل بتمزيق القميص الشاهد من الخلف ثبت بطلان القضية وسقوط الدعوى الباطلة وبالتالي سقوط الشهادة المزيفة والتقرير المزور !!

.. إن المؤسف في القيادات الهزيلة الطاغوتية هو حالة الوهن المسكونة في قلوبهم  وما تكنه القلوب الدنيوية من المكر الخداعي السيئ وأدوات البطش أنها تعرف حقيقة الرساليين والمناضلين لكن غرورها يعميها عن الحقيقة وتلازم الظلامية سياساتها بمواصلة سياسة الاغتيال  والسجن والملاحقة بأصحاب التيارات المعرضة وهم مادة الملاحقة والهدف الذي يموه هؤلاء الخائنين لأمتهم بالانشغال بهم عن قضايا الأمة خدمة لأعداء الأمة !! فالقيادات الرمزية المهيمنة على حكومات المنطقة وأدواتها وأزلامها من الحكام ولأزلام الظالمين في المنظومات الذيلية والحزبيان المعقدة كلها تعمل كوكيل للظالمين .. وهم أشبه بامرأة العزيز الخائنة والماكرات من بوليس النظام وكذلك الوجه الفاضح للنظام المصري وهو الديوث التاريخي الذي عرف أن زوجته تمتلك الوجه الفاضح لسيرة قصورهم وحواشيهم ولكنه عمد إلى تغطية عاره وعار بيته بمزيد من الإرهاب والسجن أو الاغتيال أو بمواصلة الإفك والتشهير لقتل حقوق المناضلين وإزهاق صوت الثوريين والتشهير لإسقاط حالات الزيف ، لكن الحصار للثورة لن ولن يدوم طويلا !!  ولن يكون سوى قنبلة موقوتة ستنفجر ثورة في وجه كل الجلادين وصناع المؤامرة .. وفي النهاية الطاغوت هو الطاغوت والسجن هو قبلة المناضلين في سبيل الدين والحرية .. وهو قوله تعالى في القضية التاريخية :

{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ }يوسف35

وهكذا كان السجن وصوت الجلاد هو الأداة الفاضحة لقتل صوت الحقيقة القادرة على فضح صوت المؤامرة  ، والاغتيال السياسي هو أقصر الطرق لقتل الأسرار في قلوب الثوريين الصادقين مع قتل أجسادهم ؟؟ ولك أن تتصور أيها القارئ المناضل أن هذه الجريمة وهذا البوليس قد صنعه الجلاد والتقرير الكاذب !!

ولكن صوت الثورة يتحدى كل الشهادات وكل محاولات الإرهاب برفع القبضة في وجه الجلاد  وأن هذا القابع في السجن من جرائر التقارير المفضوحة سيحين الوقت وشيكا لخروجه وسيصفق الجمع حين يفضح الجلاد وصوت المؤامرة ، حينها تدرك الأمة من هو الموكل في كل زقاق وشارع في  الوطن    السليب   وكل   الأوطان ، وبالأمس كان صناع التقارير من الوكلاء والعملاء الصغار يعملون  مع   النازي اليهودي ولكن اليوم للنازي ألف دكان وصنيعة من وكلاءه وهم الجمع المناوئ أن يصفق ويشدوا عبريا على حقيقة المظلومين والمنكوبين من شعبنا المظلوم في كل الساحات وإلا لماذا يحمل  [حنظله ]  المظلوم الشوك احتجاجا على الجلاد وناجي العلي الشهيد الفذ لا زال رمزا لثورة الصورة في وجه الجلاد وأدوات النازي وعندما يكون النازي هو من أعر ب صهيون فهذه أكبر نكسة وأقبح قضية !!

وهنا يقف يوسف الصديق مناضلا شابا صلبا محتسبا المظلومية من أجل الحرية والكرامة والمبدأ وهو لازال يردد عبر آلاف السنين :

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }  يوسف33

الاعتقال والسجن لم يقتل الحقيقة بل يعلن للثوار ميلاد جديد ــ ميلاد يتجه نحو رفع الزيف باتجاه إحقاق العدالة الثورية ــ إن المطلوب في  وجه الشهادات والتقارير التي تتجه نحو سحق آلاف المناضلين في ساحات الشرف هو الصمود الثوري والعمل على تنفيذها ــ وهنا على القيادة الصالحة أن تشكل أجهزة المتبعة الميدانية التي تنطلق من أرضية الواقع تعمل ساهرة على فضل مخططات كل العملاء والدجالين التاريخيين لكي تكون أبنيتنا  قوية بعيدا عن كل محاولات التضليل الذي يسقط الحالة الثورية ويجعلها تقف في وجه الخندق المعادي للجماهير .. وعلى القيادات الميكافيلية التي انتهجت خط الاغتيال السياسي والإفك الأخلاقي عبر عشرات السنوات من تاريخ ثورتنا وشعبنا وأن تدرك أن الشهادة الكاذبة والتقارير الكاذبة التي قدمت إليها من أزلامها هي التي حطمت وجودها وأسقطت خياراتها وشعاراتها الثورية وجعلها شهادة للزيف وقتل الحقيقة !! وهكذا كانت الغيبة هي الوجه الذي غلف كل الحقيقة وكان يقف وراء الزيف والانحراف بالحالة الثورية ذاتها .

3 ــ الشهادة والتقرير الإتهامي وعلاقته بالإفك :

في دراستنا الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي :

تناولنا جانب الإفك بحادث الإفك ضد الاتجاه الجمعي أو الفردي للحالة ، وهذا يتطلب مواجهة الحدث والظاهرة الإفكية بالتفنيد العقلي لبطلانها  ، وهناك في التاريخ آلاف الشهادات والأمثلة لدحض آراء الوشائين وأصحاب الأقلام النفاقية المسمومة وكذا تجار الدين والرقيق المفضوح بغية دنانير بني أمية وآل عرفات و العباسيين  !!

وهناك كذلك آلاف المحاولات لشراء الذمم والأزلام لصناعة أوكار الفاحشة أو استخدام رجال الشرطة والمباحث لبيوت الدعارة بهدف نشر الفاحشة ومثال ذلك ما حدث في الأرض المقدسة .. من نشر الرذائل في أوكار الأجهزة الأمنية وجها آخر للنظام العربي المفضوح وتدبير المكائد للشرفاء والقادة تحييدا لهم عن قضايا الأمة التاريخية وإرضاء لمخابرات إسرائيل وأدوات الدجال في الكنيست وكذا فضح الوطنين وأصحاب الشرف العالي بتهم مقززة .. وفي هكذا سبيل فاحش تم ويتم تجنيد آلاف الصحف ودور الصحافة والهوائيات والفضائيات في بث سموم التحريض  دعما بخلق التيارات الإفكية .. والمؤامرات المكرسة عبر بيع التقارير بدولارات رخيصة وهذا كله بتشجيع من تجار الأمن المفتوح وأصحاب الوجاهات والمعممين الكذبة من رجال الدجال وصدق النبي الأقدس في قوله : إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين  ] [ إني أخاف على أمتي الأئمة المضلين فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ] (19)

ثالثا : التقرير  المنهجي ومواصفاته :

ويمكننا تعريف التقرير المنهجي بأنه التقرير النابع من الإرادة اليقينية المخلصة والهادفة باتجاه البناء الحضاري والتغييري والمرتكز في اتجاهاته وبواعثه بالشروط القرآنية والعقيدية الشرعية التي توجب تسجيل التقرير أو نقله إلى القيادة الصالحة الشرعية ، بهدف تصعيد الحالة البنائية في المشروع الإسلامي التغييري ، من هنا فالتقرير الشرعي الصالح هو الذي يحمل غاياته الصالحة وهو الذي يندفع من خلال الإحساس بالمسئولية الشرعية على النفس والمنهجية في التقرير تخضعه لعدة شروط

(19) الطبري :جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج5/ 217 قوله تعالى “ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون = الدر المنثور ج 3/ 289 قوله تعالى “قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم  (15)

يمكن إيجازها في التالي :

1ــ أن يكون التقرير منهجيا وقرآنيا ـ أي منهجيته ثورية تجعل التقرير يثور الحالة ويدفعها نحو الاشتعال والنضوج بعيدا عن النوازع الغائية والإسقاطات النفسية والمنهجية ما يقتضي موضوعية التقرير ..

2 ــ أن تكون المادة المعلوماتية المنقولة سمعية ومشهودة وواقعية وليست نابعة من واقع أزموي ، لذا فالرواية المسموعة في التقرير هي أقوى من المنقولة ، وعليه ينصح أن يكون التقرير الشفوي أو الكتابي فرديا أو شخصيا مع القيادة ، بل يتقدم بعد محاولات عديدة وجمعية بنائية ، فإذا كان بخصوص الأفراد فيفضل أن يكون النصح والإرشاد بنائيا للحالة أي لا يكون بوجوهه مشفوعا بالنوايا التآمرية والسياسات الكيدية .. فكل مشروع يبنى على سياسات رد الفعل يكون محكوم عليه بالفشل بسبب غياب المنهجية وروح المبادرة الاستقرائية . ويجب أيضا أن يرفع التقرير بعد محاولات عديدة للترشيد قبيل نقل الموضوع للقيادة فالإصلاح القاعدي الفردي من أهم الوسائل الناجحة لديمومة الثورة وفكر الثورة  .”  الثورة الإنسانية  “

وأما الهاء القيادة عن سياساتها الإستراتيجية فلا يكون سوى خدمة لأعداء الإنسان والفكر الإنساني . وعندما تكثر التقارير من الأفراد نحو القيادة بدون المرور لوسائط الاتصال فأعلم أن هذه الفوضى يقف خلفها أناس فوضويون من صناع المؤامرة !!

ونلفت عناية أولي الأمر أن إخبار العضو الثوري برفع التقرير أو حتى اطلاعه عليه يعتبر من أروع نماذج العمل البنائي لأنه يغلب الجانب الأخوي الإنساني على جانب المؤامرة .. وهذه المعرفة المسبقة هي التي تنفي الظواهر الشللية الملتفة حول القيادة وهو ما عرفناه في دراستنا الغيبة :  بسياسات الأمن المفتوح ، ولهذا التزام جانب المصداقية يضفي العوامل الصدقية وأجواء المصارحة التي من نتاجها تكثيف العمل والتشجيع على البناء في أجواء الثقة .. ويبدوا هذا الخطاب الثوري الانساني مستحيلا لأول وهلة ولكن إذا قيس بحجم المؤامرة الميكافيلية في تنظيماتنا فبالحتم سنختار هذا الخيار ولو كان مرا على أهل الشهوة التآمرية وهي بكل أسف السائدة في تنظيماتنا ان لم تكون سمة لواقعنا  .. كما تنفي أجواء الصدقية والمصارحة والتلقائية ظواهر التخابر الداخلي بين الأفراد في المؤسسة الأمنية الواحدة . فالمتابعة الداخلية هامة جدا بحيث يكون كاتب التقرير أو ناقل التقرير معروفا لاستعداده للشروحات  المحمولة في تقريره  وعمليه التفنيد المعلوماتية للمسجلين بحقهم التقارير يكون التناصح واجبا ويكون التقرير خارج آلية الغيبة المدمرة وخارج دوائر الحسد والتدابر والخلاف ، هذا وان تسجيل التقرير خارج هذا السياق يدفع بتعميق أزمة الثقة بين القواعد الثورية والطليعية ، فبقدر ما تنتفخ أوداج القيادة وتثبت للقواعد الثورية قدرتها وإحاطتها على جمع المعلومات والأخبار عن قواعدها بالسرعة المخيفة !!

بالقدر الذي يفرز حالة من الإحباط والتذمر لشعور الفرد المجاهد وإنسان التغيير أنه يقف وراء ظاهرة تجسسية مخابراتية تفقده الثقة في هذه المؤسسة وتجعل الفرد الأمني يحمل الحقد عليها ومركباتها بما خلقته من أجواء الرعب في المركب الفردي وتزاحم هذا الشعور يدفع بالرعب نحو أجواء الانتقام وهذا هو السر في سقوط عشرات الرجال الأمنيين في شراك المخطط المعادي بسبب حقده على المؤسسة والجمهور لخلطه في المفاهيم .. وهنا لزم تجاوز أزمات الثقة والدفع بالمشاعر الإنسانية بأن الخادم الأمني هو خادم للوطن وليس بوليس قهري ضد الجماهير سرعان ما ينسحب في مهماته لصالح العدو الغاصب للوطن . هذا وفي ظلال التبادل الأمني الفردي والجماعي يخفت صوت الثقة وحزام الأمان في المركب الأمني إلى الإعلاء من منهج ميكافيلي  محدد الهوية  فيه : الغاية تبرر الوسيلة ..

إن هكذا تقرير يفقده المنهجية الرسالية المرتكزة على التناصح … وإن هذا الوصف لا ينطبق على التقرير الأمني الذي يتعامل مع ظاهرة الجواسيس أو العملاء فهذا جانب آخر !! وأما إذا كان التقرير هو وسيلة فإنه يتعامل مع القواعد الثورية بالمنطق الأمني الاستخباري ــ لهذا فإننا ننصح في التسجيل الخاص بالتقارير الحركية التي تدرس أوضاع القواعد وعلاقاتها أن يتم إخبار الفرد بالتقرير المرفوع عنه والأفضل منه هو اطلاعه عليه وطلب القيادة الميدانية منه التوقيع حتى لو لم يحظى باحترامه أو الموافقة عليه ومن ثم توقع على التقرير لجنة متابعة عامة أو خاصة تكون مطلعة بهذا الخصوص .. إن هذا النموذج النقدي البنائي ينقل التقرير من دائرة الاستخبارات الداخلية والأمن المفتوح إلى الدائرة البنائية الإيجابية التي تتجاوز بالحالة الجمعية أبواب الشك الجمعي بالحالة ذاتها وينقل الحالة الإيجابية خارج بوابات الظنون والعقل التآمري وهوا لذي يفقد الإخلاص في القواعد العاملة . ولهذا فعلى القيادة الصالحة أن تكلف القادة الميدانيين في كل الساحات أن يوجد توقيع الشخص المرفوع عنه التقرير ، أما التقارير الفردية المفتوحة مع القيادة فتفقد كما أشرنا الظاهرة الجمعية  التوحيدية خصوصياتها .

من هنا لزم على القواعد المجاهدة الطلب بتوصيل الخطاب أو الشكوى أو الإرشاد إلى القيادة العليا ، وهذا يلزم لإنضاجه أن تنضجه أولا لوائح عقابية ومقررات داخلية تحدد الأنماط العلائقية بين الأفراد والقيادة ، فاللوائح الضامنة التي تعطي القيادة الميدانية واجباتها وصلاحيتها هي التي تتجاوز بالحالة نحو التوحيد الجمعي ، والوحدة النضالية ، فالتقرير الفردي للقيادة خارج هذا السياق يعمق الأزمة ويصعد من طبيعة التناقض في الصف الواحد .. ويلزم زرع قاعدة مهمة في أوساط العمل التغييري يكون أساسها : أن مقدم التقرير الكيدي والحسدي هو خائن للأئمة ، وكما أرسينا في طوال مباحثنا النضالية في الانتفاضة الفلسطينية  الأولي قاعدة : أن الاعتراف في التحقيق الصهيوني والمعادي خيانة !! فإن كتابة التقرير الكيدي هو أصل الخيانة واصل البلايا في منظومة العمل الثوري والمجتمعي .

3ـ ألا يكون التقرير تعبيرا عن أزمة ذاتية أو حزبية أو خلاف ذاتي مع القواعد الحزبية تفقده موضوعيته واتزانه . وحتى نتجاوز بالتقرير لآن يكون [حالة  أزموية ]

لا بد أن نؤكد على المصداقية بين القائد الميداني وقواعده ـ وبهذا فالتقرير المنهجي هو تقرير غير حزبي أو شخصاني فردي ، فالشخصانية تصنع المحاور الفردية والتقرير الشرعي المنهجي هو جزء من طبيعة الحالة الثورية ومواصفاتها ، وهو تعبيرا وإفرازا عنها ، فالحركة الحضارية في بنائها يغلب على تقاريرها الطابع الحضاري والمصداقية الحضارية   ، وإلا كان أداة لحرف الحالة وتفتيت القيادية وتغذي ظواهر الإستزلام الملازمة للسياسات الدكتاتورية ، من هنا فالتقرير  وحدتها .. فالتقرير المنهجي هو الذي يوحد ويصعد الحالة البنائية .

4ـ أن تكون المادة المعلوماتية خاضعة في نقولاتها للمرتكزات الشرعية ، ولهذا فإن المعلومات المأخوذة بطرق غير شرعية مثلا التجسس يحرم الاعتماد عليها حتى ولو كانت صحيحة لأن ما وراء الحرام حرام وهذا ما أخذ به جميع الفقهاء ، إلا في أطر نادرة . فالتصنت على الجدران أو تسجيل الأشرطة أو المكالمات بين الأفراد بحجة الأمن يفقده طابعه ويعطي الإحساس للقاعدة بأنها أمام ظاهرة استخبارية ..

5 ــ ألا يحتوي التقرير على أدوات القذف أو الطعن أو الاتهام بدون أدلة واضحة خصوصا في التقارير الأمنية التي تخصص في الجانب الأمني المعادي ، وفتح أبواب الاتهامات يفقد الموضوعية  في التقرير ويجعل التقرير لا يتصف بالشرعية أو الربانية ، من هنا فالتقرير الشرعي هو تقرير أخلاقي في معلوماته وأهدافه وغاياته ..  بعيدا عن أساليب الخداع الذاتي المحرمة .. وبعيدا عن التضخيم والتهويل والتزييف الذي يفقد التقرير هدفه وغاياته البنائية . وعلى المجاهد أن يحس خلال كتابته للتقرير أنه ليس عضوا في جهاز استخباري أو في مؤسسة استخبارية وبأنه عضو في حركة ربانية مجاهدة تدعو للسمو الأخلاقي منذ البداية .

6 ــ أن يكون التقرير الوصفي للحالة تقريرا ظرفيا متوازيا مع الحالة الزمنية الموصوفة ، وهذا ما يسهم في العمل البنائي  الزمني للحالة  ، ففوات الأوان عن الحدث يجعل التقرير يغلب عليه الطابع القصصي ويجعله خارج سياق التاريخ والواقع .. ويثير علامات الاستفهام لمسجله بأثر رجعي !! والاحتجاج على وجهتنا بأن جمع المعلومات تسهم في عمليات التحقق  نؤكد على أن الفقهاء قد أسقطوا الأحكام  عن الشهادات المتأخرة  عن الفعل أو الحدث . فالظرفية الزمانية المتأخرة للتقرير لا تخرجه عن منهجيته وربما تدفع بمسجل التقرير لربطه بمعطيات جديدة  وهذا ليس من شأنه ، بل من شأن الجهة المخولة بالتحليل الخبري للتقارير المقدمة .

7 ــ أن يرتكز التقرير على التبين الشرعي في المادة المنقولة بالارتكاز على القرائن العقلية الشرعية والدليل المنطقي العقلاني هو الذي يدفع بمنهجية التقرير ويجعله محكوما بالأسس الشرعية الربانية ..

8 ــ أن يكون التقرير المقدم مشفوعا بالقسم ثلاثا من مقدمه على صحة المادة المنقولة بعيدا عن الاجتهاد في فهم الخبر أو تأويله وتحليله ، فالقسم هو الذي يؤكد الحالة ويحدد طبيعة الفرد المجاهد شرعيا وحركيا .. والتقرير أساسا هو الذي يكشف  عن الطبيعة الذاتية للعضو الذي يقدمه , ومن خلاله يمكن تحليل عقليته وميوله . وفي ضوء القراءة التحليلية النفسية وحالة الميول يمكن فهم أي حالة التي يوجه الفرد له تقرير وقياس مدى الثقة فيها ومركبات القبول للحالة لهكذا تقرير هو الذي يحدد صحتها الموقفية وبناء على حالة القبول يمكن إعطاء محددات التقييم لهذه الحالة المقدم لها .

9ـ التقرير المنهجي الشرعي هو الذي يدفع بالحالة إلى منطق التوازن والعدالة بين القواعد المجاهدة العاملة ولهذا يلزم أن يكون حربا على الظلم وثورة ضد الظالمين والله تعالى يقول :

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } :  هود18

ولهذا فالدقة في التقرير وتحري الحقيقة هو الكفيل برفع الظلم عن الأفراد وعن الحالة التغييرية بشكل عام ولهذا فعندما يقرر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القاعدة : [ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ] فإنه يدعو القيادة الميدانية والأفراد على إحقاق العدالة :

[ قالوا : يا رسول الله .. هذا ننصره مظلوما فكيف  إن كان ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ] [  وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  :

[ انصر أخاك ظالما أو مظلوما ] قيل : يا رسول الله هذا نصرته مظلوما   فكيف أنصره إذا كان ظالما ؟ قال [ تحجزه وتمنعه من الظلم فذاك نصره ]     انفرد به البخاري من حديث هشيم به نحوه وأخرجاه من طريق ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ انصر أخاك ظالما أو مظلوما ] قيل : يا رسول الله هذا نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال [ تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه ] وقال أحمد : حدثنا يزيد حدثنا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال :

[ المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ]     وقد رواه أحمد أيضا في مسند عبد الله بن عمر ] (20)

من هنا كان التقرير حتى ولو كان يخالف الهوى الظالم فهو دعوة ضد الظلم الذاتي ، فالقيادة مسئولة عن ظلم الأفراد لذواتهم ولأنفسهم ـ والحالة التغييرية السلبية هي التي تدفع قواعدها نحو الظلم الذاتي [ الانتحار ] .. لهذا يحرم التقرير الظالم الذي يخالف الحقيقة ويلزم محاسبته بشدة ميدانيا وحركيا يقول تعالى :

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ  {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }إبراهيم 42 ، 43

يعني لا عقول لهم ، ولهذا يضيف النبي المصطفى صلى الله عليه و؟آله وسلم  بقوله : [ الظلم ظلمات إلى يوم القيامة ] .

[ اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ]

( 20)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(20)  القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ج 18/ 21 قوله تعالى : والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون  ( 9

= تفسير القرآن العظيم  المؤلف : إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء ج 2/5 = الجامع لأحكام القرآن  المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله ج6/5 =  لجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدا لله البخاري الجعفي ،  الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت  الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987تحقيق : د. مصطفى ديب  البقا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة – جامعة دمشق ج2/ 368 رقم 2311

[والمعنى : أن الأرض أضاءت وأنارت بما أقامه الله من العدل بين أهلها وما قضى به من الحق فيهم فالعدل نور والظلم ظلمات وقيل إن الله يخلق نورا يوم القيامة يلبسه وجه الأرض فتشرق به غير نور الشمس والقمر ولا مانع من الحمل على المعنى الحقيقي فإن الله سبحانه هو نور السموات والأرض قرأ الجمهور { أشرقت } مبنيا للفاعل وقرأ ابن عباس وأبو الجوزاء وعبيد بن عمير على البناء للمفعول ووضع الكتاب قيل هو اللوح المحفوظ وقال قتادة : يعني الكتب والصحف التي فيها أعمال بني آدم فآخذ بيمينه وآخذ بشماله وكذا قال مقاتل وقيل هو من وضع المحاسب كتاب المحاسبة بين يديه : أي وضع الكتاب للحساب { وجيء بالنبيين } أي جيء بهم إلى الموقف فسئلوا عما أجابتهم به أممهم { والشهداء } الذين يشهدون على الأمم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } وقيل المراد بالشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله فيشهدون يوم القيامة لمن ذب عن دين الله وقيل هم الحفظة كما قال تعالى : { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } (21)

يقول ابن عباس :

[ اتق دعوة المظلوم فإنها ليست ببنها وبين الله حجاب ] (22)

_____________________________________________

(21)  الشوكاني : ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير )  : ج4/ 677

(22) تفسير القرطبي ج 5/ 48 قوله تعالى : وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا  : 8

ونتواصل في تحليلنا  للظاهرة بمزيد من التوسع في الحلقات التالية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

___________________________________

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين

__________________________________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

الحلقة الأولى أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية ـ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الأولى أزمة التقارير المزورة رؤية تحليلية

وسياسية مجتمعية


أزمة

التقارير

المزورة

رؤية تحليلية وسياسية مجتمعية

هذه الدراسة بحلقاتها  الأربعة هي الباب الخامس من كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ..

صدر في غزة هاشم صيف 1992 ميلادية

المفكر الاسلامي الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

[ الحلقة الأولى   ]

المدخل الى القراءة

التوطئـــة

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } يوسف33

إن التعبير اليوم عن الأزمة هو الذي يدفعنا إلى البحث والقراءة في جوهر عمق الأزمة .. وأمام هذا الخضم من واقع التردي المذهبي والحزبي والتنظيمي نكتشف أن ضحايا الأزمة كواقع نفسي وسياسي وتاريخي  هو نابع في حقيقته من طيات حركة التخلف المجتمعي  ، ولحل في ضوء هذه الإشكاليات لا بد لنا أن نحدد جوهر هذه الإشكاليات ودوافعها وأسبابها .. وذلك من خلال  تشخيص  هذه الأزمة وقلم النكبة وأن حقيقة جوهر الانهيار الحادث : إنه التقرير المزور … وهو الذي يتقدم اليوم ومن جديد كشاهد الزور المكرس ..  وأحد أخطر شواهد الانحراف الأخلاقي ومعول الهدم في أيادي شرطة الدجال العالمية ومخابراتها في مملكة الزيف المكرسة .. وأمام مساحة المنحرفين لا بد أن يرتفع صوت الزيف مسجلا  ..   ومهما تعددت أشكال وصور الزيف وأساطين النكبة يبقى التقرير المزور هو عين الدجال الساهرة والمعبر عن قدرته العظيمة في تحطيم جدر العدل وبناء الثقة إلى أسوأ حالة من الانهيار.. الجميع اليوم وأمام مساحة الانهيار يقف ليسجل وسبابته تؤشر نحو الخصم .. وان مسجل التقرير المزور وهو شاهد الزور عبر كل مراحل التغيير وعمر الثورة يقف خادما لحكومة الشيطان الخفية المعلنة .. ونحن أمام عمق المساحة لا نقف لنسجل تاريخ وشخوص ضحايا الأزمة بل نقف عميقا لتحليل التقرير بصفته عنصر التحول في تشكيل الظاهرة حيث أصبح التقرير المزور وأمام واقع الزيف المكرس يعبر عن كلية حالة الجور والإضلال المكرس ، من هنا لا بد أن ندخل في عمق الظاهرة ولا بد لبيان محدداته من وعي التحليل النفسي وخلفيات التاريخ ومساحة السياسة كما قراءة أسباب الظاهرة ودوافعها النفسية والتاريخية والمجتمعية  ، وحتى نقف عند حدودها لابد من الدخول من بوابة المصارحة خدمة لوعي الأمة وقوفا عند ثقافة النور البديلة .. وعند حدود النور والوعي لا بد أن ينقشع حدود الظلام من قلب الحالة .. من هنا فإن قراءتنا الجديدة القديمة تقدم اليوم البعد الحقيقي ودوافع الحالة .. إنها ثورة القداسة البديلة هي وحدها القادرة على محو كلية الزيف ولغة المؤامرة عن تقريرنا إلى جو الصراحة كل الصراحة .. وهذه القراءة تتناول من جديد الأبعاد النفسية والمجتمعية والأمنية  في الحالة المرادة .. وحتى يكتمل مشروع البدر لا بد من المراجعة لشروط نهضتنا وقراءة الجوانب السلبية  في تقاريرنا ، وأن ثورتنا الحضارية لا يمكن أن تتحرر نحو النور بدون عوامل الإحاطة لكل جوانب حالة الانحطاط  .. وفي نظرنا وكما عبرنا قبيل خمسة عشر عاما وفي كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ..

أن التقرير المزور هو معول الهدم لثورتنا ومجتمعاتنا وهنا تكمن عمق الأزمة ..

والقراءة التي بين أيدينا هي بحق مخاض لتجربة سياسية ونضالية ومجتمعية لها وجودها واعتبارها التاريخي في الساحة الفلسطينية ..

وهذه التجربة هي ثمار الشخصية الوحدوية في الأمة وهي من الأمة الى كل الأمة .. بلا حدود .. وبلا حواجز حزبية ومذهبية

.. وهي لا تمثل بالمطلق أية وجهة طائفية أو حزبية.. ولكنها بالتمام تمثل الفكر المنحاز لكلية الجماهير ..

بقلمي

الشيخ محمد البيومي الهاشمي

فلسطين

14 أكتوبر 2009

المدخل وتعريف التقرير  :

التقرير هو مادة معلوماتية تقدم مكتوبة أو بالمشافهة ، أو بالاتصال الالكتروني المستحدث .. الهدف منها تقديم  الوصف الدقيق للحالة المقابلة بدون عواطف أو إسقاط للنزعة الذاتية أو الشخصية ، بهدف نقل الحالة الثورية إلى الحالتين الإيجابية أو السلبية ، وبالتالي فإن التقرير هو سيف ذو حدين ومادة مقدمة عن رغبة من جهة عليا لجهة أقل منها  . وغالبا ما يكون التقرير كتعبير عن حالة إدارية أو هيكلية يستلب فيها البعد الفردي للحالة الكلية أي نقل الحالة الفردية لقوة الضغط الجهوية .  ومن هنا فالتقرير يحمل مادة معلوماتية في كل الأحوال وقراءة أحوال التقرير الغائي ومركباته هو الذي يحدد طبيعته وأهدافه ولهذا فإن المؤسسات المحدودة والكلية تندفع بتسجيل التقارير وفقا لمخططات مؤسسية  المفترض أن تكون متجهة نحو البناء الحضاري ، وفي كل هذه الأحوال يكون التقرير مادة للبناء المؤسسي بغض النظر عن اتجاهاته السلبية والإيجابية  ، وعليه فالتقرير هو العمود الفقري للمنظومات المعلوماتية وهو التجسيد التصوري الشمولي عن حالة الأفراد وحالة التعبير التحليلي والنفسي عن الحالة المرادة وقراءة لحاله الميول الاتجاهية  . وسواء كانت على المستوى الأمني أو المؤسسي العلمي أو المجتمعي أوالمنظومات العالمية والدولية فهي التي تعتمد في سياق شبكاتها وأجهزتها على المعلوماتية على تجنيد جيوش من الأفراد وتمويلها وفق مخططات هذه المنظومات وأهدافها وميولها  ، ولهذا يجب تحديد القراءة في التقرير المسجل بأنه منذ البداية مادة للهدم أو مادة للبناء . وعلى هذا الوعي يفهم من التقرير الحضاري بأنه هو المنزوع من أي بواعث غير أخلاقية وهو الذي يستهدف بناء الحالة وفق رعاية ربانية وتدقيق نفسي فيه الخشية والحرص على مصالح الأمة . وحتى يكون التقرير ربانيا لابد أن يخضع في دوافعه ونتائجه لمرضاة الله وحدة . والهدف المحدد له هو إيجاد  صيغة بنائية بحيث لا يخضع للمجاملة أو الضغوط الذاتية المقابلة ، والتقرير الرباني هو كما ذكرنا المتجرد من جميع البواعث التي من شأنها حرف المسيرة الأخلاقية للأمة وخلق حالة انحراف في طبائعها الفطرية والإنسانية  والتوجه بها نحو الشذوذ المضاد ، وبالتالي يلزم لضمانه أن يكون التقرير الأمني المجتمعي أن يسجل التقرير بروح الورع والتقوى حتى يصل إلى درجة الكمال والشفافية .

وخلاصة القول فإن التقرير يعبر على الدوام عن حالة مقدمة ويكشف عن صياغة أبنيته ودوافعه وسيكولوجيته الذاتية ، وحتى تكون جميع هذه الاتجاهات منطلقة من الدوافع الإيجابية يلزم أن يكون التقرير ربانيا في أقواله وأوصافه امتثالا لقوله تعالى :

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } :   فصلت33

ومن هنا يقف التقرير بين كل هذه المنظومات الدافعة بين حدي الفكر الإنساني وفكر المؤامرة . وهو الذي يقدم حالة البناء من بين اتجاهات ثقافة المؤامرة والتراجع .. ولهذا اتجهت قراءتنا الأمنية والنفسية في دوافعها مراعاة الشرائط الإيمانية وتناول المقدس في مكوناتها وأن تكون جوانحها هي قوة الضبط الشرعية والأخلاقية ضمانة  منا لسيادة الثورة الأخلاقية في مجتمعاتنا ولذا وجب أن يكون مسجل التقرير واقفا بين حدي الفكر البنائي والتدميري .. [ فكر المؤامرة ]  لا ثالث لهما .

ولضمان أن يتكون الاتجاه بالتقرير نحو الطبيعة الإنسانية لزم وجود قراءة تحليلية ونفسية للتقرير البنائي وأن ظروفنا المحيطة بأشواك فكر المؤامرة الشيطانية وغياب الرحمة الإلهية في تقاريرنا اليومية يدفعنا نحو ضرورة هذه الصياغة التربوية .. سيما وأن هذا المبحث منذ الأساس ومنذ تسجيل مقدماته في الانتفاضة الأولى في قلب الأرض المقدسة .. كان يشكل خطوة نحو التربية الأمنية والثورة الأخلاقية  .. قدمها المؤلف من خلال تجربته القيادية الغنية في الانتفاضة الأولى في قلب فلسطين ومشروعها المقدس .. وأن هذا المبحث للأمانة العلمية هو جزئا من كتاب موسع أصدره المؤلف في يوميات الانتفاضة الأولي .. وهو الباب الخامس من  الكتاب المعنون طيه :

[ الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي ] [ بكسر الغين]  وحتى لا يكون التقرير مضللا ومتسربلا بثوب القدسية في مبرراته التمويهية لزم أن تغطي حالتنا روح التقوى الراسخة في أبنيتنا فهي الضمانة لدحض كل أشكال التسربل الديني المزيف وتغطية ثقافة المؤامرة بثوب القدسية أي إحلال المقدس لمركبات الزيف ، وهذه أخطر أشكال المؤامرة الشيطانية التي يقودها الدجال في زمن الفتنة .. ولهذا كان التقرير حاسما في تبيان الخيار الحف من فكي كماشة فكر الدجال وفكر الأزمة .. وهو بحق رؤية تحليلية موسعة لحالة الوعي السياسية وصورة لضرورة مراجعة أبجدياتنا وأوراقنا المبعثرة وسط الزحام الحزبي المعقد ، والذي في غالبه يرتكز على التكثيف من غطاء التبرير الديني والسياسي لحالة التراجع والإخفاق والأزمة ..

ولهذا فإن مسجل التقرير إما أن يكون تقيا رساليا في مراميه ودوافعه وإما أن يكون من رجال الدجال الماسونيين المغموسين في سياسات الحقد التلمودية ولا بد هنا أن ندرك  أنه ليس هناك حدود وفواصل بين هوية مسجل التقرير .. فإما أن يكون يهوديا [ الصهينة الفكرية العربية ]   ومتطبعا بالفكر والثقافة المعادية وإما أن يكون تقريره معاكسا للمخططات المعادية ،  وهذا ما يؤكد نظريتنا ودوافعنا منذ البداية ..

أنه وفي زمن السنين الخداعات التي نعيش بين دفتيها اليوم لزم أن نملك الرؤية القادرة على الثورة السياسية القادرة على البناء المجتمعي . وتحقيق التوجه الفطري والإنساني الرباني المعاش على مستوى عقولنا وثقافتنا ..   وان حالة ثورية أخلاقية تندفع بقوة في هذا الخضم هي السبيل والمخرج نحو الإعلاء من رؤيتنا التحريرية.. ورؤيتنا الانسانية .  وفي السياق قسمت هذه القراءة الهامة في مجموعة من المقدمات استهدف جمعها تحقيق المنهج الأمني التربوي في سياساتنا ومنظوماتنا .. ولهذا كان خطاب السلامة الأمنية هو التحقيق للمنهج الإلهي في المركب الإنساني بعيدا عن تفسيرات البشر والقراءات الفوضوية والحزبية الأنوية والتي كان خطاب السلامة الأمنية في سراديب المخابرات العربية ومكاتبها ، وهو كذلك الطوق الاستعبادي لثقافة الأمة التحررية ، بثقافة القيود وبطش القيود والسلاسل ، ألم نقرأ من علامات الساعة هو [ كثرة الشرط ] : [  كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها في الجنة وسائرهن في النار ؟ قلت : ومتى ذلك يا رسول الله ؟ قال : إذا كثرت الشرط وملكت الإماء وقعدت الجملأ [ الجملاء ] : ومنه حديث فضالة :

[ كيف أنتم إذا قعد الجملاء على المنابر يقضون بالهوى ويقتلون بالغضب ] .

الجملاء : الضخام الخلق . انتهى . ] (1)

إنهم من يمثلون حالة  الوجهاء الموكلين  لحماية منظومات التجزئة وحسابات المستكبرين .. إنها سلامة الوجهاء والأبوات الثوريين المفلسين سلفا !! والتي تدور في الفلك العربي النظامي  !! وهو النظام المعقد والذي يغلف كل مؤسساتنا وفكرنا تحت غطاء الثقافة التطبيعية .

_____________________________________________

(1) الهيثمي  : ( مجمع الزوائد   ) ،  الجزء : 7ص  323 الوفاة : 807 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه  سنة الطبع : 1408 – 1988 م  ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان  ملاحظات : طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة =  ا لكتاب : معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)   المؤلف : الشيخ علي الكوراني العاملي الجزء : 1ص 39الوفاة : معاصر   سنة الطبع : 1411   المطبعة : بهمن الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية – قم = الكتاب : المعجم الكبير  المؤلف : الطبراني  الجزء : 18ص 51 الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  تحقيق : تحقيق وتخريج : حمدي عبد المجيد السلفي   الناشر : دار إحياء التراث العربي  [ مأخوذ من هامش كتابنا :  ( بين يدي الساعة رؤية جديدة ) ، تحت الطبع .

الباب الأول

علاقة التقرير بفكر الغيبة

في كتابنا : الغيبة في المصلح الشرعي والسياسي : ذكرنا أن الغيبة هي نتاج لحالة المركب النفسي المبني على الكراهية والحسد وهي داء الأمم وقد أجملها النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم بقاعدة  [ ذكر أخاك بما يكره ] و [ الغيبة : اسم مصدر وهي ذكر المؤمن بما يؤذيه في ظهر الغيب مع وجود تلك العيب المستور فعلا . وإلا فهو البهتان . قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : هل تدرون ما الغيبة ؟ قال الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ، قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، فإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته . ] (2)

و [ الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه من عيوب يسترها ، ويسوءه ذكرها : فإن كان صدقا سمي غيبة . وإن كان كذبا سمي بهتانا . – بإجماع المسلمين : هي ذكرك أخاك بما يكره ( الغزالي ، وقد نقله النووي في الأذكار ] (3)

وتعريفات الغيبة تعبر عن ثقافة كلية منحرفة عن قواعد السلوك والضبط الأخلاقي ..

وهنا كان التقرير الكاذب والمزور هو الإفراز لكل أشكال الثقافات المنحرفة

[عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قيل يا رسول الله ما الغيبة فقال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ] .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2)  المصطلحات  المؤلف : إعداد مركز المعجم الفقهي  الوفاة : معاصر  المجموعة : مصطلحات ومفردات فقهية ص 1905

(3) أبو حبيب  ، الدكتور سعدي  : ( القاموس الفقهي  )  ، ص 280  ، الوفاة : معاصر ، المجموعة : مصطلحات ومفردات فقهية   الطبعة : الثانية  سنة الطبع : 1408 – 1988 م

الناشر : دار الفكر – دمشق – سوريا  ملاحظات : تصوير 1993 / طبع بطريقة الصف التصويري والأوفست في دار الفكر – دمشق – سوريا = ابن حنبل ، الإمام احمد :  ( مسند احمد  ) ،   الجزء : 2 ، ص 384 ،  الوفاة : 241 المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه، الناشر : دار صادر – بيروت – لبنان

.. وبسنده .. عن العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله سلم أنه قال : هل تدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته قال أبو عمر رواه جماعة عن العلاء

كما رواه شعبة سواء وهذا حديث يخرج في التفسير المسند في قول الله عز وجل :

( ولا يغتب بعضكم بعضا ) ] (4)

[ كما أن تعريف المصباح بقوله : اغتابه إذا ذكره بما يكرهه من العيوب وهو حق ، والاسم الغيبة ، يكون تعريفا بالأخص . وإن كان المراد من الموصول في التعريف الأوصاف المذمومة والأفعال القبيحة الصادرة من المقول فيه ، ويقربه التعريف المتقدم من المصباح خرج عن الغيبة ما لا يشك أحد كونه منها ، كذكر الغير بالأمور المحرمة التي ارتكبها عن رغبة وشهوة ، من غير أن يشمئز منها ومن ذكرها ، وعليه فلا يكون التعريف المذكور جامعا للأفراد . والتحقيق أن يقال : إنه لم يرد نص صحيح في تحديد مفهوم الغيبة ولا تعريف من أهل اللغة كي يكون جامعا للأفراد ومانعا للأغيار ، وعلى هذا فلا بد من أخذ المتيقن من مفهوم الغيبة وترتيب الحكم عليه ، وهو أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، وأما في المقدار الزائد فيرجع إلى الأصول العملية . ] (5)

_____________________________________________

(4) ابن عبد البر : ( لتمهيد  )  : الجزء : 23 ، ص 21 ، رقم    4912 ، الوفاة : 463 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري  ، سنة الطبع : 1387 المطبعة : المغرب – وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية  ، الناشر : وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية = الشامي  ،  الصالحي : (  سبل الهدى والرشاد ) ، الجزء : 9 ، ص 237،  الوفاة : 942،  المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة  : تحقيق : تحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الشيخ علي محمد معوض ، الطبعة : الأولى  ،  سنة الطبع : 1414 – 1993 م ،    الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت

(5) الخوئي ، السيد : ( مصباح الفقاهة  ) ،   الجزء : 1 ، ص 508  ، الوفاة : 1411، المجموعة : فقه الشيعة من القرن الثامن ،  الطبعة : الأولى المحققة ، المطبعة : العلمية – قم  ،  الناشر : مكتبة الداوري – قم

والتقرير المزور الكاذب هو في الختم التعريفي خلاصة أدوات الغيبة كحالة تضاد مع الثقافة الإنسانية وعن [ زيد بن علي ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : تحرم الجنة على ثلاثة على المنان ، وعلى المغتاب ، وعلى مدمن الخمر  ] .

و [عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه رفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : وهل يكب الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم . – وعن فضالة ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه

معصية لله وحرمة ماله كحرمة دمه . ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال  ] (6)

والتقرير المزور وعلاقاته بمركبات الغيبة هو الذي يحقق الرغبات الابليسية الملعونة والتي من شأنها تحطيم أواصر المركبات المجتمعية وأواصر المحبة من خلال قطع أبنية التراحم ومن هنا كان :

[ لأزمة التقارير السلبية في العمل الثوري أو البنائي تنطلق في حد ذاتها من أزمة الواقع ، وأزمة التركيبة القاعدية التي تدفع بالتقرير لأن يكون في حد ذاته أزمة !! ويخضع في دوافعه ومقرراته ومحتوياته لظاهرة الغيبة المحرمة شرعا .. فإذا كان تعريف الغيبة في المفهوم النبوي :

[ ذكرك أخاك بما يكره ] فيكون قد اشتمل على قراءة شمولية لدراسة  شرائح الحالة المجتمعية  ، وقراءة الدوافع لهذه الكراهية .. ومن هنا كان الوعي الإدراكي بدوافع الكراهية في التحليل النفسي هو الضرورة في بيان جوهر التقرير المزور والثقافة

______________________________________________

(6) الحر العاملي  :  ( وسائل الشيعة (الإسلامية)   ،   الجزء : 8  ،  رقم 11 ،ص 599 ،  رقم ( 16315 ) ، الوفاة : 1104 ، المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه  تحقيق : تحقيق وتصحيح وتذييل : الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ،  الطبعة : الخامسة ،  سنة الطبع : 1403 – 1983 م  ، الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان

الزائفة .. وهكذا فإن التقرير المزيف يشكل حالة من الغيبة المزمنة  ،  إذا كانت دوافعه غير بنائية ومنطلقة من اعتبارات شخصية وذاتية ، أي لا يستهدف التعبير عن جوهر الهدف الجمعي الاجتماعي أو السياسي ، وبالتالي يخضع إلى نتائج الكراهة في

الاعتبار الذاتي أو المقابل وتشكيل قاعدة :

[ ذكرك أخاك بما يكره ] : التصور العام للصياغة الشمولية للتقرير في أوصافه وألفاظه وتعبيراته سواء كانت الكراهة سياسية تنطلق من البغضاء والحسد :

[ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ] أو تعبير عن الواقع الفردي أو الجمعي الاجتماعي .. وبالإجمال فإن الدخول من بوابة الكراهة يفضي إلى نتائج غير محمودة ، كون الغيبة ظاهرة مدمرة لا تسهم إلا في تدمير الأبنية والجدر الثورية والوشائج المجتمعية ، وهكذا يشكل التقرير تعبير عن حالة الأزمة الواقعية والنفسية ويشكل حالة مرضية في العمل السياسي أو الاجتماعي ليصل في النهاية لإشكالية مجتمعية وظهور حالة فوضوية في البناء ذات الانسجام .. وقراءة ممعنة  وتحليلية لمئات وآلاف التقارير ـ الأزمة ـ تكشف عن واقع خطير في محتوى هذه الملفات من خلفيات

سياسية أو طائفية مذهبية أسهمت منذ قرون في تشكيل حالة الانفصام الذاتي بين القراءة الإنسانية البشرية من جهة والقراءة الغائية من جهة ،

وهي التي كانت تقف وراء هذه الأبنية الفاسدة في مجتمعاتنا .. ففشت المقررات والتقارير الفاسدة في تشخيص فكر الفتنة من خلال تحويله إلى واقع معاش ومجزئ واليوم يتم تجزيء المجزأ على خلفيات الفتن الطائفية والمنظومات الحزبية .. وعلامة فارزة من علائم الدجال في وعينا وثقافتنا ، أو هو ما يغطى اسمه  في تفاسيرنا الدينية ، فيما عرف بالإسرائيليات !! ومن هنا أصبحت التقارير الفردية في تشخيص حالات الانقسام والتجزئة تعبر عن حالة وتعبيرا مدمرا أسهم ولا زال يسهم في تقويض المحتويات البنائية ويفرغ الجوهر إلى حالة من التسطيح والثقافة الهامشية والقيادة الغافلة والغائبة عن أصول عقيدتنا وهويتنا . إنها بالمفهوم الحديث والمصطلح [ ثقافة شرطة الدجال المعاصرة ] !! يهتم بالنزعة والكم  ولا يهتم بالغاية الجمعية والمصالح العامة لحركة الخلق الإنسانية أو تقديم تشخيص واقعي أمين من شأنه توحيد الأمة والأفراد على ثقافة موحدة !!

وحتى لا يكون التقرير هو حالة للغيبة الشمولية لابد أن يكون ربانيا وأخلاقيا في أشكاله ودوافعه وبعيدا عن الظن والغيبة : قال تعالى :

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }  : يونس36

وهكذا نتجه إلى هدف واحد وهو أن يكون التقرير منهجيا تقيا  { إنما يتقبل الله من المتقين } ، وحتى يكون التقرير منهجيا ايجابيا لابد أن يتحرر من كل الدوافع والأشكال التي تخالف الحكم بغير ما أنزل الله تعالى :

{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } : النساء65

فالتسليم في القرار هو الامتثال في الدوافع السلوكية والنفسية لله تعالى وحده ، فإذا كانت النفس تندفع من القرار والاستقرار الرباني يكون تقريرها إيجابيا ومنهجيا ، فالتقرير المنهجي بهذه الحالة هو الذي يتجاوز الحالة الأزموية إلى الحالة البنائية الربانية فالقرار والتقرير هو من أخطر الظواهر البنائية وغياب القرار المنهجي الرباني هو الذي يدفع بانهيار الحالة البنائية الثورية .. ويغيّب الروح بشفافيتها عن عمق توصيف الحالة ..

التقرير في المنظور القرآني :

: التقرير القرآني هو الكلمة الربانية الخالصة في النفس والسلوك بهدف تصعيد النفس والحالة للمنظور القرآني ، وحينما تنحرف الكلمة ينحرف القرار وتسقط المعايير الثابتة ، وهوما يمكن فهمه من خلال الوصف القرآني : في قوله تعالى :

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } :   إبراهيم26

: والوصف الإجمالي للآية الكريمة يتحدد في غياب [ القرار] وغياب القرار هو غياب العمود الفقري والمركزي في الحالة  ، ويعني هذا تغييب المنهج في عمليات التحديد الاتجاهي للحالة فبداية الآيات الكريمة في قوله تعالى :

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24

وهي حالة قرآنية وصفية لمنطلقات التقرير أو الكلمة الطيبة ، وعندما يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : [ الكلمة الطيبة صدقة ] فهو ينسجم مع قوله تعالى { كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } أي التعبير الوصفي للكلمة هو تعبير عن الجوهر الذاتي للإنسان أو تعبير عن الحالة المقابلة، ومن هنا فالقرار هو [ الكلمة ] والكلمة هي أصل النور الخلقي المحمدي وهي المتوحدة في كل الأشكال الإنسانية

{ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } إبراهيم25

وهذا هو جوهر الكلمة الطيبة في المساقات الإنسانية حيث تصعد نحو العلى في  ثوب الطهر والقداسة وهذا هو مفهوم [ الصدقة ] في فلسفة المصطلح و الكلمة النورانية ..

[ الكلمة الطيبة صدقة ] والتعبير التسجيلي للكلمة هو تعبير عن الجوهر الذاتي للإنسان .. وفي المقابل الكلمة الخبيثة هي النقيض الأبدي للكلمة الطيبة  :

{ قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } المائدة100

، أي لا توازن ولا توازي بين المصطلحيين القرآنيين  ، والثناية القرآنية في مكل القرآن تحدد الأحادية الالهية في الفعل والخيار البشري .. وطغيان [ الخبث ] هو تأصيل لروح المفسدة ، وهي التي تدفع بزوال كل المعاني الإنسانية من أحوال الكلمة الطيبة ومركباتها الإنسانية . وإذا غاب المركب الإنساني من الكلمة الطيبة لم تجد سوى الحالة الخبيثة هي البديل .. وبالتالي يفقد الأمان من الحالة : أي يعني بغياب الشاهد الإيجابي [ التقرير ] غياب الاستقرار وهذا هو مفاد قوله تعالى :

{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } : إبراهيم26

وفي التفسير للكلمة الخبيثة يوازيها حتمية الاجتثاث وهو القطع من الجذور وهذا هو حال الكلمة الخبيثة المفسدة في التقرير المزور

{ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي أن القرار وديمومته غير محتوما في البقاء .. وغياب القرار وهو الامداد الالهي الرباني للحالة هو الذي يجتث الحالة ويجعلها حالة أزموية تقف عكس الحالة الربانية في السلوك أو الحالة التنفيذية للمقررات الربانية .. وفي كل الأحوال الكلمة الطيبة كما في التفسير هم آل البيت النبوي عليهم السلام وهم : الثقلين اللذان لا ينفصمان ..

[ كتاب الله وعترتي وأنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ] (7)

[.. عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن  ثم قال :

” كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ” ثم قال :

” الله مولاي وأنا ولى كل مؤمن ” ثم أخذ بيد على فقال : ” من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ” . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله

عليه وسلم ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه .

______________________________________________

(7) نفس المصدر السابق : ( سبل الهدى والرشاد  ) ، الجزء : ، 11ص336  :  الطبعة : الأولى  سنة الطبع : 1414 – 1993 م  المطبعة الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت –  لبنان = الحلبي : ( السيرة الحلبية  ) :   الجزء : 3  ص 336  الوفاة : 1044  المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة  سنة الطبع : 1400  المطبعة : بيروت – دار المعرفة  ،  الناشر : دار المعرفة =  القندوزي ، سيلمان : ( ينابيع المودة لذوي القربى )   : ، الجزء : 1 ،  ص 74  ، الوفاة : ،1294 المجموعة : مصادر سيرة النبي والأئمة تحقيق : سيد علي جمال أشرف الحسيني  الطبعة : الأولى  سنة الطبع : 1416   ، الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر

تفرد به النسائي من هذا الوجه . قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح .  ]    (8)

يسقط مشروعية الكلمة الطيبة فيكون التقرير الفعلي أو السلوكي للقرار سلبيا ، يقول ابن كثير رحمه الله :

ولزومية خط الثقلين هو ضمانة الخروج من الأزمة .

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :

{  مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً }: شهادة أن لا اله إلا الله { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } وهو المؤمن { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } يقول لا إله إلا الله في قلب المؤمن { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } أي يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء حيث نزلت من مستقرها الأزلي وهي النبوة .. وكون الآية انتهت بقوله تعالى :

{ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } فهو ربط الكلمة الطيبة بحالة القرار وغياب القرار

: [ هذا مثل الكافر لا أصل له ولا ثبات فشبها بشجر الحنظل ] (9)

وقوله :  [ اجتثت : هو من الاجتثاث وهو تعبير عن الاقتلاع من الجذور ،

(8) ابن كثير  : ( السيرة النبوية   ) ، الجزء : 4  ، ص 416 ،  الوفاة : 774  ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد  سنة الطبع : 1395 – 1976 م ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان = الطبراني  : ( المعجم الأوسط ) : الجزء : 4 ص 34  الوفاة : 360  المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام  : تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين  سنة الطبع : 1415 – 1995 م  الناشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع = النسائي  : ( السنن الكبرى ) :  الجزء : 5 ، ص 45 رقم 8148  ،   الوفاة : 303  المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام   ، تحقيق : دكتور عبد الغفار سليمان البنداري  :  وسيد كسروي حسن   الطبعة : الأولى ،  سنة الطبع : 1411 – 1991 م   الناشر : دار الكتب العلمية بيروت – لبنان

(9)  ابن كثير : (  تفسير ابن كثير )  : المجلد الثاني ،  ط دار المعرفة ،  بيروت ، ص 53 ،  تفسير : سورة إبراهيم ، الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع

أي الاستئصال للحالة القولية أو السلوكية من فوق الأرض ما لها من قرار وهو نداء الهي لاستئصال حالة الغيبة الشريرة المندفعة من الذوات السيئة ..

ومن هنا فإن قراءة أشكال فكر التقرير المزور والكاذب لا بد من تفهم  قراءة فكر الغيبة ، والتعمق في طياته بهدف مجانبته هو وحده الذي يصنع حالة ثورة داخلية في مواجهة كل أشكال الباطل وامتداداته من الأجهزة والمنظومات الباطلة وهنا لا تكون عملية الثورة ضد التقارير المزورة بقدر ما يكون ثورة ضد حملة هذا الفكر الزائف وفكر المتعاونين مع أعداء الأمة ..

وهذا التوجه هو الذي يجيء في سياقات مفهوم الاجتثاث في القرآن الكريم ..

فالثبات في سياق القرآن للمؤمنين :

{ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27

أي أن الحالة الإيمانية في الأمة هي المرشحة لخيار الثبات والإيمان ومناحي أيديولوجية المواجهة ، وأن حتمية الضلال هي التي تتمثل في  الأهواء وجماعات المنحرفين عن قضايا الأمة .. وهم  النائون عن قضايا الجماهير { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } ..  فالثبات إذا هو لأهل الحالة الثورية الحضارية وللذين يملكون القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .. ولمن يملكون القرار والتعبير عنه وفق مرضاة الله تعالى بعيدا عن أساليب الدجل السياسي أو التآمر التنظيمي السائد وبعيدا عن الكذب والميكافيلية في العلاقات القاعدية الجماهيرية ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة1

وما ينهى عن الكذب حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه :

[ قال النبي  صلى الله عليه وآله : تقبلوا إلي ست خصال أتقبل لكم الجنة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا ، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا ،

وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم وألسنتكم  . ] (10)

[ وعن ابن مسعود  رضي الله عنه  صلى الله عليه وآله وسلم   قال :

[ ألا إن شر الروايا روايا الكذب وإنه لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وإن الصادق يقال له صدق وبر وإن الكاذب يقال له كذب وفجر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليصدق فيكتب عند الله صديقا وإنه ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ألا هل تدرون ما العضة هي قال وقيل هي النميمة التي تفسد بين الناس ]  (11)

[ وقام علي ، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس ، أملكوا أنفسكم ، كفوا أيديكم وألسنتكم عن هؤلاء القوم ، فإنهم إخوانكم ، واصبروا على ما يأتيكم ، وإياكم أن تسبقونا ، فإن المخصوم غدا من خصم اليوم . ثم ارتحل وأقدم ودفع تعبيته التي قدم فيها ، حتى إذا أطل على القوم بعث إليهم حكيم بن سلامة ومالك بن حبيب : إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو ، فكفوا وأقرونا ننزل وننظر في هذا الأمر .  ] (12)

وقال الامام الصادق عليه السلام :

[ كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفوا عن الفضول وقبح القول  . ..

(10)  الطبرسي  ، علي  :  (مشكاة الأنوار  ) ، ص 302  الوفاة : ق 7  المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام تحقيق : مهدي هوشمند  الطبعة : الأولى  ، سنة الطبع : 1418 ، المطبعة : دار الحديث   الناشر : دار الحديث

(11) الطبراني  : ( المعجم الأوسط ) : الجزء : 8 ، 32 ،  ص  الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ،  سنة الطبع : 1415 – 1995 م ،  الناشر : دار

(12)  الضبي  ، سيف بن عمر : ( الفتنة ووقعة الجمل ) : ص 151 ، الوفاة : 200 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : أحمد راتب عرموش ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1391الناشر : دار النفائس – بيروت

وقال أمير المؤمنين  عليه السلام :

[ لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ، أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له ، والكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وما يزال أحدكم يكذب حتى يقال : كذب وفجر ، وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمى عند الله كذابا .  ] (13)

يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى :

في شرحه للآيات : ” ويضل الله الظالمين بظلمهم وشركهم ” والظلم يكثر استعماله في السياق القرآني لمعنى الشرك .. وبعدهم عن النور الهادي ،  واضطرابهم في تيه الظلمات والأوهام والخرافات وإتباعهم مناهج وشرائع من الهوى لا من اختيار الله .. يضلهم وفق سنته التي تنتهي بمن يظلم ويعمى عن النور ويخضع للهوى والتيه والشرود .. ” وفي شرحه ” مالها من قرار ” يقول رحمه الله ” يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بكلمة الإيمان المستقرة في الضمائر ، الثابتة في الفطرة المثمرة بالعمل الصالح المتجدد الباقي في الحياة .. ويثبتهم بكلمات القرآن وكلمات الرسول ويوعد للحق بالنصر في الدنيا والفوز بالآخرة .. وكلها كلمات ثابتة صادقة حقه , لا تختلف ولا تتفرق بها السبل ولا يمس أصحابها قلق ولا حيره ولا اضطراب .  (14)

ولهذا جعل الله  نهاية القرار السلبي نهاية غير محمودة بسبب تناقضه مع المنظور الشرعي وهذا يتضح في قوله تعالى في نفس السورة  :

{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ }  : إبراهيم29

(13) الريشهري  ، محمد : (  ميزان الحكمة  )   ، الجزء : 3 ، الوفاة : معاصر، ، تحقيق : دار الحديث ، الطبعة : الأولى  ، سنة الطبع ، المطبعة : دار الحديث   ، الناشر : دار الحديث

(14)  سيد قطب : ( في ظلال القرآن ) : تفسير سورة إبراهيم ج4/2098 ، 2099 = كتابنا : آل البيت في ظلال القرآن : شرح السورة ، ” تحت الطبع .

فالقرار أو التقرير الإلهي لكل أشكال المنحرفين هو جهنم والعياذ بالله .. ولهذا كان القرار الإلهي هو من نوع القرار الأرضي السلوكي للفرد أو الإنسان .. فالله تعالى حين يقرر يكون قراره وفق إمكانياته العليا التي تتجاوز الحالة الشرية الأزموية .. فالله تعالى حين يقول في سورة المؤمنين :

{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }المؤمنون13

والقرار المكين هو الاستقرار المؤيد بالرحمانية الإلهية والتي يكون فيها الإنسان في البداية والنهاية في قرار المعية الإلهية ، أي وفق قرار رباني جاد ومرتكز على منهجية ربانية عليا تؤكد على عمق القرار ذاته ..

و{ مكين } تعبير عن القوة ، وهو مطلب رباني بلزومية صحة القرار الآدمي والإنساني ومطابقته للواقعية القرآنية .. وهنا يلزم أن يكون التقرير والقرار الإنساني ذو منطلقات منهجية وربانية ..

وحتى يتصف التقرير الوصفي للحالة الإنسانية و يكون التعبير عنها [ منهجيا ] يجب أن يكون القرار ذاته متطابقا مع المنهجية والإرادة الربانية في غاياته وأهدافه حتى يثبت الحالة الأرضية القويمة :

{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } :  إبراهيم27

والقرار هنا في الآيات آلية دالة على حالة الاستقرار الأرضية المتوازية بالقرار الأرضي ولهذا يقول تعالى في سورة غافر :

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }غافر64

أي استقرار للحالة الوجودية في الأرض ، ولهذا فالقرار الوجودي هو قرار الهي ويلزم أن يكون الاستقرار نابعا من نفس الحالة الربانية وهذا يطابق قوله تعالى :

{ َلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }الأعراف24

ولهذا جعل الله المستقر الآدمي نابعا من ذات الحالة الربانية وقرارها وهذا يرتبط جدليا بالقدرة على استيعاب الشروط الربانية العليا في النفس لكي تكون مستقرة وذات قرار مكين وثوري عميق ..

وعندما يقول الله تعالى : { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } الأنعام67

أي أن الله جعل لكل قرار حقيقة مقابلة ولكل حالة قرار ، والنبأ هو الحالة التي تدفع الإنسان بالقرار الذي يؤدي إلى إيجاد فهم محدد قابل لتطوير الحالة بالاتجاه الثوري والإيجابي .. وهنا يلزم أن يكون منهجيا وربانيا ، والنبأ في القرآن هو الأمر الإلهي بظهور الخليفة المهدي المنتظر العادل عليه السلام .. وهو الموجه لحركة العباد لحالة القسط والعدل وهو النقيض لفكر الغيبة وفكر الظالمين .. وهنا نصل إلى أن ثورية القرار هو استجابته للإرادة العلية الضامنة لاستوائه الأرضي .. والذي يخضع في علمه وأسراره للإرادة والمعرفة الغيبية العليا … ولهذا قال الله تعالى :

{وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

وأخضع الله تعالى الاستجابة للقرار بقرار أرضي مقابل مرضاته التي تضمن دخول الجنة :

{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } الفرقان24

ولهذا كان استكشاف التقرير الآدمي في الأشياء والعلاقات الأرضية والتي هي وفق مرضاة الله تعالى هي التي تفرز حالة الاستقرار النفسي والمعرفي الذاتي في الإنسان وتجعله يعترف بعلاقاتها العلوية مع الله تعالى :

{  َلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل40

والآية تحدد الاعتراف الإنساني بالنعمة الربانية والتي تتجاوز حالة الشرك أو الانحراف في القرار.. وفي قصة سليمان النبي عليه السلام مع بلقيس وإصداره للقرار بإحضار مقر بلقيس ومقامها الكلي ما كان له أن يفعل ذلك الأمر بدون التقرير الرباني الإيجابي ، والذي جاء به الهدهد وهو مسير من روح الله تعالى وهذا يقتضي عوامل روحانية هامة وعقلانية عادلة لاستواء تحقيق الأمر الإلهي وهو المتجسد في القصة في قوله تعالى :

{ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *  قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل : 29 ـ 40

وهكذا يكشف القرآن الكريم عن منظومة روحية عقلانية في استكشاف العلاقة بين التقرير البنائي ، وهكذا كان الكتاب السليماني خبرا تقريريا كريما يشخص حالتها في ضوء المشروع الالهي الرباني الطارئ والجديد .. وهو القرار الرسالي الحضاري ، أي التقرير المتناغم مع حالة الاستقرار في الحالة البنائية أي لوكان التقرير فوضويا مزورا لكانت النتيجة من جنس المقدمات وختمه الحتمي يكون بالشكر على المقدمات والنتائج الإنسانية :

{ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }

وهو اعتراف بأن منهجية القرار ونتائجه خاضعة لله تعالى في غاياتها وأهدافها لقوة علوية مهيمنة على كليه الفعل الخلقي ، وما على الخلق سوى الخضوع الكامل لهذه الكلية الاقرارية والتقريرية ، { ويسلموا تسليما } أي لا بد من حالة الأمة والبشرية والخلقية من استمرارية فعل السجود تعبيرا عن كلية الشكر الالهي ، وبالشكر تدوم النعم ، ويحافظ على ديمومة الحالة باستقامة رفيعة ، وبقرار الهي ذو تقدير وتقرير قويم ، وإذا كان الفعل البشري من أساسه مبنيا على حالة الاقرار الالهي العلوي فليس أمام الخلق سوى تسجيل التقرير الشكري والثنائي اعترافا بفخر الفعل البشري السلوكي المتناغم  كليا مع النظم التشريعي والنبوي .. وهذا الوصف التحليلي القرآني يدفع بأن يكون القرار أو التقرير بنائيا وهادفا لاستقرار الحالة المنهجية على السلوك الإنساني والآدمي .. لا الانحراف بها نحو الأهداف الذاتية الخاضعة للهوى الذي يحرف الاستقرار عن الحالة :

{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43

والقرار هنا هو شهادة تقدم من الإنسان لله كغاية حتى ولو قدمت لمسئول أو موظف أو رئيس منظمة ثورية أو سلطان حاكم أو إلى جهاز ثوري أو تخطيطي فيلزم أن تكون أساسا خاضعة في قرارها لله رب العالمين وهو قوله تعالى :

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }البقرة84

يقول ابن كثير رحمه الله في التفسير:

[  أي لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرجه من منزله ولا يظاهر عليه ..

{ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } : أي أقررتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وأنتم تشهدون به ] (15)

_______________________________________

(15)   ابن كثير : ( تفسير القرآن العظيم ) ،  ج1/122  ، ” تفسير سورة البقرة  ” .

وهو خطاب لبني إسرائيل بهدف ترشيد حالة الاستقرار الإسرائيلية باتجاه الإيمان والاستجابة للإرادة الإلهية ــ فبالنظر للآيات في قوله تعالى :

{ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } هو دعوة مفتوحة لأن يكون هذا القرار أو التقرير المطلبي أو التنفيذي ليس غائيا أو ذاتيا ولكن ليعاد نتاجه إلى المنهجية التي قدم القرار أو التقرير المطلبي  من أجلها {  هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي }هو اعتراف  بالغاية التي اندفع ورائها التقرير أو القرار ــ وهو دعوة مفتوحة في نفس الوقت  لا أن يكون التقرير المطلبي  منهجيا أو ممنهجا خاضعا للإرادة الإلهية .. في النفس والنتائج ، وهذا ما يدفع القرار لأن يتجه نحو الحالة البنيوية الخالصة والتصعيد بالحالة إلى الترابط والاندماج والرقي ..  وبهذا يمكن وصف التقرير أو القرار في هكذا حالة بأنه تقريرا ربانيا في غاياته ونتائجه  .. وفي السياق نرى

الآيات القرآنية  الواردة والتي تتناول مسائل التقرير في القرآن الكريم كلها تجئ كدعوة للقواعد الأرضية المجاهدة في سبيل الله بأن تتوخي في أعمالها الثورية البنائية والحضارية الهدف الرباني الأسمى . والفاحص كذلك في هذه الآيات  يرى أن جميع هذه الآيات تربط بين حالة الاستقرار النفسي للحالة الفردية والجمعية  باتجاه تأكيد المنهج وفي قوله تعالى في سورة الأحزاب على سبيل المثال نرى في قوله تعالى :

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

هي دعوة كلية لتأكيد الحالة التطهيرية ونبذ وسائط التخلف  والأرجاس وأشكال الرجعية من خلال سلامة وصحة القرار البيتي أي ديمومة الاستقرار من خلال إغلاق بوابات الغيبة والإفك وهو الذي يجر على الحالة بوابات الهدم .. ولهذا كما في قراءتنا يشكل التقرير المزور بوابة للمؤامرة الشيطانية في الحالة ، من هنا لزم مجانبة الجاهلية وفكرها وثقافتها والتي تشكيل الوسيط المدمر لكل أشكال الحالة البنائية  ومقاطعة الجاهلية ووسائطها التقريرية هي من أهم  الأسس الإسلامية القاعدية  اللازمة لإنجاح المشروعات البنائية في الحالة الثورية الحضارية .. وبثبات

الكمال الروحاني في الحالة كانت الحالة مدفوعة نحو الكمال الرباني في الحالة وبالتالي يكون الدفع والنتاج ربانيا وهو كما الحالة المريمية   عليها السلام

في قوله تعالى :

{ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً } مريم26

أي ضمانه الموقف الروحي من خلال إثبات كينونة القرار والتقرير هنا يكون بالتسليم والتوكل الرباني الخالص .. أي وصول الحالة نحو القرار المكين وهذا المقام الرائع المحتوم لا يمكن أن يكون بديمومته إلا بإغلاق الوسائل وهو الصوم عن الكلام الفاحش والسياسة الدنيوية الهابطة وعندما يصل الصوم عن الكلام إلى مستوى النذر فيكون صماما في الحالة بقسم العهد والاشتراط على الذات وهذا مقام الكمال في الحالة  والاندفاع بوسائط المنظومات الرجسة والمدنسة هو إلي يدفع بالحالة نحو الخسران المبين وهذا كله من جراء ذراع الإفك الممدودة

وهو ما عرفناه في كتابنا : الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي :

” بالشهادات المزورة ” وهذه الشهادات الباطلة هي المكرسة بالوسائط التقارير الزائفة والتي أصبحت سمة جماعاتنا وتنظيماتنا وكلية المشروع الشيطاني الهابط !!

وفي قوله تعالى :

{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }:  القصص13

وهو تمام الوعد الحق في بلاغ الرسالة والقيمومة في الأمة والآيات فيها التجلي ومقاصد الكمال في الحالة ..  ولولا القرار وشهادة الحق في القديسة مريم بنت عمران عليها السلام لما كان رشد الحالة واستخدام الشهادة والتقرير عن الطفل  النبي في دفع الكمال نحو حالة الصعود .. وهو دعوة قرآنية مفتوحة لأن يكون التقرير الإنساني الواصف للحالة الإنسانية الحادثة واقعيا وصادقا ومجللا بالاستجابة للدعوة والترشيد الرباني القادر على انجاز الحالة في البناء الواقعي والحضاري .. وإذا كان القرآن هو المرتكز الحضاري لحالة البناء فإن الضرورة تحتم علينا اليوم أن نكون مؤهلين لهذه الاستجابة لهذه الحقيقة القرآنية بحيث تكون قيمنا ومعاييرنا مستندة في ثورتها البنائية لهذه الحقيقة القرآنية  والروحية الأزلية الواعدة ..

ثانيا : التقارير المزورة والشهادات :

وفي كتابنا  الصادر  : ظاهرة تصفية العملاء التاريخ وجذور الأزمة :

قدمنا تصورا موسعا لبيان حالة التبين والتجسس وعلاقة التقرير الزائف في حالة الانحراف المجتمعي ولهذا كانت الشهادات المزيفة كما ذكرنا هي شكل عميق لظواهرنا والانحرافية والتي يعتبر التقرير الكاذب هو جزء من هذه العملية الهابطة :

{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً }: البقرة38 ..

قلنا اهبطوا بالدوافع والغرائز المشينة والبديلة عن كل معاني المقدس الإنساني .. والمجتمعات المحيطة بنا اليوم يكتنفها السوء في زمن الإساءة .. والتراجع في زمن الهزيمة وفي أزمان اجتياح التغريب على فكرنا ومذاهبنا وهيمان حكام أعرب صهيون بتلابيب صهيون ذاته تقف التقارير المزورة عنوانا على كل المحطات لترشد عن حالة الطغيان والهبوط العربي في الحالة اليهودية ويكون التطبيع هو المحدد لخلفيات حالة الزيف والتقرير المزيف هو روشيته الهزيمة وصكوك البيع أي باختصار يكون التقرير المزور هو شهادة كل التنازلات وحبر التقرير هو مكاييج لسوء الحالة .. وعلى هذا الوعي يمكن قراءة التقرير المزيف وشهادة الزور بأنه تذكرة المرور نحو النهاية !! وبقراءة التقرير وهو شهادة زور بكليته هو المقدم عن الحالة الفردية أو الجمعية يقدم باستمرار لجهة عليا مسئولة بهدف تقييم معين أو إرشاد نحو بيان حالة مطلوب فيها البيان .. إذ لا يمكن أن يقدم التقرير بدون عملية الطلب والاستجابة من هذه الحالة المطلبية والجهازية وهو أشبه بالشرط وجواب الشرط : فمقدم التقرير الزائف هو من أساس التفسير إنسان غائي وخائن لا يبحث إلا عن نزعة الملذات الدنيوية والتشفي الناجم عن حالات الإحباط والتعويض   .

وفي قرائتنا نكتشف أن مجموع مقدموا التقارير الكاذبة هم جماعات المستخدمين والمستكتبن العبيد  ، والذي تم إسقاطهم بواسطة العدو في الرذيلة والهبوط من أذرع الباطل في مجتمعاتنا وهم في الأساس ضحايا التخلف  المجتمعي .. لهذا كان الحكم الشرعي على شهادة الزور أو التقرير ـ الزور ـ يوجب على صاحبه اللعنة الأبدية في الدنيا والآخرة لأنة يسهم في تكريس جدار الخيانة المجتمعية وحالات الهبوط والخسران المجتمعي   ..  (16)

ولذا كان التقرير المزيف هو من أسوأ الشواهد المحرمة وهو ما يلزم القيادة الرشيدة الصالحة في مجتمعاتنا الثورية أن تنظر بعين الخطورة وهي تشجع اليوم في أجهزتها وتنظيماتها على كتابة التقارير المدنسة ولا يكاد يخلوا شارع أو وزقاق من أداة لشرطة النظام مهمته متابعة الجماهير وتسجيل التقارير عنهم  وتسليمها لشرار الخلق والتحوت من الناس في زمان الدنس  والسنين الخداعات .. وهكذا يقدم التقرير الاستخباري الممر شهادة عين حاقدة لفكر النبي الكذاب ، وأداة إلحاقية بالمعسكر ــ الصهيو أعرابي ــ وهذا هو توصيف الزمان الذي يسبق الدجال والكارثة  وهي التي تسبق  ظهور الدجال الملعون .. ولهذا يجب النظر بالريبة والشك في هوية هؤلاء الخونة والمتعاونين مع سلطات

___________________________________________

(16)  البيومي ، الشيخ محمد حسني : (  الغيبة في المفهوم الشرعي والسياسي )  : نفس الطبعة ،  ص 184 ” باب الحسد والثورة “

الجور وأدوات العدو المزروعة بين أظهرنا وجنباتنا وهو ما يدفعنا مجددا وفي كل عنوان

يطرح فيه هذا الموضوع النظر بالريبة في موضوعات الشهادات وأشكالها وإيجاد كافة السبل للتعرف على صحتها تجنبا لحالة الإجهاض أو المسخ أو التزييف في هويتنا الحضارية والأخلاقية والحالة التغييرية سواء كان ذلك بواسطة أجهزة الرصد والمتابعة أو إلحاق التقارير المكتوبة بالمراكز العقائدية الصالحة المتخصصة ..

ويلزم على أي جهة تسلم لها الشهادات بقصد فحصها أن تكون في أعلى درجات الورع والتقوى ولا يميزها النفاق القيادي ولا إيجاد التبريرات له !! وهنا يحذر من تسليم التقارير أو الشهادات للأجهزة الأمنية حتى لا يأخذ التعامل بين القواعد التغييرية الشكل الاستخباري الذي يقلق مضاجع الصفوف ويورث الأزمات ويدفع بالتقارير أن تأخذ الطابع المخابراتي للقيادة التغييرية ويدعم من أزمة التقارير المزورة ولا يعمل على اجتثاثها أو استئصالها ..

ولهذا يلزم دراسة الشهادات وإيجاد نوع قضائي لمحاسبة أعمال الدس والمكائد والتخريب  وإبعاد أصحابها عن مراكز القرار  بسبب افتقادهم للنزعة الإيمانية ، وهي الحالة التكوينية  التي يغيب معها الورع والتقوى ..

ونتواصل في الحلقة البقية تحليلنا وآفاقنا المجتمعية لقراءة الظاهرة ..

. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

الحلقة الثامنــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الثامنــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

75 ــ المؤامرة الماشيحانية على العراق  الخلفيات والصراع المفتوح

العراق في أساطير التوراة المحرفة  :

1ــ جاء في سفر أشعياء ما قدمه الهرمجدونيين ذريعة للاجتياح الهرمجدوني البوشوي للعراق :  [ للرب سيف مشبع بالدم ، مطلي بالشحم بدم حملان وتيوس وبشحم كلى كباش ، لأن للرب ذبيحة في بصرة ، ومذبحة في آدوم  ] [ التفسير التطبيقي : المصدر: السابق : أشعياء: 34 : 6 ـ7 صفحة 1424 ] وفي نظرنا أن هذه النصوص لا تتعلق بالهرمجدون لكنها إخباريات الأنبياء عليهم السلام عن الصراع المحتوم بين جيش الغضب الإلهي بقيادة المهدي الموعود عليه السلام  والجيوش الفاشية البوشوية التي يدشنها نيابة عن ماشيحانية الدجال الكذاب وقواه في أميركا وإسرائيل ، وأمام أساطير الماشيحانيين وتحريفات الكتب السماوية يمكن تبرير كل الأشياء !!  [240]

76 ــ نبوءة عن دمار بابل :

جاء في هذا النص أيضا ما تم تأويله من أنصار المسيحية الصهيونية ، أنها نصوص تخدم مخططات اليهود ليعكسوا معاني النصوص ووجهتها ، بأنها خطاب الرب لليهود بدمار العراق !!، والأصل كما بينا أن جمله النصوص التي ساقها الأنبياء عليهم السلام وبقيت بعيدة عن يد التحريف تقف بين اتجاهين : إما التوعد لليهود بدمارهم في حرب النهاية وإما شهادة وهذا ما غلب على شهادة الأنبياء عليهم السلام بحق خليفة الله ظهور المهدي  عليه السلام وأن هذه النصوص تفيد تصوير الحرب المقدسة بين المهدي عليه السلام  و إسرائيل وكل قوى الغربيين في حرب النهاية منها ما جاء في سفر أشعياء :

77 ــ أشعياء : 13 / 2 ــ 9 :

[ يوم الرب بات وشيكا قادما من عند الرب محملا بالدمار ، لذلك ترتخي كل يد ويذوب قلب كل إنسان ] [ هاهو يوم الرب آت مفعما بالقسوة والسخط والغضب العنيف ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها الخطاة ، فإن نجوم السماء وكواكبها لا تشرق نورها والشمس تظلم عند بزوغها والقمر لا يشع بضوئه * وأعاقب العالم على شره والمنافقين على آثامهم ** الخ النص ] [أشعياء : 13 / 2 ــ 9 التفسير التطبيقي : نفس المصدر ص 1398 ] يبدو من النص آمال عظيمة للتحول الإسلامي ومشروع الإسلام العظيم حو حتمي في مواجهته الباطل والنص يتحدث عن إمارات الساعة بشكل واضح مثل الظلمة وكسوف الشمس والقمر وهذا لا يكون حسب مصادرنا وحسب ما جاء في التوراة والإنجيل هي وعد محتوم من العلي لجنوده الإلهيين ، وقد جاء في سفر أشعياء نفسه : [واستدعيت جبابرتي المفتخرين بعظمتي لينفذوا عقاب غضبي ] [ أشعياء : 13/4 ] وهل إسرائيل وبوش وهم خير من يمثلون الماشياح الدجال يشكلون الصفوة والفخار؟؟ ويلاحظ في معظم الكتابات تجيير هذا النص وغيره لحساب المفسدين في أميركا وإسرائيل وربهم الوثني يهوه!!

78 ــ أشعياء : 9- 16 :

13: 17- 22 : وفي هذا الفصل أيضا يكشف عن دور جنود المهدي وأنصاره في العراق وصراعهم مع القوى الغربية وجنود أميركا وقوي اليهود والغربيين  [ ها أنا أُثير عليهم الماديين ـ جنود المهدي الصالحون ـ الذين لا يكترثون للفضة ولا يُسرّون بالذهب [ فتمزق] قسيّهم الفتيان  ـ وباقي النص محرف وهو [ ولا يرحمون الأولاد أو الرضع ] [. إن وقت عقابها بات وشيكا ، وأيامها لن تطول ]  وهذا المقطع يفيد قدرة الجنود المتقين الذين لا يكترثون للذهب والمال وهم بالتأكيد على تناقض مع قوى النهب الغربي والصهيوني لصوص البترول العراقي ودعاة التفجيرات في المساجد ، فوصف الصالحين لا يكون كما في النص المحرم يحرمون الأطفال من الحليب !! والذي فعل هذه المؤامرات هي أميركا التي قتلت ما يعدل مليونين من أطفال المسلمين في العراق بدعوى التفتيش على السلاح النووي العراقي المزعوم !!. وهذه أنماط القوي الماشيحانية المسيطرة على العراق وتدمر المدن والمساجد رغبة في إبادة شعبها بهدف تفريغها وهم يعتمدون على نصوص فاشية محرفة على لسان السيد أشعياء والأنبياء عليهم السلام !! [ التفسير التطبيق : نفس المصدر ص1398 ] ونصوص سفر أشعياء على سبيل المثال مليئة بالتحريف وتصوير اليهود والقوى الماشيحانية بأنهم قد الرب للانتقام من المسلمين [ أشعياء : 14 : 1 ــ 6 ] وفي مبحثنا لسفر أشعياء فندنا جميع الدعاوى والمقلوبة . والتي لا يشتم منها سوى روح المؤامرة على العراق والأمة .

79 ــ أشعياء : 14 / 29 ـ 32

وفيه التوصيف لحدوث الحرب الوشيكة بين جيش الغضب الإلهي بقيادة خليفة الله المهدي وإسرائيل  يقول :

النص محذرا اليهود [ لاتفرحي يأكل فلسطين ،لأن القضيب الذي ضربك قد انكسر ، فإن من أصل من تلك الأفعى يخرج أفعوان ، وذريته تكون ثعبان ساما طيارا . أما أبكار البائسين فيرعون ، والمساكين يربضون آمنين . لكنني أهلك أصلك بالمجاعة وأقضي على بقيتك … ذوبي خوفا يا فلسطين قاطبة أن جيشا مدربا قد زحف نحوك من الشمال .. ] وفي وجهتنا القضيب الذي ضرب فلسطين هم اليهود و اليهود أشر خلق الله وأشدهم عداوة لله وأنبيائه وصالحيه في الأرض أوشك أن ينكسر بتباشير الفرح . والنص فيه البيان الواضح أن الجيش القادم هو جيش الفاتحين نحو تحرير القدس من الشمال بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام قادم عبر بوابة فاطمة عليها السلام  ، يقض على أوكار الثعابين في إسرائيل .. فإذا كان هذا في فلسطين فالأولى أن يكون المهدي عليه السلام قد فتح العراق متجها نحو دمشق ثم نحو عاصمته الأبدية القدس المقدسة.. وأما حيات إسرائيل فتسحق من صواريخ المهدي وجيوشه عليه السلام من قاب طهران ودمشق والعراق.. ورغم وضوح النصوص في الأسفار إلا أن الماشيحانيون الموسيديت الجدد يرون التاريخ بعين الدجال المقلوبة !! ويرون بوابة بابل نزهه !! وهم يحملون مئات النعوش ورايات الهزائم دلاله على نهاية قوى الغرب وصعود فجر الإسلام بالمهدي الموعود وجنوده وآل محمد الطاهرين عليهم السلام . [ كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية = كتابنا : تفسيرات في سفر أشعياء : تحت الطبع ] .

80 ــ دمار إسرائيل ودمشق سواء :

والمتأمل في سفر أشعياء :الإصحاح 17 يجد الحقائق واضحة تبطل دعاوى الماشيحانيين الذين يسرقون النصوص ويفصلونها على مقاسات البوشويين الناهبين وهرمجدون الزائفة ..

[ نبؤة بشأن دمشق : ” أنظروا ها دمشق تنقرض من بين المدن ونصبح كومة أنقاض . تهجر مدن عروعير ، ـ شرقي البحر الميت وتصبح مراعي للقطعان ـ قوات الجيوش الزاحفة من الشرق للقدس ـ تربض فيها ولا أحد يخيفها ، تزول المدينة المحصنة من أفرايم ـ وهي وسط وقلب إسرائيل المحتلة ـ  والملك من دمشق, وتصبح بقية آرام مماثلة لمجد أبناء إسرائيل الزائل ، هذا ما يقوله الرب القدير .. في ذلك اليوم يخبو مسجد يعقوب يخبو ـ ينهار ـ مجد يعقوب ، وتذوب سمانه بدنه ، فتصبح جرداء كحقل جمع الحصادون زرعه..]

[ أشعياء : 17 : 1 ـ 7 التفسير التطبيقي ص 1402 ] والنص من خطاب سفر أشعياء يؤكد على انهيار إسرائيل المحتوم .. والسؤال كيف يفسر الماشيحانيون التاريخ بالهرمجدون ؟ ألم يسأل هؤلاء المهووسين بالدماء أمثال تاجر الأناجيل جيري فالويل  وغودمان وبيلي جرام وبات روبرسون وأين تكون الهرمجدون ومجدون وهو يؤجج الواقع المسيحي ويزج به لساحات الموت من أجلا شركات 2 بوش !! ثم تكون النهاية المقبرة :

[ ها إن الرب يخرب أرض يهوذا ويقفرها ويقلب وجهها ويشتت سكانها . وما يقع على الشعب يقع على الكاهن أيضا .. ويحل الخراب بالأرض وتنهب نهبا ، لأن الرب قد تكلم بهذا القضاء . وتنوح الأرض وتذوي ، وتضني المسكونة وتذبل ويحزن عظماؤها . ـ وهو سقوط مدنسي التاريخ  الناهبين البوشويين وأدواتهم الملعونة من قائمة التاريخ وسقوط أيديولوجية الزيف الهرمجدونية ولهذا كان عقاب الرب وذراعه القوية وهو المهدي الموعود عليه السلام مبيد إسرائيل.. والنصوص التوراتية تؤكد ذلك للأمم والتاريخ وتكشف أيديولوجية الدجالين الذين يسعرون الصراع لنهايتهم [ تدنست الأرض تحت سكانها  ، لأنهم تعدو على الشريعة ، ونقضوا الفرائض ونكثوا العهد الأبدي ، لذلك التهمت اللعنة الأرض وعوقب أهلها ـ إسرائيل ـ بإثمهم فأحترق سكان الأرض ـ يهوذا ـ ولم يبق منهم سوى قلة .. وباقي النص فيه التوضيح .. ] [ أشعياء : 24: 5 ــ 14 المصدر السابق ص 1411] وهذه النصوص الصحيحة والتي لم تمسها يد التحريف تؤكد أن هرمجدون بوش في العراق لن تكون سوى وهم وسراب ونعوش مؤلفة ومقابر جماعية لأعوان بوش من جيوش الغربيين والمعركة كما في القرآن و الأسفار باتت وشيكة ولن يبقى من جيوش اليهود كما أشرنا في سفر عاموس النبي عليه السلام سوى  الثلث وتوصيف التوراة تؤكد نهايتهم الوشيكة !! وفي بابل تكون أول النهاية بمجد يصنعه ممجدو الرب القدير وهم يزحفون من مكة وخراسان وقلب الشام يحملون الرايات السوداء.. تزحف لهم الملايين ..إنها بشارة النبي الأعظم r : [ ستطلع عليكم رايات سوداء من خراسان ، فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله تعالى المهدي ] : رواه : الديلمي عن ثوبان : كنز العمال رقم 38679 ] . وفي كوفة العراق تكون للمهدي عليه السلام كما في مصادرنا عاصمة ودارا [ يقول أشعياء عليه السلام : [ ها أيام تأتي ينقل إلى بابل كل ما في قصرك مما ادخره أسلافك ولا يبقى منها شيئا .. [ أشعياء : 39 : 5 ــ 8 ص 1432 ] ولهذا يحاول اليهود البوشويين تدمير وإبادة مسلمي العراق وإسقاط تاريخها الإسلامي وتكبيلها بشبكات المؤامرة الشيطانية الماسونية ..  ولبيان هوية إسرائيل وعصيانها ونهاية وجهتها وتحت عنوان [ إسرائيل شعب عاص ] .. يقول أشعياء عليه السلام عن الرب القدير : [ قد أعلنت ذاتي لمن لم يسألوا عني ، ووجدني من لم يطلبني ، وقلت : هاأنذا لأمة لم تدع باسمي . بسطت يديّ الى شعب متمرد يسلك في طريق غير صالح ، تابعين أهوائهم ، شعب يثابر على إغاظتي في وجهي ، إذ يقرب ذبائح لأصنامه في الحدائق ويحرق بخورا فوق مذابح الآجر، يجلس بين المقابر ويبيت الليل في أماكن سريّة ، ويأكل لحم الخنزير وفي أوانيه مرق لحوم  نجسة . ويقول أحدهم : لا تقترب مني لئلا تدنسني، أني أقدس منك . ـ فيثيرون غضبي ـ [ أشعياء :65 : 1 ـ 6 المصدر السابق ص 1467 ] وهذا هو حال إسرائيل النجسة نجست الأرض كلها بزناها وفسادها  وإفسادها يزيفون نصوص الكتاب ويرقصون على الجراح حول قدس الرب وتخدع ذاتها بأنها شعب الرب !! وها هم يسبقون نحو نهايتهم في العراق بمخابراتهم يقتلون ويفجرون ويجدون لاه دمى وخدم من جيوش لاهثة جاءت تحطم ذاتها في مطامع النهب الإمبريالي.. إنها عقيدة العجل الذهبي وماشياح الزيف والذهب  !! ونصوص الأنبياء عليهم السلام تشهد بالحق والحقيقة .. وفي قرقيسياء عمق العراق تكون النهاية لكل الزاحفين الكفرة اللاهثين وراء مجد زائف ..

81 ــ المؤامرة مستمرة والهرمجدون ساقطة :

ان إسرائيل تحاول عبر الدعم الماشيحاني وجماعات اللوبي الصهيومسيحية وترسانتها العسكرية تدمير المنطقة الإسلامية عبر اختراقها للحكومات التطبيعية والأقليات المتقاطعة مع الغطاء الأمريكي الناهب ، تتجه نحو إشعال الفتنة الدموية في لبنان وفلسطين تحديدا وتقويض العراق عبر خطط الهرمجدوني برا يمر الطائفية وهاهي النصوص المحرفة من حاخامات السبي تتأجج حقدا على الأمة والمسلمين في العراق تحديدا ليجد منها بوش ومرتزقته التدبيرين من رواد الفكر الماشيحاني غطاء لجرائمه في إبادة الملايين من مسلمي العراق يقتلون الأطفال بالملايين بمنع الحليب وبقايا القنابل الكيماوية والجرثومية .. ويستبيحون بإسم المسيح المنظر كل أشكال الإبادة والجريمة المنظمة ، ليس طمعا في الماشياح لا الماشياح طامع بهم ولكن مخططات النهب التي يتمحور على مائدتها المرتشي فالويل وجماعته من منظرين الألفية والاهرمجدون يقفون اليوم على مائدة الشيطان يفهمون منه الدرس بتدمير العالم .. والأمة اليوم ليس أمامها خيار أمام هذه الزحوف الشيطانية من جيوش الغربيين إلا أن تحدد خياراتها أن تكون مع الحق والمهدي القادم  عليه السلام أو أن تكون مع الشيطان الأكبر الأرضي أميركا الماشيحانية .. وقبيل انكشاف سر الوهم ولا تنفع التوبة والندم على جنود الحق والمتقين أن يلحقوا بخنادق الحق ..

82 ــ نبوءة عن سقوط بابل من سفر الرؤيا ليوحنا

وهاهم اليهود المحطمون في أغلال السبي قد خلقوا لذاتهم منهجا عدواني ويحلمون بتحطيم بابل الجديدة بغطاء أزمات التاريخ الماضي !! فلا ينام حاخاماتهم إلا وهم يتمنون زوال بابل بسبب السبي البابلي لهم في زمن نبوخذ نصر .. والنص التالي فيه خطاب البشارة لنبي الله ارمياء عليه السلام بأن ينتقم الله من ظلمته اليهود الاذ1ين عذبوه وأن يجعل الله تعالى من بابل دار خلافة عدل .. فأتخذها أمير المؤمنين علي بن أبي طال ب عليه السلام عاصمة وسيجعلها الله تعالى للمهدي عاصمة للعدل قبيل نقل المهدي عليه السلام  عاصمته الأبدية في القدس وخطاب الرب تعالى لأرمياء عليه السلام هو وعده لكل الأنبياء عليهم السلام بظهور الحجة والنبي الخاتم وذريته في الأرض . يمكنه الله من أعداءه اليهود والمشركين فيخرجهم من بلاد الحرمين والعراق وبلاد الخليج على سنة جده محمد r

[ قُولُ أُورُشَلِيمُ. 36لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ، وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ، وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا، وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا. 37وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلاَ سَاكِنٍ. 38يُزَمْجِرُونَ مَعًا كَأَشْبَال. يَزْأَرُونَ كَجِرَاءِ أُسُودٍ. 39عِنْدَ حَرَارَتِهِمْ أُعِدُّ لَهُمْ شَرَابًا وَأُسْكِرُهُمْ، لِكَيْْ يَفْرَحُوا وَيَنَامُوا نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. 40أُنَزِّلُهُمْ كَخِرَافٍ لِلذَّبْحِ وَكَكِبَاشٍ مَعَ أَعْتِدَةٍ.] [ ارميا : 51 :36 ــ 40 ]

وهاهم المحمديون يحولون  جنود الظالمين خرافا على قوارع بغداد .. وتسقط بابل في يد المهدي وجنوده الإلهيين ، يسقطون شرعية كل المحتلين والغزاة  : بيل كلينتون وريجان 2 بوش .

[47لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِ بَابِلَ، فَتَخْزَى كُلُّ أَرْضِهَا وَتَسْقُطُ كُلُّ قَتْلاَهَا فِي وَسْطِهَا. 48فَتَهْتِفُ عَلَى بَابِلَ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا، لأَنَّ النَّاهِبِينَ يَأْتُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشِّمَالِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 49كَمَا أَسْقَطَتْ بَابِلُ قَتْلَى إِسْرَائِيلَ، تَسْقُطُ أَيْضًا قَتْلَى بَابِلَ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 50أَيُّهَا النَّاجُونَ مِنَ السَّيْفِ اذْهَبُوا. لاَ تَقِفُوا. اذْكُرُوا الرَّبَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَلْتَخْطُرْ أُورُشَلِيمُ بِبَالِكُمْ. 51قَدْ خَزِينَا لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا عَارًا. غَطَّى الْخَجَلُ وُجُوهَنَا لأَنَّ الْغُرَبَاءَ قَدْ دَخَلُوا مَقَادِسَ بَيْتِ الرَّبِّ. 52لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِهَا، وَيَتَنَهَّدُ الْجَرْحَى فِي كُلِّ أَرْضِهَا. 53فَلَوْ صَعِدَتْ بَابِلُ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَلَوْ حَصَّنَتْ عَلْيَاءَ عِزِّهَا، فَمِنْ عِنْدِي يَأْتِي عَلَيْهَا النَّاهِبُونَ، يَقُولُ الرَّبُّ. ] وهو حال اليهود الغزاة ومخابراتهم الذين جاؤا لإحداث المجازر والحروب الأهلية في العراق .. وفي سفر يوحنا مشاهد الصراع والإمداد الإلهي لجيوش المسلمين بقيادة المهدي   عليه السلام .. فهي تسقط في يد جيوش المسيح الكذاب [1ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ. 2وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ، 3لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا». [ الرؤيا :1 ـ4 ]

وشياطين الأرض هم الغزاة الماشيحانيون حملة أيديولوجية الوثنية وعبادة الشيطان والدم .. ويواصل ارمياء عليه السلام :  وصيته المقبلة في البشارة المقبلة للمسلمين بأن يتجنبوا الفتنة والارتباط بجيوش الكفار الغزاة للعراق والذين دنسوا الأرض وواصلوا ذبح الإنسان وفتحوا للنازي بوش ودكتشني سجونا رهيبة  لسحق العراقيين بغطاء المقاومة تارة والإرهاب تارة  أخرى.. !! يحذرهم : [اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. 5لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ آثَامَهَا. 6جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا. 7بِقَدْرِ مَا مَجَّدَتْ نَفْسَهَا وَتَنَعَّمَتْ، بِقَدْرِ ذلِكَ أَعْطُوهَا عَذَابًا وَحُزْنًا. لأَنَّهَا تَقُولُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا جَالِسَةٌ مَلِكَةً، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَرَى حَزَنًا. 8مِنْ أَجْلِ ذلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَتَأْتِي ضَرَبَاتُهَا: مَوْتٌ وَحُزْنٌ وَجُوعٌ، وَتَحْتَرِقُ بِالنَّارِ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ الَّذِي يَدِينُهَا قَوِيٌّ. ]  [ الرؤيا : 18 :  4ــ8 ]  ويبكي عليها الغرب وشركاته الاحتكارية ممن نهبوها وأكلوها وتركوها عظما !! يبكون على الدولار الماشيحاني بعد دمار أميركا بابل العظمي قريبا ..

[وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ ، الَّذِينَ زَنَوْا وَتَنَعَّمُوا مَعَهَا ، حِينَمَا يَنْظُرُونَ دُخَانَ حَرِيقِهَا ، 10وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ لأَجْلِ خَوْفِ عَذَابِهَا، قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ بَابِلُ! الْمَدِينَةُ الْقَوِيَّةُ! لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ. 11وَيَبْكِي تُجَّارُ الأَرْضِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهَا، لأَنَّ بَضَائِعَهُمْ لاَ يَشْتَرِيهَا أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ، 12بَضَائِعَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَجَرِ الْكَرِيمِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْبَزِّ وَالأُرْجُوانِ وَالْحَرِيرِ وَالْقِرْمِزِ] [ الرؤيا : 18 : 9ــ 13 ]

وها هو بوش الأحمق يتصدع بنيانه ويقدم فشله لحكومته !! فهذه إمارات الساعة ومشاهد زمن النهاية حيث يبرز تلاميذ الدجال كزبد البحر ثم يخبون بلا حسرة ولا أسف على حكوماتهم الملعونة . وفي قراتنا لسفر الرؤيا  رأينا أنه يتحدث عن ظهور مرتقب للسيد المهدي عليه السلام في الأرض متجها بالأمم نحو العدل والقسط  يقول يوحنا اللاهوتي كاتب السفر :

[11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ:«مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ  ] [ الرؤيا : 19 : 11 ــ 16 ]

والمشهد هنا يكتمل في تجسيد واستيضاح كفتي الصراع  ، ورؤيا يوحنا تؤكد الظهور المحتوم للمهدي عليه السلام ، فهو كما سجلناه في كتابنا المهدي عليه السلام ينزل وشيكا من السماء لمواجهة الكافرين وكل الظالمين ينزل على فرس أبيض وهي خيول الملائكة  يجلس عليه روح الله وخليفته المعظم في طلعة وبهاء جده المصطفى صلوات ربنا وسلامه عليه وآله الطاهرين يحمل سماته وعلى كتفة ختم النبوة واسمه كجده الأمين الصادق وهو الأمين العادل المقسط الصادق في عهده ينزل السيد المسيح بن مريم عليه السلام ويصلي خلفه ويحمل بالعدل لواءه ويخلفه في أمة جده r ويقتل الوحش الدجال في زمنه وبإمرته  والأجناد النازلون من السماء ملائكة الرحمن له غوثا ، سيفه ماض في أعداءه .. يدخل العراق فيطهرها ويبيد كل كافر فيها ويجتث اليهود والأمريكان وجبريل وميكائيل عليهما السلام بين ساقتيه .. [ كتابنا : المهدي : النزول ،الخروج ، تحرير القدس ] وبعد دخوله القدس فاتحا مكبرا يكون النصر على ساقتية وتكون البركة وإحياء الأرض  .. ويقتل اليهود في القدس قتلا لم يقتلهم  أحدا قبله … يؤيد ذلك سفر الرؤيا :

[19وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. 20فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. 21وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ. ] [ الرؤيا : 19 : 19ــ21 ] وهكذا يبدوا التصوير متفقا تماما مع ما جاء في مصادرنا الإسلامية بما يؤكد أن النص لم تصله يد التحريف من وجهة استخدامه المقلوب حيث ينتحل الدجال كعادته من عمق التاريخ سمات المسيخ وعندما يجئ المخلص وهو المهدي عليهما السلام يذبحون على موائد زيفهم الملعونة ..  والوحش الكذاب الذي يحاربه كما في النص هو المسيخ الدجال الكذاب حتى تشبع الطيور من لحوم كل المفسدين والجبارين الطغاة أمثال بوش وأداته بلير وعملاء الماسونية الزرقاء في حكومة بونابرت اليهودية الجديدة في فرنسا .. وهكذا تنتهي مساحة الشر في القدس ويطهرها الله بسليل رسولنا الأعظم r .. ويبقى بعد الدجال ويأجوج ملفا أسود واحدا وهو ذبح إبليس الرجيم على يد نبينا المقدسة..  فيخلص ربنا الواحد الأحد بيد جليله وحبيبه كل آثار للخبيث في دوله العدل ويكون هو المفسد الذي تقوم قيامة آل محمد المطهرين يفرحون فرحة لم يفرحوا قبلها إلا فرحتهم تحت عرش الرحمن الرحيم .. ولازالت المعركة حتى مجئ يوم الفرحة مستمرة .. وأن : [خطورة هذا الأفعوان المرعب ، تتمثل في ما يحمله في أحشائه من سموم مُميتة ، كان أسلافهم قد تجرّعوها من قبل ، ووصفوا تأثيرها المؤلم على امتداد التوراة الشاسع ، فشغلت حيّزا كبيرا من فكرهم ووجدانهم ، فمجرّد التفكير بتكرار ذلك المصير المرعب ، الذي حلّ بأسلافهم ، من جرّاء تلك الأفعى التي أنجبت هذا الأفعوان ، يُصيبهم بحالة من الذعر والهلع ، لذلك كان وسيكون لهم ، محاولات عديدة للتخلّص من خطر هذا الأفعوان على وجودهم :

– المُحاولة الأولى : هي الحرب الإيرانية العراقية ، لأصابته بالشلل وقد أُصيب ، فتسنّى لهم ضرب مفاعله النووي ، واجتياح بيروت ، وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان .

– المُحاولة الثانية : هي الحرب الأمريكية العراقية ، لتغيير رأس هذا الأفعوان ، وزرع رأس جديد له ، وتقطيع أوصاله وتفريق شملها ، وتوزيع دمه على جميع القبائل التي اجتمعت عليه ، ولم يُكتب لها النجاح .

– المُحاولة الثالثة : هي الحصار الأممي ولجان التفتيش ، لنزع الأنياب التي تنفث السمّ ، بتدمير أسلحة الدمار الشامل ، وحرمانه من امتلاك أسلحة جديدة ، فاقتلعوا الأنياب واستخرجوا السمّ ، ولكن الأنياب نبتت من جديد ، والسم يتجدّد ولا ينقطع .

– المُحاولة الرابعة : هي الحرب الأمريكية الشاملة ، مع احتمالية توجيه ضربات نووية محدودة إن أمكن ، لقطع الرأس والأوصال معا ، حيث لم يعُد هناك أهمية لتوزيع دمه على القبائل . وستصبح احتمالية الضربات النووية قائمة وحتمية فور امتلاك أمريكا ، للدرع المُضاد للصواريخ المُحمّلة بالرؤوس النووية ، وهذه الحرب قائمة بلا أدنى شك ، إن لم يقع ما لم يكن في حُسبان أمريكا وإسرائيل ، فهم يُخطّطون لها ويستعجلونها ، ويطلبون من الرئيس الأمريكي ، تهيئة الشعب الأمريكي لتقبّلها ، وسيعملون جهدهم لإشعالها في أقرب فرصة ممكنة ، ظنا من الذين لا يعقلون ولا يفقهون ، بأنهم قادرين على منع رب العزة من إنجاز وعده فيهم ، بإبادة العراقيين وتقسيم العراق وإسقاط قيادته .

ونختم هذا الفصل بنص من المزمور 137 من سفر المزامير ، الذي يترنم به اليهود والنصارى في صلواتهم : يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يُجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يُمسك صغارك ويلقي بهم إلى الصخر

(241)

83 ــ بيريز ومخطط الشرق الأوسط الجديد :

هذا ويعتبر كتاب شمعون بيريز رئيس الوزراء الصهيوني الخزري من أخطر التصورات اليهودية الماشيحانية التى عمل اليهود من خلالها في عهده لإنفاذ سياسته الخارجية ورسم تصوراته التي حملها شارون وجعله في حزب كاديما اليميني  !! متجهين عبر بوابة بوش والصهيونية المسيحية وعملاء الموساد في مجلس الأمن القومي الأمريكي وما لعبة الماشيحاني نتنياهو مع المومسة اليهودية ودور جيري فالويل في القضية سوى صورة لأيديولوجية بيريز الخزرية الوثنية ! بربط الملف الفلسطيني بالسياسة الماشيحانية الصهيونية .. وعبر ما عرف بالحكم الذاتي هرعت الحكومات المشبوهة لكرسي الاعتراف بإسرائيل والصهيونية وإلغاء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية !! لتصبح ورقة ماشيحانية فاقدة للأصول النضالية والتاريخية وظيفتها حفظ الأمن اليهودي قبل الأمن الفلسطيني ،

ــ 84 إستراتيجية جديدة تضمن أمن إسرائيل”.‏

[تدعو الدراسة إلى التخلي عن اتفاق أوسلو بسبب عجز السلطة الفلسطينية عن تنفيذ تعهداتها، وتطالب باحترام حقوق اليهود في دولة “إسرائيل” الكبرى اليهودية واعتبار هذا الشرط ملزماً في أي اتفاق. وتشير الدراسة إلى أهمية ربط المصالح الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة بالإستراتيجية الأمريكية الشاملة.‏

استغلت إسرائيل فكرة المصالح المترابطة بينها وبين الولايات المتحدة وأكد شارون للرئيس بوش أن الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة هو نفسه الذي يضرب إسرائيل منذ عدة عقود، مما ولّد انسجاماً وتوافقاً وتبنياً أمريكياً لمخططات وممارسات ومواقف حكومة إسرائيل الليكودية.‏

وزعم يهود الولايات المتحدة أن كراهية العرب لإسرائيل نابعة من أحقاد دينية (إسلامية) وتاريخية متوارثة وأن الثقافة العربية -الإسلامية والمناهج الدراسية هي المسئولة عن الكراهية ودعوات التحريض على قتل اليهود والأمريكيين.‏

إن المشروع هو في الأساس تخطيط صهيوني طرحه شمعون بيرس بعد توقيع اتفاق أوسلو في كتابه:‏

[  نظام الشرق الأوسط الجديد ]  ، لإقامة [ إسرائيل العظمى ]  الاقتصادية وفرضها بإرهابها وعنصريتها واستعمارها وأطماعها وأكاذيبها .‏ إن المرء يستغرب حديث الولايات المتحدة في المشروع عن الحرية والديمقراطية، وهي التي عملت وتعمل على وأد حرية الشعوب في كل مكان، وهي أكثر دولة في تاريخ البشرية مارست الحروب والإبادة الجماعية واستخدام القنابل الذرية والذخائر المحشوة باليورانيوم المستنفذ. ويتعارض المشروع مع التاريخ والجغرافيا ومبادئ القانون الدولي ويخالف طبيعة المنطقة وهويتها.‏

يقوم المشروع على أنه رؤية لمستقبل المنطقة وبرنامج عمل تسعى الإدارة الأمريكية لتطبيقه بمساعدة الدول الصناعية الثماني وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.‏ وبالتالي جاء المشروع بتخطيط وضغوط خارجية، وبعبارات مضللة تكيل الوعود الكاذبة للمنطقة بالحرية والديمقراطية والمعرفة والتنمية. وبنفس الوقت يقفز المشرع الأمريكي عن جذور الحرب والمشاكل والمجازر والتخلف والاحتلال الذي سببته إسرائيل والدعم الأمريكي لها.‏

فالحروب الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة هي من الأسباب الرئيسية للتخلف وعرقلة التنمية والتطور.‏

ويقفز المشروع عن الصراع العربي -الصهيوني والمصائب والكوارث والويلات والتخلف الذي سببته إسرائيل ويلغي الأبعاد التاريخية وخصوصية تجارب كل بلد والمستوى الثقافي والاجتماعي، الذي وصل إليه ويعمل على تحطيم منظومة القيم والأخلاق والمفاهيم التي تكرست خلال آلاف السنين.‏ وينطلق من محاولة تغيير العقل والإرادة والروح والقيم والأخلاق من الخارج، مما يظهر بجلاء وقاحة ووحشية الإمبريالية الأمريكية المعروفة بأكاذيبها وبعدم صدقيتها وعدم توفر النوايا الحسنة لديها تجاه العرب والمسلمين .‏ } (242)

85  ـــ منتدى دافوس ومشروع الشرق الأوسط الكبير‏:

بتاريخ 15 أيار 2004 وعلى مدار ثلاثة أيام وللمرة الثانية خلال أقل من عام انعقد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن، وشارك فيه حوالي 1200 شخصية من 51 دولة، بينهم ستة رؤساء دول و40 وزيراً وحوالي 500 من رجال الأعمال.‏

انعقد المنتدى تحت عنوان [شراكة من أجل التغيير والسلام والتنمية ] وركز على الإصلاح في البلدان العربية والصراع العربي ـ الصهيوني والوضع في العراق.‏

ويعتبر منتدى دافوس أحد الأدوات الأساسية للامبريالية الأمريكية وأحد أذرع المخابرات المركزية لتعميم العولمة وتعزيز الهيمنة الأمريكية وفرض التطبيع بين العرب وإسرائيل.‏

انعقد مؤتمر دافوس الأول في البحر الميت مباشرة بعد احتلال العراق لترسيخ الاحتلال وتخليد الوجود العسكري الأمريكي فيه لسلب ثرواته وتغيير هويته العربية ـ الإسلامية، وتصفية أفضل المشاريع الاقتصادية في بعض البلدان العربية لصالح الشركات المتعددة الجنسيات، وتصفية الاقتصاد الوطني وربطه بالتبعية للاقتصاد الأمريكي. ويخدم عقده في البحر الميت، وفي ظل تصعيد العدو الإسرائيلي للاجتياحات والإبادة والاغتيالات والتدمير في قطاع غزة والضفة الغربية تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وخطوة عملية لتنفيذ أهم الأفكار الواردة في مشروع الشرق الأوسط الكبير. فأدرجت قضايا سياسية هامة على جدول الأعمال في المؤتمر ومنها فلسطين والعراق والإصلاح لذر الرماد في العيون وتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير بالاستقواء ببعض الأطراف العربية والاتحاد الأوروبي.‏ (243)

وقد استطاعت القوى الماشيحانية الإمبريالية من تنفيذ سياساتها الشيطانية في تجزئة المنطقه وتجزئة المجزئ كما عبر الدكتور محمد السماك في  لقاءه مع فضائية الجزيرة وفضح المخطط الماشيحاني وأيديولوجية المسيح الصهيوني ، هذا وان سياسة بوش وأزلامه الأوروبيين في فلسطين ولبنا والعراق على وجه التحديد لتؤكد أبعاد مشروع الشرق الأوسط الجديد ورسمه وتزيينه الشيطاني في العقل العربي  من خلال تطبيع الإعلام العربي ليكون الحاقية للإعلام الصهيو أمريكي  وتم تعميم أميركا المجرمة عبر وزيرة خارجيتها كوندريزا رايس لوزراء الخارجية العرب ورؤساء الأجهزة الأمنية العربية وتحديدا في فلسطين ولبنان والعراق بعدم إصدارات لتغطية الإنتفاضه وأعمال المقاومة الإسلامية وعدم نشر مقاطع الشهيد محمد الدرة  ومقطع الفتاة الفلسطينية هدى بعد استشهاد والدها على بحر غزة ؟؟ وكذلك ربط الحكومة اللبنانية والفلسطينية بالسياسة الأمريكية ومخطط الشرق أوسط الجديد ، وبالتالي كشفت الجامعة العربية عن ساقيها وعملت عبر مؤتمرات القمة العربية ، للترويج والتسويق للمبادرات السعودية وجعلها كقاعدة للتطبيع الشامل في المنطقة وهو من شأنه إنجاح مخططات سوريا الكبرى الأنجلو أمريكية عبر اجتاح إسرائيل مرة ثانية الى لبنان بدعوة حكومية لبنانية !! وفي المقابل تزحف قوات بوش والتحالف نحو دمشق وترتيب أوراقها للتطبيع بالقوة والبدائل الأمريكية جاهزة في لبنان ودمشق .. وهكذا يتم حصار الأيديولوجية الثورية الإيرانية في المنطقة بعد حصارها عبر محاور عديدة [ باكستان مشرف ـ وأفغانستان كرزاي ــ وتركيا الكمالية وتأكيد خنقها عبر محاولات حثيثة ويائسة في العراق .. وبهذا يكتمل مشروع 2 جورج في المنطقة وهو المبني كما في مبحثنا على الخلفيات البروتستانتية التوراتية المحرفة !! ومحور الشر المرسوم على قاعدة تحطيم القوى الثورية العالمية بهرمجدونية بوش الداعية لنهب الأمم عبر القوة العسكرية والإرهاب النووي . وإشعال أميركا وعملائها المنطقة بالفتن الطائفية في لبنان والعراق ولبنان وتحديدا فتنة الشيعة المفتعلة والمخططة منذ نصف قرن ، وفي ضوء ذلك صعد عملاء أميركا عبر البوابة السعودية من خلق بديل لمجموعات سنية طائفية تغذيها بالفكر الطائفي والعدواني برز ذلك بوضوح في العراق ولبنان ومحاولة دعم بند ر السعودي !! لمجموعات عسكرية تعرضت لذكرها الجزيرة القطرية .. ويحاول الخط السعودي في فلسطين من ترويج الفكر التكفيري ووضعه في سياقات الحرب مع التنظيمات الفلسطينية تاره وإثارة حرب وهمية على منابر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هي الحرب على الشيعة علما حسب معرفتي ليس في فلسطين شيعي واحد اللهم هو النقاء الثوري الإسلامي الطاهر عند قطاعات أغلب الشعب الفلسطيني الداعم بلا حدود لحزب الله والشيخ حسن نصر الله أعزه الله ..ان شر البلية في المؤامرة الأمريكية أن تجد لها أبواق جديدة ولا ينسى في سياق حديثنا عن الشرق أوسط الجديد ما طلبته الخارجية الإسرائيلية من وزيرة الخارجية الهرمجدونية والمعادية للإسلام كوندريزارايس بضرورة العمل الدءوب لوجود تنظيمات سنية مسلحة وغير مسلحة لمواجهة ما يسمى بالإسلام الشيعي عقب الدمار التي أحدثتها صواريخ الشيخ السيد حسن نصر الله .. وبالفعل تم توكيل النظام السعودي بهذا المخطط وحسب ماكتبته جميع الصحف والفضائيات اتصلت السعودية بحركة حماس والجهاد الإسلامي وعرضت السعودية على حركة حماس أضعاف ما تتسلمه من إيران وكان الرفض من حماس لهذا التوظيف مع الاحتفاظ للسيد مشعل بعلاقات عربية .. مع الحكومة السعودية قد  جعل الحكومة السعودية الوفية لأميركا لا تقطع العلاقة  فاستغلت الحرب والفتنة الداخلية في فلسطين والتي  هي حسب تحليلنا لا نراها بعيدة عن الحكومات العربية التي تشعل الفتن الداخلية ليكون لها دورا في قلب فلسطين بما يقطع على المقاومة طريقها .. والجدير بالذكر ما قدمته الحكومة السعودية من رشوة لفتح وحماس  [ 2 مليون دولار]  وكان سر الدعوى كما يعلم كل ذي بصيرة وأدنى وعي في التحليل السياسي أن المال الممنوح هو لصرف الجماعات الفلسطينية عن إيران وحزب الله وبالطبع يبقى هاجس التشيع لآل البيت النبوي عليهم السلام يكفيه فتوى للذبح والتفجير وقد هددت شخصيا مئات المرات بحرق منزلي وتفجيره لوجهاتي الفكرية الناقدة .. نؤكد أن المخطط الهرمجدوني البوشوي يحتاج لتصفيات من عشرات الأحرار في فلسطين ووضعهم على قوائم المطلوبين لتمرير تجربة أميركا في العراق في قلب فلسطين .. ومن يقوم على انفاذهذه المؤامرة في فلسطين ولبنان تحديدا هو خائن لله والإسلام والتاريخ .. وهذا المخطط الطائفي الخطير لازال له جذوره [ اتهمت فتح حركة حماس بأنهم شيعة في مهرجان ضخم !! وبحواري معهم لماذا هذا الترويج المسّيس ؟ كانت الإجابة : نحن نعلم أنهم ليسوا شيعة لكنهم حاربوا الجهاد واتهموهم بالتشيع ونحن نحاربهم بالمثل !! ألا يبدوا بكل الصور التحليلية أن الساحة الفلسطينية تتجه نحو الغرس الطائفي المقيت ورسم السياسة الشيطانية الدموية والتي لازالت مكرسة ومشهرة سيفها .. وهل الدم الفلسطيني المرابط هو الثمن لأدوات كوندريزا رايس المخابراتية في العواصم العربية !! وهل سيمتد الغطاء التكفيري المحموم للحروب الأهلية لقد أصدر مؤلف هذا المبحث عشرات الفتاوى عبر بيانات الجهاد الإسلامي  في الانتفاضة الأولي ولا زلت :  [ بكفر من يرفع السلاح على المسلمين  ،والسلاح الإسلامي والوطني له وجهه واحدة يعرفها الإستشهاديون وكل الأحرار في وطننا الإسلامي .. وأي توجيه معاكس لا يصب إلا في مصلحة أميركا وإسرائيل والإتجاه الهرمجدوني التي يروج له عملاء أميركا !!

86 ــ المفهوم الجغرافي السياسي : الشرق الأوسط الكبير
[ ولنبدأ بفهم دلالة المصطلح الجغرافي السياسي الذي يؤطر إستراتيجية الأعداء قبل تحديد الموقف منه : الشرق الأوسط الكبير. أليس هو الاسم المناسب لخطة العدو من حيث بحثه عن كيفية التصدي لمنطقة أدرك أنها بصدد العودة إلى وحدتها الأصلية بعد حصول حدثين كبيرين جعلا هذا المفهوم يكون أفضل طريقة لإخفاء الغاية الأساسية أعني درء الخطر الإسلامي الداهم في نظرهم الاستراتيجي لتعارضه مع منزلتهم العالمية التي من شرطها الاستحواذ على منابع الطاقة والممرات بدليل التلازم بينه وبين توسيع الحلف الأطلسي على كل تخومه؟ ألا يمكن  أن نجعل هذا المفهوم أداة درء خطر الأعداء ورد كيدهم إلى نحرهم إذا أدركنا مبدأ هذه الوحدة الأصلية التي يسعى العدو للحيلولة دونها والتحقق فأحيينا شروط فاعليته وتوسلناه لنجعل من الشرق الأوسط الكبير شرقا أوسط أكبر كما نبين في هذه المحاولة نقلا إياه من التصور الجغرافي السياسي العسكري الذي يحصره فيه العدو إلى التصور الحضاري الروحي الباعث للكونية التي تستند إليها حضارتنا ؟ … قال المفكر والمؤلف الأميركي مايكل كولينز بايبر إن الحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها على العراق ضمن مخطط إقامة إسرائيل الكبرى وإن اللوبي الإسرائيلي في الإدارة الأميركية هو المحرك لشنها. وقال في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة في أبو ظبي الثلاثاء إنه في حالة شن حرب على العراق فسوف تقوم إسرائيل بترحيل الفلسطينيين وإن هذه الخطة تتصل بحلم إسرائيل الكبرى, الأمر الذي تعمل الإدارة الأميركية على تشجيعه والترويج له .
وكان بايبر قد أثار جدلا عندما صدر كتابه (الحكم الأخير.. الحلقة المفقودة في مؤامرة اغتيال كينيدي) والذي اتهم فيه الموساد بتدبير الاغتيال قائلا إن كينيدي كان في صراع مع الزعيم الإسرائيلي ديفيد بن غور يون لما وصفه بايبر باعتزام إسرائيل حينذاك صنع أسلحة نووية حتى أن بن غور يون اعتبر وجود إسرائيل في خطر بسبب سياسات الرئيس الأميركي .
وقال بايبر في محاضرته إن اللوبي الإسرائيلي هو المحرك الرئيسي وراء اندفاع الإدارة الأميركية للحرب يساعده في ذلك الحضور اليهودي القوي في الإعلام الأميركي, مضيفا أن رابطة مناهضة التشهير (بناي بريس) اليهودية في الولايات المتحدة تقيم علاقات وثيقة مع الموساد وتجمع معلومات لصالحه.
وقال المفكر الأميركي “إنها تعمل كوكالة عدائية جدا للعلاقات العامة نيابة عن إسرائيل وضد كل من ينتقدها.. الإعلام الأميركي يتهافت على نشر أي شيء تؤكده الرابطة دون سؤال”, مشيرا إلى أنها وراء الحملة الشرسة التي شنتها كبرى وسائل الإعلام الأميركية ضد العالم العربي وبشكل خاص المملكة العربية السعودية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول. (244)

87 ــ فشل بوش في العراق سقوط للرؤية الهرمجدونية ؟ :

إننا نري في هذه القراءة الموجزة أن فشل الرئيس بوش في حملته الصليبية على العراق والمنطقة لا يعني بحال حدوث انقلاب وتراجع في السياسة الدموية الأمريكية في العالم ،وذلك لكون المؤسسة الأمريكية قد جبلت منذ اليوم الأول على المجاز وحروب الإبادة وبمراجعة الذاكرة التاريخية الدموية الأمريكية المعاصرة قد استلمت جرائمها من دروس الهنود الحمر [ويقول جننجز في ‘اجتياح أمريكاإن السلطات الاستعمارية رصدت مكافأة لمن يقتل هنديا ويأتي برأسه، ثم اكتفت بسلخ فروة الرأس إلا في بعض المناسبات التي تريد فيها التأكد من هوية الضحية. ولعل أقدم مكافأة انجليزية علي ‘فروة الرأس’، بدلا من كامل الجمجمة تعود إلي عام .1694 في 12 أيلول/سبتمبر من ذلك العام رصدت المحكمة العامة في مستعمرة ماساشوستس مكافآت مختلفة لكل من يأتي بفروة رأس هندي مهما كان عمره أو جنسه. وتختلف هذه المكافآت بحسب مقام الصياد: خمسون جنيها للمستوطن العادي، وعشرون جنيها لرجل الميليشيا، وعشرة جنيهات للجندي. ولم تمض عشرون سنة حتي رصدت كل المستعمرات الانجليزية جوائز مماثلة. ثم تغيرت ‘التعرفة’ في عام 1704 .. ويقول شاهد آخر هو الجندي آشبري بيرد أن ‘عدد الضحايا يتراوح بين 400 و 500، وأنهم جميعا تعرضوا لسلخ فروات رؤوسهم. (245) وهذا يشير الى تأصيل في العقل الأمريكي نحو الجريمة حتى لوتغير الرئيس الأمريكي ولا يمكن بحال أن يتعلق المستقبل الأمريكي كمؤسسة دموية برئيس أمريكي محدد ، وأن شطبه من كرسي الرئاسة لا يعطي شهادة طلاق بينه وبين علاقة المؤسسة الأمريكية والعقيدة الماشيحانية والتي أصبحت سمة وطقوس من طقوس الحياة العامة في الواقع الأمريكي  الذي يستلهم بركته من المسيخ الكذاب !! وحينما تجد شرائح غير قليلة من الأمريكيين تعطي القاتل جورج بوش صفة الولي الصالح والمستلهم روحيته من السماء و أن الماشياح يكلمه ويعطيه الأوامر بتدمير العالم  !! فلا يستبعد أن يفرز هذا الواقع المنهجي المليوني من هو أكثر إجراما من جورج بوش ، لاسيما والمؤسسة الأمريكية وبوليسها الأمني وجهاز الأمن القومي يحتوي على ترسانة من رجال الموساد المحسوبين على عقيدة بوش الماشيحانية  وهم الذين يخططون له بغزو وتدمير العراق ،  فالتدبيرين الموسيديت وحينما يصلون بالوعي الأمريكي الى حد الشعوذة والطقوس الخادعة ويعتبرون 2 بوش هو المتحدث الرسمي مع المسيح فعلى الدنيا السلام !!  وقد ذكر الدكتور هاني حجاج قال : [ في كتابه الأخير[ إيمان جورج 2 بوش  ] للكاتب الأميركي ـ  ستيفن مانسفيلد  ـ يتناول بشكل عام تفاصيل حياتية للرئيس الأميركي الحالي “جورج 2 بوش”، مع إلقاء ضوء قوي علي جانب الدين في حياته و دوره في التأثير على سلوكه الدبلوماسي وتفكيره السياسي و طموحه الحربي و العسكري، و لا سيما و ألان يعلو صوت اليمين الأميركي المتدين في ما بعد أحداث سبتمبر  2001 مطالبين بوقف الإرهاب الإسلامي و الانتقام كلما أمكن!    وفي الفصل الأول من الكتاب يبحث [ مانسفيلد ] في الأصل الديني لعائلة الرئيس الأمريكي، ويشير المؤلف إلى التجربة [ الروحانية ] التي مر بها جورج بوش الأب إثناء اشتراكه في الحرب العالمية الثانية عندما هوت طائرته وهو في مهمة ضد اليابان و تم إنقاذه بواسطة غواصات أميركية بمعجزة جديرة بإيرادها ضمن سير القديسين و الأولياء ، بالإضافة الي أن بوش الأب كان صديقا شخصيا للداعية الديني الأميركي الشهير [ جيري فالويل ] الذي يعتبر واحدا أهم قادة اليمين الأميركي المتدين .. وصفه المؤلف جورج بوش الذي أرسلته السماء!!  ] (246)  والجوقة الدينية المحيطة به تعطيه أوصاف الملهم الذي يخشى الله تعالى ولهذا كما في مدخل الموضوع نؤكد باستحالة تحلل القيادة الأمريكية من الضغط الصهيوني وجماعات اللوبي على قلتها هي جماعات موغلة في البروتستانتية التوراتية ويعود امتدادها الى نشوء أميركا والذي كان على رأس حملاتها حاخامات من اليهود واعتبروه بمثابة العودة المؤقتة الى أورشليم !! وحقا رسموا سياسة الماسون الماشيحانيون حينما وضعوا على أول  دولار أمريكي عين الدجال ؟؟ فدولة يصطلح عليها بين الأمريكيين بالعم سام حتما لاتكون نهايتها سوى بدمار الهي كلي .. وحين يتولى رونالد ريجان الحكم وهو كاثوليكي : ويؤسس من جديد لميشاحانية تقوم على أساس البركة الإسرائيلية وأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يمنحها البركة ودوام النعمة ، فلا يراهن على فشل رئيس  في الحكومة الأمريكية بنزع فتيل العداوة بين الأمم وأميركا ، لكن فشل بوش تحديدا في العراق سيعطي انعكاسات خطيرة على المد والمصالح الأمريكية  وحول فشل بوش المحتوم وحملته في العراق فقد اعترف بوش بعجزه عن التواصل وعجز الحكومة عن توفير الدعم اللازم لقواته العسكرية ..  [ لقد قالها  جورج بوش أخيرا بعظمة لسانه ، انه ارتكب اخطاءا كثيرة في  حربه على العراق، ولم يعلق أو يوضح ماذا كان يقصد بذلك. فهل كان يقصد  بخطئه باتهامه للعراق بامتلاك الأسلحة النووية والبايلوجية وغيرها؟ أم قصد اتهامه لنظام الدكتاتور صدام حسين بإقامة علاقة مع القاعدة ؟ أم  شعوره بندم كبير على إحلاله جيش العراق و بقية أجهزة الدولة  العراقية بسرعة كبيرة ؟ أم هل كان يقصد في اعتماده على الصقور في البيت الأبيض الذين زودوه بمعلومات خاطئة وألان قد أحيلوا معظمهم الى التقاعد ؟ المهم اعترف جورج بوش انه أخطا بعد قرابة أربع سنوات من القتال  الطائفي  في العراق،  ..  حقا  كان جورج بوش  المسئول الأول عن هذا العمل الذي ربما سينظر التاريخ إليه كجريمة دولية واعترافه بفشله لن يشفع له من غضب الشعب الأمريكي ، سوى  جرأته  وسرعة اعترافه بخطئه.عكس قادتنا العراقيين الذين كان إخوة يوما ما في المعارضة واليوم أصبحوا ادعاء بعضهم  للبعض الآخر وباتوا سرطانا في جسد الشعب العراقي بسبب أحزابهم الطائفية. ] (247)

هذا وا أخطر علامات الفشل الأمريكي هي الخسائر الفظيعة في الجيش  البوشوي و .. [ ان تجرع مرارة الفشل والخسارة أمر صعب للغاية. ويكون طعمه اشد مرارة من العلقم عندما يتعلق الأمر بفشل الولايات المتحدة الأمريكية وخسارتها حربها العدوانية الغاشمة ضد العراق وشعبه. أمريكا خسرت الحرب في بلاد الرافدين ، رغم أنف الوزير رامسفيلد وتخسر يوميا من مصداقيتها وكرامتها وهيبتها بشهادة أهل الحل والعقد والحكماء والعقلاء في واشنطن . أكثر من 1707 قتيل و 12 الف جريح ومصاب. (يمثل هذا الرقم عدد الراقدين في المستشفيات العسكرية الامريكة حاليا ، وان عدد المصابين منذ بداية العدوان جاوز 45 ألف مصاب حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن جمعية المحاربين الأمريكيين] وإنفاق 250 مليار دولار وحشد 160 الف جندي وضابط أمريكي و200 ألف مرتزق وعميل ومخبر وصعلوك ودايح ، كل هذا فشل عجز عن تأمين شارع واحد في بغداد طوله 6 أميال ، سموه شارع الموت، وهو شارع المطار. ثم عجزت هذه القوة الخيالية  بتسليحها وتجهيزاتها عن السيطرة على ناحية الكرابلة والمبيت فيها ليلة واحدة اوالدخول الى قضاء القائم ، فهاتين المدينتين الباسلتين مرغتا انف المصارعين في غائط  ثيران وهوايش العراق وغرست الرمح والخنجر في دبرها و قلوبها وفقئت بها عيونها. وهكذا مع عسعسة الصباح يتعمق فشلها في العراق ، وكلما تمادت في القتل والتدمير والكذب والتضليل فضحتها المقاومة العراقية الباسلة بصمودها وتكشفت للعالم أي نمر من فخار هذا الذي يريد ان يتسيد العالم !! ]  ويستطرد الكاتب قوله : [أن خسارة أمريكا لحربها ضد العراق ليس قناعتنا وحدنا فقط، فنحن مؤمنون به منذ اليوم الأول، بل أنها أصبحت قناعة شريحة كبيرة من المحللين السياسيين الأمريكيين والأوروبيين وتتسع يوما بعد يوم لتشمل بقية أنحاء العالم.  لقد طفح الكيل عن الشعب الأمريكي وممثليه في الكونجرس وحالة الاستياء والقلق باتت بادية للعيان في أوساط المشترعين وقبلهم المنصفين من الصحفيين والكتاب الحريصين على سمعة ومصداقية بلدهم من استمرار إدارة الرئيس بوش بالكذب على الشعب الأمريكي وتضليله وتشويه وحجب حقائق ما يجري على ارض العراق عنه . فالإدارة الأمريكية تعي حراجة موقفها بعد ان تكشفت الحقائق لرجال الكونغرس ورجال الصحافة الأحرار وبدأت تتسرب الى الشعب الأمريكي، فأنها قرأت على أبواب الفلوجة المقدسة عنوان فشلها في الملحمة الأولى،  في شهر آذار/مايو- نيسان/ابريل عام 2004.. وبعد ان تصاعدت وثائر العمليات النوعية والكمية للمقاومة التي تخطت 120 عملية مؤثرة  في اليوم الواحد في أشهر أب ، أغسطس- تشرين الثاني، نوفمبر2004 ، عكفت مراكز البحوث الأمريكية ومؤسسات الفكر ( ثنك- تانك ) على صياغة استراتيجية الخروج ، ونشرت هذه المراكز عشرات الدراسات العسكرية والاستخباراتية و التحليلات السياسية التي اعتمدت على آراء القادة العسكريين الميدانيين والمسئولين السياسيين والاستخباريين ،  فأكدت جميع تلك الدراسات على صعوبة أو استحالة القضاء على المقاومة العراقية عسكريا وان قوات الاحتلال تواجه وضعا صعبا للغاية. الأمر الذي حمل الرئيس بوش مؤخرا على الاعتراف بهذه الحقيقة في خطابه الأسبوعي عبر الإذاعة وتأكيده على ان قواته  تواجه مشاكل عسيرة وأن المهمة في العراق ليست سهلة ولن تنجز بين عشية وضحاها ، وهو نفسه الذي أعلن للعالم من على ظهر حاملة الطائرات يوم الأول من أيار مايو بان المهمة قد أنجزت وأن العمليات العسكرية قد انتهت!! الرئيس الأمريكي اعترف بتعابير دبلوماسية بان مشروعه في العراق يواجه فشلا. فإذا تحدث الرئيس الأمريكي بعد 26 شهرا  بلهجة ملئها التشاؤم والإحباط وكأن الحرب في بدايتها فأين هو النجاح الذي حققه ؟!!

.. فهذا الكاتب ديفيد كلارك في الواشنطن بوست يقول يوم 19 الجاري ، أن أمريكا خسرت الحرب في العراق وأن الانسحاب مسألة وقت. ويفضح الكاتب براد كنيكربوكر في الواشنطن بوست أيضا في 12/يونيو الموقف الأمريكي المتأزم في العراق قائلا: أن الحرب في العراق تدخل الآن مرحلة حرجة وهي تؤثر على الجماهير في الولايات المتحدة بالقدر الذي تؤثر فيه على الجنود في ساحات المعارك. ويؤكد الكاتب آري بيرمان في صحيفة الواشنطن بوست يوم 12 يونيو بان الانسحاب من العراق عبارة تتعزز في أمريكا. ]

(248) و [ لم يعد ممكنا أن يفلت الرئيس الأمريكي بوش من قلب العاصفة العاتية التي تهب رياحها الساخنة من العراق علي البيت الأبيض‏,‏ مما يؤجج من الانتقادات الحادة التي تنطلق من قلب واشنطن علي حرب بوش في العراق‏.‏.‏ و يكشف جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية‏ ,‏ في كتاب يصدر سماه في قلب العاصفة‏ ,‏ أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وعددا من كبار المسئولين في إدارة بوش قد دفعوا أمريكا نحو الحرب في العراق دون إجراء نقاش جاد ..  ويعرب تينيت عن شكوكه في أن تحقق زيادة القوات الأمريكية في العراق أي نجاحات عسكرية‏,‏ ويشير إلي أن ذلك ربما كان ممكنا قبل ثلاث سنوات‏.‏ أما الآن فان العنف الطائفي قد ترسخ‏,‏ ولم يعد في وسع القوات الأمريكية أن تسيطر علي التدهور الأمني‏ .  ومما يعزز هذا المعني أن ضابطا أمريكيا هو بول ينجلينج نائب قائد الكتيبة الثالثة المدرعة في العراق اتهم الجنرالات الأمريكيين بتضليل الكونجرس‏,‏ والرأي العام الأمريكي حول مجريات الحرب في العراق‏.‏ وأوضح أن الجنرالات لم يقدموا للجمهور الأمريكي تصويرا دقيقا لشدة العمليات العسكرية عقب غزو العراق واحتلاله عام‏2003.‏ وأكد أن أمريكا لم يكن لديها خطة متماسكة لتحقيق الاستقرار في عراق ما بعد صدام‏.‏

وقد.. شن ثمانية من مرشحي الحزب الديمقراطي المتنافسين علي الرئاسة هجوما عنيفا علي حرب بوش في العراق‏ ,‏ وأكدوا تعهدهم بسحب القوات الأمريكية من العراق في حالة فوز أي منهم بالبيت الأبيض‏ .‏ وجاءت هذه المناظرة التليفزيونية بين المرشحين الديمقراطيين بعد ساعات من رفض الكونجرس الأمريكي بأغلبيته الديمقراطية استراتيجية بوش في العراق‏ ,‏ وربطه بين تمويل الحرب وانسحاب القوات الأمريكية بدءا من أكتوبر المقبل حتي مارس من العام المقبل‏.‏

للإدارة الأمريكية التي تغوص في المستنقع العراقي‏.‏ وهنا قد يمكن القول إن حرب بوش في العراق قد فشلت‏,‏ أو أنها علي أحسن الافتراضات توشك علي الفشل الذريع‏..‏ فلا تبدو في الأفق القريب أي إمكانية لنجاح الحل ‏..‏ والأدهى والأمر أن الحسابات الأمريكية الخاطئة قد أسهمت في اشتعال الاقتتال الطائفي عندما أوغلت ‏,‏ عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد في إقصاء السنة من المعادلة السياسية‏.‏ وقد أذكت القيادة العسكرية وبتخطيط متعمد أوار الحرب الطائفية في العراق وخلقت حرب دموية بين المسلمين بما يتنافى مع الأعراف القبلية والدينية بين العراقيين وقد اعترفت الصحف العبرية كما في مبحثنا بدور خطير في التصفيات بتنسيق مع الجيش والمخابرات الأمريكية في العراق ] (249)  [وقال المرشح الديمقراطي كيري و هو يوجه أصابع الاتهام الى الرئيس بوش ” إن هذا الرئيس قد خان كل الوعود التي قطعها على نفسه أمام الأمريكيين وشن حرباً دون أن يحرص على تشكيل ائتلاف شرعي مساند و مؤيد له في هذه الحرب و لم يستنفذ احتمالات عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل ولم يجعل من الحرب آخر الحلول المطروحة إن مثل هذا الرئيس الأكبر وأقوى دولة في العالم لا يمكن اعتباره قائداً جيداً للولايات المتحدة. ] (250)

***********************

مراجع الحلقة الثامنة

************************

:240http://arabic.bayynat.org.lb/adian/yahoudiya6.htm 240

(241)  : كتاب نهاية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية — النبؤات التوراتية بين الماضي والمستقبل: منشور على موقع : شبكة : رام الله للجميع http://www.ramallahforall.com/html/israelusa/9.html} ملاحظة للمؤلف : [ استعنـت في أجزاء من المبحث بما ورد على الشبكة الموقرة والمؤلف وحسب خبرتي الموسعة في قراءة التوراة والإنجيل على سعة واطلاع مع وافر التقدير ..

(242)http://www.awu-dam.org/book/05/study05/318-A-H/book05-sd005.htm =    د غازي حسين : الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية ص 3  منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005   = منتدى دافوس في البحر الميت‏ = شمعون بيريس، الشرق الأوسط الجديد، الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان 1994، ص7 ـ 8.

(243) http://www.awu-dam.org/book/05/study05/318-A-H/book05-sd005.ht mالمصدر السابق

(244)  : الدكتور : غازي حسين : الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية ص 3  منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005

(245) حروب الهنود الحمر المعارك والحروب. … منهم إلا مجموعة صغيرة من الكلاب الهجينة التي تعض
mwso3a.com/forum/showthread.php?t=2358 – 53k

(246) http://airss-forum.com/Details.asp?id=119386 :  دكتور ” هاني حجاج  : جورج بوش الذي أرسلته السماء!!)

(247)   لماذا فشلت أمريكا في العراق ؟ ولماذا غيرت خطتها؟ :  بقلم  يوحنا بيدويد مالبورن / استراليا 18/1/2007

(248)  أمريكا فشلت في العراق وخسرت لحرب  : وجدي أنور مردان http://www.kefaya.org/ :  25/6/2005

(249)  بوش  وعثراته في العراق أفقدته مصداقيته أمام العالم بقلم: أوفيه شميت

(250) نفس المصدر أوفيه شميت : بوش  وعثراته في العراق أفقدته مصداقيته أمام العالم

*******************

تمت الحلقة الثامنة بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

الحلقة التاسعــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة التاسعــة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي


ـــ خراب العالم وبقاء إسرائيل88

: لكن التوراة المحرفة لم تكتفِ بذلك ، بل جعلت الأمم كلها خدماً وعبيداً لإسرائيل، ولا ربّ في آخر الزمان إلا ربّ إسرائيل الذي لا يفكر إلا بمصلحتهم ..والباقون ما عليهم إلا أن يلحسوا غبار نعل حذاء إسرائيل. كما أن التوراة جعلت الشريعة تخرج من صهيون وتعود إليه .. ويحتكم الناس بها فيحولون سيوفهم ورماحهم إلى مناجل، ويسود الأمن والسلام بين الأمم

وهاهو بوش الماشيحاني الهرمجدوني الجديد !! ينفذ كل هذه النصوص في جرائمه في العراق من قتل للأطفال والحرث والنسل , وقتل الأسرى في أبو غريب وغوانتانامو ويدمر الجبال على المجاهدين في أفغانستان وهي التي سبقت في الدموية البوشوية العراق والغطاء السياسي للدموية الماشيحانية هو {القضاء على الإرهاب } والتخلص من (محور الشر) الذي انتهجه بناء على هذه النصوص.

-أشعياء 13: 17-22 :  [ ها أنا أثير عليهم الماديين ـ الإيرانيين ـ  الذين لا يكترثون للفضة , ولا يسرون بالذهب ـ فتحطم ـ  قسيهم الفتيان, ولا يرحمون الأولاد أو الرضع, أما بابل مجد الممالك وبهاء وفخر الكلدانيين فتصبح كسدوم وعمورة اللتين قلبهما الله , لا يسكن فيهما , ولا تعمر من جبل إلى جبل ]..  [511].

– أشعياء 14: 4-  33   { في ذلك اليوم يريحكم الرب من عنائكم ومشقاتكم وعبوديتكم القاسية, فتسخرون من ملك بابل قائلين : كيف استكان الظالم وكيف خمدت غضبته المتعجرفة , قد حطم الرب عصا المنافق وصولجان المتسلطين }.. [252]

وهكذا تبدو النصوص المحرفة من حاخامات السبي في بابل وكأنها ترسم حلما لهؤلاء الماشيحانيين الجدد في تدمير العراق !! وتناسى هؤلاء الماشيحانيون عشرات النصوص الناطقة بالحق على لسان الأنبياء في نهايتهم الشريرة وتحطيم دولتهم الوثنية !! ومع كل هذه النصوص فإن أميركا البوشوية لا زالت تعيش هواجس أساطير العهد القديم المزيفة وعقد السبي , وسيحكم الله تعالى وكما  بشارة الأنبياء في تدميرها ودولة اليهود سواء !!  ” دعوة للشماتة والسخرية من بابل بعد سقوطها , ودعوة لإعداد مذبحة لأبنائها ..

أولا : للانتقام منهم لما فعله آباؤهم سابقا,

وثانيا : لمنع الأبناء من تكرار فعل الآباء لاحقا, وتلك هي مبرراتهم لتدمير العراق }.. [253]

وتحت عنوان :  الرأس من الذهب الجيد : ذكر الدكتور أحمد حجازي السقا :

قال  : {لأن كتابنا هذا هو في نبوءات التوراة والإنجيل التي يستدل بها الرئيس بوش في الميسوديت ورفاقه على أخذ {العراق } بالقوة. وهم يكيفون مقرراتهم ومؤامراتهم الزائفة حسب التفسير الذي يرونه للنصوص وحسب المؤامرات والمقررات الماسونية والتي بدأت كخطة لقتل النبي عيسى عليه السلام  وتقديه للحاكم الروماني بيلاطس .. أضف لذلك قتلهم لمئات الأنبياء وآلاف الكتبة وأنصار الأنبياء عليهم السلام . ونحن  أصحاب  المهدي الحقيقيون في الأرض المقدسة نصحح لهم التفسير بنصوص من التوراة والإنجيل و رأينا في السياق.. أن نوضح نبوءة دانيال عن تشبيه نبوخذ نصر رئيس مملكة بابل برأس تمثال الذهب , وقد سحب بوش ورفاقه التشبيه في عصرنا هذا على أهل العراق برئاسة {صدام حسين } فشبهوا ال (عراق) ورئيسه (صدام حسين)  ب {بابل } ورئيسها {نبوخذ نصر} عن ـ التمثال ـ الذي رآه في الحلم  }..  [254]

وكل هذه النصوص والأساطير إنما تعبر عن جوهر السياسة الماشيحانية بتدمير العراق. ولكن الله تعالى في علاه قد ادخر الانتصار لنبيه وآل بيته الكرام ونيابة عن ظلم الأنبياء والقديسين بهزيمة كل الوثنيين الغربيين واليهود في العراق .

ونرى في الرد على كل هذه الأسطورة الخداعية المدروسة في سراديب الماسون التلموديين أن المعركة هي الكائنة في مصادرنا في قرقيسياء في منطقة الجزيرة في شمال العراق و أن الصدام الحتمي هو في قرقيسياء وليس في ماجدون .. وفيها أخطر المعارك التاريخية !! وليس مدينة مجدو المطروحة  في كتب العهد القديم سوى من وضع حاخامات السبي الوثنيين ، وفي كتب العهد القديم وفي العديد من الشهادات ما يؤكد حتمية الصراع في قلب العراق .. وفي قراءتنا لمصادرنا النبوية حول الصراع والقتال على جبال الذهب تؤكده أقوال الأنبياء في التوراة الحقة .. ولكنهم حرفوها وفصّـلوها حسب منهج المؤامرة . ليغيبوا وجهة الصراع وثوابته وحتى مفهوم الحرب المقبلة ..

89 ــ المحك المقبل في قلب قرقيسياء :

وفي هذا العنوان نبين فيه الحقائق التاريخية عن موقع المعركة المقبلة :

.. يتمثل في كسر المؤامرة الماسونية  على يد آل البيت وأنصار المهدي عليه السلام وهم قبل ظهور خليفة الله المهدي علي السلام يقاومون بشراسة كل جيوش المؤامرة وهي التي تعترف بهزائمها يوميا بقتل المئات وإصابة الآلاف من قواتهم الغازية ؟؟  وكما أشرنا في مبحثنا أن المطلب الصهيوأمريكي الغربي ليس سوى النهب والانتقام من المسلمين وتكريس المطلب الأمريكي الإمبريالي الغربي على جبال الذهب !! وقد نظر حاخامات اليهود لأطماعهم حين كانوا في قلب بابل القديمة وتآمروا عليها من داخلها ولهذا أبادهم البابليون في زمن نبوخذ نصر وهم بالمثل اليوم سيلقون نهايتهم في قلب العراق وستسقط نظريتهم الخائبة على يد خليفة الله المهدي المنتظر القادم {عليه السلام } , وسيدرك العالم أن معارك الملاحم الإلهية قد أوشكت ملامحها  وأن مفسدي اليهود وقتلة الأنبياء من ذراري الفريسيين ووثنيي الخزر ..هم محور الشر الحقيقي في القرآن والتوراة والإنجيل !! وهكذا سيبقى فكر المؤامرة التلمودي والذي حاكه الحاخامات الوثنيين في قلب بابل القديمة !! يريدون أن يفرغوا حقدهم في العراق ذاتها وتحطيمها كنوع من التفريغ الأزموي .. ولهذا ستبقى أوار المعارك متواصلة حتى سقوط الولايات البوشيية  في المستنقع الدموي  و أن  تفسير ذلك وحسب المصادر الإسلامية لن يتبلور جليا إلا بعد فتح المهدي المنتظر عليه السلام  للعراق وحسمه الصراع لصالح القسط وخلافة  العدل , وهنالك تكون أذل هزيمة للغربيين الهرمجدونيين وشذاذ الآفاق .. وتكون هذه الهزيمة لهرمجدون النهب والدم  ، هي التوطئة والمدخل لفتح فلسطين و الدخول للمسجد الأقصى و يعني ذلك إزالة إسرائيل المفسدة في الأرض .. وعن وجه الأرض  } .. وسيكتشف الواعون أن قرية مجدو جوار القدس ستكون ركاما قبيل دخول المهدي للقدس ، وذلك من جراء الصواريخ والقتال المليوني ولن يتحقق هذا الدخول إلا بعد إبادة جميع جيوش الغربيين وأدواتهم وعملاءهم كالسفياني وغيره .. وكما ستفصل دراستنا وحسب المصادر الحديثية أن المسيخ الدجال يظهر بعد تحرير القدس ؟؟

إذ فأين تكون الهرمجدون ونظرته الأسطورية المزيفة!! إن الاعتقاد الهرمجدوني هو أوهن وأسخف من أن يحمل كعقيدة صادرة من قبل جماهير الدجال الدمويين !! وإذا كان الناهبين هم حملة فكر الزيف والأساطير فيكون على الدنيا السلام .. وإذا ولى الأمر لغير أهله فالساعة تكون قد أوشكت .. وهذه هي السنين الخداعات التي تسبق الدجال تدركها الأمة وتدرك مواصفاتها :

{ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال السفيه يتكلم في أمر العامة .. } . وفي رواية أخرى في مصنف عبد الرازق رحمه الله ..

{ قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال سفلة الناس . }.(255)

والهرمجدونيين من أمثال بوش وجماعات المؤامرة هم حملة الإفساد الإسرائيلي ويعتقدون   بزيفهم أن البركة ستحل على الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل .. وحين ترى 2 بوش يتقدم على أشلاء أبيه المهزوم .. يجلس على أريكته ويتغزل في عيون شارون.. فيرى في عيونه الأمل بقدوم المسيح ويتمسح بشارون الدموي  لنيل البركة اللاهوتية  !! وهي حسب أيديولوجية الماسون هي التي ستحل على دولته الملعونة من ماشياح اليهود وسليل إبليس الرجيم .. فأين يقف ويصطف اليوم إذا مروجي التطبيع والمرعوبين من هوس  رجال الهرمجدون !!

ويرى الأصوليون – الماشيحانيون – أن الحرب النووية التي ستشتعل سيقتل فيها ثلث الشعب اليهودي (زكريا 13/8-9), وعدد اليهود في العالم الآن 13.5 مليون أي عدد اليهود سيكون 9 مليون  , أي أكثر من المقتولين أيام هتلر! لقد أخطأ شعب الله وكوفئ بعودته للأرض الموعودة فلماذا يعاقبه الله عقابا أشد من عقاب النازيين } .. [256]

– وتحت عنوان {تأديب بني إسرائيل } يذكر التفسير التطبيقي للكباب المقدس في السياق:

[ ويقول الرب القدير : استيقظ أيها السيف وهاجم راعي ورجل رفقتي, اضرب الراعي فتتبدد الخراف , ولكني أرد يدي على الصغار ـ أي القلة المؤمنة ــ  يقول الرب :

[ فيفنى شعب أرضي ويبقى ثلثهم حيا فقط  ]..  [257]

وهذا الانتقام الإلهي يكون في فتح فلسطين عل يد خليفة الله المهدي (عليه السلام) وهو المنتقم من أعدائه وبقية الله تعالى في أرضه جزاء على إفسادهم وتدميرهم للمسلمين.

90 ــ الجدار الآمن سقوط للصهيونية :

ومن المؤكد على تراجع الفكر الصهيوني الماشيحاني ونظرية الدولة التوراتية الأساطيرية هو الجدار الآمن الذي رسمه الكنيست ووافق عليه بالأغلبية ورغم حجم الاحتجاجات الشعبية الإسلامية والفلسطينية بشكل خاص وكذلك اصدارمجلس الأمن والجمعية العامة قرارات تدين الجدار العازل !! لكونه مشروعا مخالفا لوحدة أرض فلسطين وتمزيق شعبها ورغم كل التضحيات وعشرات الشهدا ء إلا إننا نرى في الجدار هزيمة  للفكر التوراتي المحرف والأساطير الصهيونية القائمة على نظرية زائفة كشعب الله المختار.. والمنهجية التوسعية وإقامة دورة الماشياح الدجال السامري من النيل الى الفرات !! وإذ بدولة الماشياح تحاصر في بؤر استيطانية وكانتونات ضيقة مسيجة ومحاطة بشبكة طرق التفافيبة معقدة  وعلى مستوى الحلم والتفكير الصهيوني في واقع الدولة  فإن هذه الطرق ورغم كونها مجرمة بحق الشعب المرابط في الأرض المقدسة .. إلا أنه مهينا لإسرائيل والفكر الليكودي !! ولكن المركب المهزوم في كاديما وغيرها يعبر عن حالة تراجعية  لليسار واليمين وإفلاس خطير على فكر ما تبقى من اليسار الصهيوني واليميني !!  وهذا الواقع المأساوي قد جعل دولة إسرائيل تعيش وخاصة بعد هزيمتها السوداء في لبنان على يد جنود المهدي الإلهيون !!  في حالة إفلاس على مستوي الفكر الماشيحاني الصهيوني وإ1ذا كانت إسرائيل والصهيونية تشهد الآن إخفاقا وهزائم ومعها أميركا والأسلحة النووية فكيف يحدث عند تدافع الملايين قريبا نحو القدس !! وأي هرمجدون تجئ بعد دمارها ومحلليها وحاخاماتها يدركون أن الماشياح لن يأتي إلا في آخر الزمان ولن تكون هناك أورشليم على الأرض وستنسى من ذاكرة التاريخ ، فكانت أوسلو واعتراف اليهود ولو خطيا بالمشروع الوطني الفلسطيني تراجعا بينا عن الفكر الصهيونية وفق برجماتية ناهبه للمال الغربي والثمن لهذا التسول الرخيص هو الهرمجدون التي يتاجر بها زعماء قوي الضغط واللوبي الصهيوني في بريطانيا وأميركا والذين اتجهوا نحو الصفقات ويعتبر عملاء الهرمجدون في الولايات المتحدة الهرمجدونية من أمثال فالويل ومروجي الفكر الماشياحي .. هم الذين وضحوا الصورة الفاشية والبرجماتية لليهود كمستخدمين للغرب ، وقد أصبحت إسرائيل المجرمة في السنوات الأخيرة بحق كما إلحاقيا  على الولايات المتحدة تستخدمها كعراب ماشيحاني لمصالحها !! ولكن الماشيحانى الذي ينوب عن إسرائيل هو بوش المهووس حقا بداء الهرمجدون في العراق

قد وافق شارون وزير الدفاع الصهيوني ورئيس حزب كاديما سابقا :

وقال أرئيلي في رسالة وجهها إلى وزير الأمن، مرفقة بالخطة، أن مسار الجدار الذي تمت المصادقة عليه قبل عام “يتنافى مع رؤية الإدارة الأمريكية حول التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية العتيدة، حسب خارطة الطريق. بالإضافة إلى ذلك سيكون من الصعب رد الالتماسات في المحكمة العليا ضد الجيوب”. ويضيف إذا ما شرعنا في حوار جدي مع الفلسطينيين سيطلب منا العمل على توفير نسيج حياة طبيعي للسكان الفلسطينيين في تلك المنطقة الأمر الذي لا يمكن توفيره في الخطة الحالية. ومن ناحية أخرى تدرك المحكمة العليا البعد الأمني للجدار ويمكن توفير المطالب الأمنية بواسطة جدار قريب من الجدار الفاصل“.
ويقترح أرئيل إغلاق الفجوة في جدار الفصل في المسافة بين المستوطنات [ إلكانا ] و [عوفريم  ] وإقامة ثلاثة مناطق أمنية خاصة واحدة حول مستوطنة [ أرئيل ] وأخرى حول مستوطني [عامونئيل] [شومرون ] وثالثة حول منطقة مستوطنة “بيت أرييه- عوفريم ..
وحسب الخطة تحاط كل مستوطنة بجدار على بعد 400 م من حدود للمستوطنة .
ويقول أرئيلي :

وبذلك يتم إغلاق الفجوة الإشكالية في منطقة الخط الأخضر ، ويتعزز الادعاء الإسرائيلي بأن الجدار هو لدوافع أمنية ، ويتم توفير الرد الأمني لتجمعات المستوطنات الكبيرة في حال حدوث تصعيد في النزاع مع الفلسطينيين . وحسب تقديراته : المسار المقترح سيقلل من المس بنسيج حياة الفلسطينيين ويمكن بذلك التوصل إلى مسار يكون مقبولا على الإدارة الأمريكية ولا يتعثر في المحكمة العليا.
ويتوقع أرئيلي معارضة المستوطنين الذين سيبقون خارج مسار الجدار في منطقة الجيوب. وأن تطالب المستوطنات البعيدة عن الجدار ببناء جدران تحيط بمستوطناتهم.
وهناك أيضا بعد اقتصادي لاقتراح أرئيلي حيث أن طول مسار الجيوب الحالي يبلغ 173كم وتكاليف بنائه تبلغ حوالي 2 مليار شيكل. وبناء الجدار حسب مقترح أرئيلي يوفر أمولا طائلة.
كلف الجدار الحكومات الإسرائيلية حتى الآن حوالي سبعة مليارات شيكل. وتقرر في ميزانية عام 2007 تحويل نصف مليار شيكل من الـ 1.8 مليار المخصصة للجدار هذه السنة للجدار، لاحتياجات أخرى لأجهزة الأمن متعلقة باستنتاجات حرب لبنان. وقرر أولمرت إعادة المبلغ في ميزانية السنة القادمة.} (258)

وإذا كانوا يرسمون صورة مثالية خداعية لحكم إسرائيل للعالم, فلماذا يصنعون اليوم الجدار الآمن حول القدس اليهودية مسقطين بذلك كل خرائطهم الصهيونية ونظرياتهم التوسعية؟! هذا وذاك كل له إجابات في كتبنا ولكن المحتوم هو هزيمة إسرائيل والروم وكل الغربيين وعملاؤهم أمثال السفياني الخائن للأمم في الملحمة في دمشق. ليكون سقوط إسرائيل ودمارهم اليوم وحزب الله الغالبون يمطرون حيفا ويافا وصفد وتل أبيب بالصواريخ مسألة وقت وحل وشيك, { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ  } وسينقلبون نحو الدمار والهاوية بالمهدي وجنوده القديسين عليه وعليهم السلام أجمعين, فهذه المعركة أهل الغيب والروحانيين مع القوى المادية الظالمة في إسرائيل المفسدة في الأرض. أبناء المطهرون من عترة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, في مواجهة المفسدين من أولياء الماشياح الكذاب والأعور المزيف في إسرائيل أم الزواني كما وصفها الأنبياء في إسرائيل”  [259]


المراجــــــــــــــــــــــــــع


[252] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1398, 1399 (سفر أشعياء)

[253] أسطورة هرمجدون: نفس المصدر ص 303, 304.

[254] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1398, 1399 (سفر أشعياء)

(255)

مسند أحمد بن حنبل ج2/291 رقم  = ج3/220 رقم 132478997 رقم 8564 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت)

المستدرك ج 4/55

الطبعة الأولى ، 1411 – 1990  = مصنف عبد الرازق ج11/382 رقم  20803 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثانية ، 1403

[256] ياسر حسين: معركة آخر الزمان ونبوءة المسيح منقذ إسرائيل (المصدر نفسه) ص 45, 46

[257] زكريا: الإصحاح 13/7-9 (التفسير التطبيقي ص 1844)

(258) موقع  : عرب 48 : http://www.arabs48.com/display.x?cid=11&sid=

118&id=44300

[259] كتابنا : ألأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية


ج 1

ج 2

تمت الحلقة التاسعة والأخيرة

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي ــ محمد حسني البيومي الهاشمي الحلقة السابعــة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي


الحلقة السابعــة


والأدلة الموجودة في مصادر أهل الكتاب للتدليل على ظهور النبي صلى الله عليه وآله فهي كثيرة لا تستوعبها هذه القراءة المخصوصة ..

57 ــ الهرمجدونيون يفكرون في تدمير العالم ؟؟

العقيدة الماشيحانية البابلية :

المدخــل : في مدخل هذا العنوان الخاتم في مبحثنا نؤكد ما أجمع علية كتاب التاريخ في قراءة الحركة الصهيونية على ان ما جرى في بابل من اضطهاد لليهود وسبيهم في عهد نبوخذ نصر ، إنما يجيئ  كردة فعل من الحكومة البابلية نحو مؤامرات اليهود وخياناتهم وعملهم كجواسيس بين الفرس والبابليين وهم الذين عاثوا في الدولة البابلية الفساد وتآمروا على الأنبياء عليهم السلام وقتلوهم وحرقوهم حرقا حتى في ظلال الدولة البابلية الوثنية حتى في ظلال السبي وحولوا النعمة الى نقمة ، ومارسوا الانحطاط الخلقي وعندما اكتشف نبوخذ نصر سياستهم المنحرفة نحو أنبيائهم.. وبعد أن سمعوا من الأنبياء عليهم السلام ما يسرهم في علم التأويل قربوهم نجيا لهم وهذا ما زاد حقدهم وفوق كل ذلك كان النبي ارميا أشعياء ,دانيال عليهم السلام أكثر الأنبياء شهرة في العصور المتأخرة ، ورغم التحريف الجلي في الأسفار المنسوبة إليهم إلا أنها حملت حملا ثقيلا في شهادات الأنبياء في تبيان فضائح اليهود ولعنهم ووثنيتهم  وفي كتابنا الهام من بين دراساتنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ، أكدنا على الخلفية السوداوية التاريخية لليهود وملوكهم الوثنيين وحالة العسف التى أحاطت بهم غضبا من الله تعالى بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم السلام كما في القرآن الكريم ، فكان السبي البابلي بمثابة العقاب الإلهي النازل على رؤوسهم والجزاء .. ولمجموع خلفيات السبي البابلي والطرد الجماعي لهم والتعقيدات التي ألمت بهم في العراق من استعبادهم وإذلالهم كله قد ترك بصماته ، فعكفوا على ذاتهم وشكلوا بدايات الحالة الجيتوية المعقدة والمتضادة مع الواقع العراقي ومن ذلك التاريخ ترك اليهود سمومهم المعقدة في العراق وحملوا روح الإنتقام والتعبئة والسموم في كل ثقافة الإنكسار والإخفاق وحالة الفشل الملحقة بمكوناتهم العقلية ومنهجية تفكيرهم.. وبحكم تناقضهم الشديد وعداوتهم مع الأنبياء عليهم السلام . فقد سجلوا ثقافتهم الحاقدة منقلبة على كل المعايير والديانات والقوانين السماوية والدنيوية !! فكان التلمود البابلي وهو المقدم على التوراة أخطر كتاب شكل قبلة ووجهة لليهود عند خروجهم من بابل نحو فلسطين بعد السبي .. فكانت منظوماتهم في الدولة الرومانية تفرز أسوأ ظاهرة للكهنة الإسرائيليين على مدار التاريخ وهم ما أسماهم ا لسيد المسيح والمؤرخين بالفريسيين ..

وهكذا ولدت الماشيحانية بصورتها  التعويضية حاملة كل مركبات الأزمة وروح الكراهية للعراقيين والأمم .. ولهذا علقوا فكرهم المهزوم على الماشياح الوثني وهو الدجال كما عرفه مصطلح الحديث النبوي والإنجيل كذلك .. وفي ضوء هذا الفكر الجيتوي المبني على الكراهية حمل التلمود بصماته لكل ثقافات اليهود ومواطنهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم ، فنظروا للخارج على أساس مصطلح الجوييم واستباحوا دم كل ماهو غير يهودي ، ومن هذا الفكر انبثقت كل الأفكار الجيتوية المبنية على فكر الإنتظار والمخلص .. وفي السياق حرفوا كلام الأنبياء والوحي في التوراة وأضحت التوراة موظفة وثنيا لخدمة الفكر الماشيحاني اللاديني وسجلت بروتوكولات حكماء صهيون بروح الإنتقام  من التاريخ والأمم وكذلك ولدت فكرة الإنتقام جلية في تشكيل أول حكومة للحقد الخفية وهي الولايات المتحدة وكما شرحنا في مبحثنا كان التلمود هو الذي يتكلم في المذابح الدموية التي مارسها أعوان بولس في جماهير الهنود الحمر حين طردوهم وحرقوهم وقتلوا الملايين منهم بروح الماشياح الوثني وكان اللا قديس بولس هو المنظر الماشيحاني الأول وصانع أيديولوجية الإنتقام من الأمم .. وكانت التجربة الدموية ولحتي اليوم لا تجد من ينظر إليها بروح الإنسانية تكريما للعم سام ــ وهي كلمة السر : للسامري الدجال !! ـ عم رؤساء أميركا على مدار الأجيال .. وما يحدث اليوم وعلى امتداد قرن في فلسطين المقدسة ليس إلا وجها بشعا لعقيدة الحقد في ورثاء الماشياح الدجال وما يدور في العراق اليوم أيضا ليس إلا وجها لروح التلمود وصنائع مخابرات الدولة العبرية والتي تحيك المجازر والانتقام على خلفيات أساطيرية لا علاقة لها بالمطلق بما يدور .. وهذا ما تؤكده البروتوكولات التلمودية بالحرب على الأديان .. وتجيء عقيدة الهرمجدون المنحطة كروح بشعة لروح التأويل ونسج الأساطير .. وهكذا استجمعت أميركا الوثنية عقيدة المسيحية الصهيونية [ الماشيحانية ] كمعول لحرب وتدمير المجتمعات بروح تترية جديدة .. وهذه باختصار نقاط مختصرة حول أبجديات الثقافة الماشيحانية في بابل .. ووجود إسرائيل و أميركا وحلفائها الماشيحون في العراق ماهو الا ترجمة النص التاريخي المعقد لدولة الحقد التي جمعها القدر الإلهي لتلقى حسابها المحتوم في الملاحم الوشيكة القادمة .. ولهذا فإن عقيدة دموية كعقيدة الهرمجدون لابد من أن تكون قاعتها التكوينية هي إلهاما شيطانيا محضا وفي قرائتنا ما يفيض في الأدلة والأمر كما رسمه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال]  : ــ  المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة  ] .. فهي عقيدة ابن الشيطان.. المسيخ اليهودي الكذاب حامل وبائع الأساطير في أزمان خفة الدين  !!

[ صحيح مسلم : ج4/2266 رقم 2946  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ــ ]

58  ــ عقيدة اليهود الشيطانية   ..
وفي دراستنا الموسعة للعقيدة الوثنية الماشيحانية وعلاقتها بالوثنية وتعددية الآلهة وجدنا في مباحثنا كيف عبد اليهود الآلهة في الدول المجاورة التي استعبدتهم أو هم قبلوا بالذلة فيها وتقمصوا حكامها وعبادتهم الحكام أنفسهم وكذلك عبادتهم للشيطان والرب المعبود يهوه وتفسيره بحالة ممسوخة .. وهناك مئات النصوص ذات الدلالة والصلة بالموضوع في كتاب العهد القديم والجديد وشروحاتها ما يؤكد الوجهة الوثنية للحالة الإسرائيلية وامتداداتها التلمودية والماشيحانية الصهيونية .  فقد عمد كهنة اليهود الوثنيين وقتلة الأنبياء وأعدائهم  الي زرع الفكر الوثني عبر التاريخ في فكرة الألوهية ذاتها ، فأضحوا لا يعرفون توحيدا ولا ربا معبودا سوى سفك الدم وتنفيذ سياسات القتل ، وعندما جرد النبي موسى عليه السلام فيهم سيفه وخطابة : قال موسى النبي عليه السلام : كاشفا زيف عقيدة السامري الدجال : [ أذكروا ولا تنسوا كيف أسخطتم الرب إلهكم عليكم في الصحراء . فمنذ أن غادرتم مصر وحتى بلغتم هذا المكان وأنتم تقاومون الرب، ففي جبل حوريب أثرتم ــ غضب ــ غيظ الرب ، فاحتدم غضبه عليكم حتى أوشك أن يفنيكم . فحين صعدت الى الجبل لأتسلم  لوحي حجر العهد  الذي قطعه الرب معكم وأقمت فيه الأربعين نهارا والأربعين ليلة .قال لي الرب :قم وأسرع بالنزول من هنا . لأن شعبك الذي أخرجته من مصر قد ضلّ  سريعا عن السبيل الذي أوصيتم به . إذ صاغوا لأنفسهم تمثالا مسبوكا. ثم قال لي : قد تأملت هذا الشعب ، وإذ به شعب متصلب القلب ..] (175)

[ فطهروا قلوبكم الأثيمة وأقلعوا عن عنادكم . لأن الرب إلهكم هو اله الآلهة ورب الأرباب ، الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يحابي أحد ولا يرتشي ..] [ التثنية : 10 / 12 ــ 12 ــ 18 التطبيقي ـ نفسه ص 736]

وهكذا تركوا اله موسى عليه السلام وذهبوا بعيدا في الوثنية  وعبدوا العجل الذي أصبح لهم قبلة وتاريخ وعنوان أمة لا تعرف الرب الواحد إلها .. كتبوا كفرهم بأيديهم وعبدوا ربا مسبوكا يرقصون حوله ويعبدون اليوم للشيطان الرجيم  ربا مزيفا يفتي لهم بالدم واستئصال الأمم [ وزاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصاهم به الله ]  [  سفر الخروج : 32 /2 ]

وقد خاطبهم موسى النبي علبيه السلام :  بقوة وصلابة ردا على كفرهم : [ أنا أعرف تمردكم .. هو ذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب  ، فكم بالحري بعد موتي  .. لأني عارف أنكم موتى تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام ] (176)

يقول الدكتور أحمد شلبي في كتابه : اليهودية : وفي معرض حديثه عن كتاب العهد القديم : [ وحقيقة القول أن اليهود بعد أن انحرفت اعتقاداتهم وطباعهم تخلصوا من أسفار موسى الحقيقية لأنها كانت تختلف عما باشروا من طباع وخلق وكتبوا سواها مما يتناسب مع ما يريدون من تاريخ وعقيدة ] (177)

ويقول الدكتور صابر طعيمة :

[ فبنى مؤلفوا التوراة بعد مرور ثمانمائة عام على الحادث ــ الخروج ــ ما عنّ لهم من أساطير وتخيلات خرافية وادعاءات وهمية تنفيسا لإحساساتهم الغارقة في عقد نفسية معينة ، نتيجة البأس وتبدد الآمال . هذا هو أبعد ما يكون من توراة موسى الأصيلة التي تعد شريعة خالصة من الأساطير والخرافات والإدعاءات الوهمية ] (178)   ويقول الدكتور أحمد سوسة أيضا : ــ وفي  تعليق للأديبة أبكار السقاف  على سفر الخروج تقول في كتابها : ـ إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة ص 175 : [ يقينا لقد خاض مؤلف سفر الخروج في خضم الترهات خوفا عجيبا لا لأنه انتزع من وهاد الربوبية القبلية هذا الرب انتزاعا ، وجعله لإسرائيل إلها فحسب وإنما لأنه قد افترى على موسى عليه السلام إذ نسب له هذه الافتراءات  وقال عنه انه بهذا الرب أتى وجعله لإسرائيل إلها ، ثم يعدهم بإسمه امتلاك أرض كنعان ميراثا ] .. ويستطرد الدكتور أحمد سوسة قوله : [ فقد أخذ ــ اليهود ــ بالحضارة الكنعانية واقتبسوا لغة الكنعانيين وتقاليدهم وثقافتهم ولم يستطيعوا التخلص من تأثير الكنعانيين على ديانتهم ]  (179)

[ ونتج من طبعة الإختيار عقيدة أخرى عند اليهود ،هي عقيدة المسيح المنتظر ، فإن اليهود وجدوا أنفسهم لاخيرة البشر كما بها الآخرون وإنما كانوا هدفا للبلايا والنكبات ، ومن هنا اتجه مفكروهم في عصورهم المتأخرة إلى مخلص ومنقذ ينتشلهم من هذه الوهدة ويضعهم في المكانة التي أرادوها ، وأطلقوا على هذا المخلص ــ المسيح المنتظر ــ ووصفوه بأنه رسول السماء والقائد الذي سينال الشعب المختار بهديه وإرشاده ما يستحقه من سيادة وسؤدد ] (180)  .. وبهذا زيفوا عقيدة الأنبياء واحتالوا على أوامر الرب العلي بآلهة أخرى زائفة .. [ وحكام الشعب تمردوا علي ّ والأنبياء الكذبة ــ تنبئوا بتأثير  البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (181)]

59 ــ  في سفر ارميا عليه السلام

يقول : الرب القدير : [ ولكنكم عندما دخلتموها نجستم أرضي وجعلتم ميراثي رجسا . إن الكهنة لم يسألوا أين الرب ؟ ] .. ارمياء : 2/ 7، 8 وأيضا : [ وحكام الشعب تمردوا عليّ والأنبياء ــ الكذبة ــ تنبئوا بتأثير البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (182)

ويتساءل الرب القدير كاشفا عرى هؤلاء المفسدين ..[ أنظروا هل جرى مثل هذا ؟ هل استبدلت أمة  آلهتها مع أنها حقا ليست آلهة ؟ أما شعبي فأستبدل مجده بما لاجدوى منه . فأذهلي  أيتها السموات وارتجفي وارتعدي جدا ، قد ارتكب شعبي شرّين: نبذوني أنا ينبوع الحياة ، وحفروا لأنفسهم آبارا متصدعة لا تضبط ماء ] (183)

[ لا تصنعوا معي آلهة فضة ولا تصنعوا لكم آلهة أخرى ]  (184)

ولم ينقطع خطاب الرب القدير عبر أنبيائه عليهم السلام يحذرهم من عبادة الأوثان : [ وإذا أغواك سرا أخوك إبن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذي حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصاء الأرض الى أقصائها فلا ترض منه ولا تسمع منه ..بل قتلا تقتله .. ترجمه حتى يموت . ] (185)

ولكن رغم هذه التوجيهات الإلهية لهم ليمتنعوا عن عبادة غيره من أصنام الأمم الأخرى  ــ ظلوا كما يقول زكي شنودة ــ طوال عهودهم أو أغلبها يتمردون على عبادة الله  ويعبدون آلهة الشعوب الوثنية المخالطة لهم أو المحيطة بهم أو المتعاملة معهم أو المسيطرة عليهم ، فعبدوا آلهة المصريين و الكنعانيين والآشوريين والبابليين والحيثيين والأموريين والآراميين والفلسطينيين والمؤابيين والعمونيين والفر زيين والحويين واليبوسيين والصيد ونيين والعقر ونيين كما عبدوا آلهة كوث وعوا وحماة وسفرا ويم وبني سعير وغيرهم من الأمم والشعوب الكبيرة والصغيرة ، ثم حين خضعوا أخيرا لليونان والرومان عبدوا آلهتهم ] (186)

وفي سفر القضاة : ما يكشف عن هويتهم الوثنية : [ عاد بنو إسرائيل  يرتكبون الإثم في عيني الرب ، وعبدوا البعليم وعشتاروت وآلهة  آرام وآلهة صيدون وآلهة بني عمون وآلهة  الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه ،  واحتدم غضب الرب على إسرائيل وسلط عليهم الفلسطينيين وبني عمون .] (187)

وبعد أن أرسل الله تعالى لهم مصلحين ومخلصين ازدادوا ردة و كفرا [ ثم عاد بنو إسرائيل يرتكبون الإثم في عيني الرب ، فأسلمهم لقبضة الفلسطينيين أربعين سنة ]  (188)

[ وقد عبد اليهود آلهة الكنعانيين وقدموا لها القرابين ومن أبرز  هذه الآلهة الإله [ بعل ]  الذي عبده اليهود  واتخذوه من دون الله وأشركوا في بعض الأحيان ، وفي أحيان أخرى كانوا يرتدون تماما عن عبادة الرب ويعبدون بعل وحده ،فكان محل ــ يهوه ــ رب إسرائيل ]  (189)

[ أي ــ الى عبادة ــ  يهوه ــ  وهو اله اليهود القبلي الخاصة بهم .. وهو:  إله باطش منتقم جبار ، تتوافق صفاته مع عقلية جزء يسير من شعب أمضى مئات السنين في الأسر فأخذ الأمل بالخلاص يضمحل  وسيطر التطرف على  الأجيال الجديدة ، فأنتسبت إلى أكثر الآلهة امتدادا وبطشا ] (190)

وفي قاموس الكتاب المقدس :[ أن بعل هو اسم سامي معناه [ رب ] أو سيد أو زوج، وهو اله كنعاني ،وكان ابن الإله إيل وزوج الإلهة بعلة أو عشيرة أو عنات أو عشتاروت ..وقد أولع أهل المشرق بعبادة البعل حتى أنهم كانوا يضمون  الذبائح البشرية على مذابحه [ ارمياء : 19 / 5 ] وقد صار بعد ذلك عثرة للإسرائيليين الذين كسروا شريعة الله بإدخالهم عبادة هذا الإله الى بلادهم [ 1 ملوك : 18ـ40] و [ يشوع :22 /17 ] و[ سفر العدد : 25/3 ، 5/8 ــ و[ مزمار : 106 /28 ، سفر التثنية 4/3] هذا وكان للبعل كهنة كثيرون يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم وأعمال أخرى ينسبونها لإلههم ، كما نرى من قصة إيليا وأنبياء البعل ، فإنه قتل منهم 450 نفسا ، فأظهر بذلك للناس كذبهم وعدم قدرة آلهتهم على عمل العجائب

وهكذا كان الإله [ بعل ] وهو الذي يسمونه [ يهوه ] هومعبودهم المشهور] (191)

وفي سفرا لقضاة :أيضا :[ و أقام بنو إسرائيل بين الكنعانيين والأموريين والفر زيين والحويين واليبوسيين وتزوجوا بناتهم لأبنائهم  وعبدوا آلهتهم ]  وعلى هامش التفسير التطبيقي : [ وسرعان ما تزاوجوا معهم وقبل بنو إسرائيل آلهتهم الوثنية ، وكان الله قد نهى عن ذلك بكل وضوح ــ خروج 34 :  15 ــ 17 ، تثنية : 7 : 1 ــ 4 . وإذ قبلوا هذه الآلهة الوثنية في بيوتهم ، بدأ بنو إسرائيل بالتدريج يقبلون الممارسات الفاجرة المرتبطة بها . لم يكن فيعزم الغالبية أن يصبحوا عبدة أوثان ، ولكن لم يمض وقتا طويل حتى وجدوا أنفسهم منغمسين في العبادة الوثنية ] (192)

60 ــ عبادة الشيطان المعاصرة :

وفي  هذا المدخل الموجز نريد تسجيل الحقيقة التاريخية : أن الظاهرة والصهيوأمريكية المعاصرة والتي تشرع سيف الدم والقتل ضد الموحدين هي حركة مفسدة  وملحدة لا تمت للدين والتوحيد بصلة .. وأن العقائد التي يعتقد بها البروتستانت والمسيحيين الجدد !!  هي عقائد تنبع من منبع شري ووثني واحد ومتوحدة في أصولها ودوافعها وما بروتوكولات حكماء صهيون سوى وجها قبيحا لهذا الميراث  الإفسادي والشري السوداوي في الأمم .. وما أندية الروتاري والليونز ودور الشباب الماسونية والجمعيات المنتشرة لللواطين المرخصين وزواج الذكور  المرخص سوى استكمال لدائرة الإفساد التي يسعى لها مروجو العقيدة الماشيحانية المعادية للسادة الأنبياء وعقيدتهم الرسالية التوحيدية ويحمل لوائها البوشيون والشارونيون من حملة فكر القتل والدم ، هذا وتعتبر عقيدة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة والعالم سوى إعلان عام لاستنفار الوثنية الماسونية وتكشيرها بقوة علنية عن مبادئها الإلحادية .. وقد حملت في طقوسها الوثنية روح الاستئصال وعوامل الاستنساخ العقائدي وما تغليف نظرياتها العلمية سوى غطاء للفجور الإسرائيلي ويشاء القدر أن تنطلق هذه الدعاوى من بيت المسيخ الدجال الأول وهي الولايات المتحدة الوثنية ، وأن تكون الهرمجدون هي غطائها وأيديولوجيتها على امتد الفكر التاريخي البابلي وليومنا هذا غطاء للدم ومن الدم !!

وتشكل اليوم عقيدة عبادة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة تتويجا لهذه الروح الشيطانية الشريرة التي تسكن أدمغة البوشيين وعملائهم في البيت الأسود الشيطاني ونقول البيت الأسود !! لأنه رمز عبادة الشيطان التي يروج ويرخص لها الدموي 2 بوش ؟؟ وحينما يقف بوش القاتل التلمودي ليحضر في دوام دائم لحفلات عبدة عقيدة الشيطان في الولايات المتحدة ويرفع شعاراتها بيده ممثلا قرنا الشيطان على النجمة الخماسية ..: (193)

وتقوم عقيدة الشيطان بإختصارعلى تأكيد التاريخ اليهودي الوثني في عهد الملوك حينماعبدو عقيدة : يهوه وجعلوا لها معابد وثنية على رؤوس الجبال يرقصون حول تماثيلها ثم سرعان ما يربط عبدة الشيطان التاريخ بسلسلة ملحدة ولهذا فهم قد جعلوا طقوسهم الغريبة مليئة بالصخب الهوليودي وحفلات الديسكو ومحملين برموز الوثنية ورموز الشيطان والعجل السامري و [من أشهر رموز عباد الشيطان ، رأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان، ويعد رمزاً مقدساً ، لأنه يمثل الشيطان نفسه . رأس الكبش Baphomet :
العين الثالثة : شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان ، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي

، وترتكز معتقدات هذه الحركة غير المألوفة ، حسب ملف جُمع لكشفها في وزارة الداخلية وباعتقال أعضائها ، الى استحضار الأرواح الشريرة وممارسة الشعوذة وعبادة الشيطان والقيام بطقوس غريبة وشريرة.
وتشتمل هذه الطقوس على التجديف على القربان المقدس لدى الديانة المسيحية قرب المقابر وخلال الليل، وتحقير الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. ويمارس أفراد هذه الحركة، إضافة الى ذلك الشذوذ الجنسي على مختلف أنواعه وحتى مع الأموات والحيوانات.
أما في المراحل المتقدمة ، فتوجب الطقوس تقديم أضحية بشرية كذبح طفل رضيع وسكب دمائه في كؤوس وشربها مع تنكيس الصليب وصولاً إلى قتل النفس اعتقاداً منهم أن بالانتحار سيرقى الفرد إلى مرتبة أعلى لدى [الشيطان الرب  ] عندهم , وباشر وزير الداخلية اللبناني تعاوناً مع وسائل الإعلام المحلية لنشر التوعية والمعلومات اللازمة للتعريف بهذه الحركة والقيام بحملة دعائية مضادة، ولمحاولة مد جسور مع المواطنين لتدارك هذه الظاهرة وحصرها. ومن علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود ، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت ، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم ، مثل الجماجم ورؤوس الكباش ويخزن شرائط كاسيت مسجلاً عليها أغان فيها ازدراء للدين . أعوذ بالله .. ان عبدة الشيطان جماعة تدعي أنه من خلال طقوسهم يمكنهم الحصول على القوة الشيطانية وهؤلاء لديهم كتاب ديني يسمى “الإنجيل الأسود” من تأليف اليهودي ليفي مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو”. وقال “ان هذه المجموعة تتكون من طبقات، فمنهم ما يسمى بالأمير وكذلك الشر الأعظم .. استحضار أرواح
الشر وممارسة الشعوذة… استحقار الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. الرداء الأسود .. الدماء .. المخدرات والسكر .. الوشم .. الممارسات الشاذة . علاقتهم بــاللـــــون الأسود يرتبط لديهم اللون الأسودبالشروالموتوالسحروالظلام وأبشعها هم : من يعبدون الشيطان ويعتبرونه ربهم ويتقربون منه .. ويدعون أنهم يحصلون على قوة شيطانية عند ممارسه طقوسهم , كتابهم الإنجيل الأسود من تأليف..اليهودي . ليفـي  مؤسس كنيسة الشيطان ، في سان فرانسيسكو مع انه غير مؤمن بشي ! فهو ملـحــد .. منهم طبقات : مايسمى بالأمير.. والشر الأعظم هو [ حركش الشيطان ] الذي يعبدونها لممارسات الشاذة والدعارة الجماعية وحتى مع الحيوانات ــ تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح قطط و الكلاب وهم يظنون إنها حارسه لعالم الشياطين ودهن دمائها بأجسادهمالذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى و يأكلون لحم البشر و شرب الدم في جو ظلامي دامس و حبهم للظلام واستعمال السحر الأسود  ورأس الكبش وهو الذي يمثل الشيطان نفسه وهو أشهر رموزهم ويمثل إلههم.. النجمة الخماسية على شكل الشيطان الأكبر.. وهم في القرن الميلادي الأول يقولون بان الشيطان مساوي في الله سبحانه وتعالى بالقوة !! والعياذ بالله وبالغو كثيرا في تعظيمه وعبادته. وللمزيد من معرفة هذه العبادة الشيطانية في الولايات البوشوية ومشاركة رجال البيت الأسود الماسوني بها وبوش تحديدا  … ويمكن الإطلاع على هذا الرابط وعنوانه : (194):

61 ــ عين الدجال على الدولار وسياسة النهب :

.. عين اللص كما يقولون برحه .. أي وقحة ، وهذا حال الدجاجله المعاصرين وأذنابهم .. والعين هي عين المؤامرة تشع بفكر الدم والغدر والمؤامرة !! وبمشهد هذه العين وسط الهرم الماسوني المتجبر  ندرك التكامل مع ما سبق في استيضاح هذه العقيدة الوثنية وعلاقتها بعقيدة العجل الذهبي والسامري الدجال تحديدا : وهو سر المفهوم المروج من قبل أميركا : [ العم سام  ] : وهي جعل كل شئ في الولايات المتحدة الشيطانية مقاما [ للعم سام ] وسام هما الحروف الأولى للسامري .. استعيض بحروف عربية لأن طاغيتهم الدجال هو أصلا من السامرة .. وعين الدجال تحمل ماهيتها على الدولار الأمريكي الأول في رسم الهرم الذي يعلوه العين الشاخصة وهي العوراء فهم يعرفون أن ربهم : أعور !! ولهذا أشد ما نبه عليه نبينا في معرفته المقبلة وكذا أخطار أساطيره الزائفة قال  النبي الأعظم r : [وإنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم – ثلاثا – إن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ] .. ( 195)

[ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر] (196)

و سنرى أن [ أقرب النظريات الى المنطق تقول أن المستنيرين هم ببساطه خلاصه الماسونية العارفة و المستنيرة على الخطط و الأهداف الحقيقية , و التي تستخدم الماسوني البسيط كوسيلة فقط لتحقيق الغايات

إن هذه العين التي يقول الماسون أنها عين حورسالإله المصري القديم – و الموجودة على قمة الهرم أكثر شعارات الماسونية انتشارا , ترمز للطبقة الحاكمة التي هي الرأس ــ  الرأس مكان العين ــ و التي ترى , بل و التي تشع نورا !! و ما قاعدة الهرم إلا لحمل قمته   ] (197)

وتبدو في الرسومات كيف تحيط النجمة السداسية التي ينسبونها زورا الى داود النبي عليه السلام . على أركان الهرم المصري الذي اتخذوه رسما ورمزا يربط الوثنية الفرعونية وعجلها أبيس ـ حورس ـ  وعين الدجال الناظرة لعمق الوطنية يريده قلعة له ولهذا عندما زار رئيس الوزراء السابق الماشيحاني اليميني المجرم مناحيم بيجين الهرم الفرعوني بالجيزة قال : ان هذا الهرم هو ملك إسرائيلي فأحتج المصريون على ذلك ]
62 ــ إذا ما علاقة مثلث برمودا بالدولار الأمريكي ؟؟
صور الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرم ” فرعوني ” حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين ” أيام العهد الفرعوني ” وبالطبع فان الدجال ” السامريأعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجالالأعور ANNUIT COEPITS و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة :
63 ــ العم  سام : السامري الدجال رمز النظام العالمي :

:NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد . أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم ] ..
في الختام أحب اذكر ان هناك لفظ غريب جدا و US و التي تعني United States و اعتبره البعض انه اختصار وانه مأخوذ من اسم التاجر الأميركي صموئيل ويلسون Samuel Wilson المعروف تحببا ب-(العم سام ويلسون). وتفصيل الأمر أن هذا التاجر كان يزود القوات الأميركية، خلال حرب عام 1812 بلحم البقر، وكان يدمغ براميل هذا اللحم بحرفي U.S. (أي الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة. وإذ كان هذا الرمز يمثل أيضا الحرفين الأولين من كلمتي (العم سام) Uncle Sam فسرعان ما أصبح هذا اللقب مرادفا للولايات المتحدة الأميركية .. و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم المأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Samاختصار للسامري  سام . ]
و هذا ما تؤكده الصورة المتعلقة دائما بهذا اللقب حيث ان الصورة توضح شكل رجل له قبعة عليها نجوم و له ملابس ساحر ” أي انه منجم و ساحر و دجال ” و لكن الصورة لا تعبر عن صاحبها إنما تعبر عن المعنى الواضح لنا الآن و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم مأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Sam اختصار للسامري ” سام] (198)

وفي كتاب : أسطورة هرمجدون والصهيونية  والذي عرضه  الباحث هشام آل قطيط : اعتبر الباحث : أن العم سام صورة لمجموعة الناهبين [ إنهم حفنة قليلة جدا ، جدّ قليلة ، من محترفي السياسة وكبار رجال المال والإعلام ، تهمهم بالدرجة الأولى مصالحهم ، ثم تأتي مصالح الشعب الأمريكي ، وهذا هو العم سام الذي يحكم ويقود أميركا والعالم . الثالوث المقدس من أقوياء رجال الحكم والمال والإعلام ، يعملون حسب المنهج الأمريكي الخاص وعصب الحياة فيه القوة والمال .ـ ص343 ط /1 دار المحجة البيضاء بيروت 1424 ـ 2003 ـ العم سام رمز النهب الإمبريالي ورمز الدموية العالمية ، انه النظر لهذا العالم بعين مسمومة حاقدة على الأمم والتاريخ مدفوعة بروح الإنتقام من كل الأنبياء و حملة الرسالات السماوية ، إنها عين السامري الدجال . يحملها المفسدون أبناء إبليس والماشياح المزيف اليوم في قلب عراق الإسلام تربط بين عقيدة العجل الى هوية عبادة الشيطان العلنية !! الدولار الأعور هو الرمز وشيفرة البدء بتدمير عواصم الإسلام بغطاء هرمجدوني أساطيري زائف ،

[ وها هي بعض الصور التي توضح ان الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرمفرعوني ” حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين ” أيام العهد الفرعونيوبالطبع فان الدجال ” السامري ” أعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجال ” الأعور[ أنظر ملحق الصور:  1]
و لنستعرض مع بعض ما الذي تحتويه الصور من معاني غريبة و صور أغرب : –
ANNUIT COEPITS
و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد
أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم
و ما يؤكد هذا الكلام هو وجود الهرم في الدولار على أرضية جزيرة و المعتقد ان تلك الجزيرة هي للجن و ملكهم إبليس و لحليفه المسيح الدجال و هذه الصورة توضح ذلك [ أنظر الملحق 2 ]

64  ــ نشأة المسيحية الصهيونية

الماشيحانية

تعريفها :
تم تعريف الصهيونية المسيحية على إنها “الدعم المسيحي للصهيونية”. وقد قيل أيضاً أنها “حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض”. ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة “دولة إسرائيل” ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي “إسرائيل”.
“والتر ريغنز” الأمين العام لما يسمى “السفارة المسيحية الدولية” وهي من أحدث وأخطر المؤسسات الصهيونية ومركزها في القدس، يعرف اصطلاح الصهيونية المسيحية بطريقة سياسية وعلى أنه -أي التعريف- أي مسيحي يدعم الهدف الصهيوني لدولة إسرائيل وجيشها وحكومتها وثقافتها الخ.
أما القس “جيري فالويل” مؤسس جماعة العمل السياسي الأصولي المسماة “الأغلبية الأخلاقية” وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: [إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة إسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم ]  (199)

[الصهيونية المسيحية هي أيديولوجيا دينية “رؤيوية” سياسية حديثة العهد نسبياً، لكن جذورها تتصل بتيار ديني يعود الى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية (Millenarianism). والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين الذين هم من أصل يهـودي، وهو يعود الى استمرارهم في الاعتقاد بالمشيحية الزمنية -المشيحية كلمة من أصل عبري ـ والى تأويلهم اللفظي لما ورد في سفر رؤيا يوحنا – 20/3-6، وهو أن المسيح سيعود الى هذا العالم محاطاً بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سُموا بالألفية. ولربما أن هرطقة مونتانوس الفريجي، حوالي عام مئة واثنان وسبعون، كانت التعبير الأكثر وضوحاً عن النتائج العلمية للحركة الألفية، فلقد اعتبر هذا الأخير أن حياة أعضاء الكنيسة الروحية والأخلاقية قد تدهورت كثيرا بسبب تأثير العالم السيء عليها، فأراد أن يرجعها الى العصر الرسولي الأول، وقد ادعى انه النبي الجديد الذي أوكل الله إليه هذه المهمة، فراح يبشر بقرب نزول أورشليم السماوية، ومجيء السيد الى فريجية العليا [آسيا الصغرى ] لتأسيس مملكته الأرضية ذات الألف عام.
وبقيت الحركة الألفية في مد وجزر. ففي القرون الوسطى اعتنق الألفيون أكثر فأكثر عقائد مسيحية ابتعدت عن الإيمان القويم، كما أنهم وقفوا موقفاً معاديا لروما وللباباوية وللكثلكة . وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر، نرى الحركات الألفية تنضوي بكثرة تحت لواء الحملات الصليبية، لكن حتى القرن السابع عشر، لم تحمل الحركة الألفية ـ أي عودة السيد الثانية وحكمه ألف سنة ـ أي طابع يهودي يشير الى عودة اليهود الى فلسطين. ]  :   (200)  [
تعرف الصهيونية المسيحية بأنها ” الدعم المسيحي للصهيونية ” كما يقول تيودور هيرتزل أول من استعمل تعبير الصهيونية المسيحية ، ثم تطور هذا المعنى فيما بعد ليأخذ بعدا دينيا ،وهو أن المسيحي الصهيوني هو :إنسان مهتم بمساعدة الله لتحقيق نبوءاته من خلال الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من الوجود الجسدي للمسيح ” .
وقد قيل أيضاً أنها “حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض”. ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة ” دولة إسرائيل” ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي ” إسرائيل ” ،كما وتعرف بأنها ” مجموعة من المعتقدات التي تهدف إلـى تأييد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها حقا لليهود،باعتبار أن عودة اليهود إلي ارض الميعاد، برهان علي صدق التوراة ، وعلي اكتمال الزمن ، وعودة المسيح ثانية ” .] (201)

65 ــ الصهيونية المسيحية البريطانية
[ إلا أن بوادر تفسير الكتب المقدسة تفسيراً حرفيا وربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميما –حسب زعم الألفيين- لنبوءة الكتاب المقدس، فقد بدأت بشكل بارز في بريطانيا في القرن السابع عشر.
\وقد تسارع هذا التطور إبان العصر الطهري “البيوريتاني”، بعد أن كانت تلك المعتقدات الألفية قد تراجعت في العهد  [الإلزابيتي ]. فمن هذا الإتجاه نذكر:
– استعمال العبرية لغة للصلاة في الكنائس
– نقل يوم ذكرى قيام السيد المسيح من يوم الأحد الى يوم السبت اليهودي
– مطالبة بعض البيوريتانيين الحكومة بأن تعلن التوراة أي العهد القديم دستوراً لبريطانيا
– ونجد في العام ألف وخمسماية وثمانية وثمانين (1588) رجلاً بريطانيا من رجال الدين واسمه [بريتمان ] (1562-1607)، يدعو الى إعادة اليهود الى الأراضي المقدسة تتميماً لنبوءة الكتاب المقدس
– وفي العام ألف وستماية وخمسة عشر (1615) دعا البرلماني البريطاني “السير هنري فينش” الحكومة الى دعم عودة اليهود الى فلسطين حيث كتب:”ليس اليهود قلة مبعثرة، بل إنهم أمة، ستعود أمة اليهود الى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض..وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم الى الأبد “. إلا أن الركيزة الدينية /السياسية/ الأيديولوجية الأولى للصهيونية المسيحية في بريطانيا قامت على يد [ أوليفر كرومويل ] ، فقد كان هذا الأخير على مدى عشر سنوات 1649-1659  رئيسا للمحفـــل البيوريتاني ، وهو الذي دعا الى عقد مؤتمر عام ألف وستماية وخمسة وخمسين 1655  للتشريع لعودة اليهود الى بريطانيا ،  أي إلغاء قانون النفي الذي اتخذه الملك ” إدوارد  “. ففي هذا المؤتمر تم ربط الصهيونية المسيحية بالمصالح الإستراتيجية لبريطانيا ، ومن خلال عملية الربط تلك تحمس ” كرومويل ” لمشروع التوطين اليهودي في فلسطين منذ ذلك الوقت المبكر. بعد العام ألف وثمانماية برز [القس لويس واي ] الذي صار مدير الجمعية اللندنية لترويج المسيحية بين اليهود في العام ألف وثمانماية وتسعة (1809)، وقد تحولت الجمعية بجهوده قوة كبرى في التعبير عن عقائد الصهيونية المسيحية بما فيها عودة اليهود الى فلسطين .
شخصية أخرى ساهمت في تطوير هذا الإتجاه في بريطانيا هو ” الشريف هنري دارموند ” عضو مجلس العموم البريطاني. فقد تخلى [ دارموند ] عن عمله السياسي بعد زيارة الأرض المقدسة ونذر حياته لتعليم الأصولية المسيحية والكتابة عنها وعن صلتها بعودة اليهود الى فلسطين .
أما [ اللورد شافتسبوري ] [1818-1885 ] ، وهو من أكابرالمصلحين الاجتماعيين الإنجيليين البريطانيين، وقد عمل لتخليص بريطانيا من العبودية، ومن ممارسات تشغيل الأحداث الظالمة، فقد كان من الألفيين المتحمسين والمناضلين من أجل عودة اليهود الى فلسطين ، وكانت نظرته تتسم الى حد بعيد بالعداء لليهود، إذ كان يفضل رؤيتهم يقيمون بالأراضي المقدسة بدلا من انكلترا .
وأشد الصهيونيين المسيحيين البريطانيين ضلوعاً في السياسة فهو القس ” ويليام هـ هشلر ” 1845-1931 . فقد عمل في السفارة البريطانية بفيينا ونظم عملية تهجير اليهود الروس الى فلسطين . وفي العام ألف وثمانماية وأربعة وتسعين 1894  نشر كتاباً عنوانه  [عودة اليهود الى فلسطين ] وطرح هذه العودة على قاعدة تطبيق النبوءات الدينية الواردة في العهد القديم ، والأهم من كل ذلك انه كان من المؤمنين المتحمسين لأبي الصهيونية ـ تيودور هيرتزل ـ وقد أتاح “هشلر” الدعم السياسي والاتصالات لهرتزل خلال المرحلة الحاسمة ، وبذل مساعيه في اللوبي من أجل القضية الصهيونية لمدة تناهز الثلاثين سنة .
وأخيراً ، لا بد من ذكر إسم ” اللورد آرثر بلفور ” مهندس وعد بلفور الذي صدر في العام ألف وتسعماية وسبعة عشر 1917  . لقد كان ” بلفور ” من الألفيين ومن الصهيونيين المسيحيين ، وقد أدت لقاءاته بكل من  تيودور هيرتزل  و حاييم وايتزمان  الى ما يقارب الانسجام، رغم انه كان معروفاً عنه بمواقفه المعادية لليهود. ]
(202)

[هذا وإن نهاية العالم على الطريقة الأميركية الصهيونية تستند شكلاً على بعض أسفار العهد القديم ، كسفر حزقيال وسفر دانيال ، ومن العهد الجديد على سفر رؤيا يوحنا ، وتستنتج أن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية ، وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية ، وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت الى نهاية – حسب زعمهم- لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية ، بل لأن هذا هو قصد الله . نهاية العالم ليست مدعاة للقلق بنظر ” الألفيين ” لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني . لكن قبل هذا المجيء على بعض الأحداث أن تقع، إنها ” علامات الأزمنة ” أي تبشير العالم ، وعودة اليهود ، وإعادة بناء دولة إسرائيل وظهور [ المسيح الدجال ] وموجة من الصراعات. كل هذا يتوج بمعركة [ هرمجدون ] وهي قرية مذكورة في سفر الرؤيا ، وتقع الى شمال القدس حيث تزج الأمم الكبيرة في معركة بين [ الحق والباطل ] وعند اقتراب إفناء العالم يظهر المسيح . وهناك أكثر من رواية تفصيلية لهذا الحدث الإنقضائي ، لا مجال لذكرها هنا ، لكن المهم في هذا التصور [ الرؤيوي ] أن السلاح النووي يصبح عندئذ أداة لتحقيق مقاصد الله ، وأن الميل الى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور ” نهاية العالم ” يصبح مشروعا ً، لا بل ضرورياً ، علماً بأن دعاة الألفـية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحا للحرب-الكارثة المذكورة أعلاه. ]     (203)
66 ــ السفارة المسيحية والبعد الدولي للصهيونية المسيحية
إن التأييد المسيحي الأصولي لإسرائيل يستند عند الكثيرين كما رأينا الى  رؤية  للعالم،  أو بالأحرى لنهايته، تفترض تبشير اليهود . ولكن ، هل أن تبشير اليهود يرضي اليهود؟ .. مع ذلك ، فإن مواقف أصولية مسيحية صهيونية ، ورغبة منها بتطمين اليهود ، راحت تقول بعدم تبشير اليهود ، بل بالوقوف الى جانبهم –  ] .. تعزيتهم [ .[ على حسب ما جاء في سفر أشعياء في التوراة – 1:40-2 ـ ]  عزوا شعبي يقول إلهكم ، طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهازها قد كمل  ] .
أبرز ممثلي هذا التيار وأخطرهم اليوم هم جماعة [  السفارة المسيحية العالمية في القدس  ]. تأسست هذه السفارة في العام ألف وتسعماية وثمانين 1980  رداً على سحب ثلاثة عشرة دولة سفاراتها من القدس استنكاراً لإعلانها عاصمة لإسرائيل ، ولهذه السفارة فروع في خمسين دولة في العالم ، ولها في الولايات المتحدة الأميركية عشرون مكتباً قنصـلياً . المكاتب تقوم بعمل دعائي من مختلف الأنواع ، وتجمع المساعدات المالية والعينية وتسوق البضائع الإسرائيلية. من نشاطات ” السفارة ” المؤتمر الدولي للقادة المسيحيين الصهاينة الذي عقد في بازل (سويسرا) خلال شهر آب عام ألف وتسعماية وخمسة وثمانين 1985 والذي انتهى الى إصدار بيان ، يضيف الى تكرار المواقف التقليدية المؤيدة لدولة إسرائيل و [ التائبة عن اللا سامية ] ، تهنئة لدولة إسرائيل ومواطنيها على إنجازات الأربعين سنة الأخيرة ، ودعوة للإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ، وبيهودا والسامرة [ الضفة الغربية ] كأجزاء من أرض إسرائيل، وتحذيراً للأمم التي تعادي الشعب اليهودي.
لقد أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا البيان بشدة . إن السفارة المسيحية في القدس هي مثال واضح ومفضوح لانحياز التيار المسيحي الأميركي الأصولي لدولة إسرائيل ، و لتوظيف الدين توظيفاً مغرضاً في السياسة .
وهناك عدة أصناف من السلوك تصف الصهيونيين المسيحيين كأصدقاء لإسرائيل ومنها:


1. تشجيع الحوار ما بين اليهود والمسيحيين
2. مقاومة معاداة السامية
3. التعريف بالأصول اليهودية للإيمان المسيحي والتركيز عليها لدرجة تبدو فيها المسيحية وكأنها إحدى الطوائف اليهودية
4. العمل الإنساني بين اللاجئين اليهود
5. مقاومة المواقف اليهودية “المعتدلة” التي تسعى الى التفاوض بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام
الصهيونية المسيحية في ميزان الكنائس الأميركية
تقول الكاتبة “هيلينه كوبان”: [ قرأنا جميعا التحليلات الإخبارية التي تشير الى ان أقوى دعم سياسي حصل عليه أرييل شارون في الولايات المتحدة الأميركية م يكن من الطائفة اليهودية الأميركية، ولكن من الجمعيات القوية لليمين المسيحي، هل هذا يعني أن جميع المسيحيين تقريبا في الولايات المتحدة أصبحوا ضد المصالح الفلسطينية والإسلامية والعربية؟ وهل يعني هذا أن المجتمع الأميركي على وشك أو تسيطر عليه الرغبة القوية ليحول مواجهة دولته مع المجتمع الإسلامي الى حملات صليبية عدائية؟ ]
وتجيب الكاتبة على هذا التساؤل الذي هو حقا في مكانه قائلة:”لحسن الحظ فإن الحالة داخل المجتمع الأميركي ليست سيئة لهذا الحد. فمع ان جمعيات اليمين المسيحي قوية الا أنها ليست على وشك أن تسيطر على كل المجتمع الأميركي ومن المفيد ان نذكر هنا أن نسبة صغيرة فقط من المسيحيين الأميركيين تدعم برنامج الشرق الأوسط للجمعيات التابعة لليمين المسيحي، غير أن المشكلة تكمن في أن اليمين المسيحي هو في أفضل درجات التنظيم، وله تأثير فعال في العمل السياسي بينما الطوائف والجمعيات المسيحية غير اليمينية ليست بذات التنظيم الكبير، لكن هذا الوضع يجب أن يتغير”.
ما تقوله هيلينه كوبان هو عين الصواب. ففي الواقع تمثل الصهيونية المسيحية عدديا نسبة ضئيلة ما بين الكنائس الأميركية، لكنها نسبة فاعلة جدا، وتقود جماعات الصهيونية المسيحية جمعيات من المعمدانيين الجنوبيين (
Southern Baptists)، هذا ويشكل المعمدانيون بمجملهم مع الكنائس الأخرى ذات التوجه اليميني وليس فقط المعمدانيون الجنوبيون نسبة تبلغ حوالي الستة عشر بالمئة فقط من السكان، أما الطوائف البروتستانتية الأربع الكبيرة غير المعمدانية أي المثوديست واللوثريون والمشيخيون والأنغليكان أو الأسقفيون فإنها تشكل نسبة خمسة عشر بالمئة من عدد السكان, ومن الأهمية بمكان أن هذه الطوائف الأربع بالإضافة الى الكاثوليك والطوائف الأرثوذوكسية هي متعاطفة عموماً مع القضية الفلسطينية وجميعها حتى كنيسة الميثوديست التي ينتمي إليها شكلاً الرئيس جورج 2 بوش قد أصدرت بيانات نددت فيها بالحرب على العراق ووصفتها بأنها حرب لا أخلاقية ولا شرعية ومدانة مسيحيا. ]  (204)

ويلاحظ أنه في نفس الوقت كان لـ ” مارتن لوثر ” موقف مؤيد لليهود في أوروبا عبّر عنه في كتابه الصادر عام 1523م  بعنوان [ المسيح ولد يهوديًّا ] ويبدو أنه في هذا الكتاب كان يأمل في ضم اليهود إلى المسيحية؛ حيث عبّر عن موقفه المناهض لهم بعد عشرين عامًا ؛ أي في عام 1543م  .. في كتاب ” اليهود وأكاذيبهم “، محرضًا الأمراء الألمان على اقتلاع اليهود وعزلهم ومصادرة ثرواتهم وطردهم إلى أرض كنعان من حيث جاءوا.. ويبدو أن لوثر قد ضاق بأمرين :

1. تمسك اليهود بمعتقدهم.

2. تمسك اليهودي بممارسة الربا الذي يجعله قادرًا على امتياز جزء من الثروة الألمانية القومية. الأمر الذي جعله يطالب بمصادرة الثروة التي نهبها اليهود من الأمة.

مولد الصهيونية الدينية

بيد أن حركة  [الطهريون Puritans ] وهي الحركة الأكثر تشددًا في الحركات البروتستانتية قد التزمت التفسير الحرفي المقدسي؛ حيث اعتبرت التوراة كلمة الله المعصومة. كما اعتبروا الأساطير والنبوءات العبرية تاريخًا، والشريعة الموسوية قانونًا، وعَمدوا أولادهم بأسماء عبرية، وقدسوا يوم السبت، وأدخلوا اللغة والأدب العبريين إلى المدارس، وأصبحت العبرية لغة القداس في الكنائس، وأدخلت في القداس نصوصا من التوراة؛ بل إن العبرية دخلت في نسيج الحياة اليومية للأمة.

وتعد عودة البروتستانت الطهريين البريطانيين إلى العهد القديم وإعادة توظيفه سياسيا خاصة فيما يتعلق باليهود بات بمثابة حاضنة ثقافية خرجت منها الصهيونية الدينية ثم الصهيونية السياسية.

لقد تماهى الطهريون مع الإسرائيليين القدامى، فوصفت بريطانيا في عهد كرومويل (1649-1658) “بإسرائيل البريطانية وصهيون الإنجليزية، ووصف الطهريون أنفسهم بأبناء إسرائيل وطالبوا منذ 1573 بجعل الشريعة الموسوية ملزمة للأمراء المسيحيين”.

إن هذا التماهي الديني قابله تلاقٍ على المستوى الاقتصادي حيث يقول “ويبر”: إن كلاً من اليهودية والبروتستانتية تقفان في صف الرأسمالية، الفرق هو “أن اليهودية وقفت إلى جانب الرأسمالية المغامرة متجهة نحو السياسة والمضاربة، وكانت تقاليدها هي تقاليد الرأسمالية المنبوذة. أما البروتستانتية الطهرية فقد تبنت تقاليد المشروع البرجوازي العقلاني والتنظيم العقلاني للعمل؛ حيث كان كرومويل قد فتح بلاده لرؤوس الأموال اليهودية.

وما أن حل القرن السابع عشر حتى أخذت ظاهرة “إحياء السامية” كما أسماها المؤرخ اليهودي “سيسيل روث” تفرض نفسها وتكتسب الاعتراف في الأوساط الرسمية والشعبية، وقد اتسمت هذه الظاهرة بمظاهر ثلاثة هي:

1. التعاطف مع اليهود.

2. الخجل مما عانوه في الماضي.

3. الأمل في تحقيق نبوءة عودة اليهود إلى فلسطين.

تأثيرات واتجاهات

وأدت موجة الإحياء للسامية في أوروبا إلى إحداث التأثيرات التالية:

1. إمكانية قبول التفسير اليهودي للعهد القديم، ولا سيما التفسير المتعلق بمستقبل استعادة اليهود لفلسطين.

2. إقناع طلبة الجامعات والباحثين بأن كلمة إسرائيل الواردة في العهد القديم تعني كل الجماعات اليهودية في العالم.

3. قبول التفسير بارتباط زمن نهاية العالم بعودة المسيح الثانية، وإن هذه العودة مرتبطة بمقدمة تشير إلى عودة اليهود إلى فلسطين.

على هذه الأرضية توالت كثير من الكتابات تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين، ومنها البحث الذي وضعه السير هنري فنش (Henry Finch) المستشار القانوني لملك إنجلترا ونشره عام (1621م) بعنوان “الاستعادة العظمى العالمية The World’s Great Restoration ” واعتبر أولى المشروعات الإنجليزية لاستعادة فلسطين لليهود؛ حيث طالب الأمراء المسيحيون بجمع قواهم لاستعادة إمبراطورية الأمة اليهودية.

في هذه الأجواء التي راجت فيها فكرة عودة اليهود إلى فلسطين، وبرزت فكرة أخرى مكملة لها مفادها أن هذه العودة “تمهد لمجيء المسيح الثاني الذي يندرج في سياق النظرة “الألفية” إلى المستقبل، والقائلة إن العالم كما نعرفه أشرف على النهاية، وإن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية”.

وقد ارتبطت هذه الفكرة بصياغة علاقة لاهوتية مباشرة بتصور دولة يهودية حديثة تتميما لنبوءة الكتاب المقدس حيث يعود السيد المسيح إلى الأرض كملك لمدة ألف عام “الحكم الألفي” مقيدا إبليس. وقد صارت إنجلترا مركز هذه النزعة التي تزايد نفوذها مع مطلع القرن التاسع عشر.

هذا وقد ظهرت عدة اتجاهات حول فكرة الملك / الحكم الألفي وذلك كما يلي:

اتجاه عرف باسم [سابقو الألف :  . Pre-Millennialism : مذهب السابقية ]

اتجاه عرف باسم [ لاحقو الألف Post-Millennialism. ]

اتجاه التفسير الروحي.

يمكن القول بداية إن رفض هذه الفكرة هو ما استقرت عليه الكنيسة الشرقية وأغلب الكنائس الرئيسية في الغرب: الكاثوليكية والتيار الرئيسي للكنيسة الإنجيلية. حيث الربط بين إقامة دولة يهودية والتفسير الحرفي للنصوص والتفسير التاريخي للكتاب المقدس، وتمييز اليهود الذي يعيد فكرة أنهم المختارون والمدعوون، فالمسيحية فتحت الباب للجميع، والله لا يميز شعبا بعينه.

بيد أن الأخطر في الاتجاهات السابقة هو الأول أو ما عرف باتجاه “السابقية” أو سابقو الألف: “التدبيريون” أو[الحقبيون ] أو [ الدهريون : Dispensational/ Pre-Millennialism ] حيث يرى أتباع هذا الاتجاه “المسيحية كفرقة من الفرق اليهودية، ولذلك يخلطون بين ما هو يهودي وما هو مسيحي وبين الدين والأحداث السياسية”، وحاولوا قراءة التاريخ قراءة سياسية تاريخية ]   (205)
67 ــ تأثيرات الفكر التوراتي في العقيدة المسيحية :

[ وتتركز تأثيرات الفكر التوراتي الأسطوري في العقيدة المسيحية الصهيونية في ثلاثة أمور، أولها أن اليهود هم شعب الله المختار وهم الأمة المفضلة على كل الأمم، وثانيها أن هناك ميثاقاً إلهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين أعطاه الله لإبراهيم (ع)، وهو ميثاق أبدي، وثالثها أن عودة المسيح عليه السلام  مرتبطة بقيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم في فلسطين وإعادة بناء الهيكل. إن العالم الجديد، حسب تسمية الإنسان الأبيض المركزي العنصري للقارة الأمريكية، لم يكن عالماً جديداً، فكما هو معروف، كان لها شعبها الأصلي بحضارته وثقافته وديانته، لكن البيض انتهكوها واستملكوها، طبيعة وروحاً، أرضاً وشعباً، بالسلب والنهب والقتل والأعمال الإبادية، وكل ذلك جرى باسم الرب والمدنية والتقدم، وباسم الرب، تحولت القارة التي صار اسمها أمريكا إلى موطن لمعتقدات وأشكال وتحولات دينية طائفية متعددة تتكاثر بتكاثر المستعمرات. واليوم، يوجد مئات النحل والمجموعات الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد بلغ من تأثير الفكر التوراتي اليهودي الأسطوري في عقيدة الرواد الأوائل في أمريكا، أن الرئيس الأمريكي جيفرسون اقترح اتخاذ شعار لأمريكا يمثل بني إسرائيل تظللهم غيمة في النهار وعمود من النور في الليل، بدلاً من شعار النسر، وذلك توافقاً وانسجاماً إلى حد التطابق، مع ما ورد في سفر الخروج. ]   (206)

68 ــ بطريرك القدس يهاجم المسيحية الصهيونية :

[إننا نرفض قطعيا عقائد المسيحية الصهيونية ونعتبرها تعليما خاطئا يفسد رسالة المحبة والعدالة والمصالحة الإنجيلية. كما نرفض أيضاً الحلف المعاصر بين قادة المسيحية الصهيونية والمنظمات والذين يفرضون حاليا حدودا وتسلطا استباقيين وأحادي الجانب على فلسطين يقود هذا بلا شك إلى حلقة مستمرة من العنف الذي يستهتر بأمن جميع الناس في الشرق الأوسط وباقي العالم.  إننا نرفض تعاليم المسيحية الصهيونية التي تسهل وتدعم هذه السياسات في تعزيزها للإقصائية العرقية والحرب المستمرة بدلاً عن إنجيل الحب الكوني والغفران والمصالحة التي علمها يسوع المسيح. وبدلا عن دعوة العالم الى هرمجدون، فإننا ندعو كل فرد الى تحرير ذاته من إيديولوجيات الحرب والاحتلال وللبدء، بدلا عن ذلك، شفاء الأمم، إننا ندعو المسيحيين في كنائس كافة القارات للصلاة لفلسطين ولشعب إسرائيل اللذان يعانيان كلاهما كضحايا للاحتلال والحرب. تلك الأعمال العنصرية تحول فلسطين الى غيتوات فقيرة محاطة بمستوطنات إسرائيلية اقصائية. ان تأسيس مستوطنات لا شرعية وبناء حائط الفصل على أراض فلسطينية مصادرة يفقد الدولة الفلسطينية حيويتها ويفقد كامل المنطقة السلام والأمن. إننا ندعو الكنائس التي ما زالت صامتة ان تكسر صمتها وتتكلم لأجل المصالحة والعدالة في الأراضي المقدسة. ] (207)
ولفهم المدخل لتبلور هذه  النشأة لا بد أن ندرك أبعاد الحقائق التاريخية للهجمة الماشيحانية وجذورها العقدية والسياسة وهي المرتبطة جدليا في حركة الثورة الأوروبية ، والتي كان للشيطان وحكومة الماسون الخفية أعظم الدور في اندلاعها مؤكدين حقيقة تلك العين الشيطانية الساهرة على تحطيم العالم وتفكيكه ، والمطلع على كتاب بروتوكولات صهيون و كذلك حقائق التلمود وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج يكتشف البعد التكويني لحركة الانحطاط الغربية وجذورها .  وهي التي ترفع اليوم  الأهداف التنفيذية للماسونية الزرقاء ، فيما يعرف اليوم جليا واضحا بالحركة المسيحية الصهيونية في الغرب .. وهي ترجمان حركة المسيح الكذاب كما وصف التوراة والإنجيل .. وحتى ندخل في التعريف الموجز للظاهرة لابد أن نحدد أصولها الفرنسية البونابرتية .. ففرنسا منبع الماسونية الزرقاء !! ]

69 ــ خطاب نابليون والماشيحانية :

وتكشف الحقائق التاريخية أن نابليون كان من أوائل من حملوا فكر العداء الشيطاني الصليبي على بلاد المسلمين ؟؟ فمن قاهرة المعز لدين الله الفاطمي الطاهرة إلى قلعة عكا الصامدة المقدسة كان تسقط ماشيحانية بونابرت .. ويسقط أبطال فلسطين بقيادة الجزار التاريخي الشاهدة كل سياسات بونابرت الحصارية اليهودية .. فهم بوعيهم الثاقب كشفوا صهيونية بونابرت ودوافعه النازية المبكرة في حمل مطامع اليهود في الأرض المقدسة . ولن تنسي فرنسا وكل النازيين والمسيحيين الجدد هذا الصمود في عكا .. والتي من سفنها سيفتح المهدي الموعود كل حصون الكفر الهرمجدوني المحاصرة للمسلمين.. وبكل المواصفات كان نابليون يواصل الحملات الصليبية ولكن بثوب ماشيحاني صهيوني وهو أول من وجه خطابا لليهود باستيطان فلسطين في وعد بالفور بونابرتي مبكر ، يجئ وفق تصور استعماري مبكر فهو أول الوعود الماشيحانية الساقطة والمهزومة !! [ لقد انطوت حملة نابليون على مصر عام 1798 على كل التوجهات الاستعمارية الغربية تجاه الشرق العربي، فقد كان نابليون يسعى من وراء هذه الحملة إلى تمزيق وإضعاف الدولة العثمانية تمهيداً للقضاء على دولة الخلافة الإسلامية وفرض النفوذ الفرنسي على الشواطئ الشرقية للمتوسط، حتى تكون فرنسا قادرة على فرض شروطها على بريطانية. من ناحية أخرى فقد حمل نابليون معه إلى الشرق العربي مشروعين اثنين كانا قد كثر الحديث عنهما في بعض الأوساط الفرنسية ، وهذان المشروعان هما إنشاء دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين ، والآخر هو إنشاء كيان للمسيحيين في الشرق وبالتحديد الموارنة.

لقد كتب نابليون يخاطب يهود العالم قائلاً :

[ من بونابرت القائد الأول في جيوش الجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا، إلى الورثة الشرعيين لأرض إسرائيل . الإسرائيليون هم الأمة الفريدة التي لم تستطع آلاف السنين وشهوة الفتح والطغيان أن تجردهم سوى من أراضيهم ، ولكن ليس من اسمهم وكيانهم القومي… ألا ثوروا على العار يا أيها المشردون وأعلنوها حرباً لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية، حرب تقوم بها أمة اُعتبرت أرضها-  بجرة قلم من الحكام – غنيمة لأعدائها الذين يريدون بفظاظة تقاسمها فيما بينهم وكما يشاءون. إن فرنسا تنتقم لعارها وعار أبعد الأمم التي تركت منسية وقتاً طويلاً تحت أغلال العبودية ، وتنتقم للعار الذي أحاق بكم خلال ألفي سنة.

إن الأمة العظيمة التي لا تتاجر بالشرف ، كما فعل أولئك الذين باعوا أجدادكم إلى كل الأمم تناديكم الآن من أجل أن تستلموا منها ما قد احتلته حتى الآن وبحصانة ومساعدة هذه الأمة ، كي تبقوا أسياد البلاد ، ولكي تدافعوا عنها ضد كل الذين يريدون غزوها. لقد جعل الجيش الصغير الذي بعثتني العناية الإلهية به إلى هنا من القدس مقر قيادته الرئيسية. إن هذا الجيش الذي يقاد بالعدل ويصحبه النصر سوف ينتقل بعد أيام قليلة إلى دمشق ، المدينة المجاورة التي تهدد مدينة داوود…. فها قد سنحت الفرصة التي قد لا تتكرر ثانية خلال ألفي سنة ، من أجل المطالبة باسترداد حقوقكم المدنية بين سكان المعمورة والتي حُرمتم منها بشكل مخز طيلة ألفي سنة، ومن أجل المطالبة باستعادة كيانكم السياسي كأمة بين الأمم وبحقكم الطبيعي في عبادة يهوه بحسب إيمانكم علناً ومن غير شك ، إلى الأبد»  (208)

ونقل اليهودي الماشيحاني : إيلي ليفي أبو عسل هذا الخطاب النابليوني فقال : [ أيها الإسرائيليين  ــ لقد قربت الساعة التي ينتهي فيها  أجل حالتكم التعسة .. إن الفرصة سانحة فحاذروا أن تفلت منكم ..] (209)

هذا وقد نقل لنا التاريخ أن الحاخام : موسى مردخاي : يوسف بنوحس : كان من أشد أنصار مشروع بونابرت ، ومن أقوى المجندين لغايته ومراميه ، ومن المحقق إعادة بني إسرائيل الى فلسطين طفقت تزداد سعيرا في ذهن نابليون ، وكانت شغلا شاغلا له .. وقد كان يلوح ان هذا الحل ممكنا  إذا نجح ولو قليلا ، سيعمل على تغيير مجرى الأمور في الشرق ، ولم تكن حملة مصر إلا لبلوغ هذه الغاية ..] (210)

[ وقد عبر جيمس بيشنو  عام 1800  في كتابه : بعث اليهود أزمة كل الأمم : ينادي ببعث اليهود [ عن أمله في أن تكون فرنسا هي الأداة التي تستخدمها العناية الإلهية لتحقيق هذه العودة الكبرى الى فلسطين  ــ خاصة وان مبادرة نابليون بونابرت لجمع المجلس الأعلى لليهود القدماء بغية تحويلهم إلى أداة سياسية قد انتهت بالفشل !! لكن هذه الأفكار التي تدعوا إلى أمة يهودية..” قد أخذت تشق طريقها وتستأثر بالاهتمام . ] (211)

[ لقد كان الوعد «البلفوري» النابليوني مقدمة لمجموعة من الوعود المتتالية التي نجد مثيلاتها في وعود مقدمة من القيصر الألماني وكذلك من قبل أحد وزراء حكومة القيصر الروسي وصولاً إلى بلفور البريطاني]

(212)

و في السياق : [  فقد نشر نابليون خطابا موجها الى يهود فرنسا  في عام 1798 من قبل أحدهم اقترح إنشاء مجلس يهودي من قبل كل  يهود العالم يسعى لدى الحكومة الفرنسية  من أجل في فلسطين الى شعبها التقليدي ــ يقصد اليهود !! ــ  ويتوفر لدينا في هذا المقام دليل غير موثوق على أن نابليون قد لعب دورا بعينه ــ في هذا المشروع الصهيوني ــ فلقد  ظهرت في الثاني والعشرين من أيار لعام 1799 رسالة في المونيتور : وهي الجريدة الرسمية للحكومة الفرنسية التي كانت قائمة آنذاك  مؤرخة في القسطنطينية  تجري سطورها على هذا النحو…[ لقد أمرنا نابليون بإصدار منشور يدعو فيه جميع يهود آسيا وأفريقيا الى الانضمام الى بيارقه من أجل إعادة بناء مدينة القدس القديمة ] (213)

و ..[إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا- حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري- اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام.‏

وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت ـ تشكيل اللوبي اليهودي في فرنسا ـ  بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ]  (214) [والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب ،و تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين ، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكرياً ، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم ، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية. وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها .

وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت ، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898 ، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر ” على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها “. ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري . فقد قام [هيرتزل ] ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903 . وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا ] .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل ـ نيسان 2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948 ، ] (215)

إن جملة الوعود الاستعمارية لليهود وآخرها وعد بالفور المشئوم ، كان بونابرت هو القوة الدافعة والمؤسسة لهذا المخاض الدموي الماشيحاني وهو الذي يحمل عار التاريخ في قضية فلسطين وعلى الشعب الفرنسي الذي زج به في حروب لاتخدم سوى شذاذ الآفاق في الأرض وأهل العداوة التاريخيين لأمة المسلمين ..

[ إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا – حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري – اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام .‏ وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت تشكيل  [ اللوبي اليهودي في فرنسا ] بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م . وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ] (216)

ان هذا التوجه اليهودي الصهيوني  لحملة بونابرت  تدفع بالقول : [ ان الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 ، يتعين على القوى الثورية التقدمية دراستها من كل النواحي : فإن حملة عسكرية تأخذ طريقها الى الشرق مزودة بالأجهزة العلمية وبمطبعة عربية  وأخرى فرنسية ويرافقه عدد من العلماء الأخصائيين في شتى العلوم تدفعنا بالقول : هل هي حملة عسكرية؟ أم حملة علمية تجسسسية ] (217)

ــ صرح القس ــ بيلى جراهام ـ بأن نابليون عندما شاهد مجدو قال : [ إن هذا المكان سيكون مسرحا لأعظم معركة في العالم وهي معركة هرمجدون ] [ وتصريح نابليون عن هذه المعركة يؤكد أن قادة الغرب يهتمون بها منذ1 بعيد ، وأنهم يقرؤون كتبهم المقدسة جيدا ،]  ــ أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ص70

وللرد على التساؤل العلمي المفترض تكون الإجابة في الحملة التترية البوشوية على العراق والمنطقة كما عشيقة الشاروني في اجتياح لبنان عام 1982 وقبلها الاجتياح النابليوني الصومائيلى الى الأرض المقدسة !!

وفي تبيان حقيقة العقيدة الهرمجدونية المفسدة في الأرض :

.. يقول رئيس وزراء إسرائيل الليكودي الماشياحي إسحاق شامير: في حقده على النبي صلى الله عليه وآله وأمته : [ قد يحاول البعض خداعنا وقد يقول أحدهم لنخدع الإسرائيليين كما فعل محمد ــ نعم ــ أنهم دائما يفكرون بتلك الأمثلة حين استخدم محمد جميع أنواع الخدع للقضاء على خصومه في مكة وخيبر وكل مكان إنهم دائما يلجئون لتلك الأمثلة من إستراتيجيات محمد وتهبلاته ] .
ويقولون في سفر حاز وحار:
يا أبناء إسرائيل اعلموا أننا لن نفي محمدا حقه من العقوبة التي يستحقها حتى لو سلقناه في قدر طافح بالأقذار وألقينا عظامه النخرة إلى الكلاب المسعورة لتعود كما كانت نفايات كلاب لأنه أهاننا وأرغم خيرة أبنائنا وأنصارنا على اعتناق بدعته الكاذبة وقضى على أعز آمالنا في الوجود لذا يجب عليكم أن تلعنوه في صلواتكم المباركة أيام السبت وليكن مقره في جهنم وبئس المصير ]
واسمعوا يا سادة وتنبهوا يقول القاضي الصهيوني فريدرك رذرفورد : [يجب تدمير السلطات الدينية في الدول العربية والإسلامية بتعليم وتدريب نخبة مختارة من الشباب المتفوق كيفية الفصل بين الدين وشؤون الحياة إن المسيحية الشائعة مسيحية زائفة مشوهة وهشة وقد سيطرنا عليها أما الأصولية الإسلامية فهي الظلام القادم أمام سيادتكم أيها اليهود ،  لذلك أيها السادة فقد صنعوا من أبناء جلدتنا ما صنعوا وسيطروا على أمتنا بكل الطرق والوسائل فبالوسائل العسكرية تارة وبالوسائل غير العسكرية تارة أخرى ولقد أشرنا من قبل للدور الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والذي جاء حاملا العناية الإلهية ــ هو أيضا ــ بعد أن جاءته رؤيا من الرب مثله مثل بابا روما الصهيوني الذي قاد الحروب الصليبية والحرب المقدسة والعدالة المطلقة بعد أن قرأ العظات الإنجيلية من الإله يهوه !! ولا ننسى أن الحملة من فرنسا إلى مصر تحركت بعد تلقى نابليون عن طريق بول بارا باس ، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت ، ” الرأسمالي اليهودي الايرلندي ” رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق كما نصحه اليهودي بأن يدك معاقل المسلمين في مصر وبقدر قوته وصلفه وجبروته ستفتح له الأبواب وقال له إن في مصر قلاع حصينة لا تحتاج إلا الخيول المدربة والقلوب لا تعرف الهوادة .
ووضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى شخصيات يهودية ــ واستمع إلى نصائح الحاخامات ـــ وما لبثت أن أصدرت بعد اللقاء بيانا تدعو فيه إلى إقامة مجلس ينتخبه اليهود في خمسة عشر بلدا ليقرر ما يجب عمله . وإبلاغ ذلك إلى الحكومة الفرنسية . كما دعت إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق في فرنسا ، في إقليم الوجه البحري من مصر ! مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر ]  (218)
[ والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب، التي تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكريا ً، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية . وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها.  وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر “على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها “. ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري. فقد قام  هيرتزل ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود ، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903. وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها  :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا  ]  .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل/ نيسان  2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948، وأن لإسرائيل الحق في ‏الاحتفاظ ببعض ” المستوطنات” ـ المستعمرات ــ في الضفة الغربية ، وأنه من غير ‏الواقعي توقع اتفاق سلام نهائي بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 5 ‏يونيو/حزيران 1967 ، على اعتبار أن هذه الحدود ليست مقدسة ومن ثم يمكن ‏تجاوزها ، وأن الفلسطينيين ]  . (219)

وفي السياق البونابرتي الماشيحاني  يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو باحث ومفكر مصري جدير .. [ واستمر نابليون في نفس الإتجاه ، فأصدر بعد ذلك قراراته الخاصة  بتنظيم علاقة اليهود بالدولة الفرنسية . ففي عام 1808 أصدر مرسومين تم بمقتضى الأول إقامة لجان من الحاخامات والرجال العاديين للإشراف على الشئون اليهودية  تحت إشراف مجلس كنسي مركزي / وكان من مهام هذا المجلس أن ترعى معابد اليهود وغيرها من المؤسسات  الدينية  ، وتنفذ قوانين التجنيد وتشجع اليهود على تغيير المهن التي يشتغلون بها . أما المرسوم الثاني فقد اعترف باليهودية دينا  ، كما ألغى ــ أو أنقص أو أجل ــ الديون اليهودية المستحقة للمرابين  ، وأصبح الحاخامات مندوبين للدولة مهمتهم تعليم أعضاء الجماعات اليهودية تعاليم دينهم وتلقينهم الولاء للدولة وأن الخدمة العسكرية واجب مقدس ، وكان على الحاخامية توجيه أعضاء الجماعات اليهودية الى الوظائف النافعة ، وقد اعترفت الحكومة الفرنسية باليهود بوصفهم أقلية ، وأصبح لهم كيان رسمي للدولة . فحصلوا على حقوقهم ومنحوا شرف الجندية  ولم يعد يسمح لهم بدفع بدل نقدي ، وشجعوا على الإشغال  بالزراعة . وحرّّّّم نابليون على اليهود الأشكناز للاشتغال بالتجارة .. وراح أخيرا يتباهى بأن الثورة الفرنسية ثورة يهودية ماسو نية ] . (220)

وهكذا تحول بونابرت كجنرال صهيوني متشحا بلباس المسيح اليهودي  الكذاب  ومهندسا لمشاريع الاستيطان العبراني المبكر ووكيلا مؤسسا للمذابح في شوارع فلسطين !! فقد كان له حق السبق لكل المشاريع الماشيحانية .. وهاهي الوكالة البونابرتية تتحول لطبيعة هرمجدونية وبرنامج توسعي الشارونية العاشقة البوشوية !! و.. هكذا كان نابليون ماسو نيا صهيونيا كشف عن منهجيته التوراتية لمجرد وصوله الى فلسطين ، قادما بتمويل آل روتشيلد الربويين الماسون ورجال الحكومة الخفية .. ولم يخف نابليون ورجاله المرافقين له في الحملة والذين كرسوا جهودهم لرسم الخارطة التوسعية للمنطقة بحيث يضع الأصوليون التوراتيون في الغرب مواقع أقدامهم في المنطقة بهدف تركعيها وتجزئتها  في منهاجيه هرمجدونية وأساطيرية كشفت عنها قرائتنا ، وحسب المصادر .. [ كان نابليون أول من اجتذبته فكرة فلسطين ، فبعد شروعه في غزو فلسطين عام 1799 وجه نداء الى جميع اليهود في العالم يستحثهم فيه على الانضمام تحت لواءه والانضمام تحت رايته لإعادة [ مجد إسرائيل الضائع في القدس ] على حد تعبيره ، ويصفهم بأنهم الورثة الشرعيين  لفلسطين ]  [ ويعتقد أن نابليون قد تأثر بما كتبه بعض الكتاب الفرنسيين مثل ــ البرنس دي لينيه ــ الى امبراطورية النمسا جوزيف الثاني  سنة 1979 ، حيث أشار الى وجوب إصلاح شأن اليهود وإعادتهم الى ملك يهوذا ..] (221)   [ أما أبرز المشاريع في نهاية القرن الثامن عشر فتمثل في دعوة – مشروع نابليون بونابرت اليهود للالتحاق بجيشه والمحاربة من أجل إقامة دولة لهم في فلسطين برعاية وحماية فرنسيتين . وتعد هذه أهم المشاريع التي عرضتها الصهيونية الأوروبية غير اليهودية قبل صدور وعد بلفور عام 1917 . إذ كان بونابرت , كما تقول ريجينا الشريف [ أول رجل دولة يقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين قبل وعد بلفور بـ 118 سنة  ] . ولعل طبيعة شخصية نابليون وطموحه الإمبراطوري التوسعي , خصوصاً في المشرق العربي هي التي لعبت الدور الحاسم في استعجال فرنسا بلورة الفكرة الصهيونية في مشروع دولة لليهود في فلسطين.

فشل نابليون أمام أسوار عكا عندما عجز عن اقتحامها , ومن ثم فشلت حملته كلها على مصر واضطرت قواته إلى مغادرتها بعد ثلاث سنوات فقط من غزوها بعد ان اضطر هو إلى الهرب منها والعودة إلى فرنسا وقد تحطمت آماله في إمبراطورية فرنسية في الشرق تأخذ على عاتقها إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين لتكون مرتكزاً وقاعدة لهذه الإمبراطورية. والأهم من ذلك ان يهود أوروبا , كما يهود الشرق, لم يبدوا اهتماماً كبيراً بدعوات أو نداءات نابليون الصهيونية , ربما لأن الصهيونية لم تكن قد تبلورت بعد كفكرة وليس فقط كمشروع سياسي بين اليهود أنفسهم , ولم تكن قد تبلورت بينهم فكرة إنهم شعب أو أمة ذات حقوق سياسية , فالظروف الذاتية لكل من فرنسا واليهود ومعها الظروف الموضوعية العربية والدولية أسهمت في فشل حملة نابليون وحالت دون تحقيق أهدافها الفرنسية أولاً واليهودية تالياً. ] (222)

والحركة الصهيونية المعاصرة وهي ما تسمى بالموسيديت ، إنما هي تأكيد لوجهة نابليون وختم سوداوي لرسالته غير المقدسة .. والذي يدور اليوم في العراق وفلسطين من مجازر دموية فهي خير تفصيل لحقيقة أساطير الماشيحانيين الجدد وفلسفة الهرمجدون المزيفة  ..

70 ــ نشأة الحركة المسيحية الصهيونية :

[ تقول الكاتبة غريس هالسيل : أواخر أغسطس 1985م سافرت من واشنطن إلى سويسرا ، لحضور المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في بازل ، برعاية السفارة المسيحية العالمية في القدس ، لأتعرّف على خلفية الصهيونية السياسية … في أحد مقررات المؤتمر حثّ المسيحيون إسرائيل على ضمّ الضفة الغربية ، بسكانها المليون فلسطيني ، فاعترض يهودي إسرائيلي : بأن ثلث الإسرائيليين يُفضلون مقايضة الأراضي المحتلة بالسلام مع الفلسطينيين … فردّ عليه مقرر المؤتمر : إننا لا نهتم بما يُصوّت عليه الإسرائيليون وإنما بما يقوله الله ، والله أعطى هذه الأرض لليهود . ــ يقصد الرب يهوه المسيح ـ وتقول : كان تقديري أنه من بين 36 ساعة … فإن المسيحيين الذين أشرفوا على المؤتمر ، خصصوا 1% من الوقت لرسالة المسيح وتعاليمه ، وأكثر من 99% من الوقت للسياسة . ولا يُوجد في الأمر ما يُثير الاستغراب ، ذلك أن المشرفين على المؤتمر ، برغم أنهم مسيحيون فهم أولا وقبل كل شيء صهاينة ، وبالتالي فإن اهتمامهم الأول هو الأهداف الصهيونية السياسية . وفي بحثها عن أصل الصهيونية السياسية ، الداعية إلى عودة اليهود إلى فلسطين ، تؤكد الكاتبة أن : [ تيودور هيرتزل ] لم يكن أصلا صاحب هذه الفكرة ، وإنما كان دُعاتها هم المسيحيون البروتستانت ــ ذوي الأغلبية في أمريكا وبريطانيا الآن ــ قبل ثلاث قرون من المؤتمر الصهيوني الأول . حيث ضمّ لوثر زعيم حركة الإصلاح الكنسي في القرن السادس عشر ، توراة اليهود إلى الكتاب المقدّس تحت اسم العهد القديم . فأصبح المسيحيون الأوربيون يُبدون اهتماما أكبر باليهود ، وبتغيير الاتجاه السائد المُعادي لهم في أوروبا . وتقول الكاتبة : توجه البروتستانت إلى العهد القديم ليس فقط لأنه أكثر الكتب شهرة ، ولكن لأنه المرجع الوحيد لمعرفة التاريخ العام . وبذلك قلّصوا تاريخ فلسطين ما قبل المسيحية إلى تلك المراحل التي تتضمّن فقط الوجود العبراني فيها . إن أعدادا ضخمة من المسيحيين وُضِعوا في إطار الاعتقاد ، أنه لم يحدث شيء في فلسطين القديمة ، سوى تلك الخرافات غير الموثقة من الروايات التاريخية المدوّنة في العهد القديم . وتقول : في منتصف عام 1600م بدأ البروتستانت بكتابة معاهدات ، تُعلن بأن على جميع اليهود مُغادرة أوروبا إلى فلسطين . حيث أعلن ــ أوليفر كرمويل ــ بصفته راعي الكومنولث البريطاني الذي أُنشئ حديثا ، أن الوجود اليهودي في فلسطين هو الذي سيُمهّد للمجيء الثاني للمسيح . ومن هناك في بريطانيا بدأت بذرة الدولة الصهيونية الحديثة في التخلّق . وفي خطاب لمندوب إسرائيل في الأمم المتحدّة : بنيامين نتنياهوعام 1985م – والذي أصبح فيما بعد رئيسا لإسرائيل – أمام المسيحيين الصهاينة ، قال : إن كتابات المسيحيين الصهاينة من الإنجليز والأمريكان أثّرت بصورة مُباشرة على تفكير قادة تاريخيين ، مثل : لويد جورج  و  آرثر بلفور و ودرو ويلسون  ، في مطلع هذا القرن … الذين لعبوا دورا أساسيا ، في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية . وتقول : لم يكن حلم هيرتزل روحانيا بل كان جغرافيا ، كان حُلما بالأرض والقوة ، وعلى ذلك فإن السياسة الصهيونية ضلّلت الكثير من اليهود … وقد ادّعى الصهاينة السياسيون أنه لم يكن هناك فلسطينيون يعيشون في فلسطين … ويقول موش مانوحين :  : أنه انتقل إلى الدولة اليهودية الجديدة ، على أمل أن يجد جنّة روحية ، ولكنّه اكتشف أن الصهاينة لا يعبدون الله ، ولكنهم يعبدون قوتهم . ] .

وتقول : لأن يهود أمريكا – مثل : آندي غرين – يعرفون أنه يمكنهم الاعتماد ، على دعم 40 مليون مسيحي إنجيلي أصولي ، فهم يُصادرون الأرض من الفلسطينيين بقوة السلاح . ويقول غرين الذي انتقل إلى إسرائيل عام 1975م ، ولا يزال يحتفظ بجواز سفره الأمريكي : ليس للعرب أي حق في الأرض إنها أرضنا على الإطلاق ، هكذا يقول الكتاب المقدّس إنه أمر لا نقاش فيه . من أجل ذلك لا أجد أي مُبرر للتحدّث مع العرب حول ادعاءاتهم المنافسة لنا ، إن الأقوى هو الذي يحصل على الأرض . ] المرجع : كتاب هالسل

71 ــ غاية إسرائيل من التحالف مع اليمين المسيحي في أمريكا :

يوضح ( ناتان بيرلمتر ) يهودي أمريكي ، من حركة : بناي برث – منظمة يهودية – في أمريكا ، أسباب تحالف يهود الولايات المتحدة مع الأصوليين المسيحيين ، بقوله : أن الأصوليين الإنجيليين يُفسّرون نصوص الكتاب المُقدّس بالقول : أن على جميع اليهود ، أن يؤمنوا بالمسيح أو أن يُقتلوا في معركة هرمجدون . ولكنه يقول في الوقت نفسه : نحن نحتاج إلى كل الأصدقاء لدعم إسرائيل … وعندما يأتي المسيح فسوف نفكر في خياراتنا آنذاك . أما الآن دعونا نُصلّي ونرسل الأسلحة . ]

وتقول الكاتبة : إن للقادة الأصوليين الإنجيليين اليوم قوة سياسية ضخمة . إن اليمين المسيحي الجديد هو النجم الصاعد في الحزب الجمهوري ، وتحصد إسرائيل مكاسب سياسية جمة داخل البيت الأبيض من خلال تحالفها معه . وتنقل الكاتبة للقول : إن [ مارفن ] – أحد زملائها في رحلة الحج – كغيره من اليمين المسيحي الجديد ، يشعر بالنشوة لأنه مع الحليف الرابح . وقد نقل إلي مرة المقطع 110 الذي يتحدّث عن يهوه وهو يسحق الرؤوس ، ويملأ الأرض بجثث غير المؤمنين ، والمقطع 137 الذي يُعرب فيه عن الرغبة من الانتقام ، من أطفال بابليين وإلقائهم فوق الصخور . ثم قال [ مارفن ] : وهكذا يتوجب على الإسرائيليين أن يُعاملوا العرب بهذه الطريقة . ورغم أن [ مارفن ] كان معجبا ومطلعا على نصوص التاريخ التوراتي ، إلا أنه كان جاهلا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي . لأنه يعرف مسبقا كل ما يعتقد أن الله يريد منه أن يعرفه . وقال لي : إن على الأمريكيين أن يتعلموا من الإسرائيليين كيف يُحاربون . ويشارك ( مارفن ) كذلك هؤلاء بالاعتقاد بأننا نحن المسيحيين نؤخر وصول المسيح من خلال عدم مساعدة اليهود على مصادرة مزيد من الأرض من الفلسطينيين . وتخلُص الكاتبة إلى القول : بأن عدة ملايين من المسيحيين الأمريكيين ، يعتقدون أن القوانين الوضعية يجب ألا تُطبق على مصادرة اليهود واسترجاعهم لكل أرض فلسطين ، وإذا تسبّب ذلك في حرب عالمية نووية ثالثة فإنهم يعتقدون بأنهم تصرّفوا بمشيئة الله . وتذكر الكاتبة أن هناك قائمة بأسماء 250 منظمة إنجيلية أصولية موالية لإسرائيل ، من مختلف الأحجام والعمق في أمريكا ، ومعظم هذه المنظمات نشأت وترعرعت خلال السنوات الخمس الأخيرة ، أي منذ عام 1980م . وتقول الكاتبة في فصل مزج الدين بالسياسة : أن الإسرائيليون يُطالبون بفرض سيادتهم وحدهم ، على المدينة التي يُقدّسها مليار مسيحي ومليار مسلم ، وحوالي 14 مليون يهودي . وللدفاع عن ادّعائهم هذا فإن الإسرائيليين – ومعظمهم لا يؤمن بالله – يقولون : بأن الله أراد للعبرانيين أن يأخذوا القدس إلى الأبد . ومن أجل ترويج هذه الرسالة توجّه الإسرائيليون إلى [ مايك ايفنز ] اليهودي الأمريكي ، الذي قُدّم في أحد المعابد على أنه قسّ تنصّر ليساعد شعبه ، وأنه صديق لجورج بوش ويحتل مكانة مرموقة في الحزب الجمهوري ، ومن حديثه في هذا المعبد قوله : إن الله يريد من الأمريكيين ، نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس ، لأن القدس هي عاصمة داود . ويحاول الشيطان أن يمنع اليهود ، من أن يكون لليهود حق اختيار عاصمتهم . إذا لم تعترفوا بالقدس ملكية يهودية ، فإننا سندفع ثمن ذلك من حياة أبنائنا وآبائنا  ، إن الله ، سيُبارك الذين يُباركون إسرائيل ، وسيلعن لاعنيها ] وفي نفس الإتجاه [نظمت مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم اسم‏ [‏ المسيحيون الصهاينة‏ ]‏ مظاهرة حاشدة تضامناً مع إسرائيل  يوم الخميس ‏(6‏ مايو ‏2004)‏ خارج مبنى الكونجرس في العاصمة الأمريكية تم فيها عرض إحدى الحافلات الإسرائيلية التي دمرتها التفجيرات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏ وقال بيان منظمة‏ [‏مسيحيون من أجل إسرائيل] :‏ إن أنشطة هذه المظاهرة تشمل إعلان يوم ‏6‏ من مايو يوماً قومياً للصلاة من أجل [ إسرائيل ] تستمر فيه المظاهرات والصلوات من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة بعد الظهر‏.‏ وعقدت المظاهرات تحت عنوان : ‏ [الإرهاب‏ ,‏ تذكرة في اتجاه واحد‏ ],‏ وتم عرض إحدى الحافلات المحترقة التي قالوا إنها تم تفجيرها من قبل الفلسطينيين في إسرائيل ] ‏.‏ وقال منظموا المظاهرة إن الحافلة رقم ‏19‏ ستعرض أمام مبنى الكونجرس وستبقى هناك للعرض طوال شهر مايو ليشاهدها الجمهور الأمريكي الذي يقبل على هذه المنطقة السياحية بكثافة في شهور الصيف‏.‏ وقال المتظاهرون في بيان لهم‏:‏ نحن المسيحيون الصهاينة‏..‏ مهمتنا حث الدعم لدولة [إسرائيل ] والشعب اليهودي عن طريق الصلوات وعن طريق العمل الجاد وفق مشيئة وكلمة الرب‏..‏ إننا نريد أن يتفهم الآخرون قلب الرب وأغراضه من أجل اليهود وأن نحصل على الفهم الجديد للأصول اليهودية للعقيدة المسيحية‏ ]  (223)

[وقد لعبت القوى الصهيونية المسيحية دوراً رئيسياً في صياغة الأبعاد الأيديولوجية والتصورات الفلسفية والأخلاقية لقوى اليمين المحافظ‏,‏ كما أمدته بعناصر وكفاءات بشرية بارزة‏,‏ وساندته بمؤسساتها ومنظماتها المختلفة بحيث أضحى أبرز مفكري هذا اليمين المحافظ يعبرون عن جوهر المنطلقات الفكرية لتيار الصهيونية المسيحية‏,‏ وأخذوا يوظفون هذه المنطلقات في صياغة الفكر الاستراتيجي الحاكم في الولايات المتحدة‏,‏ كما يتجلى الآن في عهد الرئيس جورج بوش‏.‏ ]

[وتعتبر مؤلفات الكاتبة الأمريكية جريس هالسل وبالذات كتاب ‏: [‏النبوءة والسياسة‏ ‏] ثم كتاب‏ [يد الله ] ‏ترجمهما للعربية الأستاذ محمد السماك وصدرا من دار الشروق بالقاهرة‏ ،‏ ومن أبرز ما كتب عن هذا التيار الديني‏ -‏ السياسي المؤثر بقوة متصاعدة في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية وبالذات نحو الصراع العربي‏-‏ الإسرائيلي خاصة‏ ,‏ والوطن العربي بصفة عامة‏ .‏

لقد بين كتاب [ ‏النبوءة والسياسة‏ ]‏ أن الصهيونية أضحت بسبب تيار الصهيونية المسيحية‏ ,‏ صهيونيتين‏,‏ الأولى والأساسية صهيونية مسيحية ‏,‏ والثانية يهودية‏ .‏ ويأتي كتاب‏ [ يد الله‏ ]‏ ليبين أن اللاسامية أضحت‏,‏ وبفضل هذا التيار أيضاً‏ ,‏ لا ساميتين‏ ,‏ الأولى تكره اليهود وتريد التخلص منهم وإبعادهم بكل الوسائل الممكنة‏ [‏ لا سامية المجتمعات الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين‏ ] ,‏ والثانية تكره اليهود أيضاً بيد أنها تريد تجميعهم في مكان محدد هو فلسطين ‏,‏ ليكون هذا المكان مهبط المسيح في مجيئه الثاني المنتظر ‏[‏لا سامية أمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده‏ ]‏ وفكر هذه اللاسامية يجئ امتداداً للفكر الذي أرسته بعض الحركات الدينية المسيحية وبالذات‏ ــ ‏الحركات الألفية‏ ــ‏ التي تؤمن بأن السيد المسيح سيعود ليحكم العالم مدة ألف سنة‏ ,‏ وربطت بين هذه العودة ووقوع بعض الأحداث الرمزية من أهمها عودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة ـ إسرائيل ـ وإعادة بناء الهيكل ثم ظهور المسيخ الدجال ‏,‏ وتفجر مجموعة من الصراعات الدموية تتوج بالمعركة الشهيرة المعروفة بمعركة‏ هرمجدون‏ [ قرية مذكورة في الرؤيا وتقع شمال القدس‏ ]‏ حيث تقع معركة بين ما يسمى بـ‏ [‏الحق والباطل ] ,‏ وعند اقتراب إفناء العالم يظهر السيد المسيح‏ .‏ ولقد خطف تيار الصهيونية المسيحية هذه المعتقدات بالربط بين الانتصار الساحق لإسرائيل وعودة السيد المسيح ونشأة تيار مسيحي يزداد قوة يربط بين شدة الولاء والدعم لإسرائيل وبين تعجيل عودة السيد المسيح‏.‏ ] [ومن القيادات الصهيونية المسيحية البارزة الأخرى‏,‏ القس بات روبرت سون ‏,‏ الذي يعود بأصوله إلى أسرة هاريسون الذي وقع إعلان استقلال أمريكا‏ ,‏ وكان والده عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي لمدة ‏34‏ عاما‏ً,‏ وأعلن بات روبرت سون ترشحه للرئاسة الأمريكية عام ‏1988.‏ ويقف روبرت سون على رأس منظمة متشعبة الأغراض والوسائل ولها جذور شعبية وتأثير واسع المدى‏,‏ وتعتبر شبكته الإعلامية المسماة‏ [‏ شبكة الإذاعة المسيحية‏ ـCBN ]‏ من بين المحطات الأكثر حداثة وحذقاً ونشاطا‏ً,‏ واحتلت الموقع الرابع بعد شبكات التلفزة الرئيسية الثلاث في الولايات المتحدة الأمريكية ‏,‏ وتصل إلى أكثر من‏30‏ مليون منزل‏.‏ وتملك مؤسسة روبرت سون جامعة معتمدة منذ عام ‏1977‏ تصدر نشرة إخبارية تضم أكثر من ربع مليون مشترك‏ ,‏ وقد اعتاد أن يقول فيها : إن ـ إسرائيل ــ هي أمة الله المفضلة ويؤيد احتلالها للأراضي العربية ويعتبر العرب في برامجه المتلفزة أعداء الله ‏.‏] (224)

[ ونتيجة لهذه المعتقدات ظهر الكثير من الحركات الدينية المسيحية الإنجيلية الأصولية في بريطانيا والولايات المتحدة ، وأهم وأخطر هذه الحركات هي ( الحركة التدبيرية ) ، التي نشأت في الولايات المتحدة بعد قيام دولة إسرائيل . وتضمّ في عضويتها أكثر من أربعين مليون أمريكي ، لحظة تأليف هذا الكتاب في أواسط الثمانينيات ، ومن بين أعضائها الرئيس الأمريكي آنذاك [ رونالد ريغان ] وهي تسيطر على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية ، وتمتلك محطات تلفزة خاصة بها ، ويشارك قادتها كبار المسؤولين في البيت الأبيض ، ومجلس الأمن القومي الأمريكي ، ووزارة الخارجية بصناعة القرارات السياسية والعسكرية ، المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي .  وتعتقد هذه الحركة أنّ الله قد وضع في الكتاب المقدس نبوءات واضحة  ، حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته : المصدر السابق  ]

هذا وتحصر هذه الحركة أهدافها في خلق قاعدة فاشية هرمجدونية تعتمد كما بينا على تكريس إسرائيل كحقيقة لاهوتية ودعمها بإتجاه إحداث محرقة في العالم الإسلامي هي في وجهتهم الهرمجدون الحتمية والتي لا نرى لها سند حقيقي بسبب تزييف حقائق التوراة على يد حاخامات السبي وعملاء ملوك إسرائيل والتوحد معهم في العداء ضد الدين والأنبياء عليهم السلام !! بزيف أساطير ظهور المسيح في الألفية وهؤلاء التدبيريون التدمير ون هم الذين يقفون اليوم ونحن في نهاية الزمان خلف كل نكبة ومجزرة ينتقم بهم الماشياح الخائن لله والتاريخ والإنسان ، يتقدمهم نحو النشوء والارتقاء بمملكة  الزيف الشيطانية ،و كانت العراق بعد فلسطين ولبنان هي المدخل المركزي للصراع المفتوح بين شياطين قادة الهرمجدون وجماهير الأمة الذين يتعرضون الى عملية تهجير من أوطانهم بعد نفاذ خارطة التطبيع مع دولة الماشيح المزيف في إسرائيل من أهدافها !! وذلك تحت نير التهديد الماشيحاني البوشوي بقيام حرب نووية ، ودفع الأمة نحو الرعب للهجرة من أوطانها ولذلك يضع الغريب وجيوشه كل إمكانياتهم العدم هزيمة الهرمجدوني بوش وخروجه مهزوما من العراق كما  أداته الماشيحانية اللقيطة إسرائيل !! وفي مبحثا تفصيل في الموضوع  .

و ..  تؤكد الكاتبة الأمريكية ( غريس هالسل ) أن بذور هذه المُعتقدات المُدمّرة ، نشأت في نهاية القرن التاسع عشر . وكان رائد هذا الاتجاه في تفسير الكتاب المُقدّس هو ( سايروس سكوفيلد ) ، وقد طُبع أول مرجع إنجيلي له عام 1909م ، زرع فيه آراءه الشخصية في الإنجيل ، وصار أكثر الكتب المتداولة حول المسيحية . وبدأت هذه المُعتقدات في الظهور وتعزّزت ، عندما تتابعت انتصارات إسرائيل على دول الجوار العربية ـ النظام العربي الرجعي ـ وبلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان .

وتقول الكاتبة : وفي إحدى المناسبات كان [ سكوفيلد ] يذكّر مُستمعيه بأنه : عام بعد عام كان يُردّد التحذير بأن عالمنا ، سيصل إلى نهايته بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية . ولكنه يقول أيضا : أن المسيحيين المُخلّصين يجب أن يُرحّبوا بهذه الحادثة ، لأنه مُجرّد ما أن تبدأ المعركة النهائية ، فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسيُنقذون ، وأنهم لن يُواجهوا شيئا من المعاناة التي تجري تحتهم .ـ ونحن نقول أن الدجال سيقذفهم نحو عمق الهاوية كما في الإنجيل ــ وتقول : بالرغم من أن بعض الأصوليين لم يتقبّلوا هذه الفكرة ، إلا أنها تسبّبت في انقسام كبير . فهناك مؤشر إلى أن أعداد المسيحيين الذين يتعلّقون بنظرية [هرمجدون] في تزايد مُضطرد ، فهُم مثل سكوفيلد يعتقدون أن المسيح وعد المسيحيين المُخلّصين بسماء جديدة وأرض جديدة ، وبما أن الأمر كذلك ، فليس عليهم أن يقلقوا حول مصير الأرض ، فليذهب العالم كلّه إلى الجحيم ، ليُحقّق المسيح للقلّة المُختارة سماءً وأرضا جديدتين . إن استقصاء عام 1984م ، الذي أجرته مؤسسة [ باتكيلو فيتش ] أظهر أن 39 بالمائة من الشعب الأمريكي ، يقولون ، أنه عندما يتحدّث عن تدمير الأرض بالنار ، فإن ذلك يعني ، أننا نحن أنفسنا سوف نُدمّر الأرض ب ـ هرمجدون ـ نووية . وأظهرت دراسة لمؤسسة ـ نلسن ـ نُشرت في أُكتوبر 1985م  ، أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين ، يقولون أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا ، لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا .

ـ ومن أكثر الأصوليين الإنجيليين شهرة ، من الذين يُبشرون على شاشة التلفزيون بنظرية [هرمجدون ] :

1. بات روبرتسون : يملك شبكة تلفزيونية مسيحية ، مكونة من ثلاث محطات ، عائداته السنوية تصل إلى 200 مليون دولار ، ومساهم في محطة تلفزيون الشرق الأوسط في جنوب لبنان ، يشاهد برامجه أكثر من 16 مليون عائلة أمريكية .

2. جيمي سوا غرت : يملك ثاني أكبر المحطات الإنجيلية شهرة ، يُشاهد برامجه ما مجموعه 9,25 مليون منزل .

3. جيم بيكر : يملك ثالث أشهر محطة تبشيرية ، عائداته السنوية تصل إلى 50ــ 100 مليون دولار ، يُشاهد برامجه حوالي 6 ملايين منزل ، يعتقد أن علينا أن نخوض حربا رهيبة ، لفتح الطريق أمام المجيء الثاني للمسيح .

4. أورال روبرتس : تصل برامجه التلفزيونية إلى 5,77 مليون منزل .

5. جيري فولويل : تصل دروسه التبشيرية إلى 5,6 مليون منزل ، يملك محطة الحرية للبث بالكابل ، أقام بعد شرائها بأسبوع ، حفل عشاء على شرف جورج بوش نائب الرئيس ريغان آنذاك . وقد أخبر فولويل يومها بأن جورج بوش ، سيكون أفضل رئيس في عام 1988م .

6. كينين كوبلاند : يُشاهد برامجه 4,9 مليون منزل . يقول : [ أن الله أقام إسرائيل . إنّنا نُشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نبدأ في دعم حكومتنا ، طالما أنّها تدعم إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نُشعر الله ، مدى تقديرنا لجذور إبراهيم . ]

7. ريتشارد دي هان : يصل في برنامجه إلى 4,75 مليون منزل .

8. ريكس همبرد : يصل إلى 3,7 مليون منزل ، وهو يُبشّر بتعاليم سكوفيلد التي تقول : أن الله كان يعرف منذ البداية الأولى ، أننا نحن الذين نعيش اليوم ، سوف نُدمّر الكرة الأرضية .

وتعقّب الكاتبة بقولها : لقد ذكرت ثمانية من الذين يٌقدّمون البرامج الدينية ، ويُبشّرون بنظرية هرمجدون نووية في الإذاعة والتلفزيون ، ومن بين 4 آلاف أصولي إنجيلي ، … هناك 3 آلاف من التدبيريين ، يعتقدون أن كارثة نووية فقط ، يمكن أن تُعيد المسيح إلى الأرض . إن هذه الرسالة تُبث عبر 1400 محطة دينية في أمريكا . ومن بين ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج من خلال 400 محطة راديو ، فإن الأكثرية الساحقة منهم من التدبيريين . وتقول : أن بعض هؤلاء القساوسة ورؤساء الكنائس ، هم من القوة بحيث يظهرون كالملوك في مناطقهم . والرسالة التي يُرسلها هؤلاء على الدوام هي : لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة ــ تخريف وكفر ـ إنه ضد كلمة الله ـ ضد ما جاء في الكُتب المقدسة ـ إنه ضد المسيح . وهذا ما يقوله أيضا [ جيم روبرت سون ] التلفزيوني الإنجيلي الذي دعاه الرئيس [ ريغان ] لإلقاء صلاة افتتاح المؤتمر الحزب الجمهوري عام 1984م .

كتاب : آخر أعظم كرة أرضية ومؤلفه : هال لندسي  :

تقول الكاتبة [ هالسل ]أن هذا الكتاب ، أصبح الأكثر مبيعا خلال السبعينات ، حيث بيع منه حوالي 18 مليون نسخة ، وفي تعليقها على هذا الكتاب ومؤلفه ، تقول أن المؤلف يفسّر كل التاريخ ، قائلا أن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل .

[ ومن ذلك يأتي تقديس النصارى الأمريكان لإسرائيل ، ولاحظ أن هذا الكتاب قرأه ما لا يقل عن 18 مليون أمريكي عند صدوره ، أما الآن فربما قد قرأه معظم الشعب الأمريكي ، وخطورة هذا الكتاب تنبع من كون الأفكار والمعتقدات التي أوردها المؤلف منسوبة إلى الله ، كما أوضح في كتابه المقدّس لديهم  ] .

ويقول لندسي : أن الجيل الذي وُلد عام 1948م ، سوف يشهد العودة الثانية للمسيح . ولكن قبل هذا الحدث ، علينا أن نخوض حربين ، الأولى ضد يأجوج ومأجوج [ أي الروس ] ، والثانية في هرمجدون . والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت ( الروس ) ، سوف يُهاجمون إسرائيل .

ـ وهذا تحذير وتحريض للغرب النصراني ، لمعاداة العرب المسلمين والروس الشيوعيين : ـ المصدر ـ

وتقول الكاتبة بعد مقابلتها للمؤلف : أن لندسي لا يبدو عليه الحزن ، عندما يُعلن : أن كل مدينة في العالم سيتم تدميرها في الحرب النووية الأخيرة ، وتعقّب الكاتبة : تصوّروا أن مُدنا مثل لندن وباريس وطوكيو ، ونيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وقد أُبيدت . ــ  تحريض فاضح للغربيين : المؤلف ــ

ويقول لندسي : إن القوة الشرقية سوف تُزيل ثلث العالم … عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى ، بحيث يكون كل شخص تقريبا قد قُتل ، ستحين ساعة اللحظة العظيمة ، فيُنقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل ( الفناء ) .

ويُتابع لندسي : وفي هذه الساعة سيتحول اليهود ، الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية … سيبقى 144 ألف يهودي فقط ، على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون . ]

يقول عبد العزيز مصطفي في كتابه : قبل أن يهدم الأقصى : [ وأهمية ذلك تنبع من كون غالبية أتباع التيار الأصولي  في أمريكا يؤمنون  بقرب حدوث هذه المعركة ، ويترقبون ساعة وقوعها ، باعتبارها الحدث الذي سيظهر من خلاله المسيح ، ليقضي على قوى الشر ــ كما يزعمونــ التي تحارب اليهود ، حيث بعدها يدخل اليهود الذين تبقوا على قيد الحياة في الديانة المسيحية ، وسيبدأ العصر الألفي السعيد حتى يحكم المسيح العالم من مقره في القدس ؟! ـ ويقول المؤلف : [ من العقائد المشتركة بين اليهود والنصارى ، الاعتقاد بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين الخير واشر ، فهناك 85 مليون أمريكي يعتقدون بأن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار يعني أن الأرض ستدمر في حروب نووية فاصلة لا مفر منها ]  (225)

يقول الأستاذ محمد السماك : تقوم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث قواعد دينية :

القاعدة الأولى : هي أن إدارة جورج بوش هي أكثر إدارة منذ الرئيس جيمي كارتر ملتزمة بعقيدة [ الولادة الثانية للمسيح] . وبأن من مستلزمات هذه العودة قيام إسرائيل دولة لكل يهود العالم  على كل الأرض الموعودة .

والقاعدة الثانية : في عمل 200 محطة تلفزيونية و 1500 محطة إذاعية على نشر تعاليم هذه العقيدة على أوسع نطاق  في محاولة لتجعل منها ركنا ثابتا كمن أركان الإيمان الديني والثقافة العامة في الولايات المتحدة.

ان نسبة الأمريكيين الذين يترددون الى الكنائس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع ـ يوم الأحد ــ تزيد على أربع 04 % علما بأن هذه النسبة  تقل في أوروبا عن 10%  والذين يصوتون عادة للحزب الديمقراطي هم أقل ترددا على الكنائس من الذين يصوتون للحزب الجمهوري . ومن الثابت أن أشدهم تمسكا بعقيدة الولادة الثانية هم سكان الولايات الجنوبية  مثل ولاية دالاس التي كان [ جورج بوش ] حاكما لها قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة .

أما القاعدة الثالثة : فتقوم على أكتاف قساوسة أمثال [ فرانكلين جراهام ]         : ابن المبشر الشهير بيلي جراهام ـ وجيري فولويل ـ وبات روبرسون ــ الذين يحيطون به . وهؤلاء القساوسة الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام ويطلقون يوميا الشتائم بحق النبي محمد صلى الله عليه وآله ، هم رواد عقيدة [ الولادة الثانية ] ومفلسفو سيناريو العودة الثانية للمسيح . ويشكل هؤلاء الجسر الذي يقوم بهين بوش وشارون وبين إسرائيل والولايات المتحدة . ] (226)

72 ــ جيري فولويل أنموذج صليبي هرمجدوني

الحديث عن جيري فالويل في واقع السياسة الأمريكية البوشوية يكتشف الى أي عمق وصل الدجل الديني  في أميركا .. و أن منهجية صكوك الغفران الكنسية اليهودية قد أعادها أمثال جيري فالويل كمنظر للصهيونية المسيحية المعاصرة وربط الأساطير والأحلام بالغفران ووهم الهرمجدون بفتح سوق الهرمجدونية على مصراعيه وتغليفه بروح صليبية حاقدة !!  وفالويل كمربي لحقد بوش يسعى نحو تحقيق الرؤية الماشيحانية وتكريس أمريكا كما هويتها التي نشأت من أجلها..ولهذا كان فالويل أحد أخطر عملاء الماشيحانية الصهيونية وحاضنة الإستكبار المالي أحادي العين والدجال الإتجاه !! وهو مؤسس أمبراطورية الجنس الإستخبارية وهو حسب المصادر يعد وكيلا استخباريا مهماته.. تقديم التقارير والوصايا باجتياح العراق وتحطيم بلاد  المسلمين تتويجا لمصالح اليهود وحكومة الماسون العالمية وتؤكد التقارير قدرته الفائقة على الدجل والنهب المالي من مؤسسات اليهود واللوبي الصهيوني فهو أخطر رجالاتهم البروتستانت في أميركا !! ، وقد ساهم في إسقاط رؤساء أميركيين بأمر اللوبي الصهيوني ، هذا وقد.. [أكد انه ورئيس الوزراء ـ الإسرائيلي ــ السابق بنيامين نتنياهو تآمرا بالفعل في وقت حرج، للإيقاع بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باللجوء تحديداً، للضغط عليه بفضيحة مونيكا لوينسكي الجنسية لإرغامه على التخلي عن الضغط على ـ إسرائيل ــ للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة [ وعلى الرغم من أن الرابطة المناوئة للتشهير  شجبت ما وصفته ـ  نظرية المؤامرة ـ  إلا أن اعتراف فالويل بأن الكشف عن فضيحة لوينسكي أجبر كلينتون على التخلي عن الضغط على  إسرائيل  ] و [خلال زيارة نتنياهو لواشنطن دي .سي ، في عام ،1998 اجتمع مع جيري فالويل في فندق مايفلاور في الليلة التي سبقت الاجتماع بين نتنياهو وكلينتون. ويتذكر فالويل تلك الليلة قائلا: ” جمعت ألف شخص تقريبا للقاء نتينياهو وقد تحدث الينا في تلك الليلة  . وكان ذلك في الوقت الذي حدثت فيه فضيحة مونيكا لوينسكي  و.. بعد عرضه لنظرية هرمجدون مستخدما الأدلة التوراتية والإنجيلية . تقول الكاتبة بعد حضورها للعرض : رسم فولويل صورة مُرعبة عن نهاية العالم ، ولكنه لم يبدُ حزينا أو حتى مهتمّا . في الواقع أنهى عظته بابتسامه كبيرة ، قائلا : ما أعظم أن نكون مسيحيين ! إن أمامنا مُستقبلا رائعا .  ولهذا يبدوا فالويل كعراب زائف همه الترويج لهرمجدون وسياساتها الناهبة والمتناغمة سوقيا مه مطامح أسرة بوش !!

وفالويل [هو قسيس إنجيلي معروف، ويقيم في مدينة ( لينشبرج Lynchburg) في منطقة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وله برنامج أسبوعي إذاعي وتلفزيوني يصل إلى أكثر من 10 مليون منزل أسبوعيا، وله جامعة خاصة أصولية تسمى جامعة الحرية (Liberty University) يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ، إضافة إلى موقعه الخاص على الإنترنت (www.falwell.com)، يضع في صفحته الأولى تأريخاً زائفاً عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم، كما أنه يروج من خلال موقعه كتاب “السير إلى معركة هرمجدون” “March to Armageddon” وهي معركة نهاية التاريخ حسب معتقدات النصارى الإنجيليين، وقد أثارت تصريحات فالويل موجة غضب واسعة النطاق في الأوساط المسلمة والعربية – داخل وخارج أمريكا- قادت إلى خروج مظاهرات جماهيرية في بلدان عديدة ، وإلى صدور انتقادات سياسية رسمية إسلامية وعربية عديدة . و مما قاله:

في برنامج ” ستون دقيقة ” الأمريكي و أذيع في 6 أكتوبر 2002م وصف فالويل- الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه، بأنهإرهابي” ، وقال ” أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً. لقد قرأت …كتابات المسلمين ولغير مسلمين، – لكي أقرر- أنه كان رجلاً عنيفاً، و رجل حرب”،] (228) . . وفي ذات السياق التلمودي يقف الأرعن فالويل ليكيل الاتهامات لنبينا الأعظم ويدفع بموجة الحقد الصهيوتلمودي في عموم أوروبا ولأمثاله تعود حملات التشهير المنحطة على نبي الإسلام العظيم و الذي شهد له كل مفكرو الغرب بأنه على رأس عباقرة التاريخ !! وأن النبي العربي يحل مشاكل التاريخ على فنجان قهوة ؟؟ وقد وصف النبي r [بالإرهابي وداعية الحرب ] (229)

[من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ـ أبرار الإيرانية ـ ان ممثلا شخصيا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي دعا الى قتل القس الأميركي جيري فالويل واثنين آخرين من المبشرين العاملين في شبكة التلفزيون الأميركية الإنجيلية   [الذين أهانوا النبي  ] (230)

[ أما القس جيري فالويل  و الذي أخذ مكان بات روبرت والذي قال عنه مرة بأنه المرشد الروحي للرئيس الذي سون في توجيه بوش الابن الرئيس الأمريكي الحالي بوش ]   (231)

وهو كباقي أصحاب  الإتجاه التدميري لا يرى نهاية العالم إلا بالدمار والانسحاق وتناسى أن تلمود أسياده الماسونييين هو الذي يقف وراء هذه السمات !! والسيد المسيح عليه السلام قد أفصح عن ذلك في الخطاب الذي نقله لنا إنجيل متي  .. وأضاف هؤلاء الماشيحانيون أساطيرهم على كلام الأنبياء عليهم السلام وفصموا العلاقة بين هذا الدمار وملوك إسرائيل وجوقتهم من الأنبياء والمصلحين الكذبة !! وأمثال فالويل يتربه على سدة العرش البوشوي يزيف لهم وجهات  وبركات ربهم يهوه وأنه يمنح بوش رخصة الشيطان بغزو العراق !! وفي إحدى تسجيلاته يقول : [وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة ، إنها حقيقة مُركّبة . ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة ، لأنه بعد ذلك سيكون المسرح مُعدّا ، لتقديم الملك الرب المسيح ، بقوة وعظمة … إنّ كل المُبشّرين بالكتاب المُقدّس ، يتوقّعون العودة الحتمية للإله … وأنا نفسي أُصدّق ، بأننا جزء من جيل النهاية ، الذي لن يُغادر قبل أن يأتي المسيح ]. وشكات هذه الأساطير هاجسا للرعب في العقل والخطاب الديني ووضع إسرائيل البوشوية في معركة مع روسيا وغيرها .. في حين لا يوجد نص واحد في المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب تفيد بغزو روسيا لإسرائيل ولكنها من تخر صات الديماغوجيين الدين الذين أفررزتهم الحالة الأمريكية التلمودية منذ غزوها لبلاد الهنود الحمر وتحطيم حضارتهم لصالح الفكر التلمودي وليس أدل من خطاب المبشرين الذين يتكلمون العبرانية في حملات أميركا الأولى وكأنه غزو خزري جديد في أميركا اللاتينية ؟؟

وفي كتاب ـ  فالويل ـ :  الحرب النووية والمجيء الثاني … ، في فصل الحرب القادمة مع روسيا ، يتنبأ  فولويل : بغزو سوفييتي لإسرائيل … وفي نهاية المعركة سيسقط خمس أسداس الجنود السوفييت ، وبذلك يبدأ أول احتفال للرب . ويجري احتفال آخر بعد معركة هرمجدون … وسيتوقف التهديد الشيوعي إلى الأبد ، وسيستغرق دفن الموتى مدة 7 أشهر . ]   (232)

73 ــ هرمجدونية ريجان النووية :

وتجاوزت البروتستانتية حدودها لاختراق الكاثوليك وصهينتهم وتحميلهم رؤى الهرمجدونية !! [ يشير ريجان نفسه إلى عواطفه الدينية المبكرة ، إذ قال في مقابلة تلفزيونية مع المبشر جيم ببكر عام 1980 :  [ كنت محظوظاً لأن أمي غرست في إيماناً عظيماً أكثر بكثير مما أدرك في ذلك الحين ]  وقال في تصريح علني آخر : [ إن الكتاب المقدس يضم كل الإجابات على قضايا العصر ، وعلى كل الأسئلة الحائرة إذا ما قرأنا وآمنا ، إن الأموال التى ننفقها في محاربة المخدرات والمسكرات والأمراض الاجتماعية يمكن توفيرها لو حاولنا جميعاً أن نعيش وفق الوصايا العشر .. لقد أخبروني أنه منذ بداية الحضارة سنت ملايين القوانين، ولكنها جميعاً لم تصل إلى مستوى قانون الله في الوصايا العشر] (233)

[ لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحرك
[ بوحي من اللهوأنه : [ ينفذ الإرادة الإلهية وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد

[ حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا
قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في
ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : [ إن رامسفيلد يتحرك بوحي
من الله … وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا ” ، وأضاف بأن رامسفيلد
رجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم ..
إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون .] [لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحركبوحي من اللهوأنهينفذ الإرادة الإلهية، وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في
ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : ” إن رامسفيلد يتحرك بوحي من الله … وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا ” ، وأضاف بأن رامسفيلدرجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم .. إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون ” . هكذا أصبح رامسفيلد علي خطي بوش ينفذالإرادة الإلهيةبتخريب وتدمير العراق وأفغانستان ودعم إسرائيل لتدمير فلسطين والفلسطينيين ، ولا ندري حتى الآن هل الإرادة الإلهية التي توجه
بوش تختلف عن تلك التي توجه رامسفيلد أم أن كلاهما أصبح بدرجة واحدة ] [إن أبرز ما كشف عنه تصريح قائد الجيوش الأمريكية الجنرال بيتر بايس أن كلا من بوش ورامسفيلد شريكان في النبوءة ، وهذا سر رفض بوش طوال السنوات الماضية إبعاد رامسفيلد عن موقعه رغم الاعتراضات الداخلية الكبيرة علي سياساته فكلا الرجلين يتصرفان بــ [ إلهام من الله وينفذان : الإرادة الإلهية ] ويديران الأمور بالطريقة التي يقول الله لهما إنها الأفضل ” وهذا ما جعل بوش يؤكد للصحفيين في الثاني من نوفمبر الجاري أن ” رامسفيلد باق في منصبه حتى نهاية فترتي الرئاسية الثانية ” ، ولكن أي إله هذا الذي يوحي لهما بتخريب
الكون ورب العالمين استخلف الناس في الأرض لعمارة الكون وإقامة العدل وليس لتخريبه ونشر
الظلم كما يأمر إله بوش ورامسفيلد (234)

وقد نقلت الراحلة هالسيل : [ إن ريجان كان يشعر بذلك الالتزام خصيصا وهو يعمل على بناء القدرة العسكرية   للولايات المتحدة وحلفائها . وقال : [ صحيح إن حزقيال تنبأ بانتصار جيوش إسرائيل وحلفائها في المعركة الرهيبة ضد قوى الظلام ، ومع ذلك فإن المسيحيين المحافظين مثل رئيسنا ] (235)

ـ ويبدو أن تلقين فالويل  لم تسعفه على مقاصد الأنبياء وهم يكيلوا اللعنات على وثنية الملوك التي أزهقت أرواح أغلب الأنبياء وهو كحاخام فريسي ليس له هم سوى التزييف وصب اللعنات على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم !! ولا نعرف أي مسيح يريده ؟؟  هل هو مسيح الضلالة ؟؟ أم مسيح الحق وصانع السلام في العالم وهوا لقادم حسب مصادرنا الصحيحة ليصنع في دولة المختارين.. و كما تؤكد ذلك مصادر الإنجيل وأحرار النصارى . ويبدوا أن فالويل وجماعته من حاخامات اليهود المزروعين في قلب المجتمعات المسيحية أن لوثر : هو الذي أضاف العهد القديم  مع الإنجيل وحاول أن يتجاوز حقد النصارى على اليهود بتحميلهم قتل السيد المسيح حسب اعتقادهم.. ونسي أن البابا السابق هو الذي أصدر فرمان بتبرئة اليهود من دم المسيح !! ولم يحل الفتوى بالمراجعة العقائدية ولكن بالمراجعة اللوبية الماشيحانية المنزرعة في حقد كل هؤلاء الماشيحانيين في قلب الفاتيكان ؟؟ ألا يحق للسيد المسيح الآتي وشيكات أن ينزع الصليب من على الكنائس كونه يحمل واقع دموي يهودي ظالم والسيد المسح كما في الإنجيل هو الذي أمر تلاميذه أن يحمل كل واحد منه الصليب لا ليرمزوا لقتل المسيح ولكم كونه شعار استشهادي ..فقد كان الرومان كانوا يصلبون خصومهم على الصلبان الخشبية ، فجيري فالويل لايفكر سوى في الدولار الماسوني الذي يحمل قرن العجل الذهبي ومثلث الموت وعين الماشياح الدجال الكذاب !!

تقول السيدة الراحلة جريس هالسل : [ إن المسيحيين الصهاينة يفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية فولويل وسياسته لا علاقة لها بالأخلاق أو القيم أو بمواجهة المشاكل الحقيقة . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل . ويطلب من دافع الضرائب أن يقدم لإسرائيل 5 ملايين دولار في السنة.. ] (236)

[أثار باحث جزائري جدلا واسعا في جنيف بعد أن قدم أطروحة تتحدث عن درجة القرابة بين إسرائيل والعنصرية، وبين الصهيونية والعنصرية وعن العلاقة الحميمة بين إسرائيل والمسيحية الصهيونية وعن أوجه الشبه بين الوضع السياسي في إسرائيل ونظام الفصل العنصري القديم في جنوب إفريقيا وسر المودة والتعاون بينهما. جاء هذا في ندوة علمية كان من الصعب إقامتها في أوروبا في مايو الماضي فبحضور حوالي 40 باحثا ومتخصصا تحدث الباحث والمؤرخ الجزائري محمد طالب عن مسألة “العلاقة بين الصهيونية والعنصرية، وإسرائيل والعنصرية والمسيحية الصهيونية“. وأكد أن المسيحية الصهيونية هي نفسها التي قامت بربط النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا بإسرائيل، وهي نفسها التي حققت أكبر تعاون نووي وعلمي وعسكري وصناعي واقتصادي بين الكيانين. ثم عاد الباحث إلى عصر الإصلاح الذي سبق عصر النهضة في أوروبا وشرح كيف أن البروتستانت عرّفوا أنفسهم إلى اليهود، وكيف فهم اليهود البروتستانت وخلافاتهم مع الكاثوليكية، وكيف جلس الطرفان يحدد أحدهما للآخر هويته، وكيف بدأ تعاون بسيط بين الطرفين ثم كيف ظهر من رحم هاتين المجموعتين تيار جديد ضم قلة من اليهود وغالبية من البروتستانت ليقوموا بصياغة أفكار جديدة لا علاقة لها بالبروتستانتية واليهودية، ومن هذا التيار، كما يقول الباحث [ ولدت المسيحية الصهيونية] (237)

تقول الكاتبة : كان  رونالد ريغان  واحدا ، من الذين قرءوا كتاب : آخر أعظم كرة أرضية  … في وقت مبكر من عام 1986م ، أصبحت ليبيا العدو الأول ( لريغان ) … واستنادا إلى  جيمس ميلز الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا ، فإن  ريغان  كره ليبيا لأنه رأى أنها واحدة من أعداء إسرائيل ، الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو الله .  وعندما كان ( ريغان ) مرشحا للرئاسة عام 1980م ، كان يُواصل الحديث عن هرمجدون ، ومن أقواله : إن نهاية العالم قد تكون في متناول أيدينا … إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد هرمجدون . إن معظم المؤمنين ( بالتدبيرية ) ، ينظرون إلى روسيا على أنها شيطانية ، وأنها تُمثّل إمبراطورية الشيطان . ولقد جاهر ( ريغان ) بذلك في 8 / 3 / 1983م ، عندما قال : إن الاتحاد السوفييتي هو حجر الزاوية في العالم المعاصر . إنني أؤمن أن الشيوعية فصل حزين وسيئ في التاريخ الإنساني ، الذي يكتب الآن صفحاته الأخيرة . وتقول الكاتبة : يقول (جيمس ميلز ) في مقال صحفي : إن استعمال ( ريغان ) لعبارة إمبراطورية الشيطان … كان إعلانا انطلق من الإيمان الذي أعرب لي عنه ، في تلك الليلة عام 1971م … إن ( ريغان ) كرئيس أظهر بصورة دائمة ، التزامه القيام بواجباته ، تمشيا مع إرادة الله … إن ( ريغان ) كان يشعر بهذا الالتزام خصّيصا ، وهو يعمل على بناء ، القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها …

[ وفي مقابلة صحفية  أجراها الصحافي روبرت شير في مارس 1981 مع جيري فالويل ، كشفت عن أن الرئيس ريغان قال له : [ ان تدمير العالم  قد يحدث سريعا جدا ]

وإن التاريخ سيصل الى ذروته ] [ وبلغ فالويل الصحافي أيضا  إنه لا يعقد أنه بقى أمامنا خمسون سنة أخرى . وسأل الصحافي إذا كان ريجان يوافق على .  .أيضا فأجاب : لقد أخبرني بذلك ريجان ونقل فالويل عن ريجان قوله له : [ جيري إنني أحيانا أؤمن بأننا نتوجه بسرعة كبيرة الآن نحو هرمجدون]  (238)

ـ  وهكذا رحل ريجان بهوسه الهرمجدوني يقبع في بيته بتخلف عقلي !! أورثه له الماشياح اليهودي الكذاب عدو السيد المسيح  إبن مريم عليه السلام  .. ويا ترى الى أين يتجه 2 بوش ارعن البيت الأبيض !! وهو ينتظر هرمجدون نسجها له  مرتزقته الدولاريين أمثال فالويل وغيره ممن حملوا قضية الحقد وفكر التلمود في جمهورية الدولة الماسونية الخفية !!

.. إن أنبياء إسرائيل عليهم السلام وهم يردون كما في قراءتنا على حقيقة اليهود ودمويتهم .. وكذلك حقيقة أيديولوجيته الناهبة  وأساطيرهم الهرمجدونية الزائفة ،  وهي التي قبض جيري فالويل ثمنها بطائرته النفاثة وملايين الدولارات الممنوحة له من دولة الدجال الماسونية نظير عمله كحاخام ماسوني مهمته زرع الحقد في عقلية 2 بوش الضعيفة والتي لا يخفي تاريخه واستخفاف اليهود به !!

[ … وبالتأكيد فإن توجهه بالنسبة للإنفاق العسكري ، وبرودته اتجاه مُقترحات نزع السلاح النووي ، متفقة مع وجهة نظره هذه ، التي يستمدّها من سفر الرؤيا … إن هرمجدون التي تنبأ بها حزقيال ــ حسب زيفهم ــ لا يُمكن أن تحدث في عالم منزوع السلاح . إن كل من يؤمن بحتمية وقوعها ، لا يُمكن توقع تحقيقه لنزع السلاح . إن ذلك يُناقض مشيئة الله كما وردت على لسانه …

… إن سياسات الرئيس  ريغان  الداخلية والمالية ، مُنسجمة مع التفسير اللفظي ، للنبوءات التوراتية والإنجيلية . فلا يوجد أي سبب للغضب من مسألة الدَيْن القومي الأمريكي ، إذا كان الله سيطوي العالم كلّه قريبا . وتقول الكاتبة : وبناء على ذلك ، فإن جميع البرامج المحلية ، التي تتطلب إنفاقا كبيرا ، يمكن بل يجب أن تُعلّق من أجل توفير المال ، لتمويل برامج تطوير الأسلحة النووية ، من أجل إطلاق الحمم المُدمّرة على الشياطين ، أعداء الله وأعداء شعبه ، وأضاف ميلز : لقد كان  ريغان  على حق عندما اعتقد أن أمامه فرصة أكبر ، لينفق المليارات من الدولارات ، استعدادا لحرب نووية مع يأجوج ومأجوج ، لو كان معظم الشعب الذي أعاد انتخابه ، يؤمن كما أخبرني ، بما يؤمن هو به ، بالنسبة ( لهرمجدون ) والعودة الثانية للمسيح .

الإنجيليون الأصوليون يؤمنون بأكاذيب التوراة أكثر من اليهود أنفسهم : في لقاء للكاتبة مع محام فلسطيني مسيحي بروتستنتي إنجيلي ، يعمل في القدس ، بعد أن عاد من أمريكا ليعيش في فلسطين ، في معرض ردّه على سؤال ، عن رأيه في الحجّاج الأمريكيين ، الذين يُنظّمهم المُبشّر ( فولويل ) لزيارة أرض المسيح ، قال :

بالنسبة للإنجيليين الأصوليين مثل ( فولويل ) ، فإن الإيمان بإسرائيل يتقدم على تعاليم المسيح . إن الصهاينة يُفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية ( فولويل ) سياسية لا علاقة لها ، بالقيم أو الأخلاق أو بمواجهة المشاكل الحقيقية . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل ، ويطلب من دافع الضرائب الأمريكي ، أن يُقدّم لإسرائيل 5 مليار دولار كل سنة . إذ أنه يؤكد لأتباعه وبما أنهم مؤيدون للصهيونية ، فهم على الطريق الصحيح ، وفي الجانب الرابح دوما … وفي الواقع فإن مسيحيين مثل ( فولويل ) ، يُوفّرون للإسرائيليين الدافع للتوسع ومصادرة المزيد من الأراضي ، ولاضطهاد مزيد من الشعوب ، لأنهم يدّعون أن الله إلى جانب إسرائيل ، وأن العم سام راغب في التوقيع على الفاتورة … إن الإسرائيليين ، يعرفون أن مسيحيين جيدين ومؤثرين مثل ( فولويل ) ، يقفون معهم على الدوام ، بغض النظر عما يفعلون أخلاقيا ومعنويا . ومهما بلغوا من القمع ، فإن الإسرائيليين يعرفون أن الصهيونيين المسيحيين الأمريكيين معهم ، ويرغبون في إعطائهم الأسلحة ومليارات الدولارات ، وسيُصوّتون إلى جانبهم في الأمم المتحدّة .

74 ــ  المُبشر ( فولويل ) والترويج لإسرائيل سياسيا :

في بحث قام به اثنان من الأساتذة الجامعيين عن حياة [ فولويل ] ، يؤكد د. [ غودمان ] أن [ فولويل ] تحوّل من الوعظ الديني ، إلى الوعظ السياسي المؤيد للدولة الصهيونية ، بعد الانتصار العسكري الإسرائيلي في عام 1967م . حيث أن هذا الانتصار المُذهل ، كان له تأثير كبير على العديد من الأمريكيين ، في الوقت الذي كان فيه شعور الهزيمة والخيبة ، يُخيّم على الكثير من الأمريكيين من جرّاء الحرب الفيتنامية ، ومن هؤلاء كان ( فولويل ) الذي نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة ، حيث قال : أن الإسرائيليين ، ما كانوا لينتصروا لو لم يكن هناك تدخّل من الله .

ونتيجة لذلك بدأ الإسرائيليون باستخدام ( فولويل ) في السبعينيات ، لتحقيق أغراضهم ومطالبهم ، وتأييد سياساتهم لدي الشعب والساسة الأمريكان ، وفي خطاب له عام 1978م في إسرائيل ، قال : إن الله يُحب أمريكا ، لأن أمريكا تُحب اليهود . وفي مناسبات عديدة كان يقول للأمريكيين : إن قدر الأمة يتوقف على الاتجاه ، الذي يتخذونه من إسرائيل … وإذا لم يُظهر الأمريكيون ، رغبة جازمة في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح ، فإن أمريكا ستخسر الكثير . وقد قامت وسائل الإعلام الصهيونية بإبرازه وتلميع صورته ، ليصبح شخصية سياسية وإعلامية مرموقة على الساحة الأمريكية ، لدرجة أن الرئيس ( ريغان ) رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي ( البنتاغون ) ، ليستمع ويُناقش كبار المسؤولين فيه ، حول احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا .

يُتابع د. ( غودمان ) : في عام 1981م ، عندما قصفت إسرائيل المفاعل النووي قرب بغداد ، تخوّف [ بيغن ] من رد فعل سيّء في الولايات المُتحدّة . ومن أجل الحصول على الدعم ، لم يتصل بسيناتور أو كاهن يهودي ، إنما اتصل [ بفولويل ] … وقبل أن يُغلق سماعة الهاتف ، قال [ فولويل ] [ لبيغن ] : السيد رئيس الوزراء ، أريد أن أهنئك على المهمة ، التي جعلتنا فخورين جدا بإنتاج طائرات ف 16 .

وقال د. ( برايس ) : إن أي عمل عسكري قامت أو ستقوم به إسرائيل ، تستطيع أن تعتمد فيه على دعم اليمين المسيحي .

هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ، مطلب إلهي منصوص عليه فيه التوراة ، كما يعتقد مسيحيو الغرب ، فضلا عن يهود الشرق والغرب : أثناء رحلة الحج الثانية للكاتبة ، وفي لقاء مع أحد مستوطني مُستعمرة ( غوش أمونيم ) – مُعقبة على قوله – قالت له : إن بناء هيكل للعبادة شيء ، وتدمير المسجد شيء آخر ، فمن الممكن أن يُؤدي ذلك إلى حرب بين إسرائيل والعرب ، فردّ قائلا : تماما هذا ما نُريده أن يحدث لأننا سوف نربحها ، ومن ثم سنقوم بطرد العرب من أرض إسرائيل ، وسنُعيد بناء الهيكل وننتظر مسيحنا .

تقول الكاتبة : لقد زرت قبة الصخرة ، وهي واحدة من أجمل الصروح في العالم – والتي تُقارن بجمال تاج محل – وقد تم بناؤها عام    685م ، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، وهو البناء الأجمل في القدس . وتقول : على الرغم من أن المسيح دعا إلى إقامة المعابد في النفس ، فإن الأصوليين المسيحيين يُصرّون على أن الله يُريد أكثر من بناء معبد روحي ، إنه يُريد معبدا حقيقيا من الإسمنت والحجارة ، يُقام تماما في الموقع الذي توجد فيه الصروح الإسلامية .

ويقول [ لندسي ] في كتاب [ آخر أعظم كرة أرضية ] : لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماما أمام إسرائيل ، لتقوم بدورها في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية ، وهو إعادة بناء الهيكل القديم ، في موقعه القديم . ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه ، استنادا إلى قانون موسى في جبل موريا حيث الهيكلان السابقان  ـ ونستطيع تلخيص العلاقة ما بين إسرائيل وأمريكا ( اليهود والنصارى ) كما يلي :

أن التحالف بين الدولتين ، فضلا عن كل شيء ، هو حلف ديني عقائدي ، أقوى من أي معاهدة أو اتفاقية مكتوبة على الورق .

كل من الأمريكان والإسرائيليون ينتظرون المسيح الخاص بهم .

يتفق الطرفان على أن قيام الدولة اليهودية في فلسطين إشارة لقرب مجيئه .

ويتفق الطرفان على وجوب سيطرة اليهود على فلسطين كاملة ، واتخاذ القدس عاصمة للدولة اليهودية ، ومن ثم يتوجب عليهم إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى ، وأن هذه الأمور ما لم تأخذ مجراها على أرض الواقع فإنها ستعطل مجيء المسيح بالنسبة للطرفين .

وأن ظهور المسيح سيكون مسبوقا بحرب مُدمرة ستقع بين إسرائيل وأعدائها ، تحصد ما لا يُعدّ ولا يُحصى من أرواح البشر وتنتهي بخراب الأرض ، وروّاد المؤامرة اليهودية العالمية يبذلون قصارى جهدهم لإشعالها ، لقطف ثمار مخططهم الشيطاني بإثارة الفتن وافتعال الأزمات .

وبناء على ذلك ، تجد أمريكا نفسها ملزمة عقائديا بتسليح إسرائيل ما أمكنها ذلك ، وبدعمها في كل مخططاتها داخل فلسطين وخارجها ، استعدادا لوقوع هذه الحرب المدمرة لضمان انتصار إسرائيل وحلفائها ضد أعداء الله . هكذا هي المعادلة بكل بساطة ، فساسة الشعب الأمريكي جملة وتفصيلا صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسهم ، وما عبادة الأمريكيين لإسرائيل إلا لتقرِّبهم إلى الله زلفى ، ولذلك يسعى الأمريكيون قبل  الإسرائيليون لتلبية متطلبات مجيء المسيح ، وأعجب من العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع ظلم صهاينة الشرق . ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء وبدأنا بتتبّع الرؤساء الأمريكيين المتأخرين ، لتبين لنا أن الرؤساء من الحزب الديمقراطي كانوا أكثر اعتدالا وأكثر ميلا إلى السلام مع العرب وروسيا ، بغض النظر عن مفهومهم له ، وأقل تجاوبا مع متطلبات كل من الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية الأصولية المُتطرّفة ، كما هو حال الرئيس : كارتر– المنتهية ولايته عام 1980م – حيث أُنجزت في عهده اتفاقية ـ كامب ديفيد ـ  بين مصر وإسرائيل ، والرئيس [ كلينتون ] ، 1992-200م ، الذي أُنجزت في عهده اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل ، وحاول جاهدا صنع [ كامب ديفيد ] أخرى مع الفلسطينيين ، رغم خروجه عن النص بمحاولاته الخجولة لإرضاء هؤلاء بقصف مصانع الأدوية السودانية وقصف العراق بين حين وأخر . ولتبين لنا أيضا ، أن الرؤساء من الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الإنجيلي التوراتي الأصولي المتطرّف ، كانوا أكثر تطرفا وعدوانية وأقل اهتماما بالسلام ، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل يُنفّذونها بحذافيرها . فالرئيس ( ريغان ) 1980-1988م شنّ الحرب على ليبيا ، وتم في عصره ضرب المفاعل العراقي واجتياح بيروت ، واشتعلت في عصره نيران الحرب الإيرانية وتم إطالة أمدها وانتهت بنهاية ولايته . والرئيس ـ بوش الأب  ــ 1988-1992م ، شنّ الحرب على العراق وفرض عليه الحصار ، وتم إسقاط الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفييتي ، وأعلن عن نظامه العالمي الجديد المذكور في بروتوكولات اليهود .  ومؤخرا جاء دور ـ بوش الابن ــ  ليُكمل سلسلة جرائم أسلافه من الجمهوريين ، ويُنفذ ما أُعدَّ له هؤلاء من برامج مسبقة ، كان أبالسة اليهود قد خطّوها ، قبل وصوله لسدة الحكم ، كما خطّ أجدادهم أسفار التوراة والإنجيل ، وبروتوكولات الحكماء ، فيما يُسمّى : بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى 2001  ، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر ، فور تسلّمه للسلطة :

1. ضرب بغداد دون سابق إنذار ، وبدأت إدارته بالترويج للعقوبات الذكية ، التي طالب بها خبثاء معهد واشنطن .

2. وأظهر عداءه لروسيا والصين .

3. وطلب الرئيس المصري لمعاقبة مصر على موقفها المتشدّد مع إسرائيل في قمة القاهرة ، بخفض المساعدات وتأخير إنشاء منطقة التجارة الحرة فيما لو أصرّت على ذلك .

4. وصرّح عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .

5. ودعم إسرائيل في قمعها لانتفاضة الإرهابيين الفلسطينيين ، وبرّر وما زال يُبرّر جرائمها .

6. وظهر هناك من يدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان ، من اللبنانيين المدعومين بالأموال اليهودية تحت غطاء الدين .

7. وقام وزير الخارجية بجولة في دول المنطقة ، لشرح السياسة الجديدة التي جاء بها هذا التقرير ، الذي تمت صياغته بذكاء ودهاء يهودي صرف ، بناء على المخاوف النبوية التوراتية .

تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لعام 2001م موقع هذا التقرير باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت هو :  (239)


المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــع


(175) التثنية : 9 / 7 ـ13 التفسير التطبيقي ص 374= خروج : 32 / 1ــ 10 التفسير التطبيقي ـ المصدر السابق ص 194

(176)  سفر التثنية : 31 /27 ــ 30 = أنظر : د أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 316 ــ 317

(177)  د أحمد شلبي : اليهودية ص 251 ــ سلسلة مقارنة الأديان ــ

(178) د . صابر طعيمة  : التاريخ اليهودي العام  ج2/ ص 100 ــ 102 ط1/1975 دار الجليل بيروت

(179) د . أحمد سوسة : نفس المصدر ص 181 ــ 182  = نفس المصدر السابق ص 281 ــ 282

(180) الدكتور أحمد شلبي  : نفس المصدر ص 140

(181) إرمياء 2/ 8 ،9 = كتابنا : الأنبياء عليهم السلام : في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية .. [ تحت الطبع ]

(182)  إرمياء : 2/89

(183) ارميا : ج 2/ 11 ــ  13  : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1479

(184) سفر الخروج : 20 /23 ،24، 25

(185) التثنية : 13/6 ــ 10

(186) راجع : اليهود :أو الجزء  الثامن من موسوعة تاريخ الأقباط ص 483 = أنظر الموضوع في : د . فتحي الزغبي : تأثير اليهودية بالأديان اليهودية  ص 689 ــ 690

(187) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(188) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(189) د. فتحي الزعبي : نفس المصدر السابق  ص 703

(190) سهيل ذيب : التوراة بين الوثنية والتوحيد ص 16 ــ 17 ط دار النفائس 1985 = فقي الموضوع : فوزي محمد حميد : عالم الأديان بين الأسطورة والحقيقة  ص 386 ــ 396 : منشورات : جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ـ ليبيا ط 1991  = أنظر : كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية [ عقيدة يهوه ] .

(191)  نفس المصدر السابق

(192)  سفر القضاة : 3/5 ،6  : التفسير التطبيقي ـ نفس المصدر ص 484 ، 485

(193) http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv…ama_county.htm

(194):  http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/hornedhand.jpg






http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv…ama_county.htm

( 195) صحيح البخاري : ج4/1598 رقم 4141  الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت  الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987

(196) m/om.html

(197) http://www.sandroses.com/abbs/showthread.php?p=683005 – 204k –

(198) hailiat.com/vb/showthread.php?t=6063 – 73k

as7apcool.com/vb/showthread.php?t=88499 – 88k

(199) القس د. رياض جرجور: المسيحية الصهيونية = مقال منشور على موقع : http://qudapy.maktoobblog.com/?post=184152 :

السبت,كانون الثاني 13, 2007   المفاهيم الأساسية للمسيحية الصهيونية

(200) المصدر السابق

(201) مصدر سابق : صلاح عبد العاطيsalahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن – العدد: 1743 – 2006 / 11 / 23 = = الأصولية الإنجيلية : د. فيكتور سحّاب : http://arabic.bayynat.org.lb/kadaya/2osoliainjelia.htm

(202) القس د. رياض جرجور :  المسيحية الصهيونية http://www.maganin.com/palestine/articlesview.asp?key=131

مقال بعنوان : صهيو مسيحية أم صهيو أميركية؟  نشرت على الموقع بتاريخ: 23/04/2005 = أنظر في الموضوع : صلاح عبد العاطي salahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن – العدد: 1743 – 2006 / 11 / 23

(203) نفس المصدر السابق

(204) نفس المصدر السابق [مـــارتن لوثر ]

(205) نفس المصدر السابق
(206) نفس المصدر السابق =أنظر مقال : http://www.topuae.net/vb/showthread.php?t=8951 ومقال أخر منشور : http://www.topuae.net/vb/archive/index.php/t-8951.html

(207) http://www.tebayn.com/Tebayn%20Arabic/index.asp?pageID=1&SID=2868&Ln=           En

BUSINESS م lrhg lil =   مقال مهم : إعلان القدس عن الصهيونية المسيحية صادر عن بطريرك القدس والقيادات الكنسية المحلية  : غبطة البطريرك ميشيل صبّاح بطريرك اللاتين، القدس.
المطران ساويروس ملكي مراد مطران السريان الأرثوذكس، القدس.
المطران رياح أبو العسل، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط.
المطران منيب يونان الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة

: كنائس الشرق الإنجيلية تتبرأ من « المسيحية الصهيونية » = http://harakamasria.org/node/5628

(208) الوعود البلفورية من نابليون بونابرت وحتى المحافظين الجدد ..

alarabnews.com/alshaab/2005/09-09-2005/25.htm – 19k

(209) إيلي ليفي أبو عسل : يقظة العالم اليهودي  ط 1/ 1943 ط بمطابع النظام بمصر ص 99 ـ 100

(210)  إيلي ليفي أبو عسل : نفس المصدر السابق ص 104 ــ 109

(211)  الدكتور: جوزيف حجار : أوروبا ومصير الشرق العربي :  ترجمة بطرس الحلاق ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1979 ص 288 ــ 229

(212) نفس المصدر السابق

(213)  ج . م. ن . جيفرير : فلسطين إليكم الحقيقة ج1/ص 78 ــ 79 : ترجمة أحمد خليل ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1971 . = كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية الصهيونية

(214) http://www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm – 25k : مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(215)  (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏ :  لقاء مع الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري

(216) www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm – 25

: مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(217) إبراهيم خليل أحمد : إسرائيل فتنة الأجيال في العصور الحديثة ط مكتبة الوعي العربي القاهرة 1970 ص 79

(218) : 4flying.com/vb/archive/index.php/t-10101.html – 21k : مصدر سابق

(219) = الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري  ‏: حول كتابه الجديد .. (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏

(220) الدكتور المسيري : البروتوكولات واليهودية والصهيونية ص 24 ط دار الشروق ط1 : 22ــ 23

(221)  الدكتور أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 352 ط العربي للإعلان والطباعة والنشر دمشق

(222) http://www.wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=980 – 30k

(223) صحيفة الأهرام 22/5/2004

(224) صحيفة الأهرام : المصدر السابق

(225) عبد العزيز منصور : عندما يهدم الأقصى ط دار التوزيع والنشر الإسلامية ص 167 ، 169  = يوسف الطويل : الصليبيون الجدد : الحملة الثامنة غزة ـ ط1/1995 : مطبعة منصور

(226) مقال منشور : كتاب : أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ط 1/ 2003دار الكتاب العربي  القاهرة = وكذلك في جريدة الأهرام المصرية في 12/2/ 2003

(227) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199

http://www.newsabah.com/paper.php?name=News&file=article&sid=16268

(228) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199 http://www.bahrainonline.org/showthread.php?t=41872 وأنظر أيضا : http://ebaa.net/khaber/2002/10/06/khaber07.htm

(229)  http://ebaa.net/khaber/2002/10/15/khaber07.htm

(230) http://www.arabiyat.com/forums/archive/index.php/t-45861.html

(231)

http://www.malazi.com/index.php?d=95&id=17

(232) هالسل  : مصدر سابق : النبوءة والسياسة

(233)  نفس المصدر السابق  : يراجع : http://www.elfarouk.net/modules.php?name=News&file=article&sid

(234) نبوءة بوش ورامسفيلد : http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=75854 بقلم : أحمد منصور ـ الجزيرة توك

(235) نفس المصدر :  ص 70 ، 71

(236) هالسيل :  نفس المرجع ص 88

(237) http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-06-04/culture/culture01.htm

(238) النبوءة والسياسة : الإنجيليون العسكريون في الطريق الى الحرب النووية : تأليف : جريس هالسل ترجمة الأستاذ محمد السماك  ص 68  ط أنصار المهدي Y .ORGًًWWW.ALAHD

(239) http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm [ بتصرف ]

التفسير التطبيقي : المصدر: السابق : أشعياء: 34 :  6  7  .

تمت بحمد الله تعالى الحلقة السابعة


سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي الحلقة السادسة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة السادسة

ثالثا : رؤية النبي دانيال تحدد المستقبل:

[وقال : ها أن أُطلعك على ما سيحدث ، في آخر حقبة الغضب ، لأنّ الرؤيا ترتبط بميعاد الانتهاء [ وقت المُنتهى ] ، أن الكبش ذو القرنين الذي رأيته هو ملوك مادي وفارس ( إيران والعراق ) ، والتيس الأشعر هو ملك اليونان ( الغرب ) ، والقرن العظيم النابت بين عينيه ، هو الملك الأول وما أن انكسر ، حتى خلفه أربعة عوضا عنه ، تقاسموا مملكته ، ولكن لم يُماثلوه في قوته . وفي أواخر ملكهم ، عندما تبلغ المعاصي أقصى مداها ( عند اكتمال الظلم ) ، يقوم ملك فظ حاذق وداهية [ جافي الوجه وفاهم الحيل ] ( بعض المفسّرون يرون بأنه الرئيس العراقي ) ، فيُعظم شأنه ، إنما ليس بفضل قوّته ( أي بقدرة الله ) . ويُسبّب دمارا رهيبا ( نتيجة استخدام أسلحة الدمار الشامل ) ، ويفلح في القضاء على الأقوياء ـ أمريكا والغرب ـ  ويقهر شعب الله ـ اليهود ـ . وبدهائه ومكره يُحقّق مآربه ، ويتكبّر في قلبه ، ويُهلك الكثيرين وهم في طمأنينة ، ويتمرّد على رئيس الرؤساء ، لكنه يتحطّم بغير يد الإنسان } :  أي يموت موتا طبيعيا  .  (158)

ـ [ يرى نوسترأداموس وهو المتنبئ الشهير  قديما من خلال هذا النص ، أن نقطة البداية ـ الشرارة ـ للحرب العالمية النهائية المدمّرة ، ستكون محصورة في ثلاثة بلدان هي : إيران والعراق وفلسطين . ويؤكد أن المهدي خارج من مكة وأما مروجوا الهرمجدون والمتعجلون لنهب العراق فقد فسروا النبؤات : بأنه  صدام حسين ، وبهذا الإعلام المضلل ابتلع حاكم العراق صدام حسين الطعم  !! ووصف نفسه بأنه حاكم بابل وأنه سيبيد اليهود والغربيين .. فجاءت الرياح على ما لا تشتهي السفن وما أشبة اليوم بأمس الذاكرة ..عندما كان يطبل المذيع الديماغوجي : أحمد سعيد في صوت العرب : أقذفوا اليهود في البحر.. وأن جنود عبد الناصر على مشارف تل أبيب  ؟ وإذا باليهود يتكتكون نعالهم على بوابات بورسعيد ويضربون الطيران والمطارات في هزيمة نكراء سموها زيفا : نكسة !! وصدام حسين كسلفه عبد الناصر أراد تحرير القدس عبر الكويت [ تجربة عبد الناصر في اليمن ] إننا أعوان آل محمد الطاهرين في الأرض المقدسة نؤكد بموضوعية أن الشمس لا تغطى بغربال :  لأن اليهود الذين صنعوا  الحكام العرب وانقلاباتهم عبر الشراكة الصهيو أمريكية يدركون أعدائهم ولم يتجهوا الى صيدا وبغداد اعتباطا ولكن وفق تصور منهجي وتاريخي مدروس .. والمؤسسة التحليلية الصهيونية التي يقف خلفها رجال مؤهلين أمثال يهودا يعاري وزيف شيف .. تدرك اليوم وعبر استطلاعات الرأي المستمرة أن عدوها المركزي هو السيد علي خامنئي والسيد حسن نصر الله والشاب الثوري أحمدي نجاد . وهي تقف محسورة الرأس عقب مرحلة [ ما بعد حيفا !! ] .. يدركون بقوة كلام الأنبياء جيدا ، ويفهمون المصطلح التوراتي ومفرداته : بأن الأزلي وقديم الأيام الذي يقدموا المسيح قدامه كما جاء في الأسفار هو المهدي الموعود عليه السلام .. وهم يعادوه سلفا  ولكنهم يوقروه لعدله .. فالمهدي القادم في شهادات الأنبياء والمرسلين وفي سفر التكوين والتثنية هو من نسل إسماعيل عليه السلام .. والعرب يطبلون للسفياني سلفا !! صدام حسين .. ولو قرئوا كلام نبيهم المعظم الذي أداروا ظهورهم له منذ قرون لوجدوا السفياني كما وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله : [ هو شر من ملك ]فهو بإجماع أهل التفسير والمفسرين صاحب جيش الخسف المهزوم والعدو التاريخي للمهدي .. والمسألة والأزمة هو الوعي العربي المسلوب نحو العقيدة والفكر الماشيحاني والمنبثق من عمق حالة الهزيمة النفسية المكرسة .. وليس هناك خيار كما قلنا : إما أن نكون مهد ويون وإما أن نكون ماشيحانيون ..

رابعا :  شهادة دانيال عليه السلام بظهور المهدي:

1ــ [ وشاهدت أيضا في رؤى الليل . وإذ بمثل ابن الإنسان مقبلا على سحاب حتى بلغ الأزلي فقربوه منه . فأنعم عليه بسلطان ومجد وملكوت لتعبد به كل الشعوب  والأمم من كل لسان. سلطانه سلطان أبدي لا يفنى وملكه لا ينقرض . ] . (159)

والسؤال لحملة الفكر الماشيحاني وأمام قراءة النصوص من هو الأزلي والقديم الأيام الذي يقدموا السيد المسيح عليه السلام إليه.. أو [ قدامه  ]..في بعض الترجمات .. أي للصلاة غير المهدي خليفة المسلمين عليه السلام  بعد تحرير القدس .. وإذا كان المسيح هو ابن الإنسان حسب التفسيرات المسيحية.. فمن الذي يمنحه المقام العلي والسلطان والمجد والملكوت إلا صاحب مقام علي في القدس وهو واقف للصلاة كما ورد في الأسفار غير خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام  ..  ومن هو الذي سلطانه أبدي لا يفنى .. حتى يوم القيامة سوى ابن رسول الله  محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الذي يحكم بالعدل والقسط .. أليس هذا التخبط حتى في تفسير النصوص .. أو تحريفها وتبديلها .. غير افتضاح للأبعاد الأيديولوجية الصهيونية المسيحية في الصراع الدائر .. والمغطى بالوهم الهرمجدوني  !!

خامسا :  ــ دانيال : الإصحاح التاسع :

: يقول عليه السلام في نهايتهم :

[11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. 12وَقَدْ أَقَامَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْنَا وَعَلَى قُضَاتِنَا الَّذِينَ قَضَوْا لَنَا، لِيَجْلِبَ عَلَيْنَا شَرًّا عَظِيمًا، مَا لَمْ يُجْرَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا كَمَا أُجْرِيَ عَلَى أُورُشَلِيمَ. 13كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، قَدْ جَاءَ عَلَيْنَا كُلُّ هذَا الشَّرِّ، وَلَمْ نَتَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِنَا لِنَرْجعَ مِنْ آثَامِنَا وَنَفْطِنَ بِحَقِّكَ. 14فَسَهِرَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ وَجَلَبَهُ عَلَيْنَا، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا إِذْ لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ. ] [ دانيال : 9 : 11 : 13 ] .. إننا نري هذه الوجهة هي للربط الجدلي بين ماحدث لليهود من غضب الرب القدير عليهم في بابل وتحويلهم سبايا وتدمير الهيكل انتقاما للسيد المسيح على رؤوسهم بالمصطلحات الواردة في خطاب الأنبياء عليهم السلام الخاصة بحرب النهاية  : رجسة الخراب .. الضيقة العظيمة ..  معصرة غضب الرب

.. إلا دلالة واضحة للحقيقة الإلهية في هزيمتهم على يد خليفة الله المهدي عليه السلام في ختم النهاية ..

سادسا :  ــ دانيال : الإصحاح الحادي عشر

وفيه يصف السيد دانيال النبي عليه السلام  حرب النهاية  .. حرب المهدي عليه السلام مع إسرائيل وفي حصار لها من الشمال والجنوب  : يقول السفر :

[40«فَفِي وَقْتِ النِّهَايَةِ يُحَارِبُهُ مَلِكُ الْجَنُوبِ ، فَيَثُورُ عَلَيْهِ مَلِكُ الشِّمَالِ بِمَرْكَبَاتٍ وَبِفُرْسَانٍ وَبِسُفُنٍ كَثِيرَةٍ، وَيَدْخُلُ الأَرَاضِيَ وَيَجْرُفُ وَيَطْمُو. 41 وَيَدْخُلُ إِلَى الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ فَيُعْثَرُ كَثِيرُونَ، وَهؤُلاَءِ يُفْلِتُونَ مِنْ يَدِهِ: أَدُومُ وَمُوآبُ وَرُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ. 42 وَيَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الأَرَاضِي، وَأَرْضُ مِصْرَ لاَ تَنْجُو. 43وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُنُوزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَعَلَى كُلِّ نَفَائِسِ مِصْرَ. وَاللُّوبِيُّونَ وَالْكُوشِيُّونَ عِنْدَ خُطُوَاتِهِ. 44وَتُفْزِعُهُ أَخْبَارٌ مِنَ الشَّرْقِ وَمِنَ الشِّمَالِ، فَيَخْرُجُ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ لِيُخْرِبَ وَلِيُحَرِّمَ كَثِيرِينَ. 45وَيَنْصُبُ فُسْطَاطَهُ بَيْنَ الْبُحُورِ وَجَبَلِ بَهَاءِ الْقُدْسِ، وَيَبْلُغُ نِهَايَتَهُ وَلاَ مُعِينَ لَهُ.] [ دانيال : 11: 40 ــ42 ] وهو ما وضحناه في كتابنا المهدي عليه السلام أن هذه المدلولات تشير الى عصر الظهور ووجود ثورة مهدوية في مصر .. وفي ذات السياق يقول عليه السلام :

[ وفي الموعد المقرر يعود ويقتحم أرض الجنوب ــ أي يدخل عمق فلسطين نحوا لجنوب ويحرر شمال فلسطين ويصطدم مع قوات الروم  حسب المصادر  (160)

أي الغربيين وحلف الأطلسي ــ إذ تنتفض عليه سفن حربية من قبرص ، فيعتريه يأس ويغلي غيظا على إسرائيل  ، ويصغي الى مشورة رافضي العهد المقدس فتهاجم بعض قواته حصن الهيكل وتنجسه ، وتزيل المحرقة الدائمة وتنصب الرجس  المخرب ( أي الوثن ) ويفهم من النص هو توصيف. لحالة دخول المهدي علية السلام بعد الفتح ويجد اليهود الماشيحانيين قد دمروا بيت المقدس وأقاموا الهيكل المزعوم حديثا !! ويهاجمون الهيكل ويزيل المحرقة والطقوس البديلة والمعالم الوثنية الجديدة .. وعلى المستوى الواقعي بدأ اليهود مزيفوا التوراة وقتله الأنبياء من تنفيذ مخططاتهم التوراتية الماشيحانية ..  ؟  وما جاء في النص :

[  ويغوي بالمداهنة المتعدين على عهد الرب .]

والمقصود بهم اليهود المفسدين والمتعدين على عهد الرب المقدس وهو المسجد الأقصى المبارك .. والنص رغم بعض التحوير واضح جلي في مدلولاته : فالموعد المقرر هو ساعة الفتح النهائي للقدس وتحرير مقدساتها في الجنوب من الشمال أي من جنوب لبنان أو من الأردن وكلاهما كما في المصادر محاور حرب التحرير المقدسة . والسفن الحربية من قبرص هي  قوات غربيه تحاول الدخول في الحرب عبر البحر وقبرص هي عاصمة مخابرا تيه صهيونية وهي جزيرة في خدمة الدولار وكل العملاء !! وهو دليل واضح على تحرك عسكري أمريكي وغربي عبر المتوسط الى فلسطين .. وأما ما جاء في النص محورا : [ يعتريه يأس ] فالأصح  : [فيعتريه الغضب ] لأن ما ورائها يؤيد ذلك ، وفي النص : المهدي على كتفة شارة النبوة ..  (161)

وأما قوله عليه السلام :  [ أما الشعب الذين يعرفون إلههم فأنهم يصمدون ويقاومون ] *  وهم الشعب الفلسطيني المؤمن الصامد المرابط بشهادة العلي الكبير على لسان دانيال النبي عليه السلام  .. يكونون جوار المهدي خليفتهم وعليهم الأبدال الذين لم يبدلوا تبديلا .. فهم حسب السياق موصوفون بالعرفان الإلهي ويشكلون الرمزية الروحية في الأرض و مصدر الإلهام للكثيرين من الشعب والجنود الفاتحين يقدمون لهم العون وتحديدا ممن يسلمون من اليهود والغربيين بحكم أنهم أهل البلاد المفتوحة ..{ مع أنهم يقتلون بالسيف والنار ويتعرضون للأسر والنهب أياما } وهذا هو الواقع الفلسطيني المرابط الدم .. الشهادة السجن والعرفان الإلهي في مواجهة أعداء الله والمهدي والمسيح عليهما السلام .. (162)  وعن حتمية الثورة والإحياء الإلهي في زمن المهدي الموعود عليه السلام  فيصف سفر دانيال الحلم الروحاني للقديسين من جنود المهدي والمسيح وعهدهما يقول : [ دانيال : 12 : 2 ـ 4 ] :

[1«وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ، وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ. 2وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ. 3وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. ] وفي النص تعبير عن إحياء الشاهدون للمهدي والمسيح عليهما السلام ويكونوا معجزات إلهية وقادة حرب ومن كان على العداوة وظلم النبيين والقديسين [ الأئمة عليهم السلام ] يهانون والصالحين يعزون ويمجدون ويعظمون في الأرض ويعلي الحق شأنهم .. ويكونون بحق أنوار الله في الأرض .. وهذا له شواهد في القرآن  يخزي الله بها كل الدجالين الماشيحانيين ودعاة الهرمجدون قال تعالى : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 .. والأشهاد هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام الذين يحيون ومنهم المسيح والخضر وأصحاب الكهف عليهم السلام . والسؤال أين يكون دجل بوش وجماعات القتل المسيحية الصهيونية المزعومة بانتظار مسيح الضلالة الدجال عليه لعائن الله !!  . (163)

وتحت عنوان : الأيام الأخيرة : جاء في التفسير التطبيقي : في وصف حالة الإنتصار والنهاية  :

وهذا النص النبوي يتقابل مع البشارات والمعجزات القادمة في زمن المهدي الموعود عليه السلام  عند ظهوره أو ما قبله بقليل كشهادات ومعجزات إلهية في وجه الزيف  وسياسات الدجل وما يقابله في القرآن هو قوله تعالى  : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 ..

والأشهاد هم الأنبياء وأئمة آل البيت عليهم السلام يحيون كما في مصادر المسلمين بعد فتح القدس والله أعلم . وهذه المعجزات العديدة هي عطاء الهي للمهدي عليه السلام خليفته في أرضة .. والماشياح الدجال عند خروجه يحاول التزييف والدجل على العباد بأنه يحيي ويميت ويطرح أساطيره الزائفة فتهوي في  الأرض ويصرع  بالسيف ذليلا .. أمام المعجزات الربانية للمهدي وآل النبي محمد الطاهرين الشهود والشاهدين .. وكل هذه الأحوال تكون قبيل ظهور الدجال كما قلنا .. بوش الكذاب ورجاله يطرحون الهرمجدون ولم يعلم ان يد العدالة الإلهية ستطول عروشهم قبيل خروج الدجال !! وظهور المخلص المهدي عليه السلام كما في بشارات القرآن والتوراة والإنجيل هو حتمي . [ أنظر مثال : دانيـــال : 11:   36 ]  وفي النص المشار له سر ظهور المهدي عليه السلام وسحقه للمجد المزيف في أساطير العهد القديم وتعريته لفكرة الماشيحانية المزيفة وكتبهم مليئة بالأدلة أوجزناها .. وأن الآشوري المشار إليه في مصادر أهل الكتاب هو المهدي عليه السلام المحمول له رايات النصر والظهور نحو القدس عاصمة المهدي والمسلمين وفي رواية الحديث :[ إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي ] (164)

سابعا : دانيال : الإصحاح الثاني عشر  :

وفيه الدليل الواضح على ظهور حالة الأولياء الذين يمحصون ويبتلون وفي مصادرنا  لايبق مع المهدي عليه السلام إلا من امتحن الله قلبه بالتقوى .. وهم القديسين والمختارين يطهرون حزب الله من دنس فكر مسيخ الضلالة يقول النص :

[ 9فَقَالَ: «اذْهَبْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّ الْكَلِمَاتِ مَخْفِيَّةٌ وَمَخْتُومَةٌ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. 10كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ. ] [ دانيال : 12: 9 ]

وفي نفس الإتجاه يقول أشعياء عليه السلام :[ 2مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ،] [ أشعياء : 1 ــ 4 ]  (165)

ثامنا : شهادة حزقيال عليه السلام بظهور الإسلام  : [حزقيال :  5: 5 ]

[5«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذِهِ أُورُشَلِيمُ. فِي وَسْطِ الشُّعُوبِ قَدْ أَقَمْتُهَا وَحَوَالَيْهَا الأَرَاضِي. 6فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي، وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، 8لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضًا عَلَيْكِ، وَسَأُجْرِي فِي وَسْطِكِ أَحْكَامًا أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، ] وفيه زوال إسرائيل الماشيحانية قبل أن يذبح مسيح الضلالة ..  وفي شهادته عليه السلام :

[5«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذِهِ أُورُشَلِيمُ. فِي وَسْطِ الشُّعُوبِ قَدْ أَقَمْتُهَا وَحَوَالَيْهَا الأَرَاضِي. 6 فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي، وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، 8لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضًا عَلَيْكِ، وَسَأُجْرِي فِي وَسْطِكِ أَحْكَامًا أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ،] [ حزقيال : 5: 1 ـ5 ]

ـ هذا النص يؤكد مقتل ثلثي اليهود ، وشتات ثلث سيكون عرضة للقتل والتنكيل والاضطهاد . (166)

تاسعا : حزقيال : 6: 3 :

[ هأَنَذَا أَنَا جَالِبٌ عَلَيْكُمْ سَيْفًا، وَأُبِيدُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ. 4فَتَخْرَبُ مَذَابِحُكُمْ، وَتَتَكَسَّرُ شَمْسَاتُكُمْ، وَأَطْرَحُ قَتْلاَكُمْ قُدَّامَ أَصْنَامِكُمْ. 5وَأَضَعُ جُثَثَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ أَصْنَامِهِمْ ، وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ حَوْلَ مَذَابِحِكُمْ. 6فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تُقْفَرِ الْمُدُنُ، وَتَخْرَبُ الْمُرْتَفَعَاتُ، لِكَيْ تُقْفَرِ وَتَخْرَبَ مَذَابِحُكُمْ، وَتَنْكَسِرَ وَتَزُولَ أَصْنَامُكُمْ ، وَتُقْطَعَ شَمْسَاتُكُمْ، وَتُمْحَى أَعْمَالُكُمْ، 7وَتَسْقُطُ الْقَتْلَى فِي وَسْطِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. ]

وهي شهادة له عليه السلام بدخول المهدي عليه السلام القدس :

عاشرا : حزقيال : 7: 15:

ــ [ وهي شهادة يعقوب عليه السلام بالعقوبة  لبني  إسرائيل في حرب النهاية :

«اَلسَّيْفُ مِنْ خَارِجٍ، وَالْوَبَأُ وَالْجُوعُ مِنْ دَاخِل. الَّذِي هُوَ فِي الْحَقْلِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ، وَالَّذِي هُوَ فِي الْمَدِينَةِ يَأْكُلُهُ الْجُوعُ وَالْوَبَأُ. 16وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ مُنْفَلِتُونَ وَيَكُونُونَ عَلَى الْجِبَالِ كَحَمَامِ الأَوْطِئَةِ. كُلُّهُمْ يَهْدِرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى إِثْمِهِ. 17كُلُّ الأَيْدِي تَرْتَخِي، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً. 18وَيَتَنَطَّقُونَ بِالْمَسْحِ وَيَغْشَاهُمْ رُعْبٌ، وَعَلَى جَمِيعِ الْوُجُوهِ خِزْيٌ، وَعَلَى جَمِيعِ رُؤُوسِهِمْ قَرَعٌ. 19يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ، وَذَهَبُهُمْ يَكُونُ لِنَجَاسَةٍ. لاَ تَسْتَطِيعُ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ إِنْقَاذَهُمْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ. لاَ يُشْبِعُونَ مِنْهُمَا أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ يَمْلأُونَ جَوْفَهُمْ، لأَنَّهُمَا صَارَا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ. 20أَمَّا بَهْجَةُ زِينَتِهِ فَجَعَلَهَا لِلْكِبْرِيَاءِ. جَعَلُوا فِيهَا أَصْنَامَ مَكْرُهَاتِهِمْ، رَجَاسَاتِهِمْ ، لأَجْلِ ذلِكَ جَعَلْتُهَا لَهُمْ نَجَاسَةً ]  وهي نبؤة بالشتات لبني إسرائيل ، يقول عليه السلام :

حادي عشر : حـزقيال : 21: 19:

وفي سقوط الهرمجدون في  وعد النهاية .. يقول عليه السلام :

[« وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، عَيِّنْ لِنَفْسِكَ طَرِيقَيْنِ لِمَجِيءِ سَيْفِ مَلِكِ بَابِلَ. مِنْ أَرْضٍ وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ الاثْنَتَانِ. وَاصْنَعْ صُوَّةً، عَلَى رَأْسِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ اصْنَعْهَا. 20عَيِّنْ طَرِيقًا لِيَأْتِيَ السَّيْفُ عَلَى رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَعَلَى يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ الْمَنِيعَةِ. 21ل ]  [25«وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ، رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ، 26هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ، وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا أَجْعَلُهُ! هذَا أَيْضًا لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.]  …. . وأن ملكهم زائل وشيك ، وأن تاج المُلك سيُعطى لصاحبه ــ خليفة الله المهدي عليه السلام ـ  عندما يأتي من ربوات القدس ، وهي النبوءة الرابعة والأخيرة التي أخبر عنها موسى النبي عليه السلام قبل موته . وبما أنهم لا يفقهون ولا يعلمون ، وعقولهم وقلوبهم كالحجارة أو أشدّ قسوة ، فهم لا يتقبّلون فكرة زوال ملكهم ، وذهاب الملك لغير شعب الله المُختار ، وهم بقلبهم للنصوص وحقائق التأويل لا يعترفون بالحقيقة المرة وبنصر المحمديين القادمين .. (167)  ـ

وعن نجاستهم وعدم تطهرهم ودمويتهم وادعائهما لنبوات المزيفة يقول عليه السلام :

[«يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لَهَا: أَنْتِ الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تَطْهُرْ، لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ. 25فِتْنَةُ أَنْبِيَائِهَا فِي وَسْطِهَا كَأَسَدٍ مُزَمْجِرٍ يَخْطُفُ الْفَرِيسَةَ. أَكَلُوا نُفُوسًا. أَخَذُوا الْكَنْزَ وَالنَّفِيسَ، أَكْثَرُوا أَرَامِلَهَا فِي وَسْطِهَا. 26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسْطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسْطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا ] [حزقيال : 22: 23- 31 ] ..

ثاني عشر : سفر يوئيل وحتمية سقوط إسرائيل :

لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. يَأْتِي كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. ، … [ يوئيل 1: 15 ]

[ لِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ، لأَنَّهُ قَرِيبٌ: 2يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ، مِثْلَ الْفَجْرِ مُمْتَدًّا عَلَى الْجِبَالِ. شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ الأَزَلِ، وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا بَعْدَهُ إِلَى سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 3قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ، وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يَحْرِقُ. الأَرْضُ قُدَّامَهُ كَجَنَّةِ عَدْنٍ وَخَلْفَهُ قَفْرٌ خَرِبٌ، وَلاَ تَكُونُ مِنْهُ نَجَاةٌ. 4كَمَنْظَرِ الْخَيْلِ مَنْظَرُهُ، وَمِثْلَ الأَفْرَاسِ يَرْكُضُونَ. 5كَصَرِيفِ الْمَرْكَبَاتِ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ يَثِبُونَ. كَزَفِيرِ لَهِيبِ نَارٍ تَأْكُلُ قَشًّا. كَقَوْمٍ أَقْوِيَاءَ مُصْطَفِّينَ لِلْقِتَالِ. 6مِنْهُ تَرْتَعِدُ الشُّعُوبِ. كُلُّ الْوُجُوهِ تَجْمَعُ حُمْرَةً. 7يَجْرُونَ كَأَبْطَال. يَصْعَدُونَ السُّورَ كَرِجَالِ الْحَرْبِ، وَيَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ، وَلاَ يُغَيِّرُونَ سُبُلَهُمْ. 8وَلاَ يُزَاحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. يَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَبَيْنَ الأَسْلِحَةِ يَقَعُونَ وَلاَ يَنْكَسِرُونَ. 9يَتَرَاكَضُونَ فِي الْمَدِينَةِ. يَجْرُونَ عَلَى السُّورِ. يَصْعَدُونَ إِلَى الْبُيُوتِ. يَدْخُلُونَ مِنَ الْكُوَى كَاللِّصِّ. 10قُدَّامَهُ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَتَرْجُفُ السَّمَاءُ. اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يُظْلِمَانِ، وَالنُّجُومُ تَحْجُزُ لَمَعَانَهَا. 11وَالرَّبُّ يُعْطِي صَوْتَهُ أَمَامَ جَيْشِهِ. إِنَّ عَسْكَرَهُ كَثِيرٌ جِدًّا. فَإِنَّ صَانِعَ قَوْلِهِ قَوِيٌّ، لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدًّا، فَمَنْ يُطِيقُهُ؟ 12« وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. 13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ» [ يـوئيل 2: 2 ] وفيه يؤكد عليه السلام على مؤشرات الساعة وعلاماتها .. وحتمية حدوث الظلمة القاتمة وحالة الرعب التي ستصيبهم .. (168)

52 ــ الأنبياء يشهدون على زيف إسرائيل:

وهو ما يشهد له النبي موسى عليه السلام في زمن النهاية : يقول :

[4هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ ـ معاصي ـ  يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ»]

[ عاموس /2 : 4 ـ5 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص1752 ]

ويقول عاموس النبي علية السلام عن حتمية دماراسرائيل

[ 14إِنِّي يَوْمَ مُعَاقَبَتِي إِسْرَائِيلَ عَلَى ذُنُوبِهِ أُعَاقِبُ مَذَابحَ بَيْتَِ إِيلَ، فَتُقْطَعُ قُرُونُ الْمَذْبَحِ وَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ. 15وَأَضْرِبُ بَيْتَ الشِّتَاءِ مَعَ بَيْتِ الصَّيْفِ، فَتَبِيدُ بُيُوتُ الْعَاجِ، وَتَضْمَحِلُّ الْبُيُوتُ الْعَظِيمَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ». ]

[ أنظر أيضا : سفر عاموس: الإصحاح 3/14-15 = التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1755 ]

53 ــ النبي حجّي عليه السلام  يصف حالة النهاية ..

أما عن إبادة ثلثيهم في حرب النهاية ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ [ ويقول الرب القدير : استيقظ أيها السيف ، وهاجم راعيَّ ورجل رفقتي ، اضرب الراعي فتتبدّد الخراف ، ولكنّي أردّ يدي عن الصّغار ـ أي المستضعفين ـ  . يقول الرب : فيفنى ثُلثا شعب أرضي ، ويبقى ثُلثهم حيا فقط . فأُجيز هذا الثلث في النار ، لأُنقيه تنقية الفضة ، وأمُحّصه كما يُمحّص الذهب] . زكريــا 13: 7- 9  :

..  والنار هي نار الحرب والابتلاء ، حين يقتل الملايين .. وأن الأمم واليهود  حين يفتنون بالدجال يحاربهم المهدي عليه السلام .. والتمحيص هي سنة الله في العباد .. ومن يسلم من اليهود يفلت من عذاب النار في الدنيا والآخرة … وفي الحديث أن : أهل القبور يفتنون بالدجال ـ فيكفر كثير من العباد بسبب اعتقادهم بزيفه وألاعيبه .. (169)

54  ــ زكريــــا : 14 : 1

[1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ. ]

واعتقادنا يخالف معتقدات القوى الماشيحانية كما في مبحثنا بعدم وجود هرمجدون ولا يمكن بحال أن يفني الإنسان الخليقة بعيدا عن التقديرات الإلهية والاعتقاد بنظريه الهرمجدون هي كفر من حيث كونها نظريه زائفة تعبر عن عقيدة ألوهية المسيخ الدجال  وهو لا يملك حل وثاقه من الجزيرة ..!!

ومنهجية بوش والمدرسة الصهيومسيحية النازية الجديدة تعطي ذاتها قرار الإبادة للعالم بعيدا عن القدر الإلهي . وفي قراءتنا حول أساطير الدجال الزائفة المشار إليها ، بينا أن الدجال عاجز وأحاديث النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله  حين ذكر أمامه أن معه قدرة قال : [ انه أهون على الله من ذلك ]  (170)

أي أن الله تعالى لا يعطي معجزات أو أنهارا ونار لأعدائه المتألهين على وحدانيته .. وإنما فتنته في التلبيس على العباد وممارسه الدجل والخداع كمهنة.. وأعوانه من أبالسة اليهود السحرة وعددهم سبعون ألفا .هم سدنته .. (171)

55 ــ بشارة زكريا النبي عليه السلام :

[   هأَنَذَا أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ كَأْسَ تَرَنُّحٍ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ حَوْلَهَا، وَأَيْضًا عَلَى يَهُوذَا تَكُونُ فِي حِصَارِ أُورُشَلِيمَ. 3وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ حَجَرًا مِشْوَالاً لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَكُلُّ الَّذِينَ يَشِيلُونَهُ يَنْشَقُّونَ شَقًّا. وَيَجْتَمِعُ عَلَيْهَا كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ. 4فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَضْرِبُ كُلَّ فَرَسٍ بِالْحََيْرَةِ وَرَاكِبَهُ بِالْجُنُونِ. وَأَفْتَحُ عَيْنَيَّ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا، وَأَضْرِبُ كُلَّ خَيْلِ الشُّعُوبِ بِالْعَمَى. 5فَتَقُولُ أُمَرَاءُ يَهُوذَا فِي قَلْبِهِمْ: إِنَّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ قُوَّةٌ لِي بِرَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ. ]  [ زكريـــا 12 : 1ــ 6 ]

وما قلناه هو محتوما .. إسرائيل ستسقط بلا هرمجدون .. وبلا إفناء للعالم .. ووهم قوتها حطم وجودها السياسي  .. خليفة الله المهدي هو بقية الله وآل محمد الطاهرين .. وفيه البشارة بظهور المهدي خليفة الله الموعود وهو عبد الله على إسرائيل في آخر الزمان وهو من البشارة  بظهور حكومته المقدسة عليه  السلام في القدس وفلسطين المقدسة لأن الخطاب الرباني حسب السياق هو لكهنة إسرائيل الفريسيين الذين كانوا المتسببين في غضب الله وتدمير الهيكل عليهم حين دنسوه بسحرهم وخياناتهم لحاكم  الرومان و قتلهم الأنبياء بغير الحق .. واليوم يمارس أحفاد الفريسيين ذات الشوكة على خيارات العقائد الوثنية ولهذا سيكون الإستبدال لهم محتوما بأمه مصطفاة من الأزل .. يقول عليه السلام :

[فأصغ يا يهوشع رئيس الكهنة ، أنت وسائر رفاقك الكهنة الجالسين أمامك ، أنتم رجال آية ــ أي شهود ــ : وها أنا آتي بعبدي الذي يُدعى الغصن . ]  وهو في القرآن الكريم بقية الله  .. أي خليفة الله المتبقي من عترة النبي الأعظم محمد r . .. يقول مفسروا أهل الكتاب : [ 6: 9 ــ15 هذه الرؤيا تختص بالمسيا ، الملك الكاهن . كان حاكم يهوذا في زمن الملوك وبعد السبي يتم بواسطة شخصين بارزين هما الملك الذي يدبر الحياة السياسية للأمة ورئيس الكهنة الذي يباشر الحياة الدينية . وكثيرا ما كان الملوك والكهنة فاسدين . وأخبر الله زكريا ـ عليه السلام ــ  أن شخصا جديرا بالتاج سوف يأتي ليحكم كملك (ويحكم على عرشه) وككاهن ( كاهن على عرشه ) وقد كان هذا المزج بعيد الاحتمال في تلك الأيام .   ] (172)

والملك الذي سيحكم هو خليفة الله المهدي عليه السلام . لأن السيد المسيح لم يحكم ورفع وعند نزوله يكون في ظلال دولة العدل الإلهية .

ويواصل زكريا النبي عليه السلام في بشارته التأكيد على أن الملك القادم هو من بيت النبوة المطهرين يقول عليه السلام :

56 ــ زكريــا 6: 12-15:

[هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. 13فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ السَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا. ] وفي تفسيرنا في كتاب البشارة [ الغصن ] هو بقية من نسل النبي محمد الطاهرين عليهم السلام .. وكاهنا أي : [ أي خليفة قائم بأمر الدين والدنيا  ، فيجلس ويحكم على عرشه ، فيعمل بفضل مشورة رتبتيه (173) :

ـ وفي سفر التكوين تتضح ملامحه ونسبه من بيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ومن سلالة النبيين .

[. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ] [ التكوين : 17 : 20 ] ..

وهو محمد صلى الله عليه وآله  وسلم .. وهو في التوراة من جبال فاران (174)   والأدلة الموجودة في مصادر أهل الكتاب للتدليل على ظهور النبي صلى الله عليه وآله فهي كثيرة لا تستوعبها هذه القراءة المخصوصة ..

57 ــ الهرمجدونيون يفكرون في تدمير العالم ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العقيدة الماشيحانية البابلية :

المدخــل :

في مدخل هذا العنوان الخاتم في مبحثنا نؤكد ما أجمع علية كتاب التاريخ في قراءة الحركة الصهيونية على ان ما جرى في بابل من اضطهاد لليهود وسبيهم في عهد نبوخذ نصر ، إنما يجيئ  كردة فعل من الحكومة البابلية نحو مؤامرات اليهود وخياناتهم وعملهم كجواسيس بين الفرس والبابليين وهم الذين عاثوا في الدولة البابلية الفساد وتآمروا على الأنبياء عليهم السلام وقتلوهم وحرقوهم حرقا حتى في ظلال الدولة البابلية الوثنية حتى في ظلال السبي وحولوا النعمة الى نقمة ، ومارسوا الانحطاط الخلقي وعندما اكتشف نبوخذ نصر سياستهم المنحرفة نحو أنبيائهم.. وبعد أن سمعوا من الأنبياء عليهم السلام ما يسرهم في علم التأويل قربوهم نجيا لهم وهذا ما زاد حقدهم وفوق كل ذلك كان النبي ارميا أشعياء ,دانيال عليهم السلام أكثر الأنبياء شهرة في العصور المتأخرة ، ورغم التحريف الجلي في الأسفار المنسوبة إليهم إلا أنها حملت حملا ثقيلا في شهادات الأنبياء في تبيان فضائح اليهود ولعنهم ووثنيتهم  وفي كتابنا الهام من بين دراساتنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ، أكدنا على الخلفية السوداوية التاريخية لليهود وملوكهم الوثنيين وحالة العسف التى أحاطت بهم غضبا من الله تعالى بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم السلام كما في القرآن الكريم ، فكان السبي البابلي بمثابة العقاب الإلهي النازل على رؤوسهم والجزاء .. ولمجموع خلفيات السبي البابلي والطرد الجماعي لهم والتعقيدات التي ألمت بهم في العراق من استعبادهم وإذلالهم كله قد ترك بصماته ، فعكفوا على ذاتهم وشكلوا بدايات الحالة الجيتوية المعقدة والمتضادة مع الواقع العراقي ومن ذلك التاريخ ترك اليهود سمومهم المعقدة في العراق وحملوا روح الإنتقام والتعبئة والسموم في كل ثقافة الإنكسار والإخفاق وحالة الفشل الملحقة بمكوناتهم العقلية ومنهجية تفكيرهم.. وبحكم تناقضهم الشديد وعداوتهم مع الأنبياء عليهم السلام . فقد سجلوا ثقافتهم الحاقدة منقلبة على كل المعايير والديانات والقوانين السماوية والدنيوية !! فكان التلمود البابلي وهو المقدم على التوراة أخطر كتاب شكل قبلة ووجهة لليهود عند خروجهم من بابل نحو فلسطين بعد السبي .. فكانت منظوماتهم في الدولة الرومانية تفرز أسوأ ظاهرة للكهنة الإسرائيليين على مدار التاريخ وهم ما أسماهم ا لسيد المسيح والمؤرخين بالفريسيين .. وهكذا ولدت الماشيحانية بصورتها  التعويضية حاملة كل مركبات الأزمة وروح الكراهية للعراقيين والأمم .. ولهذا علقوا فكرهم المهزوم على الماشياح الوثني وهو الدجال كما عرفه مصطلح الحديث النبوي والإنجيل كذلك .. وفي ضوء هذا الفكر الجيتوي المبني على الكراهية حمل التلمود بصماته لكل ثقافات اليهود ومواطنهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم ، فنظروا للخارج على أساس مصطلح الجوييم واستباحوا دم كل ماهو غير يهودي ، ومن هذا الفكر انبثقت كل الأفكار الجيتوية المبنية على فكر الإنتظار والمخلص .. وفي السياق حرفوا كلام الأنبياء والوحي في التوراة وأضحت التوراة موظفة وثنيا لخدمة الفكر الماشيحاني اللاديني وسجلت بروتوكولات حكماء صهيون بروح الإنتقام  من التاريخ والأمم وكذلك ولدت فكرة الإنتقام جلية في تشكيل أول حكومة للحقد الخفية وهي الولايات المتحدة وكما شرحنا في مبحثنا كان التلمود هو الذي يتكلم في المذابح الدموية التي مارسها أعوان بولس في جماهير الهنود الحمر حين طردوهم وحرقوهم وقتلوا الملايين منهم بروح الماشياح الوثني وكان اللا قديس بولس هو المنظر الماشيحاني الأول وصانع أيديولوجية الإنتقام من الأمم .. وكانت التجربة الدموية ولحتي اليوم لا تجد من ينظر إليها بروح الإنسانية تكريما للعم سام ــ وهي كلمة السر : للسامري الدجال !! ـ عم رؤساء أميركا على مدار الأجيال .. وما يحدث اليوم وعلى امتداد قرن في فلسطين المقدسة ليس إلا وجها بشعا لعقيدة الحقد في ورثاء الماشياح الدجال وما يدور في العراق اليوم أيضا ليس إلا وجها لروح التلمود وصنائع مخابرات الدولة العبرية والتي تحيك المجازر والانتقام على خلفيات أساطيرية لا علاقة لها بالمطلق بما يدور .. وهذا ما تؤكده البروتوكولات التلمودية بالحرب على الأديان .. وتجيء عقيدة الهرمجدون المنحطة كروح بشعة لروح التأويل ونسج الأساطير .. وهكذا استجمعت أميركا الوثنية عقيدة المسيحية الصهيونية [ الماشيحانية ] كمعول لحرب وتدمير المجتمعات بروح تترية جديدة .. وهذه باختصار نقاط مختصرة حول أبجديات الثقافة الماشيحانية في بابل .. ووجود إسرائيل و أميركا وحلفائها الماشيحون في العراق ماهو الا ترجمة النص التاريخي المعقد لدولة الحقد التي جمعها القدر الإلهي لتلقى حسابها المحتوم في الملاحم الوشيكة القادمة .. ولهذا فإن عقيدة دموية كعقيدة الهرمجدون لابد من أن تكون قاعتها التكوينية هي إلهاما شيطانيا محضا وفي قرائتنا ما يفيض في الأدلة والأمر كما رسمه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال]  :

ــ  المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة  ] .. فهي عقيدة ابن الشيطان.. المسيخ اليهودي الكذاب حامل وبائع الأساطير في أزمان خفة الدين  !!

[ صحيح مسلم : ج4/2266 رقم 2946  الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ــ ]

المراجـــــــــــــــــــع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(158) [ دانيال : 8: 19 ]

(159) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1700 سفر دانيال : الإصحاح 7 : 13 ـ14

(160) كتابنا : المهدي عليه السلام   : باب الملاحم

(161) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص1709 : الإصحاح 11: 28 ـ 29

(162) أنظر : كتابنا : المهدي : النزول ـ  الخروج ـ تحرير القدس  : باب : علامات المهدي عليه السلام وصفاته =

أنظر : ابن      حجر   الهيثمي :علامات ظهور المهدي عليه السلام

(163) التفسير التطبيقي : نفس المصدر ص 1711  : الإصحاح 12 : 1ــ 4

(164)  = كنز العمال ج14 / 317 رقم 38651 ط مؤسسة الرسالة = ينابيع المودة للقندوزي ج3/ 88  = المستدرك ج4/547 رقم 8531

(165) : سفر أشعياء : 1 : 4

(166) كتابنا : المهدي عليه السلام : باب : سقوط إسرائيل في شهادة الأنبياء عليهم السلام

(167) شرحناه مفصلا : في تفسيرنا لسفر حزقيال عليه السلام

(168) فصلنا الموضوع في كتابنا : المهدي عليه السلام  : باب  : علامات الظهور في أسفار أهل الكتاب

يــوئيل : 2:  30

(169)  قراءتنا : السامري الدجال وأساطيره الزائفة : منشورة على موقع أمة الزهراء عليها السلام : شبكة الأبدال العالمية .. http://www.omat-alzahraa.com http://omat-alzahraa.net/home.htm = http://omat-alzahraa.org/om/om.html

(170) صحيح مسلم ج4/2250 رقم 2937 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

(171) مسند أحمد بن حنبل ج3/244 رقم 13368

(172) هامش التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1834 نفس الطبعة

(173) : http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm الموقع :

(174) ] كتابنا: البشارة بالنبي الأعظم محمد صلى الله علية وسلم في التوراة والإنجيل .

تمت الحلة السادسة بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي – الحلقة الخامسة

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة

للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي


– الحلقة الخامسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

41 ــ الماشيحانية هل تحقق إسرائيل الكبرى ؟

: إذاً ، فأمريكا غزت العراق من أجل تأمين الدولة الصهيونية كقوة عظمى وحيدة في المنطقة ، وطَمْس هوية العراق العربية والإسلامية ، وقطع كل صلاته بالأمة الإسلامية وتاريخها من خلال إحلال مشروع التهويد والتطبيع الصهيوني والضغط  على الحكومة والأحزاب العراقية لقبول التعاون الأمني و الاقتصادي مع الشركات الأمنية في العراق .. وقطع كل علاقة للعراق بالدول الإسلامية ويمثل هذا الخط المشبوه قطاع كبير من السياسيين المتغربين الذين جاءت بهم أميركا وبريطانيا على ظهر الدبابات الأمريكية .. ولهذا كان الحضور المخابراتي الهرمجدوني الصهيوني واضحا وأشير له في محافل متعددة ..

وقد أفرغ الكيان الماشيحاني العبري حقده على المسلمين في العراق .. راسما معالم هرمجدونيته وأساطيره الزائفة على أجساد المسلمين في العراق ، ولا يخفى دوافعه ومبرراته التاريخية المعقدة  بكل حقد تاريخي في التعذيب والتحقيق في السجون العراقية وسجن أبو غريب تحديدا !!   ولهذا فقد تركت المخابرات الأمنية الصهيونية الماشيحانية بصماتها الدموية مع القوات الأمريكية ، والأخيرة لم تخف طلبها الرسمي لخبراء صهيونيين لهم خبرات قمعية في مواجهة الانتفاضة مع الفلسطينيين ، ومواجهة القمع الجماهيري وحرب الشوارع وكذلك كانت صورة الجندي الأمريكي صورة دموية لتفاعلات الجيش الصهيوني في فلسطين !!

[ وقد تبين فعلاً أن خبراء صهاينة في فنون التعذيب والاعتداءات الجنسية هم الذين درّبوا الجنود الأمريكيين على أساليب التحقيق الوحشية مع المعتقلين العراقيين والتعامل مع المدن الخارجة عن الطاعة ! فعند بدء الاستعدادات العسكرية الأمريكية ـ البريطانية لغزو العراق، وضع الكيان الصهيوني نفسه في واجهة الأحداث الأمامية لهذا الغزو، باعتبار أن الحرب التي تشنّها أمريكا وبريطانيا على العراق هي [حرب هرمجدونية صهيونية ] بالدرجة الأولى ، تأسيساً على الفكرة الإسرائيلية القائلة : بأن أيَّ حدث أو تغيير قد يتأتَّى عن هذا الغزو سيغيّر الوضع في المنطقة وفي الكيان الصهيوني بالذات ، لذا فإن نتائج الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق ستنصبّ في خدمة الأهداف الإستراتيجية الصهيونية ، وتفتح الأبواب على مصراعيها أمام نشوء أوضاع جديدة ومختلفة ، تُخرج الكيان الصهيوني من المستنقع الفلسطيني الذي بات يغوص فيه ، وتخلّصه من الورطة الإستراتيجية التي تعيشها آلته العسكرية وانسداد أيّ أفق سياسي لحلِّ الصراع حسب المقاس الشاروني الصهيوني ، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تهدد بانهيار الاقتصاد الصهيوني والانقسامات السياسية والاجتماعية والإثنية والطائفية التي تنخر جسد الكيان الصهيوني .] ـ ونرى في هذا التحليل :  أن أمام إسرائيل اليوم وبعد هزيمتها النكراء على يد حزب الله المهدوي لتعويض فشلها وتصدير أزماتها خياران : الخيار الأول اجتاح غزة وإجراء دمار دموي ماشيحاني .. وفيه إشغال للرأي العام العالمي عن أزمات إسرائيل و محاولة إحداث مركب وئام ميئوس منها .. بين التناقض الانتقامي في الكنيست !! والثاني هومعاودة الجيش الأمريكي وفرق الكوماندوز الصهيونية في العراق لإحداث مجازر دموية بغطاء مواجهة المقاومة على غرار ما يجري اليوم في مدينة الصدر في مواجهة علنية حاقدة ضد جيش المهدي عليه السلام .. ولهذا جند الكيان العبري عملاءه في فلسطين ولبنان تحديدا لإثارة موضوع الشيعة والسنة وهي

مؤامرة نؤكد من خبرتنا الأمنية : أن وراءها شبكات من عملاء إسرائيل وأدوات مشبوهة لأنظمة عربية ..

وتحريك عملاء الاحتلال لنسف وتدمير تتري لمكتبة الحياة المسيحية في ساحة غزة ؟؟

وهذه الأعمال تتكامل بطريقة وبأخرى مع ممارسات جهاز الموساد في العراق وهو يقوم بتصفية وخطف لرموز الأقليات اليهودية والنصرانية وباقي الطوائف لتحقيق أهداف محددة .. هدفها تكريس الاحتلال وهيمنة الغزاة على العراق .. والمستهدف إثارة معارك وهمية للفلسطينيين .. في غزة تحديدا .. خشية من تنامي خط الإمام المهدي في فلسطين والذي بدأ يمتد بقوة .. وعزل جماهير الفلسطينيين عن وعي الثورة الحسينية واستلهام ثورتها المقدسة من بيت التطهير النبوي .. وهذه المعارك الوهمية الدنكشوتية لا يمكن أن تقطع إلا أصابع مثيريها .. فهم القوى المعطلة لحركة الثورة على أبواب معركة تحرير القدس الوشيكة .. وإلا لماذا يجوب هؤلاء الأفاكين الجهلة على منابر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ويلعنون ابن رسول الله السيد حسن نصر الله رضي الله عنه .. وينشرون ثقافة التخلف بين العوام بعدم جواز الدعاء له في حرب تشرين .. وأين يضع هؤلاء البغاة رؤؤسهم وهو يمطر الصواريخ على رؤؤس المحتلين .. وإذا كان زعماء إسرائيل ذاتهم يزكونه ويقولون شعبيته أكثر من كل قاد إسرائيل وفي استطلاعاتهم يقولون بالأغلبية : أنه أصدق عندهم من  قادتهم في الكنيست ؟؟ أليس هذا تقديرا إلهيا بأن آل النبي في قرآن الله هم المطهرون والصادقون.. اللهم لا أملك الا القول : ان أعدائي فقد عرفتهم وأما أصحابي فنجني منهم !! فهؤلاء الجهال ماذا سيقولون والمهدي على الأبواب .. فهؤلاء الحمقى الذين سيجلهم التاريخ بالعار معروفون فردا فردا ..

وهم يهددون بحرق بيوتنا على رؤؤسنا وأنهم سينصبون التفجيرات أسفل جدران مقام سجداتنا .. وحتى كتابة هذه السطور هاهم يقتحمون منزلنا ويقومون بخطف زوجة المؤلف الثورية المؤمنة .. نؤكد لهم :  ان خطط برا يمر قد وصلت الى غزة..؟؟ ونقول مرة أخرى بجرأة .. أن من يقف وراء جريمة الخطف بحق المجاهدة الداعية الشهيرة أمتيازعثمان ويقوم بحرق و نسف المكتبة المعمدانية بساحة غزة هو عدو واحد لشعبنا وأمتنا ..هو عدو لمحمد وآل محمد عليهم صلوات الله وسلامه .. وهو صانع فتنة .. وعليهم أن يتوبوا قبل أن تصل رقابهم ثارات الله .. فالبيت له رب يحميه وفلسطين هي هدية الله رب العالمين لرسول الله والمهدي عليهم السلام .. ولن يفلت العابثون في حرمات آل محمد الطاهرين من عقاب الله العاجل .. ان مخططات بوش وبرايمر في العراق بإثارة حرب الطوائف ونسف المساجد والحسينيات .. وترويج لعبة الشيعة والسنة البغيضة الا طعنا لرسول الله وصحابته الأبرار، وأن الترويج لسب الصحابة في غزة كمن سبهم !! ويريد القول علانية أنه ليس هناك خطوط حمر!! وناشر الفاحشة ألعن من فاعلها ..والريالات الورقية لن تدوم ولن تدوم..

والساب على صحابة النبي صلى الله عليه وآله وهم قله شاذة وآثمة ولا تفقه من الدين ولا الإنسانية .. ولكن الترويج للفتنة لا نراه الا تنفيذا لمخطط البغاة التاريخيين .. وفي زمن الهرمجدون وأساطير أدوات الدجال لا نستغرب شيئا .. فهذا الزمن هو الذي يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويحكم فيه الرويبضة والتحوت أسافل الأمم !!

وفي مواجهة هذا التدليس المنهجي لابد أن يدرك المسلمون في ساحات المواجهة في العراق ولبنان وفلسطين من تحديد مهماتهم الثورية وإسقاط  الخيارات الإلهائية البديلة عن مركزية المواجهة مع الصهيونية في العراق والمنطقة .. ولا سمح الله لو سقطت المقاومة في العراق  فإن هذا يعني سرعة التحول الصهيوامريكي نحو سوريا ولبنان والتعجيل بوحدة  المحور السفياني الصهيوني المرتقب ظهوره..

هذا وإن هذه القراءة الموجزة.. وغير المتخصصة  للخلافات الطائفية .. قد حددتها وجهتنا منذ عقود بأننا أعدى أعداء الطائفية والمذهبية ..

ولا نرى في مثيري البؤر المذهبية وتحديدا في خط المواجهة الشامي سوي قواعد استقبال وتنفيذ للمخططات الماسونية والتي تحيكها كل الأجنحة اليمينية الماشيحانية في جهاز المخابرات الصهيونية !! لهذا نؤكد الإجابة على عنواننا : بأن الماشيحانية السوداء .. كالماسونية الزرقاء لن تحقق وجهتها .. ولو جندت لها الثقلان.. فإن الأمر إلهيا قد حسم والتحول لإزاحة  كل الواجهات الملعونة ليست سوى مسألة وقت .. وبالعودة لموضوعنا نقول إن العركة الدائرة في العراق هي بين مشروعين لا ثالث لهما : المشروع الإلهي المحمدي والمشروع الماشيحاني .. ومعركة الحسم مع ذيول دوائر الإفساد قادمة ووشيكة ، وأي حرف لصيغة المواجهة لا يخدم إلا جبهة الباطل الصهيوأمريكي غير الغائب عن حركة المؤامرة في المنطقة وفي قلب العراق تحديدا .. يقول الأستاذ العنسي في السياق :

[ لا يعني ان إسرائيل غائبة عن الساحة العراقية ، فمنذ اللحظات الأولى للغزو الا نجلو أميركي للعراق كانت إسرائيل بمستشاريها وخبرائها العسكريين وأجهزتها الأمنية مثل : الموساد والشاباك و الشين بيت متواجدة في بغداد لمساعدة قوات الغزو على تثبيت احتلالها للعراق ، وبسط سيطرتها على المدن العراقية ، والمساعدة في تدمير المؤسسات العسكرية والمدنية العراقية على نحو معد ومخطط له بدقة ، وبالتنسيق مع قيادة الغزو والإدارة الأميركية ، أي على المستويين العسكري والسياسي ، ومن يدري ، ربما نكتشف في السنوات القليلة القادمة مشاركة وحدات عسكرية إسرائيلية خاصة لقوات الغزو الانجلو أميركي في اجتياحها للعراق واحتلاله … إنه وبعد الغزو واستتباب الأوضاع للقوات الأنجلوأميركية   الغازية بات التغلغل الإسرائيلي في العراق معلنا وعلى رؤوس الأشهاد ، ففي ظل سيادة الفوضى وانعدام الأمن ، وحالة الضياع التي يعيشها الشعب العراقي ، نجح جهاز المخابرات الإسرائيلية ـ الموساد ـ في تأسيس مكاتب له في كل من بغداد والموصل والسليمانية وأربيل ، أنيط بها انجاز سلسلة من الدراسات الأمنية والدينية والثقافية والعرقية والمذهبية والاستراتيجية حول مستقبل العراق من وجهة النظر الصهيونية ، وبما يخدم أطماع إسرائيل في تقسيم وتمزيق العراق وسلخه تماما عن محيطه العربي ، وربطه بالكيان الصهيوني والمخططات الامبريالية الأميركية ، وبنفس الأساليب والوسائل الصهيونية التقليدية المعروفة ، أي التغلغل في الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والاجتماعية العراقية ، إضافة الى تحقيق حلم الصهيوني هيرتزل في استيطان اليهود في بلاد ما بين النهرين ، تنفيذا للأطماع الصهيونية المعلنة والمعروفة في توسيع حدود الكيان الصهيوني من النيل الى الفرات ، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضا اندفاع عدد كبير من الشركات الصهيونية الى العراق بهدف المشاركة في إعادة إعمار العراق !! ] (148)

.. ومن خلال واجهة الإعمار يكون التدمير والمؤامرة وتكريس سياسات النهب و عبر الأساطير وسياسة الخرافات في قلب العراق يكون تنفيذ المخطط  ، و في كل الأحوال كل شيئ ليس صدفة .. بل هو قدرا إلهيا لإزاحة ركام الزيف عبر مواجهة مرتقبة في أرض الصراع المحتوم قريبا في أرض المواجهة المقبلة والحضارات القديمة [ قرقيسياء ساحة المواجهة المقدسة ] فيما بين النهرين ويكون سقوط كل الأقنعة الدموية المجرمة والناهبين لجبل الذهب على يد المهدي عليه السلام ..

{ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }  الأنفال37 ..

ودولة الدجال في إسرائيل تقوم على أساس أساطير سوداوية دينيه تفصل بين الله والأمم لتزج بالمسلمين و الأمم لمصالح اليانكي والدولار الماسوني ذو العين الواحدة عين المسيح الكذاب .. إسمها ديمقراطية الدم والمجازر ..

42 ــ التجسس الصهيوني واستكمال الأسطورة :

ولكي تضمن إسرائيل ولاء يهود العراق الكامل لها ، والسعي الى الهجرة إليها ، عمدت الى استخدام أساليب شيطانية ماكرة لإرهابهم ، وتفجير بعض معابدهم ، وقتل العديد منهم لإلقاء التبعية على السلطات العراقية ، فنجحت بذلك فيما سعت إليه  ..                                                                                       .
لقد كان اليهود في العراق لأحقاب طويلة خلت ، ينعمون بالأمن والأمان ، ويمارسون حياتهم وأعمالهم وطقوسهم في حرية بلا منغصات أو أحقاد ، إلا أن خطط حكام إسرائيل ، صورت لهم الحياة في العراق على أنها جحيم ما بعده جحيم . . ورسمت في أذهانهم صورة مثالية للحياة في ” الوطن ” الجديد. (149)

43 ــ العراق المفتت في رؤية الأمن الإسرائيلي :

[ إسرائيل تطمح إلي إضعاف العراق وتفتيته لأسباب تاريخية وسيكولوجية تتعلق بمخاوف الصهاينة المتجددة من عقدة تدمير ـ الدولة العبرية ـ عن طريق غزو قادم من المشرق العربي ، وبالتحديد من جهة العراق على غرار محنة السبي البابلي لليهود في التاريخ القديم عندما أطاح البابليون العراقيون بمملكة  إسرائيل  القديمة وجروا الأسرى اليهود في سلاسل إلى العراق القديم ــ والدوائر الأمنية والإستراتيجية في إسرائيل اليوم تدرك من هو الخطر عليها وهي على بينة معرفية بالقرآن والمصادر الحديثية التي تثبت أن الفتح القادم سيكون بعد مكة من العراق نحو القدس ، وهو بالمحتوم سيكون تحت قيادة خليفة الله المهدي عليه السلام .. ولكن هذه المرة تحت ظلال الإسلام والجهاد . ومازال شبح الهجوم العراقي الزاحف من الشرق لتدمير إسرائيل .. من جديد يشكل هاجساً قائماً في الوعي واللاوعي السياسي لقادة إسرائيل ].  (150)  وفي سياق هذه الوجهة الإستراتيجية تنفخ إسرائيل في بوق النهاية لمهزلة الهرمجدون الزائفة .. وهي تدرك أن الشعب الأمريكي وعقب الفشل الذريع لبوش الثاني يطالب بالانسحاب من العراق ، الأمر الذي وضع الإدارة البوشوية أمام قدر واحد والتجديف بإتجاه واحد وهو التحطيم في العراق .. لأن هروبه أمام ضربات المقاومة المهدوية الإسلامية تعني انكشاف كذبه على الأمم !! ولذا هو يدعم إسرائيل لتحطيم العراق وتفتيتها الى فسيفساء حزبية وطائفية متناحرة ،  وقد وطأ  الخبيث [ برايمر ]  لخططه في تحويل العراق الى مقبرة قبيل ظهور المهدي عليه السلام ..

44 ــ كوماندوز صهاينة يقتلون علماء عراقيين :

وفي هذا السياق كشف جنرال فرنسي متقاعد عن وجود (150) من وحدات الكوماندوز الصهيونية داخل العراق ؛ لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتّشي الأسلحة الدوليين! وقال الجنرال الفرنسي المتقاعد ـ في تصريحات لقناة التلفزة الفرنسية الخامسة يوم 8 أبريل 2004م ـ إن أكثر من (150) جندياً صهيونياً من وحدات الكوماندوز دخلوا الأراضي العراقية في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين ، الذين كانوا وراء برامج التسلّح العراقية ، وقُدّمت أسماؤهم إلى لجنة مفتشي الأسلحة الدولية برئاسة : هانز بليكس. وقال الجنرال الفرنسي : [ إن مخطط الاغتيال هذا تمَّ وضعه من قِبَل مسؤولين أمريكيين وصهاينة ، وأن لديه معلومات دقيقة بوجود الكوماندوز الصهاينة داخل العراق حالياً، بهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا نواة برامج التسلّح الصاروخي والنووي والكيماوي ،ـ خشية حدوث متغيرات يكون هؤلاء العلماء في الخط المعادي لإسرائيل ــ  وعددهم ـ حسب الجنرال الفرنسي ـ قرابة ثلاثة آلاف و (500) عالم عراقي عالي المستوى ، من بينهم نخبة تتكون من (500) عالم عملوا في تطوير مختلف الأسلحة ، وهذه النخبة هي المستهدفة من العمليات الصهيونية بالدرجة الأولى  ] ..

45 ــ ضباط مخابرات صهاينة في العراق:

كشفت إحدى الصحف الصهيونية أن الجنرال : أهارون زئيفي فاركاش.. رئيس قسم المخابرات العسكرية الصهيونية يعمل مستشاراً لدى قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال : كيسي ، وأن هذا العمل طبيعي في أعقاب إرسال الرئيس بوش لعدد من الضباط الأمريكيين إلى الدولة الصهيونية لتبادل الخبرات والتدريب من أجل ضبط الحرب في العراق . وكانت ــ المؤسسة اليهودية للشؤون الإستراتيجية ــ في مقدّمة من عرض على بوش مقترحات تدعو إلى الاعتماد على الخبرة الصهيونية ، وحددت له أسماء بعض الضباط المهمين لمساعدته في الحرب على العراق منذ بدايتها وحتى الآن. واعتبر التحليل المنشور أن إدارة بوش والمحافظين الجُدد المتشددين داخلها وجدوا أن اليهود الأمريكيين أو الصهاينة لديهم دوافع أكثر من الأمريكيين في تحطيم الإرادة العراقية خصوصاً إذا ما كانوا قد اطلعوا على ما قالته التوراة حول سبي اليهود إلى بابل قبل ما يزيد عن ألفي عام ، ولذلك يكشف التحليل أن [تومي فرانكس] القائد الأعلى السابق لقوات الاحتلال في العراق من أصل يهودي روسي ، وهو من الجيل الثاني الذي نشأ صهيونياً متشدداً ، وأن الجنرال الأمريكي : ريتشارد ناتونسكي القائد العسكري الذي تولّى مهمة الهجوم المكثف على الفلوجة من الصهيونيين اليهود القادمين من أوكرانيا . ويذكر أن ـ ناتونسكي ـ قال : إن الفلوجة سرطان ، فالمسلمون فيها يستخدمون المساجد والمدارس لنصب الكمائن لقوات المارينز، ولذلك وجدنا في كل مسجد مخزن سلاح ومصنع متفجرات ووسائل قتالية. وكشف ـ أيضاً ـ أن العقيد الصهيوني (نوعام تيفون) شارك في تدريب عدد من ضباط وجنود المارينز على اقتحام مداخل مخيم يضم بعض المساجد بعد مناورة مع الجيش الصهيوني انطلقت من نيتساريم قرب قطاع غزة . وفي المعارك التي جرت في الفلوجة استعانت القوات الأمريكية ـ بموجب المصادر نفسها المذكورة ـ بعقيد من الجيش الصهيوني هو : إيغال شارن.. ومعه (800) من قوات الكوماندوز الصهيوني . وذكرت المصادر أن العقيد : إيغئال شارن.. قال : [إن الأمريكيين تبدو عليهم السذاجة تجاه حداثة المعركة ضد المقاتلين المسلمين ، ولذلك شعروا بالامتنان لشركائهم الصهاينة .]

46 ــ العدو الصهيوني : قواتنــــــــا في العراق:

صحيفة : معاريف الصهيونية كتبت تحت عنوان : [ قواتنا في العراق] بقلم الكاتب الصهيوني (بوعز غاوون) الذي قال فيه : [ إن الدولة الصهيونية دخلت العراق لتأخذ حصتها ]  ؟ واللافت أن أكثر الجهات التي تقوم بفضح وكشف مثل هذا التواجد هي الجهات الصهيونية وعلى مختلف مشاربها ، وقد تكون الصحافة الصهيونية واحدة من هذه الجهات ، وبدءاً من صحيفتي [معا ريف و ها آرتس] ، وانتهاء بصحيفة [ إيديعوت أحرونوت] التي ذكرت في تقرير لها أن 8 خبراء صهاينة يعملون الآن في العراق للمساعدة على إعادة بناء البنية التحتية للبلاد. ويشارك الخبراء الثمانية ـ حسب الصحيفة ــ الذين توجهوا إلى العراق بدعوة من أمريكيين ـ في برنامج عام لإعادة إعمار أحد مجالات البنية التحتية ، وقالت : إن وصولهم كان بالتنسيق مع الحكومة العراقية . كما يشارك في البرنامج عديد من الشركات والمؤسسات الصهيونية الخاصة التي تعمل في مجال تصنيع الأجهزة التقنية والنظم المتطورة. ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين في الوفد الصهيوني قوله : [ إن النشاط الحالي هو ثمرة جهود سرية ، وإن أول اتصال بين السلطات الصهيونية والعراقية تمَّ من خلال وساطة دولة شرق أوسطية ولكنه لم يكشف عنها ] .. .

ولم تقتصر متابعة أخبار التواجد والتغلغل الصهيوني على الصحافة الصهيونية وحسب ، وإنما اهتمت بذلك صحافة الدول الإقليمية ، حيث ذكرت صحيفة : جمهوريت التركية بتاريخ 18/11/2004م من خلال تقرير لها في الموضوع نفسه ، يؤكد على أن النشاطات والفعاليات الصهيونية مستمرة في شمال العراق منذ عام 1993م ، وتريد الدولة الصهيونية من ذلك تأمين خط أنابيب بترول من شمال العراق إلى حيفا في فلسطين المحتلة ، وتشغيله بأسرع وقت ممكن ؛ لزيادة القوة الاقتصادية للدولة الصهيونية ، ولهذا قامت الدولة الصهيونية بشراء أراضٍ في مدينة كركوك بمساحة ستة آلاف دونم ، إضافة إلى شراء خمسمائة منزل في مدينة الموصل ، وألفي دونم وثلاثين مبنى في أربيل ، ولقد حصلت الدولة الصهيونية على بعض المساعدات من اليهود الأتراك في منطقة شمال العراق حسب تقرير الصحيفة التركية .

وإذا كان العديد من الحقائق قد أكدت على الدور الصهيوني في العراق ، الذي ارتدى لبوسات مختلفة ، فإن معركة الفلوجة قد كشفت الدور العسكري للكيان بعد أن اعترفت المصادر الصهيونية أن عدداً من الجنود اليهود من حملة الجنسيتين الصهيونية والأمريكية قُتلوا في الهجوم الأخير على مدينة الفلوجة ، إذ قالت صحيفة (هاآرتس) في 21/11/2004 م على لسان أحد كبار الحاخامات اليهود في القوات الأمريكية في العراق : إن المقاومة العراقية تمكنت من قتل ضباط وجنود يهود أمريكيين في الفلوجة ، وأكّد على ذلك مراسل الصحيفة المذكورة في نيويورك وعلى لسان الحاخام ــ آرفننج آلسون ــ وهو برتبة رائد في الجيش الأمريكي حيث قال الأخير:

[ إن هناك العديد من اليهود قُتلوا في المعارك الأخيرة في الفلوجة ، ومنهم : المقدَّم [ آندي شتيرن ] ويعمل في سلاح المدفعية ، وجرى دفنه في المقبرة العسكرية الأمريكية في ــ آرلينغتون ـ في أمريكا ، ومنهـم ـ أيضاً ـ ماك أفين ـ وهو قناص يهودي وحفيد أحد الحاخامات الكبار في أمريكا ] وكشف الحاخام في كلمته التي نشرتها صحيفة : هاآرتس ، عن وجود عدد كبير من الجنود اليهود في الجيش الأمريكي ، معظمهم يعملون في القنص ، وتتراوح أعمارهم بين (18 و19) عاماً ، منهم مجندات يهوديات. ودعا الحاخام عائلات الشباب اليهودي الأمريكي إلى إرسال أبنائهم إلى العراق للحرب ضدّ من أسماهم أعداء الدين اليهودي ، معتبراً أن القتال ومساعدة الأمريكان في العراق أفضل كثيراً من العمل الديني في المعابد اليهودية. وكشف الحاخام ـ آرفننج ـ عن عدد الجنود اليهود في العراق قائلاً : «إنهم حوالي (1000) جندي ، منهم بعض الضباط العاملين في الجيش الأمريكي .

47 ــ أمن إسرائيل هو الأمن الأمريكي القومي :

اعترف الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك ، القائد السابق لقوات حلف الناتو في مقابلة معه قبل الاحتلال بأشهر قليلة  [ إن أولئك الذين يفضلون هذا الهجومِ – هجوم الولايات المتحدةِ ضدّ العراق- الآن سَيُخبرُونك بشكل صريح، وبشكل خاص، بأنّه حقيقيُ ليس هناك تهديد من صدام حسين للولايات المتحدةِ. لَكنَّهم خائفون في وقتٍ أنه قَدْ يُقرّرُ،أكان عنده سلاح نووي ، مهاجمة إسرائيل } ـ والآن وقد رحل صدام  على يد الأمريكان أنفسهم . ويدرك الغرب وجماعة البرادعي وبليكس النوويين !! أن صدام لا يمتلك القوة النووية فماهو مبرر وجودهم في العراق سوى تنفيذ سياسات الحقد ونشر الفتن والحروب ، و تحت دعاوى الهرمجدون حوصر وقتل الآلاف من أطفال العراق وتعرضوا للتشويه الخلقي من جراء بقايا اليورانيوم البوشوية .. إنها حقا حربا منظمة يقوم به قديسون فاشيون ..

يذكر مارك ويبر، مدير معهد Historical Review الأميركي في موقع المعهد على شبكة الانترنيت أن السناتور الأميركي ارنست هولغنز أعلن في أيار\مايو 2004 إن هدف الغزو الأميركي للعراق هو لحفظ أمن إسرائيل و كل  فرد يعرف ذلك . خاطب هولغنز زملاءه في الكونغرس متهما إياهم بالجبن قائلا  ] لا أحد يرغب في الوقوف والتصريح .. الرئيس الأميركي بوش غير معني لا من قريب ولا من بعيد بسلامة العراقيين وحريتهم وأمنهم ، بل كل غايته التي من أجلها حمل إلى البيت الأبيض مرتين هي حماية إسرائيل وأمنها. علقت صحيفة التايمز اللندنية على خطاب بوش في حزيران  2002 ، بأنه كان متحيزا جدا لإسرائيل وكأن كاتبه أريل شارون وليس بوش . قال بوش في ذلك الخطاب الموجه لنشطاء صهاينة في واشنطن [ إن الولايات المتحدة ملتزمة بقوة ، وأنا ملتزم بقوة ، بأمن إسرائيل كدولة يهودية حيوية. حين تدافعون عن الحرية والازدهار وأمن إسرائيل فأنتم تدافعون عن أميركا ] .


48 ــ المسيح هو الذهب العراقي ؟؟

قبل الحرب على العراق ، وبالتحديد في 23 شباط : فبراير ، استضاف تيم روسيرت في برنامجه Meet the Press ” الذي تقدمه شبكة NBC الأميركية الشهيرة ، أحد كبار صهاينة البيت الأبيض أو ما يعرف بالمحافظين الجدد أو الصقور، وهو ريتشارد بيرل، حين كان رئيسا لمجلس تخطيط السياسة الدفاعية والمستشار الأول للبنتاغون ومؤسس المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي .} .. (151)

و يذكرا لدكتور السقا  :[ ويقول أنصار التيار المسيحي الصهيوني إن العراق احتلت جزءا كبيرا في كتب الميسوديت , أن المسيح مثل الذهب النقي الخالص ــ المسيح الذي يساوي الذهب هو الدجال الذي عبدوه بمقام الإله يهوه ــ وان هذا الذهب يجب أن يحيط به عند ظهوره لهذا العالم وبكميات ضخمة وأن تكون له مناطق وممرات يسير فيها ذهبا نقيا خالصا وأن هذا الذهب لابد أن يأتي من إحدى الدول القريبة من أورشليم . وتعتقد هذه الطائفة أن الذهب وضع في هذه الدولة لأنه يجب أن يكون هناك اقتتال عنيف على الذهب . وأن هذا الذهب لن يتم الحصول عليه إلا بصعوبة بالغة وبعد فترات طويلة من الاقتتال العنيف مع أصحاب هذا الذهب. وترى كتبهم أيضا أن هذا الذهب الذي هو من مواصفات معينة لن يوجد في أي دولة مسيحية ولكن سيوجد في دولة يدين أهلها بالإسلام . وأن خصائص هذه الدولة تنطبق على العراق , وأن جبل الذهب ما زال موجودا داخل الفرات حتى وإن لم يتم اكتشافه بعد ] ويستطرد المؤلف قوله : [ إن هذا الكلام ليس مجرد خيال ولكن ادعاءات يؤمن بها بوش وغيره من طائفة الميسوديت. ولذلك فإن بوش وفق المعلومات دائما ما كان يوجه قادة البنتاجون بأن تهتم الأقمار الصناعية الأمريكية بتصوير الجبال العراقية .

.. ووفقا للمعلومات فإن أكثر ما تم تصويره في داخل العراق في الأشهر الأخيرة هو الجبال العراقية. بل أن بعض الطائرات الأمريكية بدون طيار ترصد هذه الجبال , ويتم تحليل هذه الصور بواسطة علماء متخصصين في الجيولوجيا والطبيعة. بل وإن هؤلاء العلماء سيتم نقلهم للإقامة الدائمة في العراق بعدما تمكنت أمريكا من الانتصار على العراق. وستكون مهمة   هؤلاء البحث عن جبل الذهب العراقي الذي في حال اكتشافهم له سيتم نثره في داخل الهيكل الذي سيمهد بقوة لظهور المسيح ].. [152]

فهل حقا  سينثر الذهب في جنبات الهيكل المقدس .. السؤال والإجابة يؤكدها السيد المسيح عليه السلام .. ويجيب عليها الفريسيين الذين كرسوا سياسات النهب والتجارة وبيع الدجاج في الهيكل ؟ وأما السيد المسيح رمز الطهر في هذا العالم فهو على قائمة المطاردين والملاحقين وأما أمه القديسة الشاهدة فهي طريدة الجبال .. ولا يدرك العشاق الثوريين في عالمنا الا من عانقوا خدودهم المقدسة .. وأما التاريخ وحتى الإنجيل فقد سجل الفريسيين بأعوان الدجال والأنبياء الكذبة..وأما اللا سيد الأمريكي 2 بوش فهو وارث معبودة رب الفريسيين والذي لا اله غيره في هذا العالم عند زبانيته في القدس المحروسة ..

وفي مقال ذكره الصحافي مصطفى بكري :

في فضح المخطط الماشيحاني قال فيه : [  ويقول أنصار التيار إن العراق احتلت جزءا كبيرا في كتب الميسوديت [ الطائفة الدينية البروتستانتية التي يدين بوش بمعتقداتها ] ، وأن المسيح مثل الذهب النقي الخالص ، وأن هذا الذهب يجب أن يحيط به عند ظهوره لهذا العالم وبكميات ضخمة ، وأن تكون له مناطق ، وممرات يسير فيها ذهبا نقيا خالصا وأن هذا الذهب لابد أن يأتي من احدي الدول القريبة من أورشليم . وتعتقد هذه الطائفة أن الذهب وضع في هذه الدولة لأنه يجب أن يكون هناك اقتتال عنيف علي هذا الذهب ، وأن هذا الذهب لن يتم الحصول عليه إلا بصعوبة بالغة وبعد فترات طويلة من الاقتتال العنيف مع أصحاب هذا الذهب ، وتري كتبهم أيضا أن هذا الذهب الذي هو ذو مواصفات معينة لن يوجد في أي دولة مسيحية ولكن سيوجد في دولة يدين أهلها بالإسلام ، وأن خصائص هذه الدولة تنطبق علي العراق ، وأن جبل الذهب مازال موجود داخل العراق حتى  وإن لم يتم اكتشافه    بعد .. إن هذا الكلام ليس مجرد خيال ولكنه ادعاءات يؤمن بها بوش وغيره من طائفة الميسوديت ولذلك فإن بوش ، وفق المعلومات ، دائما ما كان يوجه قادة البنتاجون بأن تهتم الأقمار الصناعية الأمريكية بتصوير الجبال العراقية الأمريكية وتكبير هذه الصور ووفقا للمعلومات فإن أكثر ما تم تصويره في داخل العراق في الأشهر الأخيرة هو الجبال العراقية ، بل إن بعض الطائرات الأمريكية بدون طيار ترصد هذه الجبال ، ويتم تحليل هذه الصور بواسطة علماء متخصصين في الجيولوجيا والطبيعة بل وإن هؤلاء العلماء سيتم نقلهم للإقامة الدائمة في العراق إذا ما تمكنت أمريكا من الانتصار علي العراق . وستكون مهمة هؤلاء البحث عن جبل الذهب العراقي والذي في حال اكتشافهم له سيتم نثره في داخل الهيكل الذي سيمهد بقوة لظهور المسيح.
وتقول كتب التيار التجديدي للمسوديت إن العراقيين إذا نجحوا أولا في السيطرة علي الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب فإنهم قد يسيطرون علي كل المنطقة وأنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وأن العراقيين سينتصرون  .  (153)

والسؤال هل حقا يطرح هؤلاء البوشويين وذيولهم من حكام السوء أموالهم وذهبهم اليوم في الكنائس والهيكل  .. أم في أرصدة البنتاغون ورصيد التصنيع الذري القاتل.. وإذا كانت هذه ضريبة الماشياح الكذاب فهذا دوائه معروف في كتبهم التي تصب عليهم اللعنات ،  والتي يود هؤلاء الطغاة أن يستيقظوا فلا يجدوا الكتاب الذي بين أيديهم !! فهم وإن كانوا يضربون بجباههم جدارالبراق ندما على قتل الأنبياء والقديسين !! فلا يدفعهم ذلك الزيف والتباكي واهتزازات ظهورهم ..  قرب الجدار المقدس عن الخلاص من المكر والمؤامرة لإبادة المسلمين .  وحاخاماتهم يدفعونهم لقتال الكافرين في بلاد المسلمين ؟ ولهذا نقول إن إسرائيل وكل القوى الماشيحانية  تدرك أن الذي سيحاربها على جبل الذهب في العراق هو خليفة الله المهدي عليه السلام ..  بعد دخوله العراق .. ولكنهم يغيبون الوجه الحقيقي للصراع المحتوم بين الخير والحق كله مع آل محمد الطاهرين وقوى الوثنية والشريّـة المطلقة وهي أميركا الشيطانية وإسرائيل الوثنية !!

هذا هو النفس والعقل الهرمجدوني وسياسة ساسته الناهبين !! وهذه هي أيديولوجيتهم الزائفة الساقطة حتما !!

.. وتقول كتب التيار التجديدي للمسوديت :

[ إن العراقيين إذا نجحوا أولا في السيطرة على الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب , فإنهم قد يسيطرون على المنطقة. وإنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وإن العراقيين سينتصرون على إسرائيل في هذه الحرب بل وسيزيلون هذه الدولة من الوجود وإنهم سيطورون المسجد الأقصى بدلا من هدمه , وعندما يصل بهم الأمر إلى هذا الحد فإن ذلك يعني عدم عودة المسيح وتأخيره إلى مئات الأعوام حتى تحقيق الانتصار من جديد للعالم المسيحي اليهودي المشترك .

ويرى جورج بوش أن العالم الآن مهيأ للانقضاض على العراق قبل أن تستفحل قوته من جديد : ولذلك فإن أحد الأغراض المهمة لهذا التيار التجديدي تحطم الأسلحة التي يعتقدون أنها لا تزال مخبئة في داخل الأراضي العراقية. من هنا فإن السيطرة الأمريكية على العراق كما تقول كتب التيار التجديدي كما يزعمون منع سيطرة العراقيين على جبال الذهب ومنعها يتناول خططا مستقبلية للسيطرة على العالم وأن يكونوا هم رفقاء المسيح ـ الدجال ـ في حياته الجديدة وأن السيطرة الأمريكية لا بد أن تكون دائمة لضمان السيطرة النهائية على تطورات الأوضاع في هذه المنطقة ]. [154]

وفي نظرنا و قراءتنا التي بين أيدينا أن بوش الثاني كأسلافه يطرح نفسه اليوم  كمقام الوكيل للمسيح الكذاب القادم  و هو كما عبر عنه [جورجي كنعان ] :

المسيح القادم مسيح يهودي سفاح ]..  [155]

وهو الماشياح الدجال كما يصفه الإنجيل بعدو السيد المسيح عليه السلام . وبهذه الروح الناهبة السفاكة للدماء ، يرى بوش نفسه بأنه ليس أقل من مشروع جديد : للعجل الذهبي اليهودي .. ووكيل استعماري لليهود أنفسهم ينفذون سياساته  ويضعون المبررات والبرامج لتنفيذ سياساته ومشروعاته القائمة على تحطيم العالم الإسلامي وتفكيكه واجتثاثه لحساب إسرائيل المفسدة .. ولا عجب في أن يسمي اليهود بوش بأنه هو المخلص فقد سموا قورش الفارسي قبله !! وما المشحاء الكذبة : من أمثال الماشياح الكذاب: أبو عيسى الأصفهاني  و الماشياح : داوود الرائي و الماشياح  : دافيد ريوبيني و الماشياح : منشة بن إسرائيل و الماشياح الدجال : شبتاي زئيفي و الماشياح الدجال : فرانك جاكوب إلا رصيد لجيل من الأنبياء الكذبة صبغوا منهجيا في ثقافتهم الدموية وقنابلهم العنقودية ، التي يصبوها على المسلمين حقدا ودم في غزة وصور ومدينة الصدر والفلوجة. وما هؤلاء المشحاء الجد سوى أحد الوجوه السوداوية للمسيحية الصهيونية المعاصرة. وما اصطلاح الهرمجدون .. إلا سياسة جديدة تترجم اليوم بحرب الإبادة في العراق , نحو دمار دمشق ..

وأمام هذا الإمتداد الدموي الميكافيلي البشع لا بد لجماهير الأمة وطلائعها المهدوية الصاعدة .. من تفعيل حالة الأبدال الشاميين على كل المستويات .. وتفعيل الدور المهدوي القادم , والمدعوم من السيد المسيح بن مريم ذاته في مواجهة  وثنيتهم المعاصرة. ووجود حالة مواجهة لهذا المد الإفسادي الهرمجدوني المزيف والمحكوم

عليه بالإنكسار المحتوم .. وفي كل الوجوه فإن غزو الولايات البوشوية المتحدة للعراق  وبكل أساطيرها ومؤامراتها . فهي إنما ترتكز على رؤية أيديولوجية توراتية محرفة قائمة حسب التصور الماشيحاني اليهودي بالانتقام من العراق ونهب ثرواته وتدميره وفي تصور مكيافيللي فاضح يقوم على أنها [ بابل العاهرة ]  وهو حرف للتاريخ بأساطير زائفة يستهدف الانتقام من التاريخ بصورة مقلوبة !!

49 ــ خراب أمريكا بعد زوال إسرائيل :

وفي مبحثنا :  المهدي  قدمنا موجزا تصورا عن حركة فتوحات خليفة الله المهدي عليه السلام والتي تبدأ بمكة وتنتهي بذروة الغرب أميركا و في دراستنا لسفر الرؤيا وفي معرض الحديث عن بابل الكبرى وكما في مجموعة من البحوث والدراسات أن بداية نهاية بابل الكبرى قد بدأت ويرون إسقاط لفظ  ـ بيل كلينتون على اسم بابل ولكننا نرى ان الأمور ستسير بمنطقية في حركة الجهاد العالمية للمهدي عليه السلام . ناهيك عن أن عوامل التفكك والإخفاق والهزيمة قد بدت ملامحها وأن فشلها في العراق هو الذي سيكون بوابة النهاية والسقوط المقبل ..

50 ــ حزقيال : 29: 3-16:

[ها أنا أنقلب عليك يا فرعون ملك مصر ، أيها التمساح الكامن في وسط أنهاره ، … وأُخرجك قسرا من أنهاره ، القائل النهر لي وقد صنعته لنفسي . ها أنا أضع خزائم في فكيك وأجعل أنهارك يلتصق بحراشفك ، وأخرجك قسرا من أنهارك ، وأسماكها ما برحت عالقة بحراشفك ، وأهجرك في البرية ، مع جميع سمك أنهارك ، فتتهاوى على سطح أرض الصحراء ، فلاتُجمع ولا تُلمّ ، بل تكون قوتا لوحوش البرّ والطيور والسماء فيدرك كل أهل مصر أني أنا الرب ، أنهم كانواعكاز قصبى هشة لشعب اسرائيل ، ما أن اعتمدوا عليك بأكفهم حتى انكسرت ومزقت أكتافهم ، وعندما توكأوا عليك تحطمت وقصفت كل متونههم . لذلك ها أنا أجلب عليك سيفا وأستأصل منك الإنسان والحيوان  ، فتصبح ديار مصر مقفرة خربة ، فيدركون أني أنا الرب ، أن فرعون قال لي : النهر وأناقد صنعته  … ] [ سفر حزقيال : التفسير التطبيقي ص 1637 ]

وفي القرآن الكريم النص المماثل  قال تعالى :

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الزخرف51 .. وفي الدلائل جمع من المدلولات عن حجم التحولات القادمة من سقوط الغربيين وإسرائيل في المعركة المقبلة وهم يدركون حسب تفسيراتهم أنها هرمجدون والتي سيكون فيها الفناء لدولهم العاثية في الأرض الإفساد وفرعون في السياق  القرآني مفهومها الإستكبار العالمي  المنكسر عجلته حتما .. وفي نبؤات حزقيال ما يفيد هذا التصور.. [ أنظر للإيجاز : حزقيال : 29 : 18 =  30 : 1 ــ 13 = حزقيال : 32 : 18 ـ30  ] وهذه هي دول المستكبرين تتحول نحو العراق بقرار من 2 بوش الأمريكي بعقيدة ماشيحانية هرمجدونية قاتلة .. المفكرين الماشيحانيين اليوم وعلى امتداد المساحة الغربية  يوظفون النصوص لمصالحهم ويغيبون الحقائق عن جماهير الأمم عن وجهة الحرب المقدسة المقبلة ..

51 ــ خراب الأرض بعد خراب إسرائيل :

أولا : حزقيال : 33: 24-29:

فأوحى إليّ الرب بكلمته قائلا : [ يا ابن آدم ، إن المقيمين في خرائب أرض إسرائيل ، يقولون : إن إبراهيم كان فردا واحدا ، ومع ذلك ورث الأرض ،  وهكذا نحن كثيرون ، وقد وهبت لنا الأرض ميراثا .. لذلك قل لهم أتأكلون اللحم بالدم ، وتتعلّق عيونكم بأصنامكم ، وتسفكون الدّم ، ثم ترثون الأرض ؟ اعتمدتم على سيوفكم ، وارتكبتم الموبقات وزنى كل منكم مع امرأة صاحبه ، فهل ترثون الأرض ؟  قل لهم : هذا ما يُعلنه الرب : إن الذين يُقيمون في الخرائب ، يُقتلون بالسيف . والذين يسكنون في العراء ، أبذلهم قوتا للوحوش . والمتمنّعون في الحصون والمغاور يموتون بالوباء ]  [ التفسير التطبيقي ص 1644 ، 1645 ]

وهذه هي معالم  حرب المهدي عليه السلام  معهم في زمن حرب النهاية …. وفي القرآن قول الحق :

{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } الإسراء7 وهو ما في المصطلح القرآني .. وعد الآخرة .. وقد فسرناه في سفر حزقيال عليه السلام .. [ أنظر : حزقيال : 37 : 21 ـ 28 ]

. وجملة وعود الأنبياء تؤكد الحتمية الإلهية القرآنية وتسقط في نفس الوقت دعوى الهرمجدون الزائفة .. و بمشيئة الرحمن سيبيدهم خليفة الله المهدي ويقيم دولة العدل الإلهية .. وبعد إعلان القدس عاصمة لآل محمد الطاهرين وللمسلمين ستتحول القدس لمدينة الله الروحية وعشا للقديسين والموعودين والمختارين وبعد أكثر من عشرين عاما يخرج الدجال .. ممسوح العين ليطفئ الله عينه الأخرى بسكين المسيح بن مريم  المحمدي في عدل إلهي مطلق .. والسؤال الذي نردده أين المعركة المصيرية التي بين الخير والشر ؟؟ وأين المسياء والضجة الماشيحانية وإعلامها الزائف .. والعدل أوشك أن يرفرف ربوعه على أجنحة الأرض المقدسة . وأن الهزائم المتلاحقة للكفر الإسرائيلي .. بدأت بشائرها تعلن للأمم الحقيقة الساطعة .. أن المهدي وجنوده الشاميين الذين سيخرجون على أجنحة الملائكة في ثورة المهدي عليه السلام الموعودة في مكة المشرفة .. هم الذين يرفعون رايات المهدي وثارات الحسين في جنوب لبنان وبوابة فاطمة المقدسة .. وأن الحلم الموعود الذي رفعه  ياسر عرفات ورفقاءه  بأنهم يرون طفلا يرفع العلم .. فهذا حقا حدوثه.. ولكن أي جيل سيدخل القدس  إلا أبناء المهدي عليه السلام وأحفاد الحسين سيد شباب أهل الجنة عليه السلام والصلوات .. الطفل المقدسي هو حامل رايات المهدي والمتحقق في وعد الله بالظهور المقدس.. هو المهدي المقدس .. المحطم لأغلال التسوية وكل مناهج التطبيع …واللاعن لكل حاملي عبارات الزيف ومروجي قانون [ الخيانة وجهة نظر !! ] كل هؤلاء وهؤلاء.. سيلعنهم التاريخ .. وهذا الطفل المقدسي المعجزة والحلم الآخر.. الموعود هو الذي يخرج بسيف الله السماوي يدوس رؤوس اليهود يوم معصرة غضب الرب  .. وهو اليوم المخوف كما في الكتاب و كلمات الأنبياء عليهم السلام .. وسيسقط غصن الزيتون الذي أخفى وراءه نظرية المؤامرة .. والنبي الأعظم هو الذي يعلن صلوات الله عليه وآله وسلم : [ ما ترك قوما الجهاد إلا ذلوا.. ] .

ثانيا : حزقيال : 38: 1- 12:

وأوحى إليّ الرب بكلمته قائلا : يا ابن آدم ، التفت بوجهك نحو جوج أرض مأجوج ، رئيس روش ماشك ـ روسيا ـ و ماشك : تعني : ـ  موسكو ـ  وتوبال ، وتنبأ عليه ،  وقل هذا ما يعلنه الرب  : ها أنا أقلب عليك يا جوج  رئيس روش ماشك وتوبال ، وأقهرك وأضع شكائم في فكيك ، وأطردك أنت وكل جيشك خيلا وفرسانا وجميعهم مرتدون أفخر ثياب ، جمهورا غفيرا كلهم أتراس ومجان من كل قابض سيف . . ] [ نفس المصدر ص 1653 ] وفي  [حزقيال : 38: 17- 23  نبؤات النهاية بإسرائيل : [ تحدث هزة عظيمة في اسرائيل

[ لذلك تنبّأ يا ابن آدم وقل لجوج ، هذا ما يُعلنه الرب : في ذلك اليوم عندما يسكن شعبي إسرائيل آمنا … وتُقبل أنت من مقرّك في أقاصي الشمال  ، مع جيوش غفيرة ، تغشى الأرض ، كلّهم راكبو خيل ، … وتزحف على شعبي إسرائيل ، كسحابة تغطي الأرض ، في الأيام الأخيرة ، أني آتي بك إلى أرضي ، لكي تعرفني الشعوب ، عندما تتجلّى قداستي ، حين أُدمّرك يا جوج أمام عيونهم . هذا ما يقوله السيد الرب : ألست أنت الذي ، تحدّثت عنه في الأيام الغابرة ، على ألسنة عبيدي أنبياء إسرائيل ، الذين تنبئوا في تلك الأيام لسنين كثيرة ؟! … ، وأُسلّط عليه السيف في كل جبالي ، فيكون سيف كلّ رجل ضدّ أخيه . وأُدينه بالوباء وبالدم ، وأُمطر عليه وجيوشه ، وعلى جموع حلفائه الغفيرة ، مطرا جارفا ، وبردا عظيما ، ونارا وكبريتا ، … فيدركون أني أنا الرب … فيخرج سكان مُدن إسرائيل [ بعد أن يكونوا قد اعتصموا منهم في جبال القدس  ، ويحرقون الأسلحة والمجانّ ، والأترسة والقسيّ والسهام ، والحراب والرماح ، ويوقدون بها النار سبع سنين ، وينهبون ناهبيهم ، ويسلبونا سالبيهم . ] .

ـ  مفاد هذه النبوءة والنبوءة السابقة ، كما يُفسّره رواد الفكر المسيحي الصهيوني  الجدد حديثا من اليهود والنصارى ، أن روسيا ـ جوج ومأجوج ـ  وحلفائها ، ستقوم بغزو أرض إسرائيل ، عندئذٍ سيقف الرب بجانب إسرائيل وحلفائها فيكون النصر حليفهم . والخلط الذي أوجده محرفوا التوراة ، بتكرار ذكر يأجوج ومأجوج في نصين مختلفين ، دفع مفسّري التوراة في الغرب للاعتقاد بأن الروس هم يأجوج ومأجوج ، والحقيقة التي نعلمها نحن كمسلمين أن خروج يأجوج ومأجوج ، سيقع بعد حرب التحرير المقبلة للقدس وزوال دولة إسرائيل  على يد خليفة الله المهدي عليه السلام ، أي بعد ذبح اليهود النهائي ، وبعد خروج الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وأما غزو الروس المروج له فقد شرحناه مفصلا في كتاب المهدي عليه السلام .

وهذه التفسيرات العقيمة جعل إسرائيل عدوة لكل الأمم . فهذا حقد حاخامات السبي ومصدورا ثقافة البغضاء وفكر العداوة قد جعل بني إسرائيل أعداء للشعوب  يروجون ثقافة الشيطان البغضاء .. ولهذا لن يجد الآلاف من حاخامات اليهود كما في مصادرنا سوى تطهير ذاتهم واللحاق بالمهدي عليه السلام ويسكنون دار السلام بسلام ، وقد ذكرنا أيضا أن مفهوم الترك في المصطلح الحديثي هو تركيا الحالية والتي ستشارك في حروب قرقيسيا هي والروس وجميع دول الناهبين والقادمين للنهب على جبال الذهب !! ،وبهذا سيصطدمون أولا بالسفياني الأموي عميل الغربيين.. وهو الذي يريد أن يبحث هو الآخر عن دور مع الناهبين .. ثم يحسم المهدي الموعود عليه السلام كل المعركة .. ويبيد بغوث الله وإمداده كل القوى الداخلة في العراق .. وكل من يعمل على تكريس وجودها … وبهذه الأساطيرية الخداعية الزائفة يحاول كل المستكتبين وباعة كتب الهرمجدون  على أبواب الكنائس الماشيحانية ، أن يخدعوا الأمم النصرانية ودمغهم بختم المسيا الموهوم القادم .. والمعلوم في نصوص التوراة والإنجيل التى لم تصلها بحمد الله أيادي التحريف جميعا تتقابل بكليتها مع القرآن والحديث النبوي : بأن يأجوج ومأجوج هم من أواخر علامات الساعة والمصادر جميعا تتفق أن السيد المسيح  بن مريم عليه السلام هو الذي يقارعهم وبدعوته المقدسة المدخرة يبيدهم القوي الجبار .  وكتب العهد الجديد تفضح الماشياح المزيف وتسمية بإسمه  [ الدجال ] ورقمه العددي [ 66] !!

ان كل المؤشرات والدلائل الشرعية الصحية تتقابل مع القرآن الكريم  في إسقاط دعاوى حاخامات الزيف وتجار الأناجيل الممولة لباعة الدين من زبائن وحاشية : 2 بوش !! من أجل النهب وترويج نظريات الهوس الماشيحاني وحمل الأمة الأوروبية  للتوجه للعراق بعد أن روجت أجهزتها المرئية مشاهد شوارع العراق وهي تعلق عليها أسماء مدن أميركية  وتصويرها أنها قد سلمت الراية وأمست ولاية أمريكية !!.. فوجد ت الشعوب الغربية المظلومة والضحية للزائفين … أنها تستقبل أبنائها بالمئات في النعوش كثمن باهض للاتجاه الهرمجدوني وشركات الناهبين لبترول وثروة العراق !! وأصبح الغربيون يدركون الآن أن معادلة جديدة قد بدأت .. وأن معركة جديدة  قد بدأت بشكلها الواضح الجلي .. وأن الدعاية الصهيو أمريكية بأن الشيعة يذبحون السنة !! هي مجرد جوقة زائفة يروجها الناهبين الهرمجدونيين وعملائهم في المنطقة .. وأن الحرب قد باتت مفتوحة على مصراعيها مع جيش المهدي عليه السلام علي بوابات مدينة الصدر العراقية والهدف هو اباده حملة  الفكر المحمدي واستئصال أنصار المهدي عليه السلام . والمعارك الدائرة اليوم في العراق هي ليست طائفية بأي شكل من الأشكال وإنما هي بين اتجاهين محددين وهما : الإتجاه الإلهي المقاوم والإتجاه الماشيحاني الهرمجدوني المعادي و الذي يمثله رعاع عساكر 2 بوش وعملائهم في العراق والمنطقة .. والساكت على الحق وهو مقارعة الباطل البوشوي الماشيحاني المسلح بكافة أسلحة الدمار فهو شيطان أخرس .. وأي خيار تجزيئي طائفي في العراق لا يخدم إلا الهجمة الصهيوبوشوية وعملائها الناهبين اليوم في العراق . ولهذا نرى القوى البربرية الماشيحانية في العراق تروج تخبطها في قصة يأجوج بأنهما العراقيين تارة .. والعرب تارة أخرى والروس وخلافهم .. وهذه التفسيرات المقلوبة لكلمات الرب العلي والأنبياء عليهم السلام فهي ترسم لها أيديولوجية حاقدة ، تحشد لها القوي الناهبة بلباس المشحاء الكذبة .. وتحويل المسيح عليه السلام كأنه يقود معركة الدم في العراق .. وإذا كانت نصوص الأناجيل تصف السيد المسيح بيدا لشخصية السلمية غير العدوانية.. وأن المسيح يقول : إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر !! وإذا افترضنا صحة الرواية .. فالسؤال هل شخصية المسيح الوديع هو الذي يقود حمامات الدم ويقود الجيوش المجرمة للعراق وبلاد المسلمين لقتال البابليين في العراق .؟ أم هو الماشياح الدموي المقيد في المتوسط كما يذكره الفلكي الغربي : نوسترأداموس ؟ والذي ينوب عنة البوشوي الناهب في العراق والعالم .. ان طرح القضية الماشيحانية في العراق ماهي إلا زيف خادع يخفي وراءه مؤامرة يهودية بوشوية .  ولهذا  نؤكد في مبحثنا حول دور المخابرات الصهيونية في العراق لنكتشف حجم الدجل و.. حجم الموامرة.. ناهيك عن أن يد الرسام الماشيحاني تصور السيد المسيح عليه السلام بأن عيونه زرقاء وأشقر اللون وكأنه ولد الساعة في بيت جورج بوش المهووس بالماشياح .. ونسي هذا الأرعن واللص الماكر في البيت الأبيض ونسي مستخدمه رئيس الوزراء البريطاني ..[ بلير ] نصوص الأناجيل وحتى التلمود الذي يقطر حقدا على المسيح المقدس !!  تذكر بوضوح أن السيد المسيح { ناصري } ويصفونه كذلك ب { الجليلي  }..

إننا نري بوجهتنا المهدوية المقدسة أن السيد المسيح عليه السلام هوشاب ثوري من جبال الناصرة وهو الفلسطيني المتمرد والعظيم المرابط في الأرض المقدسة منذ باكورة التاريخ .. فهو عليه السلام  وكما في الحديث النبوي وكما شاهدته في الرؤية : [عظيم البنية مجدول الشعر أقرب للحمرة صلبا ثوريا مقدسا عظيم الهيبة يحمل قرآن الله الخاتم في يده ] .. نفهم المسيح الشامي المقدس بأنة نازل محتوم لإسقاط شرعية الماشياح المزيف .. وأما هؤلاء الساكنون في ظلام حجرات البيت الأسود لا يرون المستقبل إلا من خلال عيون شارون التي يتغزل بها بوش الثاني ولا يرى فيها سوى حلمه بالماشياح ، فيراه  شارون بتمامه.. !! وشارون ينظر إليه في الصورة وأمام الإعلام .. بإحتقارلأنه..  يعلم أنه جاهل بشارون .. فالشعب الإسرائيلي يصفون شارون في الدعاية الانتخابية لليكود.. بأنه شيطان ؟؟ فرد عليهم إنكم انتخبتم شارون وتعرفون من هو شارون !!.. إننا ندعو الله في صلواتنا له بالشفاء العاجل من مرض الماشيحانية حتى يحاكمه المهدي عليه السلام في مملكة الرب العادل في حكومته العادلة في القدس .

وهؤلاء الجهلة الذين يكيفون النصوص في العهد القديم والجديد يقفون مع خط التجهيل والمسخ العلمي ويزيفون أقوال الأنبياء المطهرين الذي قتلهم أجدادهم عليهم لعنه الرب .. منذ باكورة التاريخ .. السيد المسيح الثوري المقدس والطاهر وأمه المقدسة عليهما صلوات الله وسلامه.. والتي يشكك في روحها حاخامات الزيف البابليين .. السيد المسيح بن مريم هو والوشيك نزوله لسحق الباطل التوراتي المزيف وهو عليه السلام الذي جاء لتطهير التوراة (156)

وهم  المحرفون الذين سلموا القديس عيسى المسيح عليه صلوات العلي القدوس  الى حالكم بيلاطس .. (157)

وبرأه الرومان واستلموه للذبح في مذبح الكنس الفريسية المزيفة .. المسيح عليه السلام رفض الزيف وقال : لا تدخلوا القدس اليهود والكلاب !! فأين الهرمجدون البوشوية .. وأعجبتني مقولة لأحد رجال النصارى البارزين في لبنان على شاشة تلفاز المنار الإسلامية .. في قوله : [ إنهم يعرضون علينا مسيحا أمريكيا عيونه زرقاء ..والمسيح ـ ع ـ هو فلسطيني ]  ..

مراجع الحلقة الخامسة

(148) نفس المصدر : 2/  2 ــ 5  ص 1576″ بمشيئة الله سنفصل الموضوع في كتابنا :  الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ” وأيضا: مقال كتبة : ابراهيم العنسي  بعنوان : العراق والأطماع الصهيونية

(149) كتاب نهاية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية : النبؤات التوراتية بين الماضي والمستقبل

(150) منذر حسن أبودان munthernet@hotmail.com الحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21 [ بتصرف ]

(151) د. أكرم المشهداني : موقع البينة

[152] الدكتور السقا: عودة المسيح المنتظر: نفس المصدر ص 121 ، 122 = يراجع المصدر ص 156

(153) موقع http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?t=1158  : = أنظر : أحمد حجازي السقا    : عودة المسيح المنتظر ص 191

[154]  الدكتور أحمد حجازي السقا: المصدر ص 122 = نفس المصدر ص 192

[155]  جورجي كنعان :المسيح القادم: مسيح يهودي سفاح (مصدر  سابق ).

(156)  إنجيل يوحنا : 19 : 19 ــ 22 التفسير التطبيقي للكتاب المقدس  صفحة 2237 = قاموس الكتاب المقدس ص207

(157) : بيلاطس : إنجيل متى :27 : 2 ، 13 ،42 = لوقا : 3:1 ، 13 :1 ،:23 :3

(158) [ دانيال : 8: 19

تمت الحلقة الخامسة بمشيئة الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


الحلقة الرابعة سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي

الهاشمي

– الحلقة الرابعـة


***********************


ثالثا  : وعن سماتــهم :

يقول تعالى : {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الحشر:14

وهذا اعتراف التوراة عليهم .. [ ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه .. يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف  ]  ..

[ نظر وجوههم يشهد عليهم  ] .

” ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرا .. يا شعبي مرشدوك مضلون ” . (113)

قيادة ضالة مزيفة  .. تكشف عمق الزيف شاهدا على وجه النهاية ..

قال أشعياء النبي عليه السلام  :  [ إن القادة سيكونون أول من يقع عليهم عقاب الله .. إن العدالة جزء من طبيعة الله فهي الطريقة التي يسير بها الكون لكن كلمة العدل وكلمة سفك الدم . متقاربتان في نطق العبرية .. قال يسوع  – السيد المسيح  [  من ثمارهم تعرفونهم  ] . (114)

هذه هي نهاية المعادلة المحتومة .. وفي زمن النهاية تسقط أوسلو ومدريد في قاع المعادلة .. والحكم الذاتي ليس هو الحاضنة .. لكن منطق وفاء إدريس هي الحاضنة .. لجيل متوهج آخر يتقدم .. يسوء وجوههم ..

[ فإنهم بيت تمرد  وأما  رجسة الخراب  بعبارة ـ دانيال عليه السلام  ـ فهي التي تحمل الصورة البشعة لواقع بخس آيل للسقوط .. وهذه هي نهايتك يا إسرائيل .

[ إنك لو اغتلست بالنطرون وأكثرت من الأشنان * لا تزالين ملطخة بإثمك يقول السيد الرب : كيف تقولين لم أتنجس ] (115)

[هذه نهايتك يا نبت الخطيئة ” خطئت أورشليم خطيئة لذلك صارت بخسة ] (116)

[ دنست الأرض بزناها – بل تحت كل شجرة خضراء زنت “- وليس مع فاجر واحد بل- ” زنت مع أخلاء كثيرين ” -لا بل- ” زنت مع الحجر والخشب ] (117)

وقضى الله أن لا تطهر من نجاستها أبدا .. ] إن في نجاستك فجورا لأني أردت أن أطهرك فلم تطهري ولن تطهري بعد اليوم من نجاستك إلى أن أريح فيك غضبي ] (118)

وهذه هي نهاية الانتفاضة والحجارة وأجساد نارية قادمة .. هذه هي نهاية شارون ونتنياهو مشحاء إسرائيل الزانية .. والشاهد سفر أرميا أن الرب تعالى قال له :

[ إني بسبب زني المرتدة إسرائيل قد طلقتها فأعطيتها كتاب طلاق ] ..  (119)

نخاطبك يا إسرائيل .. كما سماك حزقيال : [يا أم الزواني  أو كما خاطبك أشعياء : فأنت الزانية .. يا بني السامرة نسل الفاسق والزانية بمن تسخرون وعلى من تفتحون أفواهكم وتدلعون ألسنتكم ألستم أولاد المعصية ونسل الكذب ]  (120)

والآن أيتها القدس المزيفة .. يا أورشليم أصبحت الآن قاعا للمفسدة !! ولن يطول الانتظار عليك .. فهاهم صوتهم قادمون إليك من الشرق راياتهم سوادهم ليسوا أبدا كسواد وجهك!! ..

[ وأنت أيها النجس الشرير رئيس إسرائيل الذي جاء يومه في زمان إثم النهاية .. انزع العمامة ارفع التاج ..] وعليك أن ترقب كل النهاية الآثمة . (121)

.. [رجالك يسقطون بالسيف .. فتئن أبوابها وهي فارغة تجلس على الأرض ] . (122)

وأما النبي أشعياء u فيؤكد حقيقة المنتظرون القادمون في وعد الآخرة ..

“وأما منتظروا الرب فيجددون قوة . يرفعون أجنحة كالنور، يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون . ”   (123)

والفلسطينيون وقود ثورته القادمة، والمهدي u يحمل الصرخة القامة..

[ قد أنهضته من الشمال فأتى من مشرق الشمس يدعو باسمي . يأتي على الولاة كما على الملاط وكخزاف يدوس الطين. من اخبر من البدء حتى نعرف ومن قبل حتى نقول هو صادق. أنا أولا قلت لصهيون هاهم ولأورشليم جعلت مبشرا ] (124)  * [الأشنان : المادة المطيبة وهو شيئ من عود الطيب أبيض : لسان العرب ج9/336 =ج13/18 ]

إذا المهدي هو عنوان القدس .. لأنه إذا كان خروج ثورته في مكة تقدم إليه أبدال الشام وقودا وقيادة لثورته .. يأتون معه إلى القدس  (125)

وتكون المعارك كما تصف جميع الروايات هي أعنف معارك التاريخ حتى أن الحديد ليأكل بعضه بعضا من شدة الحرب وكما تذكر الرواية ” … ويسلط الحديد بعضه على بعض حتى تركض الخيل في الدم إلى ثنتها ثلاثة أيام متوالية ].. (126).

وفي هذه الحرب الدموية الطاحنة سيباد ثلثي إسرائيل وجيوشها، والجزء الثالث : يكونون بين العجزة والمصابين والجرحى والمستسلمين لقوات المهدي . وتكون الصدمة العنيفة حينما يحاورهم المهدي u ويدخل منهم ثلاثون ألفا في الإسلام .. ] أي يكون حجم الخسائر العسكرية والبشرية بما

يعادل 86 % من الرجال القادرين على حمل السلاح ولا تبقى إلا أقلية تجثوا تحت أقدام المسلمين طالبة الرحمة والعفو لأن المسلمين هم أهل عفو عند القدرة

فسوف يسمحون لهؤلاء القلة الباقية منهم بالرحيل والتشتت بين الأمم مرة أخرى ] (127)

وهذه نهاية الإفساد اليهودي في الأرض !!

يقول السفر في هذه النهاية المأساوية لليهود : [ ويكون في كل الأرض يقول الرب أن ثلثين منها يقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها ] ..

لكن المصادر الإسلامية تقول :

بأن هؤلاء سيسلمون بالقوة ولا تقبل لهم عند الله توبة وهذا ذروة الخزي والعار لعباد العجل وعشاق السامري !! أي أنه في المعارك الأولى

يقتل من اليهود ما يعادل اثنين مليون يهودي ، وسيتم إبادة جميع قوات الغرب في ملحمة القدس

35 ــ  أنبياء إسرائيل u يبشرون  بدمارهم  !!

يقول ارميا النبي u :

وهو من أعظم أنبياء إسرائيل :

[اسمعوا ، ها أخبار عن جيش مقبل من الشمال ليحول مدن يهوذا إلى خرائب ومأوى لبنات آوى (128)

ويقول عليه السلام :

[ أنظروا هاشعب زاحف من الشمال وأمة عظيمة تهب من أقاصي الأرض ، تسلحت بالقوس والرمح  وهي قاسية لا ترحم جابتها كهدير لبحر، وهي مقبلة على صهوات الخيل قد اصطفت كإنسان واحد، لمحاربتك يا أورشليم ، سمعنا أخبارهم المرعبة فدب الوهن في أيدينا وتولانا كرب وألم ، كألم امرأة تعاني المخاض، لا تخرجوا الى الحقل ولا تمشوا في الطريق، فللعدو سيف والهول محدق من كل جهة ، فيا أورشليم ارتدي المسوح وتمرغي في الرماد ونوحي كما ينوح على وحيدة

وانتحبي نحيبا مرا، لأن المدمّر ينقض علينا فجأة ] .  (129)

ويقول عليه السلام :

[ عندئذ أنبذ ذرية إسرائيل من أجل كل ما ارتكبوه ] . (130)

وهو قدرهم بسبب إفسادهم وقتلهم الأنبياء بغير الحق ” ولصراحة النصوص زيفها حكامهم الوثنيين فجعل الله الهيكل مقبرتهم الأخيرة ليبنى في آخر الزمان بأيد أمينة مقدسة  ..

وفيه يقول السيد ارميا النبي عليه السلام : [ كيف أصبحت المدينة الآهلة بالسكان مهجورة وحيدة !!

هذه التي كانت عظيمة بين الأمم صارت كأرملة ، صارت السيدة بين الأمم تحت الجزية .. تبكي في الليل بمرارة ، وتنهمر دموعها على خديها ، لامعزّي بين محبيها ، غدر بها جميع خلانها وأصبحوا أعداء لها ، سبيت يهوذا الى المنفى .. قامت بين الأمم شقية ] (131)

لقد .. [ ارتكبت أورشليم خطيئة نكراء فأصبحت رجسة . جميع مكرّميها يحتقرونها لأنهم شهدوا عريها ، أما هي فتنهدت وتراجعت القهقرى ..

قد علق رجسها بذيولها ، لم تذكر آخرتها لهذا كان سقوطها رهيبا،  ولا مغزى لها] (132)

وباقي النص فيه تحريف مكشوف !!  ويستطرد القول : [  تهدمت جميع أبوابها.. بدد الرب جميع جبابرتي في وسطي وألّب علي حشدا من أعدائي ليسحقوا شباني  داس الرب العذراء بنت صهيون – كما يداس العنب في المعصرة ، الرب عادل حقا ، وقد تمردت على أمره ، فأستمعوا يا جميع الشعوب واشهدوا وجعي ] (133)

والذاكرة في عمق ارميا تترجم اليوم على أبواب القدس وهي تنتظر الدمار كما خطاب الأنبياء ودعواتهم.. عليهم السلام .. وخليفة الله القادر يوشك زحفه يتقدم لتحقيق وعده للرب والأنبياء..

وفي الإصحاح الثاني من مراثي ارميا يقول في الوعد المتحقق :

[ قد هدم الرب بلا رحمة  ، جميع مساكن يعقوب.. وألحق العار بالمملكة وحكامها ، إذ سواها بالأرض .. وتر قوسه كعدو، نصب يمينه كمبغض ، ذبح بقسوة كل عزيز..

وهدم جميع قصورها ودمر حصونها ] ، [ نفذ الرب قضاؤه وحقق وعيده الذي حكم به منذ الحقب السالفة، هدم ولم يرأف فأشمت بك الخصوم، وعظم قوة عدوك ] (134)

وخطاب الأنبياء عليم السلام رغم تحريفه في أغلب كتاب العهد القديم و الذي هو أقرب للموسوعة التاريخية منه ككتاب مقدس !! احتفظ  بأقوال خطاب الأنبياء في كثير من المقاطع صحيحة بعيدة عن التحريف ..

ومنه مدلول على تصورهم لفساد بابل في العراق ومدى تنظرهم لها بعد السيطرة عليها. فاليهود مفسدون ويسعون لنهب مقدرات الشعوب والأمم و كذلك ذهب العراق .

وفي السفر:  { وحملني الملاك بالروح,  فرأيت امرأة راكبة على وحش قرمزي له سبعة رؤوس وعشرة قرون وقد كتب على جسمه كله أسماء تجديف, وكانت المرأة تلبس ملابس من أرجوان وقرمز وتتحلى بالذهب والحجارة الكريمة واللؤلؤ وقد أمسكت كأس ذهب مملوءة بزناها المكروه النجس, وعلى جبينها مكتوب سر بابل العظمى. أم زانيات الأرض وأصنامها المكروهة }.. (رؤ: 17: 3-6).. [135]

وفي النص توكيد على ما تحمله آمال اليهود الماشيحانيين في غزو الفرات من نهب لمقدراتها من الذهب وغيره وكدليل على وجود بابل القديمة والجديدة

كما يتصورون , وهذا التدليل ورغم تحريف النصوص يلتقي مع النص الحديثي النبوي في  :

وجود جبل الذهب في مصب الفرات. وهو قوله r :

{ يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ….. الحديث }.. [136]

وبهذا يبدو أن أساطير الماشيحانيين بقيادة الإفساد اليهودي الخزري لم يكن همهم التبشير البوشوي بالعصر الجديد وأفكاره ونظرياته المسيحية الصهيونية والمرتكزة على الهرمجدون. بل الهدف الأساسي هو ارتكازهم على النصوص وتأويلها بما يتواءم مع أطماعهم لنهب ذهب الفرات وثروات المسلمين في حرب

محتومة ونراها اليوم كائنة في الفرات والمحددة كما ذكرنا في [ قرقيسياء ] ..

36 ــ العقيدة الهرمجدونية الناهبة  ؟

إذا هاهو اليوم يترجم جورج بوش الثاني بنظريته القائمة على تقسيم العالم إلى عالم حر بقيادة الولايات المتحدة ويسميه : عالم الخير والديمقراطية !! والعالم الآخر هو عالم الشر : [ قوى الشر.. ] وعلى رأسها إيران الإسلامية والعراق وسوريا وحزب الله والقوى الإسلامية المجاهدة . وبناء على هذه القسمة الفاسدة .. فهو قد جاء لهذه الغزوة في العراق لتحقيق أهدافه في النهب المالي واستعباد الشعوب وترجمة مخططاته الكامنة إلى واقع استعماري قائم على الدم وحروب الإبادة . ويقول المحللون للسياسة الأمريكية ..

إن أمريكا تعد أكبر بلد صناعي في العالم وهي بالتالي أكبر مستورد للنفط ، إلا أن إنتاجها النفطي لا يوفي بحاجتها أبداً ، وافتقارها الشديد للنفط يضطرها لخوض الحروب والتضحية بالكثير من مكتسباتها من أجل تأمين النفط الخام ، وقد أصبح تأمين النفط هاجساً حقيقياً يؤرق الإدارات الأمريكية المتتابعة منذ أكثر من خمسة عقود بشقيها الجمهوري والديمقراطي ، وقد مرت محاولات تأمين النفط لأمريكا من قبل الإدارات المتتابعة بمراحل في العمل والتخطيط ، واستقرت في نهاية الأمر على ضرورة ضمان السيطرة على منابع النفط بشكل كامل بطريق مباشر أو غير مباشر ، ووضعت خطط لأجل ذلك كان من أشهرها ما وضعه كيسنجر قبل أكثر من ثلاثة عقود والتي حظيت بتطبيق الإدارات لها مع تعديلات تناسب التغير الحاصل في العالم .  ومما زاد من أهمية منابع النفط لأمريكا أنها دولة تبسط نفوذها على العالم عن طريق الاقتصاد أكثر من بسط  نفوذها عن طريق التحرك العسكري ، فهي منظومة اقتصادية أكثر منها عسكرية ، علماً أن سيطرتها العسكرية وتقدمها الصناعي العسكري لا يمكن أن يحصل إلا بقوة اقتصادية هائلة تدعمه ، وبقدر ضعف اقتصادها  يضعف نفوذها في العالم ، لذا فإنها أبدت استماتة كبيرة جداً في محاولة تأمين عصب الاقتصاد ، وعملت أمريكا على منافسة دول العالم الصناعية كلها للسيطرة على منابع النفط وأخذ المستعمرات السابقة من بين أيدي الأوروبيين .
ومما أزعج الأمريكيين كثيراً أن كمية الإنتاج النفطي في العالم وسعر البرميل خرج من سيطرتها وأمرها وأصبح تحت تصرف منظمة ( أوبك ) التي تضم الدول المصدرة للنفط ، وأصبح مؤشر سعر البرميل وكمية النفط خاضع لسياسة المنظمة المتمردة نوعاً ما على أمريكا لا سيما بقيادة ( شافيز ) الرئيس الفنزولي الحالي الذي حاولت أمريكا إقصاءه عن الحكم ولكن دون جدوى .
وكل يوم يمر على الأمريكان يشعرون بأنهم بحاجة ماسة لفعل أي شيء لضمان تحرير اقتصادهم من سياسات الدول الأخرى والسيطرة على منابع النفط بشكل كامل ، وهم و إن كانوا الآن يملكون التصرف في المنابع النفطية في الخليج خاصة سوى العراق ، إلا أنهم لا يضمنون استمرار هذه السيطرة وعدم تمرد شعوب الخليج أو الحكومات عليهم ، فرأوا أنهم بحاجة ماسة للتعجيل بعمل عسكري يضمن لهم هذه السيطرة .. وبعد استلام الرئيس ـ 2 ـ  بوش الابن .. لمقاليد الحكم بدأ الاقتصاد الأمريكي يدخل مرحلة الركود والتذبذب بعد أن حقق أعلى المستويات في آخر رئاسة كلينتون ، وجاءت القاصمة بالضربات المباركة ودُمر برجا التجارة ودمر الاقتصاد الأمريكي معهما ـ يقصد المصدر : الإشارة لمنظمة القاعدة المجاهدة وضربات مجاهديها للعمق البوشوي الماشيحاني والتي مرغت أنف الأرعن بوش في التراب ــ  وتحول الركود الاقتصادي إلى تدهور وانحدار وعبّر عن هذه المرحلة ( مارشال لو ) المحلل الاقتصادي بقوله [ إن رموز الاستثمار الأمريكي بدأت تهتز على وقع هبوط الدولار أمام العملات العالمية ، ويقول بأنه وصل إلى أدنى مستوى مقابل الفرنك واليورو والين ، ويقول بأن هذا الأمر يحمل مخاطر حقيقية على الأمريكان في الاضطرابات التي أصلاً كانت تحتاج إلى قدوم الأموال إليها لسد العجز الدائم في الميزانية الأمريكية ، ويختم كلامه بقوله :  إننا لم نشهد مثل هذه الحالة في الماضي إطلاقاً ففي كل يوم تظهر أزمة في العالم جديدة تزيد من معاناة الدولار ” .
وقال صمويل جيردانو المدير التنفيذي لمعهد الإفلاس الأمريكي قال ” كان عام 2001م عام رواج لحالات الإفلاس ، أدت المستويات الفلكية لديون المستهلكين مقترنة بالانكماش الاقتصادي إلى مواجهة مزيد من الأسر لضغوط اقتصادية أكثر من أي وقت مضى ” .
هكذا عبر الأمريكيون عن حالة الاقتصاد بعد الضربات المباركة ، وتحول الفائض الذي حققته إدارة كلينتون والبالغ قرابة سبعة ترليونات دولار إلى عجز في نهاية عام 2002م بلغ ما يقرب من 156مليار دولار .
شعرت أمريكا بعد ضربات سبتمبر وبعد تورطها في حرب أفغانستان وحرب ما أسمته بالإرهاب في كل العالم ، شعرت أن العبء الاقتصادي عليها ضخم جداً وأن اقتصادها بدأ يحتضر ، ولابد لها من عمل تنقذ به اقتصادها ، وقد أوضح هذا المستشار الاقتصادي للرئيس بوش عندما قال :  بأن الاقتصاد الأمريكي مقبل على الانهيار وأن انتعاشه مرهون بانخفاض أسعار النفط تحت عشرة دولارات للبرميل .
وقد قالت صحيفة الليبراسيون الفرنسية إن جورج بوش يسيل لعابه على سبعة ملايين برميل نفط عراقي يمكن إنتاجه يومياً لتقليل الاعتماد على النفط السعودي .. وقالت : إن بوش يدرك جيداً أن احتياطي العراق من البترول يصل إلى 115مليار برميل ، مما يضع العراق في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي البترولي العالمي بعد السعودية ” .
ونشرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 27/7/1423هـ مقالاً بعنوان ( النفط عامل رئيس في الحرب على العراق ) قالت فيه ” لم يكن موضوع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج يحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على السياسة الأمريكية حتى 11 أيلول ( سبتمبر ) 2001 ، غير أنه منذ ذلك الحين ، أصبح هناك تصميم واضح للإدارة الأمريكية على خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد من منطقة الشرق الأوسط وزيادة الواردات النفطية من روسيا وأمريكا اللاتينية ودول غرب أفريقيا وحوض بحر قزوين ، وإذا نجح الرئيس الأمريكي جورج بوش بتحقيق التغيير المستهدف للنظام العراقي ، سيُفتح المجال أمام شركات يضعف نفوذها في العالم ، لذا فإنها أبدت استماتة كبيرة جداً في محاولة تأمين عصب الاقتصاد ، وعملت أمريكا على منافسة دول العالم الصناعية كلها للسيطرة على منابع النفط وأخذ المستعمرات السابقة من بين أيدي الأوروبيين . ومما أزعج الأمريكيين كثيراً أن كمية الإنتاج النفطي في العالم وسعر البرميل خرج من سيطرتها وأمرها وأصبح تحت تصرف منظمة ( أوبك ) التي تضم الدول المصدرة للنفط ، وأصبح مؤشر سعر البرميل وكمية النفط خاضع لسياسة المنظمة المتمردة نوعاً ما على أمريكا لا سيما بقيادة [ شافيز ] الرئيس الفنزولي الحالي الذي حاولت أمريكا إقصاءه عن الحكم ولكن دون جدوى .
وكل يوم يمر على الأمريكان يشعرون بأنهم بحاجة ماسة لفعل أي شيء لضمان تحرير اقتصادهم من سياسات الدول الأخرى والسيطرة على منابع النفط بشكل كامل ، وهم و إن كانوا الآن يملكون التصرف في المنابع النفطية في الخليج خاصة سوى العراق ، إلا أنهم لا يضمنون استمرار هذه السيطرة وعدم تمرد شعوب الخليج أو الحكومات عليهم ، فرأوا أنهم بحاجة ماسة للتعجيل بعمل عسكري يضمن لهم هذه السيطرة اقتصادها ، وقد أوضح هذا المستشار الاقتصادي للرئيس بوش عندما قال بأن الاقتصاد الأمريكي مقبل على الانهيار وأن انتعاشه مرهون بانخفاض أسعار النفط تحت عشرة دولارات للبرميل .
وقد قالت صحيفة الليبراسيون الفرنسية إن جورج بوش يسيل لعابه على سبعة ملايين برميل نفط عراقي يمكن إنتاجه يومياً لتقليل الاعتماد على النفط السعودي .. وقالت : إن بوش يدرك جيداً أن احتياطي العراق من البترول يصل إلى 115مليار برميل ، مما يضع العراق في المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي البترولي العالمي بعد السعودية ] ــ وهاهي حكومة. بوش الهرمجدونية تثير في الأرض الفساد بعملائها في داخل العراق والذين تحركهم أدوات استخباري وشبكات صهيونية واسعة ــ ونشرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 27/7/1423هـ مقالاً بعنوان : [النفط عامل رئيس في الحرب على العراق ] قالت فيه : [ لم يكن موضوع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج يحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على السياسة الأمريكية حتى 11 أيلول ( سبتمبر ) 2001 ، غير أنه منذ ذلك الحين ، أصبح هناك تصميم واضح للإدارة الأمريكية على خفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد من منطقة الشرق الأوسط وزيادة الواردات النفطية من روسيا وأمريكا اللاتينية ودول غرب أفريقيا وحوض بحر قزوين ، وإذا نجح الرئيس الأمريكي جورج بوش بتحقيق التغيير المستهدف للنظام العراقي ، سيُفتح المجال أمام شركات النفط الأمريكية للعمل في العراق والاستفادة من احتياطات نفطية ضخمة ، وسيصبح العراق مصدر نفط أكثر أماناً للولايات المتحدة ، وإذا ما تحقق هذا السيناريو فإن العراق سيستطيع زيادة طاقته الإنتاجية لتعود إلى المستويات التي وصلت إليها سابقاً وتجاوزت  3.5مليون برميل يومياً على أن تصل معدلات الإنتاج هذه إلى ما يقرب من ستة ملايين برميل يومياً بعد خمس سنوات ، وستؤدي هذه الزيادة إلى ظهور فائض في الإنتاج في سوق النفط الدولية ، وستضعف من قدرة [ أوبك ] للسيطرة على الأسعار ، وستشعر واشنطن عندها أنها في وضع تستطيع فيه الضغط على دول الخليج للقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة  ]  .

37 ــ الهرمجدوني [ برا يمر] يمزق العراق :

.. وهكذا نرى أن أميركا الشيطانية ووفق أساطيرها المزعومة تغطي الحرب على العراق بروح ماشيحانية بحتة ، تريد خلفها الهيمنة على العالم بشكل بربري متوحش ،  يقود قطعانها الهمجية قائد ماشيحاني  أرعن لا يجيد من السياسة العسكرية سوى الخطب العقيمة ودعايات الإضلال والحرب الصليبية !! ومن أجل شركات بوش ونائبة دكتشني يتم تبرير ‘ وإبادة ملايين المسلمين في العراق والدفع بالعراق لحرب أهلية وطائفية أسس لها المجرم [ برا يمر ] من خلال إحلال برامج مخابراتية في العراق تقوم على : إشعال الحروب الداخلية وإثارة الحرب المزعومة بين الشيعة والسنة !!  ويقف وراءها عملاء من مخابرات بريطانية ودوليه وملكية عربية .. [وفي تقديرنا أنه لو لم يكن لهذا الدافع الاقتصادي دافع عقدي قوي لما جعل أمريكا تتجه للعمل العسكري لحل أزمتها الاقتصادية التي ستفقدها الكثير من الجوانب الأخرى ، ولكن هناك دوافع عقدية حفزت الصليبيين على هذا العمل ضمن إطار الحملة الصليبية التي أعلنوا عنها ، ومهما تكن المخاطر التي تنذر بفشل حملتهم وانقلابها ضدهم حسب توقعات المحللين ، فإن هذا لن يثني الإدارة المتطرفة ، لأنهم يتحركون وفقاً لمعتقد يرون فيه أن الرب خولهم لتنفيذ ما يرضيه كما صرح بوش بذلك  .
هذان هما أهم دافعان نرى أنهما دفعا الإدارة الصليبية المتطرفة لهذه الحرب الظالمة على العراق ، وهناك دوافع إستراتيجية أخرى وتكتيكية سياسية كانت أو عسكرية أو حتى مائية ، اجتمعت كلها لتجعل من غزو العراق أمراً ضرورياً لابد منه ولا يمكن تأجيله بحال . (137)

والمراقب للأوضاع السياسية الحادثة في العراق يجد أن [ برا يمر ] وهو الوجه الصهيوني قد نفذ خططه   البوشوية على أساس نصائح : توني بلير و الوصايا اللندنية : [ فرق تسد ] فجمع برا يمر رعاع العراقيين وتم أولا تنفيذ خططهم الإجرامية المدفوعة يهوديا نحو استئصال وعي الأمة وتراثها .. فكلف الجيش الأمريكي والاستخبارات الأمريكية الصهيونية في العراق بحرق جميع المراكز والمكتبات ودور الوثائق  .. ومكتبة الأوقاف التاريخية دفع لتنفيذ مؤامراته مجموعات المجرمين وأصحاب القضايا الجنائية ؟ وهذه وجهة تترية لحرب صليبية جديدة .. وفي الجانب الأخر تم نهب المتاحف العراقية ونقلها الى الكيان الصهيوني أو عبر المطارات لأوروبا مما استدعي تدخل اليونسكو وشرطة الأنتربول لإعادة المقتنيات الأثرية الإسلامية.. أضف الى ذلك توجهه ضمن سياق عملية منهجية منظمة  استهدفت استئصال العلماء العراقيين وهم بالمئات وشن عملاء برا يمر بالمشاركة مع المخابرات الصهيونية بعملية تصفية لمئات علماء الذرة العراقيين وأساتذة الجامعات و تهجيرهم  بالتهديد والإكراه و بالاغتيال ، وحقا.. تم تفريغ العراق تماما من العلماء والأكاديميين ومن حنا رأسه للزوبعة دفعوه في الحكومة العراقية التي جاءت بالزفة .. على الدبابات الأمريكية لكي تسهم فعليا في مباركة المخطط البوشوي والذي أشرف عليه مهندس تمزيق العراق رجل المخابرات الأمريكية [برا يمر ] .. ومن خلال هذا التصور الذي وضعة هذا اللعين لتفتيت العراق .. قد استطاع من تشكيل حكومة مشبوهة هدفها التغطية على مخططات  التصفية للإسلام والتراث الحضاري العراقي  ، ومن جهة أخرى : أشرف عملاء أميركا من استقطاب العديد من الرموز الرسمية الدينية لتغطية الحرب المذهبية وتسعيرها في العقل العربي في خطوة غير مسبوقة على مستوى ا لمركب التاريخي في العراق !! وفعلا تم اغتيال المراجع المناضلين والرموز الثورية الأصيلة وشارك الصهاينة  وبخبراتهم في التحقيق وقمع الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية من الإشراف الدموي المباشر على السجون العراقية وأخطرها سجن [ أبو غريب  ] فيما زج بعشرات الآلاف ونفذت المجازر الجماعية والانتهاكات اللا إنسانية وفضائح التحقيقات والاعتداءات الجنسية على المجاهدين من عملاء الموساد خلال التحقيق معهم  ، ليكشف عن هوية الهجمة البربرية على الأمة والمسلمين  .. وهذا الملف  يحتاج منا لقراءة تحليلية مستقبلية لواقع العراق .. وللاختصار نرى أن برايمر قد أسس لمجتمع فوضوي يسوده زعماء من العشائر والرعاع والفوضويين .. ممن التقت مصالحهم مع الاحتلال ، وهذه الحفنة المتغربة لا يكفون عن مناشدة أميركا وحكومتها النازية بعدم الخروج والانسحاب .. والقيام بدور حماية وتدريب الحكومة المؤقتة .. والتي أصبح لها تاريخ دموي مع المسلمين في العراق ، وبملازمتها لرعاه البوشويين في ملاحقة المجاهدين والأحرار في الفلوجة مدينة الصدر المقاومتين ..وشاركت حكومة علاوي و بالتنسيق مع قيادة المحتلين في تمزيق العراق وقتل أنموذج المقاومة المسلحة ووضعها في مقاييس وضوابط طائفية .. ودعم برايمر وفق خطته  العديد من المراجع الدينيين والذين اتجهوا لعدم إصدار فتوى واحدة للعراقيين بالجهاد العسكري ضد المحتلين ؟؟  وبهذا ظلت المقاومة بدون غطاء سياسي أو علمائي جدير بقيادة الأمة والمسلمين نحو الجهاد والتحرير…. !!

[ان هذه الجرائم البشعة ضد أبناء الشعب العراقي المسلم ما هي الا إفرازات التعددية الحزبية المقيتة التي جاء بها المحتل الكافر الى العراق ، وان الأحزاب العميلة التي قامت على الحس الطائفي والعرقي والتي تعتبر حياتها واستمرار وجودها هو في استمرار وجود هذه الأجواء العفنة ، فهم كالخنازير التي لا تستطيع العيش في الأماكن الصحية النظيفة ، كما أن المحتل الكافر وأعوانه اخذ يغذي ويسقي بذور الفتنة التي زرعها المجرم برايمر في ماسمي بـ [مجلس الحكم الانتقالي] الذي أُسس على أساس المحاصصة وليس المواطنة ،عندما سبق الكلام بعد الاحتلال مباشرة وقبل تأسيسه ، عن النسب بين (شيعة وسنة وأكراد) في لغة تقسيمٍ لم يعهدها الشعب العراقي المسلم وهي غريبة عليه ولم توجد أيٌ من مفرداته في قاموسه ، فهذا يقول ان الشيعة 60% من الشعب العراق،والسنة 30% والأكراد 20% مثلا وذاك يقول عكس ذلك الى غير ذلك من النسب ،لان المهم عند المحتل ليس دقة النسب بل التأسيس لواقع سياسي جديد في العراق يقوم على النسب الطائفية والعرقية ، والتي بدورها ستقضي على احد أهم عوامل الدولة المستقلة القوية وهي قوة القرار السياسي ، وقد خاض عملاء المحتل في هذه التقديرات من كل الأطراف ، وانزلق وراءهم المخلصون المغفلون في هذه التقديرات ولم يَدُرْ في خُلد احدهم انه يؤسس لتقسيم عرقي وطائفي  .

وهنا يجب أن لا ننسى الدور الخبيث الذي قام به السفير الأمريكي السابق في العراق المجرم نغروبونتي الذي جاءت به الإدارة الأمريكية نتيجة فشل الجيش الأمريكي في ترويض الشعب العراقي المسلم ، وهو خبير عصابات القتل والاغتصاب والخطف ، وهو من أرباب السوابق وله تجارب عديدة في دول أمريكا الجنوبية التي سيطرت عليها أمريكا بعصابات القتل والتخويف ، جاء الى العراق ومعه ما يقارب الثلاثة آلاف شخص في اكبر سفارة ، وغرفة عمليات في العالم ، وبعدها بدأت أعمال الخطف والقتل والاغتيال والتهديد  ، لدفع الشعب العراقي للارتماء في أحضان المحتل باختياره أهون الشرّين حسب الزعم الأمريكي ] ..

ولقراءة الحالة السياسية في العراق لابد من الوعي ببواعث اختيار شخصية برا يمر وهي شخصية محسوبة على المخابرات والأمن الأمريكي وقد .. [عين الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان ، بريمر سفيرا لبلاده في هولندا لمدة ثلاث سنوات منذ 1983. وفي عام 1986 عين سفير في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب ، حيث كان مسئولا عن تطوير وتنفيذ السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب التي تتبعها الولايات المتحدة ] (138)

[ .. وبهذا التعيين سيبعث بريمر بتقاريره مباشرة الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالرغم من أن من المعروف أن جارنر من الأصدقاء المقربين لرامسفيلد ]. (139)

ومن خلال موقعه الأمني سعى الهرمجدوني بريمرالى ترسيخ الواقع العسكري الأمريكي في العراق وكان منفذا لتعاليم زعماءه  بوش ونائبه دكتشني [ واشنطن ـ أف ب- اعترف البنتاغون بان الحاكم الإداري الأميركي  السابق في العراق بول بريمر اعتبر في أيار/مايو 2004 ان القوات العسكرية الأميركية لم تكن كافية لضمان امن البلاد لكن القادة العسكريين رأوا غير ذلك. ] .. [وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان من جهته ردا على أسئلة صحافيين ان الرئيس الأميركي جورج بوش :  يرى ان القرارات المتعلقة بعديد الجيش يجب ان تستند الى توصيات قادتنا على الأرض في العراق ـ وان  :  القادة على الأرض هم في الموقع الأفضل لاتخاذ القرارات المتعلقة بالقوات ــ  وهكذا أصبح بريمر بممارساته ..  وبحق ، «المندوب السامي» للعراق بالممارسة ــ  ولم يكشف بريمر في حينه علنا عن موقفه من هذا الموضوع . الا انه اثأر ضجة بعد بضعة أشهر من انتهاء مهمته عندما أعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2004 خلال منتدى ان الولايات المتحدة ” لم تملك يوما العدد الكافي من القوات في العراق ــ . وأكد بريمر ..عبر ” ان بي سي” انه أرسل في أيار/مايو 2003 دراسة وضعتها مؤسسة ” راند كوربوريشن ” الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أشارت الى ان عدد القوات الأميركية الضروري في العراق هو 500 الف عنصر وانه لم يتلق ردا على طلبه. ] (140)

وقد عمل برا يمر لتشكيل البديل العراقي  ممزقا فوضع على القوائم رجال هامشيين لا علاقة لهم في كثير من الأحيان بالتاريخ النضالي في العراق بل غلب هويتهم الطابع الوجهائي القبلي .. وهذا من شأنه خلق حالة إرباك وتمزيق في المركب الإجتماعي العراقي بما يتناغم مع تكريس احتلال العراق لأجيال وتهيئة المحتلين لنهب العراق والسيطرة المقبلة على جبل الذهب المرجو في هيلمان تعبوي مقبل للهرمجدون ، ولهذا كان تمزيق العراق هي القاعدة الضامنة لتحقيق أهداف الغزاة  ..  وكانت [ الفيدرالية التي يروج لها البعض ــ أدوات أميركا ـ في العراق ‘ تهدف بالدرجة الأساسية إلى التقسيم الطائفي ‘ وهو تقسيم عنصري, والعنصرية بحد ذاتها تعتبر وباء يهدد الوطن والشعب ] (141)

38 ــ مخاطر المشروع الفيدرالي العراقي

[ لقد بات المصير العراقي مهددا ليس فقط بتأثيرات المشروع الاستعماري الأميركي , ولكن أيضا بفعل المخططات والأطماع الإستراتيجية للقوى الإقليمية ، وهو ما زاد من مخاطر تعاظم حدوث سيناريو شبح التقسيم العرقي والطائفي في العراق.]  (142)

وقد استندت الحكومة الأمريكية على وصايا سدنتها وخبرائها  الصهاينة الماسون الكبار، وفي السياق تجئ [خطة هنري كيسنجر Kissinger الشرق الأوسط الكبير.  وهي الخطة التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر بتاريخ 16 حزيران 2005 على صحيفة [ يدعوت أحرونوت ] حول ضرورة تقسيم العراق كمخرج لحل الأزمات التي تواجهها الإدارة الأمريكية في العراق. حيث قال هنري : ولكي يكون الشرق الأوسط كبيراً , وهو الذي لا يمكن تغيير جغرافيته , ويمكن تطبيق سياسة دول الثواب والعقاب التي تحدث عنها , لابد أن تكون دول هذا الشرق الأوسط صغيرة وغير قابلة للحياة بمفردها , فلا بد من قوة عظمى تدعمها لتعيش وتبقى , تثيب الدولة الطائعة , وتعاقب الدولة العاصية , دون أن يتسبب ذلك في إرباك النظام العام في الشرق الأوسط الكبير, وهذا هو معنى دولة الثواب والعقاب ]. (143)

لذلك فلا مكان للدول الكبيرة في خارطة الشرق الأوسط الكبير, بل هو مشروع الدول الصغيرة , وما العراق وتقسيمه سوى البداية. ووفق هذا التصور التجزيئي فقد سجل الدبلوماسي الأمني برايمرفي كتابه وهو بعنوان «عامي الوحيد في العراق : الصراع من أجل بناء مستقبل للأمل»: قال :  [ لم نجد شخصية عراقية أمينة ووطنية تحكم عراق ما بعد صدام ] (144)

وهذا التصريح يشير بوضوح الى اعتماده على مجموعات عراقية متغربة في العراق وهم المنصبين على التوالي في حكومة العراق المرشحة أمريكيا .

39 ــ الحروب الصليبية وجهة الزيف البوشوي :

: ألقي الرئيس الأمريكي : جورج 2 بوش  خطابا أمام الكونجرس عن [ حال الاتحاد اليهودي المسيحي] بتاريخ 29/1/2002 وقد تضمن تفصيلات خطيرة عن الخطط المستقبلية للسياسة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي.. والعجيب ان إعلامنا العربي تجاهله ولم يتطرق لمضامينه وبين يدي ترجمة لهذا الخطاب نشرتها صحيفة الخليج انقل لكم مقتطفات منها .. يقول الرئيس الأمريكي

[ السيد الرئيس أعضاء الكونجرس , المواطنون الأمريكيون : أود بكل اعتزاز ان أقول لكم ان حال الاتحاد المسيحي اليهودي الأبيض والثري قوية تماما ولم يحدث أبدا في تاريخنا ان كانت القوة الأمريكية والهيمنة الأمريكية والقيم الأمريكية قوية ومهابة ومحترمة ومقبولة في العالم كما هي اليوم .
فاليوم يوجد العلم الأمريكي والقوات المسلحة الأمريكية و وكالة الاستخبارات المركزية [ سي آي إيه ] ومكتب التحقيقات الفيدرالي في أكثر من 100 دوله لضمان السلام والإذعان والتحرر من الخوف والإرهاب … وينبغي ان يكون الأمريكيون فخورين بي وبحكومتهم وبرجال القوات المسلحة ونساءها الذين يضحون بمباهج الحياة من اجل ضمان استمرار أسلوب حياتنا الأمريكية… إنني فخور ان أبلغكم ان طالبان قد انتحرت وان كابول تحررت وان أسامة بن لادن والملا محمد عمر أما ان يكونا قد قتلا أو أنهما يحتضران أو يختفيان ولكن ليس لوقت طويل إذ إنني مصمم على تقديمهما للعدالة حيين اوميتين  …  وان أبلغكم ان النساء  الأفغانيات تخلين عن براقعهن الى الأبد وان الفتيات الأفغانيات رجعن الى المدارس ليطالعن ” كيف ظفرنا بالغرب الأمريكي” وان رمز الحضارة الغربية الثقافي الأكثر أهمية وهو التلفزيون عاد للحياة الأفغانية والأفغان سعداء الآن وأحرار في التنقل في بلادهم لزراعة الأفيون !!
وعلى الرغم من ان الحرب في أفغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقا طويلا ينبغي ان نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية ولن نتوقف الى ان يصبح كل عربي ومسلم مجردا من السلاح وحليق الوجه وغير متدين ومسالما ومحبا لأمريكا  ولا يغطي وجه امرأته نقاب !!!!
إنني مصمم على استخدام جميع مواردنا لتحقيق ذلك قبل انتخابي لفترة رئاسية ثانيه… وقد اهتمت إدارتي بوضع سياسة طاقة قومية تحت إشراف نائب الرئيس” تشيني” وسنبدأ على الفور بالحفر في أرجاء أراضينا للتنقيب عن النفط وسنبدأ العمل في مشروع طموح لبناء خط أنابيب مباشر تحت الماء من السعودية والخليج وإيران والعراق الى نيويورك وعلى نفقتهم !! لضمان إمدادات نفطية غير منقطعة .
لقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم ليصبح على صورتنا !. وبفضل إلهنا ـ اله اليهود الماشياح يهوه ـ  سنقوم نحن شعوب العالم من الجنس الأبيض المتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة والودودة والتحررية على عالم جائع لأموالنا ورسالتنا..!!. ولن يخضع الرجال بعد الآن لشرط إطلاق اللحى ولن تخضع النساء لشرط تغطية وجوههن وأجسادهن !!!!  ومن الآن فصاعدا يحق للعالم تناول الخمر والتدخين وممارسة الجنس السوي أو الشذوذ الجنسي بما في ذلك سفاح القربى واللواط والخيانة الزوجية !! والسلب والقتل ومشاهدة الأفلام والأشرطة الخلاعة داخل فنادقهم أو غرف نومهم !!  وبالنسبة لشركاتنا التى تنتج مثل هذه المنتجات فسيحق لها الوصول من دون اي عقبات للدول المتخلفة التى منعت تلك الحريات عن شعوبها .
إنني آمل ان أكون قد حافظت على إرث آل بوش حيا بمحاربة العرب والمسلمين طيلة عشر سنوات لضمان استمرار الفوضى في بلادهم !!! ولن يجبرنا ملك أو أمير عربي نفطي على تحسين كفاية وقود سياراتنا المتطورة وهذا لن يحدث وأنا رئيس للولايا ت المتحدة وعلى العكس سيضطرون لزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار ] انتهى . لمراجعة النص الأصلي للخطاب بالانجليزية على الرابط التالي  : (145)

.. وهذه باختصار الحرب الصليبية التي يقودها 2 بوش مع العالم الإسلامي  .. وهذه ثقافته الدجال الماسونية وربه المعبود .. وهذه هي إسرائيل الماشيحانية التي تمنحه البركة بعد كل مجزرة و بركة دم ..

[وظهر بجلاء فيما بعد أن ـ إسرائيل ـ هي الدولة الوحيدة التي استفادت من إعلان الرئيس الأمريكي الحرب الصليبية العالمية على العرب والمسلمين . وتأتي بعدها الولايات المتحدة التي قررت الهيمنة على العالم وأمركته ونهب النفط العراقي. ] ــ ونرى في مبحثنا أن سقوط بوش وإسرائيل معبوده ستكون بدايتها في العراق ، وقد ـ [ .. أعاد المحلل البريطاني دران بشير تكرار قول الرئيس ريتشارد نيكسون إلى بات بوكنان عندما كان رئيساً  [إن نهاية إسرائيل ستكون مثل الإمبراطورية الرومانية صعوداً ثم هبوطاً إلى الهاوية ].

ويتوقع اليهودي رون ينز في مجلة كومنتري اليهودية  [ نهاية إسرائيل كما انتهت الممالك الصليبية في فلسطين وبقية بلاد الشام   ]. ـ ونرى وعد النهاية وزمن الآخرة قد اقترب ـ هذا و إن الإستراتيجية الصهيونية والتحالف المسيحي والمحافظين الجدد وإدارة الرئيس بوش تقود الولايات المتحدة إلى المواجهة مع البلدان العربية والإسلامية وشعوب العالم، لأن مشروع الشرق الأوسط الكبير نوع من الوصاية على المنطقة ويهدف إلى الهيمنة عليها واستغلال ثرواتها النفطية ، ولا يهدف إلى الإصلاح على الإطلاق بل احتواء المنطقة عبر عملية الدمج بين التكنولوجيا الإسرائيلية والمال العربي واليد العاملة العربية الرخيصة لتصبح إسرائيل المركز والقائد للنظام الإقليمي الجديد ولإعادة صياغة عقل وروح وفكر الإنسان العربي والمسلم بالقضاء على الثقافة العربية الإسلامية وأمركة المنطقة وصهينتها.  ] (146)

وهكذا يختبئ  الرئيس الصليبي بروحه المهزومة في العراق وهو يحمل كل يوم عشرات النعوش لجنوده المحتلين المرتزقة ، ولا يخفي عداوته الصليبية للإسلام والتوحيد وهو يتصرف بهستيريا مشينة وفي إباحية ماسو نية حاقدة .. كاشفا عن طبيعة الهرمجدون الملطخة بالدم واليورانيوم .. فها هو يقود شعوب الغرب بروح الكوبوي ، لتحقيق وجهته لتتريه جديدة وكأنه جنكيزخان جديد !!  يبيد دور العلم ومراكز الأبحاث ويدمر التراث والمتاحف وينهب عملاء الموساد  التحف والمنقولات الأثرية الى متاحف إسرائيل في حملة تزييف لثقافتنا وأصولنا ..هاهي هرمجدونية بوش تلاحق من لجان اليونسكو والإنتربول الدولي لإعادة التراث لمواقعه !! وعملاء أميركا الناهبين يغطون بعساكر بوش .. فيما يكرس الجمع الماشيحاني  ثقافة بروتستانتية تبشيرية جديدة تقوم كالروس القدامى على بلشفة ومنشفة العقل العربي وتدمير المحتوى والرصيد الحضاري الإسلامي  في الأمة …

40 ــ بعثات تبشيرية أميركية تتجه للعراق :
وما أشبه اليوم  بالبارحة .. حين وجهت أول حكومة ماسو نية أميركية إرسالياتها في الأمريكتين ومعهم السيوف والمناجل وأناجيل بولس  لقتل عشرات الملايين من الهنود الحمرفي مجازر جماعية فظيعة .. وهم اليوم كما عمق التاريخ يوجهون هذه الإرساليات لإحداث مسخ شامل للمسلمين وإبادة من يرفض دينهم الماشيحاني المزيف  .. وهو إما أن تكون مع المسيخ الدجال رب بوش الذي يتلقى منه التعاليم بسحق البشر وهو الذي يراه في المنامات يعطيه الأوامر لنشر الانحلال وقتل أهل الشرائع من النصارى وحتى يهود العراق واتهام القوى المجاهدة بالقتل والإرهاب .. ويكرس وجوده أمينا زائفا ومكشوفا في حكومة سيده النبي الكذاب ، وهو الذي حذر منه السيد المسيح بن مريم عليه السلام في إنجيل متى ..

وقد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن جراهام : [ أكثر الزعماء المسيحيين تأثيرا في الولايات المتحدة ، ولا يخفي أبدا حقيقة أنه يرى الإسلام   [ دينا في منتهى الشر ]. يتأهب ــ الماشيحاني ــ جراهام لمد أنشطته الخيرية إلى العراق ، وإرسال العديد من ممثليه الكنسيين مسلحين بالأناجيل والأغذية لمساندة العراقيين في معاناتهم الحالية. ولا يقتصر الأمر على جراهام ، فهناك منظمات مسيحية أخرى مثل الكنيسة المعمدانية الجنوبية التي تعتبر أكبر كنيسة بروتستانتية أمريكية والتي ساندت العدوان على العراق ، أعلنت أنها مستعدة هي أيضا للعمل في العراق. وبعيدا عن تقديم العون المادي للشعب العراقي فإن القضية الأساسية ــ  كما قال المتحدث باسم الكنيسة المعمدانية الجنوبية ــ هي [ الوصول إلى الحرية الحقيقية مع يسوع المسيح ] ...
وقد أثار المسيحيون أصحاب الأنشطة الخيرية بدعوتهم هذه ثائرة المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
ويقول إبراهيم هوبر:

من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن من غير المنطقي لشخص يعتبر الإسلام [ دينا شريرا ] أن يساعد المسلمين في العراق. ويتساءل هوبر :

[ أليس هدف جراهام في الحقيقة هو أن يقتفي أثر جيش غاز في العراق وأن يجعل السكان يعتنقون المسيحية ] ويولد جراهام على الفور انطباعا ” بحملة صليبيه “.

وحذر نقاد آخرون من أن أي نشاطات تبشيرية تقوم بها الكنائس الأمريكية من شأنها وحسب أن تعرض للخطر العلاقات المتوترة أصلا مع بغداد.
ويتمتع فرانكلين بصلات جيدة مع البيت الأبيض ، وقد قال فور أحداث سبتمبر في 11 ” من فجّر هذه المباني ليسوا لوثريين ولا منهجيين إصلاحيين ، وإنما هم مسلمون“.
ومنذ قدم جورج بوش الشكر لبيلي جراهام على تبنيه القيم المسيحية الخالصة في الثمانينات ، وحظي بيلي وابنه فرانكلين بصلات جيدة مع بوش وإدارته. وقد تلا فرانكلين صلوات الابتهال عند تولية بوش رئيسا للولايات المتحدة. ] مصدر الخبر : ميد ايست. (147)

41 ــ الماشيحانية هل تحقق إسرائيل الكبرى ؟

: إذاً ، فأمريكا غزت العراق من أجل تأمين الدولة الصهيونية كقوة عظمى وحيدة في المنطقة ، وطَمْس هوية العراق العربية والإسلامية ، وقطع كل صلاته بالأمة الإسلامية وتاريخها من خلال إحلال مشروع التهويد والتطبيع الصهيوني والضغط  على الحكومة والأحزاب العراقية لقبول التعاون الأمني و الاقتصادي مع الشركات الأمنية في العراق .. وقطع كل علاقة للعراق بالدول الإسلامية ويمثل هذا الخط المشبوه قطاع كبير من السياسيين المتغربين الذين جاءت بهم أميركا وبريطانيا على ظهر الدبابات الأمريكية .. ولهذا كان الحضور المخابراتي الهرمجدوني الصهيوني واضحا وأشير له في محافل متعددة ..

وقد أفرغ الكيان الماشيحاني العبري حقده على المسلمين في العراق .. راسما معالم هرمجدونيته وأساطيره الزائفة على أجساد المسلمين في العراق ، ولا يخفى دوافعه ومبرراته التاريخية المعقدة  بكل حقد تاريخي في التعذيب والتحقيق في السجون العراقية وسجن أبو غريب تحديدا !!   ولهذا فقد تركت المخابرات الأمنية الصهيونية الماشيحانية بصماتها الدموية مع القوات الأمريكية ، والأخيرة لم تخف طلبها الرسمي لخبراء صهيونيين لهم خبرات قمعية في مواجهة الانتفاضة مع الفلسطينيين ، ومواجهة القمع الجماهيري وحرب الشوارع وكذلك كانت صورة الجندي الأمريكي صورة دموية لتفاعلات الجيش الصهيوني في فلسطين !!

مراجع الحلقة الرابعة

********************

(112) سفر صفـنيا : الإصحاح : 2/ 1 ــ 3 التطبيقي ص 1814

(113) أشعياء : الإصحاح 3/ 1 : 11

(114) التفسير التطبيقي للكتب المقدس: ص 1384 1385 (مصدر سابق) = أنظر تفسير الكتاب المقدس ج4/33 ط.1/1988 دار منشورات النفير .. بيروت

(115) أرميا 2/ 22  التفسير التطبيقي للكتاب المقدس

(116) أرمياء1/8

(117) ارميا  3/2 ـــ 9

(118) حزقيال 24/13

(119) حزقيال 3/8

(120) إرمياء : 57/4

(121) حزقيال: 21/26:27

(122) أشعياء : 5/ 26

(123) أشعياء: 41/30

(124) أشعياء: 42/29

(125) كتابنا: أهل البيت: الولاية، التحدي، المواجهة (باب التحدي والمواجهة ودور الأبدال في المواجهة)

(126) كتاب الفتن لابن حماد ص 271

(127) الحرب العالمية الثالثة بين الإسلام والغرب ص 53

(128) سفر ارميا : الإصحاح 10/ 22 طبعة  التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1497

(129) نفس المصدر : الإصحاح 6/22 نفس المصدر السابق  ص 1489

(130) نفس المصدر : الإصحاح : 31/27 ص 1531

(131) مراثي ارميا : الإصحاح الأول: 1/ 1-3  المصدر السابق .. ص 1574

(132) نفس المصدر : 1/ 8 ــ 9 ص 1574

(133)  نفس المصدر: 1/15 ــ 17 ص1575

(134) نفس المصدر : 2/  2 ــ 5  ص 1576″ بمشيئة الله سنفصل الموضوع في كتابنا :

” الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية “

[135] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2788

[136] عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ج24/317  رقم 17/7119.

(137) http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb [ بتصرف من المؤلف ]

(138) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_2997000/2997455.stm

(139) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_3009000/3009411.stm

(140) http://www.masrawy.com/News/2006/MidEast/AFP/January/10/0601100934423901139.aspx

(141) منذر حسن أبودان munthernet@hotmail.com الحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21

(142) نفس المصدر السابق

(143) منذر حسن أبودان : munthernet@hotmail.comالحوار المتمدن – العدد: 1833 – 2007 / 2 / 21

(144) http://www.almughtarib.com/index.php?option=com   _

(145) http://www.mediamonitors.net/khodr60.html

(146) الشرق الأوسط الكبير: نفس المصدر السابق

بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية : منشورات اتحاد الكتاب العرب :  دمشق – 2005 ص 58 ، 59)

(147) http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=62&msg=1134510073

تمت الحلقة الرابعة  بحمد الله تعالى

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ

محمد حسني البيومي الهاشمي

” محمد نور الدين “

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________